Admin
06-01-2012, 08:53 AM
الإمام ناصر محمد اليماني
12 - 02 - 1433 هـ
06 - 01 - 2012 مـ
07:19 صباحاً
[ لمتابعة رابط المشاركة الأصليّة للبيان ]
(https://mahdialumma.online/showthread.php?p=31180)https://mahdialumma.online/showthread.php?p=31180 (https://mahdialumma.online/showthread.php?p=31180)
ــــــــــــــــــ
ردود الأنصار تبعث في قلب المهدي المنتظَر السرور في عصر الحوار من قبل الظهور ..
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدّي محمد رسول الله وآله الأطهار وعلى قومٍ من الرجال والإناث في كلِّ زمانٍ ومكانٍ، الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدّلوا تبديلاً.
ويا حبيب قلبي (أبو محمد الكعبي) رضي الله عنك وعن إخوتك الأنصار السابقين الأخيار في عصر الحوار من قبل الظهور، وإنّي أراك تنهاهم عن كتابة مشاركاتهم بحجة أنّ الحوار خاص بين مسلم أمازيقي والإمام المهدي، ولكن الإمام المهدي يخالفك الرأي وأقول: ألا والله إنّ قراءة مشاركات أنصاري الموقنين بدعوة الحقّ من ربّهم لهي متعةٌ إلى نفسي وتخفف على قلبي الهمَّ والغم وتفرح قلبي فرحاً كبيراً وتجعلني مسروراً، كوني أرى أحبّتي الأنصار السابقين الأخيار في عصر الحوار من قبل الظهور ما زادهم مكر الذين يصدّون عن اتّباع الذِّكر إلا إيماناً وتثبيتاً، فكم ألقى الله في قلب الإمام المهدي عظيم حبّكم في الله! وأشهد لله أنّ أحباب الرحمن المقرّبين من أنصار المهديّ المنتظَر في عصر الحوار من قبل الظهور قومٌ يحبّهم الله ويحبّونه سوف يجدون في أنفسهم أنّهم يحبّون بعضهم بعضاً أشدّ من حبّهم لإخوانهم أبناء آبائهم وأمهاتهم إلا من اتَّبع نهجهم من إخوانهم، والأعجب من ذلك أنّهم يحبّون بعضهم بعضاً أعظم من حبّهم لإخوانهم برغم أنّهم لا يعرفون بعضهم بعضاً ولا تربط بينهم صلةٌ ولا أرحامٌ ولا أنسابٌ إلا قليلٌ منهم، بل هم من مناطق شتى في العالمين لا تربط بينهم أرحامٌ ولا صحبةٌ ولا نسبٌ ولا صهرٌ ولا يعرفون بعضهم بعضاً ولكنّهم اجتمعوا على محبة الله فأحبّهم وألّف بين قلوبهم، ولو أنفق الإمام المهدي ما في الأرض جميعاً ما ألَّف بين قلوبهم ولكنّ الله ألَّف بينهم فأصبحوا بنعمة الله إخواناً متحابّين في الله حبّاً عظيماً نظراً للحبّ الأعظم في قلوبهم لربّهم أحبّ شيء إلى أنفسهم؛ أولئك هم القوم الذين وعد الله بهم في محكم كتابه بعد أن يرتدّ المؤمنون عن دينهم فيعرضوا عن اتِّباع كتاب الله وسُنَّة رسوله الحقّ حين يدعوهم الإمام المهدي إلى اتّباع كتاب الله وسُنّة رسوله الحقّ ويدعوهم للاحتكام إلى كتاب الله ولم يشترط عليهم إلا شرطاً واحداً وهو أن يرتضوا بالله حَكَماً بينهم فيما كانوا فيه يختلفون، فيستنبط لهم الإمام المهدي حُكم الله من محكم كتاب الله المحفوظ من التحريف القرآن العظيم، فإذا علماء المسلمين وأتباعهم من أمّتهم معرضون ممّن أظهرهم الله على دعوة الإمام المهدي (ن) بالقلم الصامت في عصر الحوار من قبل الظهور، ألا والله إنّ الذين أعرضوا عن دعوة الاحتكام إلى كتاب الله أنّهم قد ارتدّوا عن دينهم الحقّ واتّبعوا الباطل بسبب افتراء شياطين البشر الذين يُظهرون الإيمان ويُبطنون الكفر؛ الذين قاتلوا المؤمنين بسيف النفاق والافتراء على الله ورسوله حتى ردّوهم من بعد إيمانهم كافرين بما أُنزل على محمد - صلّى الله عليه وآله وسلّم - واتّبعوا كل ما يخالف لما أنزله الله على رسوله ويحسبون أنّهم مهتدون بسبب أنّ الكفار صدّوهم عن سبيل الله بالافتراء على الله ورسوله، تصديقاً لقول الله تعالى: {يُرْضُونَكُم بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَىٰ قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ ﴿٨﴾ اشْتَرَوْا بِآيَاتِ اللَّـهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَصَدُّوا عَن سَبِيلِهِ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿٩﴾} صدق الله العظيم [التوبة].
ولم يصدّوا عن اتّباع آيات الله بسيف القتال بل بسيف النفاق الأشدّ خطراً على المؤمنين من ضرب السيوف، وقال الله تعالى: {اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّهُمْ سَاء مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} صدق الله العظيم [المنافقون:2].
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تُطِيعُوا فَرِيقًا مِّنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ ﴿١٠٠﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تُطِيعُوا الَّذِينَ كَفَرُوا يَرُدُّوكُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ فَتَنقَلِبُوا خَاسِرِينَ ﴿١٤٩﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].
