مشاهدة النسخة كاملة : حوار الإمام المهدي مع عمر القرشي ..
Admin
30-03-2012, 09:38 PM
- 1 -
[ لمتابعة رابط المشاركـــــــة الأصليـــــــة للبيــــــــــان ] (https://mahdialumma.online/showthread.php?p=35786)
https://mahdialumma.online/showthread.php?p=35786
الإمام ناصر محمد اليماني
16 - 04 - 1433 هـ
10 - 03 - 2012 مـ
03:09 صباحاً
ـــــــــــــــــــــ
ردّ المهديّ المنتظَر إلى عمر من غير تكبرٍ ولا غرورٍ، ونرحب بك في طاولة الحوار من قبل الظهور..
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدي محمد رسول الله وآله الاطهار وجميع أنبياء الله وآلهم الاطهار ومن تبعهم بإحسان في كلِّ زمانٍ ومكانٍ إلى يوم الدين، أمّا بعد..
سلامُ الله عليكم يا معشر الأنصار السابقين الأخيار في عصر الحوار من قبل الظهور، وسلامُ الله على عمر الذي جاء إلى طاولة الحوار لكل البشر يطلب حوار المهديّ المنتظَر ناصر ويريد أن يقيم علينا الحجّة من محكم الذكر، ولكني المهديّ المنتظَر الحقّ يا عمر لا متكبرٌ ولا مغرورٌ أعلن لجميع أعضاء طاولة الحوار من قبل الظهور لئن استطاع عمر أن يقيم الحجّة على المهديّ المنتظَر ناصر من محكم الذِّكر ولو في مسألةٍ واحدةٍ تكبر أو تصغر فقد أصبح المهديّ المنتظَر ناصر محمد كذاَّباً أشراً وليس المهديّ المنتظَر، وعلى كل الأنصار في جميع الأقطار التراجع عن اتباع ناصر محمد، وهيهات هيهات يا عمر القرشي؛ بل المهديّ المنتظَر مرفوع الهامة يمشي لا متكبراً ولا مغروراً يدعو كافة خطباء المنابر للحوار من قبل الظهور. وبلغ عُمْرُ دعوة المهديّ المنتظَر في بداية العام الثامن ولا يزال المهديّ المنتظَر ناصر الحقّ من ربّك هو المسيطر بالبيان الحقّ للذكر، وها أنت يا عمر تفتي الأنصار بأنك قادرٌ على إلجام ناصر من محكم الذكر! فتفضل يا عمر للحوار مشكوراً من غير تكبرٍ ولا غرورٍ. ونكرر الترحيب بفضيلة الشيخ عمر في طاولة الحوار من قبل الظهور، ولا تحتقر الأنصار يا عمر فإنهم من أولي الألباب اتّبعوا البيان الحقّ للكتاب من بعد التفكّر والتدبّر في البيان الحقّ للذكر ومن ثمّ أبصروا أنّ الإمام ناصر محمد هو حقاً المهديّ المنتظَر من قبل أن يرونه بالبصر كون برهان المهديّ المنتظَر هو أن الله يزيده بسطةً بالبيان الحقّ للذكر.
ويا عمر! لا تتكبر ولا تغتر ولا تحكم على ناصر أنّه كذابٌ أشرٌ من قبل الحوار ولا تهزأ بالأنصار صفوة البشريّة وخير البريّة فإنّك لا تعلم بعظيم سرّهم وكم عَظُمَ عند الله قدرهم يغبطهم الأنبياء والشهداء لقربهم ومكانتهم من ربِّهم وهم ليسوا بأنبياء ولا شهداء ولكنهم اجتمعوا على حبّ الله ويسعون إلى أن يرضى حبيبهم الله أرحم الراحمين، ولذلك يحرصون على هدى العالمين ويريدون أن يجعلوا الناس أمّةً واحدةً على صراطٍ مستقيمٍ ليرضى حبيبهم الله أرحم الراحمين، كونهم علموا أنّ الله يرضى لعباده الشكر ولا يرضى لهم الكفر، فكن من الشاكرين يا عمر إذ جعلك الله في عصر بعث المهديّ المنتظَر وكن من الشاكرين يا عمر إذ قدَّر الله لك العثور على دعوة المهديّ المنتظَر في عصر الحوار من قبل الظهور فاتَّبِع البيان الحقّ للذِّكر يا عمر ودع التكبّر والغرور، ولن نقول يا عمر إنّك من شياطين البشر؛ من الذين يصدون عن البيان الحقّ للذكر؛ بل نقول ربّك يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، وسوف يتبيّن لنا أمرك ونكشف بإذن الله ما في صدرك هل جئت لتحاجّ الإمام ناصر بمحكم الذكر أم تصدّ عن البيان الحقّ للذكر يا عمر القرشي.
وتالله لا نستعرض بالشعر ولا بالنثر الفارغ ولن نراوغ، فإن أقمتّ الحجّة على الإمام ناصر من محكم الذكر فلن تأخذنا العزّة بالإثم ونتّبع الصراط المستقيم كون من يدعو إلى اتِّباع القرآن العظيم والاعتصام به فقد هُدي إلى صراطٍ مستقيم، فهل هو المهديّ المنتظَر الإمام ناصر محمد أم عمر القرشي، فلا تحكموا عليه يا معشر الأنصار من قبل النظر والتفكر في سلطان علم عمر من محكم الذكر لعلّه أهدى من الإمام ناصر سبيلاً وأصدق قيلاً، فلسنا من الذين يحكمون من قبل أن يستمعوا إلى قول المدّعي بل نستمع إلى الدعوى والبرهان من قبل الحكم ومن ثمّ نقارن بين السلطان لنتفكر في صدق البرهان ومن ثمّ نحكم بالحقّ من غير ظلم كوننا من أولي الألباب من الذين يستمعون القول أولاً ومن ثمّ يتبعون أحسنه، وأمّا الذين يحكمون من قبل الاستماع إلى القول والتدبر في منطق الداعية فأولئك لم يهدهم الله في كلِّ زمانٍ ومكانٍ، لا في عصر بعث الأنبياء والمرسلين ولا في عصر بعث المهديّ المنتظَر، وإنّما يهدي الله إلى الحق أولي الألباب الذين يستمعون إلى الدعوى أولا ومن ثمّ يحكمون وأولئك لم يظلموا أنفسهم ولم يظلموا أمّتهم، وأما الذين يحكمون من قبل الاستماع إلى الدعوى أولئك ظلموا أنفسهم وظلموا أمّتهم، ألا والله لو يوجّه المهديّ المنتظَر سؤالاً إلى كافة خطباء المنابر ومفتي الديار في جميع الأقطار وأقول: يا معشر علماء المسلمين في العالمين هل يحكم الحاكم بين المختصمين من قبل أن يستمع لدعوى كلاً منهم وبرهان حجته؟. ومعلومٌ جوابكم جميعاً فسوف تقولوا: "فكيف إذاً سوف يعلم الحاكم الحقّ مع أيِّ المدّعين إلا بعد أن يصغي إلى دعواهم ويتفكر في براهينهم ومن ثمّ يتبيّن له الحقّ مع من فيهم ويحكم بينهم بالحقّ من غير ظلمٍ، وأما لو أنّ الحكّام يحكمون بين المدعيين من قبل الاستماع إلى دعواهم إذا لظلموا أنفسهم وظلموا أمّتهم". ومن ثمّ يقيم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني عليكم الحجّة وأقول: إذاً فلماذا تحكمون على الإمام ناصر محمد من قبل أن تستمعوا إلى قوله وتتفكروا في برهان دعوته هل ينطق بالحقّ ويهدي إلى صراطٍ مستقيمٍ أم كان من اللاعبين المستهزئين أم من الذين تتخبطهم مسوس الشياطين؟ وبين الحين والآخر يظهر لكم مهديٌّ منتظرٌ جديدٌ بسبب مكر الشياطين عن طريق الممسوسين في العالمين وذلك حتى إذا جاء عصر بعث المهديّ المنتظَر الحقّ ناصر محمد فتقولون له من قبل الاستماع والتدبّر: "يا ناصر محمد إنّك كذّابٌ أشرٌ ولستَ المهديّ المنتظَر ومثلك كمثل المهديّين الممسوسين بمسوس الشياطين، وبين الحين والآخر يظهر لنا مهديٌّ منتظرٌ أمثالك ناصر"، ومن ثمّ نقول: "مهلاً مهلاً يا عمر فلربّما أنّ الإمام ناصر كذّابٌ أشرٌ ولربما الإمام ناصر هو المهديّ المنتظَر اصطفاه الله عليكم وزاده بسطةً في علم البيان الحقّ للقرآن ولكل دعوى برهان، فتفضل يا عمر للحوار من غير تكبّرٍ ولا غرورٍ، ونكرر الترحيب بشخصكم في طاولة الحوار من قبل الظهور ولسوف يتبيّن لنا المسرور بإذن من يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور.
وإنما يتأخر ردّ المهديّ المنتظَر لحكمةٍ بالغةٍ تفيد الأنصار كونهم يبحثون عن الردّ في البيان الحقّ للذكر ليفتوا السائلين بالجواب من محكم البيان الحقّ للكتاب، وإذا لم يقتنع الباحثون بجواب الأنصار ومن ثمّ يحضر المهديّ المنتظَر للهيمنة بسلطان علم البيان الحقّ للقرآن فلا يجادلنا عالم من القرآن إلا وكانت لنا الهيمنة بسلطان العلم يا عمر، ولسوف ننظر الحقّ مع الأخ عمر أم مع الإمام ناصر، فأيّ أمرٍ تنكر على الإمام ناصر يا عمر؟ فهل في عذاب القبر وتقول إنّ الميت يتعذب في قبره؟ أم تُفتي برؤية الله جهرةً؟ فبيّن الثغرة يا عمر في البيان الحقّ للذكر الذي يحاجّكم به المهديّ المنتظَر في عصر الحوار من قبل الظهور ويأبى الله إلا أن يتمّ نوره ولو كره المجرمين ظهوره، فلا تكلف نفسك يا عمر بالردّ علينا بالبيان بالنثر بل بالبيان الحقّ للذكر حتى يعلم الأنصار والباحثين عن الحقّ في طاولة الحوار أيُّنا ينطق بالحقّ ويهدي إلى صراطٍ مستقيم، ولم يجعل الله برهان المهديّ المنتظَر في البيان بالنثر ولا في كلمات الشعر بل يحاج البشر بالبيان الحقّ للذكر المحفوظ من التحريف يا عمر، ويُرحِّب بك المهديّ المنتظَر وبجميع خطباء المنابر ومفتي الديار فهلمّوا للاحتكام إلى القرآن المجيد لنهديكم إلى صراط العزيز الحميد، وذكّر بالقرآن من يخاف وعيد.
وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله رب العالمين..
أخوكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
ــــــــــــــــــــ
Admin
30-03-2012, 09:39 PM
-2-
[ لمتابعة رابط المشاركـــــــة الأصليـــــــة للبيــــــــــان ] (https://mahdialumma.online/showthread.php?p=35941)
https://mahdialumma.online/showthread.php?p=35941 (https://mahdialumma.online/showthread.php?p=35941)
الإمام ناصر محمد اليماني
18 - 04 - 1433 هـ
12 - 03 - 2012 مـ
05:25 صباحاُ
ـــــــــــــــــــــ
ردُّ المهديّ المنتظَر على الشيخ عمر، والبدء في الحوار عن نفي عقيدة عذاب القبر البرزخيّ؛ بل هو في النار..
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جَدّي محمد رسول الله وآله الأطهار والسابقين الأخيار لنصرة الحقّ من ربّهم على لسان الرسل والأنبياء والمهديّ المنتظَر وأصلي عليهم وأسلم تسليماً، أمّا بعد..
ويا حبيبي في الله عمر القرشي أهلاً وسهلاً ومرحباً باستمرار الحوار مع شخصكم الكريم، وقد أفتيتَ الأنصار والمهديّ المنتظَر عن سبب قدومك إلى طاولة الحوار العالمية للمهديّ المنتظَر من قبل الظهور، وقال عمر القرشي: "إنما جئتُ لطاولة الحوار فقط لأثبت أنّ ناصر محمد ليس المهديّ المنتظَر". وأعلن عمر الاستعداد أنْ يلجم ناصر محمد من محكم الذكر حتى يتبيّن للمسلمين أنّ ناصر محمد ليس هو المهديّ المنتظَر.
