الموضوع: ردود الإمام على الشيخ أحمد الهواري

11

الإمام المهديّ يبدأ بحوارٍ جديدٍ وبسؤالٍ يطرح نفسه: فهل يمكن للبشر أن يكلمهم الله جهرةً؟

- 11 -
الإمام ناصر محمد اليماني
03 - 06 - 1431 هـ
17 - 05 - 2010 مـ
11:25 مساءً

[ لمتابعة رابط المشاركة الأصلية للبيان ]
https://mahdialumma.online/showthread.php?p=2493
ــــــــــــــــــــ



الإمام المهدي يبدأ بحوارٍ جديدٍ وبسؤالٍ يطرح نفسه: فهل يمكن للبشر أن يكلمهم الله جهرةً ؟

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
{وَقُل رَّ‌بِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِ‌جْنِي مُخْرَ‌جَ صِدْقٍ وَاجْعَل لِّي مِن لَّدُنكَ سُلْطَانًا نَّصِيرً‌ا ﴿٨٠﴾ وَقُلْ جَاءَ الحقّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا (٨١) وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْ‌آنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَ‌حْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارً‌ا ﴿٨٢﴾} [الإسراء].

{آمِنُوا بِهِ أَوْ لا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأذْقَانِ سُجَّدًا (١٠٧)وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولا (١٠٨)وَيَخِرُّونَ لِلأذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا (١٠٩)} صدق الله العظيم [الإسراء].

والصلاة والسلام على جدي محمد رسول الله وآله الأطهار والتابعين الأنصار للحقِّ في الأولين وفي الآخرين وفي الملأ الأعلى إلى يوم الدين، وسلامٌ على المُرسلين والحمد لله ربّ العالمين..

سلامُ الله عليكم معشر الأنصار السابقين الأخيار، وسلامُ الله على فضيلة الشيخ الدكتور أحمد هوراي وكافة الباحثين عن الحقّ من الناس أجمعين..
ويا فضيلة الدكتور، بارك الله فيك وغفر الله لك وللأنصار وجميع المُسلمين وللإمام المهديّ معكم وثبّتنا على الصراط المُستقيم، فكن ممن قال الله عنهم في محكم كتابه:
{وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُ‌وا بِآيَاتِ رَ‌بِّهِمْ لَمْ يَخِرُّ‌وا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا ﴿٧٣﴾} صدق الله العظيم [الفرقان].

وإنّما أنا الإمام المهديّ المنتظَر أُحاجِج البشر من ذِكْرِهِم رسالةَ الله إليهم الُقرآن العظيم لمن شاء منهم أن يستقيم. تصديقاً لقول الله تعالى:
{إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ‌ لِّلْعَالَمِينَ ﴿٢٧﴾ لِمَن شَاءَ مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ ﴿٢٨﴾} صدق الله العظيم [التكوير].

{إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ‌ لِّلْعَالَمِينَ ﴿٨٧﴾ وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ ﴿٨٨﴾}
صدق الله العظيم [ص].

وذلك لأنّي أعلم أنّه حُجّة الله على البشر من بعد تنزيله وأمر الله رسوله بالاستمساك به ومن اتّبعه. تصديقاً لقول الله تعالى:
{فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَىٰ صِرَ‌اطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿٤٣﴾ وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ‌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ ﴿٤٤﴾} صدق الله العظيم [الزخرف].

ألا وإنّ الاستمساك بالقُرآن هو اتّباعه والكفر بما خالف لمحكمه. تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَهَـٰذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَ‌كٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْ‌حَمُونَ ﴿١٥٥﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].

ويا أخي الكريم، بارك الله فيك لقد أمركم الله من قبل الاتّباع إلى التدبّر والتفكّر. تصديقاً لقول الله تعالى:
{كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَ‌كٌ لِّيَدَّبَّرُ‌وا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ‌ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴿٢٩﴾} صدق الله العظيم [ص]، ولن تهتدي إلى الحقّ حتى تتدبّر في آيات الكتاب المُحكمات البيّنات لعالمكم وجاهلكم، ثم تُؤمن وتقرّ بما جاء فيها وتكفر بما خالفها، وإن اتّبعت ما خالف لآيات أُمّ الكتاب البيّنات فقد كفرت بالآيات البيّنات. وقال الله تعالى: {وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ‌ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ ﴿٩٩﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

ويا أخي الكريم، سبقت فتوانا بالحقِّ أنّهُ لا يحاجِج المهديّ المنتظَر ناصرَ محمد ٍاليماني أحدٌ من القُرآن إلا غلبه بالحقِّ شرطَ أن يكون سُلطان علم ناصر محمد اليماني من آيات الكتاب المُحكمات في قلب وذات الموضوع آيات بينات لعالمكم وجاهلكم، وبما أنّك انتقلت للحوار إلى موضوعٍ آخر من بعد إقامة الحجّة عليك في مواضيع قبله ومن ثم انتقلت إلى موضوع رؤية الله جهرةً علَّك تقيم الحجّة فيه على ناصر محمد اليماني، وهيهات هيهات يا فضيلة الشيخ أن يكون بيانك للقرآن هو أهدى من بيان الإمام ناصر محمد اليماني وأحسن تأويلاً إذا كان ناصر محمد اليماني هو المهديّ المنتظَر المصطفى من ربّ العالمين.

وإلى الدخول في قلب موضوع الحوار الجديد بسؤال يطرح نفسه: هل يمكن للبشر أن يكلمهم الله جهرةً؟ والجواب تجده في مُحكم الكتاب في قول الله تعالى:
{وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِن وَرَاء حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ} صدق الله العظيم [الشورى:51].

ومن ثم يتساءل الباحث عن الحقّ ويقول: "فهل عدم رؤية الله جهرةً هو من صفات الله الأزلية؟". ومن ثم تجدون الجواب في محكم كتابه في التعريف عن صفاته الربّ الأزليّة في قول الله تعالى:
{وَجَعَلُوا لِلَّـهِ شُرَ‌كَاءَ الْجِنَّ وَخَلَقَهُمْ وَخَرَ‌قُوا لَهُ بَنِينَ وَبَنَاتٍ بِغَيْرِ‌ عِلْمٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يَصِفُونَ ﴿١٠٠﴾ بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْ‌ضِ أَنَّىٰ يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُن لَّهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴿١٠١﴾ ذَٰلِكُمُ اللَّـهُ ربّكم لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ ﴿١٠٢﴾ لَّا تُدْرِ‌كُهُ الْأَبْصَارُ‌ وَهُوَ يُدْرِ‌كُ الْأَبْصَارَ‌ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ‌ ﴿١٠٣﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].

فهذا يعنى أنّ ما خالف هذه الصفات لذات الربّ فإنّه ليس الله ربّ العالمين بل الباطل من دونه، ولذلك قال الله تعالى:
{ذَٰلِكُمُ اللَّـهُ ربّكم لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ ﴿١٠٢﴾ لَّا تُدْرِ‌كُهُ الْأَبْصَارُ‌ وَهُوَ يُدْرِ‌كُ الْأَبْصَارَ‌ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ‌ ﴿١٠٣﴾} صدق الله العظيم.

ولربّما يودّ أن يقاطعني أحد الباحثين عن الحقّ فيقول: "وما يقصد الله بقوله
{لاَ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ}؟". ومن ثم نفتيه بالحقِّ ونقول: يقصد الله تعالى بقوله {لاَ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ} أي لا تحيط برؤيته، ودليل الإحاطة تجدوه في قول الله تعالى: {قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ} صدق الله العظيم [الشعراء:61].

ويقصدون أنّه قد أحاط بهم فرعون ومن معه، وإنّما ذلك لكي تعلموا أنواع الإدراك ويقصد الإحاطة في هاتين الآيتين بكلمة الإدراك أي الإحاطة، فأما قول أصحاب موسى:
{إِنَّا لَمُدْرَكُونَ} أي أُحيطَ بنا، وأما قول الله تعالى: {لاَ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ} أي لا تحيط برؤية ذاته سُبحانه.

ومن ثم يأتي تساؤلٌ جديد، فهل عدم رؤية الله بالأبصار جهرةً هو حصرياً على البشر أم أنّه يقصد أبصار كلِّ شيءٍ في خلقه أجمعين؟ وتجدون الجواب في قول الله تعالى:
{وَلَمَّا جَاء مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أرِنِي أنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَـكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ موسَى صَعِقًا فَلَمَّا أفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأنَاْ أوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ} صدق الله العظيم [الأعراف:143].

ومن ثم تعلمون أنّه حقاً يقصد الله بقوله تعالى:
{ذَٰلِكُمُ اللَّـهُ ربّكم لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ ﴿١٠٢﴾ لَّا تُدْرِ‌كُهُ الْأَبْصَارُ‌ وَهُوَ يُدْرِ‌كُ الْأَبْصَارَ‌ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ‌ ﴿١٠٣﴾} صدق الله العظيم، ويقصد أبصار خلقه أجمعين بشكل عام بتاتاً {لاَ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ}، ولذلك بيّن الله لنبيِّه موسى عن سبب عدم رؤيته جهرةً لكون أبصار خلقه أجمعين لا تتحمل رؤية عظمة ذات الله جهرة إلا أنْ يستقر الجبل -وهو جبلٌ- مكانه فإن استقر مكانه فسوف تدرك الأبصار ربّها يوماً ما. وقال الله تعالى: {قَالَ لَن تَرَانِي وَلَـكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تراني}، ومن ثم ننتظر نتيجة الفتوى بالحقِّ على الواقع الحقيقي. وقال الله تعالى: {فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا} صدق الله العظيم، إذاً لم يستقر مكانه، فأصبحت الفتوى الحقّ عن رؤية الله جهرةً هي في قول الله تعالى: {قَالَ رَبِّ أرِنِي أنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي} صدق الله العظيم، والسؤال الذي يطرح نفسه: فهل بعد هذه الفتوى من الله لنبيِّه موسى ينبغي له أن يعتقد برؤية الله جهرة في الدنيا والآخرة؟ والجواب: تجدونه على لسان نبي الله موسى قال: {قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأنَاْ أوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ} صدق الله العظيم.

ويا فضيلة الشيخ المُحترم هواري عجباً قولك: "يا ناصر محمد اليماني لقد سبقك من قال ذلك". ومن ثمّ يردُّ عليك المهديّ المنتظَر وأقول: يا خطيب المنبر، إنّما المهديّ المنتظَر يبعثه الله في زمن خلاف علماء الأمّة المُختلفين في الدين فيجعله الله حَكَمَاً بين المُختلفين في الدين فيحكم بينهم بالحقِّ فيما كانوا فيه يختلفون، ولذلك تجدني أصدق الشيعة في عدم رؤية الله جهرة وأنكر عليهم عقائداً أُخرى ما أنزل الله بها من سُلطان، وكذلك تجد المهديّ المنتظَر يصدق القُرآنيين في عدم رجم الزاني المتزوج وينكر عليهم فتواهم أن الصلوات ثلاثٌ، ويخالفهم المهديّ المنتظَر إلى الحقّ في عقيدة أهل السنة والجماعة أنّ الصلوات خمس وليست ثلاث كما يعتقد القُرآنيّين. إذاً المهديّ المنتظَر لن يبعثه الله بشيء جديد ليس في كتاب الله وسنة رسوله بل يحق الحقّ في كتاب الله وسنة رسوله ويكفر بالباطل المُخالف لكتاب الله وسنة رسوله الحقّ، فما خطبكم لم تفقهوا دعوة المهديّ المنتظَر الحقّ الذي بعثه الله ناصراً لما جاء به محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم؟ وبما أنّ القرآن محفوظ من التحريف ولذلك يدافع المهديّ المنتظَر عن سُنَّة جده بسلاح العلم من محكم القُرآن العظيم فينكر منها ما خالف لمحكم كتاب الله فيستنبط لكم حكم النّفي أو الإثبات، فمالكم كيف تحكمون يا فضيلة الشيخ؟ فهل تريدون مهدياً منتظراً يأتي مُتبعاً أم مُبتدعاً! أفلا تعقلون؟

وأرى فضيلة الشيخ إذا رجع للكتاب فلن يتبع إلا ظاهر آيات الكتاب المُتشابهات في موضوع الرؤية ابتغاء البرهان لحديث الفتنة في رؤية الله جهرةً، ولكنّك يا فضيلة الدكتور أعرضت عن آيات الكتاب المحكمات التي تنفي رؤية ذات الله جهرةً واتَّبعت الآيات المُتشابهات ابتغاء إثبات حديث الفتنة، وتزعم أنّ ذلك الحديث إنما هو تأويل لتلك الآية المُجملة، وأعلم أنّك لا تريد أن تُفسر القرآن بغير الحقّ بل تبتغي تأويله ولكنك مُصِرٌ على إثبات ذلك الحديث أنّه عن النبي برغم أنه جاء مخالفاً لآيات أُمّ الكتاب المُحكمات في موضوع رؤية الله جهرة، فأعرضَ عنهنّ فضيلة الشيخ واتّبعَ ظاهر آيات الكتاب المتشابهات في موضوع الرؤية، ولذلك ففي قلبك زيغٌ عن الحقّ البيّن في آيات الكتاب المحكمات هُنّ أُمّ الكتاب لعالمكم وجاهلكم. تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلاَّ الْفَاسِقُونَ} صدق الله العظيم [البقرة:99].

