الموضوع: ردود الإمام على العضو الإدريسي

1

( ردود الإمام على العضو الإدريسي ) ..


( ردود الإمام على العضو الإدريسي )

- 1 -

الإمام ناصر محمد اليماني
17 - 11 - 1430 هـ
05 - 11 - 2009 مـ
10:40 صباحاً
ــــــــــــــــــــــ



ولو شاهد ذات ربه سُبحانه لما كان هناك داعي أن يريه الله من آيات ربّه الكُبرى

فتوى هامة إلى جميع المُسلمين والناس أجمعين ..



بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمُرسلين وآله التوابين المُتطهرين والتابعين للحقّ إلى يوم الدين..
ويا معشر المُسلمين والناس أجمعين، ألا والله الذي لا إله غيره أنه لو حضر مليون من البشر إلى طاولة الحوار للمهديّ المنتظَر فأدلوا بشهادتهم وكأنها شهادةٌ واحدةٌ موَّحدةُ فيقولون لقد رأينا مُحمداً رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- وأفتانا أن نبلّغ البشر أنّ المهديّ المنتظَر هو الإمام ناصر محمد اليماني، لما جعل الله هذه المليون الرؤيا حجّة على المُسلمين والعالمين أجمعين، ولكنّها موعظةٌ لأصحابها إن كانوا صادقين، فلن تتجاوزهم فتواهم لأنّ الله لا ولن يعذب الناس لماذا لم يصدِّقوا بالمهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني بسبب التكذيب بالرؤيا لأنّ الرؤيا لا ينبغي ولا يجوز أن يُبنى عليها حُكمٌ شرعيٌّ في الدين للعالمين، كلا ثم كلا... وهل وجدتم ناصر محمد اليماني قال لكم: يا ناس يا عالَم، بما أنني رأيت جدّي محمد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- في الرؤيا الحقّ أفتاني أنّي المهديّ المنتظَر، فبرغم إنّي لم أفترِ ولكنّي أفتيتُكم بالحقّ لئن صدَّقتم ناصر محمد اليماني أنّه المهديّ المنتظَر نظراً لأنّ جده مُحمد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- أفتاه في الرؤيا الحقّ فإنكم لجاهلون! فما يُدريكم لعلّ ناصر محمد اليماني مُفترٍ بالرؤيا؟ ألا والله لو يجعل الله أحكام الدين تُبنى على الرؤيا لبدّل الشياطينُ دينَ الله تبديلاً فلا يُبقون منهُ شيئاً حتى واحد في المائة إلا وبدّلوه عن طريق الرؤيا الباطلة التي تخالف لمحكم كتاب الله.

ويا أيُّها الإدريسي، مهما قلتَ أنّك شاهدت المهديّ المنتظَر ورأيتَ أنّه الإمام ناصر محمد اليماني فهذه رؤيا لك وحدك لا شريك لك فيها من العالمين، أي أنّها تخصّك وحدك، فإن كُنت صادقاً فلنفسك وإن كُنت كاذباً فعليها، ولن تتجاوزك شيئاً في أمر المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني.

وبالنسبة لأصدقائك الذين زعمت أنهم ملائكة الرحمن ونقتبس من بيانك ما يلي:
(( وقاموا كذلك بأن قادوني إلى قسم الأطباء من الملائكة الذين أجروا العملية الجراحية للنبي صلى الله عليه وسلم وفتحوا قلبه وأخرجوا المضغة السوداء حسب ما هو متعارف عليه وقد أخبروني بأنهم لم يخرجوا مضغة سوداء أو كلام مثل هذا بل إنهم قاموا بغسل المناطق الداخلية مثل القلب والرئتين والمعدة للنبي صلى الله عليه وسلم حتى يستطيع أن يرى الله عز وجل ويتحمل قوة الرؤية ))
انتهى الاقتباس.

ولسوف أُفتيك بالحقّ فإنّهم من الشياطين وما كانوا من ملائكة الرحمن المُقربين، وإنّهم لكاذبون أو إنّك كذّبت على نفسك. والمعذرة أخي الكريم فلا ينبغي للمهديّ المنتظَر الحقّ من ربِّكم أن يتّبع غير الحقّ حتى ولو كانت لصالحه ليصدق الناس دعوته، وأعوذ بالله أن أكون من الجاهلين، وحتماً سوف يطلبون منك -إن لم يفعلوا بعد- فيأمرونك أن تسجد لهم من دون الله قربةً لربك نظراً لأنّهم ملائكة الرحمن المُقربون كما فعلوا مع كثيرٍ من الناس من قبلك، حتى إذا لقوا ربَّهم وقال لهم ما كنتم تعبدون؟ قالوا كُنا نعبد ملائكتك ليقربونا زُلفة إليك ربنا، ومن ثم سأل الله ملائكته وقال الله تعالى:
{وَيَوْمَ يَحْشُرُ‌هُمْ جَمِيعًا ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلَائِكَةِ أَهَـٰؤُلَاءِ إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ ﴿٤٠﴾ قَالُوا سُبْحَانَكَ أَنتَ وَلِيُّنَا مِن دُونِهِم بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ أَكْثَرُ‌هُم بِهِم مُّؤْمِنُونَ ﴿٤١﴾ فَالْيَوْمَ لَا يَمْلِكُ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ نَّفْعًا وَلَا ضَرًّ‌ا وَنَقُولُ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ‌ الَّتِي كُنتُم بِهَا تُكَذِّبُونَ ﴿٤٢﴾ وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالُوا مَا هَـٰذَا إِلَّا رَ‌جُلٌ يُرِ‌يدُ أَن يَصُدَّكُمْ عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُكُمْ وَقَالُوا مَا هَـٰذَا إِلَّا إِفْكٌ مُّفْتَرً‌ى وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُ‌وا لِلْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ إِنْ هَـٰذَا إِلَّا سِحْرٌ‌ مُّبِينٌ ﴿٤٣﴾ وَمَا آتَيْنَاهُم مِّن كُتُبٍ يَدْرُ‌سُونَهَا وَمَا أَرْ‌سَلْنَا إِلَيْهِمْ قَبْلَكَ مِن نَّذِيرٍ‌ ﴿٤٤﴾ وَكَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَمَا بَلَغُوا مِعْشَارَ‌ مَا آتَيْنَاهُمْ فَكَذَّبُوا رُ‌سُلِي فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ‌ ﴿٤٥﴾} صدق الله العظيم [سبأ].


فقد وجدنا فتواك بأنّ الله يُرى جهرةً -سُبحانه وتعالى علوا كبيراً- من بعد القيام بعمليةٍ جراحيّةٍ مُخالفةٍ لكتاب الله ومخالفة للعقلٍ والمنطق! ألا والله لا ترون إلا نور وجهه تعالى يشرق من وراء الحجاب فتشرق الأرض بنور ربها، بمعنى أنّكم ترون نوره ولا ترون ذاته سُبحانه. ولم يشاهد محمد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- ذات ربه ليلة الإسراء والمعراج وإنما شاهد من آيات ربه الكُبرى، ولو شاهد ذات ربه سُبحانه لما كان هناك داعي أن يريه الله من آيات ربه الكُبرى، فليست آياته أكبر من ذاته سُبحانه وتعالى علواً كبيراً. تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ} صدق الله العظيم [الزمر:67].

ولم يقل الله في مُحكم كتابه أنّ مُحمداً رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- قد رأى ذات ربه سُبحانه. وقال الله تعالى:
{لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى} صدق الله العظيم [النجم:18].

ومنها نار الله الكُبرى وجنته التي عرضها كعرض السماوات والأرض. تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَإِنَّا عَلَى أَنْ نُرِيَكَ مَا نَعِدُهُمْ لَقَادِرُونَ} صدق الله العظيم [المؤمنون:95].

فمرّ على النار وشاهدها وشاهد من فيها ليلة الإسراء، وكذلك شاهد جنة ربِّه عند سدرة المُنتهى، وهُناك شاهد جبريل نزلةً أخرى بصورته الملائكيّة كما خلقه ربه لأنّه دائماً يشاهده بصورة إنسان؛ بشراً سوياً.. إلا ليلة أنْ وصلا إلى سِدرة المُنتهى تحوّل بقدرة ربه إلى صورته الملائكيّة، فشاهد محمدٌ رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- أنّ الملك جبريل مخلوقٌ عظيمٌ، ثم خرّ جبريل ساجداً لربّه الله ربّ العالمين، فكان مُحمدٌ رسول الله ينظر إلى حجاب ربهِّ العظيم فإذا هو يرى نورَ وجه ربِّه يُشرق مُخترقاً الحجاب، فإذا ربّه يُرحب به من وراء الحجاب فكلّمه تكليماً ولم يشاهد ذاتَه سُبحانه وتعالى علواً كبيراً.

ألا والله لو تقدِّروا ربَّكم حق قدره فتكفروا برؤية الله جهرة لما استطاع المسيح الكذاب أن يفتنكم شيئاً، لأنه سوف يكلِّمكم مواجهة وأنتم ترونه، أفلا تتقون؟ ألم يضرب الله لكم على ذلك مثلاً (لعلكم تعقلون) أنّه لا يتحمل رؤية الله أي شيءٍ مهما كان عظيماً فهو ليس أعظم من ذات ربه، ولذلك لن يتحمل رؤيته أي شيءٍ من خلقه جميعاً إلا شيء مثله، وليس كمثله شيء من خلقه جميعاً. ولذلك قال الله تعالى لنبيّه موسى عليه الصلاة والسلام:
{وَلَمَّا جَاء مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَـكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ موسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ} صدق الله العظيم [الأعراف:143].

فهل أنتم لم تدركوا الحكمة من هذا المثل الذي ضربه الله لنبيّه موسى عليه الصلاة والسلام؟ بمعنى: يا موسى إنّ ذات ربِّك عظيمةٌ فلا تتحمل رؤيته أنت ولا غيرك لأنّ ذاتَ ربك عظيمة ولا يتحمل النظر إلى ذاته حتى هذا الجبل العظيم لأنّ ذات ربك أعظم من خلقهِ أجمعين فلا تدركه أبصار خلقه أجمعين، وحتى يكون رسول الله موسى من الموقنين أنّه لا يتحمل رؤية عظمة ذات الله أي شيءٍ حتى هذا الجبل العظيم ولذلك قال: فانظر إلى الجبل فإن استقر مكانه ثابتاً أمام رؤية عظمة ذات الله فسوف تراني:
{فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ موسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ} صدق الله العظيم، فلماذا قال موسى بعد أن أفاق {سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ} صدق الله العظيم؟ بمعنى: إنّه حقاً لا يراه جهرةً جميعُ أبصار خلقه جميعاً لأنّهم جميعاً لا يتحمّلون رؤية عظمة ذات الله، سُبحانه لا تدركه أبصار خلقه جميعاً!

