Admin
14-06-2017, 04:43 PM
- 1 -
[ لمتابعة رابط المشاركــــــــة الأصليّة للبيان ] (https://mahdialumma.online/showthread.php?p=261133)
https://mahdialumma.online/showthread.php?p=261133 (https://mahdialumma.online/showthread.php?p=261133)
الإمام ناصر محمد اليماني
19 – رمضان - 1438 هـ
14 – 06 – 2017 مـ
03:51 مساءًا
( بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى )
___________________
ردّ الإمام المهديّ إلى علي بن علي، ومرةً ثانية لن أجادلك إلا باسمك الرباعي وصورتك الحقّ ..
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على كافة الأنبياء والمرسلين من أوّلهم إلى خاتمهم محمد رسول الله وآلهم وجميع المؤمنين، أمّا بعد..
وأقول يا علي بن علي مرةً ثانية لن أجادلك إلا باسمك الرباعي وصورتك الحقّ، غير أني أراك تريد أن تلبس الحقّ بالباطل في زكاة العشر من الذهب وقد حاولتَ سرقة المعلومات هاتفيّاً أو أحدٌ عن طريقك فلم نُفِدْكَ بشيءٍ إلا بما قد كتبناه، وكنت تحاول أن تفهم الأوزان القديمة وتسمياتها ولم نفتِك كونه لم يتمّ تنزيلها بعد في بيانٍ. فمن ثمّ نقيم عليك الحجّة بالحقّ ونقول:
لو كنت تريد الحقّ فلماذا تترك كافة الزكوات الأُخَر كونها كذلك العشر هو فرض الزكاة في الأنعام والثمار؟ وعلى سبيل المثال زكاة الحبوب ففي العشرة الأقداح قدحٌ؛ أيْ القدح العاشر فهو العشر. وفي العشرون القدح كيسٌ بمعيار قدحين، كون العشرون قدحاً تعادل عشرة أكياسٍ من حبوب القمح أو غيره، بمعنى أنّ زكاتُها الكيسَ العاشر.
وبالنسبة لنصاب الأنعام، فنصابها العشر سواء في البقر أو في المعز أو الضأن أو الإبل فنصابها كذلك العشر، ونصابها بالحول وليس حين حصادها.
وبالنسبة للأوزان، فلكلّ أمّةٍ تسمياتها فكانت العرب تسمّي الملّي بالنّقير، وأما الجرام فيسمونه قطمير، وأما الكيلو جرام فيسمونه قنطارًا. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَإِنْ أَرَدْتُمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَكَانَ زَوْجٍ وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنْطَارًا فَلا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئًا أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا ( 20 ) وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا ( 21 )} صدق الله العظيم [النساء].
ولذلك جاء ثقل الأوزان الثلاثة في الكتاب ومنها قول الله تعالى: {أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِنَ الْمُلْكِ فَإِذًا لَا يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيرًا} صدق الله العظيم [النساء:53]، وهو ما يسمونه اليوم بالملّي.
وأما جنيه الذهب فكانوا يسمّونه ديناراً، وأمّا عملة الفضة فيسمونها درهماً. والذي يهمنا هو العشر من الذهب أو الفضة، وكذلك ذَكَرَ الكتابُ مثقالَ الذرة التي لا تَرى بالعين المجردة وتتكون منها جزيئات الكون. تصديقاً لقول الله تعالى: {قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ ۖ لَا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِن شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُم مِّن ظَهِيرٍ (22)} صدق الله العظيم [سبأ].
وحتى لا نخرج عن الموضوع فما يهمّنا هو العشر سواء في الذهب أو الفضة أو في الأنعام أو في الحبوب أو في الخضروات، وليست دقتها شرطاً في الوزن كون ذلك يعود بحسب ما لدى الأمّة من تقنية دقّة الأوزان، فلا يكلف الله نفساً إلا وسعها؛ بل قدر المستطاع. وعلى سبيل المثال لدى أحدكم مائة غرسة من أعنابٍ وجاء حصادها فعدّ صاحب جنّة الأعناب منها عشرة غرساتٍ عدداً، أي عشرةٌ من الأشجار التي يراها من الشجر المحمّلة بالعنب، أي المحملة بالعنب وليس أردَؤها. فمن ثم قطفها للمساكين من أصحاب قريته وباع الأُخَر للمقتدرين كون الخضروات تتلف لو تمّ تسليمها لبيت مال المسلمين. وربّما يودّ أحد السائلين أن يقول: "ولماذا الشرط أن تكون من الشجر المحمّلات بالعنب؟". فمن ثم نكتفي بالردّ عليه بقول الله تعالى: {لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّىٰ تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ (92)} صدق الله العظيم [آل عمران].