ولذلك قال الله تعالى:
{هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ} صدق الله العظيم [آل عمران:7].

ولربّما يودّ أن يقاطعني الدكتور هواري ويقول: "فما خطبك يا ناصر محمد اليماني تدعونا إلى الاحتكام إلى كتاب الله لنفي الباطل في السُّنة النَّبويّة، وأفتيتنا أن ما خالف عن محكم القُرآن في السُّنة النَّبويّة أنه باطل مفترى حتى إذا جئناك بالبرهان من القرآن لأحاديث وروايات فإذا أنت لا تزال مُصِرّاً على إنكار تلك الأحاديث". ومن ثمّ يردُّ عليك المهديّ المنتظَر وأقول: يا أخي الكريم، إن ليس في قلب المهديّ المنتظَر زيغٌ عن الحقّ البيِّن في آيات الكتاب المحكمات البيّنات في قلب وذات الموضوع. كمثال قول الله تعالى:
{ذَٰلِكُمُ اللَّـهُ ربّكم لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ ﴿١٠٢﴾ لَّا تُدْرِ‌كُهُ الْأَبْصَارُ‌ وَهُوَ يُدْرِ‌كُ الْأَبْصَارَ‌ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ‌ ﴿١٠٣﴾} صدق الله العظيم، {قَالَ رَبِّ أرِنِي أنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَـكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ موسَى صَعِقًا فَلَمَّا أفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأنَاْ أوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ} صدق الله العظيم، فكيف أُعرضُ عنهنّ وأتّبعُ ظاهرَ آياتٍ أُخَر متشابهاتٍ ظاهرهنّ غير باطنهنّ ولذلك لا يزلنَ بحاجة للتأويل؟ ولذلك تزعم أنت أنّ ذلك الحديث الفتنة الموضوع الذي جاء مخالفاً لمحكم كتاب الله إنّما جاء بياناً لتلك الآية المتشابهة التي لا تزال بحاجة للتأويل، ولكنّ المهديّ المنتظَر يقول: وربّي الله لو كان لم يخالف لآيات الكتاب المحكمات لأخذت به واتبعته ما دام تشابه مع القرآن، وإنّما سبب كفري به ووصفي لحديث الفتنة أنّه باطلٌ موضوعٌ نظراً لأنّه تشابه مع آياتٍ لا يزلن بحاجةٍ للتأويل، ومن ثمّ جاء مُخالفاً لآيات الكتاب المحكمات هُنّ أُمّ الكتاب لأنّ الله أمركم بالاتّباع لآيات الكتاب المحكمات والإيمان بالآيات المتشابهات التي لا يعلم بتأويلهنّ إلا الله والراسخون في العلم الذين لا يكفرون ببعض الكتاب ويؤمنون ببعض بل يتبعون آيات الكتاب المحكمات ويؤمنون بالمتشابهات ويقولون: {يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ} صدق الله العظيم [آل عمران:7].

ويا أيها الشيخ الهواري، تُبْ إلى الله حبيبي في الله، وتالله إنّ في قلبك زيغٌ عن الحقّ ولذلك تعرض عن آيات الكتاب المحكمات البينات من آيات أُمّ الكتاب في نفي رؤية الله جهرةً، ومن ثم تعمد إلى المُتشابه من القُرآن الذي يحمل تشابهاً لغوياً في ظاهر الآية، وبما أنّ ظاهرها غير باطنها ولذلك لا تزال بحاجة للتأويل. مثال قول الله تعالى:
{وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَ‌ةٌ ﴿٢٢﴾ إِلَىٰ رَ‌بِّهَا نَاظِرَ‌ةٌ ﴿٢٣﴾} صدق الله العظيم [القيامة].

برغم أنّك لتعلم علم اليقين أنّ كلمة ناظرة تأتي في مواضع أخرى تفيد الانتظار. كمثال قول الله تعالى:
{فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ} صدق الله العظيم [النمل:35].

وأما قول الله تعالى:
{وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَ‌ةٌ ﴿٢٢﴾ إِلَىٰ رَ‌بِّهَا نَاظِرَ‌ةٌ ﴿٢٣﴾} صدق الله العظيم، فهذه الآية قد تكون محكمة بيّنة ظاهرها كباطنها من آيات الكتاب المحكمات هُنّ أم الكتاب، وقد تكون من الآيات المُتشابهات. والسؤال الذي يطرح نفسه موجه لناصر محمد اليماني افتراضياً فيقول: "إذاً أفتنا يا من تزعم أنّك المهديّ المنتظَر كيف لنا أن نعلم الآية المحكمة من الآية المُتشابهة حتى لا يختلط علينا الأمر فنتبع ظاهر المُتشابه فنعرض عن المحكم". ومن ثمّ يردُّ عليكم المهديّ المنتظَر وأقول: فبناءً على أساس العقيدة لنفي التناقض بشكل مُطلق في كتاب الله فلا ينبغي لكم أن تأخذوا الآية فتتبعوها دون أن تعرضوا ظاهرها على آيات الكتاب الأخرى مهما كانت واضحةً بيّنةً في نظركم، فلا تستغنوا بفتواكم من عند أنفسكم مهما كانت واضحةً بيّنةً في نظركم، فالظنّ لا يغني من الحقّ شيئاً لأنّها إمّا أن تكون محكمةً أو متشابهةً. مثال قول الله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَ‌ةٌ ﴿٢٢﴾ إِلَىٰ رَ‌بِّهَا نَاظِرَ‌ةٌ ﴿٢٣﴾} صدق الله العظيم. فهذه الآية إمّا أن تكون محكمةٌ ظاهرها كباطنها وإمّا أن تكون مُتشابهةٌ، فكيف لكم أن تعلموا هل هي من آيات الكتاب المحكمات أمْ من آيات الكتاب المُتشابهات؟ وحتى تستطيعوا أن تعلموا ذلك فعليكم أن ترجعوا إلى آيةٍ محكمةٍ في قلب وذات موضوع رؤية الله جهرةً، فإذا لم تجدوا فيها اختلافاً عن قول الله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَ‌ةٌ ﴿٢٢﴾ إِلَىٰ رَ‌بِّهَا نَاظِرَ‌ةٌ ﴿٢٣﴾} صدق الله العظيم. فعند ذلك يتبيّن لكم أنّها آية محكمة من آيات أم الكتاب، أما إذا وجدتم أن بين تلكم الآيات التي جاءت في قلب وذات الموضوع اختلافاً عن ظاهر قول الله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَ‌ةٌ ﴿٢٢﴾ إِلَىٰ رَ‌بِّهَا نَاظِرَ‌ةٌ ﴿٢٣﴾} صدق الله العظيم، ومن ثم تعلمون أنّها من الآيات المُتشابهات. فتعالوا ليتمّ عرض قول الله تعالى {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَ‌ةٌ ﴿٢٢﴾ إِلَىٰ رَ‌بِّهَا نَاظِرَ‌ةٌ ﴿٢٣﴾} صدق الله العظيم؛ على آياتٍ في قلب وذات الموضوع شرط أن تكون هذه الآيات بيّنات للعالم والجاهل. مثال قول الله تعالى: {قَالَ رَبِّ أرِنِي أنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَـكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ موسَى صَعِقًا فَلَمَّا أفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأنَاْ أوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ} صدق الله العظيم [الأعراف:143].

ولكنّه لربما ينفي فقط عدم رؤيته جهرة في الدُنيا ولكن الظنّ لا يغني من الحقّ شيئاً، فكيف لكم أن تعلموا أنّ عدم رؤية الله جهرة هي من صفات ذات الربّ سُبحانه، ومن ثم تذهبوا للبحث في الكتاب عن صفات الله الأزليّة التي لا ينبغي أن تتغير يوماً لا في الدُنيا ولا في الآخرة، فإذا وجدتم بينهنّ النفي لرؤية الله جهرة فقد تبيّن لكم أن من صفات الخالق العظيم عدم رؤيته جهرة، وإلى البحث للتأكيد وقال الله تعالى:
{بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْ‌ضِ أَنَّىٰ يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُن لَّهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴿١٠١﴾ ذَٰلِكُمُ اللَّـهُ ربّكم لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ ﴿١٠٢﴾ لَّا تُدْرِ‌كُهُ الْأَبْصَارُ‌ وَهُوَ يُدْرِ‌كُ الْأَبْصَارَ‌ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ‌ ﴿١٠٣﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].

ومن ثم تعلمون أنّ عدم رؤية الله جهرة من صفاتٍ لذات الربّ الأزليّة في الدُنيا والآخرة، وحتى لا يخدعكم المسيح الكذاب الذي يكلّمكم جهرة وأنتم ترونه ويقول أنّه ربّكم وهو ليس بربكم الحقّ، وأكبر حجة لكم عليه أنه يكلمكم جهرةً وأنتم ترونه. ولذلك قال الله تعالى:
{ذَٰلِكُمُ اللَّـهُ ربّكم لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ ﴿١٠٢﴾ لَّا تُدْرِ‌كُهُ الْأَبْصَارُ‌ وَهُوَ يُدْرِ‌كُ الْأَبْصَارَ‌ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ‌ ﴿١٠٣﴾} صدق الله العظيم.

إذاً وبكل بساطةٍ سوف يقول أنصار المهديّ المنتظَر للمسيح الكذاب: يا من يدعي الربوبيّة ويكلم العباد جهرةً ونحنُ نراه، إنَّك كذابٌ أشرٌ ولستَ الله الواحدُ القهار الذي لا تدركه الأبصار فتحيط برؤيته، تصديقاً لقول الله تعالى:
{بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْ‌ضِ أَنَّىٰ يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُن لَّهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴿١٠١﴾ ذَٰلِكُمُ اللَّـهُ ربّكم لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ ﴿١٠٢﴾ لَّا تُدْرِ‌كُهُ الْأَبْصَارُ‌ وَهُوَ يُدْرِ‌كُ الْأَبْصَارَ‌ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ‌ ﴿١٠٣﴾} صدق الله العظيم، وبما أنّك تكلمنا جهرةً ونحن نراك فإنّك كذّابٌ أشرٌ ولست الله الواحد القهّار الذي قال في محكم كتابه: {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِن وَرَاء حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ} صدق الله العظيم [الشورى:51]. ولذلك فكيف تكلمنا جهرة ونحن نراك؟".

فمن ثم يقيم أنصار المهديّ المنتظَر الحجّة على عدو الله بآيات الكتاب المحكمات، وأما الذين لا يعقلون ولا يتفكرون فسوف يقولون: "فبما أنّ محمداً رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم قد أخبرنا أن المسيح الكذاب أعورٌ ومكتوبٌ على جبينه كافر، فبما أنّك لست بأعورٍ ولا مكتوب على جبينك كافر فأنت الله ربنا"، أولئك وقعوا في مكر شياطين البشر وتمهيدهم لفتنة المسيح الكذاب، أولئك تجدونهم مُعرضين عن محكم الذكر مهما يحاجّهم به المهديّ المنتظَر فلن يتّبعوا آيات الكتاب المحكمات مهما كانت آيات محكمات بيّنات من آيات أمِّ الكتاب، فلن يتّبعوا آيات الكتاب المحكمات البيّنات ما دامت جاءت مخالفة لما بين أيديهم من الروايات عن الثقات، ولن يكفروا بكتاب الله بحُجّة أنّه لا يعلم تأويله إلا الله وحسبنا ما وجدنا عليه سلفنا الصالح أولئك، فهل أنت أعلم من محمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وصحابته رجال حول الرسول الذين شهد لهم ربّهم في محكم كتابه بالرضوان؟ تصديقاً لقول الله تعالى:
{مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً} صدق الله العظيم [الفتح:29].

