Admin
28-06-2010, 11:33 PM
- 1 -
الإمام ناصر محمد اليماني
01 - 11 - 1430 هـ
20 - 10 - 2009 مـ
09:43 مساءً
ـــــــــــــــــــ
ردُّ الإمام المهديّ إلى محمدٍ المساوى: لقد سبقت فتوانا بالحقِّ عن شأن الحوثي ..
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسَلين وآلهِ التوّابين المُتطهرين والتابعين للحقّ إلى يوم الدين..
أخي الكريم محمد المساوى، فهل تريد الحَقّ أم الباطل؟ ولكنّ الحَقّ أحق أن يُتّبع، ويا أخي الكريم لقد سبقت فتوانا بالحقِّ عن شأن الحوثي وأراك تقول لي أن أحترم رأيك، ولكني الإمام المهديّ لا أقبل فتوى في الدين بالرأي والاجتهاد بالظنّ الذي لا يُغني من الحَقّ شيئاً، وكذلك أنتم لم يَفرض عليكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني أن تحترموا رأيه لأنّي لا ولن أفتيكم برأيي، وأعوذُ بالله أن أنطق بالفتوى في شأن الدين ومصير المسلمين بالرأي والاجتهاد بالظنّ الذي لا يُغني من الحَقّ شيئاً.
وسبقت فتوانا بعلم: إنَّ الحوثي رأيتُه على ضلالٍ مبين، وأدعو الله بحقّ لا إله إلا هو وبحقّ رحمته التي كتب على نفسه وبحقّ عظيم نعيم رضوان نفسه أن لا ينصره على اليماني قائد ثورة الوحدة بين صنعاء وحضرموت، وذلك لأنّي أعلمُ علم اليقين أنّ اليماني الذي يقوم بالتمهيد لظهور المهديّ بوحدة اليمنين حتى صار يمناً واحداً لأنّ اليمن سوف يكون عاصمة الخلافة الإسلامية، وعلّمكم محمد رسول الله - صلَّى الله عليه وآله وسلَّم - عن علامة إتمام نوره بعصر بعث المهديّ المُنتظَر، وجعل العلامة هي الوحدة بين صنعاء وحضرموت إشارة إلى وحدة اليمنين شمالاً وجنوباً من بعد الحروب الدامية بين اليمنين، ومن بعد الوحدة اليمانية يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت آمناً من بعد الوحدة اليمانية. وأقسمَ محمدٌ رسول الله - صلَّى الله عليه وآله وسلَّم - وقال:
[والله ليتمن هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله أو الذئب على غنمه ولكنكم تستعجلون] صدق محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم.
وإنما أخبر الذين استعجلوا بميلاد المهديّ المنتظَر قبل قدره المقدور بأكثر من ألف عام، ولذلك قال عليه الصلاة والسلام: [ولكنكم تستعجلون]، وصدق محمدٌ رسول الله - صلَّى الله عليه وآله وسلَّم - بالفتوى الحَقّ إلى الذين استعجلوا ميلاد المهديّ المنتظَر وبعثه قبل قدره المقدور في جيل وعصر الظهور، وكما قلنا إنّ الذي لا ينطق عن الهوى قد أخبركم بعلامة تعلمون بها عصر الظهور للمهديّ المنتظَر وهي وحدة اليمنَين شمالاً وجنوباً حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت آمناً، وإنّما ذلك إشارةٌ جليّةٌ لوحدة عاصمة الخلافة الإسلاميّة (بإذن الله) اليمن، فإذا سار الراكب من صنعاء إلى حضرموت آمناً من بعد حرب اليمنَين وترسيخ وحدته فتلك علامة تُنبِّئكم أنّكم في عصر ظهور المهديّ المنتظَر الذي يُتم الله بظهوره نوره ولو كره المجرمون ظهوره.
