( حوارات الإمام المهديّ مع محمود المصري المُكنى أبو حمزة في منتديات البشرى الإسلاميّة )
- 1 -
الإمام ناصر محمد اليماني
11 - 07 - 1431 هـ
23 - 06 - 2010 مـ
08:52 مساءً
ـــــــــــــــــــــــ
رد الإمام المهديّ إلى محمود المصري المُكَّنى أبو حمزة ..
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدّي مُحمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تسليماً، وصلى الله وملائكته على محمود المصري وعلى الإمام المهديّ وكافة الأنصار وكافة المُسلمين لله ربّ العالمين. وقال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا ﴿41﴾ وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا ﴿42﴾ هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ۚ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا ﴿43﴾} صدق الله العظيم [الأحزاب].
وأهلا وسهلاً بأخي محمود المصري، ونُرحب بفضيلتكم ترحيباً كبيراً في طاولة الحوار العالميّة للبشر مُسلمهم والكافر (موقع الإمام المهدي ناصر محمد اليماني) بغض النظر عمّن يكون محمود المصري، فالمهم لدينا فقط هو إجابة الدعوة للإمام المهديّ إلى الاحتكام إلى الله ولن أرضى بغير الله حَكَمَاً بين ناصر محمد اليماني وجميع ضيوف طاولة الحوار مُسلمهم والكافر. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ذَٰلِكُمُ اللَّهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ} صدق الله العظيم [الشورى:10].
{أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا} صدق الله العظيم [الأنعام:114].
ويا أخي الكريم أبو حمزة محمود المصري، إنّي الإمام المهديّ أدعوكم منذ ست سنوات إلى الله ليحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون في الدين جميعاً المُسلمين والنصارى واليهود والناس أجمعين، وليس على الإمام ناصر محمد اليماني إلاّ أن يأتيكم بحكم الله من مُحكم كتابه من آيات الكتاب المُحكمات البيَّنات لعالمكم وجاهلكم لكُلّ ذي لسانٍ عربيٍّ مُبينٍ من الناس أجمعين، وإذا لم يُهيّمن عليكم الإمام ناصر محمد اليماني بالحقّ فلستُ الإمام المهديّ، وإذا هيّمنت عليكم بمحكم كتاب الله القُرآن العظيم ومن ثم تعرضون فحتماً تنالُكم لعