المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ردّ الإمام المهدي ناصر محمد اليماني بالحقّ على مجتهد للحق والحقّ أحقُّ أن يتبع



Admin
01-03-2014, 10:24 AM
-1-
(https://mahdialumma.online/showthread.php?p=134029)[ لمتابعة رابط المشاركـــة الأصلية للبيــــان ] (https://mahdialumma.online/showthread.php?p=134029)
(https://mahdialumma.online/showthread.php?p=134029)https://mahdialumma.online/showthread.php?p=134029

الإمام ناصر محمد اليماني
29 - 04 - 1435 هـ
01 - 03 - 2014 مـ
09:14 صباحاً
ــــــــــــــــــــ


ردّ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني بالحقّ على (مجتهد للحق)، والحقّ أحقّ أن يُتّبع ..


أين الادارة؟ أطلب منها أن تلغي أطروحات سفينة النجاة فهو يضيع أسلوب طرحي في موضوع الصلاة ويشتت القرآء..
أخي سفينة النجاه البيانات التي طرحتها موجودة في أماكنها وقد قرأناها ونحن نرد عليها فلا تشتت مواضيعنها بهذا الأسلوب المكشوف عند الباحثين.. هذا أسلوب تهرب من أدلة الباحثين لتشتيت القرآء.بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلامُ على رسل الله أجمعين ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، ولله درك يا سفينة النجاة، ولله دركم يا معشر الأنصار السابقين الأخيار في عصر الحوار من قبل الظهور الدعاة إلى الحقّ على بصيرةٍ من ربهم، فأنتم وإمامكم أتباع محمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فلا تطيعوا الكافرين بدعوتكم وجاهدوهم بالقرآن العظيم جهاداً كبيراً، وبصيرتكم هي ذات بصيرة محمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. وقال اللهُ تعالى: {وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا فَأَبَىٰ أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا ﴿٥٠﴾ وَلَوْ شِئْنَا لَبَعَثْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ نَّذِيرًا ﴿٥١﴾ فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُم بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا ﴿٥٢﴾} صدق الله العظيم [الفرقان].


وكذلك أنصار الإمام المهديّ ناصر محمد وأنصار محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؛ كذلك تجدونهم يجاهدون الناس بمحكم القرآن جهاداً كبيراً، وأما (مجتهد للحق) فإنه من الذين لا يهتدون! ولو جئتموه بكل دليلٍ وبرهانٍ مبين فلن يزيده إلا رجساً إلى رجسه لكونه لم يأتكم مجتهداً باحثاً عن الحقّ؛ بل جاءكم ليصدّكم عن دعوة الحقّ من ربكم صدوداً كبيرا، فَلكم أقمتم عليه الحجّة من البيان الحقّ للقرآن وما زاده ذلك إلا نفوراً، ولكنّه يهتدي بجدالكم قومٌ آخرون، ولم نفت أَنّه من شياطين البشر ولم نُنكر، وسوف نسكت عن هذا لحكمة ونكتفي بالفتوى الحقّ في شأنه أنّه جاءكم ليصدّكم عن اتّباع كتاب الله القرآن العظيم ويبغيها عوجاً.

ويا من يسمّي نفسه (مجتهد للحق)، لماذا لم تأخذ أيّ موضوع مما نخالفكم فيه غير عدد الركعات في الصلوات لكون الإمام المهديّ وأنصاره لا يزالون يُصلّون كما يُصلّي أهل السُّنة والجماعة إلا حين نُصلّي وحدنا؟ ونهينا أن تُبنى مساجد خاصة بأنصارنا في العالمين؛ بل نُصلّي في مَساجد المسلمين ونصلي كما يصلون، ولا مشكلة لدينا في زيادة الركعات وسوف يتقبل الله ركعتي الفرض فيها وتُكتب لنا الركعتان الزائدتان نافلة عند الله لكوننا لا نريد أن نزيد المسلمين فرقةً جديدة؛ بل ندعوا إلى وحدة صف المسلمين.

ويا (مجتهد للحق)، فَليس أَنّ الزيادة في الركعات قد تغضب الله سبحانه فليس الركوع لله والسجود لله باطلاً، سبحانه! وإنما شقّوا على الناس في الصلوات بزيادة الركعات وبتفريق صلاة الظهر والعصرِ وبتفريق صلاة المغرب والعشاء برغم أنّ صلاة الظهر والعصر جمع تقديمٍ أو تأخير، وصلاة المغرب والعشاء جمع تقديمٍ أو تأخير.

وعلى كل حال إنّ الأمّة الذين لا يزالون على الحقّ في كلّ أمّة موجودون في كلّ المذاهب، وهم الذين يعبدون الله وحده لا شريك له، ولم يضّلهم أَصحاب الشرك المبالِغون في أنبياء الله وأوليائه، وأولئك هم الطائفة الناجيّة وهم الذين يعبدون الله وحده لا يشركون به شيئاً، بغض النظر عن الأخطاء الفقهيّة في مذهبهم؛ بل يتحمّل مسؤولية الأخطاء الفقهيّة علماؤهم الذين يقولون على الله ما لا يعلمون. والمهم إنّ الطائفة الناجيّة هم الذين جاءوا إلى ربِّهم بقلوبٍ سليمةٍ من الشرك ولم يُلبسوا إيمانهم بظلم الشرك، فأولئك هم المهتدون في كلّ زمانٍ ومكانٍ.
تصديقاً لقول الله تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:82].

فَأولئك هم الأمّة الناجيّة من كلّ أمّة؛ الذين آمنوا ولم يُلبسوا إيمانهم بظلم الشرك بربهم فَيغفر الله لهم ويدخلهم مُدخلاً كريماً. تصديقاً لقول الله تعالى:‏ {إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا‏}‏ صدق الله العظيم [النساء:48].

ويا (مجتهد للحق)، لقد جاءك الأنصار بموسوعات البيانات فيها إجابات لسؤالك وزيادة في بسطة العلم في دين الله وأنت لا تزال تراوغ وتغالط وتُلبس الحقّ بالباطل، ومضى عليك ما يقارب أربعة أشهر في عراك مع الأنصار وهم يجادلونك فيجاهدونك بالبيان الحقّ للقرآن العظيم جهاداً كبيراً، ولا أمل في هداك! ولكن يهتدي بجدالكم قومٌ آخرون لكونهم سوف يقومون بالمقارنة بين المختصمين، فَمن ثم يتبيّن للباحثين عن الحقّ أيُّكم الحقّ معه فيهتدون بإذن الله ربّ العالمين.