والسؤال الذي يطرح نفسه يا معشر الشيعة الاثني عشر: من الشخص الذي قام بثورة الوحدة اليمانيّة فانتصر بترسيخ الوحدة بين صنعاء وحضرموت؟ وجواب ذلك تجدونه بالحقِّ على الواقع الحقيقي: إنّه اليماني علي عبد الله صالح رئيس اليمن الحالي، وذلك هو اليماني المُمهد في عصر الظهور، ولم ينجح إلا في مهمته المُقدّرة في الكتاب بتأسيس وحدة عاصمة الخلافة الإسلاميّة، ألا والله الذي لا إله غيره لا ولن يُسلّم راية اليمن عاصمة الخلافة الإسلاميّة إلى المهديّ المنتظَر إلا الرئيس علي عبد الله صالح، وأشهدُ الله الذي لا إله غيره ولا أخشى سواه إنّي لا أقول ذلك لكي آمن مكر علي عبد الله صالح فالله يعصمني من شرّه ومن شرّ الحوثيين والناس أجمعين حتى يُتمّ اللهُ بعبده نورَه على العالمين. ولا ينبغي للمهديّ المنتظَر الحَقّ من ربّكم أن يجامل أو يُداري في الحَقّ ولا أخافُ في الله لومة لائم، ولكنّي أعلمُ من الله أنّ الذي سوف يُسلّمني راية الوحدة اليمانيّة عاصمة الخلافة الإسلامية هو الرئيس علي عبد الله صالح، ولم يأمر الله المهديّ المنتظَر أن يقوم بانقلابٍ عليه في الكتاب أو على أي حاكمٍ من حكام المسلمين، ولا ولن أتسبّب في سفك دماء مسلم لكي يتمّ ظهوري، ولا ينبغي لي أن أخالف أمر ربي لأنّي أعلمُ أنّ اليماني المُمهِّد سوف يسلّم الراية عن اقتناع، إما أن يكون باقتناع شخصيّ أو يظهرني الله عليه وعلى كافة حكام العالم في ليلة وهم صاغرون، وما على المهديّ المنتظَر إلا البلاغ بالبيان الحَقّ للقرآن العظيم وأنذرهم بأساً من الله شديداً إن لم يعترفوا بأمري، وكذلك أفصّل للمسلمين فتنة المسيح الكذاب لأنقذهم من فتنته، وسوف يتبيّن لهم كثيراً من آيات البيان الحقّ على الواقع الحقيقي في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبيّن للناس أجمعين أنّهُ الحَقّ من ربّهم، تصديقاً لقول الله تعالى: {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ۗ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ﴿٥٣﴾} صدق الله العظيم [فصلت].
ولكنّ الذين يقولون على الله ما لا يعلمون يحصرون هذه الآية على أهل العلم منهم، ولكنّ الله يخبر بالإيمان للناس أجمعين بالذكر الحكيم في عصر المهديّ المنتظَر الذي يبيّن لهم أشراط الساعة الكُبر فتحدث على الواقع الحقيقي واحدةٌ تلو الأخرى، فتدرك الشمس القمر ويسبق الليل النهار بسبب مرور كوكب سقر الذي سوف يمرّ على أرض البشر، وكذلك بعث أصحاب الكهف والرقيم ليعلموا أنّ وعد الله حقّ وأنّ الساعة آتيةٌ لا ريب فيها، تصديقاً لقول الله تعالى: {وَكَذَٰلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لَا رَيْبَ فِيهَا إِذْ يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ ۖ فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِم بُنْيَانًا ۖ رَّبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ ۚ قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَىٰ أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِم مَّسْجِدًا ﴿٢١﴾} صدق الله العظيم [الكهف].
وفي هذا الموضع بيّن الله للناس حدوث شرطٍ من أشراط الساعة الكبرى ليعلموا أنّ وعد الله حقّ بنصر المهديّ المنتظَر لإتمام نوره، ويعلمُ العالم بأسره في عصره أنّ الساعة آتيةٌ لا ريب فيها؛ وذلك المقصود من قول الله تعالى: {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ۗ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ﴿٥٣﴾} صدق الله العظيم [فصلت].
فأما المقصود بقول الله تعالى: {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ} وذلك حقيقة كوكب سقر الذي سوف يمرّ على أرض البشر ليلة يسبق الليل النهار. تصديقاً لبيان آيات القرآن العظيم بالحقِّ على الواقع الحقيقي، وأما المقصود من قول الله تعالى: {وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الحَقّ} وتلك آيات للبشر من أنفسهم عجباً وذلك أصحاب الكهف والرقيم المسيح عيسى ابن مريم الحَقّ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم، وذلك لأنّ بعثه من أشراط الساعة الكبرى وكذلك بعث أصحاب الكهف من أشراط الساعة الكبرى آيات جعلها الله من أنفسهم عجباً وأشدّ عجباً هم أصحاب الكهف لأنّهم من الأمم الأولى من الذين كانوا يعمِّرون آلاف السنين وزادهم الله في الخلق بسطةً بفارقٍ كبيرٍ على أمم اليوم، فانظر إلى زمن دعوة نبيّ الله نوحٍ في قومه حتى جاءهم عذاب الله بالطوفان، وقال الله تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَىٰ قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ ﴿١٤﴾} صدق الله العظيم [العنكبوت].
وهُنا يتوقّف أولو الألباب للتفكّر والتّدبر فيقولون إنّ الله قد زاد الأمم الأولى بسطةً في العمر على أمم البشر اليوم، ويعلمون ذلك من خلال فتوى الله في مُحكم كتابه: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا} صدق الله العظيم. وليس ذلك عُمر نبيّ الله نوح؛ بل عمر دعوته لقومه إلى عبادة الله وحده لا شريك له، فلبث يدعوهم ألف سنةٍ إلا خمسين حتى أخذهم الطوفان وهم ظالمون، فأغرقهم الله جميعاً إلا من ركب معه في السفينة المباركة.