ومن ثمّ يردُّ عليهم المهديّ المنتظَر وأقول: أولئك معه قلباً وقالباً وأصلي عليهم وأسلم تسليماً، وأما سؤال ولكن بينهم قوم آخرين يظهرون الإيمان لتحسبوهم منهم وما هم منهم، تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنَّهُمْ لَمِنْكُمْ وَمَا هُمْ مِنْكُمْ وَلَكِنَّهُمْ قَوْمٌ يَفْرَقُونَ} صدق الله العظيم [التوبة:56].

{وَإِذَا لَقُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْاْ إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُواْ إِنَّا مَعَكُمْ} صدق الله العظيم [البقرة:14].

{يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ} صدق الله العظيم [الفتح:11].

{وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَ‌زُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ‌ الَّذِي تَقُولُ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِ‌ضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُ‌ونَ الْقُرْ‌آنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ‌ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اختلافا كَثِيرً‌ا ﴿٨٢﴾ وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ‌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَ‌دُّوهُ إِلَى الرَّ‌سُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ‌ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ وَرَ‌حْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا ﴿٨٣﴾} صدق الله العظيم [النساء].

وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
أخو المُسلمين خليفة الله وعبده؛ الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
______________

آخر تحديث: 13-11-2021 02:09 PM
12

ومزيدٌ من الردِّ المُجلم من الإمام المهدي على الدكتور الهواري..

- 12 -
الإمام ناصر محمد اليماني
09 - 06 - 1431 هـ
23 - 05 - 2010 مـ
09:27 مساءً

[ لمتابعة رابط المشاركة الأصلية للبيان ]
https://mahdialumma.online/showthread.php?p=2624
ــــــــــــــــ



ومزيدٌ من الردِّ المُجلم من الإمام المهدي على الدكتور الهواري ..


المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د.أحمد هواري
بحث موجز في رؤية الله
المنكرون لرؤية الله هم المعتزلة والشيعة الاثني عشرية وعلى هذا فاخي اليماني مسبوق بهذا القول ونفس الادلة التي استدل بها على نفي الرؤية هي نفسها الادلة التي استدل بها المانعون وسأقتصر البحث في محل النزاع فاقول: الادلة النقلية على نفي الرؤية والرد عليها
الاية الاولى: "وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ" ودليلهم ان لن للتأبيد مطلقا والجواب: ان هذا ليس بصحيح بدليل:
1- ان لن تأتي للتأبيد الدنيوي فقط بدليل ان المؤمنين سيرون ربهم يوم القيامة قال تعالى:" وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ" فيكون الجمع بينهما ان الاولى في الدنيا والثانية في الاخرة وسيأتي تفسير الشيخ اليماني لها.
2- وهذا المعنى يفسره الاية التالية "وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ أَبَدًا بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ " اي الموت فهل لن على التابيد المطلق؟ الجواب لا لان نفيهم تمني الموت هوفقط في الدنيا واما يوم القيامة فقد تكاثرت الايات في بيان تمنيهم الموت وان يجعلهم الله ترابا. بل هذه الاية تشهد لاهل السنة بانها دليل لهم لا عليهم ففيها كثيرا من الادلة العقلية على وقوع الرؤية منها:
ا- ان الرؤية لو كانت مستحيلة لما طلبها موسى اصلا ولكن فاته ان جسده الحالي لا يتحمل الرؤية ولهذا قال له ربه ان الجبل على عظمة خلقه لن يتحمل فكيف انت. فلو كان موسى يعلم استحالتها عقلا لما طلبها اصلا فلا يعقل ان يدرك المعتزلة والشيعة ومعهم اخي اليماني استحالة رؤية الله شرعا وعقلا في حين لم يدرك ذلك موسى؟ فيا ترى من هو الاعلم موسى ام الطرف الاخر؟ ولا يجوز أن يكون موسى صلوات الله عليه وسلامه - وقد ألبسه الله جلباب النبيين وعصمه بما عصم به المرسلين - قد سأل ربه ما يستحيل عليه فإذا لم يجز ذلك على موسى صلى الله عليه و سلم علمنا أنه لم يسأل ربه مستحيلا وأن الرؤية جائزة على ربنا تعالى. ولو كانت الرؤية مستحيلة على ربنا تعالى كما زعمت المعتزلة والشيعة واخي اليماني ولم يعلم ذلك موسى صلى الله عليه و سلم وعلموه هم لكانوا على قولهم أعلم بالله من موسى صلى الله عليه و سلم وهذا مما لا يدعيه مسلم.
فأنت الآن أيها الحبيب مخير من أن تميل إلى تجهيل النبي صلى الله عليه وسلم تسليماً، أو إلى تجهيل الطرف الاخر، فاختر لنفسك ما أليق بك.
- وعلى هذا فان تعليق الرؤية باستقرار الجبل يعود الى طبيعة التحمل لا مجرد استحالة الرؤيا. هنا اسال اخي اليماني سؤالا: هل تجرؤ حسب عقيدتك ان تقول اللهم ارني انظر اليك؟ اذان فكيف تجرأ موسى هل انت اعلم من نبي الله موسى هل ادركت مسالة عقدية لم يدركها موسى؟ فطلب موسى يوجه على توجيهين لا ثالث لهما: اما انه كان يعلم استحالة رؤية الله ومع هذا سالها واما انه يعلم عدم استحالتها ولكن جسده لا يقوى عليها في الدنيا.
ولا ينبغي ان يقال لم يكن يعلم استحالتها فسالها فنقول معاذ الله الا يعلم موسى ما يستحيل على الله لان ما يستحيل على الله يعلمه العوام فكيف بالانبياء
ب- ان جواز الرؤيا علقه الله على شيء ممكن وهو استقرار الجبل والاستقرار ممكن. اي اننا نسال هل من الممكن ان يستقر الجبل نقول نعم لا مانع لانه مخلوق فاذا ثبت استقرار الجبل وهو امر ممكن استقرت الرؤيا ولهذا جاء الاستدراك بعد قوله" لن تراني" بقوله "ولكن انظر" فالقاعدة ان ما علق على الممكن كان ممكنا وهذا جواب منطقي بديع لا يختلف عليه اثنان وارجو ان يكون واضحا لكم.
ج- هل ثبت تجلي الله للجبل ؟ الجواب قطعا نعم بدليل قوله تعالى: "فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا" ومن باب اولى ان يتجلى الله لانبيائه ورسله اذ انه لا خصوصية للجبل على الانبياء والرسل وهذا يؤكد ان المانع من الرؤيا في الدنيا هي طبيعة التحمل فلم يتحملها الجبل فكيف بالبشر ولكن في الاخرة الامر يختلف فالمرء يعطى طاقات وطاقات ولهذا اثبتت الايات والاحاديث وقوع الرؤيا في الاخرة دون الدنيا.
د- لو كان المقصود بالنفي نفي الجواز اصلا لقال "لست بمرئي" ولكن هذا التعبير"لن تراني" يفيد نفي الوجود فقط وليس نفي الجواز وبينهما فرق.

الاية الثانية: "وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ" فالصاعقة انما حلت بهم لرفضهم التصديق والاذعان الّا بشرط الرؤية لا لمجرد طلب الرؤية فالقوم مستكبرون ويؤيد هذا المعنى الايات التالية:
- قوله تعالى : { يَسْأَلُكَ أَهْلُ الكتاب أَن تُنَزّلَ عَلَيْهِمْ كتابا مّنَ السماء فَقَدْ سَأَلُواْ موسى أَكْبَرَ مِن ذلك فَقَالُواْ أَرِنَا الله جَهْرَةً فأخذتهم الصاعقة بظلمهم } وانزال الكتاب امر مقدور عليه ولكن اله لم ينزله لانه يعلم ان القوم مستكبرين لا لانه يستحيل عليه انزال الكتاب وكذالك القول في طلبهم رؤية الله .
- قوله تعالى : { وَقَالَ الذين لاَ يَرْجُونَ لِقَاءنَا لَوْلاَ أُنزِلَ عَلَيْنَا الملئكة أَوْ نرى رَبَّنَا لَقَدِ استكبروا فِى أَنفُسِهِمْ وَعَتَوْا عُتُوّاً كَبِيراً } وهنا جاء التصريح بان القوم مستكبرين وذلك انه لا حاجة لهم في هذا الطلب لأنه لما تمت الدلائل على صدق المدعي كان طلب الدلائل الزائدة تعنتاً والمتعنت يستوجب التعنيف .

الاية الثالثة: قوله تعالى : (لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار) لا بد ان نفرق بين بين الرؤية والادراك فالقران انزله الله بلسان عربي مبين
أولا:ـ الرؤية : من الفعل (رأى) وهى النظر إلى الشئ المرئى بالعين وهذا معنى بسيط وهي جائزة من العباد لله تعالى فى الأخرة فهم سيرون ربهم فى الأخرة عياناً كماهو معتقد اهل السنة و الجماعة.
ثانياً:ـ الإدراك: من الفعل( أدرك - يدرك -إدراك)) والادراك هو المعرفة والإحاطة بالشئ وهو قدر زائد عن الرؤيه.. وهى غير جائزة ولا مستطاعة من من العباد فى حق الله تعالى. والدليل: في ان الرؤية غير الادراك: قوله تعالى : (فلما تراءى الجمعان قال أصحاب موسى إنَّا لمدركون قال كلا) فقد نفى موسى عليه السلام الإدراك ولم ينف الرؤية وذلك لان الرؤية غير الادراك فالادراك اخص من الرؤية. وقال البيجوري في تحفة المريد : (إنا لا نسلّم أن الإدراك بالبصر هو مطلق الرؤية،بل هو رؤية مخصوصة،وهي التي تكون على وجه الإحاطة بحيث يكون المرئي منحصرا بحدود ونهايات ،فالإدراك المنفي اخص من الرؤية،ولا يلزم من نفي الأخص نفي الأعم .والحاصل انه تعالى يرى من غير تكيّف بكيفية من الكيفيان المعتبرة في رؤية الأجسام ومن غير إحاطة وعلى هذا لا بد ان نجمع بين هذه الاية الجليلة وبين قوله تعالى" {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَانَاظِرَةٌ}" لقد تشبث اخي اليماني بآية الادراك ولكن عندما اعترضته الاية الكريمة {إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} سارع في تأويلها لان ظاهرها يعارض الاية الاولى والتي هي محكمة عنده ونسي ان الاصل عدم التاويل طالما اننا نستطيع حمل الاية على الظاهر.

الاية الرابعة: "وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلّمَهُ الله إِلاَّ وَحْياً أَوْ مِن وَرَاء حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِىَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ" والجواب ان هذه الاية تتكلم عن انواع العلاقة بين الله والانبياء بشأن تبليغ الرسالة: وحيا " قال مجاهد: نفث ينفث في قلبه فيكون إلهاما، ومنه قوله صلى الله عليه وسلم: (إن روح القدس نفث في روعي إن نفسا لن تموت حتى تستكمل، رزقها وأجلها فاتقوا الله وأجملوا في الطلب. خذوا ما حل ودعوا ما حرم). " أو من وراء حجاب " كما كلم موسى. " أو يرسل رسولا " كارساله جبريل عليه السلام. والاية لم تنف الرؤية ولم تثبتها فلماذا اطلت الكلام عندها اخي اليماني. وان كان هنالك من نفي فليس على اطلاقه بشهادة الايات الاخرى مثل" الى ربها ناظرة" والاحاديث المتوافرة.

