Admin
07-08-2010, 07:03 AM
- 1 -
الإمام ناصر محمد اليماني
18 - 08 - 1430 هـ
09 - 08 - 2009 مـ
09:42 مساءً
ــــــــــــــــــــــ
بيان البرهان من القرآن لحركة الشمس والقمر والأرض..
بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
قال الله تعالى: {وَآيَةٌ لّهُمُ الْلّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النّهَارَ فَإِذَا هُم مّظْلِمُونَ (37) وَالشّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرّ لّهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (38) وَالْقَمَرَ قَدّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتّىَ عَادَ كَالعُرجُونِ الْقَدِيمِ (39) لاَ الشّمْسُ يَنبَغِي لَهَآ أَن تدْرِكَ القَمَرَ وَلاَ الْلّيْلُ سَابِقُ النّهَارِ وَكُلّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ (40)} صدق الله العظيم [يس].
ونستنبط الحُكم لحركتهم جميعاً في أفلاكهم من خلال قول الله تعالى: {لاَ الشّمْسُ يَنبَغِي لَهَآ أَن تدْرِكَ القَمَرَ وَلاَ الْلّيْلُ سَابِقُ النّهَارِ وَكُلّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ} صدق الله العظيم، فأين يوجد تعاقب الليل والنهار؟ طبعاً في الأرض. تصديقاً لقول الله تعالى: {يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا} [الأعراف:54].
وهُناك توجد ضمّة على الياء أي أنه يُدخِلُ الليل في النهار من جهة الشرق ويُدخِلُ النهار في الليل من جهة الغرب. تصديقاً لقول الله تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ} صدق الله العظيم [الحج:61].
أي يولج الليل في النهار من جهة الشرق ويولج النهار في الليل من جهة الغرب بمعنى أنّ آخر النهار يدخل في الليل فيظلم فيتمّ السلخ من آخر النهار لحركة الأرض. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَآيَةٌ لّهُمُ الْلّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النّهَارَ فَإِذَا هُم مّظْلِمُونَ} صدق الله العظيم.
وسبب الظلام هو: حركة الأرض شرقاً فغربت الشمس بالأفق الغربي فدخل الليل في النهار فغشيه الظلام ولكن أول النهار والفجر وأدخل الليل من آخره في أول النهار فإذا هم مُبصرون، فقد علمنا أنّ الليل والنهار يخلفان بعضهما بسبب حركة الأرض. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُوراً} صدق الله العظيم [الفرقان:62].
ويا معشر عُلماء الأمّة الذين ينكرون حركة الأرض إنّكم لتصدون عن التصديق بالقرآن العظيم بسبب قولكم على الله ما لا تعلمون، فسببتم الضرر للدين الإسلامي الحنيف وصدَدتم عن القُرآن بسبب جهلكم برغم أنّ الله أفتاكم بأنّ الشمس والقمر والأرض يجرون جميعاً في أفلاكهم وجعل الله تلك الفتوى في مُحكم القرآن العظيم يفقهها الجاهل، فما بالك بالعالم في قول الله تعالى؟ ونستنبط الحُكم لحركة الشمس والقمر والأرض في أفلاكهم من خلال قول الله تعالى: {لاَ الشّمْسُ يَنبَغِي لَهَآ أَن تدْرِكَ القَمَرَ وَلاَ الْلّيْلُ سَابِقُ النّهَارِ وَكُلّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ} صدق الله العظيم.
فانظروا لقول الله تعالى: {وَكُلّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ} صدق الله العظيم، فلو تكلّم عن الشمس والقمر لقلنا لم يقصد الأرض ولكنه شرح لكم حركة الشمس والقمر والليل والنهار فكيف تدرك الشمس القمر فهو لن يحدث حتى يلد الهلال من قبل الاقتران ثمّ تجدون أنّ القمر سوف يغرب قبل غروب الشمس وهو في حالة إدراك والشمس تتقدمه شرقاً وهو يتلوها من ناحية الغرب، وكذلك الليل كيف له أن يسبق النهار فهو لن يحدث حتى تعكس الأرض حركتها حتى يصير الشرق غرباً والغرب شرقاً ثم تعلمون أنّه حقاً يقصد أنّ الأرض تجري والشمس تجري والقمر يجري {وَكُلّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ} صدق الله العظيم، وهذه من الآيات المُحكمات في الكتاب لحركة الشمس والقمر والأرض، ونستنبط الحُكم لحركة الشمس والقمر والأرض في أفلاكهم من خلال قول الله تعالى: {لاَ الشّمْسُ يَنبَغِي لَهَآ أَن تدْرِكَ القَمَرَ وَلاَ الْلّيْلُ سَابِقُ النّهَارِ وَكُلّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ} صدق الله العظيم.
