مشاهدة النسخة كاملة : ردّ الإمام المهدي على السائلين من أحبتي الأنصار السابقين الأخيار
Admin
19-11-2014, 09:17 AM
- 1 -
(https://mahdialumma.online/showthread.php?p=166379)[ لمتابعة رابط المشاركـــــة الأصليّة للبيـــــان ]
(https://mahdialumma.online/showthread.php?p=166379)https://mahdialumma.online/showthread.php?p=166379
الإمام ناصر محمد اليماني
26 - 01 - 1436 هـ
19 - 11 - 2014 مـ
08:00 صباحاً
ــــــــــــــــــ
ردّ الإمام المهديّ على السائلين من أحبتي الأنصار السابقين الأخيار ..
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على كافة الأنبياء والمرسلين وآلهم الطيبين وجميع المؤمنين، أمّا بعد..
سلامُ الله عليكم ورحمة الله وبركاته أحبتي في الله، ونقتبس من بيان حبيبي في الله (قول الحق) ما يلي:
فهل بالعقل والمنطق ان يسمع اي انسان لإيات الله ويعتبرها اساطير الاولين ؟ فهل اي انسان عاقل سواء في عهد مبعث الرسل او في الفترة من قبل مبعث الرسل يسمي أيات الله باساطير الاولين؟والجواب على النقطة الأولى التي يقول فيها الأنصاري (قول الحق) ما يلي: فهل بالعقل والمنطق ان يسمع اي انسان لآيات الله ويعتبرها اساطير الاولين؟ فمن ثمّ يردّ عليه الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: يا حبيبي، إنّ كافة المكذبين من أمم الأنبياء يقولون: {إِنْ هَـٰذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ} [الأنعام:25]؛ رغم أنّهم ليسوا من شياطين البشر الكافرين بالحقّ من ربِّهم وهم يعلمون أنّه الحقّ؛ بل يقول ذلك قومٌ لا يعلمون أنّه الحقّ من ربِّهم؛ بل هم ضالون عن الصراط المستقيم.
ويا رجل، حتى لا نخرج عن الموضوع فدعنا في الأقوام الذين ماتوا قبل بعث رسل ربهّم إليهم، فلا يوجد كتابٌ بين أيديهم ولا آثارة من الآيات حتى تلومهم، وتريد أن يُلقى بهم في نار جهنم! ويا رجل، إنّ سبب قولهم حين سمعوا عن البعث في قصص الأولين هو: بما أنّه لا يوجد لديهم رسولٌ من ربِّهم ولا كتابٌ بين أيديهم تَنزّل من ربِّهم على أمّةٍ قبلهم فيدرسون آياته ويتدبّرونها؛ بل نقول لا وجود لكتابٍ تنزّل إليهم من ربِّهم بلسانٍ عربيٍّ مبينٍ ليتدبّروا آياته فلذلك حين سمعوا بقصص البعث جاءت في قصص الأمَم الأولى فقط لا غير من غير برهانٍ بين أيديهم من ربِّهم ولذلك قالوا: " أساطيرُ الأوّلين ". والبرهان أنّهم لم يسمعوا من آيات الكتاب شيئاً تجده في قول الله تعالى: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَاوَاتِ ائْتُونِي بِكِتَابٍ مِنْ قَبْلِ هَذَا أَوْ أَثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} صدق الله العظيم [الأحقاف:4].
ونستنبط من ذلك أنّ آباء هؤلاء لم يكن لديهم كتابٌ من الله ولا آياتٌ يدرسونها على الإطلاق وإنّما يسمعون عن القصص أنّه يوجد هناك بعثٌ فظنّوا أنّ ذلك مجرد أساطير الأولين. ولكنّهم لو كذّبوا بآيات ربّهم التي تتلى عليهم إذاً لأقيمت عليهم الحجّة وقضي الأمر أنّهم من أصحاب الجحيم ممن أقيمت عليهم الحجّة، ولكنّ الكفار من أصحاب الأعراف لم يتنزّل عليهم كتابٌ ولم يأتيهم نذيرٌ. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا آتَيْنَاهُم مِّن كُتُبٍ يَدْرُسُونَهَا ۖ وَمَا أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ قَبْلَكَ مِن نَّذِيرٍ (44)} صدق الله العظيم [سبأ].
ونستنبط من خلال ذلك أنّ الأمّة الوسط ليس لديها نذيرٌ ولا كتابٌ تدرسه، إذا يا حبيبي في الله فكيف تقول أنّه من غير المعقول أن يَصِفوا ذكر آيات ربّهم بأساطير الأولين؟ ولكنّي لم أجد في الكتاب أنّه يوجد آياتٌ تتلى عليهم ولا نذيرٌ، فمن أين أتيت بهذا الخبر هداك الله؟ فهل تريد أن تقيم الحجّة عليهم بغير الحقّ؟ وهيهات هيهات ولا يظلم ربّك أحداً. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً} صدق الله العظيم [الإسراء:15].
إذاً فما ظنّك بمن لم يأتِهم نذيرٌ من الكفار، فهل سوف يعذّبهم الله؟ ألم يقل الله تعالى: {وَمَا آتَيْنَاهُم مِّن كُتُبٍ يَدْرُسُونَهَا ۖ وَمَا أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ قَبْلَكَ مِن نَّذِيرٍ (44)} صدق الله العظيم؟ إذاً لا وجود للآيات بلسانٍ عربيٍّ مبينٍ أُنزلت إليهم من ربِّهم لكون الله لا يبعث رسولاً إلا بلسان قومه حتى يفقهوا قوله. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُول إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمه لِيُبَيِّن لَهُمْ فَيُضِلّ اللَّه مَنْ يَشَاء وَيَهْدِي مَنْ يَشَاء وَهُوَ الْعَزِيز الْحَكِيم} صدق الله العظيم [إبراهيم:4].
ويا حبيبي في الله السائل، حقيقةً أقولها بالحقّ أنّ سؤالك إلينا من قبل كان منطقيّاً وذا أهميّةٍ كبرى حتى نُبيّن نقطةً في قولهم: {يَا وَيْلَنَا مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا} [يس:52]، فمن ثمّ بيّناها بالحقّ للأنصاري السائل (قول الحق) لكوننا لم نبيّن هذه النقطة في الآية من قبل، ثمّ جاءك البيان وصاحبك وأيقنتما به والحمد لله ربّ العالمين.
وأما سؤالك هذا الذي بقولك: (هل يوجد إنسان يسمع آيات الله تتلى عليه فيسميها أساطير إلا شياطين البشر؟). فمن ثمّ نردّ عليك بالحقّ: ليس فقط الشياطين من يقولون ذلك؛ بل كافة الكافرين من الأمم ظنّوا أنّها نفس الأساطير التي كانوا يسمعون عنها في قصص الأولين وهم لا يعلمون أنّه قد جاءهم الحقّ من ربِّهم. وقال الله تعالى: {وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَىٰ عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (5)} صدق الله العظيم [الفرقان].
فهذا قول الكفار الذين كفروا بآيات ربّهم التي تُتلى عليهم، وظنّوا أنّه تمّ تأليفها على أساس قصص الأساطير للأمم الأولى، ولكنّه لا يحقّ لهم أن يسمّوها أساطير، كونها آيات محكمات جاءتهم بالحقّ من ربِّهم فكفروا بها وظنّوا أنّه تمّ تأليفها بناءً على قصص الأساطير الأولى؛ بل هي الحقّ من ربِّهم وكفروا بها، وأولئك أقيمت عليهم الحجّة بسبب وجود رسول ربّهم يتلو عليهم آيات ربّهم وكفروا بها.
وأمّا الكفار الذين من قبلهم فلن يعذبهم الله بسبب تسميتهم لقصص الأولين أنّها أساطيرٌ لكون الله لم يبعث إليهم رسولاً يتلو عليهم آياته، وإنما كانوا يسمعون عن قصص الأمم الأولى في القرون الغابرة بأنّه يوجد هناك بعثٌ، ولذلك ظنّوا أنّها مجرد أساطير لكونهم فقط سمعوا ذلك من قصص الأولين ولا يوجد كتابٌ لديهم يتدبرون آياته، ولذلك فلهم الحجّة على ربّهم لو يعذبهم كونه لم يبعث إليهم رسولاً يتلو عليهم آياته. وقال الله تعالى: {رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا} صدق الله العظيم [النساء:165].
ونستنبط من ذلك أنّ الله لن يعذِّب من لم يبعث إليهم رسولاً لكون لهم الحجّة على ربّهم بسبب عدم بعث رسولٍ إليهم. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً} صدق الله العظيم. وأولئك لا وجود لكتابٍ من الله بين أيديهم ليتدبّروا آياته. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا آتَيْنَاهُم مِّن كُتُبٍ يَدْرُسُونَهَا ۖ وَمَا أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ قَبْلَكَ مِن نَّذِيرٍ (44)} صدق الله العظيم [سبأ].
ويا أحبتي في الله الأنصار السابقين الأخيار، وتالله لو تعلمون لكم يسيئُني الجدل بينكم وفيكم الإمام المهديّ يبيّن لكم ما كنتم فيه تختلفون بإذن الله، لأنّ الجدل إذا طال يسبب المِراء ثم الكبر ثم تأخذ الإنسان العزّة بالإثم إلا من رحم رّبي فلا تأخذه العزّة بالإثم ويُسلِّم للحقّ تسليماً. فكونوا من الشاكرين إذ بعث الله الإمام المهديّ في أمّتكم، وكونوا من الشاكرين إذ قدّر الله لكم العثور على دعوة المهديّ المنتظَر في عصر الحوار من قبل الظهور، وكونوا من الشاكرين إذ بصّركم بالبيان الحقّ للقرآن العظيم فأصبحتم بنعمة الله إخواناً. فتذكروا قول الله تعالى: {ولَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ ۚ وَأُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (105)} صدق الله العظيم [آل عمران]. لكون الجدل والاختلاف يسبب تفرّق الأمّة إلى شيعٍ وأحزابٍ فتذهب ريحهم، كما هو حال المسلمين اليوم تفرّقوا إلى شيعٍ وأحزابٍ بسبب قول أئمةٍ اصطفوا أنفسهم أئمةً على الناس ولم يصطفِهم الله ويقولون على الله في دينه برأيهم وظنّهم من عند أنفسهم، فأضلّوا أنفسهم وأضلّوا أمّتهم، وفرّقوا أمّتهم إلى مذاهبٍ و شيعٍ وأحزابٍ فذهبت ريحهم، فلا تكونوا مثلهم يا معشر الأنصار السابقين الأخيار. وإذا شعر الأنصاري أنه سوف يدخل مع إخوانه في جدلٍ عقيمٍ ومراء فليعتذر عن استمرار الجدل، ويقول: "سوف أترفع عن الجدل حتى يبيّن لنا إمامنا تلك النقطة متى ما يعثر عليها بإذن الله".
وصَبِّروا أنفسكم وصابروا بعضكم بعضاً، ورابطوا في الدعوة إلى الله، واتّقوا الله لعلكم تُرحمون، وكونوا من الشاكرين.
وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين ..
أخوكم؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
___________
Admin
20-11-2014, 06:44 AM
- 2 -
[ لمتابعة رابط المشاركــة الأصليّة للبيـــــان ] (https://mahdialumma.online/showthread.php?p=166486)
(https://mahdialumma.online/showthread.php?p=166486)https://mahdialumma.online/showthread.php?p=166486
الإمام ناصر محمد اليماني
27 - 01 - 1436 هـ
20 - 11 - 2014 مـ
05:14 صباحاً
ــــــــــــــــــ
إنّما برهان البيان الحقّ للقرآن هو من عند الرحمن، ذلكم هو بيان الإمام المهديّ للسائلين لعلّهم يتقون ..
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على كافة أنبياء الله ورسله وأئمة الكتاب في الأولين وفي الآخرين وفي الملأ الأعلى إلى يوم الدين، أمّا بعد..
ويا حبيبي في الله الأنصاري (قول الحقّ)، إنّ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني يجادلك بآياتٍ محكماتٍ بيّناتٍ من آيات أمّ الكتاب يفقههنّ ويفهمهنّ ويعقلهنّ كلّ ذو لسانٍ عربيٍ مبينٍ. والسؤال الذي يطرح نفسه هو: فهل أرسل الله إلى قوم محمد رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- رسولاً من قبل محمد رسول الله ليعلّمهم الكتاب والحكمة؟ والجواب نتركه للربّ مباشرةً. قال الله تعالى: {يس (1) وَالْقُرْآَنِ الْحَكِيمِ (2) إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (3) عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (4) تَنْزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ (5) لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أُنْذِرَ آَبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ (6)} صدق الله العظيم [يس]. فركّز على فتوى الربّ يقول:
{لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أُنْذِرَ آَبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ (6)} صدق الله العظيم.
وثمة سؤال آخر: فهل من مات من الكفار من قوم محمدٍ رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- من قبل أن يبعث الله عبده ونبيّه محمداً رسول الله فهل أولئك في النار نظراً لأنّهم كانوا من الكفار يعبدون أصناماً فهم لها عاكفون؟ والجواب نتركه للربّ مباشرةً. قال الله تعالى: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّىٰ نَبْعَثَ رَسُولًا (15)} صدق الله العظيم [الإسراء].
وثمة سؤال ثالث: فهل لهم الحجّة لو يعذبهم الله وهو لم يبعث إليهم رسولاً يعلمهم الكتاب ويبيّن لهم آياته؟ والجواب نتركه للربّ مباشرةً. قال الله تعالى: {رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً} صدق الله العظيم [النساء:165].