الكلام على قوله تعالى: " {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ}"
ـ قال الله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ }. يعني مشرقة{إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ}.يعني رائية
وقد جاء النظر في اللغة على معاني:
ا- نظر الاعتبار كقوله تعالى : {أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ.
ب ـ نظر الانتظار كقوله تعالى: {مَا يَنظُرُونَ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً } .
ج ـ نظر التعطف.
د ـ أو يكون عنى نظر الرؤية. وعليه نقول:
اولا: لا يجوز أن يكون الله عز وجل عنى نظر التفكير والاعتبار لأن الآخرة ليست بدار اعتبار. ولا يجوز أن يكون عنى نظر الانتظار لأن النظر إذا ذكر مع ذكر الوجه فمعناه نظر العينين اللتين في الوجه كما إذا ذكر أهل اللسان نظر القلب فقالوا : " انظر في هذا الأمر بقلبك " لم يكن معناه نظر العينين وكذلك إذا ذكر النظر مع الوجه لم يكن معناه نظر الانتظار الذي يكون للقلب. وأيضا فإن نظر الانتظار لا يكون في الجنة لأن الانتظار معه تنغيص وتكدير وأهل الجنة في ما لا عين رأت ولا أذن سمعت من العيش السليم والنعيم المقيم . وإذا كان هذا هكذا لم يجز أن يكونوا منتظرين لأنهم كلما خطر ببالهم شيء أتوا به مع خطوره ببالهم وإذا كان ذلك كذلك فلا يجوز أن يكون الله عز وجل أراد نظر التعطف لأن الخلق لا يجوز أن يتعطفوا على خالقهم. وإذا فسدت الأقسام الثلاثة صح القسم الرابع من أقسام النظر وهو أن معنى قوله: {إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ } أنها رائية ترى ربها عز و جل.
ثانيا: مما يبطل قول النافين للرؤية بأن الله عز و جل أراد بقوله : {إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} نظر الانتظار ان نظر الانتظار لا يكون مقرونا بقوله : ( إلى ) لأنه لا يجوز عند العرب أن يقولوا في نظر الانتظار " إلى " ألا ترى أن الله تعالى لما قال : {مَا يَنظُرُونَ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً } لم يقل " إلى " إذ كان معناه الانتظار. وقال عز و جل مخبرا عن بلقيس : { فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ } فلما أرادت الانتظار لم تقل " إلى " فلما قال سبحانه: {إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ ) علمنا أنه لم يرد الانتظار وإنما أراد نظر الرؤية.
ثالثا: لما قرن الله عز و جل النظر بذكر الوجه أراد نظر العينين اللتين في الوجه كما قال : {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاء فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا} . فذكر الوجه وإنما أراد تقلب عينيه نحو السماء ينظر نزول الملك عليه يصرف الله تعالى له عن قبلة بيت المقدس إلى القبلة فإن قيل إن قوله تعالى: {إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ } إنما أراد إلى ثواب ربها ناظرة ؟ فنقول : ثواب الله ليس هو الله والله سبحانه وتعالى قال : {إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ } فلم هذا التحريف. وعلى هذا فالايات والاحاديث متفقة وليست مختلفة كما يظن البعض وهذا هو المنهج السليم الذي دل عليه القران ولا اريدك اخي اليماني ان تكرر لي الحكم عند الاختلاف ان نرجع الى كتاب الله فمن الذي اوهمك اننا لا نحتكم لكتاب الله لقد رجعنا لايات الكتاب وجمعنا بينها ولم نلجأ الى تاويل اية بالمجاز كما فعلت لان الكل عندنا متفق وكذلك الاحاديث منسجمة تماما. ومن ادلة الجواز "كلا انهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون" فما فائدة هذا القيد" لمحجوبون" اذا كان الله لا يرى اصلا وسنتكلم المرة القادمة عن الاحاديث التي انكرها الشيخ
بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله رب العالمين..
ونقتبس من بيان الدكتور هواري ما يلي:
بحث موجز في رؤية الله
المنكرون لرؤية الله هم المعتزلة والشيعة الاثني عشرية وعلى هذا فأخي اليماني مسبوق بهذا القول ونفس الادلة التي استدل بها على نفي الرؤية هي نفسها الادلة التي استدل بها المانعون.
انتهى الاقتباس.

ومن ثمّ يردّ عليه الإمام ناصر محمد اليماني وأقول: يا رجل، إنما ابتعث الله الإمام المهديّ حكماً بين المُختلفين من علماء الدين فيقول لتلك الطائفة إنكم على الحقّ في العقيدة الفلانيّة ولكنّكم على باطلٍ في عقيدةٍ أخرى، وذلك لأنّ الحقّ قد تفرّق هنا وهناك ولم يعد مع طائفةٍ واحدةٍ؛ بل تجدهم على الحقّ في مسألةٍ وعلى باطلٍ في أخرى وجئتكم حكماً بينكم فيما كنتم فيه تختلفون، فأحكمُ بينكم بآياتٍ بيناتٍ هُنّ أُمّ الكتاب. تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ} [يونس:15].

{وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا أَيُّ الْفَرِيقَيْنِ خَيْرٌ مَقَامًا وَأَحْسَنُ نَدِيًّا} صدق الله العظيم [مريم:73].

{وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَأَنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يُرِيدُ} [الحج:16].

{وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ تَعْرِفُ فِي وُجُوهِ الَّذِينَ كَفَرُوا الْمُنْكَرَ يَكَادُونَ يَسْطُونَ بِالَّذِينَ يَتْلُونَ عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا قُلْ أَفَأُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكُمُ النَّارُ وَعَدَهَا اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَبِئْسَ الْمَصِيرُ} [الحج:72].

{سُورَةٌ أَنْزَلْنَاهَا وَفَرَضْنَاهَا وَأَنْزَلْنَا فِيهَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} [النور:1].

{بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الظَّالِمُونَ} [العنكبوت:49].

{وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالُوا مَا هَذَا إِلَّا رَجُلٌ يُرِيدُ أَنْ يَصُدَّكُمْ عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُكُمْ وَقَالُوا مَا هَذَا إِلَّا إِفْكٌ مُفْتَرًى وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ} [سبأ:43].

{وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ مَا كَانَ حُجَّتَهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا ائْتُوا بِآبَائِنَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} [الجاثية:25].
{وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ} [الأحقاف:7].
{هُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ عَلَى عَبْدِهِ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَإِنَّ اللَّهَ بِكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ} [الحديد:9].
{إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ كُبِتُوا كَمَا كُبِتَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَقَدْ أَنْزَلْنَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ} [المجادلة:5].
{وَلَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ آيَاتٍ مُبَيِّنَاتٍ وَمَثَلًا مِنَ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ} [النور:34].
{لَقَدْ أَنْزَلْنَا آيَاتٍ مُبَيِّنَاتٍ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [النور:46].
{فَاتَّقُوا اللَّـهَ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ الَّذِينَ آمَنُوا ۚ قَدْ أَنزَلَ اللَّـهُ إِلَيْكُمْ ذِكْرً‌ا ﴿١٠﴾ رَّ‌سُولًا يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِ اللَّـهِ مُبَيِّنَاتٍ لِّيُخْرِ‌جَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ‌ ۚ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّـهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِ‌ي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ‌ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا قَدْ أَحْسَنَ اللَّـهُ لَهُ رِ‌زْقًا ﴿١١﴾} [الطلاق].
صدق الله العظيم

ويا رجل، فكذلك الإمام المهديّ يحاجّكم بآيات الكتاب البيِّنات لعالِمكم وجاهلكم فتعرض عنهن فتتبع ظاهر المُتشابه من القرآن اللاتي لهنّ تأويلٌ خفيٌّ غير ظاهرهن لا تحيطون به علماً مثال قول الله تعالى:
{وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَ‌ةٌ ﴿٢٢﴾ إِلَىٰ رَ‌بِّهَا نَاظِرَ‌ةٌ ﴿٢٣﴾} صدق الله العظيم [القيامة].

{كَلاَّ إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ} صدق الله العظيم [المطففين:15].

ويا أخي الكريم، إنّك لا تحيط بآيات الكتاب المُتشابهات علماً، وسوف أضرب لك على ذلك مثلاً في قول الله تعالى:
{إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَناً قَلِيلاً أُوْلَـئِكَ لاَ خَلاَقَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ اللّهُ وَلاَ يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلاَ يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} صدق الله العظيم [آل عمران:77].

ويوجد في هذه الآيات متشابهٌ لا تحيط بتأويله، والتشابه هو في قول الله تعالى:
{وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ اللّهُ وَلاَ يَنظُرُ إِلَيْهِمْ} صدق الله العظيم، فلو تتّبع ظاهر الآية لنفيتَ أنّ الله يُكلِّم الكفار يوم القيامة ونفيت أنّه ينظر إليهم، ولكنك سوف تجد في آيات أُمّ الكتاب المحكمات برهان التكليم من الربّ إلى الكفار في قول الله تعالى: {وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ} صدق الله العظيم [القصص:62].

وقوله:
{وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ مَاذَا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ} صدق الله العظيم [القصص:65].

ومن ثم يتبيّن لك المُتشابه في قول الله تعالى:
{وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ اللّهُ وَلاَ يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلاَ يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} صدق الله العظيم، وتبيّن لك أنّ التشابه بالضبط هو في قول الله تعالى: {وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ اللّهُ وَلاَ يَنظُرُ إِلَيْهِمْ}. ومن ثم تجد ظاهره مخالفاً للمحكم البيّن في قول الله تعالى: {وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ} صدق الله العظيم. وقوله: {وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ مَاذَا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ} صدق الله العظيم. وقوله تعالى: {وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُواْ عَلَى رَبِّهِمْ قَالَ أَلَيْسَ هَذَا بِالْحَقِّ قَالُواْ بَلَى وَرَبِّنَا قَالَ فَذُوقُواْ العَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ} [الأنعام:30].

وقوله تعالى:
{يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِنسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاء يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُواْ شَهِدْنَا عَلَى أَنفُسِنَا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَشَهِدُواْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُواْ كَافِرِينَ} صدق الله العظيم [الأنعام:130].

وها تبيّن لكم أنّ الله حقاً يكلمهم يوم القيامة. إذاً تبيّن لكم المتشابه الذي يخالف ظاهره لمحكم الكتاب في قول الله تعالى:
{وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ اللّهُ وَلاَ يَنظُرُ إِلَيْهِمْ} صدق الله العظيم. وبما أنّي لا أجمع بين الآيات كما تزعمون بل آتيكم بالبيان الحقّ لمُتشابه القرآن وإنّا لصادقون، وأفتيكم بالمقصود بعدم التكليم في قول الله تعالى: {وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ اللّهُ وَلاَ يَنظُرُ إِلَيْهِمْ}، أي أنه لا يكلمهم بوحي التفهيم إلى قلوبهم ليسألوه رحمته كما كلَّم الله آدم وزوجته بوحي التفهيم إلى قلوبهم: {قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} صدق الله العظيم [الأعراف:23].

وهذا القول الذي قالوه إنّما هي الكلمات التي تلقّاها آدم من ربّه بوحي التفهيم فقالها آدم وتاب الله عليه، تصديقاً لقول الله تعالى:
{فَتَلَقَّىٰ آدَمُ مِن رَّ‌بِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ} صدق الله العظيم [البقرة:37].

وتبيّن لكم نوعٌ من وحي التكليم إلى القلب بالتفهيم، وبما أنّ الله لن يكلم اليائسين من رحمته يوم القيامة بتكليم التفهيم إلى قلوبهم ليسألوه رحمته ولذلك فهم من رحمته يائسون ويبحثون عن الرحمة عند عباده الذين هم أدنى رحمةً من الله أرحم الراحمين، وكذلك البيان لقول الله تعالى:
{وَلاَ يَنظُرُ إِلَيْهِمْ}؛ فلا يقصد أنّه لا ينظر إليهم ببصره بل لا ينظر إليهم برحمته، وأمّا القوم الآخرون الذين ينظرون إلى رحمة ربهم كونه أوحى إليهم بوحي التفهيم أن يسألوه رحمته ولذلك فهم لرحمة ربهم منتظرون، وأما اليائسون من رحمة الله أولئك هم الوجوه الباسرة أصحاب القلوب اليائسة من رحمة الله ولذلك تظن أن يفعل بها فاقرة لأنّها غير الوجوه الناظرة إلى الله ليرحمهم فهم يرجون رحمته ولا يبحثون عن الرحمة عند عباده من دونه فهم يعلمون أنّ الله هو أرحم الراحمين. ولذلك قال الله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَ‌ةٌ ﴿٢٢﴾ إِلَىٰ رَ‌بِّهَا نَاظِرَ‌ةٌ ﴿٢٣﴾ وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ بَاسِرَ‌ةٌ ﴿٢٤﴾ تَظُنُّ أَن يُفْعَلَ بِهَا فَاقِرَ‌ةٌ ﴿٢٥﴾} صدق الله العظيم [القيامة].