ثم يتساءل أولو الألباب فيقولون: "فما دام الله زاد تلك الأمم بسطةً في العمر فهل يا ترى زادهم الله كذلك بسطةً في الخلق في أجسامهم فجعل أجسامهم عملاقة، أم مثلنا نحن أمم اليوم من البشر؟". ثم يجد فتواه في قول الله تعالى على لسان نبيّ الله هود في قصص القرآن العظيم. وقال الله تعالى: {لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَىٰ قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّـهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـٰهٍ غَيْرُهُ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ﴿٥٩﴾ قَالَ الْمَلَأُ مِن قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ﴿٦٠﴾ قَالَ يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي ضَلَالَةٌ وَلَـٰكِنِّي رَسُولٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ ﴿٦١﴾ أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَأَنصَحُ لَكُمْ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّـهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴿٦٢﴾ أَوَعَجِبْتُمْ أَن جَاءَكُمْ ذِكْرٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَلَىٰ رَجُلٍ مِّنكُمْ لِيُنذِرَكُمْ وَلِتَتَّقُوا وَلَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴿٦٣﴾ فَكَذَّبُوهُ فَأَنجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا ۚ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا عَمِينَ ﴿٦٤﴾ وَإِلَىٰ عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا ۗ قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّـهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـٰهٍ غَيْرُهُ ۚ أَفَلَا تَتَّقُونَ ﴿٦٥﴾ قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ وَإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الْكَاذِبِينَ ﴿٦٦﴾ قَالَ يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي سَفَاهَةٌ وَلَـٰكِنِّي رَسُولٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ ﴿٦٧﴾ أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَأَنَا لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ ﴿٦٨﴾ أَوَعَجِبْتُمْ أَن جَاءَكُمْ ذِكْرٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَلَىٰ رَجُلٍ مِّنكُمْ لِيُنذِرَكُمْ ۚ وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِن بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَسْطَةً ۖفَاذْكُرُوا آلَاءَ اللَّـهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴿٦٩﴾ قَالُوا أَجِئْتَنَا لِنَعْبُدَ اللَّـهَ وَحْدَهُ وَنَذَرَ مَا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا ۖ فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ ﴿٧٠﴾ قَالَ قَدْ وَقَعَ عَلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ رِجْسٌ وَغَضَبٌ ۖ أَتُجَادِلُونَنِي فِي أَسْمَاءٍ سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَاؤُكُم مَّا نَزَّلَ اللَّـهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ ۚ فَانتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُم مِّنَ الْمُنتَظِرِينَ ﴿٧١﴾ فَأَنجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا وَقَطَعْنَا دَابِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا ۖوَمَا كَانُوا مُؤْمِنِينَ ﴿٧٢﴾} صدق الله العظيم [الأعراف].
فانظر لفتوى الله عن أجساد الخلق لقوم عاد في محكم كتاب الله {وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَسْطَةً} صدق الله العظيم، فبما أن الله زادهم بسطةً علينا في العمر فكذلك تجد الفتوى الحَقّ إن الله زادهم بسطةً في الخلق فجعل أجسادهم عملاقة، فإذا أراد أحدهم أن يتناول عنقود التمر من أعلى أعجاز النخل فإنه يستطيع أن يتناوله وهو قائم، نظراً لأن طولهم كأعجاز النخل. ولكنّ أمم اليوم لا بد لهم أن يتسلّقوا جذع النخلة العملاق. إذاً الفرق بين طولنا وطولهم كالفرق بين أعجاز النخل وطولنا، ولذلك شبّههم الله بأعجاز النخل في الطول، وجاء الوصف في طول قوم عادٍ وقال الله تعالى: {وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ ﴿٦﴾ سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَىٰ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ ﴿٧﴾ فَهَلْ تَرَىٰ لَهُم مِّن بَاقِيَةٍ ﴿٨﴾} صدق الله العظيم [الحاقة].
ولكن انظروا لقول الله تعالى: {فَهَلْ تَرَىٰ لَهُم مِّن بَاقِيَةٍ ﴿٨﴾} صدق الله العظيم، وذلك لأنّ الله يعلمُ إنَّ من أمَّة اليوم من سوف يعثر على هياكل عظيمةٍ من بقايا قوم عادٍ بالمملكة العربيّة السعوديّة لتكون من آيات التصديق للبيان الحَقّ للقرآن العظيم الذي أنزله الله على خاتم الأنبياء والمرسَلين محمد صلى الله عليه وآله وسلم، فإذا أجسادهم كما وصف القرآن العظيم بدقةٍ متناهيةٍ برغم إنّه لم يرَ لهم من باقية حتى يصفهم بهذه الضخامة في القرآن العظيم، ثم يعلم أولو الألباب من الناس إنّ القرآن حقاً تلقّاه محمدٌ رسول الله من لدُن عليمٍ حكيمٍ، وكذلك فيؤمنوا بما جاء به محمداً - صلَّى الله عليه وآله وسلَّم - معلم القرآن، ويؤمنوا بناصر محمد الإنسان الذي علَّمه الله البيان الحَقّ للقرآن لأنّ تلك الآيات كذلك من أنفسهم عجباً كما عجب خليقة أصحاب الكهف.
