مشاهدة النسخة كاملة : الحوار المفصّل في أخبار البعث الأول بين المهدي المنتظر والدكتور أحمد عمرو
Admin
10-10-2012, 09:12 AM
[الحوار المفصّل في أخبار البعث الأول بين المهديّ المنتظَر والدكتور أحمد عمرو ]
- 1 -
[ لمتابعة رابط المشاركــة الأصليّة للبيـان ] (https://mahdialumma.online/showthread.php?p=64798)
https://mahdialumma.online/showthread.php?p=64798 (https://mahdialumma.online/showthread.php?p=64798)
الإمام ناصر محمد اليماني
24 - ذو القعدة - 1433 هـ
10 - 10 - 2012 مـ
08:17 صباحاً
( بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى )
ـــــــــــــــــــــــ
يا معشر الأنصار، لا تضيّعوا وقتكم في الحوار مع شيطانٍ من شياطين البشر أحمد عمرو من ألدِّ أعداء الله الواحد القهّار..
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على كافة أنبياء الله وآلهم الطيبين من أوّلهم إلى خاتمهم جدّي محمد رسول الله، صلّوا عليهم وسلموا تسليماً، أما بعد..
ويا معشر الأنصار السابقين الأخيار في عصر الحوار من قبل الظهور، أشهد لله أنّ أحمد عمرو من شياطين البشر الذين يصدّون عن اتّباع الذِّكر بكل حيلةٍ ووسيلةٍ، ويصدّون عن الصراط المستقيم الليل والنّهار وهم لا يسأمون.
ولربّما أحمد عمرو يقول: "يا ناصر محمد اليماني، لقد ظلمتني بهذا الحكم فلست من شياطين البشر الذين يصدّون عن الذِّكر بل من علماء المسلمين الذين يذودون عن حياض الدين". ومن ثم يردّ عليه الإمام المهدي ناصر محمد اليماني وأقول: لسوف أخزيك يا أحمد عمرو بإذن الله فأثبتُ أنّك من شياطين البشر من الذين يصدّون عن اتّباع الصراط المستقيم صدوداً شديداً وهم لا يسأمون بكل حيلةٍ ووسيلةٍ، وما جئتنا لتبحث عن الحقّ، كلا وربّ العالمين؛ بل أتيت إلى موقع النّور لتصدّ الأنصار والنّاس أجمعين عن اتّباع الحقّ من ربّهم، وتلبس الحقّ بالباطل وتظهر الإيمان وتبطن الكفر، وتحكم على ناصر محمد اليماني بأنّه يدعو إلى ضلالٍ مبينٍ، فإن كنت من الصادقين يا أحمد عمرو فأجب دعوة المباهلة بينك وبين المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني فنجعل لعنة الله على الكاذبين لعناً كبيراً.
ألا والله يا أحمد عمرو إنك لن تتّبع الإمام المهديّ الحقّ من ربّك حتى ولو عرفته كما تعرف ابنك فإذاً لسوف تنكره لكونك من الذين إن يروا سبيل الحقّ لا يتخذونه سبيلاً وإن يروا سبيل الغيِّ يتخذونه سبيلاً، ملعونين أينما ثُقفوا أُخذوا وقُتّلوا تقتيلاً لكونك من الذين يسعون الليل والنّهار ليطفئوا نور الله الواحد القهّار، ويأبى الله إلا أن يُتمّ نوره ولو كره المجرمون ظهوره، فإن كنت واثقاً من نفسك فتقدم للمباهلة إن كنت من الصادقين، ولكنك لن تجرؤ حتى لا يجعلك الله عبرةً لمن يعتبر فيمسخك الله إلى خنزيرٍ فيلعنك لعناً كبيراً فيجعلك من آيات التصديق للمهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني.
فلا يُضيَّع وقتَكم - يا معشر الأنصار - شيطانٌ من شياطين البشر الذي يجعل واو العطف على المعطوف عليه جملةً وتفصيلاً لفظاً ومعنًى، والفرق عظيم كالفرق بين الجنّة والنّار، فلو نقول: (في النّار أحمد عمرو، والمهديّ المنتظر في الجنّة)، فهل ترى المهديّ المنتظَر المعطوف على أحمد عمرو سواء معه في النّار؟ قاتلك الله أيها المغالط يا من تلبس الحقّ بالباطل، فقد عَلِمْنا بمكركم فقلتم: فما دام ناصر محمد اليماني لا دراية له بالمسائل النحويّة فسوف نحاول أن نقيم عليه الحجّة عن طريق مسائل النحو من تأليف البشر. وهيهات هيهات بل آتاني الله البيان الحقّ للذكر ونبيّن القرآن بالقرآن يا عدو الرحمن، وأعلمُ أنّك تنكر البعث الأول حتى لا ينكشف أمرُ الشيطان المسيح الكذّاب، وتريد أن تجعله بعثاً واحداً فقط لكي تنجح خطّة الشيطان كونه يريد أن يقول للنّاس في يوم البعث الأول إنَّ هذا يوم الخلود، ويقول إنّه الله ربّ العالمين، ويقول إنّ لديه جنّة ونار، ويقول إنّه من يحيي الموتى، ويقول إنّه المسيح عيسى ابن مريم، ويقول إنّه الله وما كان لابن مريم أن يقول ما ليس له بحقٍ، بل ذلكم المسيح الكذاب وليس المسيح عيسى ابن مريم الحقّ، ألا لعنة الله على الكاذبين، وقال الله تعالى: {قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ ﴿٣٦﴾ قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ ﴿٣٧﴾ إِلَىٰ يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ ﴿٣٨﴾} صدق الله العظيم [الحجر].
وطلب إبليس من الربّ أن يُنظره في الجنّة إلى يوم البعث فأجاب الله طلبه بأن يُنظره في الجنّة إلى ميقات البعث الأول، ولذلك تجدون ميقات البعث الأول مربوطٌ بهدم سدِّ ذي القرنين لخروج يأجوج ومأجوج. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَحَرَامٌ عَلَىٰ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَنَّهُمْ لَا يَرْجِعُونَ ﴿٩٥﴾ حَتَّىٰ إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُم مِّن كُلِّ حَدَبٍ يَنسِلُونَ ﴿٩٦﴾} صدق الله العظيم [الأنبياء].
فانظر لقول الله تعالى: {وَحَرَامٌ عَلَىٰ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَنَّهُمْ لَا يَرْجِعُونَ ﴿٩٥﴾ حَتَّىٰ إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ}، فذلك هو الوقت المعلوم الذي يقصده الله ربّ العالمين يوم يبعث الله الظالمين من دون الصالحين، وميقات بعثهم مقرونٌ بهدم سدِّ ذي القرنين وخروج يأجوج ومأجوج المفسدين في الأرض وملِكِهم الشيطان الرجيم من جنّة الفتنة باطن أرضكم، وقال الله تعالى: {فَمَا اسْطَاعُوا أَن يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا (97) قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِّن رَّبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاء وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا (98) وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعًا (99) وَعَرَضْنَا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِّلْكَافِرِينَ عَرْضًا (100)} صدق الله العظيم [الكهف].
ويا عدو الله، إنّ للكافرين المفترين حياتين وموتتين. تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنَادَوْنَ لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ مِن مَّقْتِكُمْ أَنفُسَكُمْ إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الْإِيمَانِ فَتَكْفُرُونَ (10) قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَى خُرُوجٍ مِّن سَبِيلٍ (11) ذَلِكُم بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ اللَّهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ وَإِن يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُوا فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ (12)} صدق الله العظيم [غافر].
وأمّا الصالحين فليس لهم إلا موتةٌ واحدةٌ فقط. تصديقاً لقول الله تعالى: {لَا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولَىٰ وَوَقَاهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ ﴿56﴾}
صدق الله العظيم [الدخان].
ويا عدو الله، تالله إنّي أعلم أنه لا فائدة من الحوار معك كونك من الذين لا يهتدون وإنّك من المغضوب عليهم، فإن كنت ترى ناصر محمد اليماني ظالماً لك فتقدم للمباهلة إن كنت من الصادقين، ولكنك تعلم أنّك من الذين يصدّون عن الصراط المستقيم ويبغونها عوجاً، وسأنتظر ردّك بالموافقة على المباهلة فقد اطّلعتَ على معظم بيانات الإمام ناصر محمد اليماني وبحثت فيها نقطةً نقطةً علّك تجد ثغرةً تدخل منها لتُقيم عليه الحُجّة ولو في مسألةٍ واحدةٍ فقط، فإذاً لن يهديك الله فيبصرك بالحقّ كون تدبرك في البيان الحقّ للقرآن ليس بحثاً عن الحقّ بل لعلّك أنْ تجد ثغرةً، فلم تجد ولن تجد يا أحمد عمرو بإذن الله، وسوف تموت بغيظك.. فتفضل للمباهلة مشكوراً.
وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
عدو شياطين البشر؛ المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني.
ــــــــــــــــــــــ
Admin
11-10-2012, 11:07 AM
(https://mahdialumma.online/showthread.php?p=64970)- 2 -
[ لمتابعة رابط المشاركــة الأصليّة للبيــان ] (https://mahdialumma.online/showthread.php?p=64970)
https://mahdialumma.online/showthread.php?p=64970 (https://mahdialumma.online/showthread.php?p=64970)
الإمام ناصر محمد اليماني
25 - ذو القعدة - 1433 هـ
11 - 10 - 2012 مـ
07:18 صباحاً
( بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى )
ـــــــــــــــــــــ
الردّ الثاني من الإمام إلى أحمد عمرو ..
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على كافة الأنبياء والمرسلين وآلهم الطيبين الطاهرين ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين لا نفرّق بين أحدٍ من رسله ونحن له مسلمون، أمّا بعد..
يا أحمد عمرو، إني أعدك وعداً غير مكذوب أنّي لن أنقذك في المباهلة لئن حدثت بيننا لأنك لست جزءاً من هدفي إن كنت من المغضوب عليهم، وإنما هدفي انقاذ الضالّين من عباد الله وهدي جميع المسلمين، أما المغضوب عليهم فلا بدّ لهم أن يذوقوا وبال أمرهم إلى حينٍ، وأعلمُ أنّك قد اطّلعت على كثيرٍ من بيانات الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني ولم تحدث لك ذكرا، لكونك لا تبحث عن الحقّ لتتّبعه بل تبحث عن ثغرةٍ بظنك أنّك سوف تجدها وتنكر ما تشاء من معتقدات الحقّ.
وقد دعوتك إلى المباهلة مباشرةً لأنّك تعلم أنّني لم أظلمك شيئاً، فأسلوبك أسلوب شيطاني وله نفس النمط الذي تتخذه الشياطين على مدار ثماني سنوات في عصر الحوار من قبل الظهور، وحتى ولو لم تكن منهم فقد ظلمت نفسك باتّباع أسلوبهم وما ظلمك الإمام المهديّ شيئاً، وأراك لم تجِبْ الدعوة للتباهل مباشرة بل لجأت للحوار فلن نحرمك هذه الفرصة حتى لا تكون لك حجّة في نظر الذين لا يعلمون، وعلى كل حالٍ لقد أجابك الأنصار السابقين الأخيار عمَّا سألت فلم تقتنع ولم تدرأ الحجّة بالحجّةِ، ولكن لا مشكلة فلسوف نتفرغ خصيصاً للردّ على أحمد عمرو ونقتبس من بيانه النقطة الأولى في إنكاره للبعث الأول لمن يشاء الله من الكافرين ويحرّف كلام الله عن مواضعه المقصودة بالتأويل الباطل من عند نفسه لقول الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنَادَوْنَ لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ مِن مَّقْتِكُمْ أَنفُسَكُمْ إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الْإِيمَانِ فَتَكْفُرُونَ (10) قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَى خُرُوجٍ مِّن سَبِيلٍ (11) ذَلِكُم بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ اللَّهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ وَإِن يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُوا فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ (12)} صدق الله العظيم [غافر].
إذا يقول أحمد عمرو أنّ بيان تلك الآية من عند نفسه ما يلي:
(وبهذا يكون للمرء حياتين وموتتين . حياته في الدنيا ثم حياته في الاخرة، وموته قبل أن يخلق في بطن امه فكل امرء قد أخذ منه ميثاق من قبل الخلق فتلك هي الموتة الأولى ثم خلق ثم مات وتلك هي الموتة الثانية)ومن ثم يردّ عليه الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: يا أحمد عمرو، إنّ الإمام المهدي ناصر محمد اليماني يدعو إلى الله على بصيرةٍ من ربه ولم آتِكم بشيء من عند نفسي برأيي واجتهادي كما تفعلون فتتّبعون قول الظنّ من عند أنفسكم والظنّ لا يغني من الحقّ شيئاً، بل نأتيكم بالبيان الحقّ للقرآن من ذات القرآن في قلب وذات الموضوع ونفصّله تفصّيلاً من محكم التنزيل، وإنّي أجد في محكم كتاب الله أنّّ للكافرين المفترين ضِعْفَ الحياة وضِعْفَ الممات ولذلك حذّر الله رسوله أن يتّبع افتراء شياطين البشر الذين يظهرون الإيمان ويبطنون الكفر ويخادعون الله ورسوله، وقال الله تعالى: {وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذًا لاتَّخَذُوكَ خَلِيلا (73) وَلَوْلا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلا (74) إِذًا لأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيرًا (75)} صدق الله العظيم [الإسراء].
لكون أولئك المجرمون المنافقون سوف يعذبهم الله مرتين في الحياة الدنيا ثم يردّون إلى عذابٍ غليظٍ في الحياة الآخرة. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمِمَّنْ حَوْلَكُم مِّنَ الأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُواْ عَلَى النِّفَاقِ لاَ تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ} صدق الله العظيم [التوبة:101].
فأما المرّة الأولى فهي بعد الموتة الأولى في الحياة البرزخيّة، وأما المرّة الثانية فهي بعد الموتة الثانية كذلك في الحياة البرزخيّة، وأما المرّة الثالثة فهو عذاب الخلد في نار جهنّم بالروح والجسد خالدين فيها. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمِمَّنْ حَوْلَكُم مِّنَ الأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُواْ عَلَى النِّفَاقِ لاَ تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ (101)} صدق الله العظيم [التوبة].
ولذلك خاطبوا ربّهم من بعد العذاب مرتين عند مجيء عذابهم الثالث بالروح والجسد خالدين، فسألوا ربّهم هل من طريقةٍ لإنقاذهم من العذاب الخالد بالروح والجسد؟ وقال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنَادَوْنَ لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ مِن مَّقْتِكُمْ أَنفُسَكُمْ إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الْإِيمَانِ فَتَكْفُرُونَ (10) قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَى خُرُوجٍ مِّن سَبِيلٍ (11) ذَلِكُم بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ اللَّهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ وَإِن يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُوا فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ (12)} صدق الله العظيم [غافر].
وما السبب يا عمرو بأنّ الله قد عذبهم أكثر مما يعذب باقي الكافرين؟ وذلك لأنّهم دعاةٌ إلى الشرك بالله ووضّح الله السبب. وقال الله تعالى: {ذَلِكُم بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ اللَّهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ وَإِن يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُوا فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ (12)} صدق الله العظيم [غافر].
كون من الكفار الضالّين مَنْ ليست لهم حياتين وموتتين كمثل هؤلاء الذين يدخلون النّار مرتين في الحياة الدنيا، وذلك بعد موتهم الأول وموتهم الثاني ثم يردّون إلى عذابٍ عظيمٍ يوم يقوم النّاس لربّ العالمين.
ومن الكفار من لهم حياتان وهما الحياة الدنيا الأولى وحياة الرجعة، ولكنهم لن يعذبوا في نار جهنّم غير مرةٍ واحدةٍ وهو العذاب البرزخيّ من بعد موتتهم الأولى لكونهم لن يعودوا بإذن الله إلى ما نُهوا عنه كمثل أشرّ خلق الله من شياطين الخلق.
ويا أحمد عمرو، إنّ الفرق جداً عظيم بين الكافرين الضالّين والكافرين المغضوب عليهم لكون الكافرين الضالين ضلّ سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم مهتدون إلى ربّهم، وأما المغضوب عليهم فهم يكرهون الله ورضوانه ويسعون إلى إضلال عباد الله ليكونوا معهم سواءً في نار جهنّم فودوا لو يكفرون كما كفروا فيكونون معهم سواءً في نار جهنّم. وقال الله تعالى: {وَدُّواْ لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُواْ فَتَكُونُونَ سَوَاء} صدق الله العظيم [النساء:89].
أي فتكونون سواءً في النّار لكون شياطين الجنّ والإنس وقائد حزبهم يدعون النّاس ليكونوا من أصحاب السعير. تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ (6)} صدق الله العظيم [فاطر].
فالفرق عظيم بين الضالّين والمغضوب عليهم من العالمين، ولكن أكثر النّاس لا يعلمون.
ومن الكفار من ليس له غير حياة وموت وبعث لحياة الخلد، بمعنى أنّهم يموتون من بعد حياتهم الأولى في الحياة الدنيا ثم لا يبعثهم الله إلا يوم البعث الشامل يوم يقوم النّاس لربّ العالمين، وأولئك من الكفار من عبدة الأصنام الذين لهم حجّة على ربّهم. ولربّما يودّ أحمد عمرو أن يقول: "فكيف يكون للكفار عبدة الأصنام حجّة على ربّهم؟ يا ناصر محمد اتقِ الله". ومن ثم يردّ عليه الإمام المهدي ناصر محمد اليماني وأقول: يا أحمد إنّني الإمام المهديّ لا أقول على الله إلا الحقّ، فأمّا الكفار الذين لهم حجّة على ربّهم وهم الذين ماتوا من قبل أن يبعث الله رسله إليهم ولذلك فلهم حجّة على ربّهم بسبب موتهم قبل بعث رسل ربّهم إلى قُراهم. تصديقاً لقول الله تعالى: {رُّسُلاً مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا} صدق الله العظيم [النساء:165].
أولئك لن يعذبهم الله أبداً كمثل جدّي عبد الله بن عبد المطلب. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا} [الإسراء:15]. وبما أن جدّي عبد الله بن عبد المطلب من الكفّار الذي ماتوا قبل بعث محمد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- إذاً فهو ليس من المعذَبين. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا وَلَكِنْ رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (46) وَلَوْلا أَنْ تُصِيبَهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَيَقُولُوا رَبَّنَا لَوْلا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رسولاً فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (47)} صدق الله العظيم [القصص].
فسوف يقولون هذا ظلم يا إله العالمين أن تعذبنا ولم تبعث إلينا رسولاً، فيقولون: {فَيَقُولُوا رَبَّنَا لَوْلا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولا فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ(47)} صدق الله العظيم، وفعلا هذا ظلمٌ لو يعذّب الله الكافرين الذين لم يبعث إليهم رسولاً، ولذلك قال الله تعالى: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا} [الإسراء:15].
وبما أنّ جدّي عبد الله بن عبد المطلب من الذين لم يبعث الله إليهم رسولاً من قبل موته فلن يعذبه الله. تصديقاً لقول الله تعالى: {أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ الحقّ مِن رَّبِّكَ لِتُنذِرَ قَوْمًا مَّا أَتَاهُم مِّن نَّذِيرٍ مِّن قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ} صدق الله العظيم [السجدة:3].
وتصديقاً لقول الله تعالى: {يس (1) وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ (2) إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (3) عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (4) تَنْزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ (5) لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أُنْذِرَ آبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ (6)} صدق الله العظيم [يس].
فهؤلاء الصنف من الكفار لهم حجّة على ربّهم فهم لم يُدعوا إلى عبادة الله وحده من قبل ولا يتذكروا حتى العهد الأزليّ في العالم المَنَويّ وإنّما يتذكره الذين أُقيمت عليهم الحجّة ببعث الرسل، وكما أسلفنا ذكره أنّ هؤلاء الصنف من الكفار لم تتمَّ دعوتهم إلى عبادة الله وحده لكونهم ماتوا قبل بعث رسل الله إليهم ولم يحيطوا بخبر البعث من بعد الحياة مطلقاً وكان وضعهم من بعد موتهم وكأنّهم نائمون لا يشعرون بشيءٍ فأخذتهم الدهشة يوم البعث الشامل من بعد موتهم: {قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا} صدق الله العظيم [يس:52]؟ فردّ عليهم كفار آخرون من الضالّين من الذين يدخلون النّار بحسابٍ من الذين كذّبوا برسل ربّهم فقالوا: {هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ} صدق الله العظيم [يس:52]، ولذلك تجدوننا نقول عن البعث الأول إنّه لمن يشاء الله من الكافرين، وربّي أعلم بعباده فهو أعلم أيّهم أولى بنار جهنّم صلياً، يعذب من يشاء ويرحم من يشاء لا يُسأل عمّا يفعل وهم يُسألون.
ونعود للبعث الأول ونقول: إن ميقاته يوم تَهَدُّمِ سدّ ذي القرنين يوم مرور جهنّم فيشاهدها كافة الكافرين الأحياء أجمعين لكونها سوف تمرّ أمام أعينهم بجانب أرضهم. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَحَرَامٌ عَلَى قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَنَّهُمْ لَا يَرْجِعُونَ (95) حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُم مِّن كُلِّ حَدَبٍ يَنسِلُونَ (96)} صدق الله العظيم [الأنبياء].
ونستنبط الميقات المعلوم لرجعة من يشاء الله من الكافرين بأنّه مقرونٌ بتَهَدُّمِ سدّ ذي القرنين، ولذلك قال الله تعالى: {قَالَ هَـٰذَا رَحْمَةٌ مِّن رَّبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا ﴿٩٨﴾ وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعًا ﴿٩٩﴾ وَعَرَضْنَا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِّلْكَافِرِينَ عَرْضًا ﴿١٠٠﴾} صدق الله العظيم [الكهف].
ولربّما يودّ أحد السائلين أن يقول: "وكأننا نرى أنّ جهنّم سوف تُعْرَض على الكافرين من قبل أن يدخلوها". ومن ثم نقول: إنما جهنّم هي ذاتها كوكب العذاب الذي يحمل النّار الكبرى ذلكم كوكب سقر التي سوف تُعْرَضُ على الكافرين ليلة مرورها بجانب أرضهم، فيشاهدها الكفار أجمعون في العالمين ليلة مرورها من جانب أرض البشر، ويتهدم سدّ ذي القرنين بسبب مرورها الأقرب إلى أرض البشر. تصديقاً لقول الله تعالى:{قَالَ هَـٰذَا رَحْمَةٌ مِّن رَّبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا ﴿٩٨﴾ وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعًا ﴿٩٩﴾ وَعَرَضْنَا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِّلْكَافِرِينَ عَرْضًا ﴿١٠٠﴾} صدق الله العظيم [الكهف].
ويا أحمد عمرو، إنّ مشكلتكم هي دمج الآيات مع بعضها فتجعلون لها بياناً واحداً وإنكم لخاطئون، وأضرب لك على ذلك مثلاً. قال الله تعالى: {هَذَا يَوْمُ الْفَصْلِ الَّذِي كُنتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ (21) احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ (22) مِن دُونِ اللَّهِ فَاهْدُوهُمْ إِلَى صِرَاطِ الْجَحِيمِ (23)} صدق الله العظيم [الصافات].