ويتبيّن لكم أنه يقصد الانتظار من خلال قول الله تعالى:
{وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ بَاسِرَ‌ةٌ ﴿٢٤﴾ تَظُنُّ أَن يُفْعَلَ بِهَا فَاقِرَ‌ةٌ ﴿٢٥﴾} صدق الله العظيم؛ بمعنى أنّ وجوهاً تنتظر لرحمته وأخرى تنتظر لعذابه، ولذلك قال: {تَظُنُّ أَن يُفْعَلَ بِهَا فَاقِرَ‌ةٌ ﴿٢٥﴾} صدق الله العظيم.

ويا رجل.. يا دكتور، فهل تؤمن بالعرش العظيم؟ فذلك هو الحجاب وذلك هو العرش العظيم المستوي عليه ذاته، فتعال لننظر فهل تمّ إزالة عرشه في الآخرة. وقال الله تعالى:
{وَيُنَجِّي اللَّـهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفَازَتِهِمْ لَا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴿٦١﴾ اللَّـهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ ﴿٦٢﴾ لَّهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْ‌ضِ وَالَّذِينَ كَفَرُ‌وا بِآيَاتِ اللَّـهِ أُولَـٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُ‌ونَ ﴿٦٣﴾ قُلْ أَفَغَيْرَ‌ اللَّـهِ تَأْمُرُ‌ونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ ﴿٦٤﴾ وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَ‌كْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِ‌ينَ ﴿٦٥﴾ بَلِ اللَّـهَ فَاعْبُدْ وَكُن مِّنَ الشَّاكِرِ‌ينَ ﴿٦٦﴾ وَمَا قَدَرُ‌وا اللَّـهَ حَقَّ قَدْرِ‌هِ وَالْأَرْ‌ضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ ۚ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِ‌كُونَ ﴿٦٧﴾} صدق الله العظيم [الزمر].

{وَتَرَ‌ى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْ‌شِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَ‌بِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّـهِ رَ‌بِّ الْعَالَمِينَ ﴿٧٥﴾}
صدق الله العظيم [الزمر].

إذاً عرشه العظيم المستوي عليه لم يتم إزالته لأنّه حجاب الربّ المستوي عليه سُبحانه، ألا وإنّ حجاب الربّ هو المنتهى بين الخالق وخلقه، ألا وإنّها حجابه هي سدرة المنتهى التي عندها جنة المأوى ويغشاها ما يغشى من نور وجهه تعالى، فكم فصّلنا ذلك تفصيلاً في كثير من البيانات وعرّفنا لكم سدرة المنتهى أنها شجرة مُضيئة وسبب إضاءتها نور وجه الله سُبحانه، فاتّقِ الله أخي الكريم، فكيف تريدون رؤية الله؛ ذات الله العظيم؟ أفلا يكفِكُم أنّه يُكلِّمهم تكليماً من وراء الحجاب، وتشرق الأرض بنور وجهه من وراء الحجاب؟ وتذكّر قول الله تعالى:
{وَتَرَ‌ى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْ‌شِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَ‌بِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّـهِ رَ‌بِّ الْعَالَمِينَ ﴿٧٥﴾} صدق الله العظيم. أفلا تؤمنون بعرش الله العظيم؟ أفلا تؤمنون أنّ الله مستوٍ على عرشه العظيم؟ فذلك هو ذاته حجاب الربّ لو كنتم تعلمون؟ ولا يزال في القلب صبرٌ لفضيلة الدكتور أحمد هواري لنزيد الأنصار علماً وتبياناً للقرآن العظيم، وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله رب العالمين.

ويا رجل، إذا كنت ترى أنّ الإمام ناصر محمد اليماني لم يُجِبك في نقطةٍ فسوف أنصحك أن تقوم بتنزيل أسئلتك سـ 1؛ سـ 2؛ سـ 3، ومن ثم نأتيك بالإجابة على كُلّ سؤالٍ بإذن الله، وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين..

ويا معشر الأنصار، اصبروا على هذا الرجل ولا تيأسوا من هُداه ومعذرة إلى ربِّكم، ولنزيدكم علماً إلى علمكم ليزيدكم الله به هُدًى إلى هُداكم، والله معي ومعكم هو مولانا نعم المولى ونعم النصير وإلى الله تُرجع الأمور وله الحكم ولا يشرك في حكمه أحداً.

أخوكم؛ الإمام ناصر محمد اليماني.
_______________

آخر تحديث: 18-02-2019 07:44 PM
13

إلى حبيبي في الله فضيلة الدكتور الشيخ أحمد هواري المُحترم..


- 13 -

الإمام ناصر محمد اليماني
11 - 06 - 1431 هـ
25 - 05 - 2010 مـ
01:25 صباحاً

[ لمتابعة رابط المشاركة الأصلية للبيان ]
https://mahdialumma.online/showthread.php?p=2689
ــــــــــــــــــ



إلى حبيبي في الله فضيلة الدكتور الشيخ أحمد هواري المُحترم ..

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلامُ على المُرسلين وآلهم الطيبين، والحمدُ لله ربّ العالمين. سلام الله عليكم ورحمة الله وبركاته وعلى كافة الأنصار السابقين الأخيار وكافة المُسلمين، وأصلّي عليكم جميعاً وأسلمُ تسليماً..
ويا أحبّتي في الله، كونوا أنصار الله فكونوا مع الحقّ جميعاً أيّها المؤمنون لعلكم تفلحون. ويا إخواني المُسلمين، والله الذي لا إله غيره إنِّي حريصٌ على هدى العالمين أجمعين إلى الصراط المُستقيم، وأدعو المُسلمين والنّصارى واليهود والناس أجمعين إلى اتّباع مُحكم كتاب الله القُرآن العظيم، وليس معنى ذلك أنّ الإمام ناصر محمد اليماني لا يؤمن إلا بالقرآن العظيم وأعوذُ بالله أن أكون من الجاهلين، بل الإمام ناصر محمد اليماني مؤمن بسُنّة محمد رسول الله الحقّ صلى الله عليه وآله وسلم ومؤمن بكتاب التوراة والإنجيل، وإنّما أدعو المُسلمين والنّصارى واليهود إلى الاحتكام إلى مُحكم كتاب الله القُرآن العظيم كونه الكتاب الوحيد الذي وعدكم الله بحفظه من التحريف منذ نزوله إلى يوم الدين، ولذلك تجدونه نُسخةً واحدةً في العالمين ولم يتمّ تحريف كلمةٍ واحدةٍ فيها منذُ تنزيلِه إلى يوم الدين، وذلك تصديقاً لقول الله تعالى:
{إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} صدق الله العظيم [الحجر:9].

ألا وإنّ سبب إصراري على الدعوة إلى الرجوع إلى كتاب الله القرآن العظيم وذلك لكي يتمّ عرض التوراة والإنجيل والسُّنة النَّبويّة على محكم كتاب الله القُرآن العظيم، فما وجدناه منهم جميعاً جاء بينه وبين محكم القُرآن اختلافاً كثيراً جُملةً وتفصيلاً فمن ثم ننبذ ما خالف لمحكم كتاب الله القرآن وراء ظهورنا سواء يكون في التوراة أو الإنجيل أو في أحاديث السُّنة النَّبويّة ونعتصم بحبل الله المتين القرآن العظيم ولا نتفرّق ونعبد إلهاً واحداً لا إله إلا هو الله ربّ العالمين وحده لا شريك له ونحنُ لهُ مُسلمون، ولا نُفرِّق بين أحدٍ من رُسله.

فلا تقولوا يا معشر المُسلمين إنّ الإسلام جاء ناسخاً لما قبله، أفتقولون على الله ما لا تعلمون؟ بل جاء بدين الإسلام كافةُ المُرسلين من ربّ العالمين من أوّلهم إلى خاتمهم ويدعون جميعاً إلى ما دعاكم إليه المهديّ المنتظَر أن اعبدوا الله وحده لا شريك له أنّه من يُشرك بالله فقد حرّم الله عليه الجنة وما للظالمين من أنصار، ألا وإنّ الشرك لظلمٌ عظيمٌ ولا يغفر الله أن يُشرك به إنّي لكم ناصحٌ أمينٌ.

ولا أقول لكم بما أنّي المهديّ المنتظَر خليفة الله عليكم أجمعين عظِّموني من دون الله، ولا أُحرِّم عليكم أن تنافسوني في حبِّ الله وقربه، ولئن فعلت وأمرتكم بالباطل إذا لما أغنى عني من عذاب الله كافة من في السماوات والأرض، وأعوذُ بالله أن أكون من الجاهلين وما ينبغي لي ولا لأيٍ من عبيد الله الذين يؤتيهم الله الحكم. تصديقاً لقول الله تعالى:
{مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِّي مِن دُونِ اللَّهِ وَلَكِن كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ} صدق الله العظيم [آل عمران:79].

ويا فضيلة الدكتور والشيخ الكريم أحمد هوراي، إنّك تعلم والإمام المهديّ يعلم أنيّ لو أقول لك فهل يحقّ لك أن تنافس محمداً رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- في حبِّ الله وقربه؟ لربما تغضب من ناصر محمد اليماني غضباً شديداً إذا لم تطّلع على بيان له من قبل بهذا الخصوص، ومن ثم أقول لك: ألا وإنّ ذلك لهو الشرك بالله، فاتّقوا الله يا معشر عُلماء الأمّة جميعاً ولا تجعلوا الله حصرياً للأنبياء والمُرسلين من دون الصالحين، ثم لا تجدوا لكم من دون الله وليَّاً ولا نصيراً.

ألا وإنّي الإمام المهديّ أقول لكم: اقتدوا بهُدى محمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لأنّكم لم تقتدوا بهداه عليه الصلاة والسلام. ولربّما يود أحدكم أن يسألني فيقول: "أفلا تُعَرِّفَ لنا كيفية الاقتداء بهدى النبيّ عليه الصلاة والسلام؟". ومن ثم أردُّ عليكم بالحقّ: هو أن تتّبعوه فتعبدوا الربّ الذي يعبده، فتنافسوه في حبّه وقربه، فذلك هو الاقتداء بهدي الأنبياء جميعاً. فتدبروا قول الله تعالى:
{وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَ‌اهِيمَ عَلَىٰ قَوْمِهِ نَرْ‌فَعُ دَرَ‌جَاتٍ مَّن نَّشَاءُ إِنَّ رَ‌بَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ ﴿٨٣﴾ وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلًّا هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِن قَبْلُ وَمِن ذُرِّ‌يَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَىٰ وَهَارُ‌ونَ وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ ﴿٨٤﴾ وَزَكَرِ‌يَّا وَيَحْيَىٰ وَعِيسَىٰ وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِّنَ الصَّالِحِينَ ﴿٨٥﴾ وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا وَكُلًّا فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ ﴿٨٦﴾ وَمِنْ آبَائِهِمْ وَذُرِّ‌يَّاتِهِمْ وَإِخْوَانِهِمْ وَاجْتَبَيْنَاهُمْ وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَىٰ صِرَ‌اطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿٨٧﴾ ذَٰلِكَ هُدَى اللَّـهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَلَوْ أَشْرَ‌كُوا لَحَبِطَ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿٨٨﴾ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ۚ فَإِن يَكْفُرْ‌ بِهَا هَـٰؤُلَاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَّيْسُوا بِهَا بِكَافِرِ‌ينَ ﴿٨٩﴾ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّـهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرً‌ا إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَ‌ىٰ لِلْعَالَمِينَ ﴿٩٠﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].

ونستنبط قول الله تعالى:
{ذَٰلِكَ هُدَى اللَّـهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَلَوْ أَشْرَ‌كُوا لَحَبِطَ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿٨٨﴾ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ فَإِن يَكْفُرْ‌ بِهَا هَـٰؤُلَاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَّيْسُوا بِهَا بِكَافِرِ‌ينَ ﴿٨٩﴾ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّـهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ} صدق الله العظيم، ونستنبط بالضبط {فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهِ} صدق الله العظيم، وهذا أمرٌ فصيحٌ صريحٌ في محكم الكتاب إلى محمدٍ رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- أن يقتدي بهدى الذين هداهم الله من قبله.