وإلى البيان الحَقّ لهياكل من قوم عادٍ تجدونه الحَقّ على الواقع الحقيقي، وقد عثر على هياكل من قوم عاد الخبراءُ الأجانب من موظفي أرامكو بالمملكة العربية السعودية بالربع الخالي، فأخبروا بذلك السلطة الحاكمة، ومن ثم طلبت السلطة فتوى من علماء الدين بالمملكة العربية السعودية وقالوا: "إنّ للميت حُرمته فلا يجوز نبشهم وإخراجهم للناس"! ولكنه لا يجوز كتم آيات التصديق للبيان الحَقّ للقرآن العظيم عن العالمين، فلو أظهروهم للناس حتى يروا حقائق آيات القرآن العظيم ثم يعيدوهم. ولكنهم قالوا إنّ للميت حُرمته لأنّهم أصلاً لا يعلمون إنّ ذلك لمن حقائق آيات البيان الحَقّ على الواقع الحقيقي لكتاب الله، ثم اضطر علماء الأثار إلى أن يدفنوهم ولكن قام بتصويرهم خبراء الآثار من الأجانب وتمّ نشرها للناس عبر الإنترنت العالميّة، ولكنّ شياطين البشر سوف تجدونهم يصدون عن ذلك صدوداً كبيراً ويحاولون التشكيك في هذه الصور الحَقّ ولكنّها من آيات التصديق بالبيان الحَقّ على الواقع الحقيقي، فما يدريهم عن أجساد قوم عاد؟ بل والله لدرجة أنّ أعداء الله يقومون بتصغير الأجساد العملاقة، وتصغيرها حتى يشكّكوا الباحثين عن الحَقّ في حقيقة آيات الكتاب على الواقع الحقيقي لأنّهم يريدون أن يطفئوا نور الله ويأبى الله إلا أن يُتمّ نوره ولو كره المجرمون.
فانظر إلى بيان الأجساد العملاقة في الكتاب على الواقع الحقيقي إن كنتم تؤمنون بالقرآن العظيم، فكم فصّلنا البيان الحَقّ تفصيلاً وآتيناكم بالبرهان المبين لطول أعمار الأمم الأولى من محكم كتاب الله في قول الله تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَىٰ قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ} صدق الله العظيم. وكذلك آتيناكم بالبرهان المبين من محكم الكتاب العظيم أنّ الله زادهم عليكم بسطةً في خلق هياكلهم العملاقة، تصديقاً لقول الله تعالى: {وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَسْطَةً} صدق الله العظيم. ومن ثم آتيناكم بقدر طولهم بالتشبيه الحَقّ لطول قوم عاد في محكم كتاب الله إنّ طولهم طول النخل؛ تصديقاً للتشبيه الحَقّ لأجسادهم العملاقة بطول النخل؛ تصديقاً لقول الله تعالى: {وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ ﴿٦﴾ سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَىٰ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ ﴿٧﴾ فَهَلْ تَرَىٰ لَهُم مِّن بَاقِيَةٍ ﴿٨﴾} صدق الله العظيم [الحاقة].
ولكن المُشكّكين الذين يريدون أن يُطفئوا نور الله تجدونهم يصدّون عن حقيقة البيان صدوداً بكل حيلةٍ ووسيلةٍ، ويحاولون التشكيك في البيان الحَقّ الذي يجده الناس حقاً على الواقع الحقيقي. لعنهم الله بكُفرهم وأعدّ لهم عذاباً مهيناً. وقال الله تعالى: {يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللَّـهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّـهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ﴿٣٢﴾ هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ ﴿٣٣﴾} صدق الله العظيم [التوبة].
فهل تريدون الحق؟ فالحق أحق أن يُتّبع، ومن أعرض عن الحَقّ من بعد ما تبيّن له أنّه الحَقّ فالحكم لله وهو أسرع الحاسبين.
وأما بالنسبة لأجساد أصحاب الكهف فهم بشحمهم ولحمهم نائمون بكهفهم في اليمن في محافظة ذمار في قرية الأقمر بجانب بيت رجل يدعى محمد سعد ولكنّه يصدّ الناس عنه لجهله وقلّة دينه، وقد فصّلنا للحكومة خبر أصحاب الكهف تفصيلاً وأخبرناهم بتابوت السكينة ومكانه ومن فيه إن أرادوا أن يتبيّنوا هل ناصر محمد اليماني ينطق بالحقِّ أم كان من اللاعبين، وأعوذ بالله أن أكون من الجاهلين.
وسلامٌ على المرسَلين، والحمد للهِ ربّ العالمين ..
أخو المسلمين الإمام المهدي؛ ناصر محمد اليماني .
