الموضوع: الرد على المحترف أصحاب الأخدود هم الملك تُبَّعٍ وقومه وهو أحد ملوك اليمن الجبابرة بعث الله إليه نبياً فكذّبوه

1

الرد على (المحترف): أصحاب الأخدود هم الملك تُبَّعٍ وقومه، وهو أحد ملوك اليمن الجبابرة بعث الله إليه نبياً فكذّبوه..



الردّ على (المحترف):
أصحاب الأخدود هم الملك تُبَّعٍ وقومه، وهو أحد ملوك اليمن الجبابرة بعث الله إليه نبياً فكذّبوه


-1-
[ لمتابعة رابط المشاركـــــــــــة الأصليِّة للبيـــــــــــــــان ]

https://mahdialumma.online/showthread.php?p=56260

الإمام ناصر محمد اليماني
28 - 09 - 1433 هـ
16 - 08 - 2012 مـ
12:24 مساءً
ـــــــــــــــــــــ



ردّ الإمام المهديّ على المحترف ..


بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على كافة أنبياء الله ورسله وآلهم الطيبين والتابعين الحقّ إلى يوم الدين، أمّا بعد..

سلامُ الله عليكم ورحمة الله وبركاته أحبتي الأنصار السابقين الأخيار في عصر الحوار من قبل الظهور، وكل عام وأنتم طيّبون وعلى الحقّ ثابتون، وأما بالنسبة (للمحترف) فلم يأتِكم باحثاً عن الحقّ في موقع المهديّ المنتظَر بل جاءكم متحدِّياً ليثبت لكم عذاب القبر وأنّه روضةٌ من رياض الجنّة أو حفرةٌ من حفر النيران، وكأنّه في رهانٍ على أنْ يأتي بالبرهان لعذاب القبر من القرآن!

ويا (محترف)، من غير لفٍ ولا دوران تفضل آتنا بكافة براهينك لإثبات العذاب البرزخي من بعد الموت أنّه في القبر، ولكن الإمام المهديّ يفتي بالعذاب من بعد الموت إنّه في النار في ذات النار الكبرى يوم يزور جسده حفرة السوءة فتصعد روحه إلى سجّين، وهي سجن الله النار المؤصدة. وعلى كل حالٍ إنّما البيان الحقّ لقول الله تعالى:
{أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ‌ ﴿١﴾ حَتَّىٰ زُرْ‌تُمُ الْمَقَابِرَ‌ ﴿٢﴾} [التكاثر].

أي ألهاهم السعيُّ في الحياة الدنيا لتكاثر الأموال من أجل التفاخر بزينة الحياة الدنيا فألهاهم ذلك عن العمل من أجل الحكمة التي أوجد الله الخلق من أجله في هذه الحياة الدنيا. وأما قوله تعالى:
{حَتَّىٰ زُرْ‌تُمُ الْمَقَابِرَ‌ ﴿٢﴾} أي: حتى أدرككم الموت وحُملت أجسادكم إلى المقابر.

ولكن بيان، أين تذهب الروح من بعد الموت؟ سوف نفصّله من القرآن العظيم تفصيلاً بما لم تكن تحتسب يا (محترف)، فكن محترفاً كيفما تشاء فنحن لها بالحقّ بإذن الله، ولسوف ترى كيف سينسف الإمام المهديّ عقيدتكم بأنّ العذاب في القبر نسفاً بآيات محكماتٍ بيّناتٍ من آيات أمّ الكتاب لا يزغ عمّا جاء فيهنّ إلا الفاسقون.

وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله رب العالمين..
خليفة الله وعبده؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
ــــــــــــــــــــــ

آخر تحديث: 29-01-2021 08:36 PM
2

ردّ الإمام المهدي من المصحف غير المزيّف ولا المحرّف إلى المحترف..

-2-
[ لمتابعة رابط المشاركـــــــــــة الأصليِّة للبيـــــــــــــــان ]
https://mahdialumma.online/showthread.php?p=56962

الإمام ناصر محمد اليماني
03 - 10 - 1433 هـ
21 - 08 - 2012 مـ
09:38 صباحاً
ـــــــــــــــــــــ



ردّ الإمام المهديّ من المصحف غير المزيّف ولا المحرّف إلى (المحترف) ..

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على كافة أنبياء الله ورسله من أوّلهم إلى خاتمهم محمد رسول الله وآلهم الطيبين والتابعين الحقّ إلى يوم الدين، أمّا بعد..