والسؤال الذي يطرح نفسه: فهل ترك محمدٌ رسولُ الله ربَّه للأنبياء ولم ينافسْهم في حبِّ الله وقربه؟ والجواب أنتم تعلمونه جميعاً أنّه يرجو أن يكون هو الأحبّ والأقرب إلى الربّ. وهذا هو البيان الحقّ لقول الله تعالى:
{فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهِ} صدق الله العظيم؛ وهو أن يعبد ما يعبده الأنبياء فيُنافسهم جميعاً في حبِّ الله وقربه، ولكنّ بيان كافة عُلماء الأمّة للاقتداء بهدى النبي يختلف عن بيان ناصر محمد اليماني جملةً وتفصيلاً كونهم لا يأمرون المسلمين بالتنافس في حبِّ الله وقربه بل جعلوا الله حصرياً للأنبياء والمُرسلين من دون الصالحين، فحبط عملهم وباطل فتواهم ولن يجدوا لهم من دون الله وليَّاً ولا نصيراً، ولكنّي المهديّ المنتظر أفتي بالحقّ أنّه من أعرض عن دعوة المُنافسة للأنبياء والمهديّ المنتظر في حبِّ الله وقربه فإنّه قد أشرك بالله وضلّ ضلالاً بعيداً.

ويا أمَّة الإسلام، وتالله لو لم تزالوا على الهُدى لما ابتعث الله المهديّ المنتظَر ليُخرجكم بالقرآن العظيم من الظُلمات إلى النور، فاتّقوا واسمعوا وأطيعوا.
ويا إخواني المُسلمين وعُلماءهم، ما غرّكم بالإمام المهدي؟ فهل اختلفت دعوته عن دعوة المُرسلين من ربّ العالمين؟ وقال الله تعالى:
{وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ} صدق الله العظيم [الأنبياء:25].

وتلك هي ذاتها دعوة الإمام المهديّ الذي يدعوكم إلى عبادة الله وحده لا شريك له فتتنافسون في حُبّه وقربه ونعيم رضوان نفسه فتفوزون فوزاً عظيماً، فلمَ أنتم للحقّ كارهون؟ فهل دعوتكم إلى باطلٍ؟ سبُحانه وتعالى علوَّاً كبيراً! أم أنّكم وجدتم أنّ ناصرَ محمد اليماني لم يدعُ إلى الله على بصيرةٍ؟ أم وجدتم أنَّ البصيرة التي يحاجِج بها ناصر محمد اليماني هي ذاتها بصيرة محمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟ فلماذا تُعرضون عن دعوة الحقّ يا أمَّة الإسلام وعُلماءهم؟ فهل كرهتم دعوة ناصر محمد اليماني كونه يدعو الناس إلى الاحتكام إلى القرآن العظيم حصرياً؟ ومن ثم أرد عليكم وأقول: يا قوم فهل ترون من المنطق أن يأتي المهديّ المنتظر يدعو البشر إلى الاحتكام إلى كتاب البخاري ومُسلم أو كتاب بحار الأنوار؟ إذا لجعلتُ لأهل الكتاب الحجّة ولقالوا للناس: "بل تعالوا إلى كتاب التوراة والإنجيل كُتب الله المُنزلة خير لكم من كتاب البخاري ومُسلم وكتاب بحار الأنور من تأليف البشر"! وإذا أجاب البشر دعوة اليهود والنّصارى إلى اتّباع كتاب التوراة والإنجيل إذاً لتمَّت فتنة الناس أجمعين وعبدوا الطاغوت المسيح الكذاب من دون الله، ومن ثمّ يفشل المهديّ المنتظر في إنقاذ البشر من فتنة المسيح الكذاب والذي يريد أن يقول أنّه المسيح عيسى ابن مريم ويقول أنّه الله ربّ العالمين، وذلك لأنّ كتاب التوراة والإنجيل لم يبقَ منهم غير الاسم فقط وتمَّ تحريفهم من قبل الطاغوت وجعلوها نُسَخٌ متعددة.

ويا أمَّة الإسلام ويا معشر النّصارى واليهود والناس أجمعين، والله الذي لا إله غيره لا أعلم لكم سبيل نجاةٍ إلا أن تعتصموا بحبل الله جميعاً ذلكم القرآن العظيم المحفوظ من التحريف، ولذلك تجدونه نسخةً واحدةً موحدةً في العالمين، ولكنّكم تريدون مهديّاً منتظراً يأتي مُتبعاً لأهوائكم، وهيهات هيهات.. والله الذي لا إله غيره لا يتبّع الحقّ أهواءكم حتى ولو اجتمعتم على الباطل جميعاً وبقي ناصر محمد اليماني لوحده معتصماً بحبل الله القرآن العظيم لما اتبعت أهواءكم ما دام قلبي ينبض بالحياة حتى ألقى الله بقلبٍ سليمٍ من الشرك بالله، وإنّ الشرك لظُلمٌ عظيم.

أفلا يكفيكم على مدار ست سنواتٍ وأنتم تجدون ناصر محمد اليماني مصرّاً على اتّباع العقيدة الحقّ ولم يتّبع أهواءكم شيئاً؟ أفلم تيأسوا من أن يتّبع ناصر محمد اليماني أهواءكم؟
ويا قوم، والله الذي لا أعبدُ سواه لو أتّبعُ أهواءكم لما أغنيتم عن ناصر محمد اليماني من ربِّه، ولن أجد لي من دون الله ولياً ولا نصيراً، ولذلك لا أعبد رضوانكم ولا حاجة برضوانكم شيئاً؛ بل أعبدُ رضوان الله واُنافس أنبياءه ورسله والصالحين من عباده في حبّه وقربه ولا أعبدُ سواه ولا يهمني أرضيتم أم كنتم من الساخطين على ناصر محمد اليماني. ألا والله لو يتّبع الحقّ أهواءكم لعبدتم الطاغوت من دون الله وأنتم لا تعلمون، فكيف السبيل لإنقاذكم يا أمَّة الإسلام؟ ولسوف أعظكم بواحدةٍ وأقول لكم: فإمّا أن يكون ناصر محمد اليماني مجنوناً، وإمّا أن يكون هو أعقلكم وأهداكم سبيلاً وأمثلكم طريقاً إلى العزيز الحميد.
والسؤال الذي يطرح نفسه هو: فهل وجدتم أنّ ناصراً محمد اليماني ذو منطق مجنونٍ؟ وهيهات هيهات... فوالله أنّها سوف ترفض ذلك عقولكم جميعاً فتشهد بالحقّ وتقول في أنفسكم كلا ثم كلا فليس ناصر محمد اليماني مجنوناً على الإطلاق، فتجدون أنَّها تُبرِّئني من الجنون، وذلك لأنّ الأبصار لا تعمى عن الحقّ ولكنكم لا تستخدمون عقولكم إلا قليلاً.

ويا أمَّة الإسلام، لقد صار الأمر خطيراً جداً، فوالله ما كنت من اللاعبين وإنّي أحب لكم ما أحبّه لنفسي، ولذلك لا أزال حريصاً على هداكم فلمَ لا تساعدوني يا إخواني على هُداكم وإنقاذ العالمين؟ فلا يزال أمامنا مشوارٌ طويلٌ لوحدة البشر جميعاً من بني آدم لوحدة صفِّهم ضدَّ عدو الله وعدوهم الشيطان الرجيم المسيح الكذاب وجيوشه من يأجوج مأجوج وشياطين الجنّ والإنس.

فلماذا يا عُلماء أمَّة الإسلام وأمّتهم تكونون أول كافرٍ بدعوة ناصر محمد اليماني الذي يدعو البشر كافة إلى اتباع ذكرهم المحفوظ من التحريف رسالة الله إلى الجنّ والإنس القُرآن العظيم؟ فما خطبكم وماذا دهاكم؟ !أزِفت الآزفة يا قوم واقترب الوعد الحقّ ولا يزال المُسلمون في شكٍ مريبٍ في شأن ناصر محمد اليماني، فهل هو المهديّ المنتظر أم شيطانٌ أشِرٌ؟ ويا سبحان ربي أعميت عليكم دعوة الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني؟ أفلا تجدون أنّ ناصرَ محمد اليماني يحاجّكم بآيات الكتاب البيِّنات لعالمكم وجاهلكم وما يكفر بها أو يعرض عنها أو ينكر ما فيها إلا الفاسقون منكم؟ فاتقوا الله. أفكلما حاورنى أحد عُلمائِكم حتى إذا ألجمناه بالحقّ انسحب بهدوءٍ خشية أن يكون ناصر محمد اليماني هو المهديّ المنتظر فيصير في حيرةٍ من الأمر؟ ويا قوم ما لكم وللمهديّ المنتظر! سواء يكون ناصر محمد اليماني هو المهديّ المنتظَر أم مجدِّداً لدين الإسلام؟ فإن كنت كاذباً ولستُ المهديّ فعليّ كذبي وما عليكم من الإثم شيء لو كنتم تعقلون. فهل ترون أنّكم لو تتّبعون دعوة ناصر محمد اليماني أنّه سوف يضلّكم عن الصراط المستقيم؟ ولكنّ السؤال الذي يطرح نفسه هو: فإلى ماذا يدعوكم إليه ناصر محمد اليماني؟ ألم يدعُكم إلى عبادة الله وحده لا شريك له لتتنافسوا في حبِّ الله وقربه ونعيم رضوان نفسه؟ فإذا كانت هذه الدعوة باطلاً في نظركم فما هو الحقّ من بعد الله؟ وقال الله تعالى:
{فَذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمُ الحقّ فَمَاذَا بَعْدَ الحقّ إِلا الضَّلالُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ‏} صدق الله العظيم [يونس:32].

ويا من يعبدون الله وحده لا شريك له لا يشركون بالله شيئاً أقسمُ برب العالمين أنّي أحبكم حباً عظيماً لأنّكم تعبدون من أحببتُ بالحقّ الله ربّ العالمين، زادكم الله بحُبِّه وقربه ونعيم رضوان نفسه. آهٍ آهٍ لو تعلمون العيش الذي نحن فيه! يا قوم فاتّبعوني أهدِكم صراطاً سوياً فَتُطْعَمُوا حلاوةَ الإيمان ونعيمَ رضوان الرحمن على قلوبكم خيراً لكم وألذَّ وأمتعَ من ملكوت الله أجمعين، ومن شرح الله صدره بالإسلام فهو على نورٍ من ربه، فويلٌ للقاسية قلوبهم من ذكر الله.

ويا قوم، إنّ مثل القلوب كمثل بطاريات هواتفكم المحمولة، أفلا ترون أنّكم إذا لم تشحنوها بالكهرباء فإنّها تنطفئ؟ وكذلك روح الهُدى في القلوب لا بد لها من شحنٍ بالنور، ووقودها ذكر الله وتدّبر آياته وأداء الصلاة، واذكروا الله كثيراً لعلكم تفلحون، وسارعوا إلى مغفرة من ربكم ورضوان إن كنتم تحبون الله، فلنتّبع محمداً رسولَ الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- وننافسه في حبِّ الله وقربه ونعيم رضوان نفسه يُحبِبْنا الله ويقرّبنا ونفوز فوزاً عظيماً. اللهم قد بلغت، اللهم فاشهد.

وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
أخوكم؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
_______________

آخر تحديث: 26-07-2024 02:12 PM
14

الإمام المهديّ يذكرنا بصفقةٍ كبرى رابحةٍ ننال بها محبة الله ..


- 14 -

الإمام ناصر محمد اليماني
18 - 07 - 1431 هـ
30 - 06 - 2010 مـ
12:42 صباحاً
ـــــــــــــــــ


الإمام المهديّ يذكرنا بصفقةٍ كبرى رابحةٍ ننال بها محبة الله ..


بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} صدق الله العظيم [المائدة:54].

سلامُ الله عليكم ورحمته وبركاته، السلامُ علينا وعلى عباد الله الصالحين، وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين..
ويا أحباب قلبي في حبِّ ربّي، زادكم الله بحبّه وقربه ونعيم رضوان نفسه وتعالوا لنذكِّرَكُم صفقةً كبرى تنالون بها محبة الله وتجدونها في محكم كتاب الله العظيم:
{وَيَسْأَلونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ} صدق الله العظيم [ البقرة:219].