ومن ثمّ يردّ على فضيلة الشيخ عمر المهديّ المنتظَر ناصر محمد وأقول: "ولكنك يا عمر تشهد أن لا إله إلا الله وتشهد أن محمداً رسول الله وتشهد أنّ المهديّ المنتظَر ناصر محمد." ولربّما يودّ عمر أن يقاطع المهديّ المنتظَر ناصر محمد ويقول: "اتقِ الله يا ناصر فلا تفترِ علينا ما لم نشهد به في عقيدتنا، ونَعَمْ يا ناصر إنّ عمر يشهد أن لا إله إلا الله، ويشهد أنّ محمداً رسول الله، ولكن عمر لا يشهد أنّ المهديّ المنتظَر ناصر محمد، فكيف تفتري على عمر ما لم يشهد به يا ناصر محمد؟" ومن ثمّ نرد على فضيلة الشيخ عمر وأقول: "يا عمر سألتك بالله العظيم ما هي عقيدتك في بعث المهديّ المنتظَر، فهل يبعثه الله نبيّاً جديداً للعالمين؟" ومعلوم جواب عمر فسوف يقول: "اسمع يا ناصر محمد، إنّ من يشهد أنّ الله يبعث المهديّ المنتظَر نبياًّ جديداً فذلك كفرٌ بفتوى الله في محكم الذكر أنّ محمداً رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- هو خاتم الرسل والأنبياء للعالمين في قول الله تعالى: {مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً} صدق الله العظيم [الأحزاب:40]؛ بل عقيدة عمر الحقّ هو أنّه يشهد أن لا إله إلا الله ويشهد أنّ محمداً رسول الله ويشهد أن الله يبعث المهديّ المنتظَر ناصرَ محمدٍ صلى الله عليه وآله وسلم".
ومن ثمّ نقول: "يا عمر وما تقصد أنّك تشهد أنّ المهديّ المنتظَر ناصرَ محمدٍ؟" ومعلوم جواب عمر فسوف يقول: "ألم آتِك بفتوى الله في محكم الذكر أنّ خاتم الأنبياء هو محمدٌ رسول الله صلى الله عليه وآله، إذا فحتماً لا شك ولا ريب أنّ الله سيبعث المهديّ المنتظَر ناصراً لمحمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فيدعو البشر إلى اتّباع ما جاء به خاتم الأنبياء والمرسلين محمد رسول الله إلى الناس كافة، فحتماً سيدعونا المهديّ المنتظَر ناصرَ محمدٍ إلى اتّباع القرآن العظيم والسُّنة النّبويّة الحقّ، ولن يدعونا المهديّ المنتظَر ناصر محمد إلى كتابٍ جديدٍ غير ما جاء به خاتم الأنبياء والمرسلين، فإذا دعانا إلى كتابٍ جديدٍ فهو كذّاب أشر وليس المهديّ المنتظَر".
ومن ثمّ أقول: أفلا ترى يا عمر أنّ الإمام ناصر محمد لم يفترِ عليك وأنك حقاً تشهد أنّ الله يبعث المهديّ المنتظَر ناصر محمد؟ فلمَ تكفرون بالعقيدة الحقّ في بعث المهديّ المنتظَر يا عمر؟ فاتقوا الله الواحد القهار. وأقسم بالله العظيم ربّ السماوات والأرض وما بينهما وربّ العرش العظيم أني المهديّ المنتظَر ناصر محمد قد جعل الله في اسمي خبري وراية أمري (ناصر محمد).
ولربّما يودّ عمر أن يقول: " اسمع يا ناصر محمد، ولكن عقيدة السُّنة والشيعة الاثني عشر متفقةٌ على أنّ اسم المهديّ المنتظَر (محمد) كونهم متفقون على الحديث الحقّ عن النّبيّ في اسم المهديّ المنتظَر: [لا تَنْقَضِي الدُّنْيَا، حَتَّى يَمْلِكَ الْعَرَبَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي، يُوَاطِئُ اسْمُهُ اسْمِي]. وكذلك حديث آخر عن النّبيّ عليه الصلاة والسلام قال: [لا تَقُومُ السَّاعَةُ، حَتَّى يَمْلِكَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي، يُوَاطِئُ اسْمُهُ اسْمِي، يَمْلأُ الأَرْضَ عَدْلاً وَقِسْطاً، كَمَا مُلِئَتْ ظُلْمًا وَجَوْراً]".
ومن ثمّ يرد المهديّ المنتظَر ناصر محمد وأقول: إذا فسوف نختصر لك الحوار يا عمر، فلئن استطاع عمر وكافة خطباء المنابر أن يثبتوا أنّ التواطؤ لغةً وشرعاً هو التطابق فقد أصبح الإمام ناصر محمد كذاباً أشراً وليس المهديّ المنتظَر، وهيهات هيهات يا عمر، كلا وربي لن يستطِع علماء اللغة والنحو العربي أن يثبتوا أن التواطؤ في اللغة العربية يقصد به التطابق، ولسوف ينطقون بلسانٍ واحدٍ موحدٍ فيقولون لا نجد أنّ التواطؤ في اللغة العربية يقصد به التطابق على الإطلاق بل يقصد به التوافق، وهل يصح أن نقول تطابق عمر وناصر على الحوار من محكم الذكر؟ بل نقول توافق عمر وناصر على الحوار من محكم الذكر، ومن ثمّ نقول: أفلا ترى يا عمر أنّ محمداً رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- لا يقصد أن اسم الإمام المهديّ (محمد) بقوله [يواطئ اسمه اسمي]؛ بل يقصد أن الاسم محمد يوافق في اسم الإمام المهديّ، ولم يخبركم عن اسم الإمام المهديّ حتى لا يفتري اسمه الحقّ أحدٌ على الإطلاق، فهل قط سمعت بشخص اسمه (ناصر محمد) قال أنه المهديّ المنتظَر ناصر محمد غير المهديّ المنتظَر الحقّ ناصر محمد؟ وها أنت يا عمر وكافة خطباء المنابر تجدون أنّه حقٌ لا شك ولا ريب أنّ الاسم محمد يوافق في اسم الإمام المهديّ ناصر محمد، وجاء التوافق للاسم محمد في اسمي في اسم أبي كون التواطؤ لا يقصد به التطابق لغةً وشرعاً بل التواطؤ يقصد به التوافق لغةً وشرعاً.
ومن ثمّ نقول أفلا ترى يا عمر خطأ السُّنة والشيعة الاثني عشر أنّهم أخطأوا في عقيدة اسم المهديّ المنتظَر محمد كون حديث التواطؤ لا يقصد به التطابق بل يقصد به التوافق؟ فلن تستطيعوا أن تنكروا أنّ الاسم محمداً لا يوافق في اسم (ناصر محمد)، ويا عمر وتالله لوكان الاسم محمد لم يوافق في اسم ناصر محمد إلا في الاسم الثالث لما انقضت الحكمة الحقّ في قوله عليه الصلاة والسلام [يواطئ اسمه اسمي]. وعلى سبيل المثال فلو كان اسمي ناصر صالح محمد ولم يأتِ التواطؤ في اسمي للاسم محمد إلا في اسم جدي أي الاسم الثالث إذا لما انقضت الحكمة من التواطؤ، ولكن في حديث التواطؤ حكمة بالغة سوف تبنى عليها عقيدة المسلمين الذين سوف يشهدون بالحقّ حين يبعث الله المهديّ المنتظَر ناصر محمد، فيقولون:
(نشهد أن لا إله إلا الله، ونشهد أن محمداً رسول الله، ونشهد أن الإمام المهديّ ناصر محمد).
وتلك شهادة حقٍ في عقيدة المسلمين المؤمنين ببعث الإمام المهديّ ناصر محمد كونهم صدّقوا فتوى ربّهم في محكم كتابه أنّ خاتم الأنبياء والمرسلين هو محمدٌ رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- إذاً لا بدّ لهم أن يعتقدوا أنّ الله إنما يبعث المهديّ المنتظَر ناصرَ محمدٍ، ولذلك ذكر محمد رسول الله أنّ الاسم محمداً يوافق في اسم الإمام المهديّ (ناصر محمد)، وقال عليه الصلاة والسلام [يُوَاطِئُ اسْمُهُ اسْمِي]، وجعل الله التواطؤ في اسمي للاسم محمد يلي اسمي في اسم أبي وليس في اسم جدي، والحكمة من ذلك لكي يحمل الاسم الخبر في عقيدة بعث المهديّ المنتظَر ناصر محمد ليجعله الله ناصراً لمحمدٍ خاتم الأنبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
ويا عمر إني أراك وضعت شروطاً للحوار أن لا يتجاوز ردّ المهديّ المنتظَر عن عشرة أسطر، ومن ثمّ نقول لك: يا عمر إنما ابتعث الله المهديّ المنتظَر ناصر محمد ليعلمكم البيان الحقّ للذكر، فهل يا ترى البيان الحقّ للقرآن سوف يساوي لسطور القرآن يا عمر؟ وحتماً لا بدّ أن يكون بيان القرآن أضعافاً مضاعفة لكلمات القرآن، فلا ينبغي لك يا عمر أن تحصر ردّ المهديّ المنتظَر في عشرة أسطرٍ، وقل ربّ زدني علماً إن كنت طالبَ علمٍ فلن تشبع من المزيد من العلم، وشرطك هذا مرفوض يا حبيبي في الله عمر، ولو كان ردّ عمر علينا يتكون من ألف سطر لقرأته كلمةً كلمةً بتدبرٍ وتفكرٍ حتى أجد فيه الحجّة عليَّ إن كانت مع عمر، أو يأتيك رد المهديّ المنتظَر بالحجّة الدامغة بالحقّ.
وانتهت المقدمة للحوار وسوف نبدأ بالحوار الجدي مع فضيلة الشيخ عمر، ولسوف نختار مواضيع الحوار التي تنفع عقيدة المسلمين وتكون سبباً في هدى العالمين، وعليه فأول مواضيع الحوار سوف يكون في عذاب القبر، ونقول: يا عمر فهل عقيدتك في الجنة والنار أنها شيء ماديٌّ محسوسٌ وملموسٌ على الواقع الحقيقي، أم أنّ الجنة والنار شيء لا تبصره الأبصار؟ فإذا كان جواب عمر يقول: بل الجنة والنار شيء محسوسٌ وملموسٌ وتبصره الأبصار. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَرَأَى الْمُجْرِمُونَ النَّارَ فَظَنُّوا أَنَّهُم مُّوَاقِعُوهَا وَلَمْ يَجِدُوا عَنْهَا مَصْرِفًا} صدق الله العظيم [الكهف:53].
وقال الله تعالى: {هَـٰذِهِ النَّارُ الَّتِي كُنتُم بِهَا تُكَذِّبُونَ ﴿14﴾أَفَسِحْرٌ هَـٰذَا أَمْ أَنتُمْ لَا تُبْصِرُونَ ﴿15﴾} صدق الله العظيم [الطور].
وقال الله تعالى: {{وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَنْ يَرَى}} صدق الله العظيم [النازعات:36].
وكذلك الجنة شيء محسوس وملموس ومرئي بالبصر. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيمًا وَمُلْكًا كَبِيرًا} صدق الله العظيم [الإنسان:20].