فلو نجعلها شاملةً إذاً لحكمنا على أنبياء الله وأوليائه المكرمين بحشرهم إلى نار جهنّم لكونهم يُعبَدون من دون الله وهم لا يعلمون لكون المبالغة فيهم حصلت من بعد موتهم فيدعونهم اتّباعهم من دون الله. وقال الله تعالى: {وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِمَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَى بَعْضٍ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا (55) قُلِ ادْعُواْ الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِهِ فَلاَ يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنكُمْ وَلاَ تَحْوِيلاً (56) أُولَـئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا (57)} صدق الله العظيم [الإسراء].
ومن ثم نأتي لقول الله تعالى: {هَذَا يَوْمُ الْفَصْلِ الَّذِي كُنتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ (21) احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ (22) مِن دُونِ اللَّهِ فَاهْدُوهُمْ إِلَى صِرَاطِ الْجَحِيمِ (23)} صدق الله العظيم [الصافات]، فلو نطبق هذه الآية على المشركين بشكل عام وعلى ما كانوا يعبدون من دون الله فيساقون إلى نار جهنّم إذاً لحكمتم على أنبياء الله أيضاً أن يُلقي بهم الله في نار جهنّم وذلك لكونه يقصد المشركين من عباد الشياطين وأزواجهم من يأجوج ومأجوج. ولذلك قال الله تعالى: {هَذَا يَوْمُ الْفَصْلِ الَّذِي كُنتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ (21) احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ (22) مِن دُونِ اللَّهِ فَاهْدُوهُمْ إِلَى صِرَاطِ الْجَحِيمِ (23)} صدق الله العظيم، ولا يقصد المشركين الذين يعبدون أنبياء الله وأولياءَه برغم أنّ المشركين بالله أنبياءَه وأولياءَه من المعذَّبين، ولكنّ لا تخصّهم هذه الآية في قول الله تعالى: {احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ (22) مِن دُونِ اللَّهِ فَاهْدُوهُمْ إِلَى صِرَاطِ الْجَحِيمِ (23)} صدق الله العظيم.
ولكن يا أحمد عمرو، إنّ المفسرين من الذين اصطفوا من أنفسهم أئمةً للنّاس قد عجنوا القرآن عجناً بتفسيراتهم الباطلة فيقولون على الله ما لا يعلمون، ودمجوا الآيات فأخرجوها عن مواضعها المقصودة، وابتعث الله لكم الإمام المهديّ ليفصّل لكم كتاب الله تفصيلاً؛ وأعظم فضل عليكم من ربّكم فكونوا من الشاكرين.
وحقيقة أعجبتني كلمة حقٍ منك يا أحمد عمرو وهو قولك ما يلي:
ويا اخي الكريم ليس عيبا انك لا تعرف العربية جيدا نحوا اوبلاغة، فهذا ليس عيبا بل وقد اعتبره انا ان ذلك حجة لك ان كنت المهدي حقا حيث يمكن ان يقال استطاع المهدي الذي لا يعرف قواعد النحو العربي وبلاغته جيدا استطاع ان ياتي بفهم وتفسير اوضح من العلماء الذين يعرفون النحو وجميع فنون اللغة، هكذا سيبدو الامر. فيا اخي فد تكون هذه حجة لك
ولكنك اتّخذت أسلوباً من أساليب شياطين البشر فلا تلومنا إن حكمنا عليك بأنّك منهم، فلم نظلمك لكونك أنت من أوقعت نفسك في شبهة فاتّخذت أسلوبهم بدقةٍ، وكذلك تفتري علينا بأنّه أُوحي إلينا أنّك منهم! ولم نقل إنّه أُوحي إلينا أَنك منهم، فلا تفترِ علينا؛ بل قلنا فقد علمنا أنّك منهم، وعلمنا ذلك من خلال أسلوبك وجدالك الملتوي وتلبس الحقّ بالباطل، ولم نُحِط بالأسئلة التي تقول أننا لم نردّ عليها.
ويا رجل إن الإمام المهديّ رجلٌ واحدٌ والسائلين أمّة، وكلٌ يسأل وحده عن أسئلة أجبنا عليها مئات المرات، وعلى كل حالٍ فسوف نجيب على أسئلتك ولكن واحداً واحداً بادئين بسؤال البعث الأول لكونك تنكره ونحن نقرّه بإذن الله، وسوف يستمر الحوار فيه حتى ننتهي منه ومن ثم ننتقل إلى الإجابة على السؤال الثاني، وهكذا.. كوني أفصّل الإجابة تفصّيلاً وليس مجرد إجابةٍ عابرةٍ بل هو نبأ عظيم أنتم عنه معرضون.. وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين.
وأمّا المباهلة فسوف نجعلها بعد نهاية الحوار، ولن ندعو الله أن يمسخك إلى خنزيرٍ بل نتبع المباهلة كما هي في محكم الكتاب نبتهل إلى الله فنجعل لعنة الله على الكاذبين، ولسوف ننظر هل أنت من شياطين البشر أم من خيار البشر، وسوف نؤجل الحكم إلى الأخير من باب التحري، فإذا أقمتُ عليك الحجّة فأخذتك العزّة بالإثم بعدما تبيّن لك أنّه الحقّ فأنت منهم، وأتمنى من الله ألا تكون منهم يا رجل، ولكنك أغضبتني غضباً شديداً فكيف تقول: "إنّك تدعونا إلى كتاب الله وسنّة رسوله وأنت تصدّ عن الدعوة إلى اتّباع كتاب الله وسنّة رسوله"؟ ويا سبحان الله! وإلى ماذا ندعو طيلة ثماني سنوات من عمر الدعوة المهديّة؟! بل ندعو إلى اتّباع كتاب الله وسنّة رسوله والاحتكام إلى كتاب الله، فما وجدناه مخالفاً لمحكم الكتاب فهو قد جاءكم من عند غير الله سواءً يكون في التوراة أو الإنجيل أو السنّة النبويّة لكونهم جميعاً من عند الله، وما خالف فيهم لمحكم القرآن المحفوظ من التحريف فهو حديث مفترًى، فهل نتفق على ذلك؟
ويا رجل فلتُظِهر صورتك وتعرّفنا على اسمك الحقّ، فلا تخف في الله لومة لائم، وسوف نقيم لك وزناً إن شئت لكون الحوار مع شخصياتٍ معروفةٍ ومشهورةٍ خيرٌ للدعوة المهديّة من الحوار مع شخصياتٍ مجهولةٍ، فلكم حاورني كثيرٌ من علماء الأمّة ولكن للأسف بأسماءٍ مستعارةٍ وهذا لا يليق بهم، ولكن الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني يحاورهم باسمه الحقّ وصورته الحقّ ولا أخاف في الله لومة لائم، فلماذا تخافون من تنزيل صوركم وذكر أسمائكم الحقيقية يا معشر علماء الأمّة؟
ويا أحمد إليك تذكرة بأننا سوف نردّ على كافة أسئلتك التي تلقيها إلينا بإذن الله، ولكن لن ننتقل من السؤال حتى ننتهي منه فأقيم الحجّة عليك فيه بسلطان العلم بالحقّ أو تقيمها علينا، ولسوف ننظر أيّنا يدعو إلى الحقّ ويهدي إلى صراطٍ مستقيمٍ، فتفضل للحوار مشكوراً.
وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
أخوكم؛ الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
ـــــــــــــــــــــــ
Admin
12-10-2012, 07:24 AM
- 3 -
[ لمتابعة رابط المشاركـة الأصليّة للبيـــان ] (https://mahdialumma.online/showthread.php?p=65122)
https://mahdialumma.online/showthread.php?p=65122 (https://mahdialumma.online/showthread.php?p=65122)
الإمام ناصر محمد اليماني
26 - ذو القعدة - 1433 هـ
12 - 10 - 2012 مـ
03:47 صباحاً
( بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى )
ـــــــــــــــــــــــ
الردّ الثالث من الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني إلى ضيف طاولة الحوار فضيلة الشيخ أحمد عمرو..
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على كافة أنبياء الله ورسله وآلهم الطيبين من أوّلهم إلى خاتمهم جدّي محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، يا أيها الذين آمنوا صلّوا عليهم جميعاً وسلّموا تسليماً ولا تفرّقوا بين رسل الله وقولوا ما أمركم الله أن تقولوه في محكم كتابه {قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ ربّهم لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (136)} [البقرة]، أما بعد ..
ويا عباد الله، إنّني الإمام المهديّ جعلني الله خليفةً في الأرض وجعلني للنّاس إماماً، وزادني عليكم بسطةً في العلم لأدعو المسلمين والنّصارى واليهود والنّاس أجمعين إلى عبادة الله وحده لا شريك له على بصيرةٍ من ربّي القرآن العظيم، وأشهد لله شهادة الحقّ اليقين بأنّه لا يجادل الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني أحدٌ من علماء الأمّة وعامّتهم من القرآن العظيم إلا وهيمن عليهم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني بسلطان العلم الملجم بالحقّ لمن كان يريد الحقَّ والحقُّ أحقّ أن يتّبع، وما بعد الحقّ إلا الضلال.
ويصلّي الإمام المهدي ناصر محمد اليماني على كافة المسلمين الأحياء والأموات أجمعين الليل والنّهار وأقول: اللهم صلِّ عليهم برحمتك وعفوك وعظيم غفرانك ووعدك الحقّ وأنت أرحم الراحمين، اللهم لا تجب دعاء عبدك عليهم لئن نفد صبري ولكن أجب دعائي لهم بالرحمة والهدى، ووعدك الحقّ وأنت أرحم الراحمين.
ألا والله لا تذهب نفسُ الإمام المهديّ حسرات على الذين لا يهتدون ولكنّي حزينٌ من حزن ربّي وتحسّره على النادمين الذين تحسّروا على أنفسهم على ما فرّطوا في جنب ربّهم لكوني أجد حال الله المستوي على العرش العظيم متحسِّراً وحزيناً على النّادمين المعذَّبين الذين ظلموا أنفسهم.
ويا عباد الله.. ويا عباد الله، إن أراد الله أن يرحم من يشاء من المعذّبين في نار جهنّم فاعلموا أنّ الله على كل شيءٍ قدير وإنّه غفورٌ ودودٌ فعالٌ لما يريد. تصديقاً لقول الله تعالى: {فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ ﴿١٠٦﴾ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ ﴿١٠٧﴾} صدق الله العظيم [هود].
ولربّما يودّ أحد عباد الله السائلين أن يقول: "يا ناصر محمد اليماني، يا من يزعم أنّه المهديّ المنتظَر ويُفتي بحقيقة البعث الأوّل بأنّها فرصةٌ من ربّ العالمين، فهل يوجد أملٌ أن يُخرج الله عبادَه المعذَّبين في نار جهنّم حتى الذين أهلكهم الله من اليهود من الذين صاروا نادمين على ما فرّطوا في جنب ربّهم؟". ومن ثم يردّ عليه الإمام المهدي ناصر محمد اليماني وأقول: سوف نترك الردّ على السائل مباشرة من ربّه من محكم كتابه: {ألَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السموات وَالْأَرْضِ يُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} صدق الله العظيم [المائدة:40].
{ عَسَى ربّكمْ أَن يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدتُّمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جهنّم لِلْكَافِرِينَ حَصِيراً } صدق الله العظيم [الإسراء:8].
يا عباد الله، إنّ من أعظم الظلم لأنفسكم هو اليأس من رحمة الله، فلا تيأسوا من روح الله فتكونوا ظالمين لأنفسكم فلا تشملكم رحمة الله، وأشهد لله ربّ العالمين شهادةً أحاسب عليها بين يدي الله إن كنت من الكاذبين أنَّ معشر الشياطين من الجنّ والإنس لو أنّهم يتوبون إلى الله متاباً فيتّبعون سبيل الحقّ من ربّهم لوسِعتهم رحمة الله، ويشهد معي على ذلك ملائكة الرحمن المقربون الذين قالوا: {رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتّبعوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ} صدق الله العظيم [غافر:7].
والسؤال الذي يطرح نفسه: أليس الشياطين شيء من خلق الله فكيف لا تسعهم رحمة الله لو تابوا وأنابوا واتّبعوا سبيل الحقّ من ربّهم ليغفر ذنوبهم الذي يغفر الذنوب جميعاً الذي وسع كل شيء رحمة وعلماً والله على كل شيء قدير؟ ومن يئس من رحمة الله وقنط من أن يغفر الله له فقد افترى على الله كذباً. ولم يقل الله للعبيد الذين أسرفوا على أنفسهم إنّه لن يقبل توبتهم ولن يغفر ذنوبهم حتى ولو تابوا من قبل موتهم، فقل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين! وأما برهان الإمام المهدي فنأتي به من فتوى الله ربّ العالمين الذي أعلن بالنداء العام إلى كافة عبيده أجمعين من الجنّ والإنس ومن كل جنس في السموات والأرض فأمرنا أن نعلن لهم ونقول: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّـهِ إِنَّ اللَّـهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴿٥٣﴾ وَأَنِيبُوا إِلَىٰ رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ ﴿٥٤﴾ وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ ﴿٥٥﴾ أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَىٰ عَلَىٰ مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّـهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ ﴿٥٦﴾ أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّـهَ هَدَانِي لَكُنتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ﴿٥٧﴾ أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ﴿٥٨﴾ بَلَىٰ قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنتَ مِنَ الْكَافِرِينَ ﴿٥٩﴾} صدق الله العظيم [الزمر].
والسؤال الذي يطرح نفسه: أليس شياطين الجنّ والإنس من ضمن عبيد الله؟ ألا يشملهم نداء الله في محكم كتابه {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّـهِ إِنَّ اللَّـهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴿٥٣﴾ وَأَنِيبُوا إِلَىٰ رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ ﴿٥٤﴾ وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ ﴿٥٥﴾} صدق الله العظيم؟
ولربّما يودّ فضيلة الشيخ أحمد عمرو أن يقول: "يا ناصر محمد اليماني فهل تزعم أنّ إبليس وشياطين الجنّ والإنس لو ينيبون إلى ربّهم ليهدي قلوبهم فيتوبون إلى الله متاباً فهل تزعم بأنّ الله سيغفر لهم ويتقبل توبتهم بعد أن أحلّ الله عليهم لعنته ولعنة ملائكته والنّاس أجمعين خالدين فيها؟ قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين". ومن ثم نقول: يا فضيلة الشيخ أحمد عمرو، لن يردّ على سؤالك الإمام المهدي ناصر محمد اليماني بل نترك الردّ عليك من الله مباشرة. قال الله تعالى: {كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْماً كَفَرُوا بَعْدَ إِيمانِهِمْ وَشَهِدُوا أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجاءَهُمُ الْبَيِّناتُ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (86) أوّلئِكَ جَزاؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنّاس أَجْمَعِينَ (87) خالِدِينَ فِيها لا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذابُ وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ (88) إِلاَّ الَّذِينَ تابُوا مِنْ بَعْدِ ذلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (89)} صدق الله العظيم [آل عمران].
وهذه الآية فتوى لكافة الشياطين الذين يعلمون الحقّ من ربّهم ثم لا يتّبعوه ويئسوا من رحمة الله فيحاربون الله ورسله بسبب يَأْسهم من رحمة الله، ولا ولن يهدي الله قلوبهم أبداً حتى يتوبوا إلى الله متاباً وينيبوا إلى ربّهم ليهدي قلوبهم ويغفر لهم ويرحمهم ثم يجدوا الله غفوراً رحيماً بعد أن حلّت عليهم لعنة الله وملائكته والنّاس أجمعين لكونهم شهدوا في أنفسهم أنّ الرسول حقٌّ فاظهروا الإيمان وأبطنوا الكفر ليصدّوا عن الذّكر كونهم من شياطين البشر، ورغم ذلك لا ينبغي للمهديّ المنتظَر أن يفتيهم بأن يقنطوا من رحمة الله بل الله من يفتيهم بالحقّ أن لا يقنطوا من رحمته وحتى ولو شهدوا أنّ الرسول حقّ وكفروا به فليس ذلك حجّة لهم أن يستيئسوا من رحمة الله فيحاربوا الله ورسله والمهديّ المنتظَر ويصدّوا النّاس عن الأنبياء والمهديّ المنتظَر ليكون النّاس معهم سواء في نار جهنّم بسبب يَأْسهم من رحمة ربّهم، ولكنّي الإمام المهدي المبعوث برحمة الله التي وسعت كل شيء إلا من أبى أن يستجيب لداعي رحمة الله لعباد الله جميعاً فقد ظلم نفسه ظلماً عظيماً أعظم من كافة ذنوبه من قبل مهما كانت.
وربّما يودّ فضيلة الشيخ أحمد عمرو أن يقول: "يا ناصر محمد، كيف يغفر الله لقومٍ شهدوا أنّ الرسول حقٌّ وكفروا به ويسعون ليطفئوا نور الله ويحاربوا الله ورسوله، فكيف يقبل الله توبتهم لو تابوا وأنابوا إلى ربّهم؟". ومن ثم يردّ عليه الإمام المهدي الداعي إلى رحمة الله التي وسعت كل شيء وأقول: كذلك سنترك الردّ عليك مباشرة من محكم الذّكر بأنّ الله سوف يغفر حتى لشياطين البشر لو تابوا وأنابوا، فتدبر وتفكّر في برهان قبول التوبة لشياطين الجنّ والإنس لو يتوبون إلى ربّهم برغم أن جريمتهم أنّهم شهدوا أنّ الرسول حقّ فكرهوا الحقّ من ربّهم وكفروا بعد إيمانهم وقال الله تعالى: {كيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْمًا كفروا بَعْدَ إِيمانِهِمْ وَشَهِدُوا أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجاءَهُمُ الْبَيِّناتُ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (86) أوّلئِكَ جَزاؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنّاس أَجْمَعِينَ (87) خالِدِينَ فِيها لا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذابُ وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ (88) إِلاَّ الَّذِينَ تابُوا مِنْ بَعْدِ ذلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (89)} صدق الله العظيم [آل عمران].
وربّما يودّ فضيلة الدكتور أحمد عمرو المحترم أن يقول: "يا ناصر محمد لقد اطّلعت على بيانك لبرهان البعث الأوّل والثاني حسب زعمك لتفسير قول الله تعالى: {مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى} صدق الله العظيم [طه:55]، وتقول إنّما يقصد بالعودة هو البعث الأوّل في الحياة الدنيا فهاتِ برهانك المبين من ربّ العالمين على أنّه يقصد بالعودة أي البعث في الحياة الدنيا". ومن ثم يردّ على أحمد عمرو المهديُّ المنتظَر ناصر محمد اليماني وأقول: سوف نترك الردّ عليك مباشرة من الله في محكم الذّكر على أنّه يقصد بالعودة أي الرجعة كونه لا جدال بين اثنين من الكافرين والمسلمين في أنَّ الإنسان يعود إلى تراب، فهم يعلمون أي الكفار والمؤمنون أنّ الإنسان يعود طيناً، ولذلك قالوا: من يحيي العظام وهي رميم؟ أي من يحيي العظام وهي طين، فلا داعي لفتوى الله بأنّه يجعل أجسادهم تراباً بل فتوى الله واضحة في محكم الكتاب بأنّه يقصد بالعودة أي الإحياء لأجسادهم من بعد أن كانوا عظاماً نخرةً.
وربما الدكتور أحمد عمرو يقول: "عجباً يا ناصر بالبرهان من محكم الذّكر أنّ الله يقصد بقوله تعالى: {وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ} أي البعث الأوّل". ومن ثم نقول قال الله تعالى: {وَقَالُواْ أَئِذَا كُنَّا عِظَاماً وَرُفَاتاً أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقاً جَدِيداً (49) قُل كُونُواْ حِجَارَةً أَوْ حَدِيداً (50) أَوْ خَلْقاً مِّمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ فَسَيَقُولُونَ مَن يُعِيدُنَا قُلِ الَّذِي فَطَرَكُمْ أوّل مَرَّةٍ فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُؤُوسَهُمْ وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَن يَكُونَ قَرِيباً (51)} صدق الله العظيم [الإسراء].
والإعادة في كافة الآيات أي الإعمار من جديد، ولذلك قالوا: {وَقَالُواْ أَئِذَا كُنَّا عِظَاماً وَرُفَاتاً أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقاً جَدِيداً (49) قُل كُونُواْ حِجَارَةً أَوْ حَدِيداً (50) أَوْ خَلْقاً مِّمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ فَسَيَقُولُونَ مَن يُعِيدُنَا قُلِ الَّذِي فَطَرَكُمْ أوّل مَرَّةٍ فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُؤُوسَهُمْ وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَن يَكُونَ قَرِيباً (51)} صدق الله العظيم.
وقد اقترب الوعد الحقّ يا فضيلة الشيخ أحمد عمرو، ولا تظنّ أنّ ناصر محمد اليماني يصول ويجول فقط ببيان هذه الآية بل إنّ كافة الآيات مترابطة وتأتي بالبرهان بأنّ الكافرين المكذّبين لهم حياتان وموتتان وبعثان. تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنَادَوْنَ لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ مِنْ مَقْتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الْإِيمَانِ فَتَكْفُرُونَ (10) قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَى خُرُوجٍ مِنْ سَبِيلٍ (11) ذَلِكُمْ بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ اللَّهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ وَإِنْ يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُوا فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ (12)} صدق الله العظيم [غافر].
كون منهم من سوف يعذبه الله مرتين في الحياة البرزخيّة في الحياة الدنيا كون لهم حياتان وموتتان فيها. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَإِن كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذًا لَّاتَّخَذُوكَ خَلِيلًا ﴿٧٣﴾ وَلَوْلَا أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا ﴿٧٤﴾ إِذًا لَّأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيرًا ﴿٧٥﴾} صدق الله العظيم [الإسراء].
كون الحياتين هي لمن يشاء الله من المكذبين ومنهم من سوف يعود إلى ما نُهوا عنه في الحياة الأولى برغم أنّهم تعذبوا من بعد موتتهم الأولى في النّار في الحياة البرزخية قبل نهاية الحياة الدنيا حتى إذا أعادهم الله فيها ليعملوا صالحاً عادوا لما نُهوا عنه حتى إذا أماتهم الله فأدخلهم النّار مرةً أخرى لقضاء عذاب البرزخ حتى يأتي البعث الثاني يوم يقوم النّاس لربّ العالمين فيبعثهم الله ليردّهم إلى عذاب غليظ بالروح والجسد معاً. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لَا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ} صدق الله العظيم [التوبة:101].
فأما المرّة الأولى فبعد موتتهم الأولى فيدخلهم في النّار في الحياة البرزخيّة حتى يأتي قدر بعثهم الأوّل ومن ثم يعيدهم إلى الدنيا حتى إذا عادوا لما نُهوا عنه وجاء قدر موتهم ومن ثم يدخلهم الله النّار لقضاء حياتهم البرزخيّة الثانية فيها حتى يأتي قدر البعث الشامل يوم يقوم النّاس لربّ العالمين، ثم يردّون إلى عذاب عظيم بالروح والجسد، وذلك هو البيان الحقّ لقول الله تعالى: {وَمِمَّنْ حَوْلَكُم مِّنَ الأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُواْ عَلَى النِّفَاقِ لاَ تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ ثُمَّ يردّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ} صدق الله العظيم [التوبة:101].