ويا أيها المحترف، إنّ الإمام المهديّ لم يظلمك شيئاً حين ظننت أنك جئتنا لتجادلنا في عذاب القبر كونك وضعت سؤالاً واحداً متكرراً نسخٌ ولصقٌ عدة مرات عن آيات في سورة التكاثر
{أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ‌ ﴿١﴾ حَتَّىٰ زُرْ‌تُمُ الْمَقَابِرَ‌ ﴿٢﴾}، وبما أنّ أصحاب عقيدة عذاب القبر في حفرة السوءة قد تأسست عقيدتهم على فهمهم لهذه السورة ويستدلون بأحاديث الفتنة الموضوعة في أنّ العذاب من بعد الموت في حفرة السوءة، فانظر قولهم كما يلي:
(القول في تأويل قوله جل ثناؤه وتقدست أسماؤه: ( ألهاكم التكاثر (1) حتى زرتم المقابر (2) كلا سوف تعلمون (3) ثم كلا سوف تعلمون (4) كلا لو تعلمون علم اليقين (5) لترون الجحيم (6) ثم لترونها عين اليقين (7) ثم لتسألن يومئذ عن النعيم (8) ). يقول تعالى ذكره: ألهاكم أيها الناس المباهاة بكثرة المال والعدد عن طاعة ربكم ، وعما ينجيكم من سخطه عليكم. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
ذكر من قال ذلك: حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة (ألهاكم التكاثر حتى زرتم المقابر) قال: كانوا يقولون: نحن أكثر من بني فلان، ونحن أعد من بني فلان، وهم كل يوم يتساقطون إلى آخرهم، والله ما زالوا كذلك حتى صاروا من أهل القبور كلهم.
حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة (ألهاكم التكاثر) قالوا: نحن أكثر من بني فلان، وبنو فلان أكثر من بني فلان، ألهاهم ذلك حتى ماتوا ضلالا. وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم كلام يدل على أن معناه التكاثر بالمال.
ذكر الخبر بذلك: حدثنا أبو كريب، قال: ثنا وكيع، عن هشام الدستوائي، عن قتادة، عن [ص:580] مطرف بن عبد الله بن الشخير، عن أبيه أنه انتهى إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وهو يقرأ: (ألهاكم التكاثر حتى زرتم المقابر) قال: "ابن آدم، ليس لك من مال إلا ما أكلت فأفنيت، أو لبست فأبليت، أو تصدقت فأمضيت".
حدثنا محمد بن خلف العسقلاني، قال: ثنا آدم، قال: ثنا حماد بن سلمة، عن ثابت البناني، عن أنس بن مالك، عن أبي بن كعب، قال: كنا نرى أن هذا الحديث من القرآن: "لو أن لابن آدم واديين من مال، لتمنى واديا ثالثا، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب، ثم يتوب الله على من تاب" حتى نزلت هذه السورة: (ألهاكم التكاثر) إلى آخرها. وقوله صلى الله عليه وسلم بعقب قراءته "ألهاكم" ليس لك من مالك إلا كذا وكذا، ينبئ أن معنى ذلك عنده: ألهاكم التكاثر: المال. وقوله: (حتى زرتم المقابر) يعني: حتى صرتم إلى المقابر فدفنتم فيها; وفي هذا دليل على صحة القول بعذاب القبر؛ لأن الله تعالى ذكره، أخبر عن هؤلاء القوم الذين ألهاهم التكاثر، أنهم سيعلمون ما يلقون إذا هم زاروا القبور وعيدا منه لهم وتهددا. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
ذكر من قال ذلك: حدثنا أبو كريب، قال: ثنا ابن عطية، عن قيس، عن حجاج، عن المنهال، عن زر، عن علي، قال: كنا نشك في عذاب القبر، حتى نزلت هذه الآية: (ألهاكم التكاثر)... إلى (كلا سوف تعلمون) في عذاب القبر.
حدثنا ابن حميد، قال: ثنا حكام بن سلم، عن عنبسة، عن ابن أبي ليلى، عن المنهال، عن زر، عن علي، قال: نزلت (ألهاكم التكاثر) في عذاب القبر.
حدثنا ابن حميد، قال: ثنا حكام، عن عمرو، عن الحجاج، عن المنهال بن عمرو، عن زر، عن علي، قال: ما زلنا نشك في عذاب القبر، حتى نزلت: (ألهاكم التكاثر حتى زرتم المقابر). وقوله: (كلا سوف تعلمون) يعني تعالى ذكره بقوله: كلا ما هكذا ينبغي أن تفعلوا، أن يلهيكم التكاثر. وقوله: (سوف تعلمون) يقول جل ثناؤه: سوف تعلمون إذا زرتم المقابر، أيها الذين ألهاهم التكاثر، غب فعلكم، واشتغالكم بالتكاثر في الدنيا عن طاعة الله ربكم. [ص:581]. وقوله: ( ثم كلا سوف تعلمون ) يقول: ثم ما هكذا ينبغي أن تفعلوا أن يلهيكم التكاثر بالأموال، وكثرة العدد، سوف تعلمون إذا زرتم المقابر، ما تلقون إذا أنتم زرتموها، من مكروه اشتغالكم عن طاعة ربكم بالتكاثر. وكرر قوله: (كلا سوف تعلمون) مرتين؛ لأن العرب إذا أرادت التغليظ في التخويف والتهديد كرروا الكلمة مرتين.
وروي عن الضحاك في ذلك ما حدثنا به ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن أبي سنان، عن ثابت، عن الضحاك (كلا سوف تعلمون) قال: الكفار (ثم كلا سوف تعلمون) قال: المؤمنون. وكذلك كان يقرأها. وقوله: (كلا لو تعلمون علم اليقين) يقول تعالى ذكره: ما هكذا ينبغي أن تفعلوا، أن يلهيكم التكاثر أيها الناس، لو تعلمون أيها الناس علما يقينا، أن الله باعثكم يوم القيامة من بعد مماتكم من قبوركم ما ألهاكم التكاثر عن طاعة الله ربكم، ولسارعتم إلى عبادته، والانتهاء إلى أمره ونهيه، ورفض الدنيا إشفاقا على أنفسكم من عقوبته. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