ونستنبط من ذلك أنّه لو يعذّب الله الذين لم يبعث إليهم رسولاً فإنّ لهم حجّة على ربِّهم، وحتماً سوف يقولون: {رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (47)} صدق الله العظيم [القصص:47]. فمن ثمّ نخرج بنتيجةٍ شافيةٍ بناء على هذه الآيات القطعيّة فنعلم علم اليقين أنّ الله لن يعذب الكفار الذين ماتوا من أقوام الرسل من قبل أن يبعث الله إليهم رسلَ ربّهم.
وثمة سؤال آخر: فأين موقعهم بادئ الأمر فهل يدخلهم النار أم يدخلهم الجنة؟ والجواب تجده في محكم الكتاب أنّ موقعهم بادئ الأمر يوقفهم الله على سور الأعراف بين الجنة والنار لكونهم ليسوا من أصحاب النار من الذين أقيمت عليهم الحجّة ببعث الرسل فكذبوهم وكفروا بآيات ربهم، وكذلك هم ليسوا من أصحاب الجنة من الذين صدّقوا برسل ربّهم وآمنوا بآيات ربّهم واتقوا وأصلحوا وعملوا عملاً صالحاً. وبما أنّ الكفار الذين لم يقِم الله عليهم الحجّة ببعث الرسل فأصبحوا لا هم من أصحاب النار ولا هم من أصحاب الجنة ولذلك أبقاهم الله بين الجنة والنار.
ويا قرة عين إمامك، ليس تفسير القرآن العظيم كما تفسره أنت بالظنّ الذي لا يُغني من الحقّ شيئاً؛ بل ومن عند نفسك! ويا حبيبي في الله، فانظر إلى بيان الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني للقرآن بالقرآن فتجدني لا أفسِّر القرآن من عند نفسي بالظنّ الذي لا يغني من الحقّ شيئاً فلا أخلط الآيات ولا أغيّر مواضعها المقصودة في نفس الله من كلامه؛ بل نأتيكم بالبيان للقرآن من القرآن فنفصّل القرآن بالقرآن كون تفصيله أنزل فيه. تصديقاً لقول الله تعالى: {الر ۚ كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ (1)} صدق الله العظيم [هود].
بمعنى أنّ الله أنزل إلينا الكتاب مجملاً وأنزل التفصيل فيه، وإنّما الإمام المهديّ يأتيكم بحكم الله بينكم فيما كنتم فيه تختلفون فآتيكم بالحكم آيات التفصيل من محكم التنزيل. تصديقاً لقول الله تعالى: {أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا} صدق الله العظيم [الأنعام:114].
ويا حبيبي في الله، إنّ الفرق بين بيان الإمام المهديّ وبيان المفسرين هو كالفرق بين الظلمات والنور وكالفرق بين الحقّ والباطل، ولسوف أضرب لكم على ذلك مثلاً هو تفسيرهم لقول الله تعالى: {وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِن دِيَارِكُم مَّا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِّنْهُمْ ۖ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا (66) وَإِذًا لَّآتَيْنَاهُم مِّن لَّدُنَّا أَجْرًا عَظِيمًا (67) وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا (68) وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَٰئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ ۚ وَحَسُنَ أُولَٰئِكَ رَفِيقًا (69)} صدق الله العظيم [النساء].
فتعال لننظر بين تفاسير المفسرين لهذه الآية في بني إسرائيل كما يلي:
القول في تأويل قوله: وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِنْ دِيَارِكُمْ مَا فَعَلُوهُ إِلا قَلِيلٌ مِنْهُمْ. قال أبو جعفر: يعني جل ثناؤه بقوله: " ولو أنا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم "، ولو أنا فرضنا على هؤلاء الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنـزل إليك، المحتكمين إلى الطاغوت، أن يقتلوا أنفسهم وأمرناهم بذلك = أو أن يخرجوا من ديارهم مهاجرين منها إلى دار أخرى سواها (1) =" ما فعلوه "، يقول: ما قتلوا أنفسهم بأيديهم، ولا هاجروا من ديارهم فيخرجوا عنها إلى الله ورسوله، طاعة لله ولرسوله =" إلا قليل منهم ".
* * *
وبنحو ما قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
*ذكر من قال ذلك:
9918 - حدثني محمد بن عمرو قال، حدثنا أبو عاصم، عن عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قول الله: " ولو أنا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم "، يهود يعني = أو كلمة تشبهها = والعربَ، (2) كما أمر أصحاب موسى عليه السلام.
9919 - حدثني المثنى قال، حدثنا أبو حذيفة قال، حدثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد: " ولو أنا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم أو اخرجوا من دياركم "، كما أمر أصحاب موسى أن يقتل بعضهم بعضًا بالخناجر، لم يفعلوا إلا قليل منهم.
9920 - حدثنا محمد بن الحسين قال، حدثنا أحمد بن مفضل قال، حدثنا أسباط، عن السدي: " ولو أنا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم أو اخرجوا من دياركم ما فعلوه إلا قليل منهم "، افتخر ثابت بن قيس بن شماس ورجل من يهود، فقال اليهودي: والله لقد كتب الله علينا أن اقتلوا أنفسكم، فقتلنا أنفسنا! فقال ثابت: والله لو كُتب علينا أن اقتلوا أنفسكم، لقتلنا أنفسنا! أنـزل الله في هذا: وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا .
9921 - حدثني المثنى قال، حدثنا إسحاق قال، حدثنا أبو زهير، عن إسماعيل، عن أبي إسحاق السبيعي قال: لما نـزلت: " وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِنْ دِيَارِكُمْ مَا فَعَلُوهُ إِلا قَلِيلٌ مِنْهُمْ"، قال رجل: لو أمرنا لفعلنا، والحمد لله الذي عافانا! فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إنّ من أمتي لَرِجالا الإيمان أثبت في قلوبهم من الجبال الرَّواسي.
ــــــــــــــــــــ
انتهى التفسير بالباطل
فمن ثمّ تعال لبيان الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني الحقّ للقرآن بالقرآن كون في هذه الآيات آياتٌ متشابهاتٌ ومنها قول الله تعالى: {وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ} فظنّ الذين يقولون على الله ما لا يعلمون أنّه يقصد لو يأمرهم أن يقتل المرء نفسه! ويا سبحان الله فكيف يأمرهم أن يقتل المرء نفسه وهو محرّمٌ عليهم قتل أنفسهم؟ تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلَا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا (29) وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا ۚ وَكَانَ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا (30)} صدق الله العظيم [النساء].
وأما البيان الحقّ لقول الله تعالى: {وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ} وإنّما يقصد لو أمرهم بالخروج من ديارهم بالقتال في سبيل الله ليقتلوا بعضهم بعضاً؛ ويقصد قتال المعتدين على حدود الله من اليهود من الذين يقتلون فريقاً من الضعفاء فينهبون أموالهم ويخرجونهم من ديارهم أسارى ليطلقوهم بفديةٍ وهو محرّمٌ عليهم إخراجهم من ديارهم وأسرهم ونهب أموالهم. وقال الله تعالى: {وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لَا تَسْفِكُونَ دِمَاءَكُمْ وَلَا تُخْرِجُونَ أَنفُسَكُم مِّن دِيَارِكُمْ ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ وَأَنتُمْ تَشْهَدُونَ (84) ثُمَّ أَنتُمْ هَٰؤُلَاءِ تَقْتُلُونَ أَنفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقًا مِّنكُم مِّن دِيَارِهِمْ تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِم بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَإِن يَأْتُوكُمْ أُسَارَىٰ تُفَادُوهُمْ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْرَاجُهُمْ ۚ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ ۚ فَمَا جَزَاءُ مَن يَفْعَلُ ذَٰلِكَ مِنكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَىٰ أَشَدِّ الْعَذَابِ ۗ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (85)} صدق الله العظيم [البقرة].
ولكن لو أمرهم الله بالخروج من ديارهم للقتال في سبيل الله لقتال بعضهم بعضاً لرفع ظلم الإنسان عن أخيه الإنسان لما استجاب لدعوة القتال في سبيل الله منهم إلا قليلٌ، ولذلك قال الله تعالى: {وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِن دِيَارِكُم مَّا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِّنْهُمْ ۖ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا (66) وَإِذًا لَّآتَيْنَاهُم مِّن لَّدُنَّا أَجْرًا عَظِيمًا (67) وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا (68) وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَٰئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ ۚ وَحَسُنَ أُولَٰئِكَ رَفِيقًا (69)} صدق الله العظيم [النساء].
وكما أفتيناكم من قبل أنّما يقصد قتال بعضهم بعضاً وليس أن يقتل المرء نفسه، وتجدون البيان الحقّ في محكم القرآن في قول الله تعالى: {وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لَا تَسْفِكُونَ دِمَاءَكُمْ وَلَا تُخْرِجُونَ أَنفُسَكُم مِّن دِيَارِكُمْ ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ وَأَنتُمْ تَشْهَدُونَ (84) ثُمَّ أَنتُمْ هَٰؤُلَاءِ تَقْتُلُونَ أَنفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقًا مِّنكُم مِّن دِيَارِهِمْ تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِم بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَإِن يَأْتُوكُمْ أُسَارَىٰ تُفَادُوهُمْ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْرَاجُهُمْ ۚ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ ۚ فَمَا جَزَاءُ مَن يَفْعَلُ ذَٰلِكَ مِنكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَىٰ أَشَدِّ الْعَذَابِ ۗ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (85)} صدق الله العظيم [البقرة].
ووقعوا في كلمة التشابه وهو قول الله تعالى { أَنفُسَكُمْ }، وإنّما يقصد بعضكم بعضاً. ألم يقل الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَىٰ أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِّن نِّسَاءٍ عَسَىٰ أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ ۖ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ ۖ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ ۚ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (11)} صدق الله العظيم [الحجرات].
وعلماء الأمّة عن بكرة أبيهم وكذلك كافة عامة المسلمين يعلمون البيان الحقّ لقول الله تعالى: {وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ} أي لا يلمز بعضكم بعضاً ولا ينابز بعضكم بعضاً بالألقاب. فتجدون أنّ المتشابه له بيانٌ من محكم القرآن فتجدون أنه يقصد بقوله أنفسكم أي بعضكم بعضاً وقال الله تعالى: {لَّيْسَ عَلَى الْأَعْمَىٰ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَلَا عَلَىٰ أَنفُسِكُمْ أَن تَأْكُلُوا مِن بُيُوتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ آبَائِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أُمَّهَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ إِخْوَانِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخَوَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَعْمَامِكُمْ أَوْ بُيُوتِ عَمَّاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخْوَالِكُمْ أَوْ بُيُوتِ خَالَاتِكُمْ أَوْ مَا مَلَكْتُم مَّفَاتِحَهُ أَوْ صَدِيقِكُمْ ۚ لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَأْكُلُوا جَمِيعًا أَوْ أَشْتَاتًا ۚ فَإِذَا دَخَلْتُم بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَىٰ أَنفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِّنْ عِندِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً ۚ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (61)} صدق الله العظيم [النور].
فانظروا لقول الله تعالى: {فَإِذَا دَخَلْتُم بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَىٰ أَنفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِّنْ عِندِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً ۚ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (61)} صدق الله العظيم. أي فإذا دخلتم بيوتاً فسلّموا على أنفسكم أي فإذا دخلتم بيوتاً فسلموا على بعضكم بعضاً. تصديقاً لقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّىٰ تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَىٰ أَهْلِهَا ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴿٢٧﴾فَإِن لَّمْ تَجِدُوا فِيهَا أَحَدًا فَلَا تَدْخُلُوهَا حَتَّىٰ يُؤْذَنَ لَكُمْ} صدق الله العظيم [النور:27-28].
وإنّما ذكّرناكم بهذه الآيات كي نستنبط البيان الحقّ لكلمة { أَنفُسَكُمْ } أنّه يقصد بعضكم بعضاً ولا يقصد أن يقتل المرء نفسه وأنّ ذلك خيرٌ له عند بارئه كما زعم الذين يقولون على الله ما لا يعلمون فأضلّوا أنفسهم وأضلّوا أمّتهم. فاعتبروا يا أولي الأبصار ولا تقولوا على الله ما لا تعلمون؛ بل فانظروا كيف أتوا بروايةٍ باطلةٍ مفتراةٍ ليجعلوها بياناً لآياتٍ في القرآن كما نسخنا لكم تفسيرهم من قبل في هذا البيان، وتبيّن لكم أنّها حقاً رواياتٌ مفترياتٌ مخالفةٌ لكلام الله تماماً لكونه لا يقصد أن يقتل المرء نفسه؛ بل بعضهم بعضاً للجهاد في سبيل الله كما فصّلنا البيان الحقّ للسائلين تفصيلاً.. وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين.
أخوكم وحبيبكم وإمامكم وقائدكم الذليل عليكم العزيز على من عاداكم؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
___________
Admin
21-11-2014, 04:56 AM
- 3 -
[ لمتابعة رابط المشاركـــــة الأصليّة للبيـــــان ] (https://mahdialumma.online/showthread.php?p=166587)
(https://mahdialumma.online/showthread.php?p=166587)https://mahdialumma.online/showthread.php?p=166587
الإمام ناصر محمد اليماني
28 - 01 - 1436 هـ
21 - 11 - 2014 مـ
03:36 صباحاً
ــــــــــــــــــ
مزيدٌ من البيان إلى حبيب الرحمن الأنصاري (قول الحق)، والحقّ أحقّ أن يتّبع وموعظة للسائلين ..
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على محمدٍ رسول الله وجميع المؤمنين في كل عصر..
ويا حبيبي في الله الأنصاري الحقّ (قول الحق)، فكذلك نترك الجواب إليك من الله مباشرة: {مَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا} [الإسراء:15].