وأولئك من شياطين البشر من اليهود من الذين يُظهرون الإيمان ويُبطنون الكفر والمكر والصدّ عن الذكر والصدّ عمّن اتّبع رضوان الله كونهم لرضوان الله كارهون، فهم ينقمون ممّن آمن بالله فهم لله كارهون فكرهوا رضوانه، وتجدنّهم أشدّ عداوةً للذين آمنوا في كلِّ زمانٍ ومكانٍ. والأشدّ منهم خطراً فريقٌ منهم يُظهرون الإيمان ويُبطنون الكفر والمكر ويتلقّون الوحي من الشياطين عن كيفيّة الافتراء على الله ورسوله حتى يجادل الحقّ به الذين أطاعوا افتراءهم من المؤمنين فأشركوا بالله كون دعوة شياطين الجنّ والإنس يدعون للإشراك بالله بطرق خفيّةٍ، تصديقاً لقول الله تعالى: {وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَآئِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:121].
وكذلك حذّر الله أهل الكتاب من النصارى من اتّباع فريقٍ من اليهود يُظهرون أنّهم مؤمنون بالمسيح عيسى ابن مريم - صلّى الله عليه وآله وسلّم - ومن ثمّ يبالغون فيه وفي أمّه بغير الحقّ حتى يشرك بالله أهل الكتاب من النصارى، ولذلك حذَّر الله النصارى من اتِّباع أهواء قومٍ يُظهرون الإيمان بالمسيح عيسى ابن مريم ويُبطنون الكفر والمكر، وقال الله تعالى: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِن قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلُّوا عَن سَوَاءِ السَّبِيلِ ﴿٧٧﴾} صدق الله العظيم [المائدة].
كونهم يضلّون عن طريق الحقّ بتعمّدٍ ويحرّفون كلام الله من بعد ما عقلوه ويفترون على الله الكذب وهم يعلمون، ولكنّهم استطاعوا أن يردّوا النصارى والمسلمين عن دينهم الحقّ، وجعلوهم يبالغون في أنبياء الله ويعتقدون بشفاعتهم وبأولياء الله الصالحين بين يدي الله، حتى ردّوهم من بعد إيمانهم كافرين بما أنزل الله في محكم كتابه: {وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُوا إِلَىٰ رَبِّهِمْ ۙ لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ﴿٥١﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].
بل تجدون اللهَ يُخاطب في محكم الكتاب المؤمنين المنتظرين للشفاعة بين يدي ربّهم، وقال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لَّا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ ۗ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴿٢٥٤﴾} [البقرة].
وقال الله تعالى: {وَاتَّقُوا يَوْمًا لَّا تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئًا وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلَا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلَا هُمْ يُنصَرُونَ ﴿٤٨﴾} [البقرة].
وقال الله تعالى: {يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِن قَبْلُ قَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ فَهَل لَّنَا مِن شُفَعَاءَ فَيَشْفَعُوا لَنَا أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ ۚ قَدْ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ} [الأعراف:53].
وقال الله تعالى: {وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَـٰؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللَّـهِ ۚ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّـهَ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ ۚ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴿١٨﴾} [يونس].
وقال الله تعالى: {وَمَا نَرَىٰ مَعَكُمْ شُفَعَاءَكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَاءُ ۚ لَقَد تَّقَطَّعَ بَيْنَكُمْ وَضَلَّ عَنكُم مَّا كُنتُمْ تَزْعُمُونَ} [الأنعام:94].
وقال الله تعالى: {وَلَمْ يَكُن لَّهُم مِّن شُرَكَائِهِمْ شُفَعَاءُ وَكَانُوا بِشُرَكَائِهِمْ كَافِرِينَ ﴿١٣﴾} [الروم].
وقال الله تعالى: {وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُوا إِلَىٰ رَبِّهِمْ ۙ لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ﴿٥١﴾} [الأنعام].
وقال الله تعالى: {وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَعِبًا وَلَهْوًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا ۚ وَذَكِّرْ بِهِ أَن تُبْسَلَ نَفْسٌ بِمَا كَسَبَتْ لَيْسَ لَهَا مِن دُونِ اللَّـهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ} [الأنعام:70].
وقال الله تعالى: {اللَّـهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ ۖ مَا لَكُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ ۚ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ ﴿٤﴾} [السجدة].
وقال الله تعالى: {قُل لِّلَّـهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا ۖ لَّهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴿٤٤﴾} صدق الله العظيم [الزمر].
ولكنّ أصحاب عقيدة الشفاعة يتبيّن لهم أنّ المجرمين أضلّوهم بعقيدة شفاعة العبيد بين يدي الربّ المعبود حتى إذا أُلقي بهم في نار جهنّم بسبب عقيدة الشفاعة بين يدي الله قالوا: {وَمَا أَضَلَّنَا إِلَّا الْمُجْرِمُونَ ﴿٩٩﴾ فَمَا لَنَا مِن شَافِعِينَ ﴿١٠٠﴾ وَلَا صَدِيقٍ حَمِيمٍ ﴿١٠١﴾} صدق الله العظيم [الشعراء].
ألا والله إنّ هذه الآيات البيّنات لمِن آيات الكتاب المحكمات؛ من آيات أمّ الكتاب الأساسية لعقيدة المؤمنين، لذلك جعلهن الله من آيات أمّ الكتاب البيّنات لعلماء الأمّة وعامة المسلمين، ولكنَّ الذين في قلوبهم زيغٌ عن الحقّ يذروهنَّ وراء ظهورهم وكأنّهم لا يعلمون بهنّ فيتّبعون آيات الكتاب المتشابهات في ذكر تحقيق الشفاعة من الله الذي له الشفاعة جميعاً وليست الشفاعة لأحد من دونه، تصديقاً لقول الله تعالى: {قُل لِّلَّـهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا ۖ لَّهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴿٤٤﴾} صدق الله العظيم [الزمر].