وهنا تجد أنّ لهم حياتين وموتتين وبعثين يا دكتور عمرو، ولكنك تقول أن حسب فتوى ناصر محمد اليماني لبيان هذه الآية أنّ بعث الحياة صار ثلاثاً، ومن ثم نقول: يا رجل لا تقلُ علينا ما لم نقله بل كانوا في الحياة الدنيا فأماتهم الله فعذّبهم في الحياة البرزخيّة، ومن ثم أعادهم إلى الحياة الدنيا فعاد منهم إلى ما نُهوا عنه فأماتهم فعذّبهم المرّة الثانية في النّار في الحياة البرزخيّة، ومن ثم جاء قدر البعث الثاني يوم يقوم النّاس لربّ العالمين فبعثهم مع المبعوثين يوم الدين ليردّهم إلى عذاب عظيم بالروح والجسد. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمِمَّنْ حَوْلَكُم مِّنَ الأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُواْ عَلَى النِّفَاقِ لاَ تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ ثُمَّ يردّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ} صدق الله العظيم [التوبة:101].
ولربما فضيلة الدكتور أحمد عمرو يقول: "يا ناصر محمد اليماني، لماذا الآن تجادلني بالتي هي أحسن برغم أنّ سابق فتواك في أحمد عمرو كانت بأنّه من شياطين البشر؟". ومن ثم يردّ عليك المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني وأقول: وذلك لكوني لا تأخذني العزّة بالإثم يا دكتور أحمد عمرو، فبما أنّك تقول يا ناصر تذكر وصية الله إلى موسى وأخاه هارون -عليهم الصلاة والسلام وآلهم- إذ قال لهم ربّهم: {اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى (43) فَقُولَا لَهُ قَوْلاً لَّيِّناً لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى (44)} صدق الله العظيم [طه]، فبرغم أن فرعون قال: {أَنَا ربّكمُ الْأَعْلَىٰ ﴿24﴾} [النازعات]، ورغم ذلك تجد الله يستوصي نبيّه موسى وأخيه هارون: {فَقُولَا لَهُ قَوْلاً لَّيِّناً لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى} صدق الله العظيم، ومن ثم أخذ الإمام المهدي ناصر محمد اليماني بوصيّة فضيلة الشيخ أحمد عمرو فقلنا له قولاً ليناً لعله يتذكر أو يخشى.
وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
أخوكم؛ الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
ـــــــــــــــــــــــ
Admin
12-10-2012, 08:48 AM
- 4 -
[ لمتابعة رابط المشاركة الأصليّة للبيـــان ] (https://mahdialumma.online/showthread.php?p=65144)
https://mahdialumma.online/showthread.php?p=65144 (https://mahdialumma.online/showthread.php?p=65144)
الإمام ناصر محمد اليماني
26 - ذو القعدة - 1433 هـ
12 - 10 - 2012 مـ
07:40 صباحاً
( بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى )
ــــــــــــــــــــــ
الردّ الرابع من الإمام المهديّ إلى أحمد عمرو..
بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
ويا دكتور أحمد عمرو، لم يبعث الله المهديّ المنتظَر ليعلّمكم حروف النّصب والجرِّ بل البيانَ الحقّ للذّكر، وآتيكم بالبيان لآيات القرآن من ذات القرآن في قلب وذات الموضوع. مثال قول الله تعالى: {مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى} صدق الله العظيم [طه:55].
وحتى نعلم علم اليقين ما يقصد الله بالإعادة بالضبط ومن ثم نجد الفتوى في قول الله تعالى: {قُلْ كُونُوا حِجَارَةً أَوْ حَدِيدًا ﴿٥٠﴾ أَوْ خَلْقًا مِّمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ فَسَيَقُولُونَ مَن يُعِيدُنَا قُلِ الَّذِي فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ ۚ فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُءُوسَهُمْ وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هُوَ قُلْ عَسَىٰ أَن يَكُونَ قَرِيبًا ﴿٥١﴾} صدق الله العظيم [الإسراء].
والعودة في الأرض هي رجوع أرواح المبعوثين فيها لقضاء حياتهم الثانية. ولذلك قال الكفار: {مَن يُعِيدُنَا قُلِ الَّذِي فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ ۚ فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُءُوسَهُمْ وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هُوَ قُلْ عَسَىٰ أَن يَكُونَ قَرِيبًا} صدق الله العظيم، فانظر لقول الكفار: {مَن يُعِيدُنَا}، ويقصدون من سيبعثنا، ثم انظر الردّ عليهم: {قُلِ الَّذِي فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ ۚ فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُءُوسَهُمْ وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هُوَ قُلْ عَسَىٰ أَن يَكُونَ قَرِيبًا} صدق الله العظيم.
ويا رجل، سبق وقلت لك: (إنّ عقيدة العودة يقصد بها البعث) وآتيناك بالبرهان من محكم القرآن: {مَن يُعِيدُنَا قُلِ الَّذِي فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُءُوسَهُمْ وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هُوَ قُلْ عَسَىٰ أَن يَكُونَ قَرِيبًا} صدق الله العظيم. أي من يعيدنا في الدنيا مرة أخرى؟ ثم انظر الجواب من الربّ: {قُلِ الَّذِي فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُءُوسَهُمْ وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هُوَ قُلْ عَسَىٰ أَن يَكُونَ قَرِيبًا} صدق الله العظيم، وكذلك قال الله تعالى: {قُلْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ قُلِ اللَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ} صدق الله العظيم [يونس:34].
والسؤال الذي يطرح نفسه للدكتور، فهل يقصد الله تعالى بقول: {مَنْ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ قُلِ اللَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ}، فهل يقصد أنّه يبدأه من تراب ويعيده إلى تراب، أم يقصد أنّه يعيده خلقاً جديداً؟ فما خطبك تغالط في الحقّ البيِّن؟ وما أظنّ فرعون قد اهتدى وإن قيل له قولاً ليناً!
ويا رجل، سبقت فتوانا أننا لم نؤسس عقيدة العودة في الدنيا لمن يشاء الله من الكافرين فلم نؤسِّسها على بيان هذه الآية فقط بل على آيات تترى في قلب وذات الموضوع، ألا والله يا سعادة الدكتور أحمد عمرو أن لو أتيتك بألف آيةٍ بيِّنةٍ في البرهان المبين للبعث الأول ومن ثم زدتك آيةً أخرى فأنت تستطيع أن تأوِّلَها بالباطل وتحرّفها عن موضعها المقصود، وأنك سوف تترك الألف البرهان المبين ومن ثم تعمد لهذه الآية تعجنها عجناً وعلكاً وتستطيع أن تحوّلها لصالح معتقدك، ولن تجادلنا في الألف الآية المحكمة البيِّنة!
ويا رجل، فلا تكن من الذين قال الله عنهم: {وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا وَلَّى مُسْتَكْبِرًا كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْرًا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} صدق الله العظيم [لقمان:7].
وقال الله تعالى: {قُلِ اللَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ} صدق الله العظيم [يونس:34].
ويا أحمد عمرو، فهل يقصد أنّه قد خلقه من ترابٍ ثم يعيده إلى ترابٍ؟ ولكنك تعلم علم اليقين أنه يقصد الله بقوله تعالى: {قُلِ اللَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ} صدق الله العظيم، أي يعيده كما بدأه أوّل مرّة. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَىٰ كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُمْ مَا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ} صدق الله العظيم [الأنعام:94].
وقال الله تعالى: {قُلْ جَاءَ الحقّ وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ} صدق الله العظيم [سبأ:49]؛ وما يُبدئ الباطل أي ما يُبدئ الخلق وما يعيد، أي وما يبعث الخلق من جديد. وجميع آيات الكتاب في محكم القرآن العظيم تقصد بالإعادة أي يبعثهم خلقاً جديداً.
وأراك تحاجّني فتقول: "لو أنّه قال من وليس في". ومن ثم نردّ عليك بالحقّ ونقول: سبحان ربي أن أحرّف الكلم عن مواضعه المقصودة بالبيان الباطل! بل يقصد وفيها نعيدكم أي وفي الأرض نبعثكم خلقاً حتى إذا كفروا بربّهم مرّة أخرى برغم أنّ الله أذاقهم عذاب الحريق من بعد موتتهم الأولى وبرغم ذلك منهم من عاد فقال لهم ربّهم يوم البعث الشامل: {كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (28)} صدق الله العظيم [البقرة:28].
فانظروا لردّهم على ربّهم في موضع آخر: {قالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَى خُرُوجٍ مِنْ سَبِيلٍ (11) ذَلِكُمْ بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ اللَّهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ وَإِنْ يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُوا فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ (12)} صدق الله العظيم [غافر].
ويا دكتور أحمد عمرو، أعلمُ أنّ الحوار معك إضاعةٌ للوقت ولا أمل في هداك، ولكن لا مشكلة فسوف نهدي بالحوار بسببك قوماً آخرين من الباحثين عن الحقّ، ويزداد الذين آمنوا إيماناً وهم يستبشرون.
وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين ..
أخوكم؛ الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
ــــــــــــــــــــــــ
Admin
14-10-2012, 09:16 AM
- 5 -
[ لمتابعة رابط المشاركة الأصليّة للبيــان ] (https://mahdialumma.online/showthread.php?p=65319)
https://mahdialumma.online/showthread.php?p=65319 (https://mahdialumma.online/showthread.php?p=65319)
الإمام ناصر محمد اليماني
27 - ذو القعدة - 1433 هـ
13 - 10 - 2012 مـ
03:48 صباحاً
( بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى )
ــــــــــــــــــــــ
بيان الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني عن البعث الأوّل لمن يشاء الله من الكافرين، فلا يفتنكم المسيح الكذّاب، فاتقوا الله يا أولي الألباب..
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على كافة أنبياء الله ورسله من أوّلهم إلى خاتمهم وآلهم الطيبين والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدّين لا نفرّق بين أحدٍ من رسله ونحن له مسلمون، أمّا بعد ..
ويا معشر علماء المسلمين وأمّتهم أجمعين والنّاس كافة، احذروا فتنة المسيح الكذّاب الذي عَلِمَ بالبعث الأوّل ويريد أن يستغله لفتنة الأحياء والأموات فيَخْرُج على النّاس فيقول: "أيها النّاس، إني المسيح عيسى ابن مريم، وإنّي أنا الله ربّ العالمين الذي بعث الأموات هؤلاء من قبورهم، ولديّ جنّة ولديّ نار، وقد عرضنا لكم جهنّم عرضاً فمرّت أمام أعينكم وألقينا فيها الذين كفروا بأنّ الله هو المسيح عيسى ابن مريم ولذلك لا ترونهم بين المبعوثين في الأرض". ويقول: "وأنا من أنزل القرآن ولكنّ تمّ تحريفه ولم يعُد كما أنزلناه". ومن ثم يجعل الحقّ فيه باطلاً والباطل حقّاً، ألا لعنة الله عليه. فاحذروا فتنته وهذا قبل أن يتنزل الله في ظُلَلٍ من الغمام ليخاطب المبعوثين الكافرين والنّاس أجمعين من وراء الحجاب.
يا أيها النّاس، حقيقٌ لا أقول على الله إلا الحقّ فاحذروا فتنة المسيح الكذّاب والتصديق بربوبيّته، وما كان هو المسيح عيسى ابن مريم الحقّ عليه الصلاة والسلام؛ بل وما كان للمسيح عيسى ابن مريم أن يقول ما ليس له بحقٍّ، بل منتحلاً لشخصيّة المسيح عيسى ابن مريم وما كان هو ولذلك يسمّى المسيح الكذّاب بالمسيح الكذّاب لكونه ليس المسيح عيسى ابن مريم الحقّ، ولذلك قدّر الله عودة المسيح عيسى ابن مريم شاهداً بالحقّ على النّصارى واليهود والمسلمين ويقول لكم: "إني عبد الله". فيخاطبكم وهو كهلٌ فيقول للناس كما قال لهم من قبل وهو في المهد صبياً فقال لهم: "إني عبد الله". وكذلك يكلّم النّاس وهو كهلٌ ويقول لهم: "إني عبد الله". تصديقاً لقول الله تعالى: {وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَمِنَ الصَّالِحِينَ} صدق الله العظيم [آل عمران:46].
ويا أيها النّاس إن لم تعلموا علم اليقين أنّ البعث الأوّل هو للكافرين من دون الصالحين فسوف يفتنكم المسيح الكذّاب والأموات المبعوثون فتصدقوا بأنّه اللهُ ربّ العالمين.
يا أيها النّاس، حقيقٌ لا أقول على الله إلا الحقّ وآتيكم بالسلطان المبين من محكم القرآن العظيم، فاحذروا واعلموا علم اليقين بأنّه يوجد بعثٌ في الدنيا لمن يشاء الله من الكافرين، بمعنى إنّ الله يحشر في البعث الأوّل من كلّ أمّة فوجاً وهم فقط المكذّبين بآيات ربّهم وذلك في زمن بعث الدّابة ومرافقاً لخروج المسيح الكذّاب من جنّة الفتنة لفتنة الأحياء والأموات المبعوثين من الكافرين، فإن لم تتّبعوا الإمام المهديّ والمسيح عيسى ابن مريم الحقّ فسوف تصدقوا أنّ الله هو المسيح عيسى ابن مريم الكذّاب وما كان المسيح عيسى ابن مريم الحقّ صلى الله عليه وعلى أُمّه وأُسَلِّم تسليماً، بل الذي يدّعي الربوبيّة فيقول إنّه المسيح عيسى ابن مريم فإنّه كذّاب فهو ليس المسيح عيسى ابن مريم، ولذلك يوصف بالمسيح الكذّاب لكونه ليس المسيح عيسى ابن مريم الحقّ كون المسيح عيسى ابن مريم الحقّ لا يدّعي الربوبيّة، وما كان له أن يقول ما ليس له بحقّ بل سوف يبعثه الله كهلاً فيقول لكم ما قال للذين من قبلكم وهو في المهد صبياً: "إني عبد الله".
ويا معشر المسلمين، إن لم تتبعوا الإمام المهديّ المنقذ لكم من فتنة المسيح الكذّاب فسوف يقيم المسيح الكذّاب عليكم الحجّة فتتبعوا الشيطان إلا قليلاً من الأنصار السابقين الأخيار في عصر الحوار من قبل الظهور.
وربّما يودّ أحد السائلين أن يقول: "وكيف يقيم علينا الحجّة المسيحُ الكذّاب إذا لم نصدّق الإمام المهديّ ونتبعه؟". ومن ثم نردّ على السائلين بالحقّ ونقول: إنّكم إذا لم تصدّقوا بأنّه يوجد بعثٌ لمن يشاء الله من الكافرين فحتماً سوف يفتنكم إلا قليلاً من الأنصار الموقنين بالبيان الحقّ من ربّهم لكونكم لن تستطيعوا أن تكذّبوا المبعوثين كون الله بعثهم من قبورهم وأنتم تنظرون، فيخاطبونكم وتخاطبونهم، فلن تستطيعوا أن تقولوا إنّ ذلك سِحرٌ بل بعثٌ حقيقي بين يديكم.
وربّما يودّ كثيرٌ من علماء المسلمين الذين لا يعقلون أن يقولوا: "بل المسيح الكذّاب هو من بعثهم كونه يحيي الموتى فتنةً للنّاس أجمعين". ومن ثمّ يردّ عليهم الإمام المهدي وأقول: إن تلك العقيدة في قلوبكم منكرةٌ وزورٌ وباطلٌ كبيرٌ، فكيف يؤيّد الله المسيح الكذّاب بمعجزة إحياء الموتى والمسيح الكذّاب هو الباطل بذاته! فاعلموا أنّ عقيدتكم في أنّ الباطل يحيي الموتى بإذن الله مخالِفةٌ لما أنزل الله إليكم في محكم كتابه في قول الله تعالى: {قُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ} صدق الله العظيم [سبأ:49].
أفلا تعلمون بتحدي ربّ العالمين في محكم كتابه إلى الباطل وأوليائه فقال لهم لئن استطاعوا أن يُحْيُوا ميتاً واحداً فقد صدّقوا بدعوة الباطل من دون الله؟ فكيف يكذّب الله نفسَه بنفسِه -سبحانه- فيؤيّد الباطل بمعجزة إحياء الموتى! أفلا تعقلون؟ ألا والله لو صدّقتم في عقيدتكم بأنّ المسيح الكذّاب يحيي الموتى لأصبح الشيطان الرجيم المسيح الكذّاب هو الصادق والله سبحانه وتعالى هو الكاذب، سبحانه عمَّا تشركون! ألم يتنزل التحدي من ربّ العالمين في محكم القرآن العظيم إلى الباطل وأوليائه أن يعيدوا ويرجعوا روحَ ولو ميتٍ واحدٍ فقط؟ وقال الله إنّهم لئن فعلوا فأعادوا الروح إلى جسد الميت فقد أصبحوا هم الصادقون في دعوة الباطل من دون الله، أفلا تعقلون؟
ولربّما يودّ أحد علماء الأمّة وأمّتهم الذين هجروا تدّبر القرآن العظيم أن يقول: "يا ناصر محمد اليماني، وأين التحدي من ربّ العالمين إلى الباطل وأوليائه أنْ يُرجعوا روح ولو ميتٍ واحدٍ فقط؟ فلا نظنّ ذلك التحدي تنزّل في القرآن العظيم، فكيف يتحدى الله الباطل وأولياءه أنْ يُعيدوا روح ميتٍ إلى الجسد ومن ثم يؤيّدهم بمعجزة الإحياء المسيح الكذّاب؟ فأتنا بالبرهان من محكم الكتاب بتحدي الله للباطل وأوليائه بأن يعيدوا روح ولو ميتٍ واحدٍ فقط". ومن ثم يردّ الإمام المهدي على السائلين وأقول قال الله تعالى: {فَلا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ (75) وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ (76) إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ (77) فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ (78) لّا يَمَسُّهُ إِلاَّ الْمُطَهَّرُونَ (79) تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ (80) أَفَبِهَذَا الْحَدِيثِ أَنتُم مُّدْهِنُونَ (81) وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ (82) فَلَوْلا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ (83) وَأَنتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ (84) وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنكُمْ وَلَكِن لّا تُبْصِرُونَ (85) فَلَوْلا إِن كُنتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ (86) تَرْجِعُونَهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (87)} صدق الله العظيم [الواقعة].
فانظروا التحدي من ربّ العالمين إلى الباطل وأوليائه: {فَلَوْلا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ (83) وَأَنتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ (84) وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنكُمْ وَلَكِن لّا تُبْصِرُونَ (85) فَلَوْلا إِن كُنتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ (86) تَرْجِعُونَهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (87)} صدق الله العظيم، فانظروا التحدي للباطل وأوليائه: {تَرْجِعُونَهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} صدق الله العظيم، ولكنّ علماء المسلمين وأمّتهم كفروا بهذا التحدي فآمنوا أنّ المسيح الكذّاب يقطع رجلاً إلى نصفين فيمرّ بين الفلقتين ومن ثم يعيد إليه روحه من بعد موته، وتأسّست عقيدتكم على حديث الباطل المفترى المناقض لمحكم القرآن العظيم ونقتبس من الرواية المفتراة على الله ورسوله أنّ المسيح الكذّاب يقول: [أرأيتم إن قتلت هذا ثم أحييته؛ أتشكون في الأمر؟ فيقولون: لا. فيقتله ثم يحييه].
ومن ثم يقيم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني عليكم الحجّة بالحقّ وأقول: أليست هذه الرواية مناقضة لتحدي الله في محكم القرآن العظيم إلى الباطل وأوليائه في قول الله تعالى: {فَلَوْلا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ (83) وَأَنتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ (84) وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنكُمْ وَلَكِن لّا تُبْصِرُونَ (85) فَلَوْلا إِن كُنتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ (86) تَرْجِعُونَهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (87)} صدق الله العظيم؟ فانظروا لحكم الله على نفسه: {تَرْجِعُونَهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} صدق الله العظيم، ولكن لو صدق الله رواية الباطل فأيّد المسيح الكذّاب بمعجزة إحياء الموتى، فهنا قد حكم الله على نفسه في محكم كتابه بأنَّ المسيح الكذّاب وأولياءه هم الصادقون والله وأولياؤه هم الكاذبون، ألا لعنة الله على المفترين لعناً كبيراً.. وأما الذين اتّبعوا افتراء الباطل فأولئك قومٌ لا يعقلون.
ويا معشر علماء المسلمين وأمّتهم، أشهد لله على أنّه يوجد بعثٌ في الدنيا لمن يشاء الله من الكافرين فسوف يعيدهم الله إليكم في هذه الأرض من بعد موتهم وأنتم تنظرون لكون بعثهم مقرون بخروج المسيح الكذّاب الشيطان الرجيم من جنّة الفتنة كون الله أنظره فيها إلى يوم البعث الأوّل لمن يشاء الله أن يبعثهم من الكافرين المكذّبين بالبعث في الحياة الدنيا. وقال الله تعالى: {مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى} صدق الله العظيم [طه:55].
وربّما يودّ الدكتور صاحب حروف الجرّ أحمد عمرو أن يقول: "يا ناصر محمد، لقد أفتيناك إنّ العودة في الأرض أي يعيدهم تراباً". ومن ثم يردّ عليه الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: إسمع يا دكتور أحمد عمرو، لئن استطعت أن تأتي ببرهانٍ واحدٍ فقط من محكم القرآن العظيم بأنّ الله يقصد بقوله تعالى {وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ} أي بعودة الخلق إلى تراب؛ فإن فعلت فقد أصبح ناصر محمد اليماني كذّاباً أشِراً وليس المهديّ المنتظَر، ألا والله الذي لا إله غيره لا تستطيع أنت وكافة علماء الإنس والجنّ ولو كان بعضكم لبعض ظهيراً ونصيراً أن تأتوا ببرهانٍ واحدٍ فقط من محكم القرآن العظيم لبيانكم لهذه الآية بأنّ الإعادة يقصد بها تحلل الجسد إلى تراب. ولكنّي الإمام المهدي الذي يحاجّكم بمحكم الكتاب ذكرى لأولي الألباب سوف أحاجّكم بكافة آيات الإعادة للخلق في الكتاب ومن ثم ننظر فهل يقصد بإعادة الخلق أي تحلّله إلى تراب كما تزعمون، أم يقصد به إعادة الخلق من جديدٍ في الأرض؟ وإلى الاحتكام إلى ربّ العالمين ونقول: يا ربّ العالمين إنّك أنت خير الفاصلين ومن أحسن من الله حكماً لقوم يؤمنون، اللهم أفتِنا عن المقصود بإعادة الخلق، فهل تقصد تحلّل الجسد إلى ترابٍ أم تقصد إعادته من جديدٍ؟ ومن ثم ننظر الحكم بيننا من ربّ العالمين وقال الله تعالى: {قُلِ اللَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ} صدق الله العظيم [يونس:34].
ولكن يا إله العالمين لقد علمنا بالبيان الحقّ لقولك الحقّ {يَبْدَأُ الْخَلْقَ} وهو خلق الإنسان من طين، ولكن أفتنا في المقصود بقولك الحقّ: {ثُمَّ يُعِيدُهُ} فهل تقصد إنّك تعيده إلى تراب؟ وإلى الجواب من الربّ في محكم الكتاب قال الله تعالى: {كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِين} صدق الله العظيم [الأنبياء:104].