ويا رجل، لقد سهّل الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني عليكم المسألة تسهيلاً واختصرنا الجهاد بيني وبينكم وقلنا فقط أن تقيموا الحجّة على ناصر محمد اليماني فقط في مسألةٍ واحدةٍ فقطـ وتكفي برهاناً أنّه على ضلالٍ مبين بشرط أن تقيموا عليه الحجّة من محكم القرآن فتختاروا أيّاً من المسائل الفقهيّة أو العقائدية من التي أفتى فيها ناصر محمد مخالفاً لما أنتم عليه، ولكنك لم تستطع.

وبالنسبة لبيان الصلوات فليس تكبراً منى أنّي لا أبيِّنها إلا لكبرائكم من علماء الأمّة بل لحكمةٍ بالغةٍ؛ لكون المفتي الذي يأتي ليُجادلنا في بيان الصلوات سوف يكون له موقفٌ وصدى كبير، ومن ثم يتهافت مفتو الديار وخطباء المنابر لينظروا كيف أَقام الحجّة الإمام ناصر محمد اليماني على العالم الفلَاني وهو عالمٌ مشهورٌ لديهم أو مفتي ديار! وكذلك الأَنصار سوف يلتزمون بالبيان للصلوات المفروضات، فلو استكملنا بيان الصلوات فمن ثم لا يحقّ للإمام المهديّ أن ينهى أنصاره عن الالتزام بعدد الركعات في الصلوات من بعد استكمال البيان للصلوات.

ويا رجل، نحن لم نأمر الأنصار أن يلتزموا بالبيان الحقّ للركعات في الصلوات، وقلنا لهم: صلوا كما يصلي أهل السُّنة والجماعة لكون صلاتهم خالصة من الشرك، فلا تراب الحسين ولا توسل بأئمة آل البيت. وبرغم أنّ أهل السُّنة والجماعة قد عسّروا الصلوات على المؤمنين ولكنّ صلاتهم ليس فيها شرك، ولكنّ الشياطين أوقعوهم في شرك الشفاعة للعبيد بين يدي الربّ المعبود .

ويا رجل، لو نأمر الأنصار أن يلتزموا ببيان الصلوات فسوف يلَاقوا معضلةً في صلاة الجماعة في بيوت الله، فيصبح أمامهم أمران إما أن يهجروا بيوت الله بالمرّة فيُصلوا وحدهم في بيوتهم باستمرار، أو يرفعوا لهم بنياناً (مساجد لله) فيُصلوا فيها كما أمرهم إمامهم، ولكنّهم سوف يصبحون فرقةً جديدةً ونحن لا نريد أن نزيد المسلمين فرقةً جديدةً لكوننا ندعوا إلى وحدة صف المسلمين.

ولربّما يودّ أحد أَحبتي في الله الأنصار أن يقول: "يا إمامي، إنّي أحضر صلاة الجماعة ثلاث مرات في اليوم فقط لكوني أصلّي معهم الفجر وأصلي الظهر والعصر جمع تقديم أو تأخير والمغرب والعِشاء جمع تقديم أو تأخير، غير أنّي إذا حضرت معهم في صلاة الظهر أصلي الظهر معهم أربع ركعات، حتى إذا سلمنا ومن ثم أقيم الصلاة سرا فأصلي العصر وهم يظنون أني صليت سنة بعد صلاة الظهر وأنا صليت العصر، فهل يقبل الله صلاتي؟". ومن ثمّ نردّ عليه بالحقّ وأقول: نعم يتقبل الله صلاتك يا قرة عين إمامك، ولكن إِن كنت من قبل اتباعك للإمام المهديّ تحضر في ميقات صلاة الجماعة خمس مرات في اليوم والليلة ومن بعد اتباعك للإمام ناصر محمد اليماني لم تعد تحضر إلا ثلاث مراتٍ في صلاة الجماعة، فهل تعلم ماذا سوف يقول المصلون من أهالي قريتك الذين كنت تصلي معهم؟ فسوف يقولون: "انظروا إلى فلان من أتباع ناصر محمد اليماني كان يصلي معنا خمس صلوات في المسجد واليوم لم يحضر إلا ثلاث مرات في اليوم! فهذا يدل على أنّ الإمام ناصر محمد اليماني قرآنيٌّ من الذين لا يصلون إلا ثلاثة فروضٍ، ألا ترون فلاناً الذي كان يصلي معنا خمس صلوات في اليوم والليلة والآن صار لا يصلي إلا ثلاث صلوات؟". ومن ثم يصدون الناس عن اتباع الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني بغيّاً وظلماً وعدواناً، وهو ليس قرآنيّاً من الذين يفسّرون القرآن من عند أنفسهم فأضاعوا فرضين اثنين من الصلوات الخمس لكون الصلاة لدى القرآنيّين ليست إلا ثلاث صلواتٍ فَقط، برغم أنّ (مجتهد للحق) يفتي بغير الحقّ ويقول: "إن كافة المسلمين بكامل أطيافهم لا خلاف بينهم في الصلوات". ومن ثم نقول: ولكن القرآنيّين أضاعوا فرضين من الصلوات يا رجل، وعلى كل حال دع بيان الصلوات فلستَ أهلاً له يا (مجتهد للحق)، فهي عمود الدين وجادلنا فيما سواها.

وربّما يودّ أحد أحبتي الأنصار أن يقول: "مهلاً مهلاً يا إمامي، ولكنّي في مدينةٍ وسوقٍ لا يكاد يتعارف فيهِ المصلون، ويوجد مسجد في السوق فأصلّي معهم ثلاثة فروض ولا يضرّ ذلك بالدعوة المهديّة شيئاً لكوني في سوق ولست في قرية، فهل يتقبل الله صلاتي؟". ومن ثم نردّ عليه بالحقّ ونقول:
اللهم نعم يا حبيبي في الله، ولكن حين يكون في الالتزام بتطبيق البيان ضرر على الدعوة المهديّة العالميّة فلا تطبِّقوا بيان الصلوات إلى حين، وصلوا كما يصلي أهل السُّنة والجماعة، وليس ذلك أنّهم أهدى سبيلاً ولكنّ صلاتهم خاليةٌ من الشرك.

وعلى كل حالٍ فكم أعجبني الأنصاري (سفينة النجاة) والأنصار المُكرّمون كيف أنّهم يجاهدون بالبيان الحقّ للقرآن جهاداً كبيراً حتى يكاد (مجتهد للحق) أن يموت من الغيظ من (سفينة النجاة)! برغم أنّه لم يكتب شيئاً من عنده وإنّما ينسخ له من البيان الحقّ للقرآن في نفس المسألة ويزيده من بسطة العلم، فأغاظ ذلك (مجتهد بالباطل) الذي شتم الإمام المهديّ وأنصاره شتماً كبيراً، أفي موقعنا تشتمنا يا مجتهد؟! فصبرٌ جميل.