ونستنبط من ذلك: أنَّ الله لا يعذب لا في الدنيا ولا في الآخرة أحداً إلا من بعد إقامة الحجّة على المعذبين المعرضين عن آيات الله في محكم كتابه والمستكبرين عن اتباعها، فأولئك هم أصحاب النار كونها أقيمت عليهم الحجّة ببعث رسول ربّهم إليهم بآيات الكتاب. وقال الله تعالى: {تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ (104) أَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَكُنتُم بِهَا تُكَذِّبُونَ (105) قَالُوا رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْماً ضَالِّينَ (106) رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ (107) قَالَ اخْسَؤُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ (108) إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ (109) فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيّاً حَتَّى أَنسَوْكُمْ ذِكْرِي وَكُنتُم مِّنْهُمْ تَضْحَكُونَ (110)} صدق الله العظيم [المؤمنون].
فانظر لردّ ملائكة الرحمن على أصحاب النار الذين طلبوا من خزنة جهنّم أن يدعوا ربّهم ليخفِّفَ عنهم يوماً من العذاب، وقالت لهم الملائكة وهل ظلمكم الله فعذّبكم في النار ولم يبعث إليكم رسله بالبينات؟ فاعترف أصحاب النار أنَّ ربَّهم أرسل إليهم رسله بالبينات. وقال الله تعالى: {وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْمًا مِّنَ الْعَذَابِ (49)قَالُوا أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُم بِالْبَيِّنَاتِ ۖ قَالُوا بَلَىٰ ۚ قَالُوا فَادْعُوا ۗ وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ (50)} صدق الله العظيم [غافر].
فأخبرتهم الملائكة أنّه أقيمت عليهم الحجّة ببعث رسل ربّهم إليهم بالآيات البينات من ربّهم، وقالت لهم الملائكة لا تدعوا عبيده ليشفعوا لكم عند ربّكم فهو أرحم بكم منهم فادعوا الله أرحم الراحمين؛ وذلك ما يقصده الملائكة في ردّهم على أصحاب النار: {قَالُوا فَادْعُوا ۗ وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ (50)} صدق الله العظيم؛ أي فادعوا الله الأرحم بكم من عبيده وما دعاء الكافرين لعبيد الله أن يشفعوا لهم عند ربّهم أن يُخفِّف عنهم يوماً من العذاب إلا في ضلالٍ، ولم يفقه أصحاب النار ما تقصده الملائكة ولم يلهمهم الله مقصدهم كونهم من رحمته مُبلِسين مستيئِسين، وقد صدر من الله إلى خزنة جهنم أن يسألوا كل فوجٍ يدخل النار من الكفار هل بعث الله إليهم نذيراً فكذبوه حتى يكونوا شهداء على أنفسهم أنَّ ربَّهم لم يظلمهم شيئاً. وقال الله تعالى: {كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ (8) قَالُوا بَلَى قَدْ جَاءنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّهُ مِن شَيْءٍ إِنْ أَنتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ كَبِيرٍ (9) وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ (10) فَاعْتَرَفُوا بِذَنبِهِمْ فَسُحْقاً لِّأَصْحَابِ السَّعِيرِ (11)} صدق الله العظيم [الملك].
وكذلك خاطب الله من وراء حجابه كافة عباده الكافرين أصحاب النار من الجنّ والإنس من الذين أقيمت عليهم الحجّة ببعث رسل ربّهم بآياته فكذبوهم حتى يكونوا شهداء أي كافة الكافرين من الجنّ والإنس أنَّ ربَّهم لم يعذبهم حتى بعث إليهم رسله بآياته وكفروا بها فأقيمت عليهم الحجّة ببعث الرسل، وحتى يكونوا شهداء على أنفسهم كافةُ الكفار من الجنّ والإنس أنّ الله لم يظلمهم شيئاً وأنّه لم يعذبهم إلا وقد بعث إليهم رسله ليتلوا عليهم آياته فكذبوا بها. وقال الله تعالى: {يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِنسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاء يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُواْ شَهِدْنَا عَلَى أَنفُسِنَا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَشَهِدُواْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُواْ كَافِرِينَ} صدق الله العظيم [الأنعام:130].
وكل ذلك تصديقاً لقول الله تعالى:
{{{{{وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا}}}}} صدق الله العظيم.
وبالنسبة للآية التي تريد السؤال عنها في قول الله تعالى: {وَقَالُوا لَوْلَا يَأْتِينَا بِآيَةٍ مِّن رَّبِّهِ أَوَلَمْ تَأْتِهِم بَيِّنَةُ مَا فِي الصُّحُفِ الْأُولَىٰ(133) وَلَوْ أَنَّا أَهْلَكْنَاهُم بِعَذَابٍ مِّن قَبْلِهِ لَقَالُوا رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ مِن قَبْلِ أَن نَّذِلَّ وَنَخْزَىٰ (134) قُلْ كُلٌّ مُّتَرَبِّصٌ فَتَرَبَّصُوا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحَابُ الصِّرَاطِ السَّوِيِّ وَمَنِ اهْتَدَىٰ(135)} صدق الله العظيم [طه].
وفي هذه الآيات يخاطب الذين أقيمت عليهم الحجّة ببعث الرسول وتنزيل القرآن العظيم فيخاطبهم الله ويقول فلو أنّنا أهلكناهم بعذاب من قبله؛ أي لو عذّبهم الله من قبل بعث رسول الله إليهم لقالوا: {رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ مِن قَبْلِ أَن نَّذِلَّ وَنَخْزَىٰ (134)}، وبما أنّ الله أرسل لهم سبيل الهدي فأعرضوا عن هدى ربِّهم ووصفوا هدى ربّهم بالضلال البعيد، ولذلك خاطب الله رسوله أن يردّ عليهم بهذا القول: {قُلْ كُلٌّ مُّتَرَبِّصٌ فَتَرَبَّصُوا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحَابُ الصِّرَاطِ السَّوِيِّ وَمَنِ اهْتَدَىٰ(135)} صدق الله العظيم.
ورضي الله عنك أيها الأنصاري (قول الحق) ورضي الله عن الأنصار السابقين الأخيار، ولا حرج ممّا سألتَ يا قُرّة عين إمامك، وحتى ولو كنت من الأنصار فلك الحقّ أن تسأل ليطمئِن قلبك كونك لم ترقى بعد إلى مستوى عبيد النّعيم الأعظم، وأرجو الله أن يرقي مستواك في عبوديتك لربك إلى أن تعبد رضوان ربك غايةً وليس وسيلةً حتى يأتيك اليقين فتعلم يقين حقيقة النّعيم الأعظم فمن ثم يأتيك اليقين أنَّ المهديّ المنتظَر هو حقاً ناصر محمد اليماني لا شكّ ولا ريب، ذلك لو علمت علم اليقين حقيقة اسم الله الأعظم أنَّه حقاً النّعيم الأعظمُ من جنات النّعيم كون الله جعل حقيقة اسمهِ الأعظم آية التصديق للإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
ألا والله إنَّها أكبرُ وأعظمُ آيةٍ أيَّد الله بها لعبدٍ في الملكوت على الإطلاق هي آية الإمام المهديّ حقيقة اسم الله الأعظم كون حقيقة اسم الله الأعظم هو أكبر من كافة آيات الله في الملكوت كلِّه فلا يعدلهُ شيءٌ، ولذلك تجد عبيد النّعيم الأعظم لن يرضى أحدُهم بالملكوت كلِّه حتى يرضى ربُّه حبيبُ قلبِه وهم على ذلك من الشاهدين.
وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله رب العالمين..
أخوكم؛ الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
__________
Admin
22-11-2014, 06:36 AM
- 4 -
[ لمتابعة رابط المشاركـــــــة الأصليّة للبيــــــان ] (https://mahdialumma.online/showthread.php?p=166733)
(https://mahdialumma.online/showthread.php?p=166733)https://mahdialumma.online/showthread.php?p=166733
الإمام ناصر محمد اليماني
29 - 01 - 1436 هـ
22 - 11 - 2014 مـ
04:35 صباحاً
ــــــــــــــــــ
لا حرج على الأنصار أن يسألوا عن الآيات التي تعيق يقينهم بتحقيق رضوان نفس ربّهم النّعيم الأعظم حتى يدركوا الحكمة من خلقهم ..
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على كافة رسل الله من الجنّ والإنس والملائكة أجمعين وجميع المؤمنين في كل زمانٍ ومكانٍ إلى يوم الدين، أمّا بعد..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أحبتي الأنصار السابقين الأخيار ولسوف أنبّئكم بما علمته من خلال ردّ حبيبي في الله الأنصاري (قول الحق)، فإنّي أراه بدأ يقدّر ربّه حقّ قدره فيعرفه حقّ معرفته من خلال تدبّر حقيقة حسرة ربّه وحزنه على الضالين من عباده المتحسرين على ما فرّطوا في جنب ربّهم، ولكن لا تزال تجول في خاطره آياتٌ تعيق تمام اليقين بحقيقة النّعيم الأعظم ويودّ أن يسأل عنها ولكنه يخشى مقت الأنصار له بغير الحقّ إن استمر في الأسئلة.
فمن ثم نقول: يا معشر الأنصار، تذكّروا أنّكم كذلك كنتم يا معشر الأنصار لا تعلمون حقيقة النّعيم الأعظم فمنّ الله عليكم، وكان الصالحون منكم يتّخذون رضوان الله النّعيم الأكبر وسيلةً لتحقيق نعيم الجنة الأصغر فمنّ الله عليكم ببعث الإمام المهديّ إلى النّعيم الأعظم فأصبحتم تمقتون فرح الشهداء والصالحين بجنات النّعيم، فتقولون: "يا للعجب فكيف يفرحون بالحور العين وجنات النّعيم وربّهم لا يزال متحسراً وحزيناً في نفسه على عباده الضالّين المعذّبين المتحسّرين على ما فرّطوا في جنب ربّهم؟". فنقول: فكذلك كنتم مثلهم لا تعلمون بعظيم حسرة الله وحزنه في نفسه على عباده المعذَّبين المتحسرين على ما فرّطوا في جنب ربّهم فمنّ الله ببعث الإمام المهدي لحقيقة اسم الله الأعظم فأصبحتم من الموقنين، وعليه فلا حرج على كافة الأنصار من الذين لم ترتقِ عبادتهم لربِّهم كما ينبغي أن يُعْبَدَ فلا حرج عليهم أن يسألوا ما يشاءون عن الآيات التي تعيق يقينهم بتحقيق رضوان نفس ربّهم النّعيم الأعظم من نعيم جنته حتى يدركوا الحكمة من خلقهم أنّه لم يخلق الله عباده لكي يعذّبهم بناره ولا ليدخلهم جنته، فمن ثم يعلمون البيان الحقّ عن الحكمة من خلقهم حسب فتوى الله لعباده في محكم كتابه أنّه لم يخلقهم ليعذبهم بناره ولا ليدخلهم جنته؛ بل بيّن الله لعباده عن الحكمة من خلقهم في محكم كتابه في قول الله تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} صدق الله العظيم [الذاريات:56]؛ أي ليعبدوا رضوان ربّهم فيتّخذوه منتهى غايتهم وكلّ هدفهم فيسعوا إلى تحقيق رضوان الله على أنفسهم وعلى أمّتهم فيصبح هدفهم هو الهدف المعاكس لهدف شياطين الجنّ والإنس، كون شياطين الجنّ والإنس غضب الله عليهم فيئسوا من رحمة ربّهم في الآخرة كما يئس الكفار من بعث أصحاب القبور، ولذلك اتّبَع الشياطين ما يسخط الله ويغضب نفسه ولم يكتفوا بغضب الله عليهم؛ بل يناضلوا الليل والنهار للسعي إلى عدم تحقيق رضوان الله على الجنّ والإنس ليكونوا معهم سواء في نار الجحيم، كون شياطين الإنس والجنّ يئسوا من رحمة الله لهم في الآخرة كما يئس الكفار من بعث أصحاب القبور. وقال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ قَدْ يَئِسُوا مِنَ الْآخِرَةِ كَمَا يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحَابِ الْقُبُورِ} صدق الله العظيم [الممتحنة:13].
ولذلك يسعى شياطين الجنّ والإنس ضدّ دعوة الأنبياء والمهديّ المنتظَر فيصدّون الإنسَ والجنَّ عن اتّباع دعوة الأنبياء والمهدي المنتظَر، وذلك حتى لا يكون عباد الله شاكرين فيتحقق رضوان الله على عباده وحتى يكونوا معهم سواء في نار الجحيم. وقال الله تعالى: {وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً} صدق الله العظيم [النساء:89].
كون الشيطان يدعو عباد الله ليكونوا من أصحاب الجحيم. وقال الله تعالى: {إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا ۚ إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ (6)} صدق الله العظيم [فاطر].
وبما أنّ شياطين الجنّ والإنس علموا أنّه لن يتحقّق هدفهم حتى يسعوا إلى عدم تحقيق رضوان الله على عباده ولذلك يسعوا الليل والنهار ليُضلّوا عباد الله عن الصراط المستقيم صراط الله العزيز الحميد حتى لا يكونوا عباد الله شاكرين، كون الله يرضى لعباده الشكر ولا يرضى لهم الكفر. تصديقاً لقول الله تعالى: {إِن تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنكُمْ ۖ وَلَا يَرْضَىٰ لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ ۖ وَإِن تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ} صدق الله العظيم [الزمر:7].
ولذلك يسعى شياطين الجنّ والإنس إلى عدم تحقيق رضوان الله على عباده، وبما أنّ الشيطان وحزبه علموا أنّ الله يرضى لعباده الشكر ولا يرضى لهم الكفر ولذلك قال الشيطان الرجيم رداً على الرحمن الرحيم في محكم القرآن العظيم: {لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ (16) ثُمَّ لَآَتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ (17)} [الأعراف].