إذاَ الإعادة هو بعث الخلق من جديد ولا يقصد عودته إلى تراب كما تزعم يا دكتور أحمد، وبالنسبة لتحلل الجسد إلى ترابٍ فلا جدال فيه ولا إنّكار. وقال الكفار: {وَقَالُوا أَإِذَا كُنَّا عِظَامًا وَرُفَاتًا أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقًا جَدِيدًا ﴿٤٩﴾} صدق الله العظيم [الاسراء].
وقال الله تعالى: {قُلْ كُونُوا حِجَارَةً أَوْ حَدِيدًا ﴿٥٠﴾ أَوْ خَلْقًا مِّمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ فَسَيَقُولُونَ مَن يُعِيدُنَا قُلِ الَّذِي فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُءُوسَهُمْ وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هُوَ قُلْ عَسَىٰ أَن يَكُونَ قَرِيبًا ﴿٥١﴾} صدق الله العظيم [الإسراء].
ونستنبط من ذلك البيان الحقّ للمقصود من الإعادة على أنّه إعادة خلقهم من جديد. تصديقاً لقول الله تعالى: {كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ ﴿٢٩﴾ فَرِيقًا هَدَىٰ وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلَالَةُ} صدق الله العظيم [الأعراف:29-30].
والسؤال الذي يطرح نفسه: فما يقصد الله بقوله تعالى: {{{ كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ }}}؟ ومن ثم تجدون الجواب في محكم الكتاب أنّه يقصد بالإعادة أي الإعادة إلى البداية. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَىٰ كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُمْ مَا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ وَمَا نَرَىٰ مَعَكُمْ شُفَعَاءَكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَاءُ} صدق الله العظيم [الأنعام:94].
وربّما يودّ أحد السائلين أن يقول: ولماذا لم يبعث الله شركاءهم معهم؛ أولئك الذين أشركوهم بربّ العالمين كونهم كانوا غائبين في البعث الأوّل ونستنبط ذلك من قول الله تعالى: {وَمَا نَرَىٰ مَعَكُمْ شُفَعَاءَكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَاءُ} صدق الله العظيم، فهل هذا البعث الأوّل فقط يختصّ بمن يشاء الله من الكافرين المكذّبين بآيات ربّهم. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أمّة فَوْجًا مِمَّنْ يُكَذِّبُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ يُوزَعُونَ ﴿83﴾} صدق الله العظيم [النمل].
وميقات ذلك البعث الأوّل لمن يشاء الله من الكافرين يحدث في زمن إخراج الدابة وخروج المسيح الكذّاب وجيوشه من يأجوج ومأجوج وبعث الإمام المهديّ وذلك بعد مرور كوكب العذاب. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ (82) وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِن كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجاً مِّمَّن يُكَذِّبُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ يُوزَعُونَ (83)} صدق الله العظيم [النمل].
ولكنّ هذا البعث يأتي مرافقاً للزمن الذي يخرج فيه المسيح الكذّاب ويأجوج ومأجوج وإخراج الدابة وبعث الإمام المهديّ ولكنّ أكثر النّاس لا يعلمون وذلك تصديقاً لقول الله تعالى: {وَحَرَامٌ عَلَىٰ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَنَّهُمْ لَا يَرْجِعُونَ ﴿٩٥﴾ حَتَّىٰ إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُم مِّن كُلِّ حَدَبٍ يَنسِلُونَ ﴿٩٦﴾} صدق الله العظيم [الأنبياء].
ويحدث ذلك بعد تهدّم سدّ ذي القرنين لخروج يأجوج ومأجوج وملكهم. تصديقاً لقول الله تعالى: {قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقّاً (98) وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعاً (99) وَعَرَضْنَا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِلْكَافِرِينَ عَرْضاً (100)} صدق الله العظيم [الكهف].
وربّما يودّ أحد أحبتي الأنصار السابقين الأخيار أن يقول: "يا إمامي ما هو البيان لقول الله تعالى: {وَعَرَضْنَا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِلْكَافِرِينَ عَرْضاً (100)} صدق الله العظيم؟". ومن ثم يردّ عليكم الإمام المهدي وأقول: ذلك يوم تهدّم سدّ ذي القرنين بسبب مرور كوكب النّار بجانب أرض البشر فيراها الكفار جميعاً تعرض بجانب أرض البشر. ولذلك قال الله تعالى: {وَعَرَضْنَا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِلْكَافِرِينَ عَرْضاً} صدق الله العظيم، وإنما العرض يحدث قبل أن يدخلها الكفار الأحياء في عصر مرورها، ولكن أكثر النّاس لا يعلمون.
ويا معشر الباحثين عن الحقّ، إنّما يريد المسيح الكذّاب أن يستغل البعث الجزئي للكافرين فيدّعي الربوبيّة ويقول إنّ ذلك يوم البعث الشامل، ويقول إنّه الله ربّ العالمين، ويقول إنّ لديه جنّة ونار فيقول: "أما النّار فقد عرضناها عرضاً فمرّت أمام أعينكم وأما الجنّة فهي من تحت الثرى باطن أرضكم، وأما الأموات الغائبين الذين لم ترونهم مع المبعوثين فأولئك كانوا على ضلالٍ مبين فألقينا بهم جميعاً في نار جهنّم، وأما هؤلاء المبعوثون فإنّهم على الحقّ المبين فقد غفرت لهم وسوف أدخلهم جنتي باطن أرضكم"، ومن ثم يقول الإمام المهديّ: أجعلت الحقّ باطلاً والباطل حقاً يا عدو الله؟ وهيهات هيهات تالله لأبطلنّ وأفشلنّ مكركم أجمعين يا معشر الشياطين بإذن الله ربّ العالمين، وإنا فوقكم قاهرون وعليكم منتصرون وسوف تعلمون أنّ العاقبة للمتقين، وسلامٌ على المرسلين والحمد لله ربّ العالمين..
ولربّما يودّ أحد السائلين أن يقول: "مهلاً مهلاً يا ناصر محمد، فبيانك هذا يدل على أنّ للكفار حياتين وموتتين في هذه الحياة الدنيا فهل لديك برهانٌ مبينٌ محكمٌ في كتاب الله أنَّ للكفار حياتين وموتتين وبعثين؟". ومن ثم يردّ عليهم الإمام المهدي وأقول قال الله تعالى: {كَيْفَ تَكْفُرُوْنَ بِاللهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيْتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيْكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُوْنَ} صدق الله العظيم [البقرة:28].
قالوا: {قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَى خُرُوجٍ مِّن سَبِيلٍ (11) ذَلِكُم بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ اللَّهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ وَإِن يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُوا فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ (12) هُوَ الَّذِي يُرِيكُمْ آيَاتِهِ وَيُنَزِّلُ لَكُم مِّنَ السَّمَاءِ رِزْقاً وَمَا يَتَذَكَّرُ إِلَّا مَن يُنِيبُ (13)} صدق الله العظيم [غافر].
وربّما يودّ أن يلقي إلينا سائلٌ آخر سؤالاً فيقول: "يا ناصر محمد اليماني، إنّه حسب بيانك هذا المبيّن أنّ أولياء الله الصالحين غائبون في البعث الأوّل ولذلك قال الله تعالى: {وَمَا نَرَىٰ مَعَكُمْ شُفَعَاءَكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَاءُ} صدق الله العظيم [الأنعام:94]، فهذا يعني بأنّ ليس للصالحين إلا موتةً واحدةً وبعثاً واحداً فقط وأنّهم ليسوا في النّار كما كذّب المسيح الكذّاب، فآتنا بالجواب من محكم الكتاب من الله ربّ العالمين كي تكتمل الصورة لدينا ويتبيّن لنا البيان الحقّ للقرآن بالقرآن في مسألة البعث الأوّل". ومن ثم يردّ على السائلين الإمام المهدي ناصر محمد اليماني وأقول: قال الله تعالى: {لَا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولَىٰ وَوَقَاهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ ﴿56﴾} صدق الله العظيم [الدخان].
ولكن الدكتور أحمد عمرو يزعم أنّ النّاس كانوا أمواتاً من قبل خلقهم بغير علم من الله ويحرّف كلام الله عن مواضعه المقصودة ويلقي بالتهمة على الإمام ناصر محمد اليماني أنّه من يُغيّر الكلم عن مواضعه! أليس الله بأحكم الحاكمين يا دكتور؟ وقد تبيَّن لأولي الألباب أيُّنا ينطق بالقول الصواب بالحقّ ويهدي إلى صراطٍ مستقيمٍ.
وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
أخوكم؛ الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
ـــــــــــــــــــــــ
Admin
14-10-2012, 09:19 AM
- 6 -
[ لمتابعة رابط المشاركــة الأصليّة للبيــان ] (https://mahdialumma.online/showthread.php?p=65490)
https://mahdialumma.online/showthread.php?p=65490 (https://mahdialumma.online/showthread.php?p=65490)
الإمام ناصر محمد اليماني
28 - ذو القعدة - 1433 هـ
14 - 10 - 2012 مـ
06:35 صباحاً
( بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى )
ـــــــــــــــــــــ
الردّ الملجم بالبرهان المُحْكم من القرآن العظيم على الدكتور أحمد عمرو..
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدّي محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وجميع المرسلين والتابعين لدعوة الحقّ من ربّهم في كل زمانٍ ومكانٍ إلى يوم الدّين، أما بعد..
قال الله تعالى: {أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا ﴿١٥﴾ وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا ﴿١٦﴾ وَاللَّهُ أَنبَتَكُم مِّنَ الْأَرْضِ نَبَاتًا ﴿١٧﴾ ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيهَا وَيُخْرِجُكُمْ إِخْرَاجًا ﴿١٨﴾ وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ بِسَاطًا ﴿١٩﴾ لِّتَسْلُكُوا مِنْهَا سُبُلًا فِجَاجًا ﴿٢٠﴾} صدق الله العظيم [نوح].
وإلى البيان الحقّ لقول الله تعالى: {وَاللَّهُ أَنبَتَكُم مِّنَ الْأَرْضِ نَبَاتًا ﴿١٧﴾} صدق الله العظيم، والسؤال الذي يطرح نفسه فما هو النبات؟ والجواب: إنّها البذور التي تنبت في الحرث، وكذلك البشر بدايتهم بذور يتفرّد بها الرجل يقذفها في حرث زوجته وقال الله تعالى: {نِسَآؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ} صدق الله العظيم [البقرة:223].
والسؤال الذي يطرح نفسه فما هو النبات الذي يقذفه الرجل في رحم المرأة؟ والجواب: {أَفَرَأَيْتُم مَّا تُمْنُونَ ﴿٥٨﴾ أَأَنتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخَالِقُونَ ﴿٥٩﴾} صدق الله العظيم [الواقعة].
ثمة سؤال آخر فمتى تمّ التكوين لهذه البذور البشريّة؟ والجواب تجدوه في محكم الكتاب في قول الله تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنتُم بَشَرٌ تَنتَشِرُونَ} صدق الله العظيم [الروم:20].
إذاً ليس فقط أبونا آدم عليه الصلاة والسلام تمّ خلقه من ترابٍ بل كذلك ذريته خلقهم الله مع أبيهم آدم يوم خلقه من الأرض. تصديقاً لقول الله تعالى: {هوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنشَأَكُم مِّنَ الأَرْضِ وَإِذْ أَنتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ فَلا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى} صدق الله العظيم [النجم:32].
وقبل أن يكون الإنسان جنيناً في رحم أُمِّه فقد سبقت مرحلة بِدء خلقه من ترابٍ في الأمَمِ المنويّة في صلب أبينا آدم عليه الصلاة والسلام، ولكل حيوانٍ منويّ ذريّة في ظهره. ولربّما العِلْمُ لم يكتشف إلا الحيوانات المنويّة في منيّ الرجل، ومن ثم نقول:
[ألا وإن لذلك الحيوان المنويّ ذريّة يحملها في ظهره تمّ خلقها يوم خلق الله أبانا آدم في الأزل القديم، ومن ثم أخذ من تلك الأمَم المنويّة العهد الأزلي للربّ سبحانه فأنطقهم جميعاً سبحانه فقال لهم: ألستُ بربكم؟ قالوا بلى].
وقال الله تعالى: {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وأَشْهَدَهُمْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَىٰ شَهِدْنَا أَن تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَـٰذَا غَافِلِينَ ﴿١٧٢﴾ أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِن قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِّن بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ ﴿١٧٣﴾} صدق الله العظيم [الأعراف].
وتلك هي الفطرة التي فطر الله النّاس عليها أن يعبدوا الله وحده لا يشركون به شيئاً. تصديقاً لقول الله تعالى: {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ} صدق الله العظيم [الروم:30].
ومن ثم اختار منهم أنبياءه وأئمة الكتاب الذين جعلهم للنّاس أئمةً وخلفاء في الأرض وسمّاهم بأسمائهم في الكتاب، ومن ثم علّمهم لأبيهم آدم عليه الصلاة والسلام جميعاً الأنبياء وأئمة الكتاب من ذرّيته لأنّ الله اصطفاهم خلفاءً له في الأرض لكونه يعلم أنّهم لن يظلموا عباده فيكونوا طغاةً جبّارين، ومن ثم عرض الله أسماءهم على الملائكة. وقال الله تعالى: {وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَـؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (31)} صدق الله العظيم [البقرة:31].
كونهم أفتوا في شأنّهم من قبل خلقهم بأنّهم سوف يكونون مفسدين في الأرض أي ظالمين في حُكْمِهِم ويسفكون الدّماء بغير الحقّ ظلماً واعتداءً على النّاس، ولكن ملائكة الرحمن أخطأوا في ذلك كون الله يعلم من يصطفي ويختار ومن سوف يكون جديراً بالخلافة وليس الملائكة هم أعلم من ربّهم حتى حين قال لهم: {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لا تَعْلَمُونَ} صدق الله العظيم [البقرة:30].
فانظروا لردّ الله على ملائكته فقال: {إِنِّي أَعْلَمُ مَا لا تَعْلَمُونَ}، أي أعْلَمُ أنّهم جديرون بالخلافة، فما يدريكم أنّهم سوف يكونون مفسدين في الأرض ظالمين للنّاس؟ ومن ثم أقام الله على الملائكة الحجّة فعرضهم عليهم جميعاً الأنبياء وأئمة الكتاب، فقال: {أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَـؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ(31)} صدق الله العظيم [البقرة].
وهنا نال الفزعُ من قلوب ملائكته المقربين وعلموا أنّهم تجاوزوا ما لا يحقّ لهم الخِيَرَة فيه. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (68) وَرَبُّكَ يَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ (69)} صدق الله العظيم [القصص].
ومن ثم عَلِمَ الملائكة أنّه قد صار في نفس ربّهم منهم شيئاً بسبب قولهم: {أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لا تَعْلَمُونَ}، ولكنهم ليسوا بأعلم من ربّهم ولم يدركوا خطأهم في حقّ ربّهم إلا حين قال الله لملائكته المقربين: {أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَـؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} صدق الله العظيم، أي إن كنتم صادقين أنّهم سوف يفسدون في الأرض فيسفكون الدماء ظلماً وعدواناً! فما يدريهم بعمل خلفاء الله في الأرض حتى إذا عرضهم الله عليهم فإذا هم لا يعلمون حتى أسماء خلفاء الله! وتبيّن لهم إنّهم قد افتروا في حقّهم وإنّ ربّهم هو أعلم بمن يصطفي ويختار، ومن ثم سبّحوا ربّهم فخضعوا خاشعين من الذلِّ معترفين بأنّهم ليسوا بأعلم من الله: {قَالُواْ سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ} صدق الله العظيم [البقرة:32].
ومن ثم أراد الله أن يعلّمهم برهان النّبوّة والخلافة والإمامة وبأنّه يزيد من يصطفي ويختار بسطةً في علم الكتاب حتى يكون أعلم ممن استخلفه الله عليهم. فقال الله تعالى: {وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلاء إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ (31) قَالُوا سُبْحَانَكَ لا عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (32) قَالَ يَا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ (33)} صدق الله العظيم [البقرة].
كون الله هو يُعلِّم من يصطفي ويختار. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (68) وَرَبُّكَ يَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ (69)} صدق الله العظيم [القصص].
حتى إذا أقام خليفة الله على ملائكة الرحمن الحجّة بأنّ الله قد زاده بسطةً في علم الكتاب عليهم ومن ثم أمرهم الله أن يسجدوا لآدم بعد أن قدّم آدم البرهان المبين بأنّه أعلم منهم فعلّمهم ما لم يكونوا به يعلمون. تصديقاً لقول الله تعالى: {قَالَ يَا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ (33) وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنْ الْكَافِرِينَ (34)} صدق الله العظيم [البقرة].
ولا نريد أن نبحر في بحر علم الكتاب بعيداً ولِنَعُد للأمم المنويّة الذين كانوا حاضرين في تلك الساحة كون الله خلقهم في نفس اللحظة التي خلق فيها أباهم آدم عليه الصلاة والسلام. تصديقاً لقول الله تعالى: {مَا خَلْقُكُمْ وَلاَ بَعْثُكُمْ إِلاَّ كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ} صدق الله العظيم [لقمان:28].
وقد عَلِمنا متى بدأ الله خلقهم وأنّهم من ترابٍ يوم خلق الله أباهم آدم. تصديقاً لقول الله تعالى: {هوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنشَأَكُم مِّنَ الأَرْضِ وَإِذْ أَنتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ فَلا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى} صدق الله العظيم [النجم:32].
ومن ثم تستمر أُمَمُ العَلَقِ في التنقل في أصلاب البشر حتى يأتي قدره المقدور في الكتاب المسطور فينمو في رحم أمّه فيصير جنيناً مخلّقاً وهو لا يزال مستمرٌ في الحياة منذ أن خلقه الله يوم خلق أباه آدم عليه الصلاة والسلام، ونحن لا نتكلم عن الأموات من العالم المنويّ لكون من مات منهم من قبل أن يكونوا أجنّة ورجالاً ونساءً فلا أعلم أنّ الله يعذّبهم في نار جهنّم لأنّه لا وجود لأعمالهم، بل نحن نتكلم عن الذين تمت مراحل خلقهم وأوجدهم الله في الحياة الدنيا وابتعث إليهم رسله وأنبياءه فدعوهم إلى عبادة الله وحده لا شريك له وحاجّوهم بآيات كتابه فكذّب بها الذين لا يعقلون فأقيمت الحجّة عليهم فعذّبهم الله، وقال الله تعالى: {قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ ( 38 ) وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ( 39 )} صدق الله العظيم [البقرة]، وإنّما أصحاب النّار هم المكذبون بآيات ربّهم. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (39)} صدق الله العظيم.
وقال الله تعالى: {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ (116) فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَٰذَا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَىٰ (117) إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَىٰ (118) وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَىٰ (119) فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَىٰ شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَا يَبْلَىٰ (120) فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَعَصَىٰ آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَىٰ (121)ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَىٰ (122) قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَىٰ (123) وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ (124) قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَىٰ وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا (125) قَالَ كَذَٰلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَٰلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَىٰ (126)} صدق الله العظيم [طه].
وربّما يودّ أحد علماء اليهود من الذين يسعون للإثبات بالباطل فيزعمون بتناقض القرآن العظيم فيقول:
"يا ناصر محمد اليماني يا من يزعم أنّ الله أمره أن يجاهد النّاس بهذا القرآن جهاداً كبيراً حتى يقيم عليهم الحجّة منه، فها نحن علماء اليهود نقيم الحجّة فنأتيك بتناقضات القرآن مثال قول الله تعالى: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ (124) قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَىٰ وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا (125)} صدق الله العظيم [طه]. والتناقض هو في قول الله تعالى: {قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَىٰ وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا} كونه يتناقض مع قول الله تعالى: {وَمَنْ كَانَ فِي هَٰذِهِ أَعْمَىٰ فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمَىٰ وَأَضَلُّ سَبِيلًا ﴿72﴾} [الإسراء]. فما هو الردّ على علماء اليهود الذين أعلنوا ببيانٍ بعنوانِ (متناقضات القرآن) ومنها قولان متناقضان. مثال: {قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَىٰ وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا}، وقوله: {وَمَنْ كَانَ فِي هَٰذِهِ أَعْمَىٰ فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمَىٰ وَأَضَلُّ سَبِيلًا}. فكيف الإنسان يقول إنّه كان بصيراً في الدنيا وفي قولٍ آخر {وَمَنْ كَانَ فِي هَٰذِهِ أَعْمَىٰ فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمَىٰ وَأَضَلُّ سَبِيلًا}؟".
ومن ثم يقيم الإمام المهديّ الحجّة على علماء اليهود وأقول: إنّما كان الإنسان بصيراً يوم فِطْرةَ الله التي فَطَرَ النّاس عليها يوم خلقهم مع أبيهم آدم فكانوا يؤمنون بالله أجمعين. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتَ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا} صدق الله العظيم [الأعراف:172].
ولذلك كان كلُّ إنسان بصيراً بالحقّ، وذلك ما يقصده الإنسان بقوله: {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتَ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا}، أي بصيرٌ في عصر العهد الأزلي فنسي ولكنّ الله أقام عليه الحجّة بتذكير الإنسان بآيات ربّه التي بعث بها رسله فقال الله تعالى: {قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَىٰ (123) وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ (124) قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَىٰ وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا (125) قَالَ كَذَٰلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَٰلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَىٰ (126)} صدق الله العظيم [طه].
واستكملنا البيان لقول الله تعالى: {وَاللَّهُ أَنبَتَكُم مِّنَ الْأَرْضِ نَبَاتًا ﴿١٧﴾} صدق الله العظيم [نوح]، وفصّلنا العالم الذريّ تفصيلاً، ونأتي لبيان قول الله تعالى: {ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيهَا وَيُخْرِجُكُمْ إِخْرَاجًا ﴿١٨﴾} صدق الله العظيم [نوح].
والإعادة أي إنّه يعيدكم فيها يا معشر المكذبين كما خلقكم أوّل مرة في الأرض. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُم مَّا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاء ظُهُورِكُمْ} صدق الله العظيم [الأنعام:94].
ولكنه لا يقصد النّاس أجمعين بقوله تعالى: {ولَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُم مَّا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاء ظُهُورِكُمْ} صدق الله العظيم؛ بل يخاطب الكافرين الذين أعادهم في الحياة الدنيا حتى إذا انقضت حياتهم الثانية فماتوا حتى إذا قامت الساعة وجاء البعث الشامل ومن ثم يخرج النّاس أجمعون المؤمنون والكافرون جميعاً إخراجاً كنفسٍ واحدةٍ كما سبق أن فصّلنا بيان الإعادة من محكم القرآن تفصيلاً، فلا تجعل التناقض في القرآن يا دكتور عمرو فلا يستوي الكفّار والمؤمنون بمحياهم ومماتهم وبعثهم. تصديقاً لقول الله تعالى: {أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ ۚ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ} صدق الله العظيم [الجاثية:21].