ونحن نذكر الإجابة على سؤالك، ولا ننكر وجود المخلصين لربّهم في كلّ أمّة وهم الذين يعبدون الله وحده لا يشركون به شيئاً؛ أولئك هم الطائفة الناجيّة في كلّ أمّة، بغض النظر عن الزيادة في صلاتهم، فلهم الأمن من عذاب الله وهم المهتدون إلى ربِّهم لكونهم لم يُلبسوا إيمانهم بظلم الشرك بالله وذلك. تصديقا لقول الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا‏}‏ صدق الله العظيم ‏[‏النساء‏:48‏]‏.

أولئك لهم الأمن من عذاب الله. تصديقاً لقول الله تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:82].

وسبب نجاتهم من عذاب ربهم كون الله وجد قلوبهم سليمة من الشرك بالله. تصديقاً لقول الله تعالى: {يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ ﴿٨٨﴾ إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّـهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ﴿٨٩﴾} صدق الله العظيم [الشعراء].

وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
أخوكم؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
_________________

Admin
09-03-2014, 07:13 AM
-2-


[ لمتابعة رابط المشاركـــة الأصلية للبيــــان ] (https://mahdialumma.online/showthread.php?p=135132)

https://mahdialumma.online/showthread.php?p=135132

الإمام ناصر محمد اليماني
08 - 05 - 1435 هـ
09 - 03 - 2014 مـ
05:38 صباحاً
ـــــــــــــــــــــ


بيان الحسرتين في محكم القرآن إلى كافّة الإنس والجان ..



بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلامُ على كافّة أنبياء الله ورسله وآلهم الطيّبين من أوّلهم إلى خاتمهم محمد رسول الله، يا أيّها الذين آمنوا صلّوا عليه وعلى رسل الله من قبله لا نفرّق بين أحدٍ من رسله ونحن له مسلمون، أمّا بعد..

ويا حبيبي في الله (مجتهد للحق)، إنّي أراك تجادل أنصار الحقّ وتجاهدهم بالباطل جهاداً كبيراً وتجعل سؤالك أحياناً وكأنّه منطقي في ظاهره للسائلين، ووجب علينا أن نقيم عليك الحجّة من محكم حجّة الله عليك القرآن العظيم ونجاهدكم به جهاداً كبيراً.

وأرى كثيراً من علماء المسلمين جعلوا الحسرة لغةً واصطلاحاً تحمل معنى واحداً فقط وهو الندم، ولذلك أنكروا فتوى الله في محكم كتابه عن حسرة الحزن في نفسه على عباده في قول الله تعالى: {إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ ﴿29﴾ يَا حَسْرَ‌ةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّ‌سُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿30﴾ أَلَمْ يَرَ‌وْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُ‌ونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْ‌جِعُونَ ﴿31﴾ وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُ‌ونَ ﴿32﴾} صدق الله العظيم [يس].

ومن ثم يردّ على كافة السائلين الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: يا معشر المؤمنين بربّ العالمين أنه حقاً أرحم الراحمين ومؤمنون بكتابه القرآن العظيم، إليكم البيان الحقّ، حقيق لا أقول على الله إلا الحقّ، ونقوم أولاً ببيان الحسرة في القرآن العظيم نستنبطها لكم من محكم القرآن العظيم أنّ الحسرة في النفس إما أن تكون حسرة ندامةٍ أو حسرة حزنٍ، ونأتي بالبرهان المبين لبيان الحسرة في النفس، فإما أن تكون الحسرة في النفس ندماً وإما أن تكون الحسرة في النفس حزناً.

ونأتي لبرهان حسرة الندم، وتجدونها في محكم كتاب الله في قول الله تعالى: {أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَىٰ عَلَىٰ مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّـهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ ﴿٥٦﴾} صدق الله العظيم [الزمر].

وهذه حسرة ندامةٍ في أنفسهم على ما فرَّطوا في جنب ربهم، وجاءت حسرة الندامة في أنفسهم من بعد أن أهلكهم الله بعذابه وعلموا أنهم كذبوا برسول ربهم الحقّ، ولذلك جاءت حسرة الندامة في أنفسهم على كفرهم بالله ورسله. تصديقاً لقول الله تعالى: {قَالَ عَمَّا قَلِيلٍ لَيُصْبِحُنَّ نَادِمِينَ (40) فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ بالحقّ فَجَعَلْنَاهُمْ غُثَاء فَبُعْداً لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (41)} صدق الله العظيم [المؤمنون].

ونأتي لبيان حسرة الحزن والأسف في النفس على الآخرين، ونجدها في قول الله تعالى: {فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ} صدق الله العظيم [فاطر:8].

ألا وإن الحسرة في النفس على الآخرين تعني الأسف والحزن. تصديقاً لقول الله تعالى: {فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا} صدق الله العظيم [الكهف:6].

ومثال حسرة نبي الله يعقوب على ابنه يوسف عليهم الصلاة والسلام حسرة حزن وأسف على ولده المفقود. وقال الله تعالى: {وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ} صدق الله العظيم [يوسف:84].

وكذلك حسرة الله على عباده إنّما حسرة حزن في نفس الله على عباده من بعد أن أخذتهم الصيحة. وقال الله تعالى: {إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ ﴿29﴾ يَا حَسْرَ‌ةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّ‌سُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿30﴾ أَلَمْ يَرَ‌وْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُ‌ونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْ‌جِعُونَ ﴿31﴾ وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُ‌ونَ ﴿32﴾} صدق الله العظيم [يس].

وتبيَّن للسائلين أنّ الحسرة في محكم القرآن العظيم تحتوي على بيانين اثنين، فإمّا أن تكون الحسرة في النفس ندماً وإما أن تكون الحسرة في النفس حزناً على الغير.

فتبيّن لكم بيان حسرة العباد في أنفسهم ندماً على ما فرَّطوا في جنب ربهم كونهم أصبحوا خاسرين وفي جهنم خالدين إلاَّ ما شاء الله، وكذلك تبيَّن للسائلين حسرة الله على عباده أنّها حسرة حزنٍ في نفسه وأسف عليهم. تصديقاً لفتوى الله في محكم كتابه القرآن العظيم في قوله تعالى:
{إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ ﴿29﴾ يَا حَسْرَ‌ةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّ‌سُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿30﴾ أَلَمْ يَرَ‌وْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُ‌ونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْ‌جِعُونَ ﴿31﴾ وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُ‌ونَ ﴿32﴾} صدق الله العظيم [يس].