ولكنّ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني ومن معه من قومٍ يحبّهم الله ويحبّونه يسعون الليل والنهار إلى تحقيق الهدف المعاكس لهدف الشياطين في نفس ربّهم، وبما أنّ الشياطين لم يكتفوا بغضب نفس الله عليهم بل كذلك يسعوا إلى عدم تحقيق رضوان الله على عباده وبما أنّ الإمام المهديّ وأنصاره من قومٍ يحبّهم الله ويحبونه يسعون إلى تحقيق الهدف المعاكس لهدف الشياطين في نفس الله لكون الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأنصاره لم يكتفوا فقط بتحقيق رضوان الله عليهم؛ بل كذلك يسعون الليل والنهار وهم لا يسأمون من أجل تحقيق رضوان الله على عباده بتحقيق هدى الضالين من الناس أجمعين ليكونوا شاكرين لربِّهم ليتحقق رضوان الله على عباده، فالسؤال الذي يطرح نفسه لكافة علماء المسلمين وأمّتهم: فكيف يكون ناصر محمد اليماني وأنصاره على ضلالٍ مبينٍ وهم يجاهدون بالدعوة إلى سبيل ربّهم على بصيرةٍ من ربّهم الليل والنهار ليكون عباد الله شاكرين، وهم لا يسأمون في دعوتهم من أجل تحقيق رضوان الله على عباده؟ فكيف يكون ناصر محمد اليماني وأنصاره على ضلالٍ مبينٍ وقد علمتم أنّ ناصر محمد اليماني ومن معه من قومٍ يحبّهم الله ويحبونه يسعون إلى تحقيق الهدف المعاكس لهدف الشيطان وحزبه؟ أفلا تعقلون! فإذا كنتم ترون ناصر محمد اليماني وأنصاره على ضلالٍ مبينٍ بحجّة أنّهم اتّبعوا محكم القرآن العظيم ويناضلون لتحقيق الهدف المضاد تماماً لهدف الشياطين وحزبه فكيف إذاً يكون ناصر محمد اليماني وأنصاره على ضلالٍ مبينٍ؟ فهل أنتم من حزب الرحمن أم من حزب الشيطان! ما لكم كيف تحكمون علينا بالباطل فهل عندكم كتابٌ منزّلٌ من عند الله هو أهدى من هذا فنتّبعه؟ فأتوا به إن كنتم صادقين.
ويا معشر علماء المسلمين وأمّتهم، فاعلموا أنّ ناصر محمد اليماني ما كان مبتدعَ الدعوة إلى تحقيق رضوان الرحمن؛ بل متّبعَ البيان الحقّ للقرآن كما أمر اللهُ الإمامَ المهدي وجميع المسلمين والنصارى واليهود والناس أجمعين أن يتّبعوا هذا القرآن العظيم. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَهَٰذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (155) أَن تَقُولُوا إِنَّمَا أُنزِلَ الْكِتَابُ عَلَىٰ طَائِفَتَيْنِ مِن قَبْلِنَا وَإِن كُنَّا عَن دِرَاسَتِهِمْ لَغَافِلِينَ (156) أَوْ تَقُولُوا لَوْ أَنَّا أُنزِلَ عَلَيْنَا الْكِتَابُ لَكُنَّا أَهْدَىٰ مِنْهُمْ ۚ فَقَدْ جَاءَكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ ۚ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَذَّبَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَصَدَفَ عَنْهَا ۗ سَنَجْزِي الَّذِينَ يَصْدِفُونَ عَنْ آيَاتِنَا سُوءَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُوا يَصْدِفُونَ (157)} صدق الله العظيم [الأنعام].
وأتحدى كافة علماء المسلمين أن يأتوني بشيء ابتدعتُه وهو لا يوجد بمحكم القرآن العظيم. وإنّما أمر الله محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم أن يتّبع القرآن العظيم. تصديقاً لقول الله تعالى: {اتَّبِعْ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ ﴿106﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].
وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
أخوكم؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
____________
Admin
23-11-2014, 11:38 AM
- 5 -
[ لمتابعة رابط المشاركــة الأصليّة للبيـــان ] (https://mahdialumma.online/showthread.php?p=166868)
(https://mahdialumma.online/showthread.php?p=166868)https://mahdialumma.online/showthread.php?p=166868
الإمام ناصر محمد اليماني
01 - 02 - 1436 هـ
23 - 11 - 2014 مـ
09:52 صباحاً
ــــــــــــــــــ
مزيدٌ من سلطان العلم لتفصيل الأحكام من محكم القرآن من لدن حكيمٍ عليمٍ ..
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على كافة أنبياء الله ورسله، ويا قرة العين، لسوف نأخذ برهانك الأول الذي تستشهد فيه بقول الله تعالى: {وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَمَا لَيْسَ لَهُم بِهِ عِلْمٌ ۗ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِن نَّصِيرٍ ﴿٧١﴾} صدق الله العظيم [الحج]. فذلك الخطاب بالتهديد والوعيد من بعد أن نزل سلطان العلم الحقّ من الله عليهم فأصرّوا على الاستمرار في عبادة ما لم ينزّل الله به من سلطانٍ، وما للظالمين من نصيرٍ من بعد إقامة الحجّة عليهم بسلطان العلم الحقّ من ربِّهم، ولا يقصد الذين لم يبعث إليهم رسولاً لكون ليس لديهم سلطان العلم الحقّ من ربِّهم وإنما اتّبعوا أمماً من قبلهم وهم لا يعلمون السرّ في عبادة الأصنام، وبعد نزول سلطان العلم من ربِّهم بتحريم عبادة الأصنام فمن ثمّ يجادلون الأنبياء بما لم ينزّل الله به سلطاناً. وقال الله تعالى: {وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَيُجَادِلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الحقّ وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَمَا أُنذِرُوا هُزُوًا ﴿56﴾ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيات ربّه فَأَعْرَضَ عَنْهَا} صدق الله العظيم [الكهف:56-57].. ولذلك قال الله تعالى: {وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَمَا لَيْسَ لَهُم بِهِ عِلْمٌ ۗ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِن نَّصِيرٍ ﴿٧١﴾} صدق الله العظيم.
ونأتي لبرهانك بقول الله تعالى: {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ ﴿١١٥﴾ فَتَعَالَى اللَّـهُ الْمَلِكُ الحقّ ۖ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ ﴿١١٦﴾ وَمَن يَدْعُ مَعَ اللَّـهِ إِلَـٰهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِندَ رَبِّهِ ۚ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ ﴿١١٧﴾} صدق الله العظيم [المؤمنون].
فمن ثمّ نردّ عليك بالحقِّ ونقول: إنّما يقصد الله الكافرين من بعد نزول البرهان الحقّ من ربِّهم. تصديقاً لقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُم بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُّبِينًا ﴿١٧٤﴾فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّـهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِّنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا ﴿١٧٥﴾} صدق الله العظيم [النساء].
وأما الآيات الأخر التي تحاجِجني بها فسوف أفتيك بالحقِّ، وهو يقصد المؤمنين المبالغين في عباد الله المقربين فيدعونهم من دون الله؛ وأولئك حصب جهنم هم لها واردون، لكونهم كانوا السبب في ضلال الأمم من بعدهم، وأولئك لا تزال الحجّة عليهم قائمةً كونهم على فترةٍ قريبةٍ من رسول ربّهم الذي أرسله الله من قبل إلى أمّتهم، ولكنّهم يبالغون في عبادٍ لله مكرَّمين كانت لهم كراماتٍ، ثمّ تبالغ فيهم أمّتهم من بعد موتهم وهم يعرفونهم ثم يدعونهم من دون الله من بعد موتهم.
والبرهان على معرفتهم لعبادٍ لله مكرّمين فبالغوا فيهم من بعد موتهم تجده في قول الله تعالى: {وَإِذَا رَأَى الَّذِينَ أَشْرَكُوا شُرَكَاءَهُمْ قَالُوا رَبَّنَا هَٰؤُلَاءِ شُرَكَاؤُنَا الَّذِينَ كُنَّا نَدْعُو مِن دُونِكَ ۖ فَأَلْقَوْا إِلَيْهِمُ الْقَوْلَ إِنَّكُمْ لَكَاذِبُونَ (86) وَأَلْقَوْا إِلَى اللَّهِ يَوْمَئِذٍ السَّلَمَ ۖ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ (87)} صدق الله العظيم [النحل].
وإنّ المشركين يعرفون عباد الله المكرّمين وبالصورة وبالغوا فيهم من بعد موتهم. وقال الله تعالى: {وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا مَكَانَكُمْ أَنتُمْ وَشُرَكَاؤُكُمْ فَزَيَّلْنَا بَيْنَهُمْ وَقَالَ شُرَكَاؤُهُم مَّا كُنتُمْ إِيَّانَا تَعْبُدُونَ (28) فَكَفَىٰ بِاللَّـهِ شَهِيدًا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ إِن كُنَّا عَنْ عِبَادَتِكُمْ لَغَافِلِينَ (29) هُنَالِكَ تَبْلُو كُلُّ نَفْسٍ مَّا أَسْلَفَتْ وَرُدُّوا إِلَى اللَّـهِ مَوْلَاهُمُ الحقّ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ (30)} صدق الله العظيم [يونس].
فانظر لردّ عباد الله المكرمين؛ قالوا: {وَقَالَ شُرَكَاؤُهُم مَّا كُنتُمْ إِيَّانَا تَعْبُدُونَ (28) فَكَفَىٰ بِاللَّـهِ شَهِيدًا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ إِن كُنَّا عَنْ عِبَادَتِكُمْ لَغَافِلِينَ (29)} صدق الله العظيم. فهم غافلون عن عبادتهم لهم من دون الله كون الله قد توفّاهم وإنّما بالغوا فيهم من بعد موتهم، ولو لم يزالوا فيهم لنَهَوْهم عن المبالغة فيهم بغير الحقّ؛ بل كفروا لكونهم كانوا يدعونهم أن يشفعوا لهم عند الله يوم البعث لأنّ أولئك المشركين يعلمون بمجيء يوم البعث. وقال الله تعالى: {وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَـؤُلاء شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللّهَ بِمَا لاَ يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلاَ فِي الأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} صدق الله العظيم [يونس:18]، فهم يعلمون بيوم البعث.
فمن ثمّ أذِن الله لهم أن يدعوا شركاءهم ليشفعوا لهم إن كانوا صادقين؛ فدعوهم فلم يستجيبوا لهم. وقال الله تعالى: {وَقِيلَ ادْعُوا شُرَكَاءَكُمْ فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ وَرَأَوُا الْعَذَابَ لَوْ أَنَّهُمْ كَانُوا يَهْتَدُونَ} صدق الله العظيم [القصص:64]. لكونهم نحتوا تماثيل صورٍ لعباد الله المكرّمين وجعلوها كمثل صورهم فيدعونهم من بعد موتهم، ولكنّ عباد الله المكرمين كفروا بعبادتهم لهم من دون الله وكانوا عليهم ضداً بين يدي الله. تصديقاً لقول الله تعالى:{وَاتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لِّيَكُونُوا لَهُمْ عِزّاً (81) كَلَّا سَيَكْفُرُونَ بِعِبَادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدّاً (82)} صدق الله العظيم [مريم].
ويا قرّة عيني، إنّه يتبيّن لك أنّ هذه الآيات يخاطب الله بها قوماً يؤمنون بالبعث وإنّما يعتقدون بشفاعة العبيد بين يدي الربّ المعبود بأنهم سوف يشفعون لهم عند الله، ونستنبط عقيدتهم في البعث من خلال قولهم: {وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَـؤُلاء شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللّهَ بِمَا لاَ يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلاَ فِي الأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} صدق الله العظيم [يونس:18]. فانظر؛ إنّهم يؤمنون بالبعث ولذلك قالوا: {هَـؤُلاء شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللّهِ}، وإنّما يعبدونهم ليقربوهم زلفةً إلى ربّهم. وقال الله تعالى: {وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلياءَ مَا نَعْبُدُهمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللّهِ زُلْفَى إِنَّ اللّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي مَنْ هُوَ كاذِبٌ كَفَّارٌ} صدق الله العظيم [الزمر:3].
فأولئك على مقربةٍ من بعث رسول ربّهم إلى أمّةٍ قبلهم، ولا يزالون يعتقدون بالبعث بين يدي الله، ويعلمون أنّ الله من سوف يبعثهم، ويرجون شفاعة عباد الله المقربين لهم بين يدي الله كما هو حال المسلمين اليوم على فترةٍ من خاتم الأنبياء والمرسلين محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
ويا رجل، إنّ أصحاب الأعراف أممٌ أخرى ضلّت عنهم الحقائق برمّتها، فهم لا يعلمون بالبعث وإنّما سمعوا من قصص الأمم الغابرة بأنّه يوجد هناك بعثٌ وظنّوا أنّ هذه التي سمعوا بها أساطيرٌ عن طريق قصص الأولين، فظنّوا البعث من ضمن الأساطير لكونهم ليس لديهم كتابٌ ولا رسولٌ فالحجّتين غائبتين الكتابَ والرسولَ فلا وجود لهما في أمّتهم، ولذلك فهم منكرون عقائد البعث كونهم سمعوا من قصص الأمم الأولى بالبعث وظنّوا أنّ البعث من العقائد الأسطوريّة، ولذلك قالوا: {قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا} صدق الله العظيم [يس:52].