ومعلوم جوابك يا عمر فسوف تقول: "عجب أمرك يا ناصر فهل جئت لتعلّمنا أن الجنة والنار شيء محسوس وملموس ومرئي بالبصر، فهذا شيء لا يختلف عليه اثنان من علماء المسلمين؟" ومن ثمّ نقول: إذا فكيف تصدقون حديث الشيطان الرجيم أنّ قبر المؤمن يمدّه الله سبعون ذراعاً فيجعله روضةً من رياض الجنة، وأنّ قبر الكافر يجعله الله حفرةً من حفر النار؟ وتعال يا عمر لكي نبيّن لكم الحكمة الخبيثة من هذا الحديث الشيطاني، وذلك لكي يجعل الشيطان الحجّة هي للكفار على المسلمين فيقول الكافرون بعقيدة النعيم والجحيم من بعد الموت فيقولون: "تعالوا يا عالَم لننظر حقيقة عقيدة المسلمين في الجحيم والنعيم من بعد الموت فننظر قبر كافر بدين المسلمين؛ هل نجده حفرةً من حفر النار كما يعتقدُ المسلمون؟ ومن ثمّ ننظر إلى قبر أحد المسلمين؛ هل نجده قد اتّسع سبعين ذراعاً وجعله الله روضةً من رياض جنة النعيم؟" ومن ثمّ لا يجد الكفار بدين الله أنّ القبر حفرة من حفر النار ولا وروضة من رياض الجنة، ومن ثمّ يقيم الكفار والملحدين الحجّة على المسلمين أنّهم لم يجدوا أي حقيقة على الواقع لعقيدتهم في النعيم والجحيم في قبور الأموات، فذلك ما يريده الشيطان الرجيم من افتراء كافة أحاديث النعيم والجحيم في القبر يا عمر، ولم يفتِكم الله بذلك في محكم الذكر بل أفتاكم الله بالعذاب من بعد الموت مباشرةً أو النعيم ولكن في الجنة في ذات الجنة أو في النار في ذات النار يا عمر القرشي، ألا والله الذي لا إله غيره يا عمر لو تنبش كافة قبور أنبياء الله ورسله في الأرض لما وجدت قبراً واحداً روضةً من رياض الجنّة كونهم ليسوا في قبورهم؛ بل عند ربّهم في جنات النعيم، وقد التقى بهم محمدٌ رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- في ليلة الإسراء والمعراج بالروح والجسم معاً على الواقع الحقيقي، فشاهد النار وشاهد الجنة عليه الصلاة والسلام، تصديقاً لوعد الله بالحق في محكم كتابه: {وَإِنَّا عَلَى أَن نُّرِيَكَ مَا نَعِدُهُمْ لَقَادِرُونَ} صدق الله العظيم [المؤمنون:95].
فأصدقه الله وعده بالحقّ فشاهدَ النار والجنّة بعين اليقين ليلة الإسراء والمعراج، وتعالَ يا عمر ليعلمك المهديّ المنتظَر عن أعجب آية في محكم الذِّكر كانت عجيبة على رسول الله جبريل ومحمد عليهم الصلاة والسلام وهي قول الله تعالى: {وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِنْ دُونِ الرَّحْمَنِ آَلِهَةً يُعْبَدُونَ} صدق الله العظيم [الزخرف:45].
فقال محمدٌ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: وكيف أسألهم يا أخي يا جبريل وهم قد ماتوا وغادروا هذه الحياة الدنيا؟ فقال جبريل: الله أعلم يا محمد فكذلك جبريل في عجب من هذا القول كونك لا تستطيع أن تسألهم فهم في جنة النعيم عند مليكٍ مقتدرٍ! ومن ثمّ جاءت الدعوة من ربّ العالمين إلى عبده محمد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- لزيارة النار والجنة. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَإِنَّا عَلَى أَن نُّرِيَكَ مَا نَعِدُهُمْ لَقَادِرُونَ} صدق الله العظيم، ورفعه الله بقدرته مع أخيه جبريل فمرّوا على النار فوجد الكفار فيها يتعذبون جميعاً وليسوا أشتاتاً في القبور، وكذلك وصل إلى جنة النعيم وقابل الرسل ثم نفذ أمر ربه فسأل المرسلين ليس إلا تنفيذا لأمر ربّه: {وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِنْ دُونِ الرَّحْمَنِ آَلِهَةً يُعْبَدُونَ} صدق الله العظيم.
ويا عمر عليكم أن تعلموا أنّ الروح هي الإنسان الحقيقي وليس الجسد إلا كمثل رداء للروح، ولا قيمة للجسد بدون الروح، وهي من قدرة الله وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً، وأجد في محكم الكتاب أنّ العذاب على الروح من دون الجسد فتكون النفس في الجحيم أو في النعيم من بعد خروجها من الجسد في نفس اليوم الذي تموت فيه. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلآئِكَةُ بَاسِطُواْ أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُواْ أَنفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:93].
فيذهب بهم ملائكة الموت إلى نار جهنم، فوجدوا أنصارهم من الكفار من الذين أهلكهم الله من قبلهم أمامهم في نار جهنم يتعذبون، ولكنهم لم يجدوا أنصار الأنبياء الذين قاموا بقتلهم بسبب تصديقهم لأنبياء الله والكفر وصبأوا عن عبادة آلهتهم وقاموا بقتلهم ولكنهم في جنة النعيم، ولذلك لم يجدهم الكفار أمامهم في نار الجحيم. ولذلك قال الكفار: {وَقَالُوا مَا لَنَا لَا نَرَىٰ رِجَالًا كُنَّا نَعُدُّهُم مِّنَ الْأَشْرَارِ ﴿62﴾ أَتَّخَذْنَاهُمْ سِخْرِيًّا أَمْ زَاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصَارُ ﴿63﴾ إِنَّ ذَٰلِكَ لَحَقٌّ تَخَاصُمُ أَهْلِ النَّارِ﴿64﴾} صدق الله العظيم [ص].
ولربّما يودّ فضيلة الشيخ عمر أن يقاطع المهديّ المنتظَر فيقول: "مهلاً مهلاً يا ناصر بل ذلك التخاصم لأهل النار هو في اليوم الآخِر، وليس عذاباً آخَر كما تزعم قبل يوم القيامة." ومن ثمّ يردّ على عمر المهديّ المنتظَر ناصر وأقول: بل تحدّث الله عن تخاصمهم في عذاب آخَرٍ في النار قبل عذاب اليوم الآخِر، فتدبر محكم الذكر يا عمر. وقال الله تعالى: {هَـٰذَا وَإِنَّ لِلطَّاغِينَ لَشَرَّ مَآبٍ ﴿55﴾ جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا فَبِئْسَ الْمِهَادُ ﴿56﴾ هَـٰذَا فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ ﴿57﴾ وَآخَرُ مِن شَكْلِهِ أَزْوَاجٌ ﴿58﴾ هَـٰذَا فَوْجٌ مُّقْتَحِمٌ مَّعَكُمْ لَا مَرْحَبًا بِهِمْ إِنَّهُمْ صَالُو النَّارِ ﴿59﴾ قَالُوا بَلْ أَنتُمْ لَا مَرْحَبًا بِكُمْ أَنتُمْ قَدَّمْتُمُوهُ لَنَا فَبِئْسَ الْقَرَارُ ﴿60﴾ قَالُوا رَبَّنَا مَن قَدَّمَ لَنَا هَـٰذَا فَزِدْهُ عَذَابًا ضِعْفًا فِي النَّارِ ﴿61﴾ وَقَالُوا مَا لَنَا لَا نَرَىٰ رِجَالًا كُنَّا نَعُدُّهُم مِّنَ الْأَشْرَارِ ﴿62﴾ أَتَّخَذْنَاهُمْ سِخْرِيًّا أَمْ زَاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصَارُ ﴿63﴾ إِنَّ ذَٰلِكَ لَحَقٌّ تَخَاصُمُ أَهْلِ النَّارِ ﴿64﴾} صدق الله العظيم [ص].
وأقول لك باختصار يا عمر: وتالله الواحد القهار لا تستطيع أن تغلب ناصر حتى تأتي بالبيان الأحقّ من بيان ناصر لقول الله تعالى: {إِنَّ ذَٰلِكَ لَحَقٌّ تَخَاصُمُ أَهْلِ النَّارِ ﴿64﴾ قُلْ إِنَّمَا أَنَا مُنذِرٌ وَمَا مِنْ إِلَـٰهٍ إِلَّا اللَّـهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ ﴿65﴾ ربّ السماوات وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ ﴿66﴾ قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ ﴿67﴾ أَنتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ ﴿68﴾ مَا كَانَ لِيَ مِنْ عِلْمٍ بِالْمَلَإِ الْأَعْلَىٰ إِذْ يَخْتَصِمُونَ ﴿69﴾} صدق الله العظيم [ص].
وتجد العذاب البرزخيّ في النار يا عمر، ولذلك تجد النار مَلَأً أعلى بالنسبة لأهل الأرض كون كوكب النار في الفضاء الكوني من بعد أرض البشر. ولذلك قال الله تعالى: {مَا كَانَ لِيَ مِنْ عِلْمٍ بِالْمَلَإِ الْأَعْلَىٰ إِذْ يَخْتَصِمُونَ ﴿69﴾} صدق الله العظيم، فمن هم المختصمون يا عمر في هذا الموضع في الكتاب؟ وتجد الجواب من الرب: {إِنَّ ذَٰلِكَ لَحَقٌّ تَخَاصُمُ أَهْلِ النَّارِ ﴿64﴾} صدق الله العظيم.
ولم نأتِك بعد إلا برؤوس أقلامٍ من البرهان المبين أنّ المعذَّبين في النار في ذات النار وليس في القبور؛ بل أُدخلوا نار جهنم جميعاً وليسوا أشتاتا في قبورهم. وعلى سبيل المثال قوم نوح عليه الصلاة والسلام، وقال الله تعالى: {مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَارًا فَلَمْ يَجِدُوا لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْصَارًا} صدق الله العظيم [نوح:25].
وكذلك فرعون وقومه. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ ﴿45﴾ النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ ﴿46﴾} صدق الله العظيم [غافر].
فكيف يفتيكم الله في محكم الذكر عن العذاب البرزخيّ أنه في النار في ذات النار ثم تكفرون بفتوى الله لكم في محكم الذكر، واتبعتم فتوى الشيطان أنّ العذاب في النار في القبر في ذات القبر يكون حفرة من حفر النار، حتى جعلتم للكفار عليكم الحجة؟ فالكذب حباله قصيرة يا أصحاب عقيدة عذاب القبر، وقد نبش الباحثون عن الحقّ من الكفار القبورَ، هل يجدون مما تعتقدون شيئاً؟ فلم يجدوا أنّ القبر روضةٌ من رياض الجنة على المسلمين ولا حفرة من حفر النار على الكافرين، ومن ثمّ كفروا بدينكم وبعقيدتكم في النعيم والجحيم من بعد الموت يا عمر بسبب افتراء عذاب القبر، فاتقوا الله الواحد القهار واتبعوا الذكر يا عمر، واكفروا بما يخالف لفتوى الله في محكم الذكر، وأُشهد لله شهادة الحقّ اليقين أنّ ما جاءكم من الأحاديث مخالفاً لمحكم القرآن إن ذلك حديث في السنة مفترًى من عند الشيطان وليس من عند الله ورسوله، فاعتصموا بحبل الله القرآن العظيم لعلكم ترشدون.
ولربّما حبيبي في الله عمر يودّ أن يقاطع الإمام ناصر ويقول: "يا أيها الذي يزعم أنه المهديّ المنتظَر، فهل تدعونا للاعتصام بالقرآن ونذر سنة البيان؟" ومن ثمّ يرد على عمر الإمام ناصر وأقول: أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين يا عمر؛ بل أنا المهديّ المنتظَر أدعوكم إلى اتّباع كتاب الله وسنة رسوله الحق إلا ما جاء مخالفاً من الأحاديث لمحكم القرآن فذروه وراء ظهوركم واعتصموا بحبل الله القرآن العظيم، ولا تفرّقوا يا عمر فطائفة تأخذ بالحديث المفترى وأخرى تعتصم بما يخالفه في محكم الذكر بل اعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرّقوا يا عمر، ولم نأتيك بعد بما يخالف لأحاديث عذاب القبر في محكم الذكر إلا قليلاً.