وحين نعفو عن الناس لوجه الله خير الغافرين فهذا جزءٌ من النضال لتحقيق النَّعيم الأعظم ذلك لأنّكم تريدون أن يكون حبيبكم الرحمن راضياً في نفسه، وكيف يكون راضياً؟ وذلك في نفسه حتى يُدخِل عبادَه في رحمته إلا من أبى رحمة الله بعدما تبيَّن له
أنّ ناصر محمد اليماني هو الرحمة الأخرى التي وعد الله بها في محكم الكتاب ليهدي به الله من في الأرض جميعاً فيجعل الناس أمّةً واحدةً على صراطٍ مستقيمٍ حتى يتحقق لنا النَّعيم الأعظم من جنة النَّعيم وفي ذلك الحكمة من خلقنا ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

ويا أحبتي الأنصار، إنّ إمامَكم يُشهدكم وكفى بالله شهيداً أنّي قد عفوت عن عباد الله الذين آذوني في الحياة الدُنيا قُربةً إلى ربّي وكظمتُ غيظي فعفوت عنهم لوجه الله لكي يزيدني ربّي بحبه وقربه ويتحقق نعيم رضوان نفسه على عباده. وقال الله تعالى:
{وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} صدق الله العظيم [آل عمران:134]. فمن أراد أن يزيده الله بحبه وقربه فليعوّد قلبه على العفو عن عباد الله فينال محبه الله.

ويا أحباب الرحمن الذي وعد بهم في مُحكم القرآن إنّ الإمام المهديّ يُلقي إليكم هذا السؤال: فهل تعلمون لماذا اتّخذ الله إبراهيم خليلاً؟ وقال الله تعالى:
{وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً} [النساء:125]؟ وسوف تجدون الجواب في محكم الكتاب لماذا اتخذ الله إبراهيم خليلاً وذلك لأنّ إبراهيم أوّاهٌ حليمٌ يعفو عن عباد الله، وقال الله تعالى: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آَمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ (35) رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (36)} صدق الله العظيم [إبراهيم].

وكذلك الإمام المهديّ يقول:
{فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (36)}، فيا أرحم الراحمين إنّك أرحم بعبادك من عبدك ووعدك الحقّ وأنت أرحم الراحمين.

وفي ذلك سرُّ محبة الله لكم ولإمامكم وهو أن تغفروا لمن ظلمكم وتُعطوا من حرمكم وتحسنوا إلى من أساء إليكم، وإنّما ذلك من أجل الله حتى تكونوا سبب الهدى للعالمين، وذلك لأنّ الله أكرم منكم عسى أن يهديهم من أجلكم وهو خير الغافرين، فكم يستوصيكم الله أن تعفوا وتغفروا وتصفحوا وقال الله تعالى:
{وَإِن تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} صدق الله العظيم [التغابن:14].

وقال الله تعالى:
{وَجَزَاء سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ} صدق الله العظيم [الشورى:40].

فمن جزى سيئةً بسيئةٍ مثلِها فلا تثريب عليهم ولكن ليس أجرهم على الله لأنّهم قد أخذوا حقّهم ممّن أساء إليهم، ولكن من عفا وأصلح فأجره على الله فينال محبة الله، وذلك هو سبب الفرق بين أصحاب اليمين والمُقربين من ربّ العالمين، وذلك لأنّ أصحاب اليمين لا يظلمون الناس ولكنهم يردّوا الإساءة إلى من أساء إليهم بمثل الإساءة من غير ظلمٍ فأولئك هم أصحاب اليمين، وأما المُقرّبون عباد الرحمن فتجدونهم يكظمون غيظهم فيعفون عمّن ظلمهم لوجه الله وهم من أشجع أهل الأرض ومن أشدهم بأساً وتنكيلاً ولكن حُبّهم لله هو الذي أخضعهم فجعلهم أذلةً على المؤمنين أعزةً على الكافرين الذين يحاربون المؤمنين في دينهم، فنعم الرجال أنتم يا عباد الرحمن الذين قال الله عنهم:
{وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا (63) وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا (64) وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا (65) إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا (66) وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا (67) وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا (68) يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا (69) إِلَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (70) وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا (71) وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا (72) وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا (73) وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا (74) أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا (75) خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا (76) قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ ربّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامًا (77)} صدق الله العظيم [الفرقان]، فتجدون لهم هدفاً منشوداً مقصوداً في الحياة حتى من المال ومن الأولاد يريدون من ربّهم أن يجعل منهم أئمة للأمّة. وقال الله تعالى: {وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا (74) أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا (75) خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا (76)} صدق الله العظيم.

وأشهدُ الله أنّي قد عفوت عن عباد الله جميعاً لوجه الله الكريم إلا من أبى عفو ربّي وأعرض عن رحمة الله التي كتب على نفسه وهو يعلم أنّه الحقّ من ربه فكيف آسى على قومٍ مُجرمين؟

ويا معشر المُسلمين وعُلماءهم، ما غرَّكم في الإمام المهديّ الحقّ مِنْ ربِّكم الذي يدعوكم إلى أن تقدّروا ربّكم حقَّ قدْرِه فتعبدوا الله كما ينبغي أن يُعبد وحده لا تشركون به شيئاً؟ فهل اختلفت دعوة الإمام المهديّ عن دعوة المُرسلين من ربّ العالمين؟ وقال الله تعالى:
{أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ أَمْ جَاءَهُمْ مَا لَمْ يَأْتِ آبَاءَهُمُ الْأَوَّلِينَ} صدق الله العظيم [المؤمنون:68].

ألم تجدوا قول الإمام المهديّ هو ذات القول الذي قاله كافة الأنبياء والمُرسلين للعالمين؟ فانظروا إلى قولهم في محكم القرآن العظيم أستحلفكم بالله العظيم:
{لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ إِنِّيَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (59) قَالَ الْمَلأُ مِن قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ(60) قَالَ يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي ضَلاَلَةٌ وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ(61) أُبَلِّغُكُمْ رِسَالاَتِ ربّي وَأَنصَحُ لَكُمْ وَأَعْلَمُ مِنَ اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ(62) أَوَعَجِبْتُمْ أَن جَاءكُمْ ذِكْرٌ مِنْ ربِّكم عَلَى رَجُلٍ مِّنكُمْ لِيُنذِرَكُمْ وَلِتَتَّقُواْ وَلَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ(63) فَكَذَّبُوهُ فَأَنجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا إِنَّهُمْ كَانُواْ قَوْماً عَمِينَ(64) وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُوداً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ أَفَلاَ تَتَّقُونَ(65) قَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ وِإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الْكَاذِبِينَ(66) قَالَ يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي سَفَاهَةٌ وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ(67) أُبَلِّغُكُمْ رِسَالاتِ ربّي وَأَنَاْ لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ(68) أَوَعَجِبْتُمْ أَن جَاءكُمْ ذِكْرٌ مِنْ ربِّكم عَلَى رَجُلٍ مِّنكُمْ لِيُنذِرَكُمْ وَاذكُرُواْ إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاء مِن بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَسْطَةً فَاذْكُرُواْ آلاء اللّهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ(69) قَالُواْ أَجِئْتَنَا لِنَعْبُدَ اللّهَ وَحْدَهُ وَنَذَرَ مَا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ(70) قَالَ قَدْ وَقَعَ عَلَيْكُم مِنْ ربِّكم رِجْسٌ وَغَضَبٌ أَتُجَادِلُونَنِي فِي أَسْمَاء سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَآؤكُم مَّا نَزَّلَ اللّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ فَانتَظِرُواْ إِنِّي مَعَكُم مِّنَ الْمُنتَظِرِينَ(71) فَأَنجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا وَقَطَعْنَا دَابِرَ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَمَا كَانُواْ مُؤْمِنِينَ(72) وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحاً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءتْكُم بَيِّنَةٌ مِنْ ربِّكم هَـذِهِ نَاقَةُ اللّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللّهِ وَلاَ تَمَسُّوهَا بِسُوَءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ(73) وَاذْكُرُواْ إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاء مِن بَعْدِ عَادٍ وَبَوَّأَكُمْ فِي الأَرْضِ تَتَّخِذُونَ مِن سُهُولِهَا قُصُوراً وَتَنْحِتُونَ الْجِبَالَ بُيُوتاً فَاذْكُرُواْ آلاء اللّهِ وَلاَ تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ(74) قَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُواْ مِن قَوْمِهِ لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُواْ لِمَنْ آمَنَ مِنْهُمْ أَتَعْلَمُونَ أَنَّ صَالِحاً مُّرْسَلٌ مِّن رَّبِّهِ قَالُواْ إِنَّا بِمَا أُرْسِلَ بِهِ مُؤْمِنُونَ(75) قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُواْ إِنَّا بِالَّذِيَ آمَنتُمْ بِهِ كَافِرُونَ(76) فَعَقَرُواْ النَّاقَةَ وَعَتَوْاْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ وَقَالُواْ يَا صَالِحُ ائْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِن كُنتَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ(77) فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ(78) فَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ ربّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلَكِن لاَّ تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ(79) وَلُوطاً إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُم بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّن الْعَالَمِينَ(80) إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ النِّسَاء بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ(81) وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلاَّ أَن قَالُواْ أَخْرِجُوهُم مِّن قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ(82) فَأَنجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلاَّ امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ(83) وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِم مَّطَراً فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ(84) وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْباً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءتْكُم بَيِّنَةٌ مِنْ ربِّكم فَأَوْفُواْ الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ وَلاَ تَبْخَسُواْ النَّاسَ أَشْيَاءهُمْ وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ(85) وَلاَ تَقْعُدُواْ بِكُلِّ صِرَاطٍ تُوعِدُونَ وَتَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ مَنْ آمَنَ بِهِ وَتَبْغُونَهَا عِوَجاً وَاذْكُرُواْ إِذْ كُنتُمْ قَلِيلاً فَكَثَّرَكُمْ وَانظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ(86) وَإِن كَانَ طَآئِفَةٌ مِّنكُمْ آمَنُواْ بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ وَطَآئِفَةٌ لَّمْ يْؤْمِنُواْ فَاصْبِرُواْ حَتَّى يَحْكُمَ اللّهُ بَيْنَنَا وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ(87) قَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُواْ مِن قَوْمِهِ لَنُخْرِجَنَّكَ يَا شُعَيْبُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَكَ مِن قَرْيَتِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا قَالَ أَوَلَوْ كُنَّا كَارِهِينَ(88) قَدِ افْتَرَيْنَا عَلَى اللّهِ كَذِباً إِنْ عُدْنَا فِي مِلَّتِكُم بَعْدَ إِذْ نَجَّانَا اللّهُ مِنْهَا وَمَا يَكُونُ لَنَا أَن نَّعُودَ فِيهَا إِلاَّ أَن يَشَاءَ اللّهُ رَبُّنَا وَسِعَ رَبُّنَا كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً عَلَى اللّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ(89) وَقَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَوْمِهِ لَئِنِ اتَّبَعْتُمْ شُعَيْباً إِنَّكُمْ إِذاً لَّخَاسِرُونَ(90) فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ(91) الَّذِينَ كَذَّبُواْ شُعَيْباً كَأَن لَّمْ يَغْنَوْاْ فِيهَا الَّذِينَ كَذَّبُواْ شُعَيْباً كَانُواْ هُمُ الْخَاسِرِينَ(92) فَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالاَتِ ربّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ فَكَيْفَ آسَى عَلَى قَوْمٍ كَافِرِينَ(93) وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّبِيٍّ إِلاَّ أَخَذْنَا أَهْلَهَا بِالْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء لَعَلَّهُمْ يَضَّرَّعُونَ(94) ثُمَّ بَدَّلْنَا مَكَانَ السَّيِّئَةِ الْحَسَنَةَ حَتَّى عَفَواْ وَّقَالُواْ قَدْ مَسَّ آبَاءنَا الضَّرَّاء وَالسَّرَّاء فَأَخَذْنَاهُم بَغْتَةً وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ(95) وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَـكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ(96) أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَن يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتاً وَهُمْ نَآئِمُونَ(97) أَوَ أَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَن يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ(98) أَفَأَمِنُواْ مَكْرَ اللّهِ فَلاَ يَأْمَنُ مَكْرَ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ(99) أَوَلَمْ يَهْدِ لِلَّذِينَ يَرِثُونَ الأَرْضَ مِن بَعْدِ أَهْلِهَا أَن لَّوْ نَشَاء أَصَبْنَاهُم بِذُنُوبِهِمْ وَنَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لاَ يَسْمَعُونَ(100) تِلْكَ الْقُرَى نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَآئِهَا وَلَقَدْ جَاءتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانُواْ لِيُؤْمِنُواْ بِمَا كَذَّبُواْ مِن قَبْلُ كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللّهُ عَلَىَ قُلُوبِ الْكَافِرِينَ(101) وَمَا وَجَدْنَا لأَكْثَرِهِم مِّنْ عَهْدٍ وَإِن وَجَدْنَا أَكْثَرَهُمْ لَفَاسِقِينَ(102) ثُمَّ بَعَثْنَا مِن بَعْدِهِم مُّوسَى بِآيَاتِنَا إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَظَلَمُواْ بِهَا فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ(103) وَقَالَ مُوسَى يَا فِرْعَوْنُ إِنِّي رَسُولٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ(104) حَقِيقٌ عَلَى أَن لاَّ أَقُولَ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الحقّ} صدق الله العظيم [الأعراف:59-105].