ذكر من قال ذلك: حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة (كلا لو تعلمون علم اليقين) كنا نحدث أن علم اليقين: أن يعلم أن الله باعثه بعد الموت. وقوله: ( لترون الجحيم ) اختلفت القراء في قراءة ذلك; فقرأته قراء الأمصار: (لترون الجحيم) بفتح التاء من (لترون) في الحرفين كليهما، وقرأ ذلك الكسائي بضم التاء من الأولى، وفتحها من الثانية. والصواب عندنا في ذلك الفتح فيهما كليهما؛ لإجماع الحجة عليه. وإذا كان ذلك كذلك، فتأويل الكلام: لترون أيها المشركون جهنم يوم القيامة، ثم لترونها عيانا لا تغيبون عنها.
حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس قوله: (ثم لترونها عين اليقين) يعني: أهل الشرك. وقوله: (ثم لتسألن يومئذ عن النعيم) يقول: ثم ليسألنكم الله عز وجل عن النعيم الذي كنتم فيه في الدنيا: ماذا عملتم فيه، من أين وصلتم إليه، وفيم أصبتموه، وماذا عملتم به. [ص:582]. واختلف أهل التأويل في ذلك النعيم ما هو؟ فقال بعضهم : هو الأمن والصحة.
ذكر من قال ذلك: حدثني عباد بن يعقوب، قال: ثنا محمد بن سليمان، عن ابن أبي ليلى، عن الشعبي، عن ابن مسعود، في قوله: (ثم لتسألن يومئذ عن النعيم) قال: الأمن والصحة.
حدثنا أبو كريب، قال: ثنا حفص، عن ابن أبي ليلى، عن الشعبي، عن عبد الله، مثله.
حدثني علي بن سعيد الكندي، قال: ثنا محمد بن مروان، عن ليث، عن مجاهد (ثم لتسألن يومئذ عن النعيم) قال: الأمن والصحة.
حدثنا ابن بشار، قال: ثنا أبو عاصم. قال: ثنا سفيان، قال: بلغني في قوله: (لتسألن يومئذ عن النعيم) قال: الأمن والصحة.
حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن إسماعيل بن عياش، عن عبد العزيز بن عبد الله، قال: سمعت الشعبي يقول: النعيم المسئول عنه يوم القيامة: الأمن والصحة. قال: ثنا مهران، عن خالد الزيات، عن ابن أبي ليلى، عن عامر الشعبي، عن ابن مسعود، مثله. قال: ثنا مهران، عن سفيان (ثم لتسألن يومئذ عن النعيم) قال: الأمن والصحة. وقال آخرون: بل معنى ذلك: ثم ليسئلن يومئذ عما أنعم الله به عليهم مما وهب لهم من السمع والبصر وصحة البدن.
ذكر من قال ذلك: حدثني علي، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن علي، عن ابن عباس، في قوله: (ثم لتسألن يومئذ عن النعيم) قال: النعيم: صحة الأبدان والأسماع والأبصار، قال: يسأل الله العباد فيم استعملوها، وهو أعلم بذلك منهم، وهو قوله: (إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا).
حدثني إسماعيل بن موسى الفزاري، قال: أخبرنا عمر بن شاكر، عن الحسن قال: كان يقول في قوله: (ثم لتسألن يومئذ عن النعيم) قال: السمع والبصر، وصحة البدن. [ص:583]. وقال آخرون: هو العافية.
ذكر من قال ذلك: حدثني عباد بن يعقوب، قال: ثنا نوح بن دراج، عن سعد بن طريف، عن أبي جعفر (ثم لتسألن يومئذ عن النعيم) قال: العافية. وقال آخرون: بل عني بذلك: بعض ما يطعمه الإنسان، أو يشربه.
ذكر من قال ذلك: حدثنا ابن بشار، قال ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا سفيان، عن بكير بن عتيق، قال: رأيت سعيد بن جبير أتي بشربة عسل، فشربها، وقال: هذا النعيم الذي تسألون عنه.
حدثني علي بن سهل الرملي، قال: ثنا الحسن بن بلال، قال: ثنا حماد بن سلمة، عن عمار بن أبي عمار، قال: سمعت جابر بن عبد الله يقول: أتانا النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر رضي الله عنهما، فأطعمناهم رطبا، وسقيناهم ماء، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "هذا من النعيم الذي تسألون عنه".
حدثنا جابر بن الكردي، قال: ثنا يزيد بن هارون، قال: ثنا حماد بن سلمة، عن عمار بن أبي عمار، قال: سمعت جابر بن عبد الله يقول: أتانا النبي صلى الله عليه وسلم، فذكر نحوه.
حدثني الحسن بن علي الصدائي، قال: ثنا الوليد بن القاسم، عن يزيد بن كيسان، عن أبي حازم، عن أبي هريرة، قال: بينما أبو بكر وعمر رضي الله عنهما جالسان؛ إذ جاء النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: "ما أجلسكما هاهنا؟" قالا: الجوع. قال: "والذي بعثني بالحق ما أخرجني غيره" فانطلقوا حتى أتوا بيت رجل من الأنصار، فاستقبلتهم المرأة، فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: "أين فلان؟" فقالت: ذهب يستعذب لنا ماء، فجاء صاحبهم يحمل قربته، فقال: مرحبا، ما زار العباد شيء أفضل من شيء زارني اليوم، فعلق قربته بكرب نخلة، وانطلق فجاءهم بعذق، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "ألا كنت اجتنيت؟" فقال: أحببت أن [ص:584] تكونوا الذين تختارون على أعينكم، ثم أخذ الشفرة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "إياك والحلوب" فذبح لهم يومئذ، فأكلوا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "لتسألن عن هذا يوم القيامة، أخرجكم من بيوتكم الجوع، فلم ترجعوا حتى أصبتم هذا، فهذا من النعيم".
حدثنا أبو كريب، قال: ثنا يحيى بن أبي بكير، قال ثنا شيبان بن عبد الرحمن، عن عبد الملك بن عمير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي بكر وعمر: "انطلقوا بنا إلى أبي الهيثم بن التيهان الأنصاري"، فانطلق بهم إلى ظل حديقته، فبسط لهم بساطا، ثم انطلق إلى نخلة، فجاء بقنو، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فهلا تنقيت لنا من رطبه؟" فقال: أردت أن تخيروا من رطبه وبسره، فأكلوا وشربوا من الماء; فلما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: "هذا والذي نفسي بيده من النعيم، الذي أنتم فيه مسئولون عنه يوم القيامة، هذا الظل البارد، والرطب البارد، عليه الماء البارد".