ولربّما يودّ أن يقاطعني من الذين لا يؤمنون بالله إلا وهم به مشركون عباده المقربين، فيقول: "وكيف يشفع الله لعباده عند نفسه؟". ومن ثمّ يردّ عليه الإمام المهدي وأقول: تشفع رحمته في نفسه من عذابه كون الله هو أرحم الراحمين، فكيف يشفع لكم بين يدي الله عبدٌ وهو أرحم بعباده من عبده! أفلا تذكّرون؟ ويا قوم والله الذي لا إله غيره لا يجرؤ عبدٌ أن يشفع لأحدٍ من عباده، أفلا تعلمون أنّ محمداً رسول الله كان جالساً مع صحابته المكرّمين فقال أحدهم: "يا رسول الله إذا كان الوالد من أولياء الله وولده كافر، فهل يشفع الوالد لولده عند ربّه أو المولود سيشفع لأبيه؟" ومن ثم نزل جبريل عليه الصلاة والسلام بالجواب المحكم على السائل من ربّ العالمين وقال: قال الله تعالى: {لَن تَنفَعَكُمْ أَرْحَامُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ ۚ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَفْصِلُ بَيْنَكُمْ ۚ وَاللَّـهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ﴿٣﴾} صدق الله العظيم [الممتحنة]. ومن ثم تفاجأ الصحابة عليهم الصلاة والسلام بصرخة محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ينادي: "يا فاطمة بنت محمد" (عليه الصلاة والسلام) بصوت مرتفع ما قط ناداها بذلك الصوت المرتفع حتى أفزعها فزعاً شديداً وخشيَتْ أن مكروهاً أصاب أباها، وجاءت تجري إلى وراء الحجاب وهي تقول: لبيك أبتي لبيك أبتي. ومن ثم قال لها عليه الصلاة والسلام: [اعملي فلا أغني عنك من الله شيئاً]. وقال ذلك بحضور صحابته المكرّمين ليكونوا شهداء بالحقّ، فإذا كان لا يجرؤ محمدٌ رسولُ الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - أن يشفع لابنته فلِذة كبده، فكيف إذاً يتجرَّأ أن يشفع لأُمَّته؟ فاتقوا الله يا عباد الله المؤمنين.
ويا معشر المسلمين الذين فرَّقوا دينهم شيعاً بسبب اختلاف أئِمّتهم، وكل حزبٍ بما لديهم من العلم فرحون برغم أنّ أكثر علمهم من عند غير الله ويحسبون أنّهم مهتدون، وكلّ طائفةٍ يقولون نحن النّاجون من عذاب الله فنحن الطائفة الناجيّة والأخرى في النار ونحن الآمنون من عذاب الله! ومن ثمّ يردّ عليكم الإمام ناصر محمد اليماني وأقول لكم: تعالوا لنعلمكم عن الطائفة الذين لهم الأمن من عذاب الله تجدونهم في محكم كتاب الله في قول الله تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُولَـٰئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ ﴿٨٢﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].
ولربّما يودّ أن يقاطعني من الذين ظلموا أنفسهم بظلم الشرك بسبب عقيدة الشفاعة المفتراة بين يدي الله فيقول: "يا ناصر محمد لقد سفَّهت أحلامنا بنفي شفاعة الأنبياء والأولياء بين يدي الله، فهل عقيدة الشفعاء بين يدي الله عقيدةٌ مفتراةٌ؟" ومن ثمّ يردّ عليه الإمام ناصر محمد اليماني وأقول: قد أخبركم الله عن قول من هو على شاكلتكم، والجواب عليكم: {فَهَل لَّنَا مِن شُفَعَاءَ فَيَشْفَعُوا لَنَا أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ ۚ قَدْ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ} صدق الله العظيم [الأعراف:53].
فلا تظلموا أنفسكم بالشرك بالله فتذكّروا قول الله تعالى: {إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} صدق الله العظيم [لقمان:13].
{إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} صدق الله العظيم [النساء:48].
{يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ ﴿٨٨﴾ إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّـهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ﴿٨٩﴾} صدق الله العظيم [الشعراء].
{وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُم بِاللَّـهِ إِلَّا وَهُم مُّشْرِكُونَ ﴿١٠٦﴾} صدق الله العظيم [يوسف]، وذلك بسبب المبالغة في عباد الله المقرّبين ولسوف يكفرون بعبادتهم فيكونون عليهم ضداً، تصديقاً لقول الله تعالى: {وَاتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّـهِ آلِهَةً لِّيَكُونُوا لَهُمْ عِزًّا ﴿٨١﴾ كَلَّا ۚ سَيَكْفُرُونَ بِعِبَادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا ﴿٨٢﴾} صدق الله العظيم [مريم].
ولربّما يودّ أحد الإخوان الشيعة من الذين يقولون يا علي ويا حسين ظناً منهم أنّهم يسمعونهم ويريدون أن يذكّرونهم أن يشفعوا لهم بين يدي الله فيقاطعني فيقول: "يا ناصر محمد، فهل يسمعنا جدك الإمام علي وأبوك الإمام الحسين عليهم الصلاة والسلام حين نناديهم من دون الله ليشفعوا لنا بين يدي الله؟". ومن ثم يترك الإمام ناصر محمد اليماني الردّ على الشيعة من الله مباشرة: {إِن تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ ۖ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ ۚ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ ﴿١٤﴾} صدق الله العظيم [فاطر].