ولربما يقول الذين يفسرون كلام الله حسب أهوائهم: "إنما ذلك في الدُنيا" ثم نُرد عليهم ونقول: وهل ذات الله أقل عظمة في الآخرة؟ سُبحانه وتعالى علواً كبيراً! لا قوة إلا بالله العلي العظيم، إنا لله وإنا إليه لراجعون.

ألا والله يا أيها الإدريسي، إنّك لفي خطرٍ عظيم لئن أخذتك العزة بالإثم فتأبى أن تتّبع الحق، ويا أخي الكريم -بارك الله فيك- إذا كان حقاً أفتاك محمدٌ رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- أنّ ناصر محمد اليمانيّ هو المهديّ المنتظَر الذي يحاور الناس ليلاً عبر الإنترنت العالميّة ويرتاح قليلاً، فلم يجعل الله رؤياك حجّة على العالمين شيئاً أبداً بل هي تخصُّك فإن صدقتَ فلنفسك وإن كذبتَ فعليها.

ويا أخي الكريم، والله لا أعلم بحجّة على المُسلمين والناس أجمعين إلا هذا القرآن العظيم الذي يحاجُّكم به المهديّ المنتظَر، ألا والله الذي لا إله غيره لسوف أجاهدكم بالقرآن العظيم جهاداً كبيراً ليلاً ونهاراً حتى تُسلِّموا للحقّ تسليماً أو يحكم الله بيني وبينكم بآية من عنده. ألا والله الذي لا إله غيره لو اجتمع كافة عُلماء الأمم في الدين الأولين والآخرين ليحاجّوا المهديّ المنتظَر من القرآن العظيم لكان المهديّ المنتظَر الحقّ من ربِّكم هو المُهيمن عليهم جميعاً بسُلطان العلم من القرآن العظيم بإذن الله ربّ العالمين إنْ كان ناصر محمد اليماني لمِن الصادقين فلكُل دعوى بُرهان. تصديقاً لقول الله تعالى:
{قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ هَذَا ذِكْرُ مَنْ مَعِي وَذِكْرُ مَنْ قَبْلِي بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ فَهُمْ مُعْرِضُونَ(24)} صدق الله العظيم [الأنبياء].

ويا معشر آل البيت ويا معشر المُسلمين والناس أجمعين، إنما أنذركم بهذا القرآن العظيم الذي تنزّل على خاتم الأنبياء والمُرسلين مُحمد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- بصيرة مُحمدٍ رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- ومن اتّبعه، ولذلك جعله الله بصيرةَ المهديّ المنتظَر ناصر محمد، ولا ينبغي للحقّ أن يتّبع أهواءكم ولن يتبع الحقّ إلا من صدّق بالحقّ، والحقُّ أحقُّ أن يُتّبع وما بعد الحقِّ إلا الضلال. وقال الله تعالى:
{إِنَّمَا تُنْذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ} صدق الله العظيم [يس:11].

ألا والله لم يبقَ من القرآن إلا رسمَه المحفوظ بين أيديكم ويخالف لكثيرٍ لما معكم غيره، ولو كان مؤيّداً لما معكم لما أعرضتم عن الدعوة إلى كتاب ربكم، ولكن كثيراً منكم لم يُجِب دعوة المهديّ المنتظَر للحوار لأنه يرى أنّ المهديّ المنتظَر يدعو الناس إلى الاحتكام إلى القرآن العظيم وحده، ووجدوا المهديّ المنتظَر يذر ويكفر بما خالف لكتاب ربه، وبما أنّهم يعلمون أنّ كثيراً مما لديهم مخالفٌ لكثير لما في كتاب الله ولذلك لم تعجبهم دعوة المهديّ المنتظَر الحقّ من ربهم.

ويا معشر علماء الأمّة، إن كان لديكم كُتابٌ من الله هو أصدق من القرآن العظيم فأتوني به إن كنتم صادقين؟ ولربّما يودّ أن يُقاطعني أحد علماء الأمّة من الذين لا يعلمون؛ من عُلماء الشيعة فيقول: "يا ناصر محمد اليماني إنّما القرآن ذو أوجه مُتعددة" ثم يقوم إلى جانبه أحد عُلماء السنة فيعضد معه فيقول: "بل لا يعلمُ تأويله إلا الله". قاتلكم الله أنّى تؤفكون أيّها المُفترون على الله المُحرِّفون لكلام الله من الشيعة والسُّنة ومن علماء الأمّة من الذين يقولون على الله ما لا يعلمون! ولم يقل الله تعالى ذروا القرآن فإنّه لا يعلم تأويله إلا الله؛ بل قال ذروا المُتشابه من القرآن الذي لا تعلمون بتأويله واستمسكوا بمحكم كتابه الذي فصّله الله تفصيلاً من آيات أمّ الكتاب البينات، يفهمها ويعلمها كُلّ ذو لسان عربيٍّ مُبينٍ. وأمركم الله أن تتبعوا آيات الكتاب المُحكمات هُنّ أمّ الكتاب وجعلهنّ الله الحجّة عليكم إن لم تتّبعوا آيات الكتاب المُحكمات، ولم يأمركم الله أن تتّبعوا المُتشابه الذي لا يزال بحاجة للتأويل لأنّه لا يعلمُ بتأويله إلا الله، ويُعلِّم به من يشاء من خُلفائه إن وجدوا فيكم، ولكن الله أمركم أن تتّبعوا آيات الكتاب المُحكمات هُنّ أمّ الكتاب من اتّبعهنّ فقد هُدي إلى صراطٍ مستقيمٍ ومن كان في قلبه زيغٌ عن الحقّ فسوف يتّبع المُتشابه ابتغاء تأويله ولا يعلم بتأويله إلا الله، ولم يجعله الله الحجّة عليكم بل أمركم بالإيمان به فقط أّنه كذلك من عند الله، ولكنّه أمركم باتبّاع آيات الكتاب المُحكمات البيّنات هُنّ أمّ الكتاب ولم يجعلهن الله بحاجة للتأويل لو تدبرتم مُحكم آيات الكتاب البينات، ولكن في قلوبكم زيغٌ عن الحقّ ولذلك تتبعون المُتشابه وتذرون آيات الكتاب المُحكمات. وقال الله تعالى:
{هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ}صدق الله العظيم [آل عمران:7]. ألا والله لقد ضلَلْتُم عن محكم كتاب الله وزِغتُم عن الحقّ يا معشر عُلماء المُسلمين جميعاً، فأضللتم أنفسكم وأمَّتكم.

ويا معشر عُلماء المُسلمين، هل تريدون مهديّاً منتظَراً يأتي يتّبع أهواءكم؟ إذاً لفسدت الأرض والسماء لو يتّبع الحقّ أهواءكم فيقول الشيطان: يا سماء أمطري ويا أرض أنبتي! كذباً وافتراء، ولن تطيعه مثقال ذرةٍ في السماء ولا في الأرض لأنه لم يخلق مثقال ذرةٍ في السماء ولا في الأرض. وقال الله تعالى:
{قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِ اللهِ لاَ يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلاَ فِي الأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِن شِرْكٍ} صدق الله العظيم [سبأ:22] ؛ بمعنى أنّها لن تطيعه مثقال ذرة، هيهات هيهات.. والله الذي لا إله غيره لا ولن يتّبع الحقّ أهواءكم ما دُمت حياً وأرجو من الله التثبيت على عهدي ووعدي لربّي إن ربّي غفورٌ رحيمٌ، ولا حاجة لي برضوانكم وهل تدرون لماذا؟ وذلك لأنّي لا أعبد رضوانّكم بل أعبد رضوان الله، ألا وإنّ رضوان الله هو في الاتِّباع لمحكم كتابه القرآن العظيم والكُفر بما خالف لمحكم كتابه، ومن أصدق من الله حديثاً؟ ومن أصدق من الله قيلاً؟

ويا معشر علماء الأمّة، إني المهديّ المنتظَر أعلن الكُفر المُطلق بجميع ما يخالف لمحكم القرآن العظيم كدرجة كُفري بعبادة الشيطان من دون الرحمن لتعلموا كم قدر إصراري على اتّباع كتاب الله، ولن أتّبع غير كتاب الله وما عندي غير كتاب الله القرآن العظيم، فإن أبيتم فلكم دينكم ولي دين.

ولربّما يودّ أن يقاطعني أحد المُعرضين عن كتاب الله من أهل سُنّة الشيطان الرجيم التي جاءت من عند غير الله ولذلك تخالف لكتاب الله فيقول: "أفلا ترون أن الإمام المهديّ المزعوم يكفر بالسُّنة المحمديّة التي وردت عن أئمة آل البيت كما يقول الشيعة أو وردت عن الصحابة بشكل عام كما يقول أهل السنة والجماعة؟" ثم يردّ عليهم الإمام المهديّ وأنطق بالحقّ وأشهد عليه كافة من أعثره الله من العالمين على بياني هذا: أنّي لا أكفر إلا بسُنّة الشيطان الرجيم الذي أنتم بها مستمسكون، وأنتم تعلمون أنها مخالفة لمحكم القرآن العظيم، ومنها اعتقادكم برؤية الله جهرة سُبحانه وتعالى علوَّاً كبيراً، وكذلك اعتقادكم بأن العذاب في حفرة السوءَة، وكذلك رجمكم للزناة المُتزوجين من الأحرار المُسلمين برغم أنّ الله لم يأمركم إلا بخمسين جلدة للمتزوجين من العبيد والأحرار مائة جلدة، وكذلك زعمكم بأن الدجال يحيي الموتى فتطيعه السماء والأرض فيقول يا سماء أمطري فتمطر ويا أرض أنبتي فتنبت.

واسمعوا لقولي، وأقسم بالله لو ينطق الحمار فيقول له أحد عُلماء البشر: "أفلا تعلم أيّها الحمار أنّ المسيح الكذاب يحيي الموتى ويقول يا سماء أمطري فتمطر ويا أرض أنبتي فتنبت مع أنّهُ يدعي الربوبيّة ولا يدعو لعبادة الله وحده؟" لتبسّم الحمار ضاحكاً من عقيدتكم الباطلة ولقال: "فهل علمنا وآمنا بالله بالغيب إلا لأنه مَنْ خلقنا وهو مَنْ أحيانا وهو الذي ينزِّل المطر فيخرج لنا رزقنا من الأرض بالشجر، ولو يؤيد الله بآيات التصديق لوجوده سُبحانه إلى آخر يدعي الربوبيّة إذاً لم تعد لله حجّة علينا، لأنه أيّد بآياته الدالة على وجوده إلى أعدائه.