فهل تبيَّن لك الحقّ من الباطل حبيبي في الله مجتهد للحق؟ وصبرٌ عليك جميل ونحن أهدى منك سبيلاً وأقوم قيلاً، ونأمر بإطلاق عضوية مجتهد للحق إلى حين ليردّ علينا على بيان الحسرتين في محكم القرآن العظيم، وسلامٌ على المرسلين والحمد لله ربّ العالمين..

وربّما يودّ (مجتهد للحق) أن يقول: "يا ناصر محمد اليماني، فلنفرض أنّك أقمت على (مجتهد للحق) الحجّة بالحقّ في بيان الحسرتين في محكم القرآن العظيم أنّهما حسرة الندم في نفس الإنسان على ما فعل أو تكون حسرة حزن في النفس على ما أصاب قوما آخرين، والسؤال يا ناصر محمد: أليس يعني هذا أنّ الله سوف يستمر حزنه على عباده المعذبين في نار الجحيم؟". ومن ثم يردّ على كافة السائلين الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: بلى وربي الله، إنّ ربي حزين في نفسه على عباده النّادمين على ما فرَّطوا في جنب ربِّهم؛ بل حزين عليهم منذ آلاف السنين منذ لحظة حسرتهم على ما فرَّطوا في جنب ربهم؛ بل حزن الله عليهم أعظم من حزن الأم على ولدها حين تراه يصطرخ في نار الجحيم حتى ولو عصاها ألف عام، فكذلك حزنها على ولدها حزن عظيم نظراً لوجود الرحمة في قلبها بولدها؛ بل حزن الله أعظم على عبده وهو أرحم الراحمين! ولكنهم كذلك ظلموا أنفسهم باليأس من رحمة ربهم.

وهنا يقف أولو الألباب برهةً من الوقت للتفكير العميق بعقلٍ ومنطقٍ، ومن ثم يقول أحدهم: "يا ناصر محمد، ما دام تبيّن لنا عظيم حزن الله على عباده الظالمين لأنفسهم فلماذا خلقنا الله؟". ومن ثم يردّ عليه الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: تجد الجواب في محكم الكتاب في قول الله تعالى: {وَمَا خَلَقْت الجنّ وَالْإِنْس إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} صدق الله العظيم [الذاريات:56].

ومن ثم يشمِّرون لتحقيق هدى الأمّة ليكونوا شاكرين فيسعون لبدء تحقيق هدف رضوان نفس ربهم. ومن ثم يردّ على أولي الألباب صاحب علم الكتاب وأقول: إذاً فقد اتَّخذتم رضوان الرحمن غاية وتسعون لتحقيق الهدف المعاكس لهدف المغضوب عليهم من شياطين الجن والإنس فلهم غاية في نفس الرحمن كما لكم غاية في نفس الرحمن، فأمّا هدف الشياطين المحصور في نفس الله هو تحقيق غضب الله على عباده أجمعين وكرهوا رضوانه، ولذلك لم يكتفِ شياطين الجن والإنس بغضب الله عليهم وحسبهم ذلك؛ بل يسعون إلى تحقيق غضب الله على عباده أجمعين. وبما أنّ شياطين الجن والإنس علموا بقول الله تعالى: {إِن تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنكُمْ وَلَا يَرْضَىٰ لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِن تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ} [الزمر:7]، ولذلك يسعى الشيطان وحزبه بكلّ حيلةٍ ووسيلةٍ إلى تحقيق الهدف في نفس ربهم وهو عدم رضوان الله على عباده. وطريق الشيطان وحزبه إلى تحقيق ذلك الهدف هو أن لا يكون عبيد الله شاكرين، ولذلك بيَّن الله لكم هدف الشيطان في نفس الرحمن في قصص القرآن: {ثُمَّ لَآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ (17)} صدق الله العظيم [الأعراف].

ولذلك يسعى الشيطان إلى إضلال العباد حتى لا يكونوا شاكرين؛ حتى لا يرضى الله عليهم، فيدعوهم الشيطان للكفر كون الله لا يرضى لعباده الكفر. تصديقاً لقول الله تعالى: {إِن تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنكُمْ وَلَا يَرْضَىٰ لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِن تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ} صدق الله العظيم [الزمر:7].

ويا معشر علماء الأمّة، سألتكم بالله العظيم من يحيي العظام وهي رميم ربّ السماوات والأرض وما بينهما وربّ العرش العظيم، فهل ترون الإمام ناصر محمد اليماني على باطلٍ بسبب أنّه يسعى إلى تحقيق الهدف المعاكس لهدف الشياطين في نفس ربهم؟ والحمد لله الذي أيّدني بقوم يحبّهم الله ويحبّونه وأنا لم أعرفهم ولم ترَ أعيني كثيراً منهم. فاسمعوا لفتواي المتكررة في شأنهم:
أقسم بالله الذي لا إله غيره ولا معبود سواه، لا يرضيهم ربهم بملكوت الجنة التي عرضها السموات والأرض حتى يرضى.

وربّما يودّ أحد السائلين أن يقول: "يا ناصر محمد، ما دام تبيّن لنا الحسرة في نفس الله على عباده المعذبين غير الشياطين فحتماً سوف تستمر الحسرة والحزن في نفس الله عليهم ما داموا يصطرخون في نار الجحيم ولن يذهب الحزن من نفس الله حتى يخرجهم الله من ناره فيدخلهم جنته، والسؤال يا ناصر محمد: فهل سوف يتحقق ذلك بعد أن يذوق الظالمون لأنفسهم وبال أمرهم من غير ظلمٍ وهو محكوم عليهم بالخلود في سجن الجحيم؟". ومن ثم نكتفي برد الجواب في محكم الكتاب من الربّ مباشرة. قال الله تعالى: {فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ ﴿١٠٥﴾ فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ ﴿١٠٦﴾ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ ﴿١٠٧﴾} صدق الله العظيم [هود].

وربّما يودّ كافة علماء المسلمين والنصارى واليهود أن يقولوا: "يا ناصر محمد، فهل يوجد في هذه الأمّة عباد لله لن يرضوا بملكوت الجنة التي عرضها السماوات والأرض كونهم لن يرضوا حتى يتحقق رضوان نفس ربهم!" ومن ثم يفتي الإمام المهديّ على السائلين وأقول: أقسم بمن أنزل الكتاب وأجرى السحاب وهزم الأحزاب إن في هذه الأمّة قوم يحبهم الله ويحبونه لن يرضوا بجنات النعيم والحور العين حتى يتحقق رضوان نفس حبيبهم الله أرحم الراحمين، وكل من كان من قوم يحبهم الله ويحبونه سيعلم بهذه الحقيقة في نفسه، أولئك الذين أيقنوا أنّ ناصر محمد اليماني هو حقا المهديّ المنتظر لا شك ولا ريب، بسبب أنّه علمهم بحقيقة اسم الله الأعظم، فوجدوه حقا صفة رضوان الله على عباده، فهم يرون أنّ تحقيق رضوان الله على عباده لهو النعيم الأعظم من جنته لا شكّ ولا ريب. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (72)} صدق الله العظيم [التوبة].