ويا أخي الكريم إن كنت باحثاً عن الحقّ فانظر إلى نفسك فهل تريد الحقّ وتتمنى اتّباعه؟ فحتماً سيبصرك الله بالحقّ. وأمّا إذا كنت تبحث عن ثغراتٍ تظنّها فسوف تقع في الفخ ولن يهديك الله أبداً، فأصدق الله يصدقك، وأعلم أنّ الله يعلم ما في نفسك فاحذره. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ ۚ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ (235)} صدق الله العظيم [البقرة]. كونك ترى علم الإمام المهديّ المنتظَر بحراً هادراً غير أنه بحرٌ عذْبٌٌ سائغٌ شرابه وليس ملحاً أجاجاً، ويجري من منبعه بإذن الله إلى ما يشاء الله! ولا ننتقص من حقّ العلماء فلديهم شيءٌ من الحقّ وباطلٌ ما أنزل الله به من سلطانٍ، فهو مختلطٌ حقٌ وباطلٌ، ولكن الإمام المهديّ بحرٌ علمُه؛ بحراً عذباً جميعه؛ خيرٌ كثيرٌ وصافٍّ مصفّى كمثل قول الله تعالى: {وَمَا يَسْتَوِي الْبَحْرَانِ هَٰذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ سَائِغٌ شَرَابُهُ وَهَٰذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ ۖ وَمِن كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا ۖ وَتَرَى الْفُلْكَ فِيهِ مَوَاخِرَ لِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (12) يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُّسَمًّى ۚ ذَٰلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ ۚ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِن قِطْمِيرٍ (13)} صدق الله العظيم [فاطر].
ونعود ونقول فما يهمنا في هذا البيان هو العشر العاشر من كلّ ما كان فيه نصابٌ، فمن ثم نأتي إلى بيان قول الله تعالى: {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (34) يَوْمَ يُحْمَىٰ عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَىٰ بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ ۖ هَٰذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ (35)} صدق الله العظيم [التوبة].
والسؤال الذي يطرح نفسه: فهل أمركم الله بإنفاق أموالكم جميعها حتى يقول الله تعالى: {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (34) يَوْمَ يُحْمَىٰ عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَىٰ بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ ۖ هَٰذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ (35)} صدق الله العظيم؟ فتدبرْ {يُنفِقُونَهَا}؛ أي ينفقونها جميعاً، ولكن الله لم يأمركم إلا بإنفاق العشر من المُدَّخر. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ (24) لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ (25)} صدق الله العظيم [المعارج].
وبما أنّ المعلوم العشر تصديقاً لقول الله تعالى: {مَن جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا ۖ وَمَن جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَىٰ إِلَّا مِثْلَهَا وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (160)} صدق الله العظيم [الأنعام]، فلا تناقض في كتاب الله يا علي، فلو لم تؤمن بهذه الآية فأتحداك أن تبين لنا المقصود من قول الله تعالى:
{وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (34) يَوْمَ يُحْمَىٰ عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَىٰ بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ ۖ هَٰذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ (35)} صدق الله العظيم [التوبة].
فهل أمركم الله أمراً جبريّاً أن تنفقوا أموالكم جميعها؟ والجواب في محكم الكتاب في قول الله تعالى: {وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ (24) لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ (25)} صدق الله العظيم [المعارج]. إذاً فكم المعلوم؟ والجواب: فلا بدّ حتماً أن يكون العشر لا ينقص ولا يزيد فرض الزكاة، فإذا أنفق العشر فبما أنّ الحسنة الفرضيّة بعشر أمثالها فكأنما أنفق ماله كلّه، فلو أنفق عشرة جرامات من كلّ مائة جرام من الذهب أو الفضة وبما أنّ الحسنة بعشر أمثالها فسوف تُكتب له كأنّه أنفق المائة الجرام كلّها. وذلك هو البيان الحق لقول الله تعالى: {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (34) يَوْمَ يُحْمَىٰ عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَىٰ بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ ۖ هَٰذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ (35)} صدق الله العظيم [التوبة].
وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
خليفة الله وعبده الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
_________________
[ لمتابعة رابط المشاركــــــــة الأصليّة للبيان ] (https://mahdialumma.online/showthread.php?p=261133)
https://mahdialumma.online/showthread.php?p=261133 (https://mahdialumma.online/showthread.php?p=261133)
الإمام ناصر محمد اليماني
19 – رمضان - 1438 هـ
14 – 06 – 2017 مـ
03:51 مساءًا
( بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى )
___________________
ردّ الإمام المهديّ إلى علي بن علي، ومرةً ثانية لن أجادلك إلا باسمك الرباعي وصورتك الحقّ ..
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على كافة الأنبياء والمرسلين من أوّلهم إلى خاتمهم محمد رسول الله وآلهم وجميع المؤمنين، أمّا بعد..
وأقول يا علي بن علي مرةً ثانية لن أجادلك إلا باسمك الرباعي وصورتك الحقّ، غير أني أراك تريد أن تلبس الحقّ بالباطل في زكاة العشر من الذهب وقد حاولتَ سرقة المعلومات هاتفيّاً أو أحدٌ عن طريقك فلم نُفِدْكَ بشيءٍ إلا بما قد كتبناه، وكنت تحاول أن تفهم الأوزان القديمة وتسمياتها ولم نفتِك كونه لم يتمّ تنزيلها بعد في بيانٍ. فمن ثمّ نقيم عليك الحجّة بالحقّ ونقول:
لو كنت تريد الحقّ فلماذا تترك كافة الزكوات الأُخَر كونها كذلك العشر هو فرض الزكاة في الأنعام والثمار؟ وعلى سبيل المثال زكاة الحبوب ففي العشرة الأقداح قدحٌ؛ أيْ القدح العاشر فهو العشر. وفي العشرون القدح كيسٌ بمعيار قدحين، كون العشرون قدحاً تعادل عشرة أكياسٍ من حبوب القمح أو غيره، بمعنى أنّ زكاتُها الكيسَ العاشر.
وبالنسبة لنصاب الأنعام، فنصابها العشر سواء في البقر أو في المعز أو الضأن أو الإبل فنصابها كذلك العشر، ونصابها بالحول وليس حين حصادها.
وبالنسبة للأوزان، فلكلّ أمّةٍ تسمياتها فكانت العرب تسمّي الملّي بالنّقير، وأما الجرام فيسمونه قطمير، وأما الكيلو جرام فيسمونه قنطارًا. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَإِنْ أَرَدْتُمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَكَانَ زَوْجٍ وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنْطَارًا فَلا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئًا أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا ( 20 ) وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا ( 21 )} صدق الله العظيم [النساء].
ولذلك جاء ثقل الأوزان الثلاثة في الكتاب ومنها قول الله تعالى: {أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِنَ الْمُلْكِ فَإِذًا لَا يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيرًا} صدق الله العظيم [النساء:53]، وهو ما يسمونه اليوم بالملّي.
وأما جنيه الذهب فكانوا يسمّونه ديناراً، وأمّا عملة الفضة فيسمونها درهماً. والذي يهمنا هو العشر من الذهب أو الفضة، وكذلك ذَكَرَ الكتابُ مثقالَ الذرة التي لا تَرى بالعين المجردة وتتكون منها جزيئات الكون. تصديقاً لقول الله تعالى: {قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ ۖ لَا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِن شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُم مِّن ظَهِيرٍ (22)} صدق الله العظيم [سبأ].
وحتى لا نخرج عن الموضوع فما يهمّنا هو العشر سواء في الذهب أو الفضة أو في الأنعام أو في الحبوب أو في الخضروات، وليست دقتها شرطاً في الوزن كون ذلك يعود بحسب ما لدى الأمّة من تقنية دقّة الأوزان، فلا يكلف الله نفساً إلا وسعها؛ بل قدر المستطاع. وعلى سبيل المثال لدى أحدكم مائة غرسة من أعنابٍ وجاء حصادها فعدّ صاحب جنّة الأعناب منها عشرة غرساتٍ عدداً، أي عشرةٌ من الأشجار التي يراها من الشجر المحمّلة بالعنب، أي المحملة بالعنب وليس أردَؤها. فمن ثم قطفها للمساكين من أصحاب قريته وباع الأُخَر للمقتدرين كون الخضروات تتلف لو تمّ تسليمها لبيت مال المسلمين. وربّما يودّ أحد السائلين أن يقول: "ولماذا الشرط أن تكون من الشجر المحمّلات بالعنب؟". فمن ثم نكتفي بالردّ عليه بقول الله تعالى: {لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّىٰ تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ (92)} صدق الله العظيم [آل عمران].