ولربّما يودّ أن يقاطعني أحد الإخوان السُّنَّة فيقول: "الحمد لله فنحن أهل السُّنّة لا ننادي آل البيت من دون الله، ولا نقول أنهم شفعاؤنا بين يدي الله إلا محمداً رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - ننتظر شفاعته بين يدي الله، كونه قال: أنا لها". ومن ثمّ يردّ على أهل السُّنة والجماعة الإمام المهدي وأقول: إذاً وما الفرق بينكم وبين الشيعة ما دمتم اعتقدتم بشفاعة الأنبياء بين يدي الربّ المعبود ولم يُفتِ قط نبيٌّ ولا رسولٌ بشفاعتهم لأمّتهم بين يدي ربّهم؟ ومن ثم يخاطب الله الأنبياء: هل أفتيتم بشفاعتكم لأُمّتكم بين يدي ربّكم؟ وقال الله تعالى: {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ فَيَقُولُ أَأَنتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبَادِي هَـٰؤُلَاءِ أَمْ هُمْ ضَلُّوا السَّبِيلَ ﴿١٧﴾ قَالُوا سُبْحَانَكَ مَا كَانَ يَنبَغِي لَنَا أَن نَّتَّخِذَ مِن دُونِكَ مِنْ أَوْلِيَاءَ وَلَـٰكِن مَّتَّعْتَهُمْ وَآبَاءَهُمْ حَتَّىٰ نَسُوا الذِّكْرَ وَكَانُوا قَوْمًا بُورًا ﴿١٨﴾ فَقَدْ كَذَّبُوكُم بِمَا تَقُولُونَ فَمَا تَسْتَطِيعُونَ صَرْفًا وَلَا نَصْرًا ۚ وَمَن يَظْلِم مِّنكُمْ نُذِقْهُ عَذَابًا كَبِيرًا ﴿١٩﴾ وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِي الْأَسْوَاقِ ۗ وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ ۗ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيرًا ﴿٢٠﴾} صدق الله العظيم [الفرقان].
إذاً فمن اعتقد بشفاعة العبيد بين يدي الربّ المعبود فقد أشرك بالله وظلم نفسه حتى وإن كان يؤمن بالله ويصلّي ويزكّي ويصوم وحَجَّ البيت فلن يقبل الله عبادة الذين ألبسوا إيمانهم بظلم الشرك بسبب عقيدة الشفاعة؛ بل الآمنون من عذاب الله هو كل من جاء ربَّه بقلب سليم من ظلم الشرك، تصديقاً لقول الله تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:82].
أولئك هم الفريق الناجي أينما وُجِدوا، وأما الفريق الآخر فهم الذين كفروا بالله أو هم الذين لا يؤمنون بالله إلا وهم مشركون به عبادَه المقربين، فأيّ الفريقين أحقّ بالأمن؟ ولسوف تجدون السؤال من الله ويتلوه الجواب في محكم الكتاب، وقال الله تعالى: {فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (٨١) الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ (٨٢)} صدق الله العظيم [الأنعام].
ويا مسلم أمازيقي، لو كنت من الأنصار السابقين الأخيار لَما أعلنتَ خلع بيعتك فجأة للإمام المهدي ناصر محمد اليماني؛ بل كان يجب أن تلقي بالسؤال الذي أثار الريبة في نفسك لعلك تجد الجواب الشافي من الإمام المهدي، أو تحاوره حتى تقيم عليه الحجّة حتى إذا هيمنت بالعلم والسلطان المبين على الإمام المهدي ناصر محمد اليماني ومن ثم تعلن خلع بيعتك للإمام ناصر محمد اليماني بعد أن أقمت عليه حجّة العلم، وحينها قد تبيّن لك وللأنصار ضلال ناصر محمد اليماني لو كنتَ من الصادقين، ولكنّك من الكاذبين ولن تفعل، وإنّما تلك سياستكم كمثل سياسة أصحابكم منذ القدم لم تغيروها؛ {وَقَالَت طَّائِفَةٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمِنُوا بِالَّذِي أُنزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ﴿٧٢﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].
ألا والله أنّي أعرفكم من خلال لحن قولكم ولو لم أرَكم من قبل أن تعلنوا خلع بيعتكم، تصديقاً لقول الله تعالى: {أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ أَن لَّن يُخْرِجَ اللَّـهُ أَضْغَانَهُمْ ﴿٢٩﴾ وَلَوْ نَشَاءُ لَأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُم بِسِيمَاهُمْ ۚ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ ۚ وَاللَّـهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ ﴿٣٠﴾} صدق الله العظيم [محمد].
فإيّاكم يا معشر الأنصار طاعة فريقٍ من الأنصار المرتدّين عن اتّباع الحقّ من ربّهم، ومَثَلُهُم كَمَثَلِ أصحابهم من قبل لا يزيدون المؤمنين إلا خبالاً، تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آَمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ} صدق الله العظيم [آل عمران:119].
{قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآَيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ} صدق الله العظيم [آل عمران:118].
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآَيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ} صدق الله العظيم [آل عمران:118].
فتذكروا قول الله تعالى: {قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآَيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ} صدق الله العظيم. وهيهات هيهات يا أمازيقي فلن تستطيع فتنة قوم يحبّهم الله ويحبونه، ولسوف أقول لكم في شأنهم قولا بليغاً:
ألا والله أنّه من شدة إصرارهم على تحقيق النعيم الأعظم أنّه لو يخاطبهم الله سبحانه ويقول لهم: إذا لن ترضوا حتى يرضى ربّكم في نفسه فألقوا بأنفسكم في نار جهنم ومن ثم أنقذكم وأحقّق لكم النعيم الأعظم وأرضى! لرأيتَ قوماً يحبّهم الله ويحبونه ينطلقون إلى نار جهنم وهم يتسابقون أيّهم يُلقي بنفسه الأول في نار الجحيم حتى يتحقّق رضوان ربِّه في نفسه، فهم على ذلك لمن الشاهدين، ولكنّك تسفه عقولهم كيف أنّهم صدَّقوا بأنّ رضوان الله في نفسه نعيمٌ أعظم من جنته، وذلك كونك من الذين كرهوا رضوان الله فأحبط أعمالهم، ولسوف تعلمون نبأ قوم يحبّهم الله ويحبّونه الذين يغبطهم الأنبياء والشهداء، ولكنّ أكثركم يجهلون قدرهم عند ربّهم، والفضل بيد الله يؤتيه من يشاء، وإلى الله ترجع الأمور يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور.