وإنّما يبعث الله الرسل حين تضلّ الحقائق عن الأمم تماماً خصوصاً حين يضلّ سرّ عبادة الأصنام وتضمحل عقيدة بعث من في القبور، ولذلك تجد في كلّ أمّةٍ يجادلها أقوامها في بعث من في القبور. فانظر لكفار قريش كيف يجادلون النّبيّ في بعث من في القبور. وقال الله تعالى: {وَقَالُواْ أَئِذَا كُنَّا عِظَاماً وَرُفَاتاً أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقاً جَدِيداً (49) قُل كُونُواْ حِجَارَةً أَوْ حَدِيداً (50) أَوْ خَلْقاً مِّمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ فَسَيَقُولُونَ مَن يُعِيدُنَا قُلِ الَّذِي فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُؤُوسَهُمْ وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَن يَكُونَ قَرِيباً (51)} صدق الله العظيم [الإسراء].
ولكن سرّ عبادة الأصنام يضمحل شيئاً فشيئاً مع الزمن حتى يختفي سرّ عبادة الأصنام لدى أممٍ أخرى، حتى إذا بعث الله إليهم رسولاً فيسألهم عن سرّ عبادتهم لهذه الأصنام فيجدهم لا يعلمون السرّ وما كان ردهم إلا أن قالوا وجدنا آباءنا كذلك يفعلون. وقال الله تعالى: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْرَاهِيمَ (69) إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا تَعْبُدُونَ (70) قَالُوا نَعْبُدُ أَصْنَاماً فَنَظَلُّ لَهَا عَاكِفِينَ (71) قَالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ (72) أَوْ يَنفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ (73) قَالُوا بَلْ وَجَدْنَا آبَاءنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ (74) قَالَ أَفَرَأَيْتُم مَّا كُنتُمْ تَعْبُدُونَ (75) أَنتُمْ وَآبَاؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ (76) فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِّي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ (77)} صدق الله العظيم [الشعراء]، فهؤلاء ضلّ السرّ لديهم في عبادة الأصنام.
ويا قرّة عين إمامك، إنّ من الآيات ما تخاطب قوماً مؤمنين يعبدون الله ولكنّهم مشركون بالله عبادَه المكرمين. وقال الله تعالى: {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللّهِ إِلاَّ وَهُم مُّشْرِكُونَ (106)} صدق الله العظيم [يوسف]. وهنا تجد أكثر المؤمنين بالله مشركين به عبادَه المقربين، وكلّ ذلك بسبب عقيدة الشفاعة بالباطل بين يدي الله لكونهم لم يعلموا بسرّ الشفاعة أنّها لله جميعاً. تصديقاً لقول الله تعالى: {قُل لِّلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا لَّهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ}صدق الله العظيم [الزمر:44].. كونها تشفع لعباده رحمتُه من عذابه. ولكنْ لا بدّ من السبب من باب التكريم أن يأتي من العبيد من قومٍ أبَوْا نعيمَ جنّات النّعيم حتى يحقق الله لهم النّعيم الأعظم منها فيرضى فإذا تحقّق رضوان الله نفسَ الله هنا تحققت شفاعة الربّ في نفسه فشفعت لهم رحمته من عذابه لكون السرّ وكلّ السرّ في تحقيق رضوان الله نفسَ الله، فلن تتحقق الشفاعة حتى يرضى في نفسه. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَكَم مِّن مَّلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئاً إِلَّا مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَن يَشَاءُ وَيَرْضَى} صدق الله العظيم [النجم:26]، فانظروا متى تحقيق الشفاعة في نفس الله، وهو إذا تحقق رضوان نفس الله. ولذلك قال الله تعالى: {إِلَّا مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَن يَشَاءُ وَيَرْضَى} صدق الله العظيم.
وأذِن الله لأصحاب القول الصواب، فمن ثمّ تحقق رضوان الربّ لكونه لن يُدخل عباده في رحمته حتى ترضى نفسه سبحانه، فإذا رضي الله في نفسه أدخل عباده المعذبين في رحمته، وهنا المفاجأة الكبرى لدى الضالّين المعذَّبين حين سمعوا ربهّم قال لهم لقد غفرت لكم برحمتي فادخلوا جنّتي، وهنا المفاجأة الكبرى لدى الضالّين المعذبين والصالحين لكونهم إذ لم يسمعوا الوفد المكرمين طلبوا من ربِّهم الشفاعة لأحدٍ من عبيد الله وما ينبغي لهم، وإنّما طلبوا من ربِّهم أن يحقق لهم النّعيم الأعظم من جنته {وَيَرْضَى}؛ فإذا رضي الله في نفسه فقد شفعت لعباده رحمتُه من أجل الذين قدروا ربّهم حقّ قدره وعرفوه حقّ معرفته وعلموا علم اليقين أنّ ربّهم هو الأرحم بعباده، وبسبب عظيم رحمته في نفسه هو متحسرٌ وحزينٌ على عباده الضالين الظالمين لأنفسهم الذين أصبحوا نادمين على ما فرّطوا في جنب ربّهم.
وعلى كل حالً نعود لموقف تحقيق شفاعة الله أرحم الراحمين، فحين رضي في نفسه وشفعت رحمته للمعذبين وقال لهم قد غفرت لكم برحمتي فادخلوا جنّتي فهنا المفاجأة الكبرى! فقالوا للوفد المكرمين: ماذا قال ربكم؟ قالوا: الحقّ وهو العلي الكبير. وقال الله تعالى: {وَلَا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ عِندَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ ۚ حَتَّىٰ إِذَا فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ ۖ قَالُوا الحقّ ۖ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ (23)} صدق الله العظيم [سبأ].
والسؤال الذي يطرح نفسه: فهل طلبوا من ربِّهم أن يُشَفِّعَهُم في عباده الضالّين المعذَّبين أم طلبوا من ربِّهم تحقيق النّعيم الأعظم من نعيم جنته ويرضى في نفسه؟ والجواب وفصل الخطاب تجدوه في محكم الكتاب في قول الله تعالى: {إِلَّا مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَن يَشَاءُ وَيَرْضَى} صدق الله العظيم.
وتبيّن لكم أنّ الذي أذِن له أن يخاطب ربّه في تحقيق الشفاعة أنّه حقاً قد خاطب ربّه في تحقيق النّعيم الأعظم من جنته (وهو نعيم رضوانه) ويرضى سبحانه فتتحقّق شفاعة رحمته في نفسه للمُعذبين من عباده الضالّين. ولكن عدم إيضاح سرّ تحقيق الشفاعة كان سببَ إشراك كثيرٍ من الأمم.
وعلى كل حال يا حبيبي في الله السائل الأنصاري (قول الحقّ)، إنّ تفسيرك للآيات بدون رسوخٍ في علم الكتاب حتماً سوف يُضلّكَ عن الحقائق فتختلط عليك الأمور ما لم تكن من الراسخين في علم الكتاب، ولسوف أضرب لك على ذلك مثلاً. قال الله تعالى: {إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنتُمْ لَهَا وَارِدُونَ (98)} صدق الله العظيم [الأنبياء]. فهل يقصد هؤلاء في قول الله تعالى: {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ فَيَقُولُ أَأَنتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبَادِي هَـٰؤُلَاءِ أَمْ هُمْ ضَلُّوا السَّبِيلَ ﴿١٧﴾ قَالُوا سُبْحَانَكَ مَا كَانَ يَنبَغِي لَنَا أَن نَّتَّخِذَ مِن دُونِكَ مِنْ أَوْلِيَاءَ وَلَـٰكِن مَّتَّعْتَهُمْ وَآبَاءَهُمْ حَتَّىٰ نَسُوا الذِّكْرَ وَكَانُوا قَوْمًا بُورًا ﴿١٨﴾} صدق الله العظيم [الفرقان]؟
فلو تأخذ حكم هذه الآية بشكلٍ عامٍ لحكمت على فريقٍ من عباد الله المقربين بنار الجحيم. والسؤال الذي يطرح نفسه فمن يقصد بقوله: {إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنتُمْ لَهَا وَارِدُونَ (98)} صدق الله العظيم؟ والجواب تجده في قول الله تعالى: {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلَائِكَةِ أَهَـٰؤُلَاءِ إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ ﴿٤٠﴾ قَالُوا سُبْحَانَكَ أَنتَ وَلِيُّنَا مِن دُونِهِم بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الجنّ أَكْثَرُهُم بِهِم مُّؤْمِنُونَ ﴿٤١﴾} صدق الله العظيم [سبأ]، فتبيّن لك أنّه يقصد فريقاً يعبدون شياطين الجنّ ويستعيذون بهم من الشرّ فزادوهم رهقاً، فأولئك يُلقى بهم في نار جهنم كليهما العابدَ والمعبود. تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنتُمْ لَهَا وَارِدُونَ (98)} صدق الله العظيم.
ويا أيها الأنصاري (قول الحقّ)، انتبه فلا تتّبع المتشابه من آيات القرآن فتضلّ عن الصراط المستقيم، واعلم أنّ أحكام القرآن منها أحكامُ التخصيص؛ وأراك تأخذ الآية فتجعلها حكماً شاملاً على الكافرين وهي ذاتُ حكمٍ مخصصٍ لطائفةٍ من الكافرين كما ضربنا لك على ذلك مثلاً بين آيتين متشابهتين في الحكم فتجد أنّ الله يُلقي بالعابد والمعبود في نار جهنم في قول الله تعالى: {إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنتُمْ لَهَا وَارِدُونَ (98)} صدق الله العظيم، ولكنّنا أثبتنا لك حكمها أنّه من الأحكام المخصصة كون الحكم مخصصٌ لطائفتين من الكافرين وهم المشركون الذين اتّخذوا آلهةً من الشياطين فيُلقى بهم هم وما يعبدون من دون الله في نار جهنم. فهنا الحكم يخصّ العابد والمعبود؛ يُلقى بهم في نار جهنم العابد والمعبود من دون الله. ولكن يوجد هناك قومٌ مشركون بالله يدعون عباد الله المقربين فيرجون منهم أن يشفعوا لهم عند ربّهم، كمثل الذين ينادون "يا حسين اشفع لنا" أو "يا أبا الحسن اشفع لنا"، أو من كان على شاكلتهم ممن يدعون عباد الله المقربين من دونه ليشفعوا لهم عند ربّهم برغم أنّ الأنبياء والأئمة والأولياء لم يفتوهم بذلك وما ينبغي لهم. وقد وجّه الله السؤال إلى الأنبياء وأئمة الكتاب والأولياء من الذين يعبدونهم من دون الله فقال لهم: أأنتم أضللتم عبادي وأفتيتم بالباطل أنكم شفعاؤهم بين يدي الله؟ وقال الله تعالى: {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ فَيَقُولُ أَأَنتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبَادِي هَـٰؤُلَاءِ أَمْ هُمْ ضَلُّوا السَّبِيلَ ﴿١٧﴾ قَالُوا سُبْحَانَكَ مَا كَانَ يَنبَغِي لَنَا أَن نَّتَّخِذَ مِن دُونِكَ مِنْ أَوْلِيَاءَ وَلَـٰكِن مَّتَّعْتَهُمْ وَآبَاءَهُمْ حَتَّىٰ نَسُوا الذِّكْرَ وَكَانُوا قَوْمًا بُورًا ﴿١٨﴾} صدق الله العظيم [الفرقان].
ويا أيها الأنصاري (قول الحقّ)، نحن نأتيك بالحقِّ وأحسن تفسيراً بإذن الله من تفسيرك للقرآن من عند نفسك لكون الإمام المهديّ ما ينبغي له أن يقول على الله ما لا يعلم أنّه الحقّ لا شك ولا ريب، فلا ينبغي للإمام المهديّ أن يتّبع الظنّ الذي لا يغني من الحقّ شيئاً. وقد آتيناك بآياتٍ بيناتٍ محكماتٍ من آيات أمّ الكتاب يفتيك الله بالحقِّ أنّه لن يعذب إلا من أقيمت عليهم الحجّة فهو أعلم بعباده ممن أقيمت عليهم الحجّة فأعرضوا عن الحقّ من ربِّهم. وآتيناك بالبرهان المبين بخطاب الربّ إلى كافة أصحاب النار من الجنّ والإنس، فقال لهم: {يَا مَعْشَرَ الجنّ وَالْإِنسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَٰذَا ۚ قَالُوا شَهِدْنَا عَلَىٰ أَنفُسِنَا ۖ وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَشَهِدُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ (130)} صدق الله العظيم [الأنعام:130].
وقال الله تعالى: {تِلْكَ آيَاتُ اللّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بالحقِّ وَمَا اللّهُ يُرِيدُ ظُلْماً لِّلْعَالَمِينَ} صدق الله العظيم [آل عمران:108].
فبالله عليك فلو أنّك كنت في منزلك وابنك في المزرعة حتى إذا آوى إليك ابنك ثم قمت بضرب ولدك ضرباً مبرحاً، فقلت له: لماذا لم تُطعنِ فتفعل كذا وكذا في المزرعة؟ وأنت لم ترسل إليه أحداً إلى المزرعة يخبره أن يفعل شيئاً ما! فماذا سوف يكون جواب ابنك؟ سوف يقيم الحجّة عليك ويقول: فهل أمرتني أبتي أو بعثت إلي أحداً ليخبرني بأمرك أن أفعل كذا وكذا ومن ثمّ عصيتُ أمرك؟ فقال الأب: لم أبعث إليك أحداَ. ثم يقول الابن: إذاً فأنت ظالمٌ أبتي؛ فقد ظلمتني في ضربك لي بغير الحقّ. فكذلك لو يعذب الله عباده الذين لم يأتِهم نذيرٌ من ربِّهم ولا كتابٌ من الله يتدارسونه فهل يحقّ لله أن يُلقي بهم في نار جهنم؟ ولكنّ ربي ليس ظالماً سبحانه!