_____________
الإمام ناصر محمد اليماني
01 - 11 - 1430 هـ
20 - 10 - 2009 مـ
09:43 مساءً
ـــــــــــــــــــ
ردُّ الإمام المهديّ إلى محمدٍ المساوى: لقد سبقت فتوانا بالحقِّ عن شأن الحوثي ..
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسَلين وآلهِ التوّابين المُتطهرين والتابعين للحقّ إلى يوم الدين..
أخي الكريم محمد المساوى، فهل تريد الحَقّ أم الباطل؟ ولكنّ الحَقّ أحق أن يُتّبع، ويا أخي الكريم لقد سبقت فتوانا بالحقِّ عن شأن الحوثي وأراك تقول لي أن أحترم رأيك، ولكني الإمام المهديّ لا أقبل فتوى في الدين بالرأي والاجتهاد بالظنّ الذي لا يُغني من الحَقّ شيئاً، وكذلك أنتم لم يَفرض عليكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني أن تحترموا رأيه لأنّي لا ولن أفتيكم برأيي، وأعوذُ بالله أن أنطق بالفتوى في شأن الدين ومصير المسلمين بالرأي والاجتهاد بالظنّ الذي لا يُغني من الحَقّ شيئاً.
وسبقت فتوانا بعلم: إنَّ الحوثي رأيتُه على ضلالٍ مبين، وأدعو الله بحقّ لا إله إلا هو وبحقّ رحمته التي كتب على نفسه وبحقّ عظيم نعيم رضوان نفسه أن لا ينصره على اليماني قائد ثورة الوحدة بين صنعاء وحضرموت، وذلك لأنّي أعلمُ علم اليقين أنّ اليماني الذي يقوم بالتمهيد لظهور المهديّ بوحدة اليمنين حتى صار يمناً واحداً لأنّ اليمن سوف يكون عاصمة الخلافة الإسلامية، وعلّمكم محمد رسول الله - صلَّى الله عليه وآله وسلَّم - عن علامة إتمام نوره بعصر بعث المهديّ المُنتظَر، وجعل العلامة هي الوحدة بين صنعاء وحضرموت إشارة إلى وحدة اليمنين شمالاً وجنوباً من بعد الحروب الدامية بين اليمنين، ومن بعد الوحدة اليمانية يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت آمناً من بعد الوحدة اليمانية. وأقسمَ محمدٌ رسول الله - صلَّى الله عليه وآله وسلَّم - وقال:
[والله ليتمن هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله أو الذئب على غنمه ولكنكم تستعجلون] صدق محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم.
وإنما أخبر الذين استعجلوا بميلاد المهديّ المنتظَر قبل قدره المقدور بأكثر من ألف عام، ولذلك قال عليه الصلاة والسلام: [ولكنكم تستعجلون]، وصدق محمدٌ رسول الله - صلَّى الله عليه وآله وسلَّم - بالفتوى الحَقّ إلى الذين استعجلوا ميلاد المهديّ المنتظَر وبعثه قبل قدره المقدور في جيل وعصر الظهور، وكما قلنا إنّ الذي لا ينطق عن الهوى قد أخبركم بعلامة تعلمون بها عصر الظهور للمهديّ المنتظَر وهي وحدة اليمنَين شمالاً وجنوباً حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت آمناً، وإنّما ذلك إشارةٌ جليّةٌ لوحدة عاصمة الخلافة الإسلاميّة (بإذن الله) اليمن، فإذا سار الراكب من صنعاء إلى حضرموت آمناً من بعد حرب اليمنَين وترسيخ وحدته فتلك علامة تُنبِّئكم أنّكم في عصر ظهور المهديّ المنتظَر الذي يُتم الله بظهوره نوره ولو كره المجرمون ظهوره.