ويا أمَّة الإسلام، فهل اختلفت دعوة الإمام المهديّ عن دعوة أنبياء الله ورسُله إليكم؟ فلماذا تُعظِّمون رُسل الله إليكم فتحصرون لهم الوسيلة إلى الله من دونكم، فأين تعظيمكم لربِّكم إن كنتم به مؤمنون؟ فاعبدوا الله ربّي وربّكم، وما جميع الأنبياء والمُرسلين والمهديّ المنتظر إلا عبيدٌ لله وبشرٌ مثلكم ندعوكم جميعاً أن تنضموا معنا لتحقيق الهدف من خلقنا فنكون عبيداً لله مُتنافسين إلى ربِّنا في حُبِّه وقربه ونعيم رضوان نفسه، وما أمرناكم أن تتّخذونا أرباباً من دون الله، فكيف نأمركم بالكفر؟ ونعوذُ بالله أن نكون من الجاهلين؛ بل أمرنا الله أن نكون من المُسلمين ولا نتعالى عليكم فنزعم أنّ الله حصريّاً لنا من دونكم وما يقول ذلك إلا مُفترٍ كذاب، فكيف يؤتيه الله الحكم والكتاب ومن ثم يقول اتَّخذوني إلهاً من دون الله؟ سبحانه وتعالى علواً كبيراً! وكيف تجتمع النور والظُلمات؟ وما كان لرجلٍ يؤتيه الله الحكم والكتاب أن يأمر أتباعه بتعظيمه بين يدي الله وهو ليس إلا عبدٌ من عبيد الله مهما كرّمه الله وقال الله تعالى:
{مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ} صدق الله العظيم [آل عمران:79].

فلماذا يا حبيبي في الله الدكتور أحمد الهواري تصدّ النَّاس عن التصديق وإتِّباع الإمام ناصر محمد اليماني وأنت من عُلماء الأمَّة وأنوار منابر بيوت الله، فهل دعوتُكم إلى عبادة الشيطان الرجيم، أم إنَّكم تجدونني أهدي بالقرآن المجيد إلى صراط العزيز الحميد؟ فلمَ تكرهون الحقّ حبيبي في الله؟ أم إنّكم لا تبصرون أساس دعوة الإمام ناصر محمد اليماني ولم تنظروا إلى البصيرة التي يحاج الناس بها الإمام ناصر محمد اليماني حُجّة الله عليكم وحُجّة رسوله وحُجّة المهديّ المنتظَر أن اُحاجّكم بالقرآن العظيم؛ ذكرِكم وذكر العالمين؟ فبأيّ كتاب تريدوني أن أُحاجّكم به حتى تؤمنوا، فهل تعلمون كتاباً هو أصدقُ من كتاب الله قيلاً؟ فأتوني به لأتَّبِعَه إن كنتم صادقين. وقال الله تعالى:
{وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا} صدق الله العظيم [النساء :122].

ولن تجدوا أهدى من القرآن سبيلاً، ولا نزال نُحاجُّكم بآيات كتاب الله المُحكمات فإذ أنتم تصدّون عن اتّباع كتاب الله صدوداً شديداً وتحسبون أنّكم مهتدون! هيهات هيهات.. فوالله ما اهتدى من أعرض عن اتّباع آيات كتاب الله المُحكمات البيِّنات لعالمكم وجاهلكم. وقال الله تعالى:
{يَا بَنِي آدَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي فَمَنِ اتَّقَى وَأَصْلَحَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ (35) وَالَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُواْ عَنْهَا أُوْلَـَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} صدق الله العظيم [الأعراف]، فلِمَ تصدّون عن الداعي إلى اتّباع آيات كتاب الله المحكمات هُنّ أُمّ الكتاب، أمْ في قلوبكم زيغٌ عن الحقّ؟ فما خطبكم وماذا دهاكم؟

وسبقت إلينا فتوى أنَّ الذي تسبَّب في حجب موقعنا بالمملكة العربيّة السعوديّة أنّهُ الدكتور أحمد الهواري ولكنّي قلت لمن أفتاني: الله أعلمُ فلا نُريد أن نظلم الرجل. وها هي تتكرر الحادثة فإذا بهذا الرجل الذي كان يريد أن يتبرّع لإنشاء قناة الإمام المهديّ يقول إنّ الذي صدّه عن ذلك هو الشيخ الدكتور أحمد الهواري! فيا أيّها الهواري فلتحضر إلينا لتُدافع عن نفسك إن كان الرجل ألقى عليك زوراً وبهتاناً ومن ثمّ يتبيّن لنا أحدكما أنّه لمن شياطين البشر أو كليكما فالله أعلم، فلن أحكم على الهواري حتى يأتي لموقعنا فيعترف إنّه هو من فعل ذلك وأنّ الرجل كان من الصادقين ومن ثم يفتينا الهواري عن سبب الصدّ عن ناصر محمد اليماني حتى ولو لم يكن الإمام المهديّ في نظر الهواري فكيف يصدّ عن رجل يقول ربّي الله ويقول للناس:
{اعْبُدُوا اللَّهَ ربّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ} [المائدة:72]؟.

فهل ترى يا حبيبي في الله الدكتور أحمد الهواري أنّه ينبغي الصدّ عن صاحب هذه الدعوة حتى ولو لم يكن الإمام المهديّ في نظر الهواري؟ أفلا تتّقِ الله الذي يدعوكم إليه ناصر محمد اليماني وما بعد الحقّ إلا الضلال. وقال الله تعالى:


{فَذَلِكُمُ الله رَبُّكُمُ الحقّ فَمَاذَا بَعْدَ الحقّ إِلاَّ الضَّلالُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ}
[يونس :32].
{ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ} [غافر:62].
{ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ} [الزمر:6].
{أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} صدق الله العظيم [الأعراف:54].

أم أنَّ الهواري يُريد أن يقاطعني فيقول: "ولكنّك تدعو إلى الله بغير بصيرةٍ من الله، وشرط الداعية إلى الله أن يدعو إلى الله على بصيرةٍ من الله. تصديقاً لقول الله تعالى:
{قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ} صدق الله العظيم [يوسف:108]".
ومن ثم يرد عليه الإمام ناصر محمد اليماني وأقول: فهل كان يدعوكم محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيحاجّ الناس بكتاب البُخاري ومُسلم أو كتاب بحار الأنوار من مؤلفات البشر الظنية؟ أم كان يدعوكم فيحاجِج الناس بكتاب الله القرآن العظيم؟ وقال الله تعالى:

{‏إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هَٰذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِي حَرَّمَهَا وَلَهُ كُلُّ شَيْءٍ ۖ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ‎﴿٩١﴾‏ وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآنَ ۖ فَمَنِ اهْتَدَىٰ فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ ۖ وَمَن ضَلَّ فَقُلْ إِنَّمَا أَنَا مِنَ الْمُنذِرِينَ ‎﴿٩٢﴾}‏ صدق الله العظيم [النمل].

وقال الله تعالى:
{‏وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ‏}‏ [الأعراف:204].

وقال الله تعالى:
{كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ (29)} ‏[ص].

{قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لَا تُؤْمِنُوا ۚ إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا ‎﴿١٠٧﴾‏ وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِن كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا ‎﴿١٠٨﴾‏ وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا ۩ ‎﴿١٠٩﴾}‏ [الإسراء].

وقال الله تعالى:
{‏وَإِذَا سَمِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُواْ مِنَ الْحَقِّ‏} [المائدة:83].

ولكن الذين يصدّون عن اتّباع كتاب الله القرآن العظيم كانوا كافرين. وقال الله تعالى:
{‏وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ‏} [فصلت:26].

{‏وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِّنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا‏}‏ صدق الله العظيم [الفرقان:30].

ولا نزال لم نحكم عليك أنّك من تسبب في إغلاق موقعنا بالمملكة العربيّة السعوديّة، ولا نزال لم نحكم عليكم أنّك من صدَدْت من كان يريد التبرع لإنشاء القناة، فالله أعلم فلا بدّ أن يكون أحدُكم بريئاً، ولا تزال التهمة موجهة للشيخ الدكتور أحمد الهواري حتى يأتي فيعترف أنّه من فعل ذلك ويبيِّن لنا سبب الصدّ عن المهديّ المنتظر أو ينكر أنَّه من أفتى هشام فيصبح هشام هو الكذاب الأشر وليس الدكتور عالِم المنبر وإلى الله تُرجع الأمور يعلمُ خائنة الأعين وما تخفي الصدور، والحمدُ لله أنَّ ذلك المكر لن يزيد أنصار المهديّ المنتظر إلا إيماناً وتثبيتاً على الحقّ المُبين صلى الله عليهم ونبيّه وملائكته ورُسله والمهديّ المنتظر ونسلمُ تسليماً، أولئك صفوة البشريّة وخير البريّة الذين اتّبعوا ذِكر ربّهم فهم يعلمون كيف صارت قلوبهم من بعد اتّباع ناصر محمد اليماني، فقد صارت إذاً ليِّنَة لذكر الله وسرعان ما تنهمر أعينهم بالدمع ممّا عرفوا من الحقّ ويزيدهم البيان الحقّ خشوعاً فذلك هُدى الله يهدي به من يشاء أن يهتدي إلى الحقّ من عباده، والذين أزاغوا عن الحقّ أزاغ الله قلوبهم وأعمى بصائرهم وأصمّ آذانهم وجعل القرآن عليهم عمًى ولا يزيدهم إلا رجساً إلى رجسهم حتى يموتوا بغيظهم وهمهم بما لم ينالوا.

وأما بالنسبة للمكر ضدّ المهديّ المنتظر فأقول لهم ما قاله رسل الله من قبل المهديّ المنتظر:
{قَالَ إِنِّي أُشْهِدُ اللَّهَ وَاشْهَدُوا أَنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ ﴿٥٤﴾ مِن دُونِهِ ۖ فَكِيدُونِي جَمِيعًا ثُمَّ لَا تُنظِرُونِ ﴿٥٥﴾ إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ ربّي وَرَبِّكُم ۚ مَّا مِن دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا ۚ إِنَّ ربّي عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿٥٦﴾} صدق الله العظيم [هود].

وأما التبرّع للقناة الفضائيّة فسوف أصبر حتى ينظر الله في الأمر فلا تحرجوني فلن أقبل أن يُهينَني عبدةُ الدرهم والدينار إن أعطوا منها رضوا وإذا لم يعطوا منها فإذا هم يسخطون ويقولون أنّنا نشحت الناس أو ننصب عليهم حين يجدون إعلاناً لطلب التبرع لإنشاء القناة الفضائية فيكفيني ما لاقيتُه من الأذى بسبب ذلك؛ بل إذا شاء الله فسوف يُيَسِّر لعبده إنشاء قناةٍ فضائيةٍ حُرةٍ ينطق عبرها للعالمين بالبيان الحقّ للقرآن العظيم ويُمكِّنه من شرائها إن الله يرزق من يشاء بغير حساب وسوف يهب لي الله من فضله كيف يشاء من غير أن نجعل ذلك إعلاناً في موقعنا لطلب التبرع فقد عزفت نفسي من ذلك وأبت واستغنيتُ بالله الذي يرزق من يشاء بغير حساب الذي آتاني الفصاحة وفصل الخطاب وعلّمني البيان الحقّ للكتاب ذكرى لأولي الألباب.

وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله رب العالمين ..
الذليل على المؤمنين العزيز على الكافرين؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
________________

آخر تحديث: 14-09-2022 01:25 AM