وقال الله تعالى: {وَإِن كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذًا لَّاتَّخَذُوكَ خَلِيلًا ﴿٧٣﴾ وَلَوْلَا أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا ﴿٧٤﴾ إِذًا لَّأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيرًا ﴿٧٥﴾} صدق الله العظيم [الإسراء].
ولذلك قال الله: {كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنتُمْ أَمْوَاتاً فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ(28)} صدق الله العظيم [البقرة].
ومن ثم نستنبط ردّهم على ربّهم من محكم الكتاب: {قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَى خُرُوجٍ مِّن سَبِيلٍ (11) ذَلِكُم بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ اللَّهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ وَإِن يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُوا فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ(12)} صدق الله العظيم [غافر].
ويا أحمد عمرو، لا نسمح لك بتشتيت الحوار والفوضى بالموقع وصدق ابن مسعود بوعظه لك أن تلتزم الحوار نقطة فنقطة، أم إنّك تريد محاورة الأنصار لكونهم أدنى -في نظرك- من الحوار مع الإمام ناصر محمد اليماني وذلك حتى تستطيع أن تقيم عليهم الحجّة فتشكك قوماً آخرين من الباحثين عن الحقّ؟ وهيهات هيهات يا دكتور عمرو فنحن نعلم ما ترمي إليه ولن تفلت مني، فليستمر الحوار إلى النهاية ونختمه بالمباهلة فنجعل لعنة الله على الكاذبين لكونك من الذين لا يهتدون من الذين في قلوبهم زيغٌ عن الحقّ وإن جئتهم بكل آيةٍ محكمةٍ بيّنةٍ من آيات أمِّ الكتاب فسوف يُعرضون عنها ويجادلون بالمتشابه الذي لا يزال بحاجة للتأويل ويأتون بالبيان لآيات الكتاب من عند أنفسهم من غير برهان الصدق من ربّهم، فهم بعكس الإمام المهديّ لكوني آتيكم بالبيان الحقّ للقرآن من عند الله لأني آتيكم بالبيان للقرآن من محكم القرآن وليس من عند نفسي وأفصّله تفصّيلاً فنأتي بالتفصّيل من محكم التنزيل، وأما أنتم فتأتون بالبيان للقرآن من عند أنفسكم وتعرضون عن اتّباع آيات الكتاب المحكمات البيّنات فتذروهنّ وراء ظهوركم. مثال قول الله تعالى: {قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَى خُرُوجٍ مِّن سَبِيلٍ (11) ذَلِكُم بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ اللَّهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ وَإِن يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُوا فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ (12)} صدق الله العظيم [غافر].
وجعلتم محياهم ومماتهم سواء ولكن ليس للصالحين من أولياء الله غير موتة واحدة وليست موتتين اثنتين. تصديقاً لقول الله تعالى: {لَا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولَىٰ وَوَقَاهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ ﴿56﴾} صدق الله العظيم [الدخان].
وأما المجرمون من الكفّار فلهم حياتان وموتتان. تصديقاً لقول الله تعالى: {كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنتُمْ أَمْوَاتاً فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (28)} صدق الله العظيم [البقرة]؛ أي كيف تكفرون بالله وقد أمتناكم من بعد أن كذبتم في الحياة الدنيا وعذبناكم ثم أحييناكم ثم أمتناكم ثم إليه ترجعون؟
وهذا الخطاب موجّه للكافرين كون لهم موتتان وحياتان اثنتان ثم إلى ربّهم يرجعون وقد اعترفوا بذنوبهم في الحياة الأولى والثانية، ولذلك قال الله تعالى: {قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَى خُرُوجٍ مِّن سَبِيلٍ (11) ذَلِكُم بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ اللَّهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ وَإِن يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُوا فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ (12)} صدق الله العظيم [غافر].
فانظروا لاعترافهم بذنوبهم التي ارتكبوها في الحياة الأولى وفي الحياة الثانية، ولذلك قالوا: {قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَى خُرُوجٍ مِّن سَبِيلٍ (11) ذَلِكُم بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ اللَّهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ وَإِن يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُوا فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ(12)} صدق الله العظيم، وأما أولياء الله الصالحون فليس لهم غير حياة والموتة الأولى فقط ، ولذلك قال الله تعالى: {لَا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولَىٰ وَوَقَاهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ ﴿56﴾} صدق الله العظيم.
وإني أراك يا دكتور أحمد عمرو تقول: "لم تأتِ بجديد يا ناصر محمد فالآيات هي نفس الآيات التي تجادلنا بهن في كل بيان". ومن ثم نردّ عليك يا دكتور ونقول: وبماذا تريدنا أن نجادلك به من بعد أن أقمنا عليك الحجّة بالحقّ بآيات محكمات بيّنات من آيات أمّ الكتاب؟ فما بعد الحقّ إلا الضلال. فلن نضيّع وقتنا معك يا دكتور أحمد ودع الفرصة لغيرك في مسألة البعث الأول أو ننتقل إلى المسائل الأخرى التي ألقيتها إلينا من قبل أو نجعل لابن مسعود عليك سلطاناً! فلا تضيّع وقتنا فقد بدأنا وأعدنا البرهان في البيان، فلا تقل: "فانظر إلى حرف الجر يا ناصر في قولك: (فقد بدأنا وأعدنا البرهان في البيان من جديد )". ومن ثم نقول: يا دكتور، اللهم نعم بدأنا وأعدنا البرهان في البيان من جديد كونه لا مُبدِّل لكلمات الحقّ من الله وما بعد الحقّ إلا الضلال.
وبالنسبة لقولك أنّ بياناتك لا تظهر بالموقع، فتالله لا أعلم لك ببيانٍ خُفِيَ أو حُذِفَ، فكل بياناتك موجودةٌ في صفحات الحوار بيني وبينك ومن ثم يقوم الإداريون بتنزيل كل بيانٍ جديدٍ لنا في الحوار في قسم الموسوعة لأنّ قسم الموسوعة جعلناه مخصّصاً حصرياً لبيانات الإمام ناصر محمد اليماني حتى لا يتوه الزوّار في صفحات الحوار باحثون عن بيانات الإمام المهدي ناصر محمد اليماني، ولذلك أعددنا الموسوعة لتكون حصرياً لبيانات الإمام المهديّ ليسهل الأمر للباحثين عن الحقّ، فلعلك تطّلع على قسم الموسوعة فحين لا ترى ردودك فيها ومن ثم تتّهم أنّه تمّ حذف بياناتك! وما حُذفت بياناتك فهي باقية في صفحات الحوار في الموقع.
وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله رب العالمين..
أخوكم؛ الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
ـــــــــــــــــــــ
Admin
15-10-2012, 08:24 AM
- 7 -
[ لمتابعة رابط المشاركـة الأصليّة للبيــــان ] (https://mahdialumma.online/showthread.php?p=65572)
https://mahdialumma.online/showthread.php?p=65572 (https://mahdialumma.online/showthread.php?p=65572)
الإمام ناصر محمد اليماني
29 - ذو القعدة - 1433 هـ
15 - 10 - 2012 مـ
05:43 صباحاً
( بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى )
ـــــــــــــــــــــ
ردّ الإمام المهدي الملجم بسلطان العلم لكل عالمٍ يجادلنا من القرآن العظيم، حقيقٌ لا أقول إلا الحقّ..
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على الأنبياء والمرسلين وأئمة الكتاب رحمةً للعالمين وعلى آلهم الطيبين وعلى من تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدّين، أمّا بعد..
ويا معشر الأنصار السابقين الأخيار، ويا معشر الباحثين عن الحقّ جميعاً، كونوا شهداء بالحقّ بين المهديّ المنتظر والدكتور أحمد عمرو وتدبّروا في الفرق بين بيان المهديّ المنتظَر للذِكر وبيان أحمد عمرو، وسوف تجدون الفرق كبيراً كما بين الليل والنّهار وما بين الظلمات والنّور وما بين الظلّ والحرور وما بين الأحياء والأموات، وما أنت بمسمعِ البيان الحقّ من في القبور لكونهم أمواتاً غير أحياءٍ فلن يسمع الميّتُ من يخاطبه ما دام ميتاً حتى تعود إلى ذلك الجسد الروحُ التي تملك حواس السمع والبصر والحياة.
ويا معشر الباحثين عن الحقّ كونوا حَكَماً بيننا بالحقّ أيّنا يأتي بآيات الكتاب ومن ثم يفصّلها من عند نفسه بقول الظنّ الذي لا يغني من الحقّ شيئاً، وأيّنا يأتي بآيات الكتاب ومن ثم يبيّنها بآيات أخرى من الكتاب ويفصّل الحقّ تفصيلاً من الكتاب ذكرى لأولي الألباب، وما يذكّر إلا أولو الألباب، وأما أشرّ الدّواب فإنّهم الذين لا يعقلون كلام الله كونهم لا يستخدمون عقولهم للتفكر والتدّبر لكي يفرقوا بين الحقّ والباطل.
ويا دكتور أحمد عمرو، إنك تلبس الحقّ بالباطل وتحرّف الكلم عن مواضعه المقصودة، وكذلك تأتي بآياتٍ تخصّ خطاب الكفار الذين ليس لهم غير موتةٍ واحدةٍ وبعثٍ واحدٍ، ولذلك تجدون الإمام المهديّ حين يفتيكم بالبعث الأوّل للكافرين فتجدونني أقول: إنّما العودة إلى الدنيا لمن يشاء الله من الكافرين من الذين كذبوا برسل ربّهم، ولم نصدر الحكم أنّ البعث الأوّل يشمل كافة الكافرين كون الكافرون ليسوا سواءً بل درجات، وأضلّ الكفار قوماً آخرين من الكفار من الذين كذبوا على ربّهم ما لم يقله ويقولون على ربّهم بالظنّ الذي لا يغني من الحقّ شيئاً، فأضلّوا أنفسهم وأضلّوا أُمَمهم.
ألا وإنّ الذين افتروا على ربِّهم فأضلّوا أنفسهم وأضلّوا أممهم إليكم عائدون وأنتم تشهدون يا معشر الأشهاد الأحياء الذين سوف يشهدون البعث الأوّل لمن يشاء الله من الكافرين، وأرجو أن يتمّ التركيز لفتواي عن البعث الأوّل حين أقول: (( لمن يشاء الله من الكافرين)) لأن هناك كافرون ليس لهم غير موتةٍ واحدةٍ وبعثٍ واحدٍ، ولكن أكثر النّاس لا يعلمون.
وأمّا المبعوثين في عصري وعصركم وزماني وزمانكم -وأنتم تشهدون- فإنّهم الكفار الذين كذبوا على ربّهم فأضلّوا أنفسهم وأضلّوا أمّتهم بقولهم على الله غير الحقّ. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افترى عَلَى اللّهِ كَذِباً أُوْلَـئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَى ربّهم وَيَقُولُ الأَشْهَادُ هَـؤُلاء الَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى ربّهم أَلاَ لَعْنَةُ اللّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ (18) الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجاً وَهُم بِالآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ (19)} صدق الله العظيم [هود].
فمن هم الأشهاد؟ ألا وإنّهم هم الأمّة الحاضرة للبعث الأوّل ولم يموتوا بعد، وقد علموا من بعد بيان الإمام المهديّ أصحابَ البعث الأوّل من الكافرين المفترين على ربّهم الذين أضلّوا أنفسهم وأضلّوا أمّتهم، ولذلك يوم يشاهدون البعث الأوّل للكافرين المفترين ومن ثم يقول الأشهاد الذين شاهدوا البعث الأوّل يقولون لبعضهم بعضاً: "هؤلاء المبعوثون في البعث الأوّل هم الذين كذبوا على ربّهم"، وذلك تصديقاً لقول الله تعالى: {وَيَقُولُ الأَشْهَادُ هَـؤُلاء الَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى ربّهم أَلاَ لَعْنَةُ اللّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ (18) الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجاً وَهُم بِالآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ (19)} صدق الله العظيم؛ ويقصد الأشهاد من قولهم {هَـؤُلاء الَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى ربّهم}، أي هؤلاء المبعوثون في البعث الأوّل الذين افتروا على ربّهم؛ لكون الأشهاد قد علموا أنّ للمفترين على ربّهم ضِعْفَ الحياة وضعف الممات. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَإِن كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذًا لَّاتَّخَذُوكَ خَلِيلًا ﴿73﴾ وَلَوْلَا أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شيئاً قَلِيلًا ﴿74﴾ إِذًا لَّأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيرًا ﴿75﴾} صدق الله العظيم [الإسراء].
لأنّ منهم منافقون وهم من أشدّ النّاس كفراً وعداوةً لله ورسله، حكمَ الله عليهم بالعذاب في النّار من بعد موتتهم الأولى فيقضون حياتهم البرزخيّة في نار جهنّم ومن ثمّ بعثهم في البعث الأوّل فعاد المنافقون منهم إلى ما نُهوا عنه حتى إذا ماتوا قضوا حياةً برزخيّةً أخرى في نار جهنّم إلى يوم البعث الشامل لكافة الكافرين وكافة المؤمنين، ومن ثم يردّون إلى عذابٍ غليظٍ في جهنّم خالدين بالروح والجسد. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمِمَّنْ حَوْلَكُم مِّنَ الأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُواْ عَلَى النِّفَاقِ لاَ تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ (101)} صدق الله العظيم [التوبة].
ويقصد هنا العذاب من بعد الموتة الأولى والموتة الثانية أي العذاب البرزخيّ في الزمن الفاصل بين البعث الأوّل والبعث الثاني ثم العذاب الثالث بالروح والجسد. تصديقاً لقول الله تعالى: {سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ} صدق الله العظيم، فأمّا المرتين فيقصد عذابهم البرزخيّ للروح فقط من دون الجسد في النّار، فالعذاب الأوّل من بعد موتتهم الأولى فيتعذّبون في نار جهنّم إلى ميقات البعث الأوّل، ثم يعيدهم الله لقضاء حياتهم للمرّة الثانية، حتى إذا ماتوا فأدخلهم النّار يتعذّبون في نار جهنّم إلى يوم البعث الشامل ومن ثم يردون إلى عذاب غليظ بالروح والجسد. تصديقاً لقول الله تعالى: {سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ} صدق الله العظيم، وإنّما العذاب في النّار لكونهم لم يأخذوا جزاءهم من العذاب في الحياة قبل الموت ولكنّ الله كتب لهم العذاب مرّتين في نار جهنّم ثم يردون إلى عذاب غليظ في نار جهنّم بالروح والجسد.
ولربّما يودّ أحد السائلين أن يقول: "يا ناصر محمد، أفلا تأتينا بالبرهان المبين الذي لا شك ولا ريب فيه بأنّ الله لم يعذّبهم قبل موتهم في الحياة الدنيا؟ فما يدريك يا ناصر لعل الله يقصد بقوله تعالى: {سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ} صدق الله العظيم، فما يدريك أنّ الله عذّبهم مرّتين في الحياة من قبل موتهم ومن ثم ردّهم إلى عذابٍ غليظٍ في نار جهنّم؟". ومن ثمّ يردّ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني على السائلين وأقول: الحمد لله ربّ العالمين إذ لم يجعل الله الإمامَ المهديّ المنتظر كمثل الدكتور أحمد عمرو الذي يأتي ببيان الآيات من عند نفسه ويحسب أنّه ينطق بالحقّ، فذلك هو القول على الله بالظنّ الذي لا يغني من الحقّ شيئاً وهو أن تأتوا بآيةٍ في الكتاب لا تزال بحاجة للبيان والتفصيل ومن ثمّ تأتوا بتفصيلها من رؤوسكم من عند أنفسكم بما لم ينزّل الله بها من سلطانٍ، ولكنّي الإمام المهديّ أعلمُ أنّ الله لم يعذّب أولئك المنافقين شيئاً بعذابٍ من عنده من قبل موتهم كون حسبهم العذاب في نار جهنّم ثلاث مرات. تصديقاً لقول الله تعالى: {سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ} صدق الله العظيم.
وربّما يودّ السائل أن يقول: "أفلا تأتينا بالبرهان المبين بأنّ الله لم يعذّب المنافقين الذين مرَدوا على النّفاق من قبل موتهم كونك تقول يا ناصر بأنّ الله لم يعذّبهم بعذابٍ من عنده في الحياة الدنيا، وتقول إنّ الله قال أن حسبهم العذاب في النّار". ومن ثم يردّ على السائلين المهدي المنتظر من محكم الذكر وآتيكم بالبرهان المبين بأنّ الله لم يعذّبهم من قبل موتهم كون حسبهم عذاب النّار وذلك تصديقاً لقول الله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نُهُوا عَنِ النَّجْوَىٰ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَيَتَنَاجَوْنَ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَتِ الرَّسُولِ وَإِذَا جَاءُوكَ حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللَّـهُ وَيَقُولُونَ فِي أَنفُسِهِمْ لَوْلَا يُعَذِّبُنَا اللَّـهُ بِمَا نَقُولُ ۚ حَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ يَصْلَوْنَهَا ۖ فَبِئْسَ الْمَصِيرُ ﴿٨﴾ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَنَاجَيْتُمْ فَلَا تَتَنَاجَوْا بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَتِ الرَّسُولِ وَتَنَاجَوْا بِالْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ ۖ وَاتَّقُوا اللَّـهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ﴿٩﴾ إِنَّمَا النَّجْوَىٰ مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلَّا بِإِذْنِ اللَّـهِ ۚ وَعَلَى اللَّـهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ﴿١٠﴾} صدق الله العظيم [المجادلة].
ومن ثم نعلم أنّ الله لم يعذّبهم من قبل موتهم في حياتهم الأولى ونستنبط ذلك من خلال قول الله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نُهُوا عَنِ النَّجْوَىٰ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَيَتَنَاجَوْنَ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَتِ الرَّسُولِ وَإِذَا جَاءُوكَ حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللَّـهُ وَيَقُولُونَ فِي أَنفُسِهِمْ لَوْلَا يُعَذِّبُنَا اللَّـهُ بِمَا نَقُولُ ۚ حَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ يَصْلَوْنَهَا ۖ فَبِئْسَ الْمَصِيرُ ﴿٨﴾} صدق الله العظيم؛ كون المنافقين الذين مردوا على النّفاق من الذين يظهرون الإيمان ويبطنون الكفر والمكر والصدّ عن اتباع الذكر فحين يدخلون مجلس النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- يقولون: (السام عليكم)، ويردّ عليهم النبيّ ومن في مجلسه من المؤمنين فيقولون للمنافقين: (وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته) كونهم قد ظنّوا أنّ المنافقين قالوا (السلام عليكم)، ولكنهم يلقون تحيتهم بلسانٍ سريعٍ (السام عليكم) فيظنّ النبي والمؤمنين أنّهم قالوا: (السلام عليكم). ومن ثمّ نزل قول الله تعالى: {وَإِذَا جَاءُوكَ حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللَّـهُ وَيَقُولُونَ فِي أَنفُسِهِمْ لَوْلَا يُعَذِّبُنَا اللَّـهُ بِمَا نَقُولُ ۚ حَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ يَصْلَوْنَهَا ۖ فَبِئْسَ الْمَصِيرُ ﴿٨﴾} صدق الله العظيم، أولئك المنافقون الذين مردوا على النّفاق الذين يظهرون الإيمان ويبطنون الكفر، فتجدون في محكم كتاب الله أنّه لم يصبهم بعذابٍ من عنده قبل موتهم كونهم يقولون في أنفسهم: {لَوْلَا يُعَذِّبُنَا اللَّـهُ بِمَا نَقُولُ ۚ حَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ يَصْلَوْنَهَا ۖ فَبِئْسَ الْمَصِيرُ ﴿٨﴾} صدق الله العظيم، أي لولا يعذّبنا الله في الحياة الدنيا، ولذلك ردّ الله عليهم فوعدهم بالعذاب في نار جهنّم وقال الله تعالى :{وَيَقُولُونَ فِي أَنفُسِهِمْ لَوْلَا يُعَذِّبُنَا اللَّـهُ بِمَا نَقُولُ ۚ حَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ يَصْلَوْنَهَا ۖ فَبِئْسَ الْمَصِيرُ ﴿٨﴾} صدق الله العظيم، بل حسبهم جهنّم مرتين في الحياة البرزخيّة الأولى وفي الحياة البرزخيّة الثانية، وحسبهم عذابٌ غليظٌ بالروح والجسد يوم الحساب. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمِمَّنْ حَوْلَكُم مِّنَ الأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُواْ عَلَى النّفاق لاَ تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ} صدق الله العظيم [التوبة:101].
والأعجب من ذلك أنّهم عادوا إلى ما نُهوا عنه وحلّوا محلّ إبليس ليفتنوا النّاس من بعد موت الإمام المهديّ، فبالغوا في الإمام المهديّ وأنصاره السابقين الأخيار في عصر الحوار من قبل الظهور حتى دعا النّاسُ الإمامَ المهدي وأنصاره السابقين الأخيار في عصر الحوار من قبل الظهور فأشرك النّاس بالله مرةً أخرى إلا من رحم ربي، بل سيقولون: "إنّ الإمام المهدي وأنصاره أولاد الله صفوة البشريّة وخير البريّة، ألم يجعله الله إمام الأنبياء وكذلك أنصاره هم الصفوة في عصر الحوار من قبل الظهور؛ صفوة البشريّة وخير البريّة؟ فهم كذلك أولاد الله". ألا لعنة الله على المفترين لعناً كبيراً، ولذلك سوف يعذّبهم الله من بعد موتهم في النّار مرةً أخرى، فسحقاً لأصحاب السعير فلا حسرةً عليهم ولا حزناً، ألا والله ما بالغوا في الإمام المهديّ وأنصاره حباً فيهم بل لكي يشرك النّاس بهم فيواصلون تحقيق هدف الشيطان إبليس برغم أنّ الشيطان إبليس وقبيله ليس لهم إلا حياةً واحدةً وموتةً واحدةً وبعثاً واحداً فيدخله الله وقبيله الإنسان الذي كان من الملائكة في النّار خالدين فيها إلى يوم البعث الشامل يوم يقوم النّاس لربّ العالمين، تصديقاً لقول الله تعالى: {كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ ﴿١٦﴾ فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا ۚ وَذَٰلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ ﴿١٧﴾} صدق الله العظيم [الحشر].
وذلك الإنسان هو قبيل الشيطان، وهم الملك ماروت وذرّيتهم يأجوج ومأجوج ليس لهم غير موتةٍ واحدةٍ وعذابٍ واحدٍ، فلا يفتنكم الشيطان إبليس الملك هاروت وقبيله ماروت وذريتهم يأجوج ومأجوج إني لكم نذيرٌ مبينٌ أنذركم بالبيان الحقّ للقرآن العظيم من ذات القرآن لقوم يعقلون، فقد حذّركم الله فتنة الشيطان وقبيله وذرياتهم الشياطين من يأجوج ومأجوج. تصديقاً لقول الله تعالى: {يَا بَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءَاتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ} صدق الله العظيم [الأعراف:27].