ويا عُلماء أمّة الإسلام مع احترامي لكم ولكن للأسف والله لا أحترم من لا يعقل، ولكنّي المهديّ المنتظَر أقدِّس أصحاب العقول وأكرمهم تكريماً بإذن الله وهم الذين يتفكرون ويقولون: "إذا كنا ننتظر حقاً المهديّ المنتظَر فالسؤال الذي يطرح نفسه هو: فهل إذا بعث الله المهديّ المنتظَر فهل سيكون شيعياً فيدعو الناس إلى اتّباع الشيعة أم سيكون سُنياًّ فيدعو إلى اتّباع السُّنّة والجماعة أم إنّه سوف يدعو إلى مذهب آخر من مذاهب الدين؟ إذاً فلن يزيد المُسلمين إلا فُرقةً إلى فرقهم لو كان كذلك؛ بل ينبغي للمهديّ المنتظَر الحقّ أن يبعثه الله حكماً بين المُختلفين في الدين، ولكن إذا كان خاتم الرسل مُحمد -صلى الله عليه وآله وسلم- وخاتم الكُتب القرآن العظيم فبماذا سوف يحاجُّ به البشر المهديّ المنتظَر هذا؟" ثم يأتي له عقله بالفتوى الحقّ ويقول له: بكل تأكيد سيحاجِجِ البشر بالذكر المحفوظ من التحريف والتزييف ويدعوهم إلى الاحتكام إلى كتاب الله المضمون، غير إنّ الداعي يجوز أن يكون المهديّ المنتظَر الحقّ خليفة الله ربّ العالمين ويجوز أن يكون شيطاناً أشِراً يُظهر الإيمان ويبطن الكُفر. ثم يتفكر في بيانات المهديّ المنتظَر فهل يدعو إلى عبادة الله بكُل ما أوتي من العلم، فإن كان كذلك فوالله لا يضلّ من اتّبع الداعي إلى عبادة الله وحده لا شريك له، ذلك بأنّ الله هو الحقّ فهل بعد الحقّ إلا الضلال؟

وأما سُنة مُحمد رسول الله الحقّ فسوف تجدونها لا تخالف لبيان الإمام المهديّ المنتظَر من ذات القرآن وذلك لأنّ محمد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- إنّما كان يُبيِّن لكم ما شاء الله من آيات القرآن، فكيف يأتي البيان مخالفاً لمحكم القرآن أفلا تعقلون؟ أفلا تتقون؟ أفلا تؤمنون؟ فهل أنتم مسلمون أم كافرون أم شياطين؟ أم ما خطبكم وماذا دهاكم حتى تكونوا صامتين، فهل أنتم أصنامٌ لا تنطقون أم بقرٌ من البشر بلا قرون؟ أم إنّكم للحقّ كارهون أم إنّكم لا تريدون إلا أن تقولوا على الله ما لا تعلمون فتطيعوا أمر الشيطان فتقولوا على الله ما لا تعلمون وتعصون أمر الرحمن الذي حرّم عليكم أن تقولوا على الله ما لا تعلمون؟ أم إنّكم ترون ناصر محمد اليماني شيطاناً أشراً وليس المهديّ المنتظَر ويقول على الله ما لا يعلم؟ قُل هاتوا برهانكم. وأعوذُ بالله أن أكون كمثلكم أقول على الله ما لم أعلم، وأعوذُ بالله ثم أعوذُ بالله ثم أعوذُ بالله أن أكون كالأنعام التي لا تتفكر في مُحكم آيات الذكر، إذاً لوجدتُ من يستطيع الطعن في بياني فيأتي ببيانٍ أكثر خيراً من بياني وأحسن تفسيراً، وهيهات هيهات.. وبما أنّ الحقَّ هو معي فلن يجعل الله لكم على المهديّ المنتظَر سلطاناً من القرآن، وإنما يأتينا أناسٌ يجادلون بثرثرة الكلام ولهو الحديث ليضلّوا عن كتاب الله، ولن يحاجّني بما يخالف لكتاب الله إلا المُعرضون عن كتاب الله.

ويا معشر المُسلمين، إنّي الإمام المهديّ أعلنُ الاستمرار والإصرار على اتّباع الذِّكر وأنذر به البشر ولن يتّبع الحقّ إلا من اتبع الذكر. تصديقاً لقول الله تعالى في محكم كتابه العزيز:
{إِنَّمَا تُنذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَن بِالْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ} صدق الله العظيم [يس]. وإن أبيتم فأقول: لكم دينكم ولي دين، وسوف يحكمُ الله بيننا بالحقّ وهو خير الحاكمين.

وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
الإمام المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني.
ـــــــــــــــــــــــ
آخر تحديث: 30-08-2015 04:03 PM
2

ثبتك الله أخي الكريم على الصراط المُستقيم ..

- 2 -

ثبتك الله أخي الكريم على الصراط المُستقيم
..


لاحول ولا قوة الآ بالله العلى العظيم
والله ياسيدنا المهدى أننا فى حال يندى لها الجبين
وأحييى فيك صبرك الشديد وأصرارك على الأستمرار والتواصل فى دعوتك الى الله حيث أوضحت أننا فى السنة الخامسه من الدعوة الشريفه للتصديق بك والأحتكام الى كتاب الله الا ماأزداد الأعراض والصدود عن الأحتكام لكتاب الله وعجبى على العلماء وليس أمر المسلمين بعجيب فقد أذكر ياسيدى المهدى بأن الدكتور مصطفى محمود عليه رحمة الله وأدخله فسيح جناته وأنعم عليه بنعيمه الأعظم ورضوانه الأكبر قد ألف كتابا وأثبت فيه أن الشفاعه لله جميعا مثلما جئت به وأنقلب عليه آنذاك المتنطعون والمتفيقهون وتصدى له الأزهر الشريف !!!!!ياحسرة على علماء هذا الزمان وحتى أنا ياسيدنا المهدى عندما أحدث عنك وعن دعوتك الشريفه ووجوب مبايعتك وأقول للناس أقرأو بيانات الأمام المهدى فى النت لا أجد الا الأستنكار الشديد وأعراض عجيب من المحيطين بى وهناك ناس لا أحدثهم عنك لأننى أستيقن ما سوف يخرج من أفواههم فأستشرف بك أن أذكرك لهم ولكنى والله ياسيدنا حزين والله العظيم حزين ,ادعوا الله من كل قلبى أن يهدى المسلمين وعلماؤهم ويهدى الله علماء الأزهر الشريف ، فكل مانراه فى الإعلام من روايات عن المهدى المنتظر فى بيانات أو قصص أو فيديوهات يأتى مخالفا تماما عن توقيتات الظهور وأنه مافيش حاجة أسمها عصر الحوار وأنه لابد أن يحدث كذا وكذا وكذا ممالم يحدث ولذلك أرى وأشعر بالشرخ فهم ياسيدنا المهدى يسيرون وراء أحاديث كاذبة عن حضرة الرسول النبى الأمى صلى الله عليه وآله وسلم فيجب تفنيد هذه الأحاديث واحدا بعد الآخر وحضرتك لو تتبعت القصص أو الفيديوهات المطروح على النت تجد معظمهم يعتمدون على أحاديث الله أعلم بكذبها من صحتها ومعظم الناس يسيرون وراء هذه الأحاديث بالفطرة كما نشأت عليها أنا أيضا ولكن أحمد الله عزوجل أن هدانى وأوعذ الىّ بتصديقك ومبايعتك !!! فيجب علينا جميعا كشف كذب أو صدق الأحاديث الذى نشأ عليها المسلمين وقد سمعت الشيخ العريفى فى التلفزيون يقول مافيش حاجة أسمها مهدى فى النت ويبعتوا له أيميلات وماشابه وكنت أعلم فى صدرى أنه بيقصدك تحديدا والله ياسيدنا بدأت أفقد الثقة بعلماء هذه الأمة مثل الذى ذكرته حضرتك أن أستعاذ بالله عندما رأى موقعك على النت ، لا نملك الا أن ندعوا الله بصلاح الأحوال والهداية من الله فقد ظهر الفساد فى البر والبحر بما كسبت أيدى الناس ولا تعليق غير الذهول !!!!!ولاحول ولاقوة الا بالله العلى العظيم
أخيكم فى الله رشاد حسن محى الدين

بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله رب العالمين..
سلامُ الله عليكم أخي الكريم (kawabongy)، أفلا تجعل اسمكَ بلسانٍ عربيٍّ مُبينٍ حتى نفقهه؟ السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، وسلامُ الله على الأنصار السابقين الأخيار صفوة البشرة وخير البرية من البشر الذين اتّبعوا الذّكر.

ولا يزال في صدر الإمام المهديّ المنتظَر مُتّسعٌ للصبر بإذن الله، ورجوتُ من ربّي أن لا يُجيب دعوتي عليهم بالعذاب لو نفد صبري، ولكنّي أدعو ربّي أن يجيب دعوة عبده لهم بالهدى وذلك لأنّي أناضل لتحقيق النّعيم الأعظم، ولذلك أقول: اللهم اغفر لإخواني المُسلمين جميعاً كفرَهم بأمري فإنّهم لا يعلمون أنّني المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّهم، اللهمّ بصِّرهم بالحق وخذ بأيديهم إليه وثبِّتهم عليه برحمتك يا أرحم الراحمين.

وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
أخوكم الإمام ناصر محمد اليماني.
ـــــــــــــــــــــ

آخر تحديث: 31-08-2015 09:38 AM
3

{ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ } ..

- 3 -
الإمام ناصر محمد اليماني
20 - ذو القعدة - 1430 هـ
08 - 11 - 2009 مـ
07:05 مساءً
( بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى )

[ لمتابعة رابط المشاركة الأصلية للبيان ]
https://mahdialumma.online/showthread.php?p=531
__________



مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ..


بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمُرسَلين وآله التوّابين المُتطهّرين والتابعين للحقّ إلى يوم الدين..
قال الله تعالى:
{وَالَّذِينَ يَسْعَوْنَ فِي آيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ أُوْلَئِكَ فِي الْعَذَابِ مُحْضَرُونَ} صدق الله العظيم [سبأ:38].

ويا أيّها الإدريسي الذي هو ذاته (أبو البشار)، لا أراك تُبشِّر بخيرٍ بل تسعى مُعاجزاً في آيات الله بغير الحقِّ، ونحن لم نحظر عضويّتك باسم الإدريسي حتى تأتينا بمُعرّفٍ جديد، فاتق الله يا رجل! وإنّما المهديّ المنتظَر يبعثه الله ليهديَ الناس بالقرآن المجيد إلى صراط العزيز الحميد، فإن كُنت تُريد الحقّ فإنَّ الإمام المهديّ يدعو إلى الحقّ وما بعد الحقّ إلا الضلال، وكذلك أرى المُعاجزين في آيات الكتاب يُحرِّفون كلام الله عن مواضعه، مثال قول الله تعالى:
{مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ} صدق الله العظيم [الأنعام:38].