خليفة الله وعبده؛ اليماني المنتظر الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
____________
12 - 02 - 1433 هـ
06 - 01 - 2012 مـ
07:19 صباحاً
[ لمتابعة رابط المشاركة الأصليّة للبيان ]
(https://mahdialumma.online/showthread.php?p=31180)https://mahdialumma.online/showthread.php?p=31180 (https://mahdialumma.online/showthread.php?p=31180)
ــــــــــــــــــ
ردود الأنصار تبعث في قلب المهدي المنتظَر السرور في عصر الحوار من قبل الظهور ..
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدّي محمد رسول الله وآله الأطهار وعلى قومٍ من الرجال والإناث في كلِّ زمانٍ ومكانٍ، الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدّلوا تبديلاً.
ويا حبيب قلبي (أبو محمد الكعبي) رضي الله عنك وعن إخوتك الأنصار السابقين الأخيار في عصر الحوار من قبل الظهور، وإنّي أراك تنهاهم عن كتابة مشاركاتهم بحجة أنّ الحوار خاص بين مسلم أمازيقي والإمام المهدي، ولكن الإمام المهدي يخالفك الرأي وأقول: ألا والله إنّ قراءة مشاركات أنصاري الموقنين بدعوة الحقّ من ربّهم لهي متعةٌ إلى نفسي وتخفف على قلبي الهمَّ والغم وتفرح قلبي فرحاً كبيراً وتجعلني مسروراً، كوني أرى أحبّتي الأنصار السابقين الأخيار في عصر الحوار من قبل الظهور ما زادهم مكر الذين يصدّون عن اتّباع الذِّكر إلا إيماناً وتثبيتاً، فكم ألقى الله في قلب الإمام المهدي عظيم حبّكم في الله! وأشهد لله أنّ أحباب الرحمن المقرّبين من أنصار المهديّ المنتظَر في عصر الحوار من قبل الظهور قومٌ يحبّهم الله ويحبّونه سوف يجدون في أنفسهم أنّهم يحبّون بعضهم بعضاً أشدّ من حبّهم لإخوانهم أبناء آبائهم وأمهاتهم إلا من اتَّبع نهجهم من إخوانهم، والأعجب من ذلك أنّهم يحبّون بعضهم بعضاً أعظم من حبّهم لإخوانهم برغم أنّهم لا يعرفون بعضهم بعضاً ولا تربط بينهم صلةٌ ولا أرحامٌ ولا أنسابٌ إلا قليلٌ منهم، بل هم من مناطق شتى في العالمين لا تربط بينهم أرحامٌ ولا صحبةٌ ولا نسبٌ ولا صهرٌ ولا يعرفون بعضهم بعضاً ولكنّهم اجتمعوا على محبة الله فأحبّهم وألّف بين قلوبهم، ولو أنفق الإمام المهدي ما في الأرض جميعاً ما ألَّف بين قلوبهم ولكنّ الله ألَّف بينهم فأصبحوا بنعمة الله إخواناً متحابّين في الله حبّاً عظيماً نظراً للحبّ الأعظم في قلوبهم لربّهم أحبّ شيء إلى أنفسهم؛ أولئك هم القوم الذين وعد الله بهم في محكم كتابه بعد أن يرتدّ المؤمنون عن دينهم فيعرضوا عن اتِّباع كتاب الله وسُنَّة رسوله الحقّ حين يدعوهم الإمام المهدي إلى اتّباع كتاب الله وسُنّة رسوله الحقّ ويدعوهم للاحتكام إلى كتاب الله ولم يشترط عليهم إلا شرطاً واحداً وهو أن يرتضوا بالله حَكَماً بينهم فيما كانوا فيه يختلفون، فيستنبط لهم الإمام المهدي حُكم الله من محكم كتاب الله المحفوظ من التحريف القرآن العظيم، فإذا علماء المسلمين وأتباعهم من أمّتهم معرضون ممّن أظهرهم الله على دعوة الإمام المهدي (ن) بالقلم الصامت في عصر الحوار من قبل الظهور، ألا والله إنّ الذين أعرضوا عن دعوة الاحتكام إلى كتاب الله أنّهم قد ارتدّوا عن دينهم الحقّ واتّبعوا الباطل بسبب افتراء شياطين البشر الذين يُظهرون الإيمان ويُبطنون الكفر؛ الذين قاتلوا المؤمنين بسيف النفاق والافتراء على الله ورسوله حتى ردّوهم من بعد إيمانهم كافرين بما أُنزل على محمد - صلّى الله عليه وآله وسلّم - واتّبعوا كل ما يخالف لما أنزله الله على رسوله ويحسبون أنّهم مهتدون بسبب أنّ الكفار صدّوهم عن سبيل الله بالافتراء على الله ورسوله، تصديقاً لقول الله تعالى: {يُرْضُونَكُم بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَىٰ قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ ﴿٨﴾ اشْتَرَوْا بِآيَاتِ اللَّـهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَصَدُّوا عَن سَبِيلِهِ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿٩﴾} صدق الله العظيم [التوبة].
ولم يصدّوا عن اتّباع آيات الله بسيف القتال بل بسيف النفاق الأشدّ خطراً على المؤمنين من ضرب السيوف، وقال الله تعالى: {اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّهُمْ سَاء مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} صدق الله العظيم [المنافقون:2].
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تُطِيعُوا فَرِيقًا مِّنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ ﴿١٠٠﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تُطِيعُوا الَّذِينَ كَفَرُوا يَرُدُّوكُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ فَتَنقَلِبُوا خَاسِرِينَ ﴿١٤٩﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].