حدثني صالح بن مسمار المروزي، قال: ثنا آدم بن أبي إياس، قال: ثنا شيبان، قال: ثنا عبد الملك بن عمير، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بنحوه، إلا أنه قال في حديثه: "ظل بارد، ورطب بارد، وماء بارد".
حدثنا علي بن عيسى البزاز، قال: ثنا سعيد بن سليمان، عن حشرج بن نباتة، قال: ثنا أبو بصيرة عن أبي عسيب، مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: مر النبي صلى الله عليه وسلم حتى دخل حائطا لبعض الأنصار، فقال لصاحب الحائط: "أطعمنا بسرا" فجاء بعذق فوضعه، فأكل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، ثم دعا بماء بارد فشرب، فقال: "لتسألن عن هذا يوم القيامة" فأخذ عمر العذق، فضرب به الأرض حتى تناثر البسر، ثم قال: يا رسول الله، إنا لمسئولون عن هذا؟ قال: "نعم، إلا من كسرة يسد بها جوعة، أو حجر يدخل فيه من الحر والقر".
حدثني سعيد بن عمرو السكوني، قال: ثنا بقية، عن حشرج بن نباتة، قال: حدثني أبو بصيرة، عن أبي عسيب مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: مر بي النبي صلى الله عليه وسلم، فدعاني وخرجت ومعه أبو بكر وعمر [ص:585] رضي الله عنهما، فدخل حائطا لبعض الأنصار، فأتي ببسر عذق منه، فوضع بين يديه، فأكل هو وأصحابه، ثم دعا بماء بارد، فشرب، ثم قال: "لتسألن عن هذا يوم القيامة" فقال عمر: عن هذا يوم القيامة؟ فقال: "نعم، إلا من ثلاثة: خرقة كف بها عورته، أو كسرة سد بها جوعتة، أو جحر يدخل فيه من الحر والقر".
حدثني يعقوب، قال: ثنا ابن علية، عن الجريري، عن أبي بصيرة، قال: أكل رسول الله صلى الله عليه وسلم وناس من أصحابه أكلة من خبز شعير لم ينخل بلحم سمين، ثم شربوا من جدول، فقال: "هذا كله من النعيم الذي تسألون عنه يوم القيامة".
حدثنا مجاهد بن موسى، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا محمد بن عمرو، عن صفوان بن سليم، عن محمد بن محمود بن لبيد، قال: "لما نزلت (ألهاكم التكاثر) فقرأها حتى بلغ: (لتسألن يومئذ عن النعيم) قالوا: يا رسول الله، عن أي النعيم نسأل، وإنما هو الأسودان: الماء، والتمر، وسيوفنا على عواتقنا، والعدو حاضر! قال: "إن ذلك سيكون".
حدثني يعقوب بن إبراهيم والحسين بن علي الصدائي، قالا ثنا شبابة بن سوار، قال: ثني عبد الله بن العلاء أبو رزين الشامي، قال: ثنا الضحاك بن عرزم، قال: سمعت أبا هريرة يقول: قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن أول ما يسأل عنه العبد يوم القيامة من النعيم أن يقال له: ألم نصح لك جسمك، وترو من الماء البارد"؟
حدثني يعقوب، قال: ثنا ابن علية، قال: ثنا ليث، عن مجاهد، قال: قال أبو معمر عبد الله بن سخبرة: ما أصبح أحد بالكوفة إلا ناعما، إن أهونهم عيشا الذي يأكل خبز البر، ويشرب ماء الفرات، ويستظل من الظل، وذلك من النعيم.
حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن إسماعيل بن عياش، عن عبد الرحمن بن الحارث التميمي، عن ثابت البناني، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "النعيم: المسئول عنه يوم القيامة: كسرة تقويه، وماء يرويه، وثوب يواريه". قال: ثنا مهران، عن إسماعيل بن عياش، عن بشر بن عبد الله بن بشار، قال: سمعت بعض أهل يمن يقول: سمعت أبا أمامة يقول: النعيم المسئول عنه يوم القيامة: خبز البر، والماء العذب.
قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن بكير بن عتيق العامري، قال: أتي سعيد [ص:586] بن جبير بشربة عسل، فقال: أما إن هذا النعيم الذي نسأل عنه يوم القيامة (ثم لتسألن يومئذ عن النعيم).
حدثنا أبو كريب، قال: ثنا وكيع، عن سفيان، عن بكير بن عتيق، عن سعيد بن جبير، أنه أتي بشربة عسل، فقال: هذا من النعيم الذي تسألون عنه. وقال آخرون: ذلك كل ما التذه الإنسان في الدنيا من شيء.
ذكر من قال ذلك: حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى; وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قول الله: (ثم لتسألن يومئذ عن النعيم) قال: عن كل شيء من لذة الدنيا.
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: (ثم لتسألن يومئذ عن النعيم) إن الله عز وجل سائل كل عبد عما استودعه من نعمه وحقه.
حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة ( ثم لتسألن يومئذ عن النعيم ) قال: إن الله تعالى ذكره سائل كل ذي نعمة فيما أنعم عليه. وكان الحسن وقتادة يقولان: ثلاث لا يسأل عنهن ابن آدم، وما خلاهن فيه المسألة والحساب إلا ما شاء الله: كسوة يواري بها سوءته، وكسرة يشد بها صلبه، وبيت يظله. والصواب من القول في ذلك: أن يقال: إن الله أخبر أنه سائل هؤلاء القوم عن النعيم، ولم يخصص في خبره أنه سائلهم عن نوع من النعيم دون نوع، بل عم بالخبر في ذلك عن الجميع، فهو سائلهم كما قال عن جميع النعيم، لا عن بعض دون بعض.)
انتهــى التفسير الباطل..