ويا عمر سبق للمهديّ المنتظَر أن كتب بياناً تلو البيان في نفي عذاب القبر، ولكني لم أقم بنسخ أحد البيانات لنفي عذاب القبر؛ بل كلفت نفسي بكتابة بيانٍ جديد بأسلوب جديدٍ من غير تناقضٍ ولا اختلاف برغم أني لا أعلم هل الشيخ عمر من أصحاب عقيدة عذاب القبر أم من أصحاب العقيدة أنّ العذاب البرزخيّ في النار، ولكني خشيت على حبيبي عمر من أحاديث الفتنة فلو أني قلت فلنبدأ بعقيدة عذاب القبر فهل تصدق بأن العذاب البرزخيّ من بعد الموت في القبر؟ لجاء عمر بمئات الأحاديث لإثبات عذاب القبر، وبمئات الثعابين والعقارب! وخشيت عليه الفتنة لو تأخذه العزّة بالإثم من بعد ما يتبين له الحقّ من ربّه.
ويا فضيلة الشيخ عمر كان من المفروض أن تختار أي بيان ترى فيه ثغرة على الإمام ناصر ومن ثمّ تقيم علينا الحجّة من محكم الذكر، فإن فعلت ولو في نقطةٍ واحدةٍ فقد جئت بالبرهان المبين أنّ ناصر محمد اليماني كذابٌ أشِرٌ وليس المهديّ المنتظَر، وسوف نكتفي بمسألةٍ واحدةٍ فقط ثبت فيها عمر أو كافة خطباء المنابر أنّ ناصر على ضلالٍ فيها، وتذكر أنك لم تأتِ باحثاً عن الحقّ في طاولة الحوار فحسب فتواك أنك جئت إلى طاولة الحوار لتقيم على ناصر الحجّة من محكم الذكر أنّه ليس المهديّ المنتظَر، وهيهات هيهات يا عمر القرشي. فلا يزال المهديّ المنتظَر مرفوع الهامة يمشي فلم يقم عليه الحجّة أحدٌ من محكم الذكر منذ بدء الحوار بين المهديّ المنتظَر وكثير من خطباء المنابر من أصحاب الاسم المستعار في طاولة الحوار، فلا تثريب عليهم وربّي أعلم بما في قلوبهم، ولكن من أعرض عن الحقّ منهم من بعد ما تبين له أنّ الحقّ هو مع الإمام ناصر في محكم الكتاب ثمّ يتولى ولم يعقب إلى طاولة الحوار خشية أن يفتتن في عقائده الأخرى من بعد الفتنة في عذاب القبر، ومن ثمّ يردّ عليهم المهديّ المنتظَر فهل من كذب أحاديث الشيطان المخالفة لحديث الله في محكم القرآن قد أُفتتن عن الحق، مالكم كيف تحكمون، أفلا تعقلون؟
وليس للمهديّ المنتظَر أي شرط في الحوار مع عمر إلا أن يقبل الله أن يكون هو الحكم فيما كانوا فيه يختلفون في الدين، وما على المهديّ المنتظَر ناصر محمد إلا أن يأتيكم بحكم الله بينكم من محكم كتابه أو من سنة رسول الله الحق -صلى الله عليه وآله وسلم- التي لا تخالف لمحكم كتاب الله القرآن العظيم.
وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله رب العالمين..
أخوكم الإمام ناصر محمد اليماني.
ـــــــــــــــــــــ
Admin
30-03-2012, 09:41 PM
-3-
[ لمتابعة رابط المشاركـــــــة الأصليـــــــة للبيــــــــــان ] (https://mahdialumma.online/showthread.php?p=36182)
https://mahdialumma.online/showthread.php?p=36182 (https://mahdialumma.online/showthread.php?p=36182)
الإمام ناصر محمد اليماني
22 - 04 - 1433 هـ
16 - 03 - 2012 مـ
10:03 صباحاً
ـــــــــــــــــــــ
الإمام المهديّ ابتعثه الله من أنصار محمدٍ رسول الله أي ناصراً لما جاء به محمدٌ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم..
بسم الله الرحمن الرحيم {سَلَامٌ عَلَىٰ نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ ﴿79﴾ إِنَّا كَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ ﴿80﴾ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ ﴿81﴾ ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ ﴿82﴾ وَإِنَّ مِن شِيعَتِهِ لَإِبْرَاهِيمَ ﴿83﴾} صدق الله العظيم [الصافات].
فانظر إلى قول الله تعالى: {وَإِنَّ مِن شِيعَتِهِ لَإِبْرَاهِيمَ} صدق الله العظيم؛ بمعنى أنّ الله ابتعث رسول الله إبراهيم من أنصار نوح عليه الصلاة والسلام، أي ناصراً لما جاء به نوح عليه الصلاة والسلام، وكذلك الإمام المهديّ ابتعثه الله من أنصار محمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، أي ناصراً لما جاء به محمدٌ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. فلمَ المغالطة في الحقّ؟ يا قرشي وكافة علماء الأُمّة لتعلموا أنّ المقصود: {وَإِنَّ مِن شِيعَتِهِ لَإِبْرَاهِيمَ} صدق الله العظيم، أي من أنصار نبي الله نوح.
والسؤال الذي يطرح نفسه هو: فهل لا يزال رسول الله نوح على قيد الحياة في عصر بعث رسول الله إبراهيم حتى يشترط أن يكون رسول الله إبراهيم من شيعته؟ أم إنّك يا قرشي لا تعلم البيان الحقّ لقول الله تعالى: {وَإِنَّ مِن شِيعَتِهِ لَإِبْرَاهِيمَ} صدق الله العظيم؟ والجواب بالحقّ: أي ناصراً له فهو من شيعته أي من أنصاره، فلا تغالط في الحقّ أخي الكريم ثبتني الله وإياك على الصِراط المُستقيم، وشتّان ما بين بيان الإمام المهديّ للقُرآن وبيان القرشي كون القرشي يأتي بالآية ومن ثمّ يأتي ببيانها من عند نفسه حسب نظرته، ولكننا نأتيكم بالبُرهان من مُحكم القُرآن لآيات البُرهان للعذاب من بعد الموت فنأتي بالآية البيّنة أنّ العذاب في النار، ومن ثمّ تقول أنّه في القبر من عند نفسك! فلا تتبع خطوات الشيطان الذي يأمركم أن تقولوا على الله ما لا تعلمون. وقال الله تعالى: {إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاء وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ} صدق الله العظيم [البقرة:169].
وحسبي الله ونعم الوكيل..
الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
ـــــــــــــــــــــ
Admin
30-03-2012, 09:43 PM
- 4 -
[ لمتابعة رابط المشاركة الأصلية للبيان ] (https://mahdialumma.online/showthread.php?p=36322)
https://mahdialumma.online/showthread.php?p=36322 (https://mahdialumma.online/showthread.php?p=36322)
الإمام ناصر محمد اليماني
24 - 04 - 1433 هـ
18 - 03 - 2012 مـ
04:24 صباحاً
ـــــــــــــــــــــــ
إنّ للمتقين بشرى بدخولهم الجنة يوم موتهم إلى يوم بعثهم، وكذلك بشرى أخرى في يوم بعثهم..
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدي محمد رسول الله وآله الأطهار وجميع أنصار الله الواحد القهار إلى اليوم الآخر، أمّا بعد..
يا معشر الأنصار السابقين الأخيار في عصر الحوار من قبل الظهور، وإذا حضر الطهور بطل العفور فكونوا جمهوراً متابعين للحوار بين المهديّ المنتظَر وعمر، وأيُّ البيان الحقّ للذكر؛ فهل يأتي به المهديّ المنتظَر أم الشيخ عمر القرشي؟ ولا يزال يفتيكم المهديّ المنتظَر أنّه لا ينبغي للأنصار وكافة الباحثين عن الحقّ في طاولة الحوار أن تأخذهم العزّة بالإثم إن تبيّن لهم أنّ فضيلة الشيخ عمر ينطق بالحقّ ويهدي إلى صراطٍ مستقيم، فاتبعوا الحقّ من ربكم حتى ولو كان 99% من الحقّ في المسائل هو مع الإمام ناصر ومسألة واحدة أصاب فيها عمر وهيّمن على الإمام ناصر من محكم الذكر ومن ثمّ يقول الأنصار وكافة الباحثين عن الحقّ في طاولة الحوار:
"قد تبيّن لنا أن الإمام ناصر محمد ليس إلا مجرد عالم كبير فقط ولا يعني هذا أنه المهديّ المنتظَر كون محمد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- قد أخبر ناصر محمد في الرؤيا أنّه المهديّ المنتظَر، وجعل البرهان المبين على الواقع الحقيقي أنه إذا كان الإمام ناصر محمد هو المهديّ المنتظَر فإنه لا يجادله أحدٌ من القرآن إلا غلبه الإمام ناصر محمد".
وعليه فقد جعل الله هذه الفتوى هي البرهان المبين لمعرفة المهديّ المنتظَر الحقّ أنه لا يجادله عالِم من القرآن إلا غلبه المهديّ المنتظَر الحقّ، فإن صدق الله الإمام ناصر هذه الرؤيا على الواقع الحقيقي فقد تبيّن للباحثين عن الحقّ أنّ الإمام ناصر محمد اليماني هو المهديّ المنتظَر لا شك ولا ريب، وإن غُلب في مسألةٍ واحدةٍ من محكم الذكر فقد علمتم أنّه مجرد عالِمٌ كبيرٌ وليس المهديّ المنتظَر، فأصبحت طاولة الحوار هي الميدان لفرسان الحوار بمحكم الذكر.
ويا فضيلة الشيخ عمر القرشي فلا يزال المهديّ المنتظَر مرفوع الهامة يمشي، ونأمر الأنصار أن يحترموا فضيلة الشيخ عمر فليس من الحقّ أن من خالفنا أن نتّخذه خصيماً مبيناً، أو نقول أنه من شياطين البشر حاشا لله حتى يتبيّن لنا أمره ويتبيّن لنا ما يخفيه صدره، وأهلاً وسهلاً ومرحباً بالشيخ عمر، ولا يزال محور الحوار بين المهديّ المنتظَر وفضيلة الشيخ عمر هو في عذاب القبر والبرهان من محكم الذكر، وأراد عمر أن يأتي بالبرهان من محكم الذكر على إثبات عذاب القبر بقول الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّـهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ ﴿30﴾ نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ ﴿31﴾ نُزُلًا مِّنْ غَفُورٍ رَّحِيمٍ ﴿32﴾ وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّـهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴿33﴾} صدق الله العظيم [فصلت].
ويا عمر إني المهديّ المنتظَر أفتي بالحقّ أنّ هذه الآية تخصّ البشرى الأولى للمتقين بدخول الجنة قبل مجيء يوم البعث الشامل، بمعنى أنّ المتقين لهم بشرى في الحياة الدنيا بدخول الجنة ولهم بشرى أخرى يوم البعث الشامل كذلك بدخولهم الجنة، تصديقاً لقول الله تعالى: {أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّـهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴿62﴾ الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ ﴿63﴾ لَهُمُ الْبُشْرَىٰ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّـهِ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴿64﴾ وَلَا يَحْزُنكَ قَوْلُهُمْ ۘ إِنَّ العزّة لِلَّـهِ جَمِيعًا ۚ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴿65﴾} صدق الله العظيم [يونس].
فأمّا البشرى الأولى فهي يوم موت (المتّقي لربه) الثابت على الصراط المستقيم حتى لقي الله بقلب سليم، وهو من الذين يسارعون في الخيرات ويدعون ربّهم رغباً ورهباً وكانوا من الخاشعين، أولئك لهم بشرى أولى بدخولهم الجنة خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض وذلك في يوم موتهم إلى يوم بعثهم. تصديقاً لقول الله تعالى: {يَوْمَ يَأْتِ لَا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ ۚ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ ﴿105﴾ فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ ﴿106﴾ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ ﴿107﴾ وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ ﴿108﴾} صدق الله العظيم [هود].
وكذلك بشرى أخرى بدخولهم الجنة وذلك في يوم بعثهم فيدخلوها بالروح والجسد يوم البعث الشامل، يوم يطوي الله السماوات كطي السجل للكتب تتلقاهم الملائكة بالبشرى مرةً أخرى لتطمئن قلوبهم، تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُم مِّنَّا الْحُسْنَىٰ أُولَـٰئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ ﴿101﴾ لَا يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنفُسُهُمْ خَالِدُونَ ﴿102﴾ لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ هَـٰذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ ﴿103﴾ يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ ﴿104﴾} صدق الله العظيم [الأنبياء].