وأولئك من شياطين البشر من اليهود من الذين يُظهرون الإيمان ويُبطنون الكفر والمكر والصدّ عن الذكر والصدّ عمّن اتّبع رضوان الله كونهم لرضوان الله كارهون، فهم ينقمون ممّن آمن بالله فهم لله كارهون فكرهوا رضوانه، وتجدنّهم أشدّ عداوةً للذين آمنوا في كلِّ زمانٍ ومكانٍ. والأشدّ منهم خطراً فريقٌ منهم يُظهرون الإيمان ويُبطنون الكفر والمكر ويتلقّون الوحي من الشياطين عن كيفيّة الافتراء على الله ورسوله حتى يجادل الحقّ به الذين أطاعوا افتراءهم من المؤمنين فأشركوا بالله كون دعوة شياطين الجنّ والإنس يدعون للإشراك بالله بطرق خفيّةٍ، تصديقاً لقول الله تعالى: {وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَآئِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:121].
وكذلك حذّر الله أهل الكتاب من النصارى من اتّباع فريقٍ من اليهود يُظهرون أنّهم مؤمنون بالمسيح عيسى ابن مريم - صلّى الله عليه وآله وسلّم - ومن ثمّ يبالغون فيه وفي أمّه بغير الحقّ حتى يشرك بالله أهل الكتاب من النصارى، ولذلك حذَّر الله النصارى من اتِّباع أهواء قومٍ يُظهرون الإيمان بالمسيح عيسى ابن مريم ويُبطنون الكفر والمكر، وقال الله تعالى: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِن قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلُّوا عَن سَوَاءِ السَّبِيلِ ﴿٧٧﴾} صدق الله العظيم [المائدة].
كونهم يضلّون عن طريق الحقّ بتعمّدٍ ويحرّفون كلام الله من بعد ما عقلوه ويفترون على الله الكذب وهم يعلمون، ولكنّهم استطاعوا أن يردّوا النصارى والمسلمين عن دينهم الحقّ، وجعلوهم يبالغون في أنبياء الله ويعتقدون بشفاعتهم وبأولياء الله الصالحين بين يدي الله، حتى ردّوهم من بعد إيمانهم كافرين بما أنزل الله في محكم كتابه: {وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُوا إِلَىٰ رَبِّهِمْ ۙ لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ﴿٥١﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].
بل تجدون اللهَ يُخاطب في محكم الكتاب المؤمنين المنتظرين للشفاعة بين يدي ربّهم، وقال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لَّا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ ۗ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴿٢٥٤﴾} [البقرة].
وقال الله تعالى: {وَاتَّقُوا يَوْمًا لَّا تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئًا وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلَا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلَا هُمْ يُنصَرُونَ ﴿٤٨﴾} [البقرة].
وقال الله تعالى: {يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِن قَبْلُ قَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ فَهَل لَّنَا مِن شُفَعَاءَ فَيَشْفَعُوا لَنَا أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ ۚ قَدْ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ} [الأعراف:53].
وقال الله تعالى: {وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَـٰؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللَّـهِ ۚ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّـهَ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ ۚ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴿١٨﴾} [يونس].
وقال الله تعالى: {وَمَا نَرَىٰ مَعَكُمْ شُفَعَاءَكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَاءُ ۚ لَقَد تَّقَطَّعَ بَيْنَكُمْ وَضَلَّ عَنكُم مَّا كُنتُمْ تَزْعُمُونَ} [الأنعام:94].
وقال الله تعالى: {وَلَمْ يَكُن لَّهُم مِّن شُرَكَائِهِمْ شُفَعَاءُ وَكَانُوا بِشُرَكَائِهِمْ كَافِرِينَ ﴿١٣﴾} [الروم].
وقال الله تعالى: {وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُوا إِلَىٰ رَبِّهِمْ ۙ لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ﴿٥١﴾} [الأنعام].
وقال الله تعالى: {وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَعِبًا وَلَهْوًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا ۚ وَذَكِّرْ بِهِ أَن تُبْسَلَ نَفْسٌ بِمَا كَسَبَتْ لَيْسَ لَهَا مِن دُونِ اللَّـهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ} [الأنعام:70].
وقال الله تعالى: {اللَّـهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ ۖ مَا لَكُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ ۚ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ ﴿٤﴾} [السجدة].
وقال الله تعالى: {قُل لِّلَّـهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا ۖ لَّهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴿٤٤﴾} صدق الله العظيم [الزمر].
ولكنّ أصحاب عقيدة الشفاعة يتبيّن لهم أنّ المجرمين أضلّوهم بعقيدة شفاعة العبيد بين يدي الربّ المعبود حتى إذا أُلقي بهم في نار جهنّم بسبب عقيدة الشفاعة بين يدي الله قالوا: {وَمَا أَضَلَّنَا إِلَّا الْمُجْرِمُونَ ﴿٩٩﴾ فَمَا لَنَا مِن شَافِعِينَ ﴿١٠٠﴾ وَلَا صَدِيقٍ حَمِيمٍ ﴿١٠١﴾} صدق الله العظيم [الشعراء].
ألا والله إنّ هذه الآيات البيّنات لمِن آيات الكتاب المحكمات؛ من آيات أمّ الكتاب الأساسية لعقيدة المؤمنين، لذلك جعلهن الله من آيات أمّ الكتاب البيّنات لعلماء الأمّة وعامة المسلمين، ولكنَّ الذين في قلوبهم زيغٌ عن الحقّ يذروهنَّ وراء ظهورهم وكأنّهم لا يعلمون بهنّ فيتّبعون آيات الكتاب المتشابهات في ذكر تحقيق الشفاعة من الله الذي له الشفاعة جميعاً وليست الشفاعة لأحد من دونه، تصديقاً لقول الله تعالى: {قُل لِّلَّـهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا ۖ لَّهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴿٤٤﴾} صدق الله العظيم [الزمر].