ويا أخي الكريم إن كنت باحثاً عن الحقّ فانظر إلى نفسك فهل تريد الحقّ وتتمنى اتّباعه؟ فحتماً سيبصرك الله بالحقّ. وأمّا إذا كنت تبحث عن ثغراتٍ تظنّها فسوف تقع في الفخ ولن يهديك الله أبداً، فأصدق الله يصدقك، وأعلم أنّ الله يعلم ما في نفسك فاحذره. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ ۚ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ (235)} صدق الله العظيم [البقرة]. كونك ترى علم الإمام المهديّ المنتظَر بحراً هادراً غير أنه بحرٌ عذْبٌٌ سائغٌ شرابه وليس ملحاً أجاجاً، ويجري من منبعه بإذن الله إلى ما يشاء الله! ولا ننتقص من حقّ العلماء فلديهم شيءٌ من الحقّ وباطلٌ ما أنزل الله به من سلطانٍ، فهو مختلطٌ حقٌ وباطلٌ، ولكن الإمام المهديّ بحرٌ علمُه؛ بحراً عذباً جميعه؛ خيرٌ كثيرٌ وصافٍّ مصفّى كمثل قول الله تعالى: {وَمَا يَسْتَوِي الْبَحْرَانِ هَٰذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ سَائِغٌ شَرَابُهُ وَهَٰذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ ۖ وَمِن كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا ۖ وَتَرَى الْفُلْكَ فِيهِ مَوَاخِرَ لِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (12) يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُّسَمًّى ۚ ذَٰلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ ۚ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِن قِطْمِيرٍ (13)} صدق الله العظيم [فاطر].
ونعود ونقول فما يهمنا في هذا البيان هو العشر العاشر من كلّ ما كان فيه نصابٌ، فمن ثم نأتي إلى بيان قول الله تعالى: {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (34) يَوْمَ يُحْمَىٰ عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَىٰ بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ ۖ هَٰذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ (35)} صدق الله العظيم [التوبة].
والسؤال الذي يطرح نفسه: فهل أمركم الله بإنفاق أموالكم جميعها حتى يقول الله تعالى: {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (34) يَوْمَ يُحْمَىٰ عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَىٰ بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ ۖ هَٰذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ (35)} صدق الله العظيم؟ فتدبرْ {يُنفِقُونَهَا}؛ أي ينفقونها جميعاً، ولكن الله لم يأمركم إلا بإنفاق العشر من المُدَّخر. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ (24) لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ (25)} صدق الله العظيم [المعارج].
وبما أنّ المعلوم العشر تصديقاً لقول الله تعالى: {مَن جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا ۖ وَمَن جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَىٰ إِلَّا مِثْلَهَا وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (160)} صدق الله العظيم [الأنعام]، فلا تناقض في كتاب الله يا علي، فلو لم تؤمن بهذه الآية فأتحداك أن تبين لنا المقصود من قول الله تعالى:
{وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (34) يَوْمَ يُحْمَىٰ عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَىٰ بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ ۖ هَٰذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ (35)} صدق الله العظيم [التوبة].
فهل أمركم الله أمراً جبريّاً أن تنفقوا أموالكم جميعها؟ والجواب في محكم الكتاب في قول الله تعالى: {وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ (24) لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ (25)} صدق الله العظيم [المعارج]. إذاً فكم المعلوم؟ والجواب: فلا بدّ حتماً أن يكون العشر لا ينقص ولا يزيد فرض الزكاة، فإذا أنفق العشر فبما أنّ الحسنة الفرضيّة بعشر أمثالها فكأنما أنفق ماله كلّه، فلو أنفق عشرة جرامات من كلّ مائة جرام من الذهب أو الفضة وبما أنّ الحسنة بعشر أمثالها فسوف تُكتب له كأنّه أنفق المائة الجرام كلّها. وذلك هو البيان الحق لقول الله تعالى: {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (34) يَوْمَ يُحْمَىٰ عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَىٰ بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ ۖ هَٰذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ (35)} صدق الله العظيم [التوبة].
وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
خليفة الله وعبده الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
_________________