ولكن هذه البشرى الأخرى بدخولهم الجنة مرةً أخرى بعد انقضاء الحياة الدنيا وهم قد كانوا فيها من قبل انتهاء الحياة الدنيا، وذلك من يوم موتهم إلى يوم بعثهم، وكذلك أصحاب النار. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ ﴿45﴾ النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ ﴿46﴾} صدق الله العظيم [غافر].
ونستنبط من هذه الآية المحكمة قول الله تعالى: {يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوّاً وَعَشِيّاً} صدق الله العظيم، فهذا برهانٌ مبيْنٌ أنّ الكُفار المُعرضين عن الحقّ من ربّهم بعد أن أهلكهم الله أدخلهم النار فور موتهم في نفس اليوم الذي أهلكهم الله فيه فلا يزالون في النار يعذّبون هذه الأيام، فهم يعرضون عليها للتعذيب غدواً وعشياً.
ولا يقصد أنّ في النار غدوٌ وعشيٌ كون النار سراجاً وهاجاً كمثل الشمس؛ بل بحساب أيام الأرض التي فيها غدوٍّ وعشيٍّ، وعليه يعتمد الحساب في الكتاب لقضاء الحياة البرزخيّة في النار أو في الجنة إلى يوم البعث. وكذلك أصحاب الجنة لهم رزقهم فيها غدواً وعشياً حسب أيام الأرض إلى يوم البعث، وكذلك الذين أدخلهم الله جنته من بعد الموت فهم يلبثون فيها غدواً وعشياً على مدار 24 ساعة حسب أيام الأرض، وليس في الجنة غدوٌ ولا عشيٌ. تصديقاً لقول الله تعالى: {مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْساً وَلَا زَمْهَرِيراً} صدق الله العظيم [الإنسان:13].
وإنما ذكر الغدو والعشي بحسب أيام الأرض بمعنى أنهم فيها منذ اليوم الذي يموتون فيه يدخلهم جنته وحتى اليوم وهذه الساعة، وهم الآن أحياءٌ عند ربهم يرزقون فيها بكرةً وعشياً، بمعنى أنهم الآن يرزقون فيها بكرةً وعشياً، تصديقاً لقول الله تعالى: {فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا ﴿59﴾ إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَـٰئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ شَيْئًا ﴿60﴾ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدَ الرَّحْمـٰنُ عِبَادَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّهُ كَانَ وَعْدُهُ مَأْتِيًّا ﴿61﴾ لَّا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا إِلَّا سَلَامًا وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيًّا ﴿62﴾ تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَن كَانَ تَقِيًّا ﴿63﴾} صدق الله العظيم [مريم].
وهذا يعني أنّ أهل النار في النار في ذات النار يعذبون فيها بكرةً وعشياً حتى هذه الساعة لصدور هذا البيان، وكذلك أهل الجنة في الجنة يرزقون فيها بُكرةً وعشياً حتى هذه الساعة وهم في جنات النعيم، والدليل على أن الذين ماتوا من أهل الجنة هم في الجنة الآن حسب أيام الأرض. تصديقاً لقول الله تعالى: {إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَـٰئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ شَيْئًا ﴿60﴾ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدَ الرَّحْمـٰنُ عِبَادَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّهُ كَانَ وَعْدُهُ مَأْتِيًّا ﴿61﴾ لَّا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا إِلَّا سَلَامًا وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيًّا ﴿62﴾ تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَن كَانَ تَقِيًّا ﴿63﴾} صدق الله العظيم [مريم].
والدليل على أنّ أهل النار منذ موتهم في النار في ذات النار وحسب أيام الأرض حتى يومنا هذا تجدونه في قول الله تعالى: {وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ ﴿45﴾ النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ ﴿46﴾} صدق الله العظيم [غافر].
وذلك تصديقاً لقول الله تعالى: {فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ ﴿106﴾ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ ﴿107﴾ وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ ﴿108﴾} صدق الله العظيم [هود].
وبما أننا قد أثبتنا أنّ المعذبين هم في ذات النار التي وعد الله بها الكفار والمكرّمون هم في ذات الجنة التي وعد الله بها الأبرار فالسؤال الذي لا يزال مطروحاً في طاولة الحوار إلى الشيخ عمر: فهل وجدتم الجنة أو النار في القبر؟ أفلا تعقلون! فقد جعل الشيطان الحجّة عليكم للكفار لنفي حقيقة جنة النعيم التي وعد الله بها الأبرار ونفي نار الجحيم التي وعد الله بها الكفار، ولذلك مكر الشيطان بأحاديث عذاب القبر ونعيمه حتى لا يجد الكفار في قبور أصحابهم مما تعتقدونه شيئاً، فيقولون: إنّ المسلمين متخلفون ودينهم دين مفترًى! فلم نجد الجنة أو النار في القبور كما يزعمون. ثم يزدادون كفراً بدين الإسلام والقرآن العظيم كونهم يعتقدون أنّ القرآن هو من أفتاكم بعذاب القبر، وأنتم وهم لكاذبون فلم يفتِ الله قط أنّ الجنة والنار في القبور، فاتقوا من يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور وإليه النشور يوم تبلى السرائر فما لكم من قوةٍ تحميكم من الله الواحد القهار ولا ناصر لكم من عذاب النار، فاتقوا الله يا أولي الأبصار.
أخوكم المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني.
ـــــــــــــــــــــــ
Admin
30-03-2012, 09:49 PM
- 5 -
[ لمتابعة رابط المشـاركـــــــــة الأصليَّة للبيــــــــــــــان ] (https://mahdialumma.online/showthread.php?p=79694)
https://mahdialumma.online/showthread.php?p=79694 (https://mahdialumma.online/showthread.php?p=79694)
الإمام ناصر محمد اليماني
02 - 05 - 1433 هـ
25 - 03 - 2012 مـ
04:13 صباحاً
ـــــــــــــــــــــــــ
المهديّ المنتظَر يحاجج عمر بآياتٍ بيناتٍ من محكم الذكر لنفي عذاب القبر، ويثبت العذاب من بعد الموت في النار ..
بسم الله الواحد القهّار، والصلاة والسلام على محمد رسول الله وآله الأطهار وكافة المرسلين من ربهم وآلهم وجميع التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، أمّا بعد..
ياحبيبي في الله عمر، إني المهديّ المنتظَر المهيمن عليكم بمحكم الذكر أجادلكم بآياتٍ بيّناتٍ محكماتٍ من آيات أمّ الكتاب. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا كُنتَ تَتْلُو مِن قَبْلِهِ مِن كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ ۖ إِذًا لَّارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ ﴿٤٨﴾ بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ ۚ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الظَّالِمُونَ ﴿٤٩﴾} صدق الله العظيم [العنكبوت].
وقال الله تعالى: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا} صدق الله العظيم [الإسراء:15].
والسؤال الذي يطرح نفسه فأين ذهب مصير أوّل أمّةٍ كذّبوا برسول ربهم؟ والجواب تجدونه من الربّ في محكم الكتاب. قال الله تعالى: {قَالَ نُوحٌ رَّبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي وَاتَّبَعُوا مَن لَّمْ يَزِدْهُ مَالُهُ وَوَلَدُهُ إِلَّا خَسَارًا ﴿٢١﴾ وَمَكَرُوا مَكْرًا كُبَّارًا ﴿٢٢﴾ وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا ﴿٢٣﴾ وَقَدْ أَضَلُّوا كَثِيرًا ۖ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا ضَلَالًا ﴿٢٤﴾ مِّمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَارًا فَلَمْ يَجِدُوا لَهُم مِّن دُونِ اللَّـهِ أَنصَارًا ﴿٢٥﴾} صدق الله العظيم [نوح].
وهذه فتوى محكمةٌ بيّنةٌ أنّ الله توفاهم بالغرق فأدخلهم النار مباشرةً من بعد أن اهلكهم الله، وكذلك مصير الأمم من بعدهم أرسل الله إليهم رسله تَتْرى في كل أمّة فكذبوه، فأين مصير الذين كذبوا بآيات ربهم؟ والجواب تجدوه في محكم الكتاب في قول الله تعالى: {فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ أُولَئِكَ يَنَالُهُمْ نَصِيبُهُمْ مِنَ الْكِتَابِ حَتَّى إِذَا جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا يَتَوَفَّوْنَهُمْ قَالُوا أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالُوا ضَلُّوا عَنَّا وَشَهِدُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ (37) قَالَ ادْخُلُوا فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ فِي النَّارِ كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَعَنَتْ أُخْتَهَا حَتَّى إِذَا ادَّارَكُوا فِيهَا جَمِيعًا قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لِأُولَاهُمْ رَبَّنَا هَؤُلَاءِ أَضَلُّونَا فَآتِهِمْ عَذَابًا ضِعْفًا مِنَ النَّارِ قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلَكِنْ لَا تَعْلَمُونَ (38) وَقَالَتْ أُولَاهُمْ لِأُخْرَاهُمْ فَمَا كَانَ لَكُمْ عَلَيْنَا مِنْ فَضْلٍ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ (39) إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ (40) لَهُمْ مِنْ جَهَنَّمَ مِهَادٌ وَمِنْ فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ (41)} صدق الله العظيم [الأعراف].
فانظر يا عمر فتوى الله في محكم الذكر: {حَتَّىٰ إِذَا جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا يَتَوَفَّوْنَهُمْ قَالُوا أَيْنَ مَا كُنتُمْ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ ۖ قَالُوا ضَلُّوا عَنَّا وَشَهِدُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ ﴿٣٧﴾قَالَ ادْخُلُوا فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُم مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ فِي النَّارِ ۖ كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَّعَنَتْ أُخْتَهَا} صدق الله العظيم.
فانظر يا عمر فتوى الله في محكم الذكر: {قَالَ ادْخُلُواْ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُم مِّن الْجِنِّ وَالإِنسِ فِي النَّارِ كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَّعَنَتْ أُخْتَهَا} صدق الله العظيم.
فانظر يا عمر لقول الله تعالى: {ادْخُلُواْ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُم مِّن الْجِنِّ وَالإِنسِ فِي النَّارِ} صدق الله العظيم، ولكنّ القبر لا يوجد فيه غير واحدٍ وليسوا أمماً يا عمر، ولكن قال الله تعالى: {ادْخُلُواْ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُم مِّن الْجِنِّ وَالإِنسِ فِي النَّارِ} صدق الله العظيم. في النار يا عمر، فاتقِ الله الواحد القهار وهذا هو عذاب آخر في النار غير عذاب يوم القيامة. تصديقاً لقول الله تعالى:
{هَـٰذَا ۚ وَإِنَّ لِلطَّاغِينَ لَشَرَّ مَآبٍ ﴿٥٥﴾ جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا فَبِئْسَ الْمِهَادُ ﴿٥٦﴾ هَـٰذَا فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ ﴿٥٧﴾ وَآخَرُ مِن شَكْلِهِ أَزْوَاجٌ ﴿٥٨﴾ هَـٰذَا فَوْجٌ مُّقْتَحِمٌ مَّعَكُمْ ۖ لَا مَرْحَبًا بِهِمْ ۚ إِنَّهُمْ صَالُو النَّارِ ﴿٥٩﴾ قَالُوا بَلْ أَنتُمْ لَا مَرْحَبًا بِكُمْ ۖ أَنتُمْ قَدَّمْتُمُوهُ لَنَا ۖ فَبِئْسَ الْقَرَارُ ﴿٦٠﴾ قَالُوا رَبَّنَا مَن قَدَّمَ لَنَا هَـٰذَا فَزِدْهُ عَذَابًا ضِعْفًا فِي النَّارِ ﴿٦١﴾وَقَالُوا مَا لَنَا لَا نَرَىٰ رِجَالًا كُنَّا نَعُدُّهُم مِّنَ الْأَشْرَارِ ﴿٦٢﴾ أَتَّخَذْنَاهُمْ سِخْرِيًّا أَمْ زَاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصَارُ ﴿٦٣﴾ إِنَّ ذَٰلِكَ لَحَقٌّ تَخَاصُمُ أَهْلِ النَّارِ ﴿٦٤﴾ قُلْ إِنَّمَا أَنَا مُنذِرٌ ۖ وَمَا مِنْ إِلَـٰهٍ إِلَّا اللَّـهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ ﴿٦٥﴾ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ ﴿٦٦﴾ قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ ﴿٦٧﴾ أَنتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ ﴿٦٨﴾ مَا كَانَ لِيَ مِنْ عِلْمٍ بِالْمَلَإِ الْأَعْلَىٰ إِذْ يَخْتَصِمُونَ ﴿٦٩﴾} صدق الله العظيم [ص].