وإلى بيان الإمام المهديّ، حقيق لا أقول على الله إلا الحقّ، أمّا بعد..
{أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ‌ ﴿١﴾ حَتَّىٰ زُرْ‌تُمُ الْمَقَابِرَ‌ ﴿٢﴾} [التكاثر]. والسؤال الذي يطرح نفسه: فما هو التكاثر، وعن ماذا ألهاهم؟ ونأتي أولاً بالبيان الحقّ من محكم الكتاب عن المقصود بالتكاثر، ويقصد به السعيُ وراء تكاثر الأموال وزينة الحياة الدنيا من النساء والأولاد، فألهتهم الحياة الدنيا عن الهدف الذي خلقهم الله من أجله. وتجدون البرهان في قول الله تعالى: {اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرّاً ثُمَّ يَكُونُ حُطَاماً وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ (20)} صدق الله العظيم [الحديد].

والبيان الحقّ لقوله تعالى:
{أَلْهَاكُمُ} أي: ألهتهم زينة الحياة الدنيا عن تحقيق الحكمة من خلقهم فلم يذكروا الله فيتمتعوا بنعيم رضوانه. وقال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ} صدق الله العظيم [المنافقون:9].

ولكنه قد ألهاهم التكاثر عن النّعيم الأعظم من زينة الحياة الدنيا حتى أدركهم الموت، ولا يَعي تعريف الإمام المهديّ للنّعيم الأعظم إلا قومٌ يحبّهم الله ويحبّونه فهم يعلمون بما في أنفسهم، وعلى كل حالٍ لا نطيل عليك حتى لا تملّ وأقلّ الناس علماً الملول الكسول، ومن ثم نأتي لسؤال المحترف عن قول الله تعالى:
{وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ ﴿٨﴾ بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ ﴿٩﴾} صدق الله العظيم [التكوير].

وهي الطفلة البريئة التي يدسُّونها في التراب. تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَإِذَا بُشِّرَ‌ أَحَدُهُم بِالْأُنثَىٰ ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ ﴿٥٨﴾ يَتَوَارَ‌ىٰ مِنَ الْقَوْمِ مِن سُوءِ مَا بُشِّرَ‌ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَىٰ هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَ‌ابِ أَلَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ ﴿٥٩﴾} صدق الله العظيم [النحل].

وأما البيان الحقّ لقول الله تعالى:
{قُتِلَ أَصْحَابُ الأُخْدُودِ (4) النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ (5) إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ (6) وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ (7) وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلاَّ أَن يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (8) الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ(9)} صدق الله العظيم [البروج].

فأمّا المؤمنون فهم أتباع أحدِ الأنبياء من الذين أُخفيت قصصهم. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ فَإِذَا جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ قُضِيَ بِالْحَقِّ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْمُبْطِلُونَ} صدق الله العظيم [غافر:78].

ومن الذين لم يذكر الله قصّتَهم كمثل قصة أصحاب الكهف وقومهم بالتفصيل، وكذلك قصّة أصحاب الأخدود، غير
إننا نعلمها في أسرار القرآن العظيم أنّ أصحاب الأخدود هم الملك تُبَّعٍ وقومه، وهو أحد ملوك اليمن الجبابرة بعث الله إليه نبياً فكذّبوه فكانوا أشدّ بطشاً في البلاد، وحفروا لأتباع النّبيّ أخدوداً وملأوه بالجحيم، وكانوا يقذفون بمن آمن واتَّبع نبيَّهم في نار الجحيم.

ولربّما يودّ أحد السائلين أن يقول: "يا ناصر محمد، وهل قوم تُبَّعٍ أهلكهم الله كما أهلك فرعون وقومه؟". ومن ثمّ نردّ عليه من محكم الكتاب ونقول:
{أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ أَهْلَكْنَاهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ (37)} صدق الله العظيم [الدخان].

فأهلكه الله وقومه وأورث ذلك النّبيّ مُلْكَ تُبَّعٍ الحِمْيَري، وكان مُلْكاً كبيراً ومالاً وفيراً، ولا أعلم أن المَلِك تُبَّعٍ اليماني أسلم كما يعتقد الذين يقولون على الله ما لا يعلمون؛ بل المَلِك تُبَّعٍ وقومه من الذين كذّبوا برسل ربهم فحقّ وعيد. وقال الله تعالى:
{وَقَوْمُ تُبَّعٍ كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ} صدق الله العظيم [ق:14].