فمنهم يقول إنّه يقصد أَنّه ذكر في القرآن كُلَّ شيءٍ من الصناعات كما يريد أن يزعم (الإدريسي) بما يلي:
1- الطائرات 2- الصواريخ 3- القطارات 4- السيارات 5- أسلحة الدمار الشامل 6- المطارات والموانئ 7- البترول 8- الموبايل 9- الإنترنت 10- الكهرباء 11- الطاقة الشمسية 12- تغير المناخ 13- الاحتباس الحراري 14- ثقب الأوزون 15 - الغواصات 16- الطاقة الشمسية 17- الذرة 19- الأقمار الاصطناعية 20- البث المباشر 21- الموجات الكهرومغناطيسية.
اِنتهى

ثم يردّ عليه الإمام المهديّ وأقول: قال الله تعالى:
{قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} صدق الله العظيم [البقرة:111]. وإنّما مواصلات اليوم للسفر هي من ضمن خلق الله، فيُحيطُ البشرَ بعلمها ثم يقومون بالتصنيع، تصديقاً لقول الله تعالى: {وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ} صدق الله العظيم [النحل:8].

و يقصد الله أنّه سوف يُحيط أمَمَاً أخرى في آخر الزمان بما يشاء من خلقه سبحانه، فيصنعون مواصلات للسّفر تُغنيهم عن الإبل والخيول والبغال والحمير وزينة لهم جديدة، وإنّما جاء ذلك رمزاً في الكتاب لمواصلات السفر التي يستخدمها البشر اليوم، تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ} صدق الله العظيم. وجميع الصناعات هي من خلق الله، فالنفط ومُشتقّاته هو من خلق الله، والحديد والمعادن الأخرى هي من خلق الله ضمن ذرّات التكوين ولم يصنع الإنسان شيئاً من عدم!

وأراك تقول إنّ الله ذكر كُلّ شيءٍ على حِدة في القرآن، كُلّ شيءٍ على حدة حسب فتواك بما يلي:
1- الطائرات 2- الصواريخ 3- القطارات 4- السيارات 5- أسلحة الدمار الشامل 6- المطارات والموانئ 7- البترول 8- الموبايل 9- الإنترنت 10- الكهرباء 11- الطاقة الشمسية 12- تغير المناخ 13- الاحتباس الحراري 14- ثقب الأوزون 15 - الغواصات 16- الطاقة الشمسية 17- الذرة 19- الأقمار الاصطناعية 20- البث المباشر 21- الموجات الكهرومغناطيسية.
اِنتهى

ثم أردّ عليك بقول الله تعالى:
{قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} صدق الله العظيم [البقرة:111]، ولو سألتَ عن آيةٍ لآتيناك ببيانِها بالحقِّ من غير تحريفٍ لكلام الله، وأنطقُ بالحقّ وأهدي بالقرآن المجيدِ إلى صراطِ العزيزِ الحميد.

وسلامٌ على المُرسَلين، والحمدُ للهِ ربِّ العالمين..
الداعي إلى صراط العزيز الحميد بالبيان الحقّ للقرآن المجيد؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
________


الإمام ناصر محمد اليماني
20 - ذو القعدة - 1430 هـ
08 - 11 - 2009 مـ
08:54 مساءً
_______


بسم الله الرحمن الرحيم
قال الله تعالى:
{إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ وَالْمَوْتَىٰ يَبْعَثُهُمُ اللَّـهُ ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْ‌جَعُونَ ﴿٣٦﴾ وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّ‌بِّهِ قُلْ إِنَّ اللَّـهَ قَادِرٌ‌ عَلَىٰ أَن يُنَزِّلَ آيَةً وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ‌هُمْ لَا يَعْلَمُونَ ﴿٣٧﴾ وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الْأَرْ‌ضِ وَلَا طَائِرٍ‌ يَطِيرُ‌ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُم مَّا فَرَّ‌طْنَا فِي الْكِتَابِ مِن شَيْءٍ ثُمَّ إِلَىٰ رَ‌بِّهِمْ يُحْشَرُ‌ونَ (٣٨﴾ وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا صُمٌّ وَبُكْمٌ فِي الظُّلُمَاتِ مَن يَشَإِ اللَّـهُ يُضْلِلْـهُ وَمَن يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَىٰ صِرَ‌اطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿٣٩﴾ قُلْ أَرَ‌أَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّـهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَ‌ اللَّـهِ تَدْعُونَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٤٠﴾ بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِن شَاءَ وَتَنسَوْنَ مَا تُشْرِ‌كُونَ ﴿٤١﴾ وَلَقَدْ أَرْ‌سَلْنَا إِلَىٰ أُمَمٍ مِّن قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُم بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّ‌اءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّ‌عُونَ ﴿٤٢﴾ فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُم بَأْسُنَا تَضَرَّ‌عُوا وَلَـٰكِن قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿٤٣﴾ فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُ‌وا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّىٰ إِذَا فَرِ‌حُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ ﴿٤٤﴾ فَقُطِعَ دَابِرُ‌ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّـهِ ربّ العالمين ﴿٤٥﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].

وإلى البيان الحقّ لقول الله تعالى:
{وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ (٣٨)} صدق الله العظيم، فهو يتكلّم عن أُممِ كُلِّ شيءٍ مما يَدِبُّ أو يطير أنّهم ما خلقهم عبثاً؛ بل خلقهم ليعبدوه ويسبِّحوه سُبحانه وتعالى علوّاً كبيراً، ثم أفتاكم الله أن لن يفرّط في شيء من الأمم بل سوف يحشرهم إليه جميعاً، تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ} صدق الله العظيم. ولم نجده يتكلّم عن الطائرات والسيّارات والقطارات! فاتّقوا الله يا معشر الذين يتّبعون أمر الشيطان فيقولون على الله ما لا يعلمون.

وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
____________

آخر تحديث: 30-05-2020 03:36 AM
4

كيف تعلمون هل صاحب التفسير يلوّي أعناق الآيات، { سَلامٌ عَلَيْكُمْ لا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ } ..


- 4 -

الإمام ناصر محمد اليماني
18 - 11 - 1430 هـ
06 - 11 - 2009 مـ
10:57 مساءً
ـــــــــــــــــــ



كيف تعلمون هل صاحب التفسير يلوّي أعناق الآيات ..
{ سَلامٌ عَلَيْكُمْ لا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ } ..


بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
قال الله تعالى:
{وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ لا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ} صدق الله العظيم [القصص:55].

ويا أيها الإدريسي الذي شبّه أحد أنصاري المُصدِّق بآيات الكتاب ومن المُكرّمين؛ أفتشبهه بالكلب أيّها الإدريسي؟ ولكني لن أجد في الكتاب أنَّ الذي مثله كمثل الكلب إلا من يُكذّب بآيات الكتاب. تصديقاً لقول الله تعالى:
{فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَاقْصُصْ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (176) سَاءَ مَثَلاً الْقَوْمُ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَأَنفُسَهُمْ كَانُوا يَظْلِمُونَ (177)} صدق الله العظيم [الأعراف].

فاتّقِ الله يا مُسلم، وإنّما أحاجُّ الناس بآيات الكتاب ولم أُلْوِّ أعناقها كما تفترون، ألا والله لو اتَّبَعَ الإمام المهديّ هواك لاتخذته خليلاً وشهدت له بأنه المهديّ المنتظَر وأنه ذات الشخص الذي رأيته في المنام، وهيهات هيهات.. فنحن لا نتبع الأحلام وأكثرها من الشيطان، وإنما الرؤيا الصالحة إذا كانت صالحة أو موعظة فهي موعظة لصاحبها ولا ينبغي لنا أن نبني عليها فتاوى شرعية في الدين.

و أما بالنسبة لحجّتك أنّ محمداً رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- كان يحاجُّ الكافرين بالتي هي أحسن فنحن على ذلك سائرون ولكني أحاجُّ قوماً يؤمنون بالقرآن العظيم فأدعوهم للاحتكام إليه وهم عنه مُعرضون فبئس ما يأمرهم به إيمانهم بالإعراض عن الدعوة إلى الاحتكام إلى القرآن العظيم.

ويا أيها الإدريسي، إنما أعظك بواحدةٍ إذا أردت من ربِّك أن يُبصِّرك بالبيان الحقّ للقرآن العظيم فعليك أن تبحث عن الحقّ في بيانات ناصر محمد اليماني للقرآن العظيم بالتدبر بالعقل والفكر إن كُنت من أولي الألباب. تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ} صدق الله العظيم [البقرة:269].

وليست الإمّعات الذين يتّبعون الاتّباع الأعمى لأسلافهم، فقد أنذر الله طُلّاب العلم بالاتباع الأعمى. تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً} صدق الله العظيم [الإسراء:36].

ألا والله إنّني الإمام المهديّ أنطق بالحقّ وأهدي إلى صراطٍ مستقيم، وشاهدي عليك أيها الإدريسي هو عقلك، وهل تدري لماذا؟ وذلك لأنّك إذا حكّمتَ عقلك فتدبّرت وتفكّرت في بيان ناصر محمد اليماني للقرآن العظيم فحتماً ستجد عقلك يُسلّم للحقّ تسليماً، وسوف تجد أنّ تفسير المهديّ المنتظَر لكتاب الله الذِّكر ليس تفسيراً بالرأي ولا بالاجتهاد بل تفسير المهديّ المنتظَر قُرآناً يأتيكم به من ذات القرآن وليس من رأسي من ذات نفسي، فهل تعلم من الذي يلوي عُنق الآيات؟ هم الذين يفسرون الآية بذاتها فيفسِّرونها حسب ما يرونها، فأولئك هم الذين يلوون أعناق الآيات حسب أهوائهم، وأعوذُ بالله أن أكون منهم ولستُ منهم في شيء، وهل تدري لماذا؟ لأنهم اتّبعوا أمر الشيطان وفسرّوا كلام الله بما لا يعلمون علم اليقين إن كانوا فسرّوه بالحقّ، ولو قُلت لأحدهم: "هيا اقسِم بالله إنّك لم تُفسر كلام الله إلا بالحق" فسوف يقول لك: "لا أعلم ذلك علم اليقين أنّني فسّرتُه بالحق فإن أخطأت فمن نفسي" ثم يردّ عليه المهديّ المنتظَر وأقول: فهل تراك اتبعت أمر الرحمن أم أمر الشيطان؟ فتعال لنحتكم إلى القرآن. وقال الله تعالى:
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (168) إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (169)} صدق الله العظيم [البقرة].

إذاً الفتوى في بيان كلام الله بغير علم من الرحمن هو أمر من الشيطان، فتعالوا لننظر أمر الرحمن:
{قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ والْأِثْمَ وَالْبَغْيَ بغير الحقّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ} صدق الله العظيم [الأعراف:33].