فكيف يكون القبر ملأ أعلى يا عمر؟ فاتقِ الله الواحد القهار حبيببي في الله، ولكن المجرمين لم يجدوا أناساً قتلوهم من قبل بسبب تصديقهم لأنبياء الله وكانوا يحسبونهم من الأشرار فقاموا بقتلهم، ولكنهم لم يجدونهم أمامهم في النار ولذلك قالوا: {مَا لَنَا لَا نَرَىٰ رِجَالًا كُنَّا نَعُدُّهُم مِّنَ الْأَشْرَارِ ﴿٦٢﴾ أَتَّخَذْنَاهُمْ سِخْرِيًّا أَمْ زَاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصَارُ ﴿٦٣﴾ إِنَّ ذَٰلِكَ لَحَقٌّ تَخَاصُمُ أَهْلِ النَّارِ ﴿٦٤﴾} صدق الله العظيم.
وسألتك بالله الواحد القهار من يقصد الله بقوله تعالى: {مَا كَانَ لِىَ مِنْ عِلْم بِالْمَلإ الاَْعْلَى إِذْ يَخْتَصِمُونَ} صدق الله العظيم؟ والجواب بيّنٌ في محكم الكتاب من هم المختصمون. قال الله تعالى:
{إِنَّ ذَٰلِكَ لَحَقٌّ تَخَاصُمُ أَهْلِ النَّارِ ﴿٦٤﴾ قُلْ إِنَّمَا أَنَا مُنذِرٌ ۖ وَمَا مِنْ إِلَـٰهٍ إِلَّا اللَّـهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ ﴿٦٥﴾ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ ﴿٦٦﴾ قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ ﴿٦٧﴾ أَنتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ ﴿٦٨﴾ مَا كَانَ لِيَ مِنْ عِلْمٍ بِالْمَلَإِ الْأَعْلَىٰ إِذْ يَخْتَصِمُونَ ﴿٦٩﴾} صدق الله العظيم
فانظر يا عمر لفتوى الله في محكم الذكر: {مَا كَانَ لِىَ مِنْ عِلْم بِالْمَلإ الاَْعْلَى إِذْ يَخْتَصِمُونَ} صدق الله العظيم، فكيف يكون القبر ملأ أعلى يا عمر؟ فاتقوا الله يا أولي الأبصار فلا تجعلوا للكفار الحجّة عليكم بسبب عقيدتكم أنّ العذاب البرزخيّ في القبر أنه روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار، ولكن الكذب حباله قصيرة يا عمر فلن يجد الكفار مما تعتقدونه شيئاً في القبر، وتالله لو تنبش كافة قبور الكفار والأبرار لما وجدتم غير خيوط العنكبوت معشعشة في القبور، فلن تجدوا لا جنةً ولا ناراً كون الجنة عرضها كعرض السماوات والأرض والقبر عرضها نصف متر يا عمر، وإنما يريد الشياطين من هذا الافتراء أن يقيم الكفار عليكم الحجّة فلا يجدون مما يعتقد المسلمون شيئاً، فلا وجدوا في القبور لا جنةً ولا ناراً ثم يزدادون كفراً بالذكر برغم أن الذكر لم يفتِ أنّ العذاب البرزخي في القبر؛ بل أفتاكم الله الواحد القهار أنّ العذاب البرزخي هو في النار من بعد التوفي للأمم جميعاً، المكذبون برسل ربهم يعذبون في النار من بعد التوفي أمماً يشاهدون بعضهم بعضاً، ولم نجد أنهم يعذبون في قبورهم أشتاتاً بل قال الله تعالى: {حَتَّىٰ إِذَا جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا يَتَوَفَّوْنَهُمْ قَالُوا أَيْنَ مَا كُنتُمْ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ ۖ قَالُوا ضَلُّوا عَنَّا وَشَهِدُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ ﴿٣٧﴾قَالَ ادْخُلُوا فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُم مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ فِي النَّارِ ۖ كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَّعَنَتْ أُخْتَهَا} صدق الله العظيم [الأعراف:37-38].
وياعجبي منك يا عمر فكيف أنك تأتي بآياتٍ من محكم الذكر يفتيك الله فيها أنّ العذاب البرزخي هو في النار ومن ثم تقول هذا دليل على عذاب القبر؟ فاتقِ الله الواحد القهار يا عمر ولا تأخذك العزّة بالإثم فإنك تجادل المهديّ المنتظَر المهيمن عليكم بمحكم الذكر، فلم يجعلني الله من الذين ينفون العذاب البرزخي من بعد الموت ويقرّوه فقط يوم البعث فغرتهم آيات أخر تخصّ بعض الأموات، ولكني المهديّ المنتظر أضع كلّ آيةٍ في موضعها، ولن أحرّف كلام الله عن مواضعه المقصودة، فكيف أنك تأتي بآيات الإثبات للعذاب البرزخي أنه في النار ومن ثم تحرّفه من عند نفسك فتقول ذلكم البرهان لعذاب القبر، فتجعل الجنة والنار في القبور؟ فاتقِ من يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، واتبع الإمام المهديّ في عصر الحوار من قبل الظهور يشرح الله صدرك فتبصر الحقّ جليّاً كما تبصر البدر في ليلة النصف من الشهر يا عمر.
فلا أتغنى لكم بالشعر ولا أبالغ بغير الحقّ بالنثر، وأقسم بالله الواحد القهار الذي خلق الجانّ من مارجٍ من نارٍ وخلق الإنسان من صلصالٍ كالفخار أني المهديّ المنتظَر لم أتعلم علوم الدين عند أيٍّ من علماء البشر وأنّ معلمي هو الله الواحد القهّار.. نِعْمَ المعلم يا عمر ونِعْمَ المولى ونِعْمَ النصير.
ألا والله الذي لا إله غيره لا يستطيع كافة خطباء المنابر ومفتي الديار في كافة الأقطار أن يقيموا الحجّة على الإمام ناصر يا عمر، كن من الأنصار تفُز فوزاً عظيماً فيرضى الله عنك فيؤيّدك بروحٍ منه تلك روح رضوان الله ريحانٌ في القلب ونعيمٌ لو يعلم البشر النعيم الذي فيه أنصار المهديّ المنتظَر لجالدوهم عليه يا عمر، وتالله لو علمت به لما رضيت بملكوت الدنيا والآخرة حتى يرضى من أحببت فكن من القوم الذين يحبهم الله ويحبونه يا عمر، فكيف يرضى الحبيب وهو يعلم أنّ حبيبه متحسرٌ وحزينٌ على كافة الكافرين الذين كذبوا برسل ربهم فأهلكهم الله فأدخلهم النار؟ وقال الله تعالى: {وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا} صدق الله العظيم [فاطر:37].
فلهم صراخٌ شديدٌ من ألم الحريق، فتصوّر وأنت تنظر إليهم حالك يا عمر، فما بالك بحال من هو أرحم من فضيلة الشيخ عمر؛ الله أرحم الراحمين؟ وبما أنكم تؤمنون أنّ الله هو حق أرحم الراحمين فحتماً لا شك ولا ريب أنه متحسّر على عباده الكافرين بعد أن كذبوا رسل ربهم فأهلكهم الله بغير ظلمٍ منه بل ظلموا أنفسهم، ورغم ذلك ترى ربك يا عمر متحسراً وحزيناً عليهم. تصديقاً لفتوى الله عن حاله في محكم كتابه: {يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾ أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ ﴿٣١﴾} صدق الله العظيم [يس].
ولا يفتيكم المهديّ المنتظر بأنّ الله يتحسّر على الكفار من قبل الندم حاشا لله؛ بل هو غاضبٌ عليهم، وإنما تأتي الحسرة في نفس الله من بعد أن يأخذهم الله بذنوبهم فيصبحوا نادمين على ما فرّطوا في جنب ربهم فيقول كلٌ منهم: {أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَىٰ عَلَىٰ مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّـهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ ﴿٥٦﴾} صدق الله العظيم [الزمر].
حتى إذا علم الله بشدة حسرتهم في أنفسهم على ما فرّطوا في جنب ربّهم ومن ثمّ يتحسّر أرحم الراحمين على عباده، ولكن حسرتهم على ما فرّطوا في جنب ربهم جاءت متأخرة وذلك بعد أن أهلكهم الله بسبب تكذيبهم لرسل ربهم فأخذتهم الصيحة فتحسروا على أنفسهم، ومن ثم جاءت الحسرة في نفس الله على عباده. وقال الله تعالى: {يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾ أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ ﴿٣١﴾ وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ ﴿٣٢﴾} صدق الله العظيم [يس].
إنا لله وإنا إليه لراجعون، وسلامٌ على المرسلين والحمد لله ربّ العالمين..
أخوكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
______________
Admin
29-10-2016, 10:27 AM
- 6 -
[ لمتابعة رابط المشـاركـــــــــة الأصليَّة للبيــــــــــــــان ] (https://mahdialumma.online/showthread.php?p=42068)
https://mahdialumma.online/showthread.php?p=42068 (https://mahdialumma.online/showthread.php?p=42068)
الإمام ناصر محمد اليماني
10 - 06 - 1433 هـ
02 - 05- 2012 مـ
05:18 صباحاً
ـــــــــــــــــــــ
المهديّ المنتظَر يختم بحجّة العقل والمنطق حواره مع الشيخ عمر في عقيدة عذاب القبر..
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدّي محمد رسول الله وآله الأطهار وجميع أنصار الله في كلِّ زمانٍ ومكانٍ إلى اليوم الآخر..
ويا عمر القرشي اتّقِ الله الواحد القهّار الذي حَبْسُهُ النار، ولا تُعرِض عن البيان الحقّ للذكر الذي يحاجك به المهديّ المنتظَر في عصر الحوار من قبل الظهور، أفكلما أقمنا عليك الحجّة لا تعترف بالحقّ ولم تهتدِ إلى الصراط المستقيم؟ فلا تأخذك العزّة بالإثم عن الاعتراف بسلطان العلم الملجم للجاهل والعالم، وأراك تريد أن تبطل فتوانا عن براءة نبيّ الله داوود من الذين وصفوا أخلاقه بغير الحقّ كما يلي من تفاسير شياطين البشر:
(ذكروا لداوود عليه الصلاة والسلام تسعاً وتسعون امرأة وأنه شغف حباً بامرأة أحد جنوده، وأنه أراد أن تكون هذه المرأة من زوجاته، فطلب من هذا الجندي أن يذهب إلى الغزو لعله يقتل فيخلف امرأته ثم يأخذها داوود عليه الصلاة والسلام)وكذب أعداء الله وأعداء أنبيائِه من شياطين البشر من الذين يظهرون الإيمان ويبطنون الكفر والمكر.
ويا أخي الكريم عمر القرشي، لا نزال نظنّ في شخصكم الكريم الظنّ الحسن إلى حين، ويا رجل إنّي أراك تريد أن تفتي أنّ الله لم يهبْ لداوود عليه الصلاة والسلام وريثَه سليمان عليه الصلاة والسلام إلا بعد قصة الخصمين الذي تفاجأ بهما داوود عليه الصلاة والسلام واقفين بين يديه في المحراب كونه كان في حالة سجودٍ على الأرض في الركعة الأخيرة في الصلاة فإذا بهما واقفين بين يديه، وبرغم أنّه أوجس منهما خيفةً ولكنه أكمل التشهد وأتمّها بالتسليم، فإذا بالرجلين واقفين بين يديه وأوجس منهما خيفةً كونهما لم يستأذنوه بالدخول، ولكن الملائكة لا تستأذن بالدخول إلى المحاريب على الأنبياء ما دام لا توجد لديه إحدى نسائه، وإنما تتنزّل بأمر الله بقدر مقدور. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا وَمَا بَيْنَ ذَلِكَ وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا} صدق الله العظيم [مريم:64].