وربّما يودّ أحد السائلين أن يقول: "وهل هؤلاء القوم معصومون من الخطيئة؟". ومن ثم يردّ على السائلين عنهم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: بل هم كمثل إمامهم لربما كلّت يد عتيد لكثرة ما كتب من ذنوبهم، ولكن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين.

وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
أخوكم؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
_______________

Admin
14-04-2014, 11:17 AM
-3-
(https://mahdialumma.online/showthread.php?p=139404)[ لمتابعة رابط المشاركــة الأصلية للبيـــان ] (https://mahdialumma.online/showthread.php?p=139404)


https://mahdialumma.online/showthread.php?p=139404

الإمام ناصر محمد اليماني
14 - 06 - 1435 هـ
14 - 04 - 2014 مـ
09:02 صباحاً
ــــــــــــــــــــ


ردّ الإمام المهديّ إلى من يسمي نفسه (مجتهد للحق)
وهو من الذين يلبسون الحقّ بالباطل ومن الذين يحرِّفون الكلم عن مواضعه وهم يعلمون ..




بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على كافة أنبياء الله ورسله من أوّلهم إلى خاتمهم وآلهم ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، أمّا بعدُ..

ويا من يسمي نفسه (مجتهد للحق)، والله إنّك لتعلم نفسك أنّك لم تأتِنا مجتهداً لمعرفة الحقّ؛ بل جئتنا لتصدَّ عن الحقّ بكل حيلةٍ ووسيلةٍ، ألا والله لو أنّك عرفت الحقّ لما اتّبعتَه، فكم أراك تدبَّرت كثيراً في بيانات ناصر محمد اليماني علّك تجد مسألةً ولو واحدةً تستطيع أن تقيم على ناصر محمد الحجّة فيها حتى تردَّ أنصارَه عن اِتّباعه! ألا والله يا من يسمّي نفسه (مجتهد للحق) إنّه لو تبيَّن لك الحقّ لما اتّبعته، ولئن اتّبعته فليس إلا فترةً وجيزةً فترجع عن اتّباعه لعلّ الأنصار يرجعون أو تستمر في اتّباعه ظاهر الأمر كمثل المنافقين، والمهم إنّك لستَ من الذين يبحثون عن الحقّ ومن الذين لو تبيَّن لهم سبيلَ الحقّ لما اتّخذوه سبيلاً.

وعلى كل حالٍ إنك لتعلم بحقيقتِك وكفى بالله حسيباً، وعلى كل حالٍ إنّي أشجعك على أسلوبك هذا ليفيدنا في غربلة الأنصار ولتمحيص ما في صدورهم، ولسوف نقيم عليك الحجّة بالحقّ وبكل بساطةٍ بإذن الله. قال الله تعالى: {وَآيَةٌ لَّهُمْ أَنَّا حَمَلْنَا ذُرِّيَّتَهُمْ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ (41) وَخَلَقْنَا لَهُم مِّن مِّثْلِهِ مَا يَرْكَبُونَ (42) وَإِن نَّشَأْ نُغْرِقْهُمْ فَلَا صَرِيخَ لَهُمْ وَلَا هُمْ يُنقَذُونَ (43) إِلَّا رَحْمَةً مِّنَّا وَمَتَاعًا إِلَىٰ حِينٍ (44) وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّقُوا مَا بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَمَا خَلْفَكُمْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (45) وَمَا تَأْتِيهِم مِّنْ آيَةٍ مِّنْ آيَاتِ رَبِّهِمْ إِلَّا كَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ (46) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ أَنفِقُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنُطْعِمُ مَن لَّوْ يَشَاءُ اللَّهُ أَطْعَمَهُ إِنْ أَنتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ (47) وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَٰذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (48) مَا يَنظُرُونَ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ (49) فَلَا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً وَلَا إِلَىٰ أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ (50) وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُم مِّنَ الْأَجْدَاثِ إِلَىٰ رَبِّهِمْ يَنسِلُونَ (51) قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا هَٰذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَٰنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ (52) إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ (53) فَالْيَوْمَ لَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شيئاً وَلَا تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (54)} صدق الله العظيم [يس].

والمجتهد يرى السائل هو المجيب في قول الله تعالى: {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُم مِّنَ الْأَجْدَاثِ إِلَىٰ رَبِّهِمْ يَنسِلُونَ (51) قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا هَٰذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَٰنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ (52)} صدق الله العظيم.

ومن ثمّ نقيم على المجتهد الحجّة بالحقّ ونقول: إنّ النَّفخ في الصور في هذا الموضع للكافرين بشكلٍ عامٍ. تصديقاً لقول الله تعالى: {إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ (53) فَالْيَوْمَ لَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شيئاً وَلَا تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (54)} صدق الله العظيم [يس]، فانظر لقول الله تعالى: {إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ (53)} صدق الله العظيم، فلماذا قال: {جَمِيعٌ}؟ ويقصد كافة الكفار سواء الذين ماتوا قبل بعث الرسل إلى قُراهم فهم يجهلون حدثَ البعثِ تماماً ويجهلون من الذي بعثهم، ومعهم الكفار الذين أُقيمت عليهم الحجّة ببعث الرسل، والنفخ في الصور هو النَّفخ في خلق الكفار. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُم مِّنَ الْأَجْدَاثِ إِلَىٰ رَبِّهِمْ يَنسِلُونَ (51) قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا}، فمنهم السائلون لكونهم يبدو أنّهم يجهلون حدث البعث تماماً وما عندهم أيّ خبرٍ على الإطلاق ولا خبر من سيبعثهم من قبورهم على الإطلاق ولذلك قالوا: {قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا}؟ فهم لا يعلمون أنّه جاءت لأقوامهم رسلٌ فأخبروهم أنّ الرحمن سوف يبعثهم من قبورهم ولذلك ردَّ على السائلين أقوامٌ آخرون من الكفار وهم الذين يعلمون ببعث الرسل إليهم ويعلمون أنّ الرحمن هو الذي بعثهم من قبورهم، ولذلك قالوا: {هَٰذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَٰنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ (52)}.
وذلك الجواب على السائلين لكونهم يجهلون خبرَ حدثَ البعث ويجهلون من الذي بعثهم، وكذلك لا يشعرون بالحياة البرزخيّة من بعد الموت فكأنهم كانوا نائمين، ولذلك قالوا: {مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا}؟ وسؤالهم هذا لكونهم تفاجأوا بالبعث ولم يكن لديهم أيّ خبرٍ أو إنذارٍ مسبقٍ ولذلك ألقوا بالسؤال على من حولهم: من الذي بعثهم من قبورهم؟ ولذلك ردَّ عليهم الكفارُ الذين أقيمت عليهم الحجّة ببعث الرسل؛ ولذلك ردوا عليهم الجواب وقالوا: {هَٰذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَٰنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ (52)} صدق الله العظيم، لكون الكفار الذين ماتوا قبل بعث الرسل تمّ بعثهم مع الكفار الذين أقيمت عليهم الحجّة ببعث الرسل، فقد تمّ إحضارهم جميعاً. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُم مِّنَ الْأَجْدَاثِ إِلَىٰ رَبِّهِمْ يَنسِلُونَ (51) قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا هَٰذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَٰنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ (52) إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ (53) فَالْيَوْمَ لَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شيئاً وَلَا تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (54)} صدق الله العظيم.