ولربّما يودّ أن يقاطعني من الذين لا يؤمنون بالله إلا وهم به مشركون عباده المقربين، فيقول: "وكيف يشفع الله لعباده عند نفسه؟". ومن ثمّ يردّ عليه الإمام المهدي وأقول: تشفع رحمته في نفسه من عذابه كون الله هو أرحم الراحمين، فكيف يشفع لكم بين يدي الله عبدٌ وهو أرحم بعباده من عبده! أفلا تذكّرون؟ ويا قوم والله الذي لا إله غيره لا يجرؤ عبدٌ أن يشفع لأحدٍ من عباده، أفلا تعلمون أنّ محمداً رسول الله كان جالساً مع صحابته المكرّمين فقال أحدهم: "يا رسول الله إذا كان الوالد من أولياء الله وولده كافر، فهل يشفع الوالد لولده عند ربّه أو المولود سيشفع لأبيه؟" ومن ثم نزل جبريل عليه الصلاة والسلام بالجواب المحكم على السائل من ربّ العالمين وقال: قال الله تعالى: {لَن تَنفَعَكُمْ أَرْحَامُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ ۚ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَفْصِلُ بَيْنَكُمْ ۚ وَاللَّـهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ﴿٣﴾} صدق الله العظيم [الممتحنة]. ومن ثم تفاجأ الصحابة عليهم الصلاة والسلام بصرخة محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ينادي: "يا فاطمة بنت محمد" (عليه الصلاة والسلام) بصوت مرتفع ما قط ناداها بذلك الصوت المرتفع حتى أفزعها فزعاً شديداً وخشيَتْ أن مكروهاً أصاب أباها، وجاءت تجري إلى وراء الحجاب وهي تقول: لبيك أبتي لبيك أبتي. ومن ثم قال لها عليه الصلاة والسلام: [اعملي فلا أغني عنك من الله شيئاً]. وقال ذلك بحضور صحابته المكرّمين ليكونوا شهداء بالحقّ، فإذا كان لا يجرؤ محمدٌ رسولُ الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - أن يشفع لابنته فلِذة كبده، فكيف إذاً يتجرَّأ أن يشفع لأُمَّته؟ فاتقوا الله يا عباد الله المؤمنين.
ويا معشر المسلمين الذين فرَّقوا دينهم شيعاً بسبب اختلاف أئِمّتهم، وكل حزبٍ بما لديهم من العلم فرحون برغم أنّ أكثر علمهم من عند غير الله ويحسبون أنّهم مهتدون، وكلّ طائفةٍ يقولون نحن النّاجون من عذاب الله فنحن الطائفة الناجيّة والأخرى في النار ونحن الآمنون من عذاب الله! ومن ثمّ يردّ عليكم الإمام ناصر محمد اليماني وأقول لكم: تعالوا لنعلمكم عن الطائفة الذين لهم الأمن من عذاب الله تجدونهم في محكم كتاب الله في قول الله تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُولَـٰئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ ﴿٨٢﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].
ولربّما يودّ أن يقاطعني من الذين ظلموا أنفسهم بظلم الشرك بسبب عقيدة الشفاعة المفتراة بين يدي الله فيقول: "يا ناصر محمد لقد سفَّهت أحلامنا بنفي شفاعة الأنبياء والأولياء بين يدي الله، فهل عقيدة الشفعاء بين يدي الله عقيدةٌ مفتراةٌ؟" ومن ثمّ يردّ عليه الإمام ناصر محمد اليماني وأقول: قد أخبركم الله عن قول من هو على شاكلتكم، والجواب عليكم: {فَهَل لَّنَا مِن شُفَعَاءَ فَيَشْفَعُوا لَنَا أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ ۚ قَدْ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ} صدق الله العظيم [الأعراف:53].
فلا تظلموا أنفسكم بالشرك بالله فتذكّروا قول الله تعالى: {إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} صدق الله العظيم [لقمان:13].
{إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} صدق الله العظيم [النساء:48].
{يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ ﴿٨٨﴾ إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّـهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ﴿٨٩﴾} صدق الله العظيم [الشعراء].
{وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُم بِاللَّـهِ إِلَّا وَهُم مُّشْرِكُونَ ﴿١٠٦﴾} صدق الله العظيم [يوسف]، وذلك بسبب المبالغة في عباد الله المقرّبين ولسوف يكفرون بعبادتهم فيكونون عليهم ضداً، تصديقاً لقول الله تعالى: {وَاتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّـهِ آلِهَةً لِّيَكُونُوا لَهُمْ عِزًّا ﴿٨١﴾ كَلَّا ۚ سَيَكْفُرُونَ بِعِبَادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا ﴿٨٢﴾} صدق الله العظيم [مريم].
ولربّما يودّ أحد الإخوان الشيعة من الذين يقولون يا علي ويا حسين ظناً منهم أنّهم يسمعونهم ويريدون أن يذكّرونهم أن يشفعوا لهم بين يدي الله فيقاطعني فيقول: "يا ناصر محمد، فهل يسمعنا جدك الإمام علي وأبوك الإمام الحسين عليهم الصلاة والسلام حين نناديهم من دون الله ليشفعوا لنا بين يدي الله؟". ومن ثم يترك الإمام ناصر محمد اليماني الردّ على الشيعة من الله مباشرة: {إِن تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ ۖ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ ۚ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ ﴿١٤﴾} صدق الله العظيم [فاطر].