وعلى سبيل المثال لو استأذن جبريل عليه الصلاة والسلام على الدخول إلى مريم من وراء الحجاب إذاً لما فزعت منه، ولكنها تفاجأت به بين يديها رجلاً سوياً، ومن ثمّ استعاذت بالله منه كونه أفزعها وجوده بين يديها فجأةً ولم تعرفه، وكذلك نبيّ الله داوود عليه الصلاة والسلام فزع من الخصمين الذين شاهدهما فجأةً واقفين بين يديه ولم يدخلا من الباب كونهما تسوّرا وتمثلا رجلين سويين بين يديه وهو كان في سجود الركعة الأخيرة من صلاته بقدرٍ مقدورٍ في الكتاب المسطور، حتى إذا رفع رأسه ليجلس للتشهد الأخير فإذا هما قائمان رجلان سويّان بين يديه، فأوجس منهما خيفةً كونه شاهدهما فجأةً بين يديه، وذلك ما أفزع نبيّ الله داوود منهما خيفة، وحدث ذلك بعد خطأ نبيّ الله داوود في الحكم بادئ الأمر بين الخصمين المختصمين في الغنم في قول الله تعالى: {وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ ﴿78﴾ فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ} صدق الله العظيم [الأنبياء:78-79].
وإنما ابتعث الله الملكين ليمثلا الخصمين، ولكني أرى عمر القرشي يقول أنّ سليمان لم يكن موجوداً حين حكم نبيّ الله داوود بين الخصمين الذين تسورا المحراب بدليل قول الله تعالى: {وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ ﴿17﴾ إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْرَاقِ ﴿18﴾ وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً كُلٌّ لَّهُ أَوَّابٌ ﴿19﴾ وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ وَآتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ ﴿20﴾ وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ ﴿21﴾ إِذْ دَخَلُوا عَلَىٰ دَاوُودَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ قَالُوا لَا تَخَفْ خَصْمَانِ بَغَىٰ بَعْضُنَا عَلَىٰ بَعْضٍ فَاحْكُم بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَلَا تُشْطِطْ وَاهْدِنَا إِلَىٰ سَوَاءِ الصِّرَاطِ ﴿22﴾ إِنَّ هَـٰذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ ﴿23﴾ قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَىٰ نِعَاجِهِ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ الْخُلَطَاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَّا هُمْ وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ ﴿24﴾ فَغَفَرْنَا لَهُ ذَٰلِكَ وَإِنَّ لَهُ عِندَنَا لَزُلْفَىٰ وَحُسْنَ مَآبٍ ﴿25﴾ يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَىٰ فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّـهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّـهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ ﴿26﴾ وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلًا ذَٰلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ ﴿27﴾ أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ ﴿28﴾ كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْألباب ﴿29﴾ وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ ۚ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ ﴿30﴾} صدق الله العظيم [ص].
وحجّة عمر القرشي هي قول الله تعالى: {وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ} صدق الله العظيم. ومن ثمّ يرد عليه الإمام المهديّ ناصر محمد وكافة النبيين عليهم الصلاة والسلام وأقول: ولكن يا عمر إنّ الخبر جاء في سياق قصة الخصمين الذين تسورا المحراب ولم يحدث الوهب من بعد ذلك، ولم يأتوا يبشروه بنبيّ الله سليمان كون الله قد وهبه لداود من قبل. بدليل قول الله تعالى: {وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ} صدق الله العظيم، ولكن عمر يقول بل حدث الوهب من بعد ذلك بدليل قول الله تعالى: {وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ} صدق الله العظيم. ومن ثمّ يرد المهديّ المنتظَر على عمر ونقول: أليس الوهب فعل ماضٍ يا عمر؟ وقال الله تعالى: {وَوَهَبْنَا لَهُم مِّن رَّحْمَتِنَا وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيّاً} صدق الله العظيم [مريم:50]
وكذلك قول الله تعالى: {وَوَهَبْنَا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنَّا وَذِكْرَى لِأُوْلِي الْألباب} صدق الله العظيم [ص:43].
والسؤال الذي يطرح نفسه فهل لم يهب الله لنبيّه أيوب زوجته إلا من بعد أن برئ؟ والجواب تجدونه في محكم الكتاب: {خُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا فَاضْرِب بِّهِ وَلَا تَحْنَثْ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِّعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ} صدق الله العظيم [ص:44].
كونه أقسم ليضرب زوجته على شيء (ما). وكذلك قول الله تعالى في قصة نبيّ الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام: {وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ وَآتَيْنَاهُ أَجْرَهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ} صدق الله العظيم [العنكبوت:27].
وإنما يتحدث الله عن وهبٍ قد مضى؛ فعل ماضٍ، وكذلك في قصة نبيّ الله داوود: {{{وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ}}} صدق الله العظيم. فلماذا تحرّف كلام الله عن مواضعه المقصودة يا عمر؟ أم إنك تريد أن تخرج ناصر محمد اليماني والأنصار عن الحوار في عقيدة عذاب القبر للكفار؟ وسبق أن أقمنا الحجّة عليك بالحقّ وما أسهل إقامة الحجّة عليك وعلى كافة أصحاب عقيدة عذاب القبر كون الكذب حباله قصيرة، فأنت تعلم لو ننبش قبورَ الكفارِ بالذكرِ والمؤمنين فلن نجد جنةً ولا ناراً يا عمر.
ولربما فضيلة الشيخ عمر: "يقول مهلاً مهلاً يا ناصر محمد يا من يزعم أنه المهديّ المنتظَر، إنما الروح تختفي عن الأبصار فالأموات يعذبون في النار أو ينعمون في جنة بالقبر ولكنها لا تدركهم الأبصار". ومن ثمّ يرد عليه المهديّ المنتظَر الحقّ من ربه وأقول: يا عمر فإن كانت الروح مخفيّةً عن أبصار الأحياء ولكن الجنة أو النار لم يخفيهما الله عن الأبصار كونهم شيء مرئيٌّ يا عمر، فلا تجعلوا للكفار حجّة عليكم فما أيسر إقامة الحجّة على المسلمين بسبب فرية عذاب القبر الذي ما أنزل الله بها من سلطان في محكم القرآن.
ولربما عمر يقول: "ولكن الله أفتانا في محكم القرآن عن قوم نوحٍ أنّهم يتعذبون في قبورهم. وقال الله تعالى: {مِّمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَارًا فَلَمْ يَجِدُوا لَهُم مِّن دُونِ اللَّـهِ أَنصَارًا ﴿25﴾ وَقَالَ نُوحٌ رَّبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا ﴿26﴾ إِنَّكَ إِن تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا ﴿27﴾} صدق الله العظيم [نوح].
وكذلك فرعون وقومه: {فَوَقَاهُ اللَّـهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ ﴿45﴾ النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ ﴿46﴾} صدق الله العظيم [غافر].
ومن ثمّ يقول عمر: "أليس ذلك دليل على أنهم يعذبون في القبر؟" ومن ثمّ يردّ عليه المهديّ المنتظَر وأقول: بل يعذبون في النار يا عمر، فاتّقِ الله الواحد القهار، ولا تحرفوا كلام الله عن مواضعه الحقّ ولم يُقبر قوم نوح بل أُغرقوا جميعاً وصارت جثثهم طعاماً لحيتان البحار، وكذلك قوم فرعون لم يُقبروا بل أُغرقوا وصارت جثثهم طعاماً لأسماك البحر إلا جثة فرعون. تصديقاً لقول الله تعالى: {الْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آَيَةً} صدق الله العظيم [يونس:92].
وكذلك فرعون لم يُقبر فيتعذب في قبره كون العذاب على النفس من دون الجسد يا عمر. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلآئِكَةُ بَاسِطُواْ أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُواْ أَنفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:93].
ولذلك لم يُقبر الكفار من قوم نوح ولا الكفار بنبيّ الله موسى بل تمَّ إغراقهم: {فَأُدْخِلُوا نَارًا فَلَمْ يَجِدُوا لَهُم مِّن دُونِ اللَّهِ أَنصَارًا} صدق الله العظيم [نوح:25].
وسبق بيان موقعهم في النار في الفضاء الكوني في كوكب النار يا عمر. تصديقاً لقول الله تعالى: {مَا كَانَ لِيَ مِنْ عِلْمٍ بِالْمَلَإِ الْأَعْلَىٰ إِذْ يَخْتَصِمُونَ ﴿69﴾ إِن يُوحَىٰ إِلَيَّ إِلَّا أَنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُّبِينٌ ﴿70﴾} صدق الله العظيم [ص].
ولربّما يودّ عمر أن يقول: "ومن أولئك القوم المختصمون؟". ومن ثمّ يردّ عليه المهديّ المنتظَر وأقول: ذلكم الكفار في العذاب الآخر غير عذاب يوم الحساب في محكم الكتاب. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَآخَرُ مِن شَكْلِهِ أَزْوَاجٌ ﴿58﴾ هَـٰذَا فَوْجٌ مُّقْتَحِمٌ مَّعَكُمْ لَا مَرْحَبًا بِهِمْ إِنَّهُمْ صَالُو النَّارِ ﴿59﴾ قَالُوا بَلْ أَنتُمْ لَا مَرْحَبًا بِكُمْ أَنتُمْ قَدَّمْتُمُوهُ لَنَا فَبِئْسَ الْقَرَارُ ﴿60﴾ قَالُوا رَبَّنَا مَن قَدَّمَ لَنَا هَـٰذَا فَزِدْهُ عَذَابًا ضِعْفًا فِي النَّارِ ﴿61﴾} صدق الله العظيم [ص].
ويا عمر تدبّر وتفكّر لعلك تبصر البيان الحقّ للذكر الذي يحاجكم به المهديّ المنتظَر ناصر محمد لعلك تبصر الحقّ من ربك. وقال الله تعالى: {مُتَّكِئِينَ فِيهَا يَدْعُونَ فِيهَا بِفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ وَشَرَابٍ ﴿51﴾ وَعِندَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ أَتْرَابٌ ﴿52﴾ هَـٰذَا مَا تُوعَدُونَ لِيَوْمِ الْحِسَابِ ﴿53﴾ إِنَّ هَـٰذَا لَرِزْقُنَا مَا لَهُ مِن نَّفَادٍ ﴿54﴾ هَـٰذَا وَإِنَّ لِلطَّاغِينَ لَشَرَّ مَآبٍ ﴿55﴾ جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا فَبِئْسَ الْمِهَادُ ﴿56﴾ هَـٰذَا فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ ﴿57﴾ وَآخَرُ مِن شَكْلِهِ أَزْوَاجٌ ﴿58﴾ هَـٰذَا فَوْجٌ مُّقْتَحِمٌ مَّعَكُمْ لَا مَرْحَبًا بِهِمْ إِنَّهُمْ صَالُو النَّارِ ﴿59﴾ قَالُوا بَلْ أَنتُمْ لَا مَرْحَبًا بِكُمْ ۖ أَنتُمْ قَدَّمْتُمُوهُ لَنَا ۖ فَبِئْسَ الْقَرَارُ ﴿60﴾ قَالُوا رَبَّنَا مَن قَدَّمَ لَنَا هَـٰذَا فَزِدْهُ عَذَابًا ضِعْفًا فِي النَّارِ ﴿61﴾ وَقَالُوا مَا لَنَا لَا نَرَىٰ رِجَالًا كُنَّا نَعُدُّهُم مِّنَ الْأَشْرَارِ ﴿62﴾ أَتَّخَذْنَاهُمْ سِخْرِيًّا أَمْ زَاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصَارُ ﴿63﴾ إِنَّ ذَٰلِكَ لَحَقٌّ تَخَاصُمُ أَهْلِ النَّارِ ﴿64﴾ قُلْ إِنَّمَا أَنَا مُنذِرٌ وَمَا مِنْ إِلَـٰهٍ إِلَّا اللَّـهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ ﴿65﴾ ربّ السماوات وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ ﴿66﴾ قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ ﴿67﴾ أَنتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ ﴿68﴾ مَا كَانَ لِيَ مِنْ عِلْمٍ بِالْمَلَإِ الْأَعْلَىٰ إِذْ يَخْتَصِمُونَ ﴿69﴾} صدق الله العظيم [ص].