ولكنّكم يا معشر عُلماء الأمّة الذين تنكرون حركة الأرض وتسندون أنّ ذلك أنّه الله في القرآن العظيم ثم يرى علماء الكفر الذين صعدوا الفضاء أنّ الليل والنهار يتعاقبان أمام أعينهم كما يتعاقب الليل والنهار في القمر أمام أعينكم ومن ثم يسألون المُسلمين: "هل أخبر القرآن عن حركة الأرض فإن كان حقاً من لدن حكيمٍ عليمٍ فلن يخطِئ في ذلك". ثم يسألون من علماء المُسلمين من الذين يقولون على الله ما لا يعلمون فإذا هو يقول: "إنّ القرآن يقول إنها ثابتة". ثم يقول الباحثون عن الحقّ: "إذاً هذا كتابٌ لم يأتِ من عند الله". فصدَدْتم عن اتّباع القرآن العظيم صدوداً كبيراً بجهلكم برغم أنّكم تعلمون أنّ الله لم يُفتِكم بثبوت الأرض؛ بل أخبركم أنكم تحسبونها ثابتةً وهي تمرّ مرّ السحاب في الفضاء وأنتم ترون السحاب يتحرك أمام أعينكم في الفضاء الكوني، ولو كانت السحب ثابتة لما شبّه الله الأرض بحركة السحاب. وقال الله تعالى: {وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ} صدق الله العظيم [النمل:88].
ثم يأتي من عُلماء الأمّة من الذين يقولون على الله ما لا يعلمون فيقول: "إنّ ذلك يوم القيامة". لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم! ألم يقل الله تعالى: {صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ} صدق الله العظيم، فأين يوم القيامة؟ بل يوم القيامة يقوم بتدمير ما صنع فيدمرها تدميراً. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا (105) فَيَذَرُهَا قَاعًا صَفْصَفًا (106) لا تَرَى فِيهَا عِوَجًا وَلا أَمْتًا(107)} صدق الله العظيم [طه].
فكيف يحرِّفون كلام الله عن مواضعه بقولهم على الله ما لا يعلمون، وإنّما الجبال على الأرض وهي أوتادٌ للأرض حتى لا تضطرب قشرتها أثناء حركة الأرض. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَأَلْقَى فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ} صدق الله العظيم [النحل:15]
بمعنى أنّ الجبال جعلها الله أوتاداً للأرض لتُثبت القشرة الأرضية أثناء الحركة لأنّ البشر يسكنون على القشرة السطحية للأرض، لذلك جعل الله الجبال أوتاداً لهذه القشرة. تصديقاً لقول الله تعالى: {أَلَمْ نَجْعَلِ الأَرْضَ مِهَاداً (6) وَالْجِبَالَ أَوْتَاداً (7)} صدق الله العظيم [النبأ].
ولكن الأرض ذلول مُتحرك بالبشر؛ بل سفينة فضائية حقيقية مُنطلقة بالبشر في الفضاء. تصديقاً لقول الله تعالى: {هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ} صدق الله العظيم [الملك:15]؛ وإنما الذول هو الذلول المُستخدم في السفر يُسمى في اللغة العربية ذلول ولذلك تجدون الله وصفها بالذلول لأنها مُنطلقة بكم في فلكها الكوني في الفضاء الكوني.
ولربما يودّ أحد السائلين أن يُقاطعني فيقول: "ولكن يا إمام ناصر محمد اليماني إننا لا نشعر بحركتها شيئاً"، ثم نردّ عليه نعم قال الله أننا لا نشعر بها ونحسب أنّ الأرض ثابتةٌ وهي مُتحركة. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ} صدق الله العظيم، والجبال هي فوق الأرض ولن تتحرك إلا بحركة الأرض، أما لو كان يقصد الله حركة للجبال وحدها لرأيتم الجبل يذهب من بين أيديكم ولكنه يقصد حركة الأرض التي فوقها الجبال وأنتم.