ولربّما يودّ أن يقاطعني أحد الإخوان السُّنَّة فيقول: "الحمد لله فنحن أهل السُّنّة لا ننادي آل البيت من دون الله، ولا نقول أنهم شفعاؤنا بين يدي الله إلا محمداً رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - ننتظر شفاعته بين يدي الله، كونه قال: أنا لها". ومن ثمّ يردّ على أهل السُّنة والجماعة الإمام المهدي وأقول: إذاً وما الفرق بينكم وبين الشيعة ما دمتم اعتقدتم بشفاعة الأنبياء بين يدي الربّ المعبود ولم يُفتِ قط نبيٌّ ولا رسولٌ بشفاعتهم لأمّتهم بين يدي ربّهم؟ ومن ثم يخاطب الله الأنبياء: هل أفتيتم بشفاعتكم لأُمّتكم بين يدي ربّكم؟ وقال الله تعالى: {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ فَيَقُولُ أَأَنتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبَادِي هَـٰؤُلَاءِ أَمْ هُمْ ضَلُّوا السَّبِيلَ ﴿١٧﴾ قَالُوا سُبْحَانَكَ مَا كَانَ يَنبَغِي لَنَا أَن نَّتَّخِذَ مِن دُونِكَ مِنْ أَوْلِيَاءَ وَلَـٰكِن مَّتَّعْتَهُمْ وَآبَاءَهُمْ حَتَّىٰ نَسُوا الذِّكْرَ وَكَانُوا قَوْمًا بُورًا ﴿١٨﴾ فَقَدْ كَذَّبُوكُم بِمَا تَقُولُونَ فَمَا تَسْتَطِيعُونَ صَرْفًا وَلَا نَصْرًا ۚ وَمَن يَظْلِم مِّنكُمْ نُذِقْهُ عَذَابًا كَبِيرًا ﴿١٩﴾ وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِي الْأَسْوَاقِ ۗ وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ ۗ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيرًا ﴿٢٠﴾} صدق الله العظيم [الفرقان].
إذاً فمن اعتقد بشفاعة العبيد بين يدي الربّ المعبود فقد أشرك بالله وظلم نفسه حتى وإن كان يؤمن بالله ويصلّي ويزكّي ويصوم وحَجَّ البيت فلن يقبل الله عبادة الذين ألبسوا إيمانهم بظلم الشرك بسبب عقيدة الشفاعة؛ بل الآمنون من عذاب الله هو كل من جاء ربَّه بقلب سليم من ظلم الشرك، تصديقاً لقول الله تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:82].
أولئك هم الفريق الناجي أينما وُجِدوا، وأما الفريق الآخر فهم الذين كفروا بالله أو هم الذين لا يؤمنون بالله إلا وهم مشركون به عبادَه المقربين، فأيّ الفريقين أحقّ بالأمن؟ ولسوف تجدون السؤال من الله ويتلوه الجواب في محكم الكتاب، وقال الله تعالى: {فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (٨١) الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ (٨٢)} صدق الله العظيم [الأنعام].
ويا مسلم أمازيقي، لو كنت من الأنصار السابقين الأخيار لَما أعلنتَ خلع بيعتك فجأة للإمام المهدي ناصر محمد اليماني؛ بل كان يجب أن تلقي بالسؤال الذي أثار الريبة في نفسك لعلك تجد الجواب الشافي من الإمام المهدي، أو تحاوره حتى تقيم عليه الحجّة حتى إذا هيمنت بالعلم والسلطان المبين على الإمام المهدي ناصر محمد اليماني ومن ثم تعلن خلع بيعتك للإمام ناصر محمد اليماني بعد أن أقمت عليه حجّة العلم، وحينها قد تبيّن لك وللأنصار ضلال ناصر محمد اليماني لو كنتَ من الصادقين، ولكنّك من الكاذبين ولن تفعل، وإنّما تلك سياستكم كمثل سياسة أصحابكم منذ القدم لم تغيروها؛ {وَقَالَت طَّائِفَةٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمِنُوا بِالَّذِي أُنزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ﴿٧٢﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].
ألا والله أنّي أعرفكم من خلال لحن قولكم ولو لم أرَكم من قبل أن تعلنوا خلع بيعتكم، تصديقاً لقول الله تعالى: {أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ أَن لَّن يُخْرِجَ اللَّـهُ أَضْغَانَهُمْ ﴿٢٩﴾ وَلَوْ نَشَاءُ لَأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُم بِسِيمَاهُمْ ۚ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ ۚ وَاللَّـهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ ﴿٣٠﴾} صدق الله العظيم [محمد].
فإيّاكم يا معشر الأنصار طاعة فريقٍ من الأنصار المرتدّين عن اتّباع الحقّ من ربّهم، ومَثَلُهُم كَمَثَلِ أصحابهم من قبل لا يزيدون المؤمنين إلا خبالاً، تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آَمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ} صدق الله العظيم [آل عمران:119].
{قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآَيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ} صدق الله العظيم [آل عمران:118].
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآَيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ} صدق الله العظيم [آل عمران:118].
فتذكروا قول الله تعالى: {قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآَيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ} صدق الله العظيم. وهيهات هيهات يا أمازيقي فلن تستطيع فتنة قوم يحبّهم الله ويحبونه، ولسوف أقول لكم في شأنهم قولا بليغاً:
ألا والله أنّه من شدة إصرارهم على تحقيق النعيم الأعظم أنّه لو يخاطبهم الله سبحانه ويقول لهم: إذا لن ترضوا حتى يرضى ربّكم في نفسه فألقوا بأنفسكم في نار جهنم ومن ثم أنقذكم وأحقّق لكم النعيم الأعظم وأرضى! لرأيتَ قوماً يحبّهم الله ويحبونه ينطلقون إلى نار جهنم وهم يتسابقون أيّهم يُلقي بنفسه الأول في نار الجحيم حتى يتحقّق رضوان ربِّه في نفسه، فهم على ذلك لمن الشاهدين، ولكنّك تسفه عقولهم كيف أنّهم صدَّقوا بأنّ رضوان الله في نفسه نعيمٌ أعظم من جنته، وذلك كونك من الذين كرهوا رضوان الله فأحبط أعمالهم، ولسوف تعلمون نبأ قوم يحبّهم الله ويحبّونه الذين يغبطهم الأنبياء والشهداء، ولكنّ أكثركم يجهلون قدرهم عند ربّهم، والفضل بيد الله يؤتيه من يشاء، وإلى الله ترجع الأمور يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور.
خليفة الله وعبده؛ اليماني المنتظر الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
____________