فانظر يا عمر التحويل في الذكر من ذكر عذاب يوم الحساب إلى العذاب الآخر قبل يوم الحساب. وقال الله تعالى: {هَـٰذَا وَإِنَّ لِلطَّاغِينَ لَشَرَّ مَآبٍ ﴿55﴾ جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا فَبِئْسَ الْمِهَادُ ﴿56﴾ هَـٰذَا فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ ﴿57﴾ وَآخَرُ مِن شَكْلِهِ أَزْوَاجٌ ﴿58﴾ هَـٰذَا فَوْجٌ مُّقْتَحِمٌ مَّعَكُمْ لَا مَرْحَبًا بِهِمْ إِنَّهُمْ صَالُو النَّارِ ﴿59﴾ قَالُوا بَلْ أَنتُمْ لَا مَرْحَبًا بِكُمْ أَنتُمْ قَدَّمْتُمُوهُ لَنَا فَبِئْسَ الْقَرَارُ ﴿60﴾ قَالُوا رَبَّنَا مَن قَدَّمَ لَنَا هَـٰذَا فَزِدْهُ عَذَابًا ضِعْفًا فِي النَّارِ ﴿61﴾ وَقَالُوا مَا لَنَا لَا نَرَىٰ رِجَالًا كُنَّا نَعُدُّهُم مِّنَ الْأَشْرَارِ ﴿62﴾ أَتَّخَذْنَاهُمْ سِخْرِيًّا أَمْ زَاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصَارُ ﴿63﴾ إِنَّ ذَٰلِكَ لَحَقٌّ تَخَاصُمُ أَهْلِ النَّارِ ﴿64﴾ قُلْ إِنَّمَا أَنَا مُنذِرٌ وَمَا مِنْ إِلَـٰهٍ إِلَّا اللَّـهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ ﴿65﴾ ربّ السماوات وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ ﴿66﴾ قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ ﴿67﴾ أَنتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ ﴿68﴾ مَا كَانَ لِيَ مِنْ عِلْمٍ بِالْمَلَإِ الْأَعْلَىٰ إِذْ يَخْتَصِمُونَ ﴿69﴾} صدق الله العظيم.
وأما قول الله تعالى: {هَـٰذَا وَإِنَّ لِلطَّاغِينَ لَشَرَّ مَآبٍ ﴿55﴾ جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا فَبِئْسَ الْمِهَادُ ﴿56﴾ هَـٰذَا فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ ﴿57﴾} صدق الله العظيم، فهو يخص ذكر عذاب يوم الحساب. وأما العذاب الآخر قبل يوم الحساب فيخصّه ذكر قول الله تعالى: {وَآخَرُ مِن شَكْلِهِ أَزْوَاجٌ ﴿58﴾ هَـٰذَا فَوْجٌ مُّقْتَحِمٌ مَّعَكُمْ لَا مَرْحَبًا بِهِمْ إِنَّهُمْ صَالُو النَّارِ ﴿59﴾ قَالُوا بَلْ أَنتُمْ لَا مَرْحَبًا بِكُمْ ۖ أَنتُمْ قَدَّمْتُمُوهُ لَنَا ۖ فَبِئْسَ الْقَرَارُ ﴿60﴾ قَالُوا رَبَّنَا مَن قَدَّمَ لَنَا هَـٰذَا فَزِدْهُ عَذَابًا ضِعْفًا فِي النَّارِ ﴿61﴾ وَقَالُوا مَا لَنَا لَا نَرَىٰ رِجَالًا كُنَّا نَعُدُّهُم مِّنَ الْأَشْرَارِ ﴿62﴾ أَتَّخَذْنَاهُمْ سِخْرِيًّا أَمْ زَاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصَارُ ﴿63﴾ إِنَّ ذَٰلِكَ لَحَقٌّ تَخَاصُمُ أَهْلِ النَّارِ ﴿64﴾ قُلْ إِنَّمَا أَنَا مُنذِرٌ ۖ وَمَا مِنْ إِلَـٰهٍ إِلَّا اللَّـهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ ﴿65﴾ ربّ السماوات وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ ﴿66﴾ قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ ﴿67﴾ أَنتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ ﴿68﴾ مَا كَانَ لِيَ مِنْ عِلْمٍ بِالْمَلَإِ الْأَعْلَىٰ إِذْ يَخْتَصِمُونَ﴿69﴾} صدق الله العظيم.
فانظر يا عمر ردّ الأمم السابقة على ملائكة الرحمن حين أخبروهم بوصول وفدٍ جديد من الأمم الذين اتبعوهم وأرسل الله إليهم الرسل فكذبوهم فأهلكهم الله وأدخلهم النار فور موتهم، فقال خزنة جهنم للأمم السابقة: {هَذَا فَوْجٌ مُّقْتَحِمٌ مَّعَكُمْ}، فردّت الأمم السابقة فقالت: {لَا مَرْحَبًا بِهِمْ إِنَّهُمْ صَالُو النَّارِ}، ومن ثمّ ردَّ عليهم الضيوف الجدد: {قَالُوا بَلْ أَنتُمْ لَا مَرْحَبًا بِكُمْ أَنتُمْ قَدَّمْتُمُوهُ لَنَا فَبِئْسَ الْقَرَارُ} صدق الله العظيم. ولكن يا عمر إنّ الضيوف الجدد لم يجدوا رجالاً قاموا بقتلهم بسبب أنهم صدّقوا أنبياء الله وسفّهوا آلهتهم ويحسبونهم من الأشرار كما تحسبون المهديّ المنتظَر والأنصار، ولكنهم لم يجدونهم أمامهم في النار فقالوا: {وَقَالُوا مَا لَنَا لَا نَرَىٰ رِجَالًا كُنَّا نَعُدُّهُم مِّنَ الْأَشْرَارِ ﴿62﴾ أَتَّخَذْنَاهُمْ سِخْرِيًّا أَمْ زَاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصَارُ ﴿63﴾} صدق الله العظيم، ولكن أين هم يا عمر؟ ولماذا لم يجدونهم في النار كونهم قتلوهم من قبل أن يهلكهم الله؟ فقد ماتوا من قبلهم ولم يجدهم في النار الكفارُ الذين قاموا بقتلهم بسبب اتباعهم للحقّ من ربّهم كونهم يحسبونهم من الأشرار، ولكنهم لم يجدونهم في النار! {وَقَالُوا مَا لَنَا لَا نَرَىٰ رِجَالًا كُنَّا نَعُدُّهُم مِّنَ الْأَشْرَارِ ﴿62﴾ أَتَّخَذْنَاهُمْ سِخْرِيًّا أَمْ زَاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصَارُ ﴿63﴾}؟ ولكن أين أولئك الذين حسبوا أنهم من الأشرار برغم أنهم يتّبعون الحقّ من ربّهم وقاموا بقتلهم يا عمر؟ ونترك لكم الجواب من الربّ في محكم الكتاب ليخبركم أهم في القبور ينعّمون بين خيوط العنكبوت أم في عليين؟ وقال الله تعالى: {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّـهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ﴿169﴾ فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّـهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴿170﴾ يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّـهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّـهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ ﴿171﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].
ويا معشر المسلمين، إنني الإمام المهديّ أقسم بالله العظيم ربّ السماوات والأرض وما بينهما وربّ العرش العظيم أنّ أحاديث عذاب القبر من ضمن خطة إبليس الشيطان الرجيم علّمها لشياطين البشر الذين يظهرون الإيمان ويبطنون الكفر، والحكمة من ذلك لتكون من ضمن أحاديث سنة بيان القرآن، وذلك حتى يسهل للكفار الحجّة على المؤمنين كون الكذب حباله قصيرة؛ بل الشيطان وأولياؤه المفترون يعلمون أنّ الكفار سوف ينبشون قبوراً لأموات المسلمين والكفار لينظروا الأمر أَصَدَقَ المسلمين في عقيدتهم أنّ القبر روضةٌ من رياض الجنّة على المؤمنين أو حفرةٌ من حفر النار على الكفّار؟ ومن ثمّ لا يجدون مما يعتقده المسلمون شيئاً، ومن ثمّ يكفرون بعقائد المسلمين من بعد الموت والبعث والجنة والنار بسبب أنهم لم يجدوا أنّ القبر روضةٌ من رياض الجنة على المؤمنين ولا حفرةٌ من حفر النار على الكافرين، ونجح الشيطانُ وأولياؤه من شياطين البشر عن الصدّ عن الإيمان بالله ورسله بسبب فرية عذاب القبر. أفلا تعقلون يا معشر المسلمين؟ إنما أمركم الله أن تحاجّوا البشر بالعقل والمنطق كما أمر الأنبياء والرسل أن يحاجّوا أقوامهم بالعقل والمنطق، ولذلك تجدون كل نبيٍّ في القصص يحاج قومه بالعقل، وإنما العقل هو الفهم، وعقلت بمعنى فهمت. ولذلك قال الله تعالى: {أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} [البقرة:75].
أي من بعد ما فهموه، ومن لا يعقل لا يفهم شيء. وأمّا الفهم يأتي نتيجة التدبر والتفكر في الشيء، ومن لا يتفكر لن يفهم. ألا والله الذي لا إله غيره إنّه لن يفهم تفصيل البيان الحقّ للقرآن من ذات القرآن للإمام المهديّ ولجدي من قبلي إلا الذين يعقلون. تصديقاً لقول الله تعالى: {كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} صدق الله العظيم [الروم:28].
ولن يتبع الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني إلا الذين تفكّروا في سلطان علمه هل ينطق بالحقّ من محكم كتاب الله بعلم وسلطانٍ مبينٍ أم يهرف بما لا يعرف؟ أم يتخبطه مسُّ شيطانٍ رجيمٍ؟ أم من أصحاب الاجتهاد الذين تأسّس علمهم على حديثٍ من عند الشيطان: [كل مجتهد مصيب فإن أصاب فله أجران وإن أخطأ فله أجر]؟ أم أنّ ناصر محمد اليماني هو حقاً المهديّ المنتظَر يتلو البيان الحقّ للذكر من ذات القرآن؟ ومن ثمّ ينظرون إلى جواب عقولهم على دعوة الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وحتماً سوف يكون جواب عقولهم كمثل جواب عقول قوم نبيّ الله إبراهيم على أنفسهم: {فَرَجَعُوا إِلَى أَنفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنْتُمْ الظَّالِمُونَ} صدق الله العظيم [الأنبياء:64].
وكذلك أمَرَ الله جدّي محمد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- أن يحاجَّ قومه بالعقل والمنطق. وقال الله تعالى: {قُلْ لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلَا أَدْرَاكُمْ بِهِ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا مِنْ قَبْلِهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ} [يونس:16].
{وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ} [الأنعام:32].
{لَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ} [الأنبياء:10].
{وَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَزِينَتُهَا وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى أَفَلَا تَعْقِلُونَ} [القصص:60].
{وَلَقَدْ تَرَكْنَا مِنْهَا ءَايَةً بَيِّنَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} [العنكبوت:35].
{وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَدَارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا أَفَلَا تَعْقِلُونَ} [يوسف:109].
{إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} [البقرة:164].
{وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} صدق الله العظيم [النحل:12].
وإنّي الإمام المهديّ كذلك أشهد الله وكافة الأنصار السابقين الأخيار وكفى بالله شهيداً أنيّ أتحدى كلّ مسلمٍ وكافرٍ بحجّة العقل والمنطق فآتيهم بالحقّ من محكم كلام الله. ومن أصدق من الله قيلاً؟ وقال الله تعالى: {{{فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ}}} صدق الله العظيم [المرسلات:50].
وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله رب العالمين..
أخوكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
ــــــــــــــــــــــ
جميع الحقوق ® محفوظة لجميع المسلمين في الأرض.