ولسوف أفتيك بالحقّ وكُل من يُريد الحقّ كيف تعلمون هل صاحب التفسير يلوي أعناق الآيات، وأقول: إذا كان هذا المُفسِّر يلوي عُنق الآية فخذوا تفسيره لهذه الآية وقوموا بعرض تفسيره على آيات الكتاب المُحكمات، وحتماً إن كان قد قال على الله ما لم يعلم فحتماً سوف تجدون تفسيره قد تناقض مع آية مُحكمةٍ أو مع عدة آيات من آيات الكتاب المُحكمات لا شك ولا ريب، أو إذا أرجعتم تفسيره إلى العقل والمنطق فإذا كان غير الحقّ كذلك لا يقبله العقل والمنطق، ولكن بيان المهديّ المنتظَر للقرآن العظيم بالقرآن لا ولن تجدوا أن تفسيره قد جاء مُخالفاً لأيِّ آيةٍ في الكتاب بل سوف تجدون أنّ بيانه للقرآن كالبناء يشدُّ بعضه بعضاً مُتماسكٌ بالحقّ، ولا ولن تجدوا تناقضاً فيه شيئاً بإذن الله.

ذلك مما علمني ربي بوحي التفهيم وليس وسوسة شيطان رجيم فيُلهمني بسلطان العلم من ذات القرآن والحمدُ لله ربّ العالمين، وبما أن ثقتي في ربي المُعلم لعبده ثقةً مُطلقةً تجدونني أتحدّى بالبيان الحقّ للقرآن لا شك ولا ريب، ولكن للأسف الأخ الإدريسي يريد مهديّاً منتظَراً يأتي مُتبعاً لتفسير ابن عباس أو ابن فرناس! ولكن ما لي وللناس فلستُ إمّعة فقد يجوز أنّ التفسير هو حقاً لابن عباس أو مُفترى عن ابن عباس، ويجوز أنّ ابن عباس قال على الله بالظنّ الذي لا يُغني من الحقّ شيئاً، ولذلك لا تجدني أعتمد على الناس شيئاً في بياني للقرآن العظيم بل أستخدم عقلي، ألا والله إنّ عقل الإنسان هو المُستشار الأمين الذي لا يخون صاحبه ولا يخون ربه ولا يعمى عن الحق أبداً. تصديقاً لقول الله تعالى:
{فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ‌ وَلَـٰكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ‌ ﴿٤٦﴾} صدق الله العظيم [الحج]

وهذه من الآيات المُحكمات فتوى من ربّ العالمين أن بصر العقل لا يعمى عن الحقّ إذا استخدمه صاحبه فَسَيُبَصِّره بالحقّ الذي يقبله العلم والمنطق، فإذا حكّم الإنسان عقله يفتيه بالحقّ، ولكن ليس للعقل على الإنسان سُلطانٌ برغم أنّه مُستشارٌ أمين لا يخون ربه ولا يخون صاحبه، وكما قلنا هذه الآية مُحكمة فتوى من ربّ العالمين
{فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ‌} صدق الله العظيم، أي لا تعمى عن الحق. ومن ثم آتيكم بالسُلطان على هذا البيان ولكن ابن كثير قد حرّف سلطان الآية بالتفسير بالظن، فتعالوا للنظر سوياً في تفسير ابن كثير غفر الله له، وقال تفسير ابن كثير:
يَقُول تَعَالَى مُخْبِرًا عَنْ قَوْم إِبْرَاهِيم حِين قَالَ لَهُمْ مَا قَالَ " فَرَجَعُوا إِلَى أَنْفُسهمْ " أَيْ بِالْمَلَامَةِ فِي عَدَم اِحْتِرَازهمْ وَحِرَاسَتهمْ لِآلِهَتِهِمْ فَقَالُوا " إِنَّكُمْ أَنْتُمْ الظَّالِمُونَ " أَيْ فِي تَرْككُمْ لَهَا مُهْمَلَة لَا حَافِظ عِنْدهَا
انتهى تفسير ابن كثير لقول الله تعالى: {فَرَجَعُوا إِلَى أَنْفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنْتُمُ الظَّالِمُونَ} صدق الله العظيم [الأنبياء:64].

وبما أنّ الإمام ناصر محمد اليماني لا يقول على الله إلا الحقّ، أقول لكم: لقد فكّر إبراهيم عليه الصلاة والسلام أن يقيم على قومه الحُجة بالعقل والمنطق ولذلك قال الله تعالى:
{وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ} صدق الله العظيم [الأنعام:83].

وقام بتحطيم جميع الأصنام إلا كبيراً لهم، وذلك حتى يُقيم عليهم الحُجّة بالحقّ، والهدف من ذلك لكي يُحَكِّموا عقولهم: كيف يعبدون هذه التماثيل التي لا يقبل عبادتها العقل والمنطق؟ وقال الله تعالى:
{وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ ﴿٥١﴾ إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَـٰذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنْتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ ﴿٥٢﴾ قَالُوا وَجَدْنَا آبَاءَنَا لَهَا عَابِدِينَ ﴿٥٣﴾ قَالَ لَقَدْ كُنْتُمْ أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ﴿٥٤﴾ قَالُوا أَجِئْتَنَا بِالْحَقِّ أَمْ أَنْتَ مِنَ اللَّاعِبِينَ ﴿٥٥﴾ قَالَ بَلْ رَبُّكُمْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الَّذِي فَطَرَهُنَّ وَأَنَا عَلَىٰ ذَٰلِكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ ﴿٥٦﴾ وَتَاللَّـهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُمْ بَعْدَ أَنْ تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ ﴿٥٧﴾ فَجَعَلَهُمْ جُذَاذًا إِلَّا كَبِيرًا لَهُمْ لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ ﴿٥٨﴾ قَالُوا مَنْ فَعَلَ هَـٰذَا بِآلِهَتِنَا إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ ﴿٥٩﴾ قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ ﴿٦٠﴾ قَالُوا فَأْتُوا بِهِ عَلَىٰ أَعْيُنِ النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَشْهَدُونَ ﴿٦١﴾ قَالُوا أَأَنْتَ فَعَلْتَ هَـٰذَا بِآلِهَتِنَا يَا إِبْرَاهِيمُ ﴿٦٢﴾ قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَـٰذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِنْ كَانُوا يَنْطِقُونَ ﴿٦٣﴾ فَرَجَعُوا إِلَىٰ أَنْفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنْتُمُ الظَّالِمُونَ ﴿٦٤﴾ثُمَّ نُكِسُوا عَلَىٰ رُءُوسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَـٰؤُلَاءِ يَنْطِقُونَ ﴿٦٥قَالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّـهِ مَا لَا يَنْفَعُكُمْ شَيْئًا وَلَا يَضُرُّكُمْ ﴿٦٦﴾ أُفٍّ لَكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّـهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴿٦٧﴾} صدق الله العظيم [الأنبياء].

إذاً ذلك المكر من خليل الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام كان بإلهام من ربّ العالمين لكي يقيم على قومه الحُجة بالعقل والمنطق، ونجح إبراهيم في إقامة الحُجة على قومه حتى حكّموا عقولهم بينهم وبين أنفسهم، ولم يظهر من القوم أحدهم للآخر بما حدث في نفسه أبداً لبعضهم البعض، ولم يظهروه لرسول الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام، وإنما علم به الله وحده في أنفسهم، فالطرف الثالث الذي حكم بينهم وبين إبراهيم هو عقولهم التي لا تعمى عن الحقّ إذا استخدمها الناس للتفكير، وفي هذا الموقف أنصت القوم وهدأ غضبهم وفكّروا بعقولهم فقالت عقولهم لأنفسهم:
{إِنَّكُمْ أَنتُمُ الظَّالِمُونَ}. وقال الله تعالى: {فَجَعَلَهُمْ جُذَاذًا إِلَّا كَبِيرًا لَهُمْ لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ ﴿٥٨﴾ قَالُوا مَنْ فَعَلَ هَـٰذَا بِآلِهَتِنَا إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ ﴿٥٩﴾ قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ ﴿٦٠﴾ قَالُوا فَأْتُوا بِهِ عَلَىٰ أَعْيُنِ النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَشْهَدُونَ ﴿٦١﴾ قَالُوا أَأَنْتَ فَعَلْتَ هَـٰذَا بِآلِهَتِنَا يَا إِبْرَاهِيمُ﴿٦٢﴾ قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَـٰذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِنْ كَانُوا يَنْطِقُونَ ﴿٦٣﴾ فَرَجَعُوا إِلَىٰ أَنْفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنْتُمُ الظَّالِمُونَ ﴿٦٤﴾ ثُمَّ نُكِسُوا عَلَىٰ رُءُوسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَـٰؤُلَاءِ يَنْطِقُونَ ﴿٦٥قَالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّـهِ مَا لَا يَنْفَعُكُمْ شَيْئًا وَلَا يَضُرُّكُمْ ﴿٦٦﴾ أُفٍّ لَكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّـهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴿٦٧﴾} صدق الله العظيم.

فانظروا لقول إبراهيم بعد إقامة الحجة عليهم:
{ثُمَّ نُكِسُوا عَلَىٰ رُءُوسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَـٰؤُلَاءِ يَنْطِقُونَ ﴿٦٥قَالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّـهِ مَا لَا يَنْفَعُكُمْ شَيْئًا وَلَا يَضُرُّكُمْ ﴿٦٦﴾ أُفٍّ لَكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّـهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴿٦٧﴾} صدق الله العظيم.

وسبحان الله لقد كادوا أن يهتدوا لولا أن استفزّهم رسول الله إبراهيم بقوله:
{أُفٍّ لَكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّـهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ﴿٦٧﴾} صدق الله العظيم، ومن ثم استشاطوا غضباً وأخذتهم العزة بالإثم: {قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانْصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ ﴿٦٨﴾ قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ ﴿٦٩﴾ وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِينَ ﴿٧٠﴾} صدق الله العظيم [الأنبياء].

وتبيّن لنا عقلين اثنين في الإنسان أحدهم في الرأس والآخر في القلب، فأما عقل الرأس فهو لا يعمى وأما عقل القلب فهو يعمى عن الحقّ ولا يستطيع الإنسان أن يهدي قلبه، ولكن إذا استخدم الإنسان عقله للتمييز بين الحقّ والباطل فإن عقله يفتيه بالحقّ. تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنَّهَا لاَ تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ} صدق الله العظيم [الحج:46].

وقد تبيّن لكم أنّ قوم إبراهيم حين حكَّموا عقولهم بينهم وبين أنفسهم. وقال الله تعالى:
{قَالُوا أَأَنْتَ فَعَلْتَ هَـٰذَا بِآلِهَتِنَا يَا إِبْرَاهِيمُ﴿٦٢﴾ قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَـٰذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِنْ كَانُوا يَنْطِقُونَ ﴿٦٣﴾ فَرَجَعُوا إِلَىٰ أَنْفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنْتُمُ الظَّالِمُونَ ﴿٦٤﴾ ثُمَّ نُكِسُوا عَلَىٰ رُءُوسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَـٰؤُلَاءِ يَنْطِقُونَ ﴿٦٥﴾} صدق الله العظيم [الأنبياء].

ونستخلص من ذلك البيان الحقّ لقول الله تعالى:
{إِنَّهَا لاَ تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ} صدق الله العظيم [الحج:46].