وربّما يودّ أن يقول أحد السائلين: "يا ناصر محمد وهل الشيطان مَلَكٌ"؟ ومن ثم يردّ عليه الإمام المهديّ وأقول: قال الله تعالى: {إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِّن طِينٍ ﴿٧١﴾ فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ ﴿٧٢﴾ فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ ﴿٧٣﴾ إِلَّا إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ ﴿٧٤﴾ قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ ﴿٧٥﴾ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ ﴿٧٦﴾ قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ ﴿٧٧﴾ وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَىٰ يَوْمِ الدِّينِ ﴿٧٨﴾ قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ ﴿٧٩﴾ قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ ﴿٨٠﴾ إِلَىٰ يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ ﴿٨١﴾ قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ ﴿٨٢﴾ إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ ﴿٨٣﴾ قَالَ فَالحقّ وَالحقّ أَقُولُ ﴿٨٤﴾ لَأَمْلَأَنَّ جهنّم مِنكَ وَمِمَّن تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ ﴿٨٥﴾} صدق الله العظيم [ص].
ويا معشر الذين يفسرون آيات القرآن من عند أنفسهم من غير رسوخٍ في آيات الكتاب، فلو نعتمد على هذه الآية لوحدها لوجدنا الفتوى فيها بأنّ الشيطان إبليس كان من ملائكة الرحمن المقربين وذلك لو نعتمد فقط على هذه الآية لوحدها دون الرجوع إلى آيات أخرى للتفصيل، فانظروا قال الله تعالى: {إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِّن طِينٍ ﴿٧١﴾ فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ ﴿٧٢﴾ فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ ﴿٧٣﴾ إِلَّا إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ ﴿٧٤﴾} صدق الله العظيم، فلو يُعتمد على ظاهر هذه الآية لوجدتم الخطاب موجهاً إلى الملائكة: {إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِّن طِينٍ ﴿٧١﴾ فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ ﴿٧٢﴾ فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ ﴿٧٣﴾ إِلَّا إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ ﴿٧٤﴾} صدق الله العظيم، وأما الذين يقولون على الله ما لا يعلمون فسوف يقولون إنّ إبليس كان من ملائكة الرحمن المقربين! ولكنّه ليس من الملائكة المقربين بل من ملائكة الجانّ، تصديقاً لقول الله تعالى: {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا} [الكهف:50].
ويا عباد الله، أشهد لله شهادة الحقّ اليقين أنّه يوجد بعثٌ في هذه الدنيا وأنتم تشهدون، وليس لكل الكافرين بل لمن يشاء الله من الكافرين، وسوف يستغل ذلك البعث الشيطانُ الرجيم الملك هاروت وقبيله الملك ماروت وجيوشهم ذريتهم يأجوج ومأجوج لفتنتكم، وتلك هي فتنة الشيطان الجهريّة فيكلمكم بصوته وأنتم ترونه ويجلب عليكم بخيله ورجاله ويريد أن يزوّجكم بناته ويقول لكم إنّهن الحور العين التي وُعد بها المتقون، ولن تجدوهنّ أبكاراً بل ثيّباتٍ وهنّ لسنّ الحور العين التي وعد الله بهنّ المتقين بل الحور العين أجمعين تجدونهنّ أبكاراً لم يطمثهنّ من قبلكم إنسٌ ولا جانٌ، فاحذروا مشاركة الشيطان في النسب بالتناسل في ذرّيته بالشيطانيات، فقد ولدْنَ كثيراً من يأجوج ومأجوج.
ولربّما يودّ أحد السائلين أن يقول: "وما هي فتنة الشيطان الجهريّة؟ فلا بد أن تكون بالصوت وبجيوشٍ مرئيّة". ومن ثم نردّ عليه من محكم الكتاب ونقول: {وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ وَالأوّلادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُورًا} صدق الله العظيم [الإسراء:64].
وربّما يودّ سائلٌ آخر أن يقول: "فما يقصد الله تعالى بقوله: {وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ}؟". والجواب: أي يخرجهم من النّور إلى الظلمات كون فتنته الجهريّة تأتي بعد أن يكون النّاس كلهم مؤمنين من بعد مرور كوكب العذاب وقال الله تعالى: {الم ﴿١﴾ أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ ﴿٢﴾ وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۖ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّـهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ ﴿٣﴾} صدق الله العظيم [العنكبوت].
وربّما يودّ آخر أن يقول: "لماذا قال النّاس بشكل عام في قول الله تعالى: {أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ} صدق الله العظيم، فهل سوف يؤمن النّاس جميعاً؟ وما هو سبب إيمانهم؟ ومن الذي يأتي لفتنتهم؟". ومن ثم نردّ عليهم بالحقّ ونقول: قال الله تعالى: {فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُّبِينٍ ﴿١٠﴾ يَغْشَى النّاس هَـٰذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿١١﴾ رَّبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ ﴿١٢﴾} صدق الله العظيم [الدخان].
حتى إذا اتّبعوا الإمام المهديّ من بعد الظهور من بعد آية الدّخان المبين ومن ثم يأتي المسيح الكذاب لفتنتهم. تصديقاً لقول الله تعالى: {الم ﴿١﴾ أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ ﴿٢﴾ وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۖ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّـهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ﴿٣﴾} صدق الله العظيم [العنكبوت].
وجيوش المسيح الكذاب أكثرهم يأجوج من الإنس؛ وهم غير الإنس من ذريّة آدم بل من ذرية الإنسان قبيل الشيطان كان من الملائكة فجعله إنساناً فآتاه الملك من بعد آدم - وعلى نبي الله آدم الصلاة والسلام - وآتاه الله آياته فانسلخ منها، ومن ثم أتبعه الشيطان إبليس وهو قبيل الشيطان، وقد تلونا عليكم قصصهم بالحقّ تنفيذاً لأمر الله في محكم كتابه: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ ﴿١٧٥﴾ وَلَوْ شِئنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَـٰكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ذَّٰلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ﴿١٧٦﴾ سَاءَ مَثَلًا الْقَوْمُ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَأَنفُسَهُمْ كَانُوا يَظْلِمُونَ ﴿١٧٧﴾} صدق الله العظيم [الأعراف].
فاحذروا فتنتهم واعلموا أنّ الله لا يكلم عباده جهرةً بل من وراء حجاب. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْياً أَوْ مِن وَرَاء حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ} صدق الله العظيم [الشورى:51].
بمعنى إنّ الله لا يكلم عباده تكليماً إلا من وراء حجابٍ، ولسوف تعلمون حين يأتيكم الله في ظُللٍ من الغمام في البعث الأوّل فتسمعون صوت الله سبحانه ولكنّكم لن ترونه جهرةً ذلك يوم يخاطب الله عبده ورسوله المسيح عيسى ابن مريم في البعث الأوّل ويذكّره بنعم الله عليه تثبيتاً له لكونه قد أمره أن يطيع أمرَ الخليفة الإمام المهدي ويكون من الصالحين التابعين، ولذلك يذكّره الله بنِعَمه عليه ليثبِّته فلا يستنكف يوماً ما من ذلك كون الإمام المهديّ من الصالحين وهو (أي عيسى ابن مريم) نبيٌ ورسولٌ خلقه الله بكن فيكون في بطن أمه.
ونكرر أنّ سبب تذكير الله لعبده المسيح عيسى ابن مريم بنعمه عليه وذلك حتى لا يعصي أمر ربّه، كون سبب فتنة الشيطان هي درجة الخلافة على الإنس والجنّ والملائكة، وقد غضب إبليس من ربّه بسبب تكريم آدم بدرجة الخلافة على الجنّ والملائكة والإنس من ذريته، وكان إبليس يرى بأنّه الأولى بذلك المنصب العظيم في نظره، ولذلك قال: {قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَٰذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا} صدق الله العظيم [الإسراء:62].
ولذلك أراد الله أن يثبّت عبده ورسوله المسيح عيسى ابن مريم -صلى الله عليه وآله وسلم- حتى لا يَحْدُثَ له ما حدث للشيطان الذي كان سبب فتنته الخلافة، ولكنّ الله ثبَّت عبده ورسوله المسيح عيسى ابن مريم وذكّره الله بنِعمه عليه من قبل وذلك حتى يكون من الشاكرين لا من المستكبرين، وقال الله تعالى: {إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسى ابن مريم اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النّاس فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوتَى بِإِذْنِي وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ إِنْ هَـذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ} صدق الله العظيم [المائدة:110].
ويا فضيلة الشيخ المحترم الدكتور أحمد عمرو، إنّك لا تفرّق بين آيات الخطاب من الربّ في البعث الأوّل ولا بين آيات الخطاب من الربّ في البعث الشامل؛ بل تجعلهم خطاباً واحداً وفي موضع واحدٍ لكونك من الذين يقولون على الله ما لا يعلمون. فلنفرض أنّ أحمد عمرو قال: "إنّ هذا الخطاب من الله إلى المسيح عيسى ابن مريم يوم البعث الشامل". ومن ثم نردّ عليه ونقول: ولماذا يذكّر الله المسيح عيسى ابن مريم بنعمه عليه إلا لأنّه يريده أن يكون من الشاكرين! وكيف يكون ذلك يوم الحساب وقد رفعت الأعمال؟ ومن ثم نقول: بل يذكّر الله المسيح عيسى ابن مريم بنعمه عليه ليكون من الشاكرين كون سبب فتنة الشيطان هي الخلافة حين استخلف آدم بدلاً منه وأمر الله إبليسَ أن يطيع أمر آدم فقال: أنا خيرٌ منه! ولكن الله يريد أن يثبِّت عبد الله ورسوله المسيح عيسى ابن مريم فلا يستنكف أن يكون من الصالحين التابعين للإمام المهديّ وذلك يوم يجمع الله النبيّين (أصحاب الكهف والرقيم) بالإمام المهدي، ويسأل الله الأنبياء الثلاثة فيقول لهم: ماذا أُجِبتم؟ أي ماذا فعلنا بقومكم من بعدكم الذين أرادوا أن يرجموكم أو يعيدوكم في ملّتهم؟ ولكن الرسل الثلاثة لا يعلمون ما فعل الله بقومهم من بعدهم. وقال الله تعالى: {يَوْمَ يَجْمَعُ اللَّهُ الرُّسُلَ فَيَقُولُ مَاذَا أُجِبْتُمْ قَالُوا لا عِلْمَ لَنَا إِنَّكَ أَنْتَ عَلامُ الْغُيُوبِ ( 109 ) إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابن مريم اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدْتُكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النّاس فِي الْمَهْدِ وَكَهْلا وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنْجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنْفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتَى بِإِذْنِي وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنْكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ إِنْ هَذَا إِلا سِحْرٌ مُبِينٌ ( 110 )} صدق الله العظيم [المائدة].
وكذلك خطاب الله لعبده ورسوله المسيح عيسى ابن مريم يوم البعث الأوّل، وقال الله تعالى: {وَإِذْ قَالَ اللَّـهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَـٰهَيْنِ مِن دُونِ اللَّـهِ ۖ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ ۚ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ ۚ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ ۚ إِنَّكَ أَنتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ ﴿١١٦﴾ مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّـهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ ۚ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَّا دُمْتُ فِيهِمْ ۖ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ ۚ وَأَنتَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ﴿١١٧﴾ إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ ۖ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴿١١٨﴾ قَالَ اللَّـهُ هَـٰذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ ۚ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۚ رَّضِيَ اللَّـهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ۚ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴿١١٩﴾ لِلَّـهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا فِيهِنَّ ۚ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴿١٢٠﴾} صدق الله العظيم [المائدة].
فلو يقول الدكتور عمرو: "يا ناصر محمد، إنّما ذلك الخطاب يوم البعث الشامل". ومن ثم يردّ عليه الإمام المهدي ونقول: إذا فمتى عودة المسيح عيسى ابن مريم إن كنت من الصادقين؟ أفلا ترى إنّه لا يعلم مبالغة أهل الكتاب فيه بعد أن توفاه الله ورفع روحه إليه؟ ولذلك قال المسيح عيسى ابن مريم: {مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (117) إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فإنّهم عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (118)} صدق الله العظيم [المائدة].
وذلك الخطاب في زمن البعث الأول لمن يشاء الله من الكافرين ولا وجود للأموات الصالحين بين المبعوثين في البعث، وخاطب الله المبعوثين في البعث الأوّل. قال الله تعالى: {وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَىٰ كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُم مَّا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ ۖ وَمَا نَرَىٰ مَعَكُمْ شُفَعَاءَكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَاءُ ۚ لَقَد تَّقَطَّعَ بَيْنَكُمْ وَضَلَّ عَنكُم مَّا كُنتُمْ تَزْعُمُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:94].
وربّما يودّ أحد السائلين أن يقول: "ومن هم الشركاء الغائبون في البعث الأوّل كون الله تعالى يقول: {وَمَا نَرَىٰ مَعَكُمْ شُفَعَاءَكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَاءُ}؟". ومن ثم يردّ الإمام المهدي على السائلين من محكم الكتاب: سوف تعرف من هم شركاؤهم في يوم البعث الشامل للكافرين والمؤمنين. وقال الله تعالى: {وَإِذَا رَأَى الَّذِينَ أَشْرَكُوا شُرَكَاءَهُمْ قَالُوا رَبَّنَا هَـٰؤُلَاءِ شُرَكَاؤُنَا الَّذِينَ كُنَّا نَدْعُو مِن دُونِكَ ۖ فَأَلْقَوْا إِلَيْهِمُ الْقَوْلَ إِنَّكُمْ لَكَاذِبُونَ ﴿٨٦﴾ وَأَلْقَوْا إِلَى اللَّـهِ يَوْمَئِذٍ السَّلَمَ ۖ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ ﴿٨٧﴾ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّـهِ زِدْنَاهُمْ عَذَابًا فَوْقَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُوا يُفْسِدُونَ ﴿٨٨﴾} صدق الله العظيم [النحل].
فانظروا لردّ شركائهم على الذين بالغوا فيهم من بعد موتهم: {وَإِذَا رَأَى الَّذِينَ أَشْرَكُوا شُرَكَاءَهُمْ قَالُوا رَبَّنَا هَـٰؤُلَاءِ شُرَكَاؤُنَا الَّذِينَ كُنَّا نَدْعُو مِن دُونِكَ ۖ فَأَلْقَوْا إِلَيْهِمُ الْقَوْلَ إِنَّكُمْ لَكَاذِبُونَ ﴿٨٦﴾} صدق الله العظيم، لكونهم عن عبادتهم غافلين وإنّما بالغوا فيهم من بعد موتهم وإلا لنهوهم عن ذلك، ويجمع الله بينهم في البعث الشامل لجميع الكافرين والمؤمنين، وقال الله تعالى: {وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جميعاً ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا مَكَانَكُمْ أَنْتُمْ وَشُرَكَاؤُكُمْ فَزَيَّلْنَا بَيْنَهُمْ وَقَالَ شُرَكَاؤُهُمْ مَا كُنْتُمْ إِيَّانَا تَعْبُدُونَ ﴿28﴾ فَكَفَىٰ بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ إِنْ كُنَّا عَنْ عِبَادَتِكُمْ لَغَافِلِينَ ﴿29﴾} صدق الله العظيم [يونس].
ولكنّ شركاءهم الذين يعتقدون أنّهم شفعاؤهم بين يدي الله لم يكونوا موجودين معهم في البعث الأوّل، ولذلك قال الله تعالى: {وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَىٰ كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُم مَّا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ ۖ وَمَا نَرَىٰ مَعَكُمْ شُفَعَاءَكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَاءُ ۚ لَقَد تَّقَطَّعَ بَيْنَكُمْ وَضَلَّ عَنكُم مَّا كُنتُمْ تَزْعُمُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:94].
ويا معشر الأنصار السابقين الأخيار وكافة الباحثين عن الحقّ أجمعين، لقد تبيّن لكم أنّه يوجد بعثٌ أول لمن يشاء الله من الكافرين ومنهم المنافقين من اليهود الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه، وتبيّن لكم أنّ لهم حياتين وموتتين، وأن منهم من سوف يعود إلى ما كان يفعل من قبل. وقال الله تعالى: {إِنَّ اللَّـهَ لَا يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ مَثَلًا مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا ۚ فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ ۖ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّـهُ بِهَـٰذَا مَثَلًا ۘ يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا ۚ وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ ﴿٢٦﴾ الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّـهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّـهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ ۚ أُولَـٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ﴿٢٧﴾ كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّـهِ وَكُنتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ۖ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴿٢٨﴾} صدق الله العظيم [البقرة].
وإنّما ذلك السؤال لقوم مبعوثين مرتين وتجدون ردّهم على ربّهم في محكم الكتاب: {قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَىٰ خُرُوجٍ مِّن سَبِيلٍ ﴿١١﴾ ذَٰلِكُم بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ اللَّـهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ ۖ وَإِن يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُوا ۚ فَالْحُكْمُ لِلَّـهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ ﴿١٢﴾} صدق الله العظيم [غافر].
ولكن الدكتور أحمد عمرو من الذين يحرّفون الكلم عن مواضعه المقصودة يقول: "إنّما هذا الخطاب موجّه لكفار قريش". ويقول: " إنّ الله أمر رسوله أن يقول: قل كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتاً؟" ولكننا لم نجد الأمر إلى رسوله أن يقول قل كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتاً، فهل تفتري على الله ورسوله؟ وأعلم إنّك من الذين لا يهتدون، وإنّما اضطررنا أن نخاطبك برفقٍ ولينٍ ليعلم قومٌ آخرون أننا لم نظلمك شيئاً، وأنك ما جئت إلا لتصدّ عن اتباع الصراط المستقيم، ولن يزيدك البيان الحقّ للقرآن إلا رجساً إلى رجسك فلن تفلت، وأقسم بالله العظيم لن أتنازل عن المباهلة بيني وبينك فنجعل لعنة الله على الكاذبين لعناً كبيراً سواءً يكن الكاذب أحمد عمرو أو ناصر محمد اليماني، والحكم لله وهو خير الفاصلين.
وإليك هذا السؤال يا دكتور عمرو من محكم الذكر في قول الله تعالى: {أَوَلَمْ يَرَ الّذِينَ كَفَرُوَاْ أَنّ السّمَاوَاتِ وَالأرْضَ كَانَتَا رَتْقاً فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَآءِ كُلّ شَيْءٍ حَيّ أَفَلاَ يُؤْمِنُونَ} صدق الله العظيم [الأنبياء:30]. والسؤال هو في قول الله تعالى: {أَوَلَمْ يَرَ الّذِينَ كَفَرُوَاْ أَنّ السّمَاوَاتِ وَالأرْضَ كَانَتَا رَتْقاً فَفَتَقْنَاهُمَا} فهل يخاطب كفار قريش أم كفار اليوم الذين اكتشفوا أنّ السموات والأرض كانت كوكباً نيترونياً واحداً مدكوكاً دكّاً فانفتق نتيجة الانفجار الأعظم؟ فما يدري قريش بهذه الرؤيّة العلميّة لو كنت من الصادقين بالذكر؛ بل يخاطب كفار اليوم في عصر بعث الإمام المهدي الذي يبيّن للنّاس القرآن العظيم. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلِنُبَيِّنَهُ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:105].
وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
عدوّ شياطين البشر؛ المهدي المنتظر الإمام ناصر محمد اليماني.
ـــــــــــــــــــ
Admin
16-10-2012, 11:09 AM
- 8 -
[ لمتابعة رابط المشاركة الأصليّة للبيـان ] (https://mahdialumma.online/showthread.php?p=65819)
https://mahdialumma.online/showthread.php?p=65819 (https://mahdialumma.online/showthread.php?p=65819)
الإمام ناصر محمد اليماني
30 - ذو القعدة - 1433 هـ
16 - 10 - 2012 مـ
09:11 صباحاً
( بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى )
ــــــــــــــــــــــ
الردّ السادس من الإمام المهديّ إلى الدكتور أحمد عمرو، فصبرٌ جميلٌ والله المستعان على ما تصفون..
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جميع أنبياء الله ورسله وآلهم الطيبين من أوّلهم إلى خاتمهم جدّي محمد رسول الله، يا أيها الذين آمنوا صلّوا عليهم وسلموا تسليماً، ولا تفرّقوا بين أحدٍ من رسله، وقولوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير، أمّا بعد ..
ويا أحمد عمرو، إنّ مثل الأنصار ومثلك كمثل صحابة رسول الله الحقّ قلباً وقالباً وقومٍ آخرين يظهرون الإيمان ويبطنون الكفر، وهل تدري لماذا ضربنا هذا المثل؟ وذلك كون المزيد من البيان الحقّ للقرآن يزيد الأنصار إيماناً وتستبشر قلوبهم بأنّ ناصر محمد اليماني هو حقاً المهديّ المنتظَر كما كان يزداد صحابة رسول الله يقيناً بتنزيل الآية الجديدة فيستبشرون أنّ محمداً رسول الله حقاً نبيّاً من ربّ العالمين وكذلك فإنها تزيدهم إيماناً، وأمّا المنافقون فتزيدهم رجساً إلى رجسهم، ولكنّي أرى أحمد عمرو لا يزيده المزيد من البيان الجديد للقرآن المجيد إلا رجساً إلى رجسه، فما أشبه اليوم بالبارحة! وقال الله تعالى: {وَإِذَا مَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُم مَّن يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ (124) وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَى رِجْسِهِمْ وَمَاتُواْ وَهُمْ كَافِرُونَ (125)} صدق الله العظيم [التوبة].
وإلى البيان الحقّ لقول الله تعالى: {وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَىٰ وَالْبَصِيرُ ﴿١٩﴾ وَلَا الظُّلُمَاتُ وَلَا النّور ﴿٢٠﴾ وَلَا الظِّلُّ وَلَا الْحَرُورُ ﴿٢١﴾ وَمَا يَسْتَوِي الأحياء وَلَا الأموات إِنَّ اللَّـهَ يُسْمِعُ مَن يَشَاءُ وَمَا أَنتَ بِمُسْمِعٍ مَّن فِي الْقُبُورِ ﴿٢٢﴾} صدق الله العظيم [فاطر].
ويتكلم الله عن الأعمى عن الحقّ وعن البصير بالحقّ كون الفرق بينهما كمَثَلِ الذين في الظلمات والذين في النّور، وكمَثَلِ الذين في الظلّ والذين في الحَرور، كون مثلُهم كمثل الأحياء والأموات فهل يستوي الأحياء والأموات؟ ولذلك قال الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَن يَشَاء وَمَا أَنتَ بِمُسْمِعٍ مَّن فِي الْقُبُورِ} صدق الله العظيم [فاطر:22]، بمعنى إنّ الله يهدي من يشاء وما أنت بمسمعٍ من في القبور. وهذا مثلٌ للذين لا يسمعون فإنّ مثلَهم كمثل الأموات في المقابر لا يسمعون شيئاً مِنْ حولهم لكونهم أمواتاً لا أرواح فيهم، وضرب الله مثلاً بالإمام المهديّ وبمن كان من الغافلين كمثل أحمد عمرو. تصديقاً لقول الله تعالى: {أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النّاس كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:122].
وإنما يضرب الله الفرق بين الذاكرين لربّهم المتّبعين للحقِّ وبين المعرضين الغافلين عن ذكر ربّهم فلم يحيي الله قلوبهم، فمثل الذين استجابوا لله والرسول كمثل الأحياء. تصديقاً لقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (24)} صدق الله العظيم [الأنفال].