وأتذكر ذات مرة كُنت مُسافراً بالطائرة من دُبي الإمارات واتجهنا إلى دولةٍ أخرى وفي أثناء السفر شعرت أنّ الطائرة واقفةٌ لا تتحرك شيئاً فأدهشني الأمر كثيراً فأشرت لأحد أفراد طاقم الطائرة وقلت له: يا أخي لماذا توقفت الطائرة؟ فضحك وقال: لا تخف ولا فيه أي مُشكلة، فقلت: تالله ما كُنت خائفاً وإنما أريد أن أفهم حقيقة علميّة إذاً لم تكن واقفة! وقال: كلا يا رجل إنها لم تتوقف شيئاً، وقُلت له: سألتك بالله أن تسأل الطيار لماذا نشعر الآن أنَّ الطائرةَ واقفةٌ لا شك ولا ريب برغم أنها مُتحركة في الفضاء؟ فأعطيته مائة ريال سعودي جزاءً لإجابة سؤالي ليعلم أني مُهتمٌ بالجواب كثيراً شرط أن لا يفتيني هو بل يأتي لي بالفتوى من الطيار، فلم يأخذ المائة ووعدني أن يأتيني بالفتوى من سائق الطائرة، وقبل أن تأتيني الإجابة هو لأني أجبت على نفسي أنهُ لا بُدّ أنّ الطيار جعل سرعة الطائرة على رقمٍ مُعينٍ ثابتٍ برغم أني كنت أشعر بحركتها ونحن في الفضاء وإنما فجأة ونحن في الفضاء فإذا أنا لا أشعر لها بأي حركةٍ مُطلقاً، المهم أنّ الرجل ذهب إلى السائق وأخبره بما دار بيني وبينه وأنّي أريد الجواب الحقّ عن السبب المُقنع، فقال لهُ السائق أخبره أننا نحن الآن على البحر وسوف نطير عليه. ما أدري كم حدد من الوقت! المهم إنّها مسافة طويلة تتجاوز الساعة ونحن على البحر، والمهم أنهُ قال ولذلك جعل سرعة الطائرة ثابتةً وهذا هو سبب أنه يشعر أن الطائرة واقفة عن الحركة هو بسبب تثبيت السرعة على البحر، ثم تذكرت قول الله تعالى: {وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ} صدق الله العظيم، وعلمتُ لماذا نحن لا نشعر بالحركة الذاتية للأرض وعلمت أنه بسبب ثبوت سرعة الأرض لا شك ولا ريب. ولذلك قال الله تعالى: {وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ} صدق الله العظيم.
وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله رب العالمين..
أخوكم الإمام ناصر محمد اليماني.
ــــــــــــــــ
الإمام ناصر محمد اليماني
18 - 08 - 1430 هـ
09 - 08 - 2009 مـ
09:42 مساءً
ــــــــــــــــــــــ
بيان البرهان من القرآن لحركة الشمس والقمر والأرض..
بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
قال الله تعالى: {وَآيَةٌ لّهُمُ الْلّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النّهَارَ فَإِذَا هُم مّظْلِمُونَ (37) وَالشّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرّ لّهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (38) وَالْقَمَرَ قَدّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتّىَ عَادَ كَالعُرجُونِ الْقَدِيمِ (39) لاَ الشّمْسُ يَنبَغِي لَهَآ أَن تدْرِكَ القَمَرَ وَلاَ الْلّيْلُ سَابِقُ النّهَارِ وَكُلّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ (40)} صدق الله العظيم [يس].
ونستنبط الحُكم لحركتهم جميعاً في أفلاكهم من خلال قول الله تعالى: {لاَ الشّمْسُ يَنبَغِي لَهَآ أَن تدْرِكَ القَمَرَ وَلاَ الْلّيْلُ سَابِقُ النّهَارِ وَكُلّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ} صدق الله العظيم، فأين يوجد تعاقب الليل والنهار؟ طبعاً في الأرض. تصديقاً لقول الله تعالى: {يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا} [الأعراف:54].
وهُناك توجد ضمّة على الياء أي أنه يُدخِلُ الليل في النهار من جهة الشرق ويُدخِلُ النهار في الليل من جهة الغرب. تصديقاً لقول الله تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ} صدق الله العظيم [الحج:61].
أي يولج الليل في النهار من جهة الشرق ويولج النهار في الليل من جهة الغرب بمعنى أنّ آخر النهار يدخل في الليل فيظلم فيتمّ السلخ من آخر النهار لحركة الأرض. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَآيَةٌ لّهُمُ الْلّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النّهَارَ فَإِذَا هُم مّظْلِمُونَ} صدق الله العظيم.
وسبب الظلام هو: حركة الأرض شرقاً فغربت الشمس بالأفق الغربي فدخل الليل في النهار فغشيه الظلام ولكن أول النهار والفجر وأدخل الليل من آخره في أول النهار فإذا هم مُبصرون، فقد علمنا أنّ الليل والنهار يخلفان بعضهما بسبب حركة الأرض. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُوراً} صدق الله العظيم [الفرقان:62].