فانظر لقول الله تعالى: {إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ (53)} صدق الله العظيم.

ويا للعجب! فكيف تجعل السائل المندهشَ والمستعجبَ من حدثِ البعثِ فمن ثمّ تجعله هو ذاته المُجيب! فإذاً فلماذا الدهشة والعجب؟ والسؤال من الذي بعثهم ما داموا يعلمون أنّه الرحمن؟ فلماذا السؤال ما داموا يعلمون الجواب مسبقاً؟ فانظر إلى دهشتهم وعجبهم واستغرابهم من الذي بعثهم من قبورهم لكون ليس لديهم علمٌ مسبقٌ من الذي سوف يبعثهم فصاحب البعث مجهولٌ بالنسبة لهم فلا يعلمون من هو الذي بعثهم، ولذلك قالوا: {قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا}؟ فمن ثم ردَّ عليهم الجواب الذين يعلمون أنّهم جاءتهم رسل ربّهم فأخبروهم أنّ الرحمن سوف يبعثهم من قبورهم، ولذلك ردّوا على السائلين بالجواب بالحقّ وقالوا: {هَٰذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَٰنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ (52)}.

وأراك تجادل بالهاء فمن ثمّ نقيم عليك الحجّة بالحقّ ونقول: قال الله تعالى: {وَآيَةٌ لَّهُمْ أَنَّا حَمَلْنَا ذُرِّيَّتَهُمْ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ (41)} صدق الله العظيم [يس]. فذريَّة من يقصد، فهل يقصد ذريَّة الكفار المنكرين؟ أم يقصد ذرية الكفار بشكل عامٍ والمسلمين بشكل عام؟ وكذلك نفخ الصور فهو يقصد بشكل عام سواء الذين أقيمت عليهم الحجّة من الذين يقولون متى هذا الوعد أو الذين يجهلون الوعد الحقّ.

ألا والله يا من تسمّي نفسك (مجتهد للحق) إنّك من الذين يُحرّفون كلام الله عن مواضعه المقصودة بتعمّدٍ منك وليس بجهالةٍ، وسوف يحكم الله بيني وبينك بالحقّ وهو خير الفاصلين، وسلامٌ على المرسلين والحمد لله ربّ العالمين..

وختامُ هذا البيان سؤال نطرحه للعقل والمنطق، فتخيّلوا موقف الكفار المبعوثين الذين لا يحيطون بخبر البعث على الإطلاق ولا بخبر من الذي سوف يبعثهم، وحتماً تجدون العقل والمنطق يقول حقيقة أنْ لا بد أنْ تصيبهم الدهشةُ والذهول والاستغراب مَنْ بعثَهم ولماذا بعثهم وما يريد منهم! ولذلك {قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا}؟ لكن أصحاب ردّ الجواب لم نجد أي دهشةٍ لديهم من الحدث وأجابوا باعتراف الحجّة عليهم: {هَٰذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَٰنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ (52)} صدق الله العظيم.

عدوّ شياطين البشر؛ المهديّ المنتظَر الإمام ناصر محمد اليماني.
_____________

Admin
15-04-2014, 08:47 AM
- 4 -
(https://mahdialumma.online/showthread.php?p=139618)[ لمتابعة رابط المشاركــة الأصلية للبيـان ] (https://mahdialumma.online/showthread.php?p=139618)


https://mahdialumma.online/showthread.php?p=139618

الإمام ناصر محمد اليماني
15 - 06 - 1435 هـ
15 - 04 - 2014 مـ
06:50 صباحاً
ــــــــــــــــــــ





ردّ الإمام المهديّ ناصر محمد بسلطان العلم المُلجم، والحقُّ أحقَّ أن يُتَّبع ..

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلامُ على كافة أنبياء الله ورسله وآلهم الطيبين وكافة المؤمنين في كل زمانٍ ومكانٍ إلى يوم الدين، أمّا بعد..
ويا أيّها المجتهد للحق، لسوف أخرس لسانك بسلطان العلم الملجم من محكم القرآن العظيم لكونك تأخذ كلام الله فتجعله شاملاً من غير تخصيصٍ للفئات، ولسوف أضرب على ذلك مثلاً. قال الله تعالى: {يَا مَعْشَرَ الجنّ وَالْإِنْسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَٰذَا ۚ قَالُوا شَهِدْنَا عَلَىٰ أَنْفُسِنَا ۖ وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَشَهِدُوا عَلَىٰ أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ} صدق الله العظيم [الأنعام:130].

والسؤال الذي يطرح نفسه: فهل الله وجَّهَ السؤال للإنس والجنّ كافةً؟ ولكنه يتبيَّن لنا من خلال الردِّ على السؤال: {قَالُوا شَهِدْنَا عَلَىٰ أَنْفُسِنَا ۖ وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَشَهِدُوا عَلَىٰ أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ} ولكن لو جعلنا بيان جُملِ القرآن والهاءات وواوات الجماعة تأتي شاملةً للقوم من دون تفصيلٍ إذاً لحكمنا على كافة الجنّ والإنس أنّهم كانوا كافرين لكون الله تعالى قال: {يَا مَعْشَرَ الجنّ وَالْإِنْسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَٰذَا ۚ قَالُوا شَهِدْنَا عَلَىٰ أَنْفُسِنَا ۖ وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَشَهِدُوا عَلَىٰ أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ} صدق الله العظيم.