ويا عُلماء الدين الإسلامي الحنيف وأمتهم ويا أيها الناس أجمعين، والله لا يتذكّر فيتبع الحقّ إلا أولو الألباب من جميع الأمم. تصديقاً لقول الله تعالى:
{يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلا أُولُو الأَلْبَابِ} [البقرة:269].

و تصديقاً لقول الله تعالى:
{هُوَ الَّذِي أَنْـزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنّ أمّ الكتاب وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلا أُولُو الأَلْبَابِ} [آل عمران:7].
وتصديقاً لقول الله تعالى:
{أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنْـزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الأَلْبَابِ} [الرعد:19].
وتصديقاً لقول الله تعالى:
{هَذَا بَلاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنْذَرُوا بِهِ وَلِيَعْلَمُوا أَنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُولُو الأَلْبَابِ} [إبراهيم:52].
وتصديقاً لقول الله تعالى:
{كِتَابٌ أَنْـزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الأَلْبَابِ} [ص:29].
وتصديقاً لقول الله تعالى:
{أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الأَلْبَابِ} [الزمر:9].
وتصديقاً لقول الله تعالى:
{الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الأَلْبَابِ} [الزمر:18].
صدق الله العظيــــم

ألا والله يا أيها الإدريسي وكافة الباحثين عن الحقّ إنّي لا أريدُكم أن تتّبعوني الاتّباع الأعمى بمجرد ما أفتيتكم بأن جدّي محمد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- أفتاني عن طريق الرؤيا الحقّ أنّي المهديّ المنتظَر، ولا أريدكم أن تتبعوني لأني أقسمتُ بالله الذي رفع السبع الشداد وثبت الأرض بالأوتاد وأهلك ثمودَ وعاداً وأهلك الفراعنة الشداد أنيّ المهديّ المنتظَر، وذلك لأنّ الله لم يجعل الحُجة عليكم في القسم ولا في الرؤيا في المنام ولا في الاسم؛ بل الحجة عليكم هي في العلم الذي يقبله العقل والمنطق، وآتيناكم بسلطان علمي من محكم القرآن العظيم، وأعلمكم ما لم تكونوا تعلمون، ولو تدبّرتم كافة تفاسير المُفسرين لوجدتم أنّهم يفسرون القرآن حسب رأيهم في الآية التي بين أيديهم فيقوم بتفسيرها اجتهاداً منه وهو يعلم أنّ اجتهاده قد يُخطئ وقد يصيب، ولكنّي أشهدُ لله أنّ ذلك من أمر الشيطان وليس من أمر الرحمن،
لأنّ هذا كلام الله وإذا فسّرتم كلام الله بغير ما في نفس الله فقد حرّفتم المعنى المراد في نفس الله من كلامه فأصبح القرآن العظيم لا قيمة له من بعد تحريفه بالتفسير، ولذلك أضلّوا أنفسهم وأضلوا أمتهم عن الصراط المُستقيم، وأرجو من الله بحق لا إله إلا هو وبحق رحمته التي كتب على نفسه أن يغفر لهم إنه هو الغفور الرحيم.

ويا إخواني المُسلمين ألا والله لو تعلمون كم أخوكم ناصر محمد اليماني بكم رؤوفٌ رحيمٌ كمثل جده محمد صلى الله عليه وآله وسلم، ولكنّ الذي يغضبني منكم هو كيف وإنني أحاجكم بكتاب الله القرآن العظيم فأدعوكم إلى الاحتكام إليه وصارت دعوة المهديّ المنتظَر في نهاية السنة الخامسة وأنتم لا تزالون مُعرضين عن الدعوة إلى الاحتكام إلى القرآن العظيم؟ وبرغم أنّكم به مؤمنين، وبرغم أنّ القرآن هو الوحيد الذي اتفقتم عليه جميعاً أنّه كتاب الله المحفوظ من التحريف، ووجدناه بين أيديكم نُسخةً واحدةً موحدةً، والحمدُ لله ربّ العالمين الذي حفظه من التحريف من الباطل برغم نزوله قبل أكثر من 1400 عاماً، أفلا تسألون أنفسكم لماذا تمّ حفظه إلى يوم الدين من التحريف؟ وذلك لكي يكون هو المرجع والمُهيمن عليكم وعلى السُّنة النبويّة وعلى كافة الكُتب المُنزلة من قبله؛ بل جعله الله موسوعة الكُتب ذكركم وذكر من كان قبلكم. تصديقاً لقول الله تعالى:
{قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ هَذَا ذِكْرُ مَنْ مَعِيَ وَذِكْرُ مَنْ قَبْلِي بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ فَهُم مُّعْرِضُونَ} صدق الله العظيم [الأنبياء:24].

وقال الله تعالى:
{وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ ربّ العالمين (192) نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (193) عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ (194) بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ (195) وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ (196) أَوَلَمْ يَكُن لَّهُمْ آيَةً أَن يَعْلَمَهُ عُلَمَاء بَنِي إِسْرَائِيلَ (197) وَلَوْ نَزَّلْنَاهُ عَلَى بَعْضِ الْأَعْجَمِينَ (198) فَقَرَأَهُ عَلَيْهِم مَّا كَانُوا بِهِ مُؤْمِنِينَ (199) كَذَلِكَ سَلَكْنَاهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ (200) لَا يُؤْمِنُونَ بِهِ حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ (201) فَيَأْتِيَهُم بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (202) فَيَقُولُوا هَلْ نَحْنُ مُنظَرُونَ (203) أَفَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ (204) أَفَرَأَيْتَ إِن مَّتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ (205) ثُمَّ جَاءهُم مَّا كَانُوا يُوعَدُونَ (206) مَا أَغْنَى عَنْهُم مَّا كَانُوا يُمَتَّعُونَ (207) وَمَا أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ إِلَّا لَهَا مُنذِرُونَ (208) ذِكْرَى وَمَا كُنَّا ظَالِمِينَ (209) وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّيَاطِينُ (210) وَمَا يَنبَغِي لَهُمْ وَمَا يَسْتَطِيعُونَ (211) إِنَّهُمْ عَنِ السَّمْعِ لَمَعْزُولُونَ (212) فَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَتَكُونَ مِنَ الْمُعَذَّبِينَ (213) وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ (214) وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (215) فَإِنْ عَصَوْكَ فَقُلْ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تَعْمَلُونَ (216) وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ (217) الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ (218) وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ (219) إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (220) هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَن تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ (221) تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ (222) يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ (223) وَالشُّعَرَاء يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ (224) أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ (225) وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ (226) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيراً وَانتَصَرُوا مِن بَعْدِ مَا ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ (227)} صدق الله العظيم [الشعراء].

ويا أخواني وأحبابي في الدين إنّما نُريد لكم الهُدى وإن قسوت عليكم يا إخواني المُسلمين بسبب إعراضكم عن الدعوة إلى الاحتكام إلى القرآن العظيم وذلك من شدة خوفي عليكم من عذاب الذي أنزل الكتاب؛ الله ربّ العالمين، ألا والله أنّي أعلمُ من الله ما لا تعلمون.

ويا أخواني المُسلمين وعُلماءهم، لقد أصبحتم صداً عن التصديق بدعوة المهديّ المنتظَر لكافة البشر إلى اتّباع الذكر، ويقول الكُفار: "لو كُنت حقاً المهديّ المنتظَر لما كذّبك المُسلمون الذين يؤمنون بهذا القرآن" ومن ثم لا أجد ما أردّ به عليهم، فهل أقول لهم إن المُسلمين كفّار بكتاب الله القرآن العظيم! ولكنّكم به مؤمنون وهم يعلمون؟ ولو أقول لهم ذلك لقالوا: "إنّما أنت كذابٌ بل هم به مؤمنون". إذاً لماذا تأَبَون أن تتّبعوا كتاب الله القرآن العظيم؟ وإلى متى الإعراض عن دعوة المهديّ المنتظَر الذي بعثه الله بقدر مقدورٍ على اختلافٍ بينكم ليكون حكماً بينكم فيما كُنتم فيه تختلفون؟ وأقسمُ بالله العظيم ما دعوتكم إلى الاحتكام إلى كتاب الله حصريّاً من ذات نفسي، وأعوذُ بالله أن أكون من الجاهلين، فلم يجعلني الله مُبتدِعاً مثلكم بل مُتّبعاً لخاتم الأنبياء والمُرسلين مُحمد -صلى الله عليه وآله وسلم- وجعل الله في اسمي خبري وعنوان أمري
(ناصر مُحمد)، وقد أخبرني أحد الأنصار أنّه أحضر عالماً من أهل السُّنة والجماعة لكي ينظر إلى بيانات رجلٍ يقول أنّه المهديّ المنتظَر ولكنّه لم يخبره بالاسم وطلب منه أن يتدبّر بيانات شخص يقول أنّه المهديّ المنتظَر وفتح له أحد البيانات فأول ما وجد ((من المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني)) نهض من أمام الكمبيوتر وهو يستعيذ بالله، ويكرر أعوذُ بالله، ولم يتدبّر من بيانات ناصر محمد اليماني شيئاً بسبب فتنة الاسم في حقيقة التواطؤ!

ويا أمّة الإسلام لماذا أنتم موقنون بما بين أيديكم من الروايات والأحاديث أشدَّ مما أنتم موقنون بهذا القرآن العظيم؟ فما يُدريكم هل هي من عند الله أم من عند غير الله الشيطان الرجيم ليصدّكم عن الصراط المُستقيم؟ فتعالوا لنسأل الله سوياً وهو يُجيبنا بالحقّ علام الغيوب:

ســـ 1- اللهم أنت ربنا وسعت كُل شيء رحمة وعلماً، أفتنا هل كان يوجد بين صحابة رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- مُنافقون يظهرون الإيمان ويبطنون الكُفر؟
الجواب من كلام الله:
{إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ ‎﴿١﴾‏ اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ ۚ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ‎﴿٢﴾‏} صدق الله العظيم [المنافقون].

ســـ 2- اللهم يا من تُحيط بكل شيء علماً أفتنا عن هدف المُنافقين من انضمامهم إلى صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟
الجواب من كلام الله:
{وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِنْدِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ وَاللَّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ} صدق الله العظيم [النساء:81].

ســـ 3- اللهم ربنا وهل أمرت محمد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- بكشف أمرهم وطردهم حتى لا يضلوا المُسلمين؟
والجواب من كلام الله سُبحانه:
{فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا (81)} صدق الله العظيم [النساء:81].

ســـ 4- اللهم ربنا ولماذا أمرت مُحمداً رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- أن لا يكشف أمرهم فيطردهم؟
والجواب من كلام الله:
{أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقرآن وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا (82)} صدق الله العظيم [النساء].

ويا عُلماء أمّة الإسلام وأمتهم، فهذه فتوى من ربّ العالمين تجدونها محكمة في القرآن العظيم:
إنّ السنة ليست محفوظةً من التحريف برغم أنّها جاءت بياناً للقرآن. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} صدق الله العظيم [النحل:44].