ويا معشر عُلماء الأمّة الذين ينكرون حركة الأرض إنّكم لتصدون عن التصديق بالقرآن العظيم بسبب قولكم على الله ما لا تعلمون، فسببتم الضرر للدين الإسلامي الحنيف وصدَدتم عن القُرآن بسبب جهلكم برغم أنّ الله أفتاكم بأنّ الشمس والقمر والأرض يجرون جميعاً في أفلاكهم وجعل الله تلك الفتوى في مُحكم القرآن العظيم يفقهها الجاهل، فما بالك بالعالم في قول الله تعالى؟ ونستنبط الحُكم لحركة الشمس والقمر والأرض في أفلاكهم من خلال قول الله تعالى: {لاَ الشّمْسُ يَنبَغِي لَهَآ أَن تدْرِكَ القَمَرَ وَلاَ الْلّيْلُ سَابِقُ النّهَارِ وَكُلّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ} صدق الله العظيم.
فانظروا لقول الله تعالى: {وَكُلّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ} صدق الله العظيم، فلو تكلّم عن الشمس والقمر لقلنا لم يقصد الأرض ولكنه شرح لكم حركة الشمس والقمر والليل والنهار فكيف تدرك الشمس القمر فهو لن يحدث حتى يلد الهلال من قبل الاقتران ثمّ تجدون أنّ القمر سوف يغرب قبل غروب الشمس وهو في حالة إدراك والشمس تتقدمه شرقاً وهو يتلوها من ناحية الغرب، وكذلك الليل كيف له أن يسبق النهار فهو لن يحدث حتى تعكس الأرض حركتها حتى يصير الشرق غرباً والغرب شرقاً ثم تعلمون أنّه حقاً يقصد أنّ الأرض تجري والشمس تجري والقمر يجري {وَكُلّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ} صدق الله العظيم، وهذه من الآيات المُحكمات في الكتاب لحركة الشمس والقمر والأرض، ونستنبط الحُكم لحركة الشمس والقمر والأرض في أفلاكهم من خلال قول الله تعالى: {لاَ الشّمْسُ يَنبَغِي لَهَآ أَن تدْرِكَ القَمَرَ وَلاَ الْلّيْلُ سَابِقُ النّهَارِ وَكُلّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ} صدق الله العظيم.
ولكنّكم يا معشر عُلماء الأمّة الذين تنكرون حركة الأرض وتسندون أنّ ذلك أنّه الله في القرآن العظيم ثم يرى علماء الكفر الذين صعدوا الفضاء أنّ الليل والنهار يتعاقبان أمام أعينهم كما يتعاقب الليل والنهار في القمر أمام أعينكم ومن ثم يسألون المُسلمين: "هل أخبر القرآن عن حركة الأرض فإن كان حقاً من لدن حكيمٍ عليمٍ فلن يخطِئ في ذلك". ثم يسألون من علماء المُسلمين من الذين يقولون على الله ما لا يعلمون فإذا هو يقول: "إنّ القرآن يقول إنها ثابتة". ثم يقول الباحثون عن الحقّ: "إذاً هذا كتابٌ لم يأتِ من عند الله". فصدَدْتم عن اتّباع القرآن العظيم صدوداً كبيراً بجهلكم برغم أنّكم تعلمون أنّ الله لم يُفتِكم بثبوت الأرض؛ بل أخبركم أنكم تحسبونها ثابتةً وهي تمرّ مرّ السحاب في الفضاء وأنتم ترون السحاب يتحرك أمام أعينكم في الفضاء الكوني، ولو كانت السحب ثابتة لما شبّه الله الأرض بحركة السحاب. وقال الله تعالى: {وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ} صدق الله العظيم [النمل:88].
ثم يأتي من عُلماء الأمّة من الذين يقولون على الله ما لا يعلمون فيقول: "إنّ ذلك يوم القيامة". لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم! ألم يقل الله تعالى: {صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ} صدق الله العظيم، فأين يوم القيامة؟ بل يوم القيامة يقوم بتدمير ما صنع فيدمرها تدميراً. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا (105) فَيَذَرُهَا قَاعًا صَفْصَفًا (106) لا تَرَى فِيهَا عِوَجًا وَلا أَمْتًا(107)} صدق الله العظيم [طه].