فانظر فمع وجود التوراة والإنجيل المحرّفة في عصر كفار قريش فلم يَلُمْهم الله على اتّباعها بسبب تحريفها، وبما أنّ التوراة والإنجيل أنزلت إلى طائفتين وهم اليهود والنصارى وهم عن دراستهم غافلون وعلم الله أنّهم سوف يحتجون بذلك. وقال الله تعالى: {أن تَقُولُواْ إِنَّمَا أُنزِلَ الْكِتَابُ عَلَى طَآئِفَتَيْنِ مِن قَبْلِنَا وَإِن كُنَّا عَن دِرَاسَتِهِمْ لَغَافِلِينَ (156) أَوْ تَقُولُواْ لَوْ أَنَّا أُنزِلَ عَلَيْنَا الْكِتَابُ لَكُنَّا أَهْدَى مِنْهُمْ فَقَدْ جَاءكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَذَّبَ بِآيَاتِ اللّهِ وَصَدَفَ عَنْهَا سَنَجْزِي الَّذِينَ يَصْدِفُونَ عَنْ آيَاتِنَا سُوءَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُواْ يَصْدِفُونَ (157)} صدق الله العظيم [الأنعام].
وإنّما يعذب الله المكذبين بآيات ربّهم المنزّلة إليهم فأولئك لا يدخلون الجنة حتى يذوقوا وبال أمرهم. تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ} [الأعراف:40].
وإنّما المفترون هم الذين وضعوا اللبنة الأساسيّة لإضلال الأمم وأولئك من حصب جهنم، وكذلك الكفار الذين كفروا بالحقِّ من ربِّهم كذلك في نار جهنم. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَقُلِ الحقّ مِن رَّبِّكُمْ ۖ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ ۚ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا ۚ وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ ۚ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا (29)} صدق الله العظيم [الكهف].
وإنّما الوزر على الذين يكفرون بما أُنزل إليهم من ربِّهم في الكتاب. وقال الله تعالى: {كَذَلِكَ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ مَا قَدْ سَبَقَ وَقَدْ آتَيْنَاكَ مِنْ لَدُنَّا ذِكْرًا (99) مَنْ أَعْرَضَ عَنْهُ فَإِنَّهُ يَحْمِلُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وِزْرًا ( 100 ) خَالِدِينَ فِيهِ وَسَاءَ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حِمْلا ( 101 )} صدق الله العظيم [طه]. ونستنبط أنّه لا وزر إلا على من كفر به من الكافرين أو أعرض عنه. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَقَدْ آتَيْنَاكَ مِنْ لَدُنَّا ذِكْرًا ( 99 ) مَنْ أَعْرَضَ عَنْهُ فَإِنَّهُ يَحْمِلُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وِزْرًا ( 100 )} صدق الله العظيم [طه]. وكل ذلك تصديقٌ لقول الله تعالى: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً} صدق الله العظيم.
فكن من الشاكرين يا قرّة عين إمامك، ويا حبيبي في الله الأنصاري إنّ لآيات القرآن مواضعاً فعليك أن تضع كلَّ آيةٍ في موضعها الحقّ، ولا حرج عليك في استمرار الحوار وسوف نأتيك بإذن الله بالحقِّ وأحسن تفسيراً من تفسيرك بالظنّ الذي لا يغني من الحقّ شيئاً.
وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
أخوكم؛ الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
___________
Admin
24-11-2014, 01:33 AM
- 6 -
[ لمتابعة رابط المشاركـــة الأصليّة للبيــــــان ] (https://mahdialumma.online/showthread.php?p=166931)
(https://mahdialumma.online/showthread.php?p=166931)https://mahdialumma.online/showthread.php?p=166931
الإمام ناصر محمد اليماني
01 - 02 - 1436 هـ
23 - 11 - 2014 مـ
11:54 مساءً
ــــــــــــــــــ
مزيدٌ من إقامةِ الحجَّةِ وسلطانِ العلمِ المحكمِ لنفي عقيدةِ العذابِ على مَنْ لم يبعث اللهُ إليهم رسولاً ..
بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المرسلين والحمد لله ربّ العالمين، أمّا بعد..
ويا حبيبي في الله الأنصاري المكرم والمحترم (قول الحق)، فنحن ننطق بالحقِّ من محكمِ كتاب الله القرآن العظيم والحقُّ أحقُّ أن يتّبع، وتعال لننظر إلى ناموسِ العذاب في محكم الكتاب في الحُكم على من سوف يُعذِّبهم الله، فمِن ثُمّ نجدُ في مُحكم الكتاب أنَّ حُكم العذاب هو فقط على المُعرضين عن ذِكر ربِّهم المُنزل إليهم على لسان رسُله، فمن أعرض عن هدى الله واتِّباع آياته فهنا قد أعرض عن هدى ربِّه فيكون من المعذَّبين تصديقاً لناموس العذاب في محكم الكتاب في قول الله تعالى: {قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى (123) وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (124) قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا (125) قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى (126) وَكَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِآيَاتِ رَبِّهِ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى (127)} صدق الله العظيم [طه].
فانظر لناموس العذاب في الكتاب أنَّه فقط على مَنْ أعرض عن هدى ربِّه وكذَّب بآياته المُنزَّلة على رسله في قول الله تعالى: {فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى (123) وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (124) قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا (125) قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى (126) وَكَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِآيَاتِ رَبِّهِ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى (127)} صدق الله العظيم.
وبما أنَّ العذاب فقط على المكذِّبين برُسُلِه وكتبِه، ولذلك قال الله تعالى: {فَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ جَاءُوا بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَالْكِتَابِ الْمُنِيرِ (184)} صدق الله العظيم [آل عمران].
وبما أنَّ كفارَ قريشٍ لم يأتِهم نذيرٌ من ربِّهم تصديقاً لقول الله تعالى: {بَلْ هُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ} صدق الله العظيم [السجدة:3].
ونكرر ونقول: وبما أنَّ كفار قريش لَيعلمون أنَّ الله لم يبعث إليهم رسولاً، ولذلك فلو يعذّبهم الله فبماذا سوف يحاجّوا ربَّهم؟ وقال الله تعالى: {وَلَوْ أَنَّا أَهْلَكْنَاهُمْ بِعَذَابٍ مِنْ قَبْلِهِ لَقَالُوا رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولاً فَنَتَّبِعَ آَيَاتِكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَذِلَّ وَنَخْزَى} صدق الله العظيم [طه:134].
ولذلك قال الله تعالى: {مَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا} صدق الله العظيم [الإسراء:15]، فهذه آياتٌ محكماتٌ بيناتٌ من آياتِ أمِّ الكتاب يفقهُهنَّ كلُّ ذو لسانٍ عربيٍّ مبينٍ.
وما دمتَ مُصِرّاً على أنَّ الله يعذب أمةً لم يبعث إليهم رسولاً ولا وجود لكتابٍ بين أيديهم أُرسِل إلى الأمّة التي من قبلهم، وبسبب انعدام الحجّة عليهم بعدم وجود الرسول وعدم وجود الكتاب، فدلّنا على الحجّة القائمة عليهم حتى يعذبهم الله! وبما أنّك حبيبي في الله مصرٌ على عذابِ قومٍ لا وجود للحجّة بين أيديهم كونك قد حكمت على أبوي محمدٍ رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- بالنار برغم أنَّ اللهَ توفّاهم من قبل بعث رسول ربّهم إليهم، وعليه فنرجو منك يا قرة عين إمامك أن تأتينا بالبيان الحقّ لقول الله تعالى: {بَلْ هُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ} صدق الله العظيم، وقول الله تعالى: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا} صدق الله العظيم.
وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله رب العالمين..
أخوكم؛ الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
___________
Admin
25-11-2014, 03:33 AM
- 7 -
[ لمتابعة رابط المشاركــــة الأصليّة للبيــــان ] (https://mahdialumma.online/showthread.php?p=167080)
(https://mahdialumma.online/showthread.php?p=167080)https://mahdialumma.online/showthread.php?p=167080
الإمام ناصر محمد اليماني
02 - 02 - 1436 هـ
24 - 11 - 2014 مـ
11:46 مساءً
ــــــــــــــــــ
الله لا يعذب الأمواتَ من الكفار الغافلين الظالمين؛ من الذين لم تُقَم عليهم الحجّة ..
واما ابوي الرسول فلا ولم ولن اقول انهم في الجنه او في النار او في الاعراف وانما استطيع القول: { إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَىٰ وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ }
ويا اخواني اذا اردتم ان اكون من الذين قالوا سمعنا وهم لا يسمعون فلا استطيع الكذب على الله واذا اردتم ان اقول امامي صدقت وبالحق نطقت وانا ليس مصدق في قلبي فلن اقول ذلك واذا اردتم ان انافق واقول والله لن ارضى حتى يرضى ربي وانا غير موقن بذلك فأنا اسف واذا اردتم ان اتوقف عن الحوار كما اخونا قول الحق فلكم ذلك واقول سمعا وطاعه المهم ان تكونوا على علم اني لم اصل الى اليقين وجزاكم الله خيرا انتم والامام المهدي خير عالم في المسلمين وشكرا
بسم الله الرحمن الرحيم، وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين، أما بعد..
ويا حبيبي في الله الباحث عن الحقّ، إنّ حسب فتواك بأنَّ أبوي محمد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- كانوا مؤمنين يعبدون الله وحده لا شريك له، فمن ثمّ نردّ عليك بقول الله تعالى: {قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} صدق الله العظيم [النمل:64].
كونهم حسب فتوى الله في محكم كتابه من الكافرين الغافلين لأنّ الله توفاهم من قبل أن يبعث إليهم نذيراً. تصديقاً لقول الله تعالى: {بَلْ هُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ} صدق الله العظيم [السجدة:3].
وقول الله تعالى : { لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أُنْذِرَ آبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ } صدق الله العظيم [يس:6].
ويشملهم وكافة الأموات أمثالهم من الذين ماتوا قبل بعث النذير إليهم، فيشملهم حكم الله في قوله تعالى: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا} صدق الله العظيم [الإسراء:15].
وبما أنّ الله لن يعذب الكفار الغافلين حتى يبعث إليهم نذيراً فيقيم الحجّة عليهم فكذلك شأن الكفار الغافلين الذين ماتوا من أقوامهم قبل بعث النذير وإقامة الحجّة عليهم. تصديقاً لقول الله تعالى: {لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أُنْذِرَ آبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ}. تصديقاً لقول الله تعالى: {ذَٰلِكَ أَن لَّمْ يَكُن رَّبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَىٰ بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا غَافِلُونَ (131)} صدق الله العظيم [الأنعام].
فكيف إذاً سوف يعذب أمواتَهم وهم من الكفار الغافلين الظالمين؛ من الذين لم تُقَم عليهم الحجّة؟ ومن الكفار الذين ماتوا وهم غافلين؛ أبوي محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإن أصررْتَ على أنَّهم من المؤمنين فهاتِ برهانك أنّهم كانوا مؤمنين يعبدون الله وحده لا شريك له.
وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله رب العالمين..
أخوكم؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
___________
Admin
26-11-2014, 09:29 AM
- 8 -
[ لمتابعة رابط المشاركــــــة الأصليّة للبيــــان ] (https://mahdialumma.online/showthread.php?p=167268)
(https://mahdialumma.online/showthread.php?p=167268)https://mahdialumma.online/showthread.php?p=167268
الإمام ناصر محمد اليماني
04 - 02 - 1436 هـ
26 - 11 - 2014 مـ
07:05 صباحاً
ـــــــــــــــــــــ
فتاوى وبيانٌ وردٌ على السائلين بالحقّ المبين، وسلامٌ على المرسلين والحمد لله ربّ العالمين ..
بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين، أما بعد..
. ويا أخي الكريم السائل عن بيان قول الله تعالى: {لتُنذِرَ قَوْمًا مَّا أُنذِرَ آبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ ﴿٦﴾ لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلَىٰ أَكْثَرِهِمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ﴿٧﴾ إِنَّا جَعَلْنَا فِي أَعْنَاقِهِمْ أَغْلَالًا فَهِيَ إِلَى الْأَذْقَانِ فَهُم مُّقْمَحُونَ ﴿٨﴾ وَجَعَلْنَا مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ ﴿٩﴾ وَسَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ﴿١٠﴾} صدق الله العظيم [يس].
وموضع السؤال هو عن البيان الحقّ لقول الله تعالى: {لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلَىٰ أَكْثَرِهِمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ﴿٧﴾} صدق الله العظيم. أي حقّ العذاب على أكثر الأقوام الذين ابتعث الله إليهم رسله فلم يؤمنوا بهم ولا اتّبعوهم إلا قليلٌ من أقوامهم، وأكثر أقوامهم أعرضوا وكفروا بدعوة رسل الله فحقّ عليهم القول في أممٍ قد خلت من قبلهم في النار بسبب عدم إيمانهم بما أنزل الله عليهم على لسان رسله من آياته البيّنات حتى إذا أهلكهم الله بسبب كفرهم بآيات ربّهم، فمن ثمّ يقول الله تعالى: {قَالَ ادْخُلُوا فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُم مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ فِي النَّارِ ۖ كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَّعَنَتْ أُخْتَهَا ۖ حَتَّىٰ إِذَا ادَّارَكُوا فِيهَا جَمِيعًا قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لِأُولَاهُمْ رَبَّنَا هَٰؤُلَاءِ أَضَلُّونَا فَآتِهِمْ عَذَابًا ضِعْفًا مِّنَ النَّارِ ۖ قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلَٰكِن لَّا تَعْلَمُونَ (38) وَقَالَتْ أُولَاهُمْ لِأُخْرَاهُمْ فَمَا كَانَ لَكُمْ عَلَيْنَا مِن فَضْلٍ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْسِبُونَ (39) إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّىٰ يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ ۚ وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ (40) لَهُم مِّن جَهَنَّمَ مِهَادٌ وَمِن فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ ۚ وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ (41) وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (42) وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ ۖ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَٰذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ ۖ لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بالحقّ ۖ وَنُودُوا أَن تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (43)} صدق الله العظيم [الأعراف].