ولربّما يودّ أن يقاطعني أحد الذين يتَّبعون الأحاديث المخالفة لمحكم القرآن العظيم فيقول: إليك الأحاديث عن النّبيّ في شأن تُبَّعٍ:
التحليل الموضوعي
4674 حدثنا محمد بن المتوكل العسقلاني ومخلد بن خالد الشعيري المعنى قال حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن ابن أبي ذئب عن سعيد بن أبي سعيد عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أدري أتبع لعين هو أم لا وما أدري أعزير نبي هو أم لا
الحاشية رقم:1
(ما أدري أتبع لعين هو أم لا): هذا قبل أن يوحى إليه شأن تبع. وقد روى أحمد من حديث سهل بن سعد الساعدي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تسبوا تبعا فإنه كان قد أسلم وروى الطبراني من حديث ابن عباس مثله. وروى ابن مردويه من حديث أبي هريرة مثله كذا في مرقاة الصعود (وما أدري أعزير نبي هو أم لا): قال الحافظ أبو الفضل العراقي في أماليه في رواية الحاكم في المستدرك بدله وما أدري ذا القرنين نبيا كان أم لا وزاد فيه وما أدري الحدود كفارات لأهلها أم لا ورويناه بتمامه بذكر تبع وعزير وذي القرنين والحدود في تفسير ابن مردويه من رواية محمد بن أبي السري عن عبد الرزاق قال ثم أعلم الله نبيه أن الحدود كفارات وأن تبعا أسلم. كذا في مرقاة الصعود.
وقال الحافظ ابن كثير في تفسير سورة الدخان: أخرج ابن عساكر في تاريخه من طريق عبد الرزاق عن معمر عن ابن أبي ذئب عن المقبري عن أبي هريرة رضي الله [ص:336] عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما أدري الحدود طهارة لأهلها أو لا، ولا أدري تبع لعينا كان أم لا، ولا أدري ذو القرنين نبيا كان أم ملكا وقال غيره عزيرا كان نبيا أم لا كذا رواه ابن أبي حاتم عن محمد بن حماد الظهراني عن عبد الرزاق. قال الدارقطني: تفرد به عبد الرزاق. ثم روى ابن عساكر من طريق محمد بن كريب عن أبيه عن ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعا عزير لا أدري أنبيا أم لا، ولا أدري ألعن تبعا أم لا ثم أورد ما جاء في النهي عن سبه ولعنته. وقال قتادة: ذكر لنا أن كعبا كان يقول في تبع الرجل الصالح ذم الله تعالى قومه ولم يذمه. قال وكانت عائشة رضي الله عنها تقول "لا تسبوا تبعا فإنه قد كان رجلا صالحا". وقال ابن أبي حاتم حدثنا أبو زرعة حدثنا صفوان حدثنا الوليد حدثنا عبد الله بن لهيعة عن أبي زرعة يعني عمرو بن جابر الحضرمي قال سمعت سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تسبوا تبعا فإنه قد كان أسلم ورواه الإمام أحمد في مسنده عن حسن بن موسى عن ابن لهيعة به. وقال الطبراني حدثنا أحمد بن علي الأبار حدثنا أحمد بن محمد بن أبي برزة حدثنا مؤمل بن إسماعيل حدثنا سفيان عن سماك بن حرب عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تسبوا تبعا فإنه قد أسلم. وقال عبد الرزاق أيضا أخبرنا معمر عن ابن أبي ذئب عن المقبري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أدري تبع نبيا كان أم غير نبي وتقدم بهذا السند من رواية ابن أبي حاتم كما أورده ابن عساكر لا أدري تبع كان لعينا أم لا. ورواه ابن عساكر من طريق زكريا بن يحيى المدني عن عكرمة عن ابن عباس موقوفا. وقال عبد الرزاق أخبرنا عمران أبو الهذيل أخبرني تميم بن عبد الرحمن قال: قال عطاء بن أبي رباح لا تسبوا تبعا فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن سبه انتهى كلامه والحديث سكت عنه المنذري
اِنـتهـى..

ومن ثم يردّ عليهم الإمام المهديّ ونقول لهم: اتقوا الله فكيف لا يعلم محمدٌ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هل تُبَّعٍ كان مَلكاً كافراً أم مسلماً! ومرةً أخرى يقول فلا أعلم تُبَّعٍ أسلم أم لا! ما لكم تتّبعون ما يخالف للعقل والمنطق أفلا تعقلون؟ فانظروا للروايتين:
(ثم روى ابن عساكر من طريق محمد بن كريب عن أبيه عن ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعا عزير لا أدري أنبيا أم لا، ولا أدري ألعن تبعا أم لا)وحديث آخر يقول: (حدثنا محمد بن المتوكل العسقلاني ومخلد بن خالد الشعيري المعنى قال حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن ابن أبي ذئب عن سعيد بن أبي سعيد عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أدري أتبع لعين هو أم لا وما أدري أعزير نبي هو أم لا).
اِنتهى الافتراء
ومن ثم نفتيهم بالحقّ من محكم كتاب الله ونقول: كلٌ كذب الرسل تُبَّعٌ وقومُه. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَقَوْمُ تُبَّعٍ كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ} صدق الله العظيم [ق:14].

وهنا فتوى من الله عن الأمم المكذِّبة ومنهم تُبَّعٍ وقومه. تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَقَوْمُ تُبَّعٍ كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ} صدق الله العظيم [ق:14]، ويعلم الله بما سوف تزعمون، ولذلك قال الله تعالى: {وَقَوْمُ تُبَّعٍ كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ} صدق الله العظيم [ق:14].

ورغم أنه قد أفتى بتكذيبهم قُبَيل ذكرهم. وقال الله تعالى:
{كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَأَصْحَابُ الرَّ‌سِّ وَثَمُودُ ﴿١٢﴾ وَعَادٌ وَفِرْ‌عَوْنُ وَإِخْوَانُ لُوطٍ ﴿١٣﴾ وَأَصْحَابُ الْأَيْكَةِ وَقَوْمُ تُبَّعٍ كُلٌّ كَذَّبَ الرُّ‌سُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ ﴿١٤﴾} صدق الله العظيم [ق].

فانظروا لقول الله تعالى:
{كَذَّبَتْ}، والسؤال الذي يطرح نفسه هو: فلماذا ذكر أنهم مكذِّبين مرتين في نفس الموضع؟ والجواب إنّما يقصد في التأكيد الأخير أي المَلك تُبَّعٍ وقومه، كون الله علم بما سوف تزعمون، ولذلك قال الله تعالى: {وَقَوْمُ تُبَّعٍ كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ} صدق الله العظيم [ق:14].

وإنما تُبَّعٍ من قومه وجميعهم كافرون، ومثله كمثل فرعون. وقال الله تعالى:
{وَإِذْ نَادَىٰ رَ‌بُّكَ مُوسَىٰ أَنِ ائْتِ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴿١٠﴾ قَوْمَ فِرْ‌عَوْنَ أَلَا يَتَّقُونَ ﴿١١﴾} صدق الله العظيم [الشعراء].