إذاً سُنّة البيان لا ينبغي لها أن تُخالف محكم القرآن، فإذا كانت سنةً مدسوسةً من الشيطان على لسان أوليائه الذين يُبطنون الكُفر ويُظهرون الإيمان فحتماً سوف نجد بين الحديث المُفترى وبين محكم القرآن اختلافاً كثيراً. ولذلك تجدون المهديّ المنتظَر يدعوكم إلى الاحتكام إلى كتاب الله، وما فعلتُ ذلك عن أمري بل هذا أمرُ الله إليكم في محكم كتابه، وأفتاكم في كثيرٍ من آياته أنّه قد حفظ لكم القرآن العظيم من التحريف وأمركم أن تجعلوه هو المرجع والحكم بينكم فيما كُنتم فيه تختلفون، ولم يأمركم الله بالتطبيق مع مُتشابهه بل التطبيق مع آيات الكتاب المُحكمات هُنَّ أم الكتاب، وأمركم الله بالإيمان بهنّ واتِّباعهن، وأما المُتشابه فلم يأمركم الله إلا بالإيمان به حتى يأتي تأويله بالحقّ، فهل أنتم مؤمنون؟

ويا علماء الأمّة وأمّتهم، إنّكم لم تكذِّبوني بأنّ القرآن هو المرجع فيما كنتم فيه تختلفون بل كذّبتم بأمر الله في محكم كتابه وأعرضتم عنه، فكيف تحسبون أنّكم مهتدون إذا أعرضتم عن أمر الله في محكم كتابه وقد أمركم وأمر النصارى واليهود أنّ القرآن هو المرجع والحكم لكم جميعاً والمهيمن على التوراة والإنجيل والسُّنة النبويّة أفلا تتقون؟ وقال الله تعالى:
{وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ} صدق الله العظيم [الشورى:10].

بمعنى أنّ الله هو الحَكَمْ وما على المهديّ المنتظَر إلا أن يستنبط لكم حُكْمَ الله فيما كُنتم فيه تختلفون، ولم يجعلني مُبتدعاً بل مُتبعاً لمحمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فآتيكم بحكم الله من محكم كتابه كما كان يأتي به محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. وقال الله تعالى:
{أَفَغَيْرَ اللّهِ أَبْتَغِي حَكَماً وَهُوَ الَّذِي أَنَزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلاً} صدق الله العظيم [الأنعام:114].

و قال الله تعالى:
{وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ عَمَّا جَاءكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَـكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُم فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَاتِ إِلَى الله مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ} صدق الله العظيم [المائدة:48].

ولا تكونوا يا معشر المُسلمين كمثل الذين أوتوا الكتاب من قبلكم كانوا إذا دُعوا إلى كتاب الله ليحكم فلا يُعجبهم من القرآن ما خالف أهواءهم وإن يوافقهم في شيء فيأتوا إليه مُذعنين، فأولئك يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض فلا تكونوا أمثالهم. وقال الله تعالى:
{لَقَدْ أَنْزَلْنَا آَيَاتٍ مُبَيِّنَاتٍ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (46) وَيَقُولُونَ آَمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنَا ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُولَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ (47) وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ مُعْرِضُونَ (48) وَإِنْ يَكُنْ لَهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ (49) أَفِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَنْ يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ بَلْ أُولَئِكَ هُمَ الظَّالِمُونَ (50) إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (51)} صدق الله العظيم [النور].

فلا تكونوا يا إخواني المُسلمين كمثل أهل الكتاب دعاهم محمدٌ رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- إلى كتاب الله القرآن العظيم ليحكم بينهم فيما كانوا فيه يختلفون فأعرض فريقٌ منهم عن الدعوة إلى كتاب الله ليحكم بينهم. وقال الله تعالى:
{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوْتُواْ نَصِيباً مِّنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَابِ اللّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِّنْهُمْ وَهُم مُّعْرِضُونَ (23)}صدق الله العظيم [آل عمران].

إذاً من أعرض عن دعوة الاحتكام إلى كتاب الله فقد أعرض عن طريق الهدى. وقال الله تعالى:
{يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيراً مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ (15) يَهْدِي بِهِ اللّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلاَمِ وَيُخْرِجُهُم مِّنِ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (16)} صدق الله العظيم [المائدة].

وجعل الله في كتابه القرآن العظيم الحكم فيما كنتم فيه تختلفون. وقال الله تعالى:
{إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللّهُ وَلاَ تَكُن لِّلْخَآئِنِينَ خَصِيماً (105)} صدق الله العظيم [النساء].

ويا معشر المؤمنين بهذا القرآن العظيم لا تعرِضوا عن الهُدى فقد أمركم الله باتِّباعه وبالكفر لما خالف محكمه حتى لا تجعلون لله حجّة عليكم فيعذبكم ولا تكون لكم حجّة على الله إنّه لم ينزِّل إليكم كتاباً لتتبعوه. وقال الله تعالى:
{وَهَـذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (155) أَن تَقُولُواْ إِنَّمَا أُنزِلَ الْكِتَابُ عَلَى طَآئِفَتَيْنِ مِن قَبْلِنَا وَإِن كُنَّا عَن دِرَاسَتِهِمْ لَغَافِلِينَ (156) أَوْ تَقُولُواْ لَوْ أَنَّا أُنزِلَ عَلَيْنَا الْكِتَابُ لَكُنَّا أَهْدَى مِنْهُمْ فَقَدْ جَاءكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَذَّبَ بِآيَاتِ اللّهِ وَصَدَفَ عَنْهَا سَنَجْزِي الَّذِينَ يَصْدِفُونَ عَنْ آيَاتِنَا سُوءَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُواْ يَصْدِفُونَ (157)} صدق الله العظيم [الأنعام].

فقد أمركم الله باتباعه إن كنتم به مؤمنين. وقال الله تعالى:
{كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ فَلاَ يَكُن فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِّنْهُ لِتُنذِرَ بِهِ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (2) اتَّبِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم} صدق الله العظيم [الأعراف:2-3].

ألا والله لو تدبّرتم كتاب ربِّكم لوجدتم أنّه مُجملٌ ثم مُفصلٌ في ذات القرآن. تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَلَقَدْ جِئْنَاهُم بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَى عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (52)} صدق الله العظيم [الأعراف].

ألا والله إنّه لن يتبع المهديّ المنتظَر إلا من اتّبع محمداً رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. تصديقاً لقول الله تعالى:
{إِنَّمَا تُنذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَن بِالْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ} صدق الله العظيم [يس:11].

ويا أمّة الإسلام والناس أجمعين، اسمعوا وأطيعوا خليفة الله عليكم، واعترفوا بالإمام المهديّ الذي ابتعثه الله رحمةً للعالمين، فإن شكرتم وصدَّقتم بالحقّ كان خيراً لكم، وإن أعرضتم عن الدعوة إلى الاحتكام إلى كتاب الله فإنّكم لم تعرضوا عن ناصر محمد اليماني ولكنكم أعرضتم عن الله وكتابه ورسوله محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وما أنا إلا من المؤمنين بما تنزّل على محمد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- ومن التابعين لهُ حتى ألقى الله بقلبٍ سليمٍ، فكونوا من الشاهدين. وكونوا يا آل البيت من المُسلمين فلستم خيراً عند الله من الناس أجمعين بل أنتم بشرٌ ممّن خلق فلا تفتنكم الشياطين أنّ لكم وضعٌ خاصٌ عند ربّ العالمين، كلا وربي.. إنّما أنتم بشرٌ ممّن خلق مثلكم كمثل الناس، وأكرم الناس عند ربهم أتقاهم، فكونوا من الشاكرين أنتم وجميع المُسلمين، فقد منّ الله عليكم أن ابتعث في أمَّتكم المهديّ المنتظَر ليُعلمكم الكتاب والحكمة ويعلِّمكم ما لم تكونوا به تعلمون، ويُفصّل لكم كتاب الله تفصيلاً، فاتّبعوني أهدِكم صراطاً سوياً، فوعدٌ علينا غير مكذوب لنهدي بالقرآن المجيد من يشاء من العبيد إلى صراط العزيز الحميد، وإنّما أنا عبدٌ من عبيد الله بشرٌ مثلكم لا أقول لكم اعبدوني من دون الله وما ينبغي لي ولكن اعبدوا الله ربّي وربَّكم، فاتّبِعوا المهديّ المنتظَر الحقّ من ربِّكم ليُعيدكم إلى منهاج النبوّة الأولى كما كان عليه مُحمدٌ رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- وصحابته الذين معه قلباً وقالباً رُحماء بينهم، فأين أنتم منهم؟ بل بأسكم بينكم شديد، وأذكِّر بالقرآن من يخاف وعيد، وأهدي به الناس إلى صراط العزيز الحميد.

وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
أخوكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
ـــــــــــــــــــــ

آخر تحديث: 06-03-2024 11:53 PM
5

حسبي الله على كُلّ من يُضلّ عن سبيل الله بلهوِ الحديث ..

- 5 -
الإمام ناصر محمد اليماني
20 - 11 - 1430 هـ
08 - 11 - 2009 مـ
07:45 مساءً
ــــــــــــــــــــ



حسبي الله على كُلّ من يُضلّ عن سبيل الله بلهوِ الحديث ..

بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين..
أيها الإدريسي، إنّ الذي يجد شكواك من الإدارة يظنّ بأنّهم قاموا بحذف موضوع علمٍ وهُدًى من الكتاب المنير قد هيمن به الإدريسي على المهديّ المنتظَر! وها نحن اعتمدنا ردّك المحذوف ليرى الآخرون حُجّتك الواهية وإنّك من أصحاب الخزعبلات؛ بل من الذين لا يعلمون كيف يعلمون المهديّ المنتظَر الحقّ من ربِّهم برغم أنّ الله قد بيَّن لكم فضله عليكم ببعث المهديّ المنتظَر لينقذكم بالبيان الحقّ للقرآن العظيم من فتنة الشيطان، وعلّمكم الله أنّه لولا أنْ بعث المهديّ المنتظَر ليبيِّن للمُسلمين القرآن العظيم فينسف الأحاديث المُفتراة نسفاً لاتَّبعَ كثير من المُسلمين المسيح الدجال. وقال الله تعالى:
{مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا (80) وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِنْدِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ وَاللَّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا (81) أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقرآن وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا (82) وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا (83)} صدق الله العظيم [النساء].

فانظر لقول الله تعالى:
{وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا (83)} صدق الله العظيم، فتعلم أنه يقصد بعث المهديّ المنتظَر بالبيان الحقّ للقرآن الكريم فينسف أحاديث الطاغوت المُفتراة نسفاً فيبيِّن لكم الحقّ من الباطل.

