الموضوع: فِرّوا مِن اللهِ إليه إن كنتم تُؤمنون أنّ الله حقّاً أرحم الرّاحمين

فِرّوا مِن اللهِ إليه إن كنتم تُؤمنون أنّ الله حقّاً أرحم الرّاحمين ..


الإمام ناصر محمد اليمانيّ
20 - ذو القعدة - 1441 هـ
11 - 07 - 2020 مـ
9:33 صباحاً
( بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى )

[ لمتابعة رابط المشاركة الأصلية للبيان ]
https://mahdialumma.online/showthread.php?p=332666

____________



فِرّوا مِن اللهِ إليه إن كنتم تُؤمنون أنّ الله حقّاً أرحم الرّاحمين ..

بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامُ اللهِ على عبادهِ الذين اصطفى ومن تَبِعهم بإحسانٍ في كلِّ زمانٍ ومكانٍ إلى يوم الدين، أمّا بعد..
أُبَشِّرُ الذين يصدّون عن داعي رحمة الله فيصدّون عنه صدوداً أنّ الله ليس في نفسهِ حسرةٌ عليكم ما دُمتم مُصرِّين على كفركم، إنّ الله أرحم الراحمين سبحانه العليّ العظيم الجبّار المُتكبّر، فليس في نفسه حسرةٌ على المُعرضين عن داعي الحقِّ من ربّهم، فهل تظنّون الله يقبل استغفار عبدِه من ربّه أن يغفر له وهو مُصِرٌّ على الاستمرار في ارتكاب كبائر الإثم والفواحش والبغي على النّاس بغير الحقّ؟ أولئك نقول لهم: إنّ الله غاضبٌ عليهم، فكيف يتحسّر على قومٍ مُصرّين على إلحادهم وشركهم وكفرهم؛ الذين يئِسوا من رحمة الله كما يئِس الكفّار من أصحاب القبور أن يبعثهم الله من بعد موتهم؟ وأحذِّرُ المُسلمين أن لا يحذوا حَذوَهم مُلحدين بالله وهم يعلمون أنّي الإمام المهديّ ناصر محمد اليمانيّ داعيَ الحقِّ من ربّهم، ولا يسعى الإمام المهديّ لهُدى المغضوب عليهم مِن الذين إن يَرَوا سبيل الحقِّ لا يتّخذونه سبيلاً وهم يعلمون أنّه الحقّ من ربّهم وإن يَرَوا سبيل الغيِّ والباطل وكلّ ما يُغضِب الله يتّخذونه سبيلاً كراهيةً لِما يُرضي الله، فكيف يتحسّر الله عليهم وعلى المُستكبرين المُصِرّين بسبب كفرهم وعنادهم للحقِّ من ربّهم ومحاربة الحقِّ من ربِّهم؟ لعنَهم الله بكفرهم حتى يذوقوا وَبال أمرهم.

ويا معشر المُعرضين، إذا أصابكم الله بكورونا فَفَرّوا منكم أهلُكم القاسية قلوبهم، فإلى مَنْ تجأرون؟ فإن قُلتم سوف نجأرُ إلى الله فنتضرّع للهِ ربّنا ونبكي بين يديه راجين رحمته موقنين أنّ الله أرحم الراحمين، فسوف تجدون الله يغفر ذنوبكم ويتوب عليكم والسبب صفة الرّحمة في نفسه سبحانه، تصديقاً لقول الله تعالى:
{ تَكَادُ ٱلسَّمَـٰوَ ٰ⁠تُ یَتَفَطَّرۡنَ مِن فَوۡقِهِنَّۚ وَٱلۡمَلَـٰۤىِٕكَةُ یُسَبِّحُونَ بِحَمۡدِ رَبِّهِمۡ وَیَسۡتَغۡفِرُونَ لِمَن فِی ٱلۡأَرۡضِۗ أَلَاۤ إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلۡغَفُورُ ٱلرَّحِیمُ } [الشورى: 5].

والسؤال الذي يطرح نفسه: فهل الرّحمة في نفس الله هي نفس شعور الرّحمة في أنفس الرّحماء من عباده؟ والجواب في محكم الكتاب: أنّه أشدّ رحمة من كافّة الرّحماء من عبيده أجمعين، تصديقاً لقول الله تعالى:
{ قَالَ لَا تَثۡرِیبَ عَلَیۡكُمُ ٱلۡیَوۡمَۖ یَغۡفِرُ ٱللَّهُ لَكُمۡۖ وَهُوَ أَرۡحَمُ ٱلرَّ ٰ⁠حِمِینَ } [ يوسف: 92].