والمحاجّة بين أمّتين وهي الأمّة التي أهلكها الله وأمّة من قبلهم من الأمم وهي الأمّة الأولى من بعد الرسول مباشرةً كونهم السبب في ضلالهم فهم أوّل من ابتدع المبالغة في عباد الله المكرمين زلفةً إلى ربّهم وصنعوا لهم تماثيل لصورهم ودعوهم من دون الله وقالوا هؤلاء شفعاؤنا عند الله، وقد تبيّن للمهلَكين أنّ السبب في ضلالهم هي الأمّة الأولى المبالِغة في عباد الله المكرّمين، واكتشفوا أنّها أول من ابتدع أصناماً تماثيل لعباد الله المقربين. ولذلك قال الله تعالى: {كلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَّعَنَتْ أُخْتَهَا ۖ حَتَّىٰ إِذَا ادَّارَكُوا فِيهَا جَمِيعًا قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لِأُولَاهُمْ رَبَّنَا هَٰؤُلَاءِ أَضَلُّونَا فَآتِهِمْ عَذَابًا ضِعْفًا مِّنَ النَّارِ ۖ قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلَٰكِن لَّا تَعْلَمُونَ (38) وَقَالَتْ أُولَاهُمْ لِأُخْرَاهُمْ فَمَا كَانَ لَكُمْ عَلَيْنَا مِن فَضْلٍ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْسِبُونَ (39) إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّىٰ يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ ۚ وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ (40)} صدق الله العظيم.
وبيّن الله لكم أنّ المعذَّبين هم الذين أقيمت عليهم الحجّة بتنزيل آيات الكتاب على لسان رسله ولذلك قال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّىٰ يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ ۚ وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ (40)} صدق الله العظيم [الأعراف].
. وأمّا سؤالك عن البيان الحقّ: {لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلَىٰ أَكْثَرِهِمْ}، فتجده في قول الله تعالى: {وَمَا أَكْثَر النَّاس وَلَوْ حَرَصْت بِمُؤْمِنِينَ} صدق الله العظيم [يوسف:103]. فما صدّق بآيات الله واتّبع الرسل من أقوامهم إلا قليلٌ. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِي الشَّكُورُ} صدق الله العظيم [سبأ:13].
. وأما سؤالك عن البيان الحقّ لقول الله تعالى: {وَسَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ﴿١٠﴾} صدق الله العظيم [يس]. ويقصد الذين أزاغ الله قلوبهم من غير ظلمٍ؛ بل السبب من عند أنفسهم لكونهم زاغوا في القرار وهو التكذيب وعدم الاتّباع فمن ثمّ أزاغ الله قلوبهم فلا يؤمنون حتى يروا العذاب الأليم. تصديقاً لقول الله تعالى: {فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللهُ قُلُوبَهُمْ} صدق الله العظيم [الصف:5].
فبعد أن أزاغ الله قلوبهم من غير ظلمٍ بل السبب من عند أنفسهم فهنا ومهما حرص على هداهم فلن يؤمنوا إذاً أبداً. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَٰذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِن كُلِّ مَثَلٍ ۚ وَكَانَ الْإِنسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا (54) وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَن يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَىٰ وَيَسْتَغْفِرُوا ربّهم إِلَّا أَن تَأْتِيَهُمْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ قُبُلًا (55) وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ ۚ وَيُجَادِلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الحقّ ۖ وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَمَا أُنذِرُوا هُزُوًا (56) وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ ۚ إِنَّا جَعَلْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا ۖ وَإِن تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَىٰ فَلَن يَهْتَدُوا إِذًا أَبَدًا (57)} صدق الله العظيم [الكهف]. فأصبح الأمر {وَسَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ﴿١٠﴾} ليس أنّ الله أزاغ قلوبهم ظلماً لهم؛ سبحانه ولا يظلم ربك أحداً! بل تبيّن لكم السبب هو جدلهم لأنبياء الله بالباطل وتكبرهم وعدم السماح لعقولهم بالتفكر في منطق أنبياء الله الذين جاءُوا بالحقّ، ولذلك قال الله تعالى: {وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَٰذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِن كُلِّ مَثَلٍ ۚ وَكَانَ الْإِنسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا (54) وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَن يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَىٰ وَيَسْتَغْفِرُوا ربّهم إِلَّا أَن تَأْتِيَهُمْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ قُبُلًا (55) وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ ۚ وَيُجَادِلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الحقّ ۖ وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَمَا أُنذِرُوا هُزُوًا (56) وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ ۚ إِنَّا جَعَلْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا ۖ وَإِن تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَىٰ فَلَن يَهْتَدُوا إِذًا أَبَدًا (57)} صدق الله العظيم.
. وأما سؤالك عن البيان الحقّ لقول الله تعالى: {وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴿٨٥﴾} صدق الله العظيم [آل عمران]. وذلك من بعد رسول الله إليهم ليدعوهم إلى دين الإسلام ولم يقبلوا إلا دين آبائهم فهم على آثارهم مقتدون ورفضوا الدين الحقّ من ربّهم.
. وأما سؤالك عن بيان قول الله تعالى: {وَلَقَدْ وَصَّلْنَا لَهُمُ الْقَوْلَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ﴿٥١﴾الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِن قَبْلِهِ هُم بِهِ يُؤْمِنُونَ ﴿٥٢﴾وَإِذَا يُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ قَالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الحقّ مِن رَّبِّنَا إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ ﴿٥٣﴾} صدق الله العظيم [القصص]. فيقصد طائفةً من أهل الكتاب من النصارى من الذين استمعوا إلى القرآن ففاضت أعينهم من الدمع مما عرفوا من الحقّ. وقال الله تعالى: {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا ۖ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَىٰ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ (82) وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَىٰ أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الحقّ ۖ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ(83) وَمَا لَنَا لَا نُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا جَاءَنَا مِنَ الحقّ وَنَطْمَعُ أَنْ يُدْخِلَنَا رَبُّنَا مَعَ الْقَوْمِ الصَّالِحِينَ (84) فَأَثَابَهُمُ اللَّهُ بِمَا قَالُوا جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ وَذَٰلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ (85) وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ(86)} صدق الله العظيم [المائدة]. ولذلك قالوا إنّا كنا من قبله مسلمين في قول الله تعالى: {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِن قَبْلِهِ هُم بِهِ يُؤْمِنُونَ ﴿٥٢﴾وَإِذَا يُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ قَالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الحقّ مِن رَّبِّنَا إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ ﴿٥٣﴾} صدق الله العظيم [القصص].
. وأما سؤالك عن البيان الحقّ لقول الله تعالى: {فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ ۖ إِنَّكَ عَلَى الحقّ الْمُبِينِ ﴿٧٩﴾إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَىٰ وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ ﴿٨٠﴾وَمَا أَنتَ بِهَادِي الْعُمْيِ عَن ضَلَالَتِهِمْ ۖ إِن تُسْمِعُ إِلَّا مَن يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا فَهُم مُّسْلِمُونَ ﴿٨١﴾} صدق الله العظيم [النمل]. فتلك فتوى من ربّ العالمين أنّه لن يسمع آيات الله إلا من أسلم لله واتّبع آياته واعتصم بها وكفر بما يخالفها فقد هُدي إلى صراطٍ مستقيمٍ لكونه اتّبع البرهان المبين من ربّه. تصديقاً لقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءكُم بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُّبِينًا ﴿174﴾ فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ بِاللّهِ وَاعْتَصَمُواْ بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِّنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا ﴿175﴾} صدق الله العظيم [النساء].
. وأما سؤالك عن قول الله تعالى: {إِنَّ اللَّـهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ ۚ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّـهِ فَقَدِ افْتَرَىٰ إِثْمًا عَظِيمًا ﴿٤٨﴾ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنفُسَهُم ۚ بَلِ اللَّـهُ يُزَكِّي مَن يَشَاءُ وَلَا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا ﴿٤٩﴾ انظُرْ كَيْفَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّـهِ الْكَذِبَ ۖ وَكَفَىٰ بِهِ إِثْمًا مُّبِينًا ﴿٥٠﴾ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَـٰؤُلَاءِ أَهْدَىٰ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلًا ﴿٥١﴾أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّـهُ ۖ وَمَن يَلْعَنِ اللَّـهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ نَصِيرًا ﴿٥٢﴾ أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِّنَ الْمُلْكِ فَإِذًا لَّا يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيرًا ﴿٥٣﴾ أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَىٰ مَا آتَاهُمُ اللَّـهُ مِن فَضْلِهِ ۖ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكًا عَظِيمًا ﴿٥٤﴾فَمِنْهُم مَّنْ آمَنَ بِهِ وَمِنْهُم مَّن صَدَّ عَنْهُ ۚ وَكَفَىٰ بِجَهَنَّمَ سَعِيرًا ﴿٥٥﴾ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُم بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ ۗ إِنَّ اللَّـهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا ﴿٥٦﴾} صدق الله العظيم [النساء]. فتجد أنّ الله لا يعذب من أشرك به إلا من بعد إقامة الحجّة عليه بآيات ربّه المحكمات في محكم كتابه، ومن أصرّ على شركه وكفر ببرهان ربّه واتّبع من لا برهان له فإنما حسابه عند ربّه. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَن يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِندَ رَبِّهِ ۚ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ (117)} صدق الله العظيم [المؤمنون]. وهم الكافرون بالله وآياته.
ويا حبيبي في الله، إنّني لا أجد في الكتاب أنّ الله يعذب المشركين إلا من أعرض عن آيات ربّه برهان العبودية للربّ. تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُم بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ ۗ إِنَّ اللَّـهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا ﴿٥٦﴾} صدق الله العظيم [النساء].
ولا أجد في الكتاب أنّ الله يجازي إلا الكفار بالله وآياته ورسله. تصديقاً لقول الله تعالى: {لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ ۖ جَنَّتَانِ عَن يَمِينٍ وَشِمَالٍ ۖ كُلُوا مِن رِّزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ ۚ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ (15) فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُم بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِّن سِدْرٍ قَلِيلٍ (16) ذَٰلِكَ جَزَيْنَاهُم بِمَا كَفَرُوا ۖ وَهَلْ نجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ (17)} صدق الله العظيم [سبأ]. فانظر لقول الله تعالى {ذَٰلِكَ جَزَيْنَاهُم بِمَا كَفَرُوا ۖ وَهَلْ نجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ (17)} صدق الله العظيم، أي وهل نجازي إلا من كفر بربه فأعرض عن آياته؟ ألا وإنّ برهان الله على المعرضين من الإنس والجنّ هو القرآن العظيم فمن أعرض عنه واعتصم بما يخالفه فليس من المسلمين المستسلمين لاتّباع ما أنزل إليهم من ربّهم.
ويا حبيبي في الله الباحث عن الحقّ، إن لآيات القرآن مواضعاً فكلّ آيةٍ تخصّ موضوعاً ما، وأراك تجعل الآية تشمل كل المواضيع والأحكام وتبني على ذلك الحكم، وهنا حتماً سوف تخطئ في بيانك لها فتقول على الله ما لا تعلم، وذلك من أمر الشيطان: {إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاء وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ} صدق الله العظيم [البقرة:169]. ولكنّ الله حرّم عليكم أن تقولوا على الله ما لا تعلمون. تصديقاً لقول الله تعالى: {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الحقّ وَأَن تُشْرِكُوا بِاللهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُوا عَلَى اللهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ} [الأعراف:33].
فكن من الشاكرين يا قرة العين، فتفسيرك هذا سوف تقف أمامه عقباتٌ كثيرةٌ في آيات الكتاب المحكمات البيّنات لعلماء الأمّة وعامة المسلمين فتجعلُك الآياتُ المحكمات أمام خيارين اثنين؛ أن تؤمن ببعضٍ الكتاب فتكفر ببعضٍ، وعلى سبيل المثال تتّبع آياتٍ تحتاج للتفسير والبيان فتأتي بتفسيرها حسب هواك من عند نفسك فتجعلها برهاناً مبيناً من عند نفسك بالتفسير بغير الحقّ المقصود، وكذلك الطّامة الكبرى الإعراض عن الآيات المحكمات البيّنات التي سوف تقف لتفسيرك بالمرصاد، مثال قول الله تعالى: {يامَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَٰذَا ۚ قَالُوا شَهِدْنَا عَلَىٰ أَنفُسِنَا ۖ وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَشَهِدُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ (130)} صدق الله العظيم [الأنعام]. وهذه من آيات أمّ الكتاب المحكمات أنّ الله لم يعذب في الآخرة إلا من أقيمت عليهم الحجّة ببعث الرسل الذين يتلون عليهم آيات ربّهم، فتجد الذين أقيمت عليهم الحجّة ببعث الرسل أقرّوا واعترفوا بأنّ ربّهم بعث إليهم رسله بآياته، ولذلك كان ردّهم على ربّهم بالاعتراف في قول الله تعالى: {يامَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَٰذَا ۚ قَالُوا شَهِدْنَا عَلَىٰ أَنفُسِنَا ۖ وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَشَهِدُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ (130)} صدق الله العظيم.