والسؤال الذي يطرح نفسه هو: فهل يقصد الله تعالى أنّ ذلك هو جوابُ كافة الجنّ والإنس أنهم {قَالُوا شَهِدْنَا عَلَىٰ أَنْفُسِنَا ۖ وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَشَهِدُوا عَلَىٰ أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ} صدق الله العظيم؟ وربَّما يودُّ أن يقول مجتهدٌ للحق: "هيهات هيهات يا ناصر فتلك آيات محكماتٌ بيناتٌ، فانظر إلى خطاب الله تعالى أنه نداءٌ شاملٌ للإنس والجنّ أجمعين، فانظر لقول الله تعالى: {يَا مَعْشَرَ الجنّ وَالْإِنْسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَٰذَا ۚ قَالُوا شَهِدْنَا عَلَىٰ أَنْفُسِنَا ۖ وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَشَهِدُوا عَلَىٰ أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ} صدق الله العظيم، فأنت لا تعرف اللغة". ومن ثمّ يردُّ عليك الإمام ناصر محمد اليماني وأقول: نعم أنّي لا أكاد أعلم من القواعد النحويّة إلا قليلاً ولكنّي أتحداك أن تجدني أخطأت في التأويل لكوني لست معتمداً على القواعد النَّحويّة؛ بل آتيك بالبيان للآيات بالآيات المبينات. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ آيَاتٍ مُّبَيِّنَاتٍ وَمَثَلًا مِّنَ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُمْ وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ (34)} صدق الله العظيم [النور].

وأما النِّداء الربَّانيّ من وراء الحجاب فلا يُقصَد به الثقلان كافةً؛ بل يُقصد به معشر الكفار من الجنّ والإنس لكونك تعلم مَنْ المخاطَبون من خلال الردّ: {قَالُوا شَهِدْنَا عَلَىٰ أَنْفُسِنَا ۖ وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَشَهِدُوا عَلَىٰ أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ} صدق الله العظيم.

ويا رجل، إنك لتجعل حال المبعوثين الكافرين واحداً وحياتهم واحدةً! وأنت بتفسيرك هذا نسفت العذاب البرزخيّ نسفاً، وهيهات هيهات فبما أن تفسيرك كان خطأ فحتماً سوف يخالف لكثيرٍ من آيات الكتاب لكون الكفار الذين أقيمت عليهم الحجّة لم يكن غريباً عليهم البعث لكونهم قد علموا أنهم كانوا على ضلالٍ منذ لحظة الموت الأولى إذ أدخلهم الله النار في ذات اليوم الذي أماتهم فيه. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلَوْ تَرَىٰ إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا ۙ الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ (50)} صدق الله العظيم [الأنفال].

لكون الله قد أدخلهم النّار في نفس اليوم الذي يموتون فيه. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَن قَالَ سَأُنزِلُ مِثْلَ مَا أَنزَلَ اللَّهُ ۗ وَلَوْ تَرَىٰ إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنفُسَكُمُ ۖ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ (93) } صدق الله العظيم [الأنعام].

وكذلك الذين أماتهم الله بعذابٍ أليمٍ من الكافرين المُعرضين في كلِّ أمَّةٍ يُدخلهم النَّار في نفس اليوم الذي يهلكهم فيه، فهم مُعذَّبون. وعلى سبيل المثال قوم نوح قال الله تعالى: {مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَارًا فَلَمْ يَجِدُوا لَهُم مِّن دُونِ اللَّهِ أَنصَارًا (25)} صدق الله العظيم [نوح].

وكذلك على سبيل المثال قوم فرعون كذلك أُغرقوا وأُدخلوا ناراً فهم يعرضون على لهيبها بكرةً وعشياً. تصديقاً لقول الله تعالى: {فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ (45) النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ (46)} صدق الله العظيم [غافر].

وهذه هي حياة المُكذِّبين الكافرين البرزخيّة من بعد الموت إلى يوم البعث حياةُ عذابٍ من لحظة موتهم باستمرارٍ، وعلموا أنَّهم ظلموا أنفسهم من لحظة الموت، ولذلك قال الله تعالى: {حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (100)} صدق الله العظيم [المؤمنون].

ولكنّ ناموس العذاب البرزخيّ في الكتاب لا ينطبق على الكافرين الذين لا يعلمون ببعث الرسل إلى أقوامهم من الذين ماتوا من أهل القرى قبل أن يبعث الله رسول ربّهم إليهم، فأولئك لن يعذبهم الله فليس لهم عذابٌ من بعد الموت في الحياة البرزخيّة، وليس لهم عذابٌ في يوم البعث الشامل. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّىٰ نَبْعَثَ رَسُولًا (15)} صدق الله العظيم [الإسراء].

لكون لهم حجّة على ربّهم لو يعذبهم سبحانه لكونه قد أماتهم قبل بعث رسول ربّهم إليهم، ولذلك قال الله تعالى: {رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ ۚ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا} صدق الله العظيم [النساء:165].

إذاً، الذين ماتوا من قبل بعث رسل ربّهم إليهم فلهم الحجّة على ربِّهم لو يعذبهم، ولذلك قال الله تعالى: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّىٰ نَبْعَثَ رَسُولًا (15)} صدق الله العظيم، ولذلك يجعلهم الله كالنائمين لا يشعرون بشيء من بعد الموت إلى يوم البعث لكون الكفار الذين لم تُقَم الحجّة عليهم ماتوا قبل بعث الرسل إلى أقوامهم، بمعنى أنّهم ماتوا قبل الكفار الذين أهلكهم الله من بعد إقامة الحجّة عليهم، ولذلك قال الله تعالى: {وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ ﴿٣٧﴾ هَـٰذَا يَوْمُ الْفَصْلِ جَمَعْنَاكُمْ وَالْأَوَّلِينَ﴿٣٨﴾} صدق الله العظيم [الرسلات].

فمِنْهُم المكذبون ومِنْهم الأوّلون برغم أنّهم جميعهم كفارٌ، ولكنّ المكذِّبين هم الكفار الذين ماتوا من بعد بعث الرسل إلى أقوامهم، وأمّا الكفار الأوَّلون فهم الكفار الذين ماتوا قبل بعث الرسل إلى أقوامهم، والكفار الأوَّلون هم الذين قالوا: {يَا وَيْلَنَا مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا} [يس:52]. وهم السائلون من الكفار. وأمّا طائفة المجيبين فهم المكذبون برسل ربّهم: {هَٰذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَٰنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ} صدق الله العظيم [يس:52].