فكيف يحرِّفون كلام الله عن مواضعه بقولهم على الله ما لا يعلمون، وإنّما الجبال على الأرض وهي أوتادٌ للأرض حتى لا تضطرب قشرتها أثناء حركة الأرض. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَأَلْقَى فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ} صدق الله العظيم [النحل:15]
بمعنى أنّ الجبال جعلها الله أوتاداً للأرض لتُثبت القشرة الأرضية أثناء الحركة لأنّ البشر يسكنون على القشرة السطحية للأرض، لذلك جعل الله الجبال أوتاداً لهذه القشرة. تصديقاً لقول الله تعالى: {أَلَمْ نَجْعَلِ الأَرْضَ مِهَاداً (6) وَالْجِبَالَ أَوْتَاداً (7)} صدق الله العظيم [النبأ].
ولكن الأرض ذلول مُتحرك بالبشر؛ بل سفينة فضائية حقيقية مُنطلقة بالبشر في الفضاء. تصديقاً لقول الله تعالى: {هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ} صدق الله العظيم [الملك:15]؛ وإنما الذول هو الذلول المُستخدم في السفر يُسمى في اللغة العربية ذلول ولذلك تجدون الله وصفها بالذلول لأنها مُنطلقة بكم في فلكها الكوني في الفضاء الكوني.
ولربما يودّ أحد السائلين أن يُقاطعني فيقول: "ولكن يا إمام ناصر محمد اليماني إننا لا نشعر بحركتها شيئاً"، ثم نردّ عليه نعم قال الله أننا لا نشعر بها ونحسب أنّ الأرض ثابتةٌ وهي مُتحركة. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ} صدق الله العظيم، والجبال هي فوق الأرض ولن تتحرك إلا بحركة الأرض، أما لو كان يقصد الله حركة للجبال وحدها لرأيتم الجبل يذهب من بين أيديكم ولكنه يقصد حركة الأرض التي فوقها الجبال وأنتم.
وأتذكر ذات مرة كُنت مُسافراً بالطائرة من دُبي الإمارات واتجهنا إلى دولةٍ أخرى وفي أثناء السفر شعرت أنّ الطائرة واقفةٌ لا تتحرك شيئاً فأدهشني الأمر كثيراً فأشرت لأحد أفراد طاقم الطائرة وقلت له: يا أخي لماذا توقفت الطائرة؟ فضحك وقال: لا تخف ولا فيه أي مُشكلة، فقلت: تالله ما كُنت خائفاً وإنما أريد أن أفهم حقيقة علميّة إذاً لم تكن واقفة! وقال: كلا يا رجل إنها لم تتوقف شيئاً، وقُلت له: سألتك بالله أن تسأل الطيار لماذا نشعر الآن أنَّ الطائرةَ واقفةٌ لا شك ولا ريب برغم أنها مُتحركة في الفضاء؟ فأعطيته مائة ريال سعودي جزاءً لإجابة سؤالي ليعلم أني مُهتمٌ بالجواب كثيراً شرط أن لا يفتيني هو بل يأتي لي بالفتوى من الطيار، فلم يأخذ المائة ووعدني أن يأتيني بالفتوى من سائق الطائرة، وقبل أن تأتيني الإجابة هو لأني أجبت على نفسي أنهُ لا بُدّ أنّ الطيار جعل سرعة الطائرة على رقمٍ مُعينٍ ثابتٍ برغم أني كنت أشعر بحركتها ونحن في الفضاء وإنما فجأة ونحن في الفضاء فإذا أنا لا أشعر لها بأي حركةٍ مُطلقاً، المهم أنّ الرجل ذهب إلى السائق وأخبره بما دار بيني وبينه وأنّي أريد الجواب الحقّ عن السبب المُقنع، فقال لهُ السائق أخبره أننا نحن الآن على البحر وسوف نطير عليه. ما أدري كم حدد من الوقت! المهم إنّها مسافة طويلة تتجاوز الساعة ونحن على البحر، والمهم أنهُ قال ولذلك جعل سرعة الطائرة ثابتةً وهذا هو سبب أنه يشعر أن الطائرة واقفة عن الحركة هو بسبب تثبيت السرعة على البحر، ثم تذكرت قول الله تعالى: {وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ} صدق الله العظيم، وعلمتُ لماذا نحن لا نشعر بالحركة الذاتية للأرض وعلمت أنه بسبب ثبوت سرعة الأرض لا شك ولا ريب. ولذلك قال الله تعالى: {وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ} صدق الله العظيم.
وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله رب العالمين..
أخوكم الإمام ناصر محمد اليماني.
ــــــــــــــــ