والسؤال الموجّه لربّ العالمين مباشرةً: يا إله العالمين، وما حكمك على الكافرين الذين ماتوا من أقوامهم من قبل بعث رسل الله إليهم؟ والجواب من الربّ في محكم الكتاب مباشرةً: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّىٰ نَبْعَثَ رَسُولًا ﴿١٥﴾} صدق الله العظيم [الإسراء]. والأمّة الوسط لم يبعث الله فيهم نذيراً في أممهم الوسطى. تصديقاً لقول الله تعالى: {لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أُنْذِرَ آبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ (6)} صدق الله العظيم [يس].
وربّما يودّ الباحث عن الحقّ أن يقول: "ولماذا يا إمامي قلت والأمّة الوسط لم يبعث الله فيهم نذيراً في أممهم الوسطى، فما تقصد بقولك هذا؟". فمن ثمّ نردُّ على السائلين ونقول: كون الله لا يقصد أنّه ما آتاهم من نذيرٍ في آبائهم الأولين في الأمم الأولى؛ بل يقصد آباءهم في الأمم الأقرب إلى أمّتهم لكون الله بعث في آبائهم الأولين في الأمم الأولى نذيراً. ولذلك قال الله تعالى: {بَلْ قالُوا مِثْلَ ما قالَ الْأَوَّلُونَ (81) قالُوا أَإِذا مِتْنا وَكُنَّا تُراباً وَعِظاماً أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ (82) لَقَدْ وُعِدْنا نَحْنُ وَآباؤُنا هذا مِنْ قَبْلُ إِنْ هذا إِلاَّ أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ (83)} صدق الله العظيم [المؤمنون].
ويا حبيبي في الله، إنّ بيان الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني تأسس على تفصيل البيان للقرآن بالقرآن ولذلك فلن تجد فيه تناقضاً شيئاً؛ بل تجد بيان الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني للقرآن بالقرآن كالبنيان يشدُّ بعضه بعضاً، وأما بيانك فهو كمثل تفاسير المفسرين من عند أنفسهم وحتماً تجعلون كتاب الله متناقضاً في نظر العالمين! والسبب ليس من عند الله وما جعله الله متناقضاً؛ بل السبب من عند أنفسكم وهي تفاسيركم لآيات القرآن وأنتم لستم من الراسخين في علم الكتاب. فلو أنّكم أخذتم المحكم وتركتم تفسير الباقي لأهله لنجوتُم ولكنّكم اتّبعتم ظاهر المتشابه الذي لا يزال بحاجةٍ للتفصيل والبيان وأعرضتم عن آيات محكم القرآن، وأولئك زاغوا عن الحقّ من ربّهم وأضلّوا أنفسهم وأضلّوا أمّتهم، وبسبب قولهم على الله ما لا يعلمون تفرّقوا إلى شيعٍ وأحزابٍ وكل حزبٍ بما لديهم فرحون.
وبعث الله لبيان حقيقة اسم الله الأعظم الإمامَ المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني برحمة الله التي وسعت كل شيءٍ إلا من أبَى رحمة ربّه وأنكر أنّ الله أرحم الراحمين ويريد شفعاءً له بين يدي من هو أرحم به من عباده؛ وأولئك لن يجدوا لهم من دون الله ولياً ولا نصيراً ويصلون سعيراً حتى يعلموا أنّ الله هو حقاً أرحم الراحمين ويعلموا أنّهم ظلموا أنفسهم باليأس والقنوط من رحمة ربّهم وبحثوا عن الرحمة عند سواه ليشفع لهم عند الله أرحم الراحمين، ولذلك قالوا لخزنة جهنم: {وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْمًا مِنَ الْعَذَابِ (49) قَالُوا أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُمْ بِالبيّنات قَالُوا بَلَى قَالُوا فَادْعُوا وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ (50)} صدق الله العظيم [غافر].
وأما البرهان أنّهم يائسون مُبلسون من رحمة الله تماماً، فبعد أن استَيْأَسوا من شفاعة الملائكة من طلب التخفيف فمن ثمّ طلبوا من مالك خازن النار أن يدعو ربّه ليقضي عليهم بالموت الخالد. وقال الله تعالى: {إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي عَذَابِ جَهَنَّمَ خَالِدُونَ (74) لَا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ (75) وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَٰكِن كَانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ (76) وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ ۖ قَالَ إِنَّكُم مَّاكِثُونَ (77) لَقَدْ جِئْنَاكُم بالحقّ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ (78)} صدق الله العظيم [الزخرف].
وها هو الإمام المهديّ الذي تجهلون قدره ولا تحيطون بسرِّه يدعوكم إلى الاحتكام إلى الله في كافة ما كنتم فيه تختلفون، ووعدٌ علينا غير مكذوبٍ أن يهيمن المهديّ المنتظَر بالبيان الحقّ للذكر على كافة علماء الأمصار في جميع الأقطار فلا يجادلنا عالمٌ من القرآن إلا غلبناه بسلطان العلم الملجم وهيمنّا عليه بحكم الله المهيمن على الكلّ، سبحانه وتعالى عمّا يشركون!
ويا مسلمين اتقوا الله، فوالله ثمّ والله إنّ الإمام المهديّ ليتحدّى بالبيان الحقّ عقولكم إن كنتم تعقلون! ولكن الطّامة الكبرى أنّ كثيراً ممن علموا بدعوة ناصر محمد اليماني لم يُعطوا لعقولهم فرصةً للتفكّر والتدبّر في البيان الحقّ للذكر ووقعوا في مكر الشياطين بالصدّ عن التصديق بالمهديّ المنتظَر الحقّ من ربّهم كون الشياطين وسْوَسوا لكثيرٍ من الذين تتخبطهم مسوس الشياطين ليدّعي أنّه المهديّ المنتظَر، والحكمة الخبيثة من ذلك حتى إذا بعث الله إليكم الإمام المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّكم فأوّل ما تقولون: "إنْ هو إلا كمثل غيره ممن يدّعون شخصيّة المهديّ المنتظَر بين الحين والآخر"؛ فيعرضوا من قبل أن يستمعوا، ولم يسمحوا لعقولهم بالتفكر والتدبر في البيان الحقّ للذكر فلعلّ ناصر محمد اليماني هو المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّهم وليس من الممسوسين، فلا يجوز لهم أن يحكموا على ناصر محمد اليماني بأنّه كمثل غيره ممن يدّعون شخصيّة المهديّ المنتظَر حتى يتدبّروا ويتفكّروا في منطق سلطان علمه؛ هل ينطق بالحقّ أم يفسِّر القرآن على هواه من عند نفسه، وما خطب ناصر محمد اليماني وماذا دهاه حتى يدعي شخصيّة المهديّ المنتظَر؟ حتى إذا تنازل عن كبرهم وغرورهم علماءُ الأمّة فتدبروا وتفكّروا في بيان الإمام المهدي للقرآن العظيم وحتى إذا رضخت له عقولهم فأفتى كلَّ إنسانٍ عقلُه أنّ ناصر محمد اليماني لينطق بالحقّ ويهدي إلى صراط ٍمستقيمٍ فهو يدعو إلى الله على بصيرةٍ من ربّه القرآن العظيم فمن ثمّ توسوس له نفسه بالباطل ضدّ قرار العقل! فتقول له نفسه: "أتريد أن تتّبعه؟ فتذكر لو لم يكن ناصر هو المهديّ المنتظَر أفلا يعني ذلك أنك ضللت عن الصراط المستقيم؟". فمنهم من يتّبع هوى نفسه وخسر خسراناً مبيناً، ومنهم من اتّبع عقله وردّ على نفسه وقال:
"وحتى ولو لم يكن ناصر محمد اليماني هو المهديّ المنتظَر فما ضللتُ عن الصراط المستقيم ما دمتُ اتّبعت ذكر ربّي في محكم القرآن العظيم وعبدت ربّي وحده لا شريك له ورجوت رحمته واستغنيت برحمته عن عقيدة الشفعاء بين يدي الله أرحم الراحمين، فكيف يضلّ عن الصراط المستقيم من اعتصم بالله؟ تصديقاً لقول الله تعالى: {فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ ۖ فَنِعْمَ الْمَوْلَىٰ وَنِعْمَ النَّصِيرُ (78)} صدق الله العظيم [الحج]، وناصر محمد اليماني تأسّست دعوتُه على الاعتصام بالله والاستغناء برحمته التي تشفع من غضبه وعذابه".
ثم يقول أولو الألباب: "فنحن لا نعبد المهديّ المنتظَر، وحتى ولو لم يكن ناصر محمد اليماني هو المهديّ المنتظَر فما ضلّ من اتّبعه لكونه يدعو إلى عبادة الله الواحد القهار على بصيرة القرآن العظيم ويفصّل القرآن بالقرآن، فلم يجعل لنا ناصر محمد اليماني الحجّة للإعراض عنه؛ بل الحجّة بالحقّ هي مع الإمام ناصر محمد اليماني سواء يكون هو المهديّ المنتظَر أو مجدداً للدين فقد أقام الحجّة علينا، وما دام يفتي أنّه المهديّ المنتظَر ووجدنا الله قد أيّده بسلطان علم البيان فصدقناه فإن يكن كاذباً فعليه كذبه. وأهم شيء أننا اتّبعناه على بصيرةٍ من الله لكونه هيمن علينا بسلطان علم البيان الحقّ للقرآن، وما جادله عالِمٌ إلا غلبه فأصدقه الله الرؤيا بالحقّ على الواقع الحقيقي تصديقاً لفتوى جدّه إليه في منامه بإذن الله أنّه هو المهديّ المنتظَر؛ [وما جادلك أحدٌ من القرآن إلا غلبته]، وقد أصبحت رؤياه حجةً علينا من بعد أن رأينا أنّ الله قد أصدقه الرؤيا بالحقّ على مدار حوار عشر سنواتٍ حاور ناصر كثيراً من العلماء والباحثين عن الحقّ، فتدبّرنا الحوار على مدار عشر سنوات مضت فوجدنا أنّ ناصر محمد هو المهيمن بسلطان علم البيان الحقّ للقرآن، فما وجدناه قرآنياً يفسّر القرآن على هواه، وما وجدناه شيعيّاً يقول على الله ما لا يعلم ويبالغ في حبّ آل البيت لدرجة الشرك بالله فيدعونهم من دون الله، وما وجدناه سنيّاً معتصماً بالسُّنة وترك القرآن وراء ظهره، وما وجدنا ناصر محمد اليماني يَتَمَذْهبُ مع أيّ مذهبٍ ولا يتعصَّب مع أي فرقة؛ بل وجدناه يعلن الكفر بالتعدديّة المذهبيّة والحزبيّة في دين الله، ويدعو إلى اتّباع كتاب الله وسنة رسوله الحقّ، ويدعو علماء المسلمين وأمّتهم إلى الاحتكام إلى الله وحده لا شريك له، وقال ناصر: فما على ناصر محمد إلا أن يأتيكم بحكم الله مما تنزّل على محمدٍ رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلم- إن كنتم مؤمنين بما أُنزل على محمدٍ رسول الله خاتم الأنبياء والمرسلين صلّى الله عليه وآله وسلم".
فذلكم منطق أولي الألباب منكم خير الدواب، وأما أشرهم فسوف نجدهم صمٌّ بكمٌّ عميٌّ فهم لا يعقلون ولا يسمحون لأنفسهم أن يتفكروا في البيان الحقّ للقرآن ويصدّون عن اتّباع ناصر محمد اليماني صدوداً شديداً، أولئك سيلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون. وهل تدرون لماذا؟ وذلك لأنهم يصدّون الناس عن اتّباع آيات الله وليس عن اتّباع ناصر محمد اليماني فما جاءهم ناصر محمد بكتابٍ جديدٍ وإنّما يبيّن للناس هذا القرآن العظيم، فما ظنّكم بمن علم بالحقّ فكتمه وأبَى الاعتراف بالحقّ وصدّ عنه صدوداً؟ فما موقفه عند ربّه؟ فليتذكر قول الله تعالى: { إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَىٰ مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَـٰئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّـهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ ﴿١٥٩﴾ إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَـٰئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ﴿١٦٠﴾} صدق الله العظيم [البقرة].
ولسوف يأتي يومٌ يلعن بعضهم بعضاً، أي يلعنُ العلماءَ التابعون لهم لكونهم أضلّوهم حسب فتواهم أنّ ناصر محمد اليماني على ضلالٍ مبينٍ، ولن يغني عنهم علماؤهم من الله شيئاً. وما أشبه الليلة بالبارحة فما حدث في عصر بعث الأنبياء كذلك يحدث في عصر بعث المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّهم! فليتذكروا قول الله تعالى:
{قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا أَنَحْنُ صَدَدْنَاكُمْ عَنِ الْهُدَىٰ بَعْدَ إِذْ جَاءَكُم ۖ بَلْ كُنتُم مُّجْرِمِينَ (32) وَقَالَ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ إِذْ تَأْمُرُونَنَا أَن نَّكْفُرَ بِاللَّهِ وَنَجْعَلَ لَهُ أَندَادًا ۚ وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ وَجَعَلْنَا الْأَغْلَالَ فِي أَعْنَاقِ الَّذِينَ كَفَرُوا ۚ هَلْ يُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (33) وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُم بِهِ كَافِرُونَ (34) وَقَالُوا نَحْنُ أَكْثَرُ أَمْوَالًا وَأَوْلَادًا وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ (35) قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ وَيَقْدِرُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (36) وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُم بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِندَنَا زُلْفَىٰ إِلَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَٰئِكَ لَهُمْ جَزَاءُ الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُوا وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ (37) وَالَّذِينَ يَسْعَوْنَ فِي آيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ أُولَٰئِكَ فِي الْعَذَابِ مُحْضَرُونَ (38) قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ ۚ وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ ۖ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (39)}
صدق الله العظيم [سبأ].
وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
أخوكم؛ الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
___________
جميع الحقوق ® محفوظة لجميع المسلمين في الأرض.