والسؤال الذي يطرح نفسه يا معشر الشيعة الاثني عشر: من الشخص الذي قام بثورة الوحدة اليمانيّة فانتصر بترسيخ الوحدة بين صنعاء وحضرموت؟ وجواب ذلك تجدونه بالحقِّ على الواقع الحقيقي: إنّه اليماني علي عبد الله صالح رئيس اليمن الحالي، وذلك هو اليماني المُمهد في عصر الظهور، ولم ينجح إلا في مهمته المُقدّرة في الكتاب بتأسيس وحدة عاصمة الخلافة الإسلاميّة، ألا والله الذي لا إله غيره لا ولن يُسلّم راية اليمن عاصمة الخلافة الإسلاميّة إلى المهديّ المنتظَر إلا الرئيس علي عبد الله صالح، وأشهدُ الله الذي لا إله غيره ولا أخشى سواه إنّي لا أقول ذلك لكي آمن مكر علي عبد الله صالح فالله يعصمني من شرّه ومن شرّ الحوثيين والناس أجمعين حتى يُتمّ اللهُ بعبده نورَه على العالمين. ولا ينبغي للمهديّ المنتظَر الحَقّ من ربّكم أن يجامل أو يُداري في الحَقّ ولا أخافُ في الله لومة لائم، ولكنّي أعلمُ من الله أنّ الذي سوف يُسلّمني راية الوحدة اليمانيّة عاصمة الخلافة الإسلامية هو الرئيس علي عبد الله صالح، ولم يأمر الله المهديّ المنتظَر أن يقوم بانقلابٍ عليه في الكتاب أو على أي حاكمٍ من حكام المسلمين، ولا ولن أتسبّب في سفك دماء مسلم لكي يتمّ ظهوري، ولا ينبغي لي أن أخالف أمر ربي لأنّي أعلمُ أنّ اليماني المُمهِّد سوف يسلّم الراية عن اقتناع، إما أن يكون باقتناع شخصيّ أو يظهرني الله عليه وعلى كافة حكام العالم في ليلة وهم صاغرون، وما على المهديّ المنتظَر إلا البلاغ بالبيان الحَقّ للقرآن العظيم وأنذرهم بأساً من الله شديداً إن لم يعترفوا بأمري، وكذلك أفصّل للمسلمين فتنة المسيح الكذاب لأنقذهم من فتنته، وسوف يتبيّن لهم كثيراً من آيات البيان الحقّ على الواقع الحقيقي في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبيّن للناس أجمعين أنّهُ الحَقّ من ربّهم، تصديقاً لقول الله تعالى: {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ۗ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ﴿٥٣﴾} صدق الله العظيم [فصلت].
ولكنّ الذين يقولون على الله ما لا يعلمون يحصرون هذه الآية على أهل العلم منهم، ولكنّ الله يخبر بالإيمان للناس أجمعين بالذكر الحكيم في عصر المهديّ المنتظَر الذي يبيّن لهم أشراط الساعة الكُبر فتحدث على الواقع الحقيقي واحدةٌ تلو الأخرى، فتدرك الشمس القمر ويسبق الليل النهار بسبب مرور كوكب سقر الذي سوف يمرّ على أرض البشر، وكذلك بعث أصحاب الكهف والرقيم ليعلموا أنّ وعد الله حقّ وأنّ الساعة آتيةٌ لا ريب فيها، تصديقاً لقول الله تعالى: {وَكَذَٰلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لَا رَيْبَ فِيهَا إِذْ يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ ۖ فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِم بُنْيَانًا ۖ رَّبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ ۚ قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَىٰ أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِم مَّسْجِدًا ﴿٢١﴾} صدق الله العظيم [الكهف].
وفي هذا الموضع بيّن الله للناس حدوث شرطٍ من أشراط الساعة الكبرى ليعلموا أنّ وعد الله حقّ بنصر المهديّ المنتظَر لإتمام نوره، ويعلمُ العالم بأسره في عصره أنّ الساعة آتيةٌ لا ريب فيها؛ وذلك المقصود من قول الله تعالى: {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ۗ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ﴿٥٣﴾} صدق الله العظيم [فصلت].
فأما المقصود بقول الله تعالى: {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ} وذلك حقيقة كوكب سقر الذي سوف يمرّ على أرض البشر ليلة يسبق الليل النهار. تصديقاً لبيان آيات القرآن العظيم بالحقِّ على الواقع الحقيقي، وأما المقصود من قول الله تعالى: {وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الحَقّ} وتلك آيات للبشر من أنفسهم عجباً وذلك أصحاب الكهف والرقيم المسيح عيسى ابن مريم الحَقّ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم، وذلك لأنّ بعثه من أشراط الساعة الكبرى وكذلك بعث أصحاب الكهف من أشراط الساعة الكبرى آيات جعلها الله من أنفسهم عجباً وأشدّ عجباً هم أصحاب الكهف لأنّهم من الأمم الأولى من الذين كانوا يعمِّرون آلاف السنين وزادهم الله في الخلق بسطةً بفارقٍ كبيرٍ على أمم اليوم، فانظر إلى زمن دعوة نبيّ الله نوحٍ في قومه حتى جاءهم عذاب الله بالطوفان، وقال الله تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَىٰ قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ ﴿١٤﴾} صدق الله العظيم [العنكبوت].
وهُنا يتوقّف أولو الألباب للتفكّر والتّدبر فيقولون إنّ الله قد زاد الأمم الأولى بسطةً في العمر على أمم البشر اليوم، ويعلمون ذلك من خلال فتوى الله في مُحكم كتابه: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا} صدق الله العظيم. وليس ذلك عُمر نبيّ الله نوح؛ بل عمر دعوته لقومه إلى عبادة الله وحده لا شريك له، فلبث يدعوهم ألف سنةٍ إلا خمسين حتى أخذهم الطوفان وهم ظالمون، فأغرقهم الله جميعاً إلا من ركب معه في السفينة المباركة.