إذاً المهديّ المنتظَر يستدلُّ عليه المُسلمون كون الله سوف يؤيّده باستنباط الأحكام بينهم من كتاب الله فيما كانوا فيه يختلفون فيُعيدهم إلى منهاج النبوّة الأولى، والذي يستطيع أن يفعل ذلك شرطه أن لا يحاجُّه أيُّ عالمٍ من القرآن إلا هيمن عليه بالعلم والسُلطان، فذلك هو المهديّ المنتظَر الحقّ من ربِّكم، وما ينبغي للحقّ أن يتّبع أهواءَكم وخزعبلاتكم.

و يا رجل إنْ شئت أن تنسحب من موقعنا فافعلْ، فوالله لا أراك تبحث عن الحقّ وتريد الحقّ، ولم يجعلني الله بحاجتِك حتى تحاجّ الناس بعلمٍ هو أصدق من برهاني وأقوم سبيلاً، فلو فعلتَ لأصبح المهديّ المنتظَر هو أنتَ وليس ناصرُ محمدٍ اليماني، ولكنّنا نراك تُحاجِج بخزعبلاتٍ ومضيعةٍ للوقت، ولم يأمرني الله أن أتّخذ المُضلين عُضداً من الذين يُريدون المهديّ المنتظَر أن يتّبع أهواءهم، وقد آتيناك من وقتنا ما فيه الكفاية علك من الذين يبحثون عن الحقّ ولا يريدون غير الحقّ حتى إذا تبيّن لهم الحق اتّبعوه، ولكنّي وجدت أنّ البيان الحقّ لا يزيدك إلا رجْساً إلى رجْسِك وهو عليك عمًى، وكذلك أراك تخوّفنا وتقول أنّ شبحك سوف يُطاردُنا في كُلّ مكانٍ! فأيّ شبحٍ يا هذا؟ وقد رأينا شبحك سجل بمُعرف جديد باسم (بشار) برغم إنّنا لم نقفل عضويتك علّك من أولي الألباب المُتدبّرين لآيات الكتاب، ولا نزال نراك من أشرِّ الدّواب ولم نزِدك إلّا رجْساً إلى رجسِك.

ويا رجل، أنا سوف أدلّك كيف تستطيع أن تجعل كافة الأنصار وجميع الزوار ينقلبون عن اتباع ناصر محمد اليماني وعن البحث عن الحقيقة في بياناته وهو أنّك إذا استطعت أن تأتي ببيانٍ للقرآن الكريم هو أهدى من بيان ناصر محمد اليماني وأقوم سبيلاً، ألا والله لو تفعل لما أخذتْ ناصر محمد اليماني العزّة بالإثم ويُسلِّم للحقِّ تسليماً، أما أنتَ فلن تُسلّم للحقّ تسليماً مهما أقمنا عليك الحُجّة، فسوف تتّخذ أسلوبَ المراوغة بغير الحقّ، وها أنت تقتبس لنا خزعبلات من الدراسات التخصصية في المهديّ المنتظَر من مواقع الشيعة والسنة، ويا سُبحان الله العظيم! كيف أنّ المهديّ المنتظَر يحاجّكم بكتاب الله ويبيّن لكم ما يُفيدكم وما يثبِّتكم وأنتم تعرِضون عن آيات الكتاب فتجادلون بالخزعبلات ولا تريدون إلا أن تضيّعوا وقت المهديّ المنتظَر، وللأسف فإنّ منهم الإدريسي الذي يزعم أنّه من آل البيت المُطهر، ولكنّي لا أراك من أهل الذِّكر الذين يسألهم الناس عن بيانه أيّها الإدريسي، ولستُ بآسفك أن تُجادل عنّي أو تُحاجّ النّاس في شأني حتى تُقنعَهم بأنّي المهديّ المنتظَر لو صدّقت المهديّ المنتظَر حسب زعمك! ولكني أقول لك قول الله تعالى:
{وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا}صدق الله العظيم [الكهف:51].

وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
أخوكم الإمام ناصر محمد اليماني.
ــــــــــــــــــــ

آخر تحديث: 07-12-2017 01:15 AM
6

ردّ الإمام المهديّ على الإدريسي ..

- 6 -
الإمام ناصر مُحمد اليماني
14 - 11 - 1430 هـ
02 - 11 - 2009 مـ
09:26 مساءً
ـــــــــــــــــــ



ردّ الإمام المهديّ على الإدريسي ..

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمُرسلين وآله الطّيبين الطّاهرين والتابعين للحقّ إلى يومِ الدين، وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين..

أخي الكريم الإدريسي، السلامُ عليكم ورحمة الله وبركاته ،السّلام علينا وعلى جميع عباد الله الصّالحين، فهل تُريد أن تعلم نَسَبي؟ فقد سبقت الفتوى أنّي المهديّ المنتظَر من أئمّة آل البيت من ذُريّة الإمام الحسين بن علي ابن أبي طالب، ولكنّ أخي الكريم ألا والله إنّ كثيراً من أهل البيت للأسف من ذُريّات الشّياطين وما هم من آل البيت! إنما آل البيت رحمةً للعالمين فما ينبغي لهم أن يُفسدوا في الأرض ولا ينبغي لهم أن يسفكوا دماء المُسلمين فيُقاتلوا الناس على الحكم، فلم يؤمِّرْهم الله على النّاس شاء الناس أم أبوا، غير أنّ الله أمر المُسلمين أن يخضعوا فيطيعوا اللهَ ورسولَه وأولي الأمر مِنهم من أئمة آل البيت إن بعث الله لهم إماماً كريماً يُعلّمهم الكتاب والحِكمة ويهديهم إلى الصِراط المُستقيم، وعليه أن يُقدِّم البُرهان أنّهُ إمامٌ مُصطفى من الرحمن وليس مدسُوساً من الشيطان، فلا بُد من تقديم البُرهان الحقّ من الرحمن. تصديقاً لقول الله تعالى:
{قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} صدق الله العظيم [النمل:64]

والسؤال الذي يطرح نفسه: فما هو بُرهان الصِّدق للدّاعية؟ والجواب: قال الله تعالى:
{قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ هَٰذَا ذِكْرُ مَن مَّعِيَ وَذِكْرُ مَن قَبْلِي بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ فَهُم مُّعْرِضُونَ} صدق الله العظيم [الأنبياء].

إذاً البُرهان الحقّ هو الكتاب المحفوظ من التحريف، فإن وجدت الإمام ناصر مُحمد اليماني حقاً قد هيّمن على كافة علماء الأمّة وبرهن أنّ الله اصطفاه عليهم قائداً وإماماً فزاده عليهم بسطةً في العلم فلكُلّ دعوى بُرهان، وجعل الله البُرهان هو البيان الحقّ للقرآن فأُبيّنه للنّاس كما كان يُبيّنه للناس مُحمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} صدق الله العظيم [النحل:44].

ومن ثُمّ تجد المهديّ المنتظَر قد أغناه الله عن الرّوايات الحقّ منها والباطل، فيأتيهم بالسُّنة الحقّ من ذات القرآن حتى يُعيدهم إلى منهاج النبوّة الأولى، ألا والله يا أخي الإدريسي لا تهتدون إلى الحقّ حتى تذروا الروايات وتحتكموا إلى كتاب الله المحفوظ من التحريف لعلكم ترشدون.

وأما القتال فلم يبعثني الله لقتال الناس ولا لسفك دمائهم؛ بل لأدعوهم إلى اتّباع الصِّراط المُستقيم فأهديهم بالقرآن المجيد إلى صِراط العزيز الحميد، فإن اعترف المُسلمون بقيادة المهديّ المنتظَر فعند ذلك وجب علينا الظهور في المسجد الحرام للمبايعة على الحقّ لكافة قادات المُسلمين وعُلمائهم وإن أعرض المُسلمون فاستغنوا بما لديهم من الروايات والتي تسعين في المائة منها كذباً والحقّ منها عشرة بالمائة تقريباً، فإن استغنوا بها فإن الله استغنى عنهم وأتى بالفتح المُّبين وهو أعظم فتح في تاريخ البشر فيُظهر الله عليهم خليفته المهديّ المنتظَر في ليلةٍ وهم صاغرون. تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَٰذَا الْفَتْحُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٢٨﴾ قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ لَا يَنفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمَانُهُمْ وَلَا هُمْ يُنظَرُونَ ﴿٢٩﴾} [السجدة].

وتصديقاً لقوله تعالى:
{وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَٰذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٤٨﴾ قُل لَّا أَمْلِكُ لِنَفْسِي ضَرًّا وَلَا نَفْعًا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ إِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَلَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ ﴿٤٩﴾} [يونس].

وتصديقاً لقوله تعالى:
{وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَٰذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٣٨﴾ لَوْ يَعْلَمُ الَّذِينَ كَفَرُوا حِينَ لَا يَكُفُّونَ عَن وُجُوهِهِمُ النَّارَ وَلَا عَن ظُهُورِهِمْ وَلَا هُمْ يُنصَرُونَ ﴿٣٩﴾} [الأنبياء].

وتصديقاً لقوله تعالى:
{وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَٰذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٧١﴾ قُلْ عَسَىٰ أَن يَكُونَ رَدِفَ لَكُم بَعْضُ الَّذِي تَسْتَعْجِلُونَ ﴿٧٢﴾} [النمل].

وتصديقاً لقوله تعالى:
{وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَٰذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٢٩﴾ قُل لَّكُم مِّيعَادُ يَوْمٍ لَّا تَسْتَأْخِرُونَ عَنْهُ سَاعَةً وَلَا تَسْتَقْدِمُونَ ﴿٣٠﴾} [سبأ].

وتصديقاً لقوله تعالى:
{وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَٰذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٤٨﴾ مَا يَنظُرُونَ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ ﴿٤٩﴾} [يس].

وتصديقاً لقوله تعالى:
{وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَٰذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٢٥﴾ قُلْ إِنَّمَا الْعِلْمُ عِندَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُّبِينٌ ﴿٢٦﴾} [الملك].

وتصديقاً لقوله تعالى:
{وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَٰذَا الْفَتْحُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٢٨﴾ قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ لَا يَنفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمَانُهُمْ وَلَا هُمْ يُنظَرُونَ ﴿٢٩﴾} [السجدة].
صــــدق الله العظيــــم.

وذلك الفتح هو نصر الله لخليفته المهديّ المنتظَر فيُظهره الله على كافة البشر في ليلةٍ وهم صاغرون، ليلة يبيَضّ من هولها الشعر وتبلغ من حدثها القلوب الحناجر، ليلة يُظهر الله عبده وخليفته في الأرض المهديّ المنتظَر فيُنزل عليهم من السماء آيةً فتظل أعناقهم للحقِّ خاضعة وهم صاغرون.

وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
خاتم خُلفاء الله وعبده الإمام المهديّ المنتظَر ناصر مُحمد اليماني.
ــــــــــــــــــــــ
آخر تحديث: 31-08-2015 03:41 PM