فالذين استجابوا لدعوة الحقّ من ربّهم أحياءٌ قلوبَهم بعد أن كانوا أمواتاً، وأمّا الذين لم يستجيبوا فهم لا يسمعون ولا يفقهون ولا يعقلون لكون قلوبهم أمواتاً لا تعقل ولا تسمع، ومثلهم كمثل الأموات الذين في القبور فهل يسمعون نداءه لو يناديهم؟ وكذلك الغافلون المعرضون مِثْلُهُم. وقال الله تعالى: {وَمَا يَسْتَوِي الأحياء وَلَا الأموات إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَنْ يَشَاءُ وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ ﴿22﴾} صدق الله العظيم [فاطر].
ولكنّك تحرّف الآية عن موضعها؛ بل هي ضربٌ لمثلٍ، فلن يسمع أصحابُ القبور نداء الأحياء ما داموا أمواتاً، وكذلك المعرضون فلن يستجيبوا للداعي ما دامت قلوبهم ميّتة عن ذكر الله. تصديقاً لحديث محمد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- قال: [مَثَلُ الَّذِي يَذْكُرُ رَبَّهُ وَالَّذِي لَا يَذْكُرُ رَبَّهُ مَثَلُ الْحَيِّ وَالْمَيِّتِ] (صحيح البخاري)، كون الفريقين الذاكرين لربّهم والغافلين عن ذكر ربّهم كمثل من يسمع ومن لا يسمع ومثل من يُبصر ومن لا يُبصر ومثل من يتكلم ومن لا يتكلم؛ إذاً هم كمثل الأحياء والأموات كون الأحياء يتكلمون ويسمعون ويبصرون والأموات لا يتكلمون ولا يبصرون ولا يسمعون، ولذلك ضرب الله بهم المثل. تصديقاً لقول الله تعالى: {مَثَلُ الْفَرِيقَيْنِ كَالأَعْمَى وَالأَصَمِّ وَالْبَصِيرِ وَالسَّمِيعِ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلاً أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ} صدق الله العظيم [هود:24].
ولذلك قال الله تعالى: {وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَىٰ وَالْبَصِيرُ ﴿١٩﴾ وَلَا الظُّلُمَاتُ وَلَا النّور ﴿٢٠﴾ وَلَا الظِّلُّ وَلَا الْحَرُورُ ﴿٢١﴾ وَمَا يَسْتَوِي الأحياء وَلَا الأموات ۚ إِنَّ اللَّـهَ يُسْمِعُ مَن يَشَاءُ وَمَا أَنتَ بِمُسْمِعٍ مَّن فِي الْقُبُورِ ﴿٢٢﴾} صدق الله العظيم [فاطر].
بمعنى إنّ المعرضين مثلُهم كمثل الأموات صمٌّ بكمٌ عميٌ فهم لا يعقلون، ولكنّك تريد أن تحرّف الآية عن موضعها بأنّ الله لن يبعثهم من قبورهم في الحياة الدنيا، فذلك تحريف الكَلِمِ عن مواضعه، ويدرك ذلك التحريف أولو الألباب.
ومن ثم نأتي لتأويلك لعذاب المنافقين بأموالهم فتقول: إن هناك عذاب للمنافقين في الدنيا، ومن ثم تقول يا ناصر محمد فاسمع لقول الله تعالى: {وَلاَ تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَأَوْلادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَن يُعَذِّبَهُم بِهَا فِي الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ} صدق الله العظيم [التوبة:85].
ومن ثمّ يقيم الإمام المهديّ عليك الحجّة بالحقّ وأقول: وكيف يعذبه الله بأمواله وبأولاده؟ فلا تحرّف الكلم عن مواضعه بل سوف أفتيك عن البيان الحقّ لهذه الآية، وهو: أن يجعل الله ماله وولده سببَ العذاب له في الدنيا فيلتهي بهم عن ذكر ربّه حتى تزهق نفسه وهو من الكافرين الغافلين، ولذلك قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ} صدق الله العظيم [المنافقون:9].
وإنما يجعل الله أولادهم وأموالهم في الدنيا سببَ العذاب لكونهم تلَهَّوا بأموالهم وأولادهم حتى تزهق أنفسهم وهم كافرون غافلون عن ذكر ربّهم. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلاَ تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَأَوْلادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَن يُعَذِّبَهُم بِهَا فِي الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ} صدق الله العظيم [التوبة:85].
ثم يعذّبهم الله بأموالهم في النّار في الحياة البرزخيّة. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلاَ يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (34) يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جهنّم فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لأَنفُسِكُمْ فَذُوقُواْ مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ (35)} صدق الله العظيم [التوبة]، وكيف يعذّبهم الله بأموالهم وأولادهم؟ فإنّما ذلك أنّ أولادهم وأموالهم جعلها الله سببَ عذابهم كونهم تلَهَّوا بها في الحياة الدنيا حتى تزهق أنفسهم وهم كافرون، فاتّقوا الله ولا تقولوا على الله ما لا تعلمون!
ويا رجل لا تحرّف كلام الله عن مواضعه فنحن نجادلك بالآيات المبيّنات وهنّ اللاتي تبيّن آياتٍ أُخر في الكتاب. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ آيَاتٍ مُّبَيِّنَاتٍ} صدق الله العظيم [النور:34]، كون القرآن العظيم مجملاً ومفصّلاً وأنزل الله تفصيله فيه. تصديقاً لقول الله تعالى: {كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ} صدق الله العظيم [هود:1].
كون القرآن العظيم مجملاً ومفصّلاً وجعل الله تفصيله فيه. تصديقاً لقول الله تعالى: {أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا} صدق الله العظيم [الأنعام:114].
ولذلك ندعوكم إلى الاحتكام إلى القرآن العظيم لنفصّل لكم القرآن بالقرآن لقومٍ يتقون وليس من عند نفسي كما يفعل أحمد عمرو، وأعوذ بالله أن أكون من الذين يقولون على الله ما لا يعلمون علم اليقين بأنّه الحقّ من ربّهم، فاسمعوا لما أقول وعوا واعقلوا: ألا والله لولا أني أخشى أن تجعلوا البيان للقرآن بالقرآن كتاباً جديداً لوضعت الآية والآية المفصّلة لها بسطرٍ واحدٍ فإذا هو قرآن مبينٌ واضحٌ للجميع لعلماء المسلمين وعامتهم، ولسوف أضرب لكم على ذلك مثلاً:
{ كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنتُمْ أَمْوَاتاً فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ }
{ قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَى خُرُوجٍ مِّن سَبِيلٍ }
ولكنّ أعداء الله سوف يستغلون ذلك كمثل أحمد الحسن اليماني الذي يفتري إعادة ترتيب القرآن ليُحرّف كلام الله عن مواضعه، ولذلك لن ندعَ لهم الفرصة لتحريف كتاب الله عن مواضعه المقصودة بل نجعل بين الآيات والآيات المفصّلات فاصلاً ونقول: قال الله تعالى.. أو تصديقاً لقول الله تعالى.. أو فاصلاً بين الآية والآية المفصِّلة لها. فليلتزم بذلك كافة أنصار المهديّ المنتظَر إلى يوم يقوم النّاس لله الواحد القهّار محافظة على ذكر الله حتى لا يستغل ذلك أعداء الله فيزعمون ترتيب القرآن من عند أنفسهم، والله حافظٌ ذكره من التحريف والتزييف كما هو بين أيديكم.
ويا أحمد عمرو، إني لا أريد أن أدخل في تفصيل العائدين من الكافرين كوني أراك تجادلني بقول الله تعالى: {وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ ﴿٤٥﴾ النّار يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ ﴿٤٦﴾} صدق الله العظيم [غافر].
ومن ثم نقول: ألم نقل لكم إنّ البعث الأول ليس لكافة الكافرين؟ بل يبقى في النّار كذلك من الكافرين ويُعذّبون مع الشياطين ومنهم آل فرعون من الكفار الذين سوف يبقون في نار جهنّم إلى ما شاء الله؟ ولذلك لم نفتِكم ببعث الكافرين كافةً في البعث الأول بل نقول: (من يشاء الله من الكافرين).
وللأسف أجد أنّ الله لن يخفف عن آل فرعون العذاب كونهم من الذين سوف يبقون في نار جهنّم لكونها استيقنت أنفسهُم آيات الله ثم استكبروا عن اتّباع الحقّ من ربّهم. وقال الله تعالى: {وَأَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ فِي تِسْعِ آيَاتٍ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ وَقَوْمِهِ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ ﴿١٢﴾ فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ آيَاتُنَا مُبْصِرَةً قَالُوا هَـٰذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ ﴿١٣﴾ وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ ﴿١٤﴾} صدق الله العظيم [النمل].
فانظروا كيف أنّهم أيقنوا بآيات الله بأنّها الحقّ من ربّهم ثم استكبروا عن التصديق بها وجحدوا بها وقالوا هذا سحرٌ مبينٌ، برغم أنّهم يعلمون أنّها قد استيقنتها أنفسُهم. تصديقاً لقول الله تعالى: {فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ آيَاتُنَا مُبْصِرَةً قَالُوا هَـٰذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ ﴿١٣﴾ وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ ﴿١٤﴾} صدق الله العظيم [النمل].
فهؤلاء في أشدّ العذاب ولا أجد بأنّ الله يخفِّف عنهم العذاب يوماً بل متواصلاً إلى قيام الساعة، وكذلك يوم تقوم الساعة يأمر الله خزنة جهنّم أن يُدخِلوا آل فرعون أشدّ العذاب، ويستمر عذابهم في نار جهنّم لا يُخفّف يوماً واحداً في نار جهنّم، وكذلك يوم القيامة في البعث الشامل يَقْدِمُ قومَه فأوردهم النّار. وقال الله تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُّبِينٍ (96) إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَاتَّبَعُواْ أَمْرَ فِرْعَوْنَ وَمَا أَمْرُ فِرْعَوْنَ بِرَشِيدٍ (97) يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَوْرَدَهُمُ النّار وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ (98)} صدق الله العظيم [هود].
ولكني أتوسل إلى ربّي بحقّ رحمته أن يجعل كافة النّادمين المتحسرين على ما فرّطوا في جنب ربّهم فيدخلهم برحمته في عباده الصالحين، ألا والله لا أريد أن أفصّل هذه الآيات عسى أن يبدّل تأويلها ربّي بآياتٍ أُخر في الكتاب فيحقق تأويل آياتٍ أُخَر في الكتاب على الواقع. مثال قول الله تعالى: {عَسَى رَبُّكُمْ أَن يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدتُّمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جهنّم لِلْكَافِرِينَ حَصِيراً} صدق الله العظيم [الإسراء:8].
وكذلك أرجو من ربّي أن يجعل البعث الأول فضلٌ من الله ورحمةٌ، مثال قول الله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقَالَ لَهُمُ اللَّهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْيَاهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النّاس وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النّاس لا يَشْكُرُونَ} صدق الله العظيم [البقرة:243].
وإنما الرؤية هي رؤيتهم في الكتاب ويقصد المكذّبين برسل ربّهم حتى إذا أحسّوا بأس الله أحاط بقراهم فإذا هم منها يركضون حذر الموت، فقال لهم الله موتوا بالعذاب الأليم، قالوا يا ويلنا إنّا كنّا ظالمين، فما زالت تلك دعواهم حتى جعلناهم حصيداً خامدين. وتفصيلها في قول الله تعالى: {وَكَمْ قَصَمْنَا مِن قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً وَأَنشَأْنَا بَعْدَهَا قَوْمًا آخَرِينَ ﴿١١﴾ فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنَا إِذَا هُم مِّنْهَا يَرْكُضُونَ ﴿١٢﴾ لَا تَرْكُضُوا وَارْجِعُوا إِلَىٰ مَا أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَسَاكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْأَلُونَ ﴿١٣﴾ قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ ﴿١٤﴾ فَمَا زَالَت تِّلْكَ دَعْوَاهُمْ حَتَّىٰ جَعَلْنَاهُمْ حَصِيدًا خَامِدِينَ ﴿١٥﴾ وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ ﴿١٦﴾} صدق الله العظيم [الأنبياء].
ثم أحياهم في عصر بعث الإمام المهدي رحمةً للعالمين. تصديقاً لقول الله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقَالَ لَهُمُ اللَّهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْيَاهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النّاس وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النّاس لا يَشْكُرُونَ} صدق الله العظيم[البقرة:243].
وانظروا لفتوى الله في محكم كتابه فإنّما بعثهم لعلهم يشكرون ربّهم: {فَقَالَ لَهُمُ اللَّهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْيَاهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النّاس وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النّاس لا يَشْكُرُونَ}، وأولئك هم الذين قال الله عنهم: {وَحَرَامٌ عَلَىٰ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَنَّهُمْ لَا يَرْجِعُونَ ﴿٩٥﴾ حَتَّىٰ إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُم مِّن كُلِّ حَدَبٍ يَنسِلُونَ ﴿٩٦﴾} صدق الله العظيم [الأنبياء].
وأريد من ربّي أن يجعل البعث الأول فضلاً من لدنه على عباده النادمين في جهنّم أجمعين وذلك تصديقاً لقول الله تعالى: {عَسَى رَبُّكُمْ أَن يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدتُّمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جهنّم لِلْكَافِرِينَ حَصِيراً} صدق الله العظيم [الإسراء:8].
ويا أحمد عمرو، إنّ ما بيّنه الإمام المهديّ سوف يأتي تأويله على الواقع الحقّيقي، وهناك آيات قابلات للتبديل في التأويل على الواقع الحقّيقي رحمةً بالعباد من أجل تحقيق هدف الإمام المهديّ وأنصاره، فلا تجبروني على بيان آياتٍ ليست من صالحكم تأويلها، والله على ما أقول شهيدٌ ووكيلٌ لكون من الأنصار من أحزنهم بيان الأمس برغم أنّه زادهم إيماناً ويقيناً أنّ ناصر محمد اليماني هو الإمام المهديّ المنتظَر لا شك ولا ريب ولكنّهم في نفس الوقت حزنوا من مصير المبعوثين في البعث الأول فقالوا في أنفسهم: ظننا أنّ الله سيبعثهم ليجعل النّاس أمّةً واحدةً على الإيمان الأحياء والأموات الذين كانوا كافرين، ولكنّهم وجدوا في بيان الأمس ما أحزنهم لمعرفة مصير بعض المبعوثين وقالوا: متى يتحقق هدفنا؟ لكونهم يريدون أن يكون الله راضياً في نفسه.
ويا قوم فما بيّنه لكم الإمام المهديّ فخذوه وما نهيتكم عنه فانتهوا خيراً لكم، ولا تسألوا عن أشياء أن تبدَ لكم تسؤكم، ولا تسألوا عن أشياء ليس في بيانها مصلحة لهدف الإمام المهديّ والأنصار السابقين الأخيار في عصر الحوار من قبل الظهور، وليس في بيانها خيراً لكم فاحذروا.
ويا معشر اليهود، افعلوا ما وعظناكم به خيراً لكم وأشدّ تثبيتاً، وانضموا مع الإمام المهديّ وحزبه لقتال المسيح الكذاب وجيوشه من يأجوج ومأجوج، ألا والله لن يولّي منهم فراراً الإمام المهديّ والمسيح عيسى ابن مريم في الجبال كما يفتري المفترون في بعض الروايات تمهيداً لفتنتهم ليتولّى المسلمون عن قتالهم، وهيهات هيهات بل سوف نقاتلهم ومن معنا من جند الله وإنّا فوقهم قاهرون وعليهم منتصرون بإذن الله ربّ العالمين.
ويا قوم لقد أدركت الشمس القمر في أول شهر ذي القعدة 1433، ولذلك تمت رؤية هلال المستحيل لشهر ذي الحجّة 1433 في نظر علماء الفلك بعد غروب شمس الإثنين نهاية ذي القعدة. ويا قوم إني أعلم من الله ما لا تعلمون فأطيعوني تهتدوا.
ويا أحمد عمرو، لا أخفيك بأنك جزءٌ من هدفي حتى ولو كنت من معشر يهودٍ فلا تكفروا برحمة الله التي وسعت كل شيءٍ خيراً لكم، ولا تُنْفِدوا صبري فأدعو عليكم من قلبي لربّي فانتهوا خيراً لكم، وإن أبيتم فسوف نبتهل جميعاً فنجعل لعنة الله على الظالمين ما لعن الله إبليس إلى يوم الدين، وسلامٌ على المرسلين والحمد لله ربّ العالمين.
وربّما يودّ أحمد عمرو أن يقول: "أفلا ترون؟ وألم أقل لكم أن ناصر محمد اليماني لن يباهلني؟". ومن ثم يردّ عليك الإمام المهدي ناصر محمد اليماني وأقول: لئن أصرَرْت على المباهلة فأقسم بربّ العالمين ربّ السموات والأرض وما بينهما وربّ العرش العظيم أن أجيب مباهلتك ثم يلعنك الله لعناً كبيراً ويعذبك عذاباً نكراً، أو يلعن الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني لعناً كبيراً إن لم يفتِه الله على أنّه هو الإمام المهديّ المنتظر، والله خير الفاصلين.
وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
أخوكم؛ الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
ـــــــــــــــــــــــــ
Admin
17-10-2012, 06:51 AM
- 9 -
[ لمتابعة رابط المشاركة الأصليّة للبيـان ] (https://mahdialumma.online/showthread.php?p=66002)
https://mahdialumma.online/showthread.php?p=66002 (https://mahdialumma.online/showthread.php?p=66002)
الإمام ناصر محمد اليماني
01 - ذو الحجة - 1433 هـ
17 - 10 - 2012 مـ
05:57 صباحاً
( بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى )
ـــــــــــــــــــــ
بيان قول الله تعالى:
{ كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنتُمْ أَمْوَاتاً فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ }
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على كافة أنبياء الله وخلفائه وأئمة الكتاب وآلهم ومن تبع نهجهم وسار في دربّهم إلى ربّهم متنافسين في حبّه وقربه، أمّا بعد..
قال الله تعالى: {كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنتُمْ أَمْوَاتاً فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} صدق الله العظيم [البقرة:28]. وإلى البيان الحقّ، حقيق لا أقول على الله إلا الحقّ، قال الله تعالى: {كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنتُمْ أَمْوَاتاً}، والسؤال الذي يطرح نفسه: فهل كانوا يكفرون بالحياة الأولى؟ والجواب في محكم الكتاب: {وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الأُولَى فَلَوْلا تَذَكَّرُونَ} صدق الله العظيم [الواقعة:62].
ولذلك يحاجّهم ربّهم بالأحداث التي كانوا ينكروها فوجدوها من بعد موتتهم الأولى فعذّبهم الله. تصديقاً لقول الله تعالى:{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنَادَوْنَ لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ مِن مَّقْتِكُمْ أَنفُسَكُمْ إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الْإِيمَانِ فَتَكْفُرُونَ (10) قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثنتين وَأَحْيَيْتَنَا اثنتين فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَى خُرُوجٍ مِّن سَبِيلٍ (11) ذَلِكُم بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ اللَّهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ وَإِن يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُوا فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ (12)} صدق الله العظيم [غافر].
فلماذا قالوا: {رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثنتين}؟ فتلك موتتهم من بعد الحياة الأولى وموتتهم من بعد الحياة الثانية فصاروا اثنتين، وأما قولهم: {وَأَحْيَيْتَنَا اثنتين}، وتلك حياتهم من بعد الموت الأول وحياتهم من بعد الموت الثاني، فما خطبكم لا تكادون تفقهون قولاً؟ سلامٌ قولاً من ربّ رحيم، سلامٌ عليكم لا نبتغي الجاهلين، وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
{كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنتُمْ أَمْوَاتاً}، أي كيف تكفرون بالله وقد تبيّن لكم عذاب الله من بعد موتكم؟ ومن ثم قال الله تعالى: {فَأَحْيَاكُمْ}، وتلك هي الحياة من بعد موتتهم الأولى، ومن ثم قال الله تعالى: {ثُمَّ يُمِيتُكُمْ} وذلك بعد انتهاء حياتهم الثانية، ومن ثم قال الله تعالى: {ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ(28)} صدق الله العظيم، وتلك الحياة الخالدة لا موت من بعدها في جهنّم خالدين في حكم الله في محكم كتابه، ولذلك قالوا: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنَادَوْنَ لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ مِن مَّقْتِكُمْ أَنفُسَكُمْ إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الْإِيمَانِ فَتَكْفُرُونَ (10) قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثنتين وَأَحْيَيْتَنَا اثنتين فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَى خُرُوجٍ مِّن سَبِيلٍ (11) ذَلِكُم بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ اللَّهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ وَإِن يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُوا فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ (12)} صدق الله العظيم [غافر].
فأمّا البيان لقول الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنَادَوْنَ لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ مِن مَّقْتِكُمْ أَنفُسَكُمْ إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الْإِيمَانِ فَتَكْفُرُونَ (10)} صدق الله العظيم [غافر]، وذلك يوم البعث الشامل يوم يبعثهم الله جميعاً ينادون من وراء الحجاب فيسمعون صوت الله يمقتهم فيحتقرهم، ألا وإنّ مقت الله هو أكبر من مقت المؤمنين للكافرين. تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنَادَوْنَ لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ مِن مَّقْتِكُمْ أَنفُسَكُمْ إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الْإِيمَانِ فَتَكْفُرُونَ (10)} صدق الله العظيم [غافر].
وأما قولهم: {رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثنتين}، فلا بد أن تكون حياة قبل موتتهم الأولى وحياة قبل موتتهم الثانية، ومن ثم يتبيّن لكم من خلال قولهم: {وَأَحْيَيْتَنَا اثنتين}، وذلك إحياؤهم من بعد موتتهم الأولى وإحياؤهم من بعد موتتهم الثانية، فما خطبك يا عمرو لا تكاد تفقه الخطاب والقول الصواب ذكرى لأولي الألباب؟ ولكننا قمنا بتكبير خط هذا البيان علك تبصر.
ونكتفي بهذا القدر في تبيان البعث الأول ورفعت الأقلام وجفّت الصحف، ونترك الحكم بيننا لقوم يعقلون من علماء المسلمين وأمّتهم فمن كان يرى أنّه قادرٌ على أنْ يقيم الحجّة على الإمام ناصر محمد اليماني من محكم القرآن فليتفضل للحوار مشكوراً.
أخوكم؛ الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
ـــــــــــــــــــــــ
Admin
25-11-2012, 06:45 AM
- 10 -
[ لمتابعة رابط المشاركـة الأصلية للبيــان ] (https://mahdialumma.online/showthread.php?p=72257)
https://mahdialumma.online/showthread.php?p=72257 (https://mahdialumma.online/showthread.php?p=72257)
الإمام ناصر محمد اليماني
08 - محرم - 1434 هـ
22 - 11 - 2012 مـ
04:45 صباحاً
( بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى )
ــــــــــــــــــــــ
ردّ المهديّ المنتظَر إلى أحمد عمرو، ومزيدٌ من التذكير أنّ الشمس أدركت القمر فولِد الهلال من قبل الكسوف فاجتمعت به الشمس وقد هو هلال ..