ثم يتساءل أولو الألباب فيقولون: "فما دام الله زاد تلك الأمم بسطةً في العمر فهل يا ترى زادهم الله كذلك بسطةً في الخلق في أجسامهم فجعل أجسامهم عملاقة، أم مثلنا نحن أمم اليوم من البشر؟". ثم يجد فتواه في قول الله تعالى على لسان نبيّ الله هود في قصص القرآن العظيم. وقال الله تعالى: {لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَىٰ قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّـهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـٰهٍ غَيْرُهُ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ﴿٥٩﴾ قَالَ الْمَلَأُ مِن قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ﴿٦٠﴾ قَالَ يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي ضَلَالَةٌ وَلَـٰكِنِّي رَسُولٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ ﴿٦١﴾ أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَأَنصَحُ لَكُمْ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّـهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴿٦٢﴾ أَوَعَجِبْتُمْ أَن جَاءَكُمْ ذِكْرٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَلَىٰ رَجُلٍ مِّنكُمْ لِيُنذِرَكُمْ وَلِتَتَّقُوا وَلَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴿٦٣﴾ فَكَذَّبُوهُ فَأَنجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا ۚ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا عَمِينَ ﴿٦٤﴾ وَإِلَىٰ عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا ۗ قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّـهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـٰهٍ غَيْرُهُ ۚ أَفَلَا تَتَّقُونَ ﴿٦٥﴾ قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ وَإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الْكَاذِبِينَ ﴿٦٦﴾ قَالَ يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي سَفَاهَةٌ وَلَـٰكِنِّي رَسُولٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ ﴿٦٧﴾ أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَأَنَا لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ ﴿٦٨﴾ أَوَعَجِبْتُمْ أَن جَاءَكُمْ ذِكْرٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَلَىٰ رَجُلٍ مِّنكُمْ لِيُنذِرَكُمْ ۚ وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِن بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَسْطَةً ۖفَاذْكُرُوا آلَاءَ اللَّـهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴿٦٩﴾ قَالُوا أَجِئْتَنَا لِنَعْبُدَ اللَّـهَ وَحْدَهُ وَنَذَرَ مَا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا ۖ فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ ﴿٧٠﴾ قَالَ قَدْ وَقَعَ عَلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ رِجْسٌ وَغَضَبٌ ۖ أَتُجَادِلُونَنِي فِي أَسْمَاءٍ سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَاؤُكُم مَّا نَزَّلَ اللَّـهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ ۚ فَانتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُم مِّنَ الْمُنتَظِرِينَ ﴿٧١﴾ فَأَنجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا وَقَطَعْنَا دَابِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا ۖوَمَا كَانُوا مُؤْمِنِينَ ﴿٧٢﴾} صدق الله العظيم [الأعراف].
فانظر لفتوى الله عن أجساد الخلق لقوم عاد في محكم كتاب الله {وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَسْطَةً} صدق الله العظيم، فبما أن الله زادهم بسطةً علينا في العمر فكذلك تجد الفتوى الحَقّ إن الله زادهم بسطةً في الخلق فجعل أجسادهم عملاقة، فإذا أراد أحدهم أن يتناول عنقود التمر من أعلى أعجاز النخل فإنه يستطيع أن يتناوله وهو قائم، نظراً لأن طولهم كأعجاز النخل. ولكنّ أمم اليوم لا بد لهم أن يتسلّقوا جذع النخلة العملاق. إذاً الفرق بين طولنا وطولهم كالفرق بين أعجاز النخل وطولنا، ولذلك شبّههم الله بأعجاز النخل في الطول، وجاء الوصف في طول قوم عادٍ وقال الله تعالى: {وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ ﴿٦﴾ سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَىٰ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ ﴿٧﴾ فَهَلْ تَرَىٰ لَهُم مِّن بَاقِيَةٍ ﴿٨﴾} صدق الله العظيم [الحاقة].
ولكن انظروا لقول الله تعالى: {فَهَلْ تَرَىٰ لَهُم مِّن بَاقِيَةٍ ﴿٨﴾} صدق الله العظيم، وذلك لأنّ الله يعلمُ إنَّ من أمَّة اليوم من سوف يعثر على هياكل عظيمةٍ من بقايا قوم عادٍ بالمملكة العربيّة السعوديّة لتكون من آيات التصديق للبيان الحَقّ للقرآن العظيم الذي أنزله الله على خاتم الأنبياء والمرسَلين محمد صلى الله عليه وآله وسلم، فإذا أجسادهم كما وصف القرآن العظيم بدقةٍ متناهيةٍ برغم إنّه لم يرَ لهم من باقية حتى يصفهم بهذه الضخامة في القرآن العظيم، ثم يعلم أولو الألباب من الناس إنّ القرآن حقاً تلقّاه محمدٌ رسول الله من لدُن عليمٍ حكيمٍ، وكذلك فيؤمنوا بما جاء به محمداً - صلَّى الله عليه وآله وسلَّم - معلم القرآن، ويؤمنوا بناصر محمد الإنسان الذي علَّمه الله البيان الحَقّ للقرآن لأنّ تلك الآيات كذلك من أنفسهم عجباً كما عجب خليقة أصحاب الكهف.