{ قَالَ رَبِّ ٱغۡفِرۡ لِی وَلِأَخِی وَأَدۡخِلۡنَا فِی رَحۡمَتِكَۖ وَأَنتَ أَرۡحَمُ ٱلرَّ ٰ⁠حِمِینَ } [ الأعراف: 151].
{ ۞ وَأَیُّوبَ إِذۡ نَادَىٰ رَبَّهُۥۤ أَنِّی مَسَّنِیَ ٱلضُّرُّ وَأَنتَ أَرۡحَمُ ٱلرَّ ٰ⁠حِمِینَ } [ الأنبياء: 83].
{ قَالَ هَلۡ ءَامَنُكُمۡ عَلَیۡهِ إِلَّا كَمَاۤ أَمِنتُكُمۡ عَلَىٰۤ أَخِیهِ مِن قَبۡلُ فَٱللَّهُ خَیۡرٌ حَـٰفِظًاۖ وَهُوَ أَرۡحَمُ ٱلرَّ ٰ⁠حِمِینَ } [ يوسف: 64].

ويا رجل، لو لم تكن الرّحمة في نفس الله هي نفس صفة الرّحمة التي يشعر بها عبيدُهُ الرّحماء؛ وأكرّر وأذكّر وأقول: لو لم تكن نفس الصّفة في نفس الله لَما أشركهم الله في صفة الرّحمة ووصفَ نفسه أنّه أرحمُ الراحمين، فما دام الله أرحم الراحمين فهذا يعني أنّه أرحم من الأمِّ بولدِها وأرحم من الأب بولده، فمِن ثمّ تُجرّب بنفسك فتخيّل كم عظيم حسرتِك في نفسكَ لو أنّك تنظر إلى ولدِك يتعذّب في نار الجحيم مُتحسّراً على كل لحظةٍ عصاك ابنك فيها؟ فما هو حالُك يا عبد الله كون ولدك لم يعُد مُصِرّاً على عِصيانك؟ فما هو حالك يا رجل وحال كلّ أمٍّ وأبٍ يشاهدون أبناءهم يصطرخون في نار الجحيم؟ ولسوف يستشعرون الآن كم عظيم مدى الحسرة في أنفسهم، فما هو الحلّ يا عباد الله؟ فهل تظنّون أنّكم سوف تتشفّعوا لهم عند ربِّهم؟ ولكنّ هذا كفرٌ، إنّ الله أرحم الرّاحمين، اذاً فما هو القول الصواب حتى يأذن الله لكم بالخطاب؟ والجواب: هو بما أنّكم عَلِمتُم بمدى عظيم حسرتكم في أنفسِكم فتذكّروا، فكيف إذاً مدى حسرة الله في نفسه كونه أرحم الراحمين؟ فلا بدّ أنّه متحسِّرٌ وحزينٌ على الذين أهلكهم من الأُمم الذين كفروا برُسُل الله بضلالٍ منهم كونهم لا يعلمون أنّهم رسُل الله حقّاً من عند ربّهم فكذّبوهم فأهلكهم الله فأصبحوا نادمين متحسّرين على ما فرّطوا في جنب ربّهم.

فأوّلاً سوف نعرض المسألة على المنطق والعقل، فبما أنّ عبيده الذين أهلكهم وكانوا كافرين لم يعودوا كافرين بل مؤمنين مُتحسّرين على ما فرّطوا في جنب ربّهم، وبما أنّ الله أرحم الرّاحمين فحتماً يقول العقل: ما دام اللهُ وصف نفسه أنّه أرحم الرّاحمين فحتماً مُتحسِّرٌ وحزينٌ على عباده المُتحسّرين على ما فرّطوا في جنب ربّهم، فوالله إنّ هذا هو جواب المنطِق والعقل لدى أيّ إنسان عاقل، فتعالوا لننظر هل صدق الله ما أفتانا به العقل عن حال الله أرحم الراحمين؟ فنقول بلسانٍ واحدٍ: كيف حالك يا الله تجاه الأمم المتحسّرين على ما فرّطوا في جنب ربّهم وكذّبوا رُسُله فأهلكهم الله فأصبحوا نادمين؟ إلا أنّ حال الله في هذه المسألة قد أخبركم به في مُحكم كتابه في قوله تعالى:
{ إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ ﴿٢٩﴾ يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾ أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ ﴿٣١﴾ وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ ﴿٣٢﴾ } صدق الله العظيم [ يس ].