والسؤال الذي يطرح نفسه أليس فرعون كان كافراً، أم إنّ قومه فقط كافرون؟ ويا للعجب فكم زيّفوا التاريخ القديم بما لم ينزّل الله به من سلطان، وكتبوا أساطيراً عن الملك تُبَّعٍ اليماني، ولسوف نُفتيكم في شأنه بالحقّ:
إنّما هو أحد ملوك حِمْيَر وكان أبوه مَلِكاً من قبله، وكانت تأتي له ذريةَ بناتٍ، وحين جاءه مولودٌ ذكرٌ -وهو الذكر الوحيد- اجتمع بمجلسه الاستشاري مع أعيان البلاد، وقال: لقد جاءني مولودٌ لطالما انتظرته كثيراً وأريد أن أسمّيه اسماً يليق بابن الملك شرط أن يملأ الفم. فقال أحدهم: (دُبا)، فأمر بسجنه. وقال آخر: بل اسمه تُبَّعْ ونحن أتباعه وجنده، فأعطاه الملك جائزةً ثمينةً ومنصباً في الدولة، وعاش تُبَّع مدللاً ولم يربيه أبوه التربية الحسنة، وما عاقبه قط على أي خطأ يرتكبه منذ الصغر، وطلع باغٍ طاغٍ وعالٍ في الأرض ومن المفسدين في الأرض، والمَلِك تُبَّع أشدّ كفراً من بين الملوك كمثل فرعون، فأطاعه قومه وما هداهم إلى سبيل الرشاد.