ويا أيّها (المجتهد للحق)، إنّي أراك تعِظُني وتقول: "يا ناصر محمد اتّقِ الله" فمن ثم أقول لك: فهل خالف الإمام ناصر محمد اليماني تقوى الله حين ينطق بالحقّ ويهدي إلى صراطٍ مستقيمٍ؟ بل أنت اتّقِ الله فإنّك تصدُّ عن اتّباع الصراط المستقيم وتبغيها عوجاً وتقول على الله من عند نفسك بغير علمٍ ولا هدًى من ربّ العالمين، فإياك ثمّ إيّاك من تبيان آيات الله بالشمول.

وبالنسبة لكلمة { يَا وَيْلَنَا } فهم يقولونها أي الطرفان من الكافرين لكونهم جميعهم فزعون، وعلى سبيل المثال الكفار الذين أقيمت عليهم الحجّة ببعث الرسل فهم يعلمون مباشرةً من لحظة البعث أنّ هذا يوم البعث بمجرد ما يبعثهم، وقال الله تعالى: {فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ فَإِذَا هُمْ يَنظُرُونَ (19) وَقَالُوا يَا وَيْلَنَا هَذَا يَوْمُ الدِّينِ (20) هَذَا يَوْمُ الْفَصْلِ الَّذِي كُنتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ (21) احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ (22) مِن دُونِ اللَّهِ فَاهْدُوهُمْ إِلَى صِرَاطِ الْجَحِيمِ (23) وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ (24) مَا لَكُمْ لَا تَنَاصَرُونَ (25) بَلْ هُمُ الْيَوْمَ مُسْتَسْلِمُونَ (26) وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءلُونَ (27) قَالُوا إِنَّكُمْ كُنتُمْ تَأْتُونَنَا عَنِ الْيَمِينِ (28) قَالُوا بَل لَّمْ تَكُونُوا مُؤْمِنِينَ (29) وَمَا كَانَ لَنَا عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ بَلْ كُنتُمْ قَوْماً طَاغِينَ (30)} صدق الله العظيم [الصافات].

وبما أنّ الكفار الذين أقيمت عليهم الحجّة ببعث الرسل يعلمون أن هذا يوم الدين يوم يقوم الناس لربّ العالمين ولذلك قالوا: {وَقَالُوا يَا وَيْلَنَا هَذَا يَوْمُ الدِّينِ (20)}، وأمّا الكفار الفزعون من الطرف الآخر الذي لم تُقَم الحجّة عليهم ببعث الرسل ولا يعلمون ببعث رسل ربِّهم ولا يعلمون أنَّهم سوف يُبعثون فهم كذلك فزعون يوم البعث، ولذلك قالوا: {يَا وَيْلَنَا مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا}، وردَّ عليهم كفارٌ آخرون: {وَقَالُوا يَا وَيْلَنَا هَذَا يَوْمُ الدِّينِ (20) هَذَا يَوْمُ الْفَصْلِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ (21)} صدق الله العظيم.
وخاطب الله الكفارَ المكذبين بيوم البعث فقال الله لهم من وراء الحجاب: {هَذَا يَوْمُ الْفَصْلِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ (21)} صدق الله العظيم.

وعلى كل حالٍ حين نجد كلمةَ { وَيْلَنَا } صادرة من الطرفين من الكفار سواء الذين أُقيمت عليهم الحجّة ببعث الرسل أو الذين ماتوا قبل بعث الرسل فكلمة { يَا وَيْلَنَا } صدرت من الطرفين بسبب أنّ الطرفين فزعوا من هول البعث، ولكنّ طائفة منهم لن يعذبهم الله حتى وإن نالهم الفزع من عذاب الجحيم، فأخيراً يقول لهم ربّ العالمين: {ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلَا أَنتُمْ تَحْزَنُونَ (49)} صدق الله العظيم [الأعراف].

فلن يُخلف الله وعدَه فيعذب الكافرين الذين لم يقِم الحجّة عليهم. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّىٰ نَبْعَثَ رَسُولًا (15)} صدق الله العظيم [الإسراء]، وأولئك هم أصحاب الأعراف فلا هم في الجنة بادئ الأمر ولا في النار فليس لهم إلا رحمة ربّهم. وقال الله تعالى: {وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ ۚ وَعَلَى الْأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيمَاهُمْ ۚ وَنَادَوْا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ ۚ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ} صدق الله العظيم [الأعراف:46].

لكونهم ليسوا من المعذبين ولم يجعلهم الله بعدُ من أصحاب الجنّة؛ بل يتمنّوْن أن يدخلوها مع الصالحين. وقال الله تعالى: {وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ وَعَلَى الْأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيمَاهُمْ وَنَادَوْا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ (46) وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَاءَ أَصْحَابِ النَّارِ قَالُوا رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (47) } صدق الله العظيم [الأعراف].

ومن ثمّ جاء الردُّ في سياق الآيات إجابةً لدعوتهم لربِّهم: {رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (47)} صدق الله العظيم، والردُّ من وراء الحجاب بصوت الحيِّ القيوم! {ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلَا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ (49)} صدق الله العظيم، لكونهم أنابوا إلى ربِّهم أن يرحمهم كما رحم الصالحين، وبرغم أنّهم كفار ولكنهم كرهوا الكفارَ برسل ربّهم، وقالوا لهم: {وَنَادَى أَصْحَابُ الْأَعْرَافِ رِجَالًا يَعْرِفُونَهُمْ بِسِيمَاهُمْ قَالُوا مَا أَغْنَى عَنْكُمْ جَمْعُكُمْ وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ (48) أَهَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لَا يَنَالُهُمُ اللَّهُ بِرَحْمَةٍ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلَا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ (49)} صدق الله العظيم [الأعراف].

وذلك النداء: {ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلَا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ (49)} صدق الله العظيم، صدر من الربِّ لأصحاب الأعراف.

ويا (مجتهد للحق)، فإن كنت تريد الحقّ فإنّي الإمام المهديّ ناصر محمد من الراسخين في علم الكتاب فلا يجادلني عالِمٌ من القرآن العظيم إلا أقمتُ عليه الحجّة بإذن الله بآياتٍ بيِّناتٍ محكماتٍ من آيات أمِّ الكتابِ، والحقُّ أحقَّ أن يتّبع إن كنتَ تريد الحقَّ، وما بعد الحقِّ إلا الضلال.

وأُبشِّر أنّ جدّي عبدَ الله بن عبد المطلب الهاشمي القرشي سوف يجعله الله وجدَّتي آمنةَ بنت وهبٍ من أصحاب الجنَّة، وكذب المفترون أنّ أبوَيْ محمدٍ رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- من أصحاب الجحيم، ولَأُخرِسنّ ألسنة المفترين من محكم القرآن وألجمهم إلجاماً.

وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
الإمام المهديّ ناصر محمد اليمانيّ.
_____________