ولكنّهم يائِسون من رحمة الله أرحم الراحمين ويلتمِسون الرّحمة ممّن هم أدنى رحمة من الله من عبيده المُقرّبين أن يشفعوا لهم عند ربّهم! وهذا هو الضّلال كَونَهم يُريدون من عباده المُقرّبين أن يشفعوا لهم عند الله ولم يدعوا الله الأرحمُ بهم من ملائكته المُقرّبين! وهذا هو دعاء الضلال، تصديقاً لقول الله تعالى:
{ وَإِذْ يَتَحَاجُّونَ فِي النَّارِ فَيَقُولُ الضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنتُم مُّغْنُونَ عَنَّا نَصِيبًا مِّنَ النَّارِ ﴿٤٧﴾ قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُلٌّ فِيهَا إِنَّ اللَّهَ قَدْ حَكَمَ بَيْنَ الْعِبَادِ ﴿٤٨﴾ وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْمًا مِّنَ الْعَذَابِ ﴿٤٩﴾ قَالُوا أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُم بِالْبَيِّنَاتِ ۖ قَالُوا بَلَىٰ ۚ قَالُوا فَادْعُوا ۗ وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ ﴿٥٠﴾ } صدق الله العظيم [غافر].

كونهم يَدْعون عبيدَه من دونه ليشفعوا لهم عند ربِّهم حتى يُخفِّف عنهم حتى يوماً واحداً من العذاب، ولم يدعوا الله مباشرةً سبحانه له دعوة الحقّ كونهُ أرحم الراحمين! تصديقاً لقول الله تعالى:
{ لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ لَا يَسْتَجِيبُونَ لَهُم بِشَيْءٍ إِلَّا كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْمَاءِ لِيَبْلُغَ فَاهُ وَمَا هُوَ بِبَالِغِهِ وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ } صدق الله العظيم [الرعد: 14].

فإنّي الإمام المهديّ ناصر محمد اليمانيّ أريد أن أُخرِج العبادَ من عِبادة العِباد إلى عِبادة ربِّ العِباد فلا ينتظرون شفاعة عبيده، فواللهِ لن يتجرّأ الإمام المهديّ ناصر محمد اليمانيّ أن يشفع لابنتهِ لو كانت من أصحاب الجحيم ( لا قدّر الله ذلكَ وأطالَ في عُمُرها على الخيرِ )، بل الحُجّة لكم أن تعلموا أنّ الله أرحم الراحمين.

وعلى كلِّ حالٍ، يا معشر الأموات من عذاب الله كورونا فأبلِغوا أصحاب الجحيم من قَبْلِكم أن لا ينتظروا لشفاعة أحدٍ من عباده يوم الدّين، فليدعوا الله الأرحم بهم من عبادهِ، فوعدُهُ الحقّ بالإجابة وهو أرحم الرّاحمين، وأبلِغوهم أنّ الله لئِن أقفلَ عليهم باب التّوبة من أعمال السوء كونهم لن يعملوا سوءًا من بعد الموت، بل تودُّ كلُّ نفسٍ لو أنّ بينها وما عمِلَتهُ من سوءٍ أمداً بعيداً، بل قولوا لهم: إنّ الله إذا كان قد أغلق باب الأعمال من بعد الموت في الكتاب فإنّه لم يُغلق باب الدّعاء سبحانه، فكيف يُغلق بابَ كرمِه ورحمته ووعدُه الحقّ وهو أرحم الرّاحمين؟ تصديقاً لقول الله تعالى:
{ وَقَالَ رَبُّكُمُ ٱدۡعُونِیۤ أَسۡتَجِبۡ لَكُمۡۚ إِنَّ ٱلَّذِینَ یَسۡتَكۡبِرُونَ عَنۡ عِبَادَتِی سَیَدۡخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِینَ } صدق الله العظيم [غافر: 60].

اللهم قد بلّغتُ إنّك أنتَ اللُه لا إلهَ غيرك أرحم الرّاحمين، فليُنيبوا إلى الله ربّهم فيتوبوا إليهِ ليغفرَ ذنوبهم ويكشف عنهم ما أصابهم بما يُسمّونه فايروس كورونا ويعِدون الله أن يستجيبوا لداعيَ الحقِّ من ربّهم الإمام المهديّ ناصر محمد اليمانيّ ويقولوا:
"اللهم ثبِّتنا على وعدِك وعهدِك برحمتك يا من تحول بين المرءِ وقلبه فإنّ الهدى هداكَ، ومن لم تجعل له نوراً فما له من نورٍ" ونعم إنّ الهُدى هُدى الله، وسُنّة الهدى في الكتاب هو أنّه يهدي إليه منْ يُنيب، ولسوف يشتدُّ الكَرب والعذاب فَفِرّوا إلى الله ولا تتوَلّوا مُستكبرين يا عبيد الله أجمعين، اللهمّ قد بلّغتُ.. اللهم فاشهدْ.

وسلامٌ على المُرسَلين والحمدُ للهِ ربِّ العالمين..
خليفةُ الله وعبدُه؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
______________