وبالعقل والمنطق فلو أسلم لآتاه الله أجره وأجر قومه كونهم سوف يسلمون وراءه جميعاً سواء ظاهر الأمر خوفاً منه أو يسلمون ظاهراً وباطناً، والمهم أنّه لو أسلم الملك تُبَّعٍ الحميري اليماني لأسلم وراءه قومه جميعاً. فما لكم كيف تحكمون! أفلا تتفكرون؟ فلكم أضلّكم المؤرِّخون بأساطيرَ من عند أنفسهم ما أنزل الله بها من سلطانٍ، ومنهم أفَّاكين كاذبين كمثل الذي افترى الملحمة الشعرية لتُبِّعٍ اليماني وسمّاها بالملحمة الكبرى من البداية إلى النّهاية، وكأنَّ الملك تُبَّع علّام الغيوب، وأخطأ فيها اسم الإمام المهديّ ناصر محمد. وإليكم القصيدة المفتراة من بعد الأحداث كما يلي:
يـقـول التـبـع المـلـك اليـمـانـي لهيب النـار تشعـل فـي فـؤادي
أمـيـر كـلـيـب يـافــارس ربـيـعـة ويـا حامـي النسـا يــوم الـطـراد
اريدالـيـوم ان اعلـمـك شـيـئـا لتـعـرف حــال أخـبـار الـعـبـادي
فموسـى كـان فـي الدنيـا نبـيـا لــه الـتــوراة أعـطــت لـلـرشـاد
وداوود النـبـي قــد جــاء بـعــده يبـشـر بالـزبـور اهـــل الـفـسـاد
وعيسـى ابـن مريـم جــاء ايـضـا بانجيـل الـخـلاص لـكـي يـنـادي
نبي لم يكـن فـي النـاس مثلـه لان الله اخــــتــــاره يــــفـــــادي
فـكــم مـيــت بكـلـمـتـه اقــامــا ومسقـوم شـفـاه مــن الـوسـاد
وعـنـدي قــد تـبـيـن بالـمـلاحـم بـأنـك قـاتـلــي دون الــعــبـــادي
وبـعـده شـاعــر تـنــزل علـيـكـم وتفتـك بيـن قيـس فــي الـبـلاد
وانــت بـرمـح جـسـاس تـطـعـن وعـبـدي يذبـحـك بـيـن الـجـمـاد
وتكتب فـي دمائك علـى البلاطـة لمـن بعـدك لتشتيـت الاعــادي
وياتـي الـزيـر ابولـيـل المهلـهـل فيصلي الحرب في كل البـلادي
ويـقـهــر كــــل جــبـــار عـنــيــد بضرب السيـف فـي يـوم الجـلاد
وتـاخــذ الجلـيـلـة لـــك قـريـنــة وتـحــظــى بـالـمـسـرةوالـمـراد
ويظـهـر لــك غــلام بـعـد مـوتـك يسمـى الـجـرو قـهـار الاعــادي
يقتل علـى يـده جسـاس خالـه وامـــا الـزيــر تقـتـلـه الاعــــادي
وسيـف ذو يـزن بعـدك سيظهـر وتصحبه السعادة فـي العبـادي
ويبـقـى ملـكـه سبـعـون عـامــا وبعـد ذلـك يطـوي فــي الـوهـاد
ويظـهـر لــه ولــد يـدعـى بـدمـر شديـد الـبـاس مـرفـوع العـمـاد
فيملـك فـي بـلاد الشـام بـعـده يجيـب الـمء مـن اقصـى الـبـلاد
وبـعـده يـظـهـر الـمـدعـو بعـنـتـر يهيـن الـضـد فــي يــوم الـطـراد
وبـعـده يظـهـر الـهـادي مـحـمـد يقـيـم الـديـن مــا بـيــن الـعـبـاد
وأصحابـه مـعـه عـشـرة كـوامـل كــرام الـنـاس ســـادات الـبــلاد
أبـوبـكـر وسـعــد مـــع سـعـيــد وطلـحـة والـزبـيـر ابـــن الـجـيـاد
وعـثـمـان مـــع عــمــر وعــلــي وعامر مع حسين اهـل الرشـاد
يموت الهاشمي ويصيـر خليفـة عـلـى الأحـكـام بـعـده بالـعـبـاد
ابــو بـكـر يـمـوت بـلـسـع حـيــه وبـعــده عـمــر يـقـتـل بـالـطـراد
على بالسيف يرديه ابـن ملجـم يتيـمـا انتـشـى بـيـن الـــولادي
ولايـعــرف لــــه قــبــر مـحـقــق علـى وجـه الثـرى بـيـن العـبـاد
وتختلـف الصحابـة علـى الحكـم ويحكـمـهـا حـسـيـن بـالـبـوادي
وبـعـده بنوأمـيـة ســوف تحـكـموا ولـهــم مـعـاويـة ابـــن وهــــاد
ومن بعـده بنـي العبـاس تحكـم سنـيـن كثـيـرة بـيــن الـعـبـادي
وبـعـده الـخـوارج ســوف تظـهـر يـثـيــرون الـفـواحــش والـعـنــاد
يقيموا الشر فـي كـل الأراضـي ويـمـلـوا الأرض طـــراً بالـفـسـاد
وتظهـر فـي بــلاد السروعصـبـة فيـصـد جيـشـاً غــرب الـبــلادي
هــلال وعـامــر مـــن آل قـيــس يـزيـدوا حــرب حمـيـر مــع ايـــاد
حـسـن أميـرهـم فـخـر الـبـرايـا وبـعـده ذيـــاب قـهــار الاعـــادي
وأبـو زيــد ابــن عـنـه لـيـث أروع شديـد البـاس فـي يـوم الطـراد
يـطـوفــون الــبــلاد فيمـلـكوهـا ويسـبـون الـعـدا أهـــل الـعـنـاد
ويمحـون العجـم مـن كـل طــاغ بــارمـــاح واســـيـــاف حــــــداد
وقـبــرص والـجـزائــر يمـلـكـوهـا وبـدريـس الخـزاعـي والاعـــادي
كـذا فرمنـد فــي مـصـر العـذيـة ستـخـرب دورهــا بـيــن الـبــلاد
وبعـده يظـهـر الاشـطـان ظـالـم خبيـث الاصـل مـن قـوم شــداد
بـنــو أيـــوب تـظـهـر بـعــد مـنــه يقيمون الدين مـن بعـد الفسـاد
ويظهـر ابــن عثـمـان المسـاعـد بـأرض الشـرق ويحـكـم بالعـبـاد
ملوك الارض تخشى من لقاهم لان جيـوشـهـم مـثــل الــجــراد
عـداد ملوكهـم عشـرة وعشـرة وتـسـعـة بـعـدهـم دون أزديــــاد
ويظـهـر تمرلـنـك مــن الاعـجـام وجنكـيـز خـــان مـــن الاعـــادي
ويظـهـر فـارســاً يـــدع قطـيـعـة فعـشـر سنـيـن يظـلـم بالعـبـاد
ويـظـهـر بـعــده الـدجــال حـقــاً فتتبـعـه الــورى أهــل الفـسـاد
بطرف الارض مـن شـرق وغـرب ويفـعـل معـجـزات فـــي الـبــلاد
ويظهـرضـده الـمـهـدي سـريـعـاًويـسـطـع نـــوره فـــي الـعـبــاد
وبـعــده دابـــة تـظـهـر سـريـعــاً فتفـعـل معـجـزات فــي الـبــلاد
ونـار مـن عـدن تظـهـر وتسـطـع فتشكوا الناس من هـول النكـاد
وبعده الشمس تظهر من مغيب وتــزداد الخـلايـق فــي الفـسـاد
ويـاجــوج ومـــا جـــوج جـمـيـعـاً تـحـيـط رجـالـهـم كـــل الــبــلاد
فـلا نهـر الفـرات لهـم سيجـري ولاسيـحـون والـدجـلـه الـمــداد
وتـغـشـى الارضـمـوتـاً ياكـلـيـبـاً وجـوع وقـتـل فــي كــل العـبـاد
ونــيـــران تــعـــم الارض طــــــراً على أعلـى الجبـال وكـل وادي
وبـعـده ينغـلـق بــاب الـمـراحـم وبـــاب الـشــر يـفـتـح بـارتـصــاد
فـــلا يـصـعـد ولايـاتــي جــــواب فــذاك الـوقـت يحـتـرق الـعـبـاد
ونـيـران ستظـهـر مـــن جـهـنـم وينفـخ ريـح مــن اقـصـى الـبـلاد
يموت الخلق منه وليـس يبقـ ىسـوى الرحـمـن خــلاق العـبـاد
فعنـدي الجفـر قـد أخبـر مؤطـد بــمــا أخـبـرتـكــم دون ازديـــــاد
واسـمـع ياأمـيـر كـلـيـب مـنــي حقائـق قصتـي وافـهـم مــرادي
وماعلمـت مـن حالـي وضعفـي أجرنـي ياملـك واطـلـق قـيـادي
واعـلــم يـاأمـيـر أنـــي عتـيـقـك مدى عمري إلـى يـوم المعـادي
ـــــــــــــــــــــــ
اِنتهى

بل هي مُفتراةٌ من بعد الأحداث، وقد يزعم المفتري أنّه وجدها مكتوبةً في قطعة أثريّة، وتلك من الأساطير فذروها واتّبعوا المهديّ المنتظَر الذي يرشدكم بمحكم الذِّكر القرآن المجيد إلى صراط العزيز الحميد إني لكم ناصحٌ أمينٌ.

وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
أخوكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
ــــــــــــــــــــ

آخر تحديث: 29-01-2021 08:37 PM