وإلى البيان الحَقّ لهياكل من قوم عادٍ تجدونه الحَقّ على الواقع الحقيقي، وقد عثر على هياكل من قوم عاد الخبراءُ الأجانب من موظفي أرامكو بالمملكة العربية السعودية بالربع الخالي، فأخبروا بذلك السلطة الحاكمة، ومن ثم طلبت السلطة فتوى من علماء الدين بالمملكة العربية السعودية وقالوا: "إنّ للميت حُرمته فلا يجوز نبشهم وإخراجهم للناس"! ولكنه لا يجوز كتم آيات التصديق للبيان الحَقّ للقرآن العظيم عن العالمين، فلو أظهروهم للناس حتى يروا حقائق آيات القرآن العظيم ثم يعيدوهم. ولكنهم قالوا إنّ للميت حُرمته لأنّهم أصلاً لا يعلمون إنّ ذلك لمن حقائق آيات البيان الحَقّ على الواقع الحقيقي لكتاب الله، ثم اضطر علماء الأثار إلى أن يدفنوهم ولكن قام بتصويرهم خبراء الآثار من الأجانب وتمّ نشرها للناس عبر الإنترنت العالميّة، ولكنّ شياطين البشر سوف تجدونهم يصدون عن ذلك صدوداً كبيراً ويحاولون التشكيك في هذه الصور الحَقّ ولكنّها من آيات التصديق بالبيان الحَقّ على الواقع الحقيقي، فما يدريهم عن أجساد قوم عاد؟ بل والله لدرجة أنّ أعداء الله يقومون بتصغير الأجساد العملاقة، وتصغيرها حتى يشكّكوا الباحثين عن الحَقّ في حقيقة آيات الكتاب على الواقع الحقيقي لأنّهم يريدون أن يطفئوا نور الله ويأبى الله إلا أن يُتمّ نوره ولو كره المجرمون.
فانظر إلى بيان الأجساد العملاقة في الكتاب على الواقع الحقيقي إن كنتم تؤمنون بالقرآن العظيم، فكم فصّلنا البيان الحَقّ تفصيلاً وآتيناكم بالبرهان المبين لطول أعمار الأمم الأولى من محكم كتاب الله في قول الله تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَىٰ قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ} صدق الله العظيم. وكذلك آتيناكم بالبرهان المبين من محكم الكتاب العظيم أنّ الله زادهم عليكم بسطةً في خلق هياكلهم العملاقة، تصديقاً لقول الله تعالى: {وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَسْطَةً} صدق الله العظيم. ومن ثم آتيناكم بقدر طولهم بالتشبيه الحَقّ لطول قوم عاد في محكم كتاب الله إنّ طولهم طول النخل؛ تصديقاً للتشبيه الحَقّ لأجسادهم العملاقة بطول النخل؛ تصديقاً لقول الله تعالى: {وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ ﴿٦﴾ سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَىٰ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ ﴿٧﴾ فَهَلْ تَرَىٰ لَهُم مِّن بَاقِيَةٍ ﴿٨﴾} صدق الله العظيم [الحاقة].
ولكن المُشكّكين الذين يريدون أن يُطفئوا نور الله تجدونهم يصدّون عن حقيقة البيان صدوداً بكل حيلةٍ ووسيلةٍ، ويحاولون التشكيك في البيان الحَقّ الذي يجده الناس حقاً على الواقع الحقيقي. لعنهم الله بكُفرهم وأعدّ لهم عذاباً مهيناً. وقال الله تعالى: {يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللَّـهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّـهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ﴿٣٢﴾ هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ ﴿٣٣﴾} صدق الله العظيم [التوبة].
فهل تريدون الحق؟ فالحق أحق أن يُتّبع، ومن أعرض عن الحَقّ من بعد ما تبيّن له أنّه الحَقّ فالحكم لله وهو أسرع الحاسبين.
وأما بالنسبة لأجساد أصحاب الكهف فهم بشحمهم ولحمهم نائمون بكهفهم في اليمن في محافظة ذمار في قرية الأقمر بجانب بيت رجل يدعى محمد سعد ولكنّه يصدّ الناس عنه لجهله وقلّة دينه، وقد فصّلنا للحكومة خبر أصحاب الكهف تفصيلاً وأخبرناهم بتابوت السكينة ومكانه ومن فيه إن أرادوا أن يتبيّنوا هل ناصر محمد اليماني ينطق بالحقِّ أم كان من اللاعبين، وأعوذ بالله أن أكون من الجاهلين.
وسلامٌ على المرسَلين، والحمد للهِ ربّ العالمين ..
أخو المسلمين الإمام المهدي؛ ناصر محمد اليماني .
_____________