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على كافة الأنبياء والمرسلين وآلهم الطيّبين والتّابعين لدعوة الحقّ من ربّهم إلى يوم الدّين لانفرّق بين أحدٍ من رسله ونحن له مسلمون، أدعو إلى الله على بصيرةٍ حنيفاً مسلماً وما أنا من المشركين، أمّا بعد..
سلامُ الله عليكم ورحمة الله وبركاته أحبتي الأنصار السابقين الأخيار في عصر الحوار من قبل الظهور فقد زادت الأشواق واقترب يوم التلاق بين قومٍ يحبّهم الله ويحبّونه من بقاع شتّى في الأرض، اجتمعوا على محبّة الله متنافسين في حبّ الله وقربه أيّهم أحبّ وأقربّ؟ تجدونهم يحبّون بعضهم بعضاً أشدّ من حبّهم لأهليهم إلا من كان من أهلهم على نهجهم، صلى الله عليهم وملائكته والمهديّ المنتظَر وأسلّم تسليماً..
وأما أحمد عمرو فإنّه من الذين لا يهتدون فلا تضيّعوا معه وقتكم الثمين فيشغلكم عن هدى العالمين، ولربّما أحمد عمرو يودّ أن يقول: "يا ناصر محمد، بأي حقّ تحكم على أحمد عمرو أنه من الذين لا يهتدون؟". ومن ثم يردّ عليه الإمام ناصر محمد اليماني وأقول: كوني أراك تُجهد نفسك الليل والنّهار لصدّ البشر عن اتّباع البيان الحقّ للَّذكر بكل حيلةٍ ووسيلةٍ، وكذلك حكمت بين خصمين في الحوار مضى عليه عدة سنوات بين الإمام المهدي ناصر محمد اليماني وفضيلة الشيخ أحمد هوّاري خطيب أحد مساجد دولة الأردن الشقيق بالعاصمة الأردنيّة عمان، وقد أقمنا عليه الحجّة بسلطان العلم الملجم منذ عدّة سنوات ولم يتمّ حجب عضوية فضيلة الشيخ أحمد هوّاري إلى يومنا هذا، ولكنّي أرى أحمد عمرو نصّب نفسه حكماَ بين الخصمين في الحوار وقال: "إنّ الحقّ مع فضيلة الشيخ أحمد هواري وإنّ الإمام ناصر محمد اليماني على باطل" . ومن ثم يردّ عليه الإمام المهدي ناصر محمد اليماني وأقول: ألا والله لو اتّبع الإمام المهدي ناصر محمد اليماني افتراءكم على الله ورسوله لاتخذته خليلاً يا أحمد عمرو.
ولا يزال الإمام المهدي هو المهيمن بإذن الله بسلطان العلم على مدار سنين الحوار ودخلنا في بداية السنة التاسعة للحوار قبل الظهور ولا نزال على الحقّ ثابتين بإذن الله ربّ العالمين، وما بعد الحقّ إلا الضلال المبين.
ويا أحمد عمرو إنّك ترى ناصر محمد على الباطل ومن خالفني على الحقّ، ومن ثمّ نقيم عليك الحجّة وعلى من كانوا على شاكلتك ونقول: يا رجل إنّما يحاجّكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني بآياتٍ بيناتٍ من آيات أمّ الكتاب في القرآن العظيم وحتماً سوف نجدك كافراً بها يا أحمد عمرو. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلاَّ الْفَاسِقُونَ (99)} صدق الله العظيم [البقرة].
وربّما أحمد عمرو يودّ أن يقول: "يا ناصر محمد، أتزعم إنّك الإمام المهدي الإمام العدل بحكم الله؟ وها أنت ظلمت أحمد عمرو وقلت إنّه من الذين يكفرون بآيات الكتاب البيّنات في محكم القرآن العظيم! فهيّا آتني بآيةٍ محكمةٍ من آيات أمّ الكتاب في محكم القرآن العظيم، فهل تجدني أعرض عنها؟". ومن ثم يردّ عليه المهدي المنتظر في عصر الحوار من قبل الظهور وأقول قال الله تعالى: {فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ ﴿٧٥﴾ وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ ﴿٧٦﴾ إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ ﴿٧٧﴾ فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ ﴿٧٨﴾ لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ ﴿٧٩﴾ تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ ﴿٨٠﴾ أَفَبِهَـٰذَا الْحَدِيثِ أَنتُم مُّدْهِنُونَ ﴿٨١﴾ وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ ﴿٨٢﴾ فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ ﴿٨٣﴾ وَأَنتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ ﴿٨٤﴾ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنكُمْ وَلَـٰكِن لَّا تُبْصِرُونَ ﴿٨٥﴾ فَلَوْلَا إِن كُنتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ ﴿٨٦﴾ تَرْجِعُونَهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٨٧﴾} صدق الله العظيم [الواقعة].
ومن ثم نستنبط التحدي من ربّ العالمين إلى الباطل وأوليائه أن يُرْجِعوا روح ميتٍ إلى جسدها فيعيدوه إلى الحياة إن لم يكونوا غير مدينين بإقامة الحجّة عليهم، ويا أحمد عمرو أليست الآيات من 83 إلى 87 من سورة الواقعة من آيات الكتاب المحكمات البيّنات لا تحتاج إلى تأويل غير ظاهرهن؟ وهنّ قول الله تعالى: {فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ ﴿٨٣﴾ وَأَنتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ ﴿٨٤﴾ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنكُمْ وَلَـٰكِن لَّا تُبْصِرُونَ ﴿٨٥﴾ فَلَوْلَا إِن كُنتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ ﴿٨٦﴾ تَرْجِعُونَهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٨٧﴾} صدق الله العظيم، فإن كان جواب أحمد عمرو: "اللهم نعم تلك من آيات الكتاب البيّنات يتحدى الله الباطل وأولياءه أجمعين أن يعيدوا روح ميتٍ إلى الجسد". ومن ثم نقول: الحمد لله ربّ العالمين، فتعال لننظر ما هو عليه فضيلة الشيخ أحمد هواري ومن كانوا على شاكلته من علماء الأمّة من أصحاب الاتّباع الأعمى فتجدهم يؤمنون بالرواية المفتراة عن النّبي في وصف الباطل المسيح الكذّاب أنّه يقول: [أرأيتم إن قتلتُ هذا ثم أحييته هل تشكون في الأمر؟ فيقولون: "لا". فيقتله ثم يحييه]، ومن ثم نقول يا أحمد عمرو أليست هذه الرواية المفتراة تهدف فقط إلى تكذّيب التحدي من ربّ العالمين في محكم كتابه إلى الباطل وأوليائه: {فَلَوْلَا إِن كُنتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ ﴿٨٦﴾ تَرْجِعُونَهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٨٧﴾} صدق الله العظيم؟
فأمّا الإمام المهدي ناصر محمد اليماني فأقول: صدق الله العظيم. وأمّا المخالفين فسوف يقولون: "كذب الإمام ناصر محمد اليماني؛ بل الرواية حقيقة عن النّبي وليست مفتراة عن النّبي". ومن ثم يردّ عليهم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: إنّكم لم تكذّبوا الإمام ناصر محمد اليماني بل كذّبتم تحديّ الله إلى الباطل وأوليائه، والحكم لله وهو خير الفاصلين، فكيف أنّ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني يحاجّكم بقول الله تعالى في محكم كتابه وأنتم تحاجّون بما يخالف لمحكم كتاب الله القرآن العظيم وتحسبون أنّكم أنتم على الهدى؟! ومن ثم نترك الحكم لأولي الألباب وليس لأصحاب الاتّباع الأعمى من غير تفكرٍ ولا تدبرٍ فيما وجدوا عليه آباءهم.
ويا معشر البشر، لقد أدركت الشمس القمر فولِد الهلال من قبل الكسوف فاجتمعت به الشمس وقد هو هلال كما حدث في هلال شهر محرم الحرام لعامكم هذا 1434 فولِد هلال شهر محرم فجر الثلاثاء نهاية ذي الحجّة لعام 1433 فاجتمعت به الشمس وقد هو هلال، ولذلك أعلنّا أنّ غرّة محرم حسب رؤية الأهلّة هي يوم الأربعاء ولكنكم جعلتموها الخميس حتى لا يضجّ الحُجّاج، ولم تأمروا لجان التّحري بمراقبة هلال محرم 1434 بعد غروب شمس الثلاثاء ليلة الأربعاء، وسوف يحكم الله بيننا في ليالي الإبدار. وأشهد لله أنّ ليلة البدر الأوّل لشهر محرم 1434 هي ليلة الثلاثاء ليلةً أدركت الشمس القمر في أوّله.
وربّما يودّ أحد أحبتي الأنصار أن يقول: "يا إمامي لقد كنّا منتظرين بياناً في شأن التربيع الأوّل لشهر محرم 1434". ومن ثم يردّ عليهم الإمام المهديّ وأقول: يا أحبتي في الله، إنّ التربيع الأوّل دقيقٌ جداً فوجدت أنّه لن يكتمل التربيع الأوّل لشهر محرم إلا فجر الثلاثاء، ولكن القمر سوف يغرب منتصف ليلة الثلاثاء عن المنطقة العربية قبل اكتمال التربيع بست ساعات تقريباً، وخشينا أن يستغل ذلك المرجفون في التشكيك بآية الإدراك الكونيّة، ولذلك أخّرنا البيان إلى بيان البدر الأوّل لشهر محرم الحرام، وسوف يجد كافة الناظرين إلى وجّه القمر أنّه اكتمل القمر البدر الأوّل فجر ليلة الثلاثاء، ولذلك سوف تجدون القمر يغرب في ميقات صلاة فجر الثلاثاء، فأين الثلاثاء من ليلة الخميس؟ ولكن غرّة محرم حسب رؤية الأهلة هي ليلة الأربعاء، وإنما البدر الأوّل بسبب أن الشمس أدركت القمر في غرّته الأولى، أفلا تتقون؟
وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
الدّاعي إلى الصراط المستقيم؛ الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
ــــــــــــــــــــــــ
Admin
25-11-2012, 06:50 AM
- 11 -
[ لمتابعة رابط المشاركة الأصلية للبيــان ]
(https://mahdialumma.online/showthread.php?p=72848)https://mahdialumma.online/showthread.php?p=72848
الإمام ناصر محمد اليماني
11 - محرم - 1434 هـ
25 - 11 - 2012 مـ
03:16 صباحاً
( بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى )
ــــــــــــــــــــ
{ قُلْ جَاءَ الْحَقّ وَمَا يُبْدِئ الْبَاطِل وَمَا يُعِيد }..
سؤال: فهل يرسل الله بآياته لتصديق دعوة الحقّ والباطل؟ والجواب عن الحكمة من إرسال الآيات تجدوه في قول الله تعالى: بسم الله الرحمن الرحيم {وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآيَاتِ إِلَّا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهَا وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا ﴿59﴾} صدق الله العظيم [الإسراء].
وهذه فتوى من ربّ العالمين عن الحكمة من إرسال آيات معجزاته تجدوها في محكم كتاب الله: {وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهَا وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا ﴿59﴾} صدق الله العظيم، لكونهم إذا كذّبوا بالآيات المعجزات لتصديق من أيّده الله بها ومن ثم يعقبها العذاب. تصديقاً لقول الله تعالى: {بَلْ قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلَامٍ بَلِ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ شَاعِرٌ فَلْيَأْتِنَا بِآيَةٍ كَمَا أُرْسِلَ الْأَوَّلُونَ ﴿٥﴾ مَا آمَنَتْ قَبْلَهُم مِّن قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَفَهُمْ يُؤْمِنُونَ (6)} صدق الله العظيم [الأنبياء].
ويا أحمد عمرو، إني أراك تحاجّني فتقول: "ألم يؤيّد الله معجزة إحياء الموتى لرسول الله المسيح عيسى ابن مريم صلى الله عليه وآله وسلم، فكذلك يؤيّد الله بمعجزة إحياء الموتى المسيح الكذاب". ومن ثم نردّ عليك يا أحمد عمرو وأقول: ياللعجب يا أولي الألباب فهل يستويان مثلاً دعوة رسول الله المسيح عيسى ابن مريم صلّى الله عليه وعلى أمّه و سلّم! ولكن المسيح عيسى ابن مريم لا يدّعي الربوبيّة بل يدعو إلى عبادة الله وحده لا شريك له، ولذلك أيّده الله بمعجزة إحياء الموتى تصديقاً لدعوته الحقّ، وأمّا المسيح الكذّاب فكيف يؤيّده الله كذلك بمعجزة إحياء الموتى تصديقاً لدعوة الباطل من دون الله! أفلا تعقلون؟ ألا والله لا يقبل ذلك الافتراء والزور عقل أي عاقلٍ من الجنّ والإنس ومن كل جنس. أفلا تعقلون؟
ويا أحمد عمرو إنّما يريد المفترون أن يجعلوا المؤمنين من بعد إيمانهم كافرين بما أنزل الله في محكم القرآن العظيم لكونه من صدّق أنّ الباطل يُعيد روح الميت من بعد خروجها مع أنّه يدعي الباطل فقد كفر بقول الله تعالى: {فَلَوْلَا إِن كُنتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ ﴿٨٦﴾ تَرْجِعُونَهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٨٧﴾} صدق الله العظيم [الواقعة].
فهل تدري لماذا؟ وذلك لأنّ الباطل لا يستطيع أن يثبت أنّه يحيي الموتى. تصديقاً لقول الله تعالى: {قُلْ جَاءَ الْحَقّ وَمَا يُبْدِئ الْبَاطِل وَمَا يُعِيد} صدق الله العظيم [سبأ:49].
وإنما المسيح الكذّاب سوف يخرج بجيوشه يوم البعث الأول، ولذلك سوف يدّعي أنّه من بعث الأموات ويدّعي الربوبيّة، فاسمع يا أحمد عمرو:
لئِن استطعت أن تأتي بآيةٍ من ربّ العالمين معجزة أيّد الله بها الباطل وأولياءه فقد صدقت، وهيهات وهيهات فلا ينبغي للباطل أن يُحيي ميتاً واحداً وهو يدّعي الربوبيّة ولن يؤيّده الله بمعجزةٍ تصديقاً لدعوة الباطل من دون الله، أفلا تعقلون؟ والحكم لله وهو خير الفاصلين، فقد جعلكم المفترون من بعد إيمانكم كافرين بما أنزل الله في محكم القرآن العظيم، والحمد لله ربّ العالمين الذي جعل حجّة العقل والمنطق هي السلطان المبين.
وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
أخوكم؛ الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
ـــــــــــــــــــــــ
Admin
26-11-2012, 06:17 AM
- 12 -
[ لمتابعة رابط المشاركة الأصلية للبيـان ]
(https://mahdialumma.online/showthread.php?p=73037)https://mahdialumma.online/showthread.php?p=73037
الإمام ناصر محمد اليماني
12 - محرم - 1434 هـ
26 - 11 - 2012 مـ
02:52 صباحاً
( بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى )
ــــــــــــــــــــ
مزيدٌ من إقامة الحجّة على أحمد عمرو ..
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على أنبياء الله ورسله وآلهم الطيبين من أوّلهم إلى خاتمهم جدّي محمد رسول الله صلّى الله عليهم وعلى من اقتفى نهجهم بالحقّ وأسلّم تسليماً..
ويا أحمد عمرو، إنّك تفتي أنّ المسيح الكذّاب سوف يحيي الميّت بأسلوب علميّ، ونترك الردّ من الله عليك مباشرةً من محكم القرآن العظيم:{اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَفْعَلُ مِنْ ذَلِكُمْ مِنْ شَيْءٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} صدق الله العظيم [الروم:40].
بمعنى إنّه لا يستطيع أحدٌ أن يفعل ذلك من أهل الباطل أجمعين، ولا ينبغي لله أن يؤيّد الباطل بذلك، فانظر كيف الله ينزّه نفسه أن يؤيّد بذلك الباطل بإحياء ميتٍ، ولذلك قال الله تعالى: {ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَفْعَلُ مِنْ ذَلِكُمْ مِنْ شَيْءٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} صدق الله العظيم [الروم:40].
ولا ينبغي لأصحاب دعوة الباطل أن يُعيدوا الروح إلى الجسد بأي طريقةٍ كانت، فلا يستطيع الباطل فِعْلَ ذلك على الإطلاق لكون الباطل لا ينبغي له أن يُبدئ أو يُعيد وإنما يفعل ذلك الحقّ سبحانه. تصديقاً لقول الله تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الحقّ وَأَنَّهُ يُحْيِي الْمَوْتَى وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} صدق الله العظيم [الحج:6].
فكيف يأتي المسيح الكذّاب يدّعي بأنّه الله ربّ العالمين الذي يحيي الموتى ومن ثم يفعل ذلك على الواقع الحقيقي مع أنّه يقول إنّه الله، وقد أفتانا الله الحقّ أنّه لا يحيي الموتى أحدٌ سواه كونه الحقّ؟ تصديقاً لقول الله تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الحقّ وَأَنَّهُ يُحْيِي الْمَوْتَى وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} صدق الله العظيم [الحج:6].
ولكن الله يؤيّد بمعجزة إحياء الموتى لمن يشاء من الدعاة إلى عبادة الله وحده لا شريك له تصديقاً لدعوة الحقّ، فكيف كذلك يُعلِّم الباطل بعلم إحياء الموتى؟ ويا رجل، ليست طريقة إحياء الموتى طريقةً علميّة بل بكلمةٍ من الله كنْ فيكون فيصير حيّاً بأي سببٍ من الأسباب وليس بطريقةٍ علميةٍ، وقال الله تعالى: {وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْسًا فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا وَاللَّـهُ مُخْرِجٌ مَّا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ ﴿72﴾ فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَٰلِكَ يُحْيِي اللَّـهُ الْمَوْتَىٰ وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ﴿73﴾} صدق الله العظيم [البقرة].
والسؤال الذي يطرح نفسه: فهل نبيّ الله موسى أحيا الميّت المقتول بطريقةٍ علميةٍ؟ بل أحياه الله بمجرد أنّه قام بضرب جسد الميّت بقطعة لحمٍ من البقرة؛ بل ذلك سببٌ فقط ليجعله الله معجزةً لتصديق دعوة الحقّ إلى الله وحده، وبمجرد ما إن قام نبيّ الله موسى بضرب جسد الميّت بقطعةٍ من لحم البقرة فإذا هو ينهض قائماً حياً، فكلّمه موسى: من قتلك؟ قال: قتلني أخي فلان ليرث مالي من بعدي.
ويا رجل، إنما إحياء الموتى بأيّ سببٍ يريده الله، فهل نادى نبيّ الله إبراهيم على الطيور المقطّعة إرباً إرباً على كلّ جبلٍ منهنّ جزءٌ فناداهنّ نبيّ الله إبراهيم فإذا الله يبعثهم بقدرته كنْ فيكون، وأرى الله عبدَه وخليله أنّ طريقة إحياء الموتى هي بقدرة الله كنْ فيكون وليس بطريقة علميّة كون نبيّ الله سأل ربَّه أن يُريه كيف يحيي الله الموتى، وقال الله تعالى: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِـي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَلَـكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءاً ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْياً وَاعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} صدق الله العظيم [البقرة:260].
فهل علّمه الله طريقةً علميّةً لإحياء أربعةٍ من الطير؟ بل بمجرد ما إنْ ناداهنّ بصوته بعثهم الله فانطلقنّ سعياً إلى نبيّ الله إبراهيم، وإنما إحياء الموتى كلمة من الله كنْ فيكون. ولذلك قال الله تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ تَقُومَ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ بِأَمْرِهِ ثُمَّ إِذَا دَعَاكُمْ دَعْوَةً مِنَ الْأَرْضِ إِذَا أَنْتُمْ تَخْرُجُونَ ﴿25﴾ وَلَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ ﴿26﴾ وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَىٰ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴿27﴾} صدق الله العظيم [الروم].
وكذلك كافة آيات الكتاب المحكمات في إحياء الموتى تبيّن أنّه لا يفعل ذلك إلا الحقّ، ولذلك تحدّى الله كافة أهل الباطل، وقال الله تعالى: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَفْعَلُ مِنْ ذَلِكُمْ مِنْ شَيْءٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} صدق الله العظيم [الروم:40].
فهل يستطيع الباطل أن يخلق شيئاً من خلق الله أو أن يُنزِّل المطر ويُنبت الحبوب والشجر رزقاً للعباد أو يحيي الموتى؟ والجواب: سبحان الله العظيم! ولذلك قال الله تعالى: {ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَفْعَلُ مِنْ ذَلِكُمْ مِنْ شَيْءٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} صدق الله العظيم [الروم:40].
وأجد الله يتحدّى الباطل وأولياءه جميعاً أن يخلقوا شيئاً مثل خلق الله، ولذلك قال الله تعالى: {هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} صدق الله العظيم [لقمان:11].
بل لن يستطيعوا أن يخلقوا ذباباً ولو اجتمع أن يخلقه كافة أصحاب دعوة الباطل أجمعين من الجنّ والإنس، تصديقاً لقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَاباً وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئاً لا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ} صدق الله العظيم [الحج:73].
أم تريد أن تقول: "بل سوف يخلقون ذباباً ولكن بطريقة علميّة"! ويا رجل، لا تفترِ على الله الكذب من عند نفسك ولا تقُل على الله غير الحقّ إن كنت تريد الحقّ، ولن يستطيع المسيح الكذّاب أن يُنزِّل المطر مع أنّه يدّعي الربوبيّة كونه لا يُنزِّل المطر إلا الله وحده، تصديقاً لقول الله تعالى: {أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ ﴿68﴾ أَأَنتُمْ أَنزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنزِلُونَ ﴿69﴾} صدق الله العظيم [الواقعة].
وكذلك لا يستطيع المسيح الكذّاب أن يُنبِت الشجر مع أنّه يدّعي الربوبيّة. تصديقاً لقول الله تعالى: {أَفَرَأَيْتُم مَّا تَحْرُثُونَ ﴿63﴾ أَأَنتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ ﴿64﴾} صدق الله العظيم [الواقعة].
ويا رجل، إنما نتعرف على وجود الله ونؤمن بالله بسبب وجود آيات قدراته سبحانه في السماوات والأرض، فكيف يأتي من يفعل مثل ما يفعل الله سبحانه فيُبدِئ الخلق ويرزقهم بأنّ ينزّل المطر فينبت الشجر؟! لا إله غيره ولا يفعل ذلك سواه. تصديقاً لقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاء وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ }صدق الله العظيم [فاطر:3].
وذلك تحدٍ من ربّ العالمين:{ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاء وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ }صدق الله العظيم، ولذلك قال الله تعالى:{ هذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} صدق الله العظيم [لقمان:11].
ولكن بسبب عقيدتكم أنّ الباطل يحيي الموتى وينزل المطر وينبت الشجر فقد كفرتم بما أنزل الله في محكم كتابه فردّوكُم من بعد إيمانكم كافرين بما أنزل الله في محكم القرآن العظيم، أفلا تتقون؟ أفلا تعقلون؟ أليس فيكم رجلٌ رشيد! اللهم قد بلغت وأقمنا الحجّة بالحقّ، اللهم فاشهد.
وسلامٌ على المرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
المهدي المنتظر في عصر الحوار من قبل الظهور؛ الإمام ناصر محمد اليماني.
ــــــــــــــــــــ
جميع الحقوق ® محفوظة لجميع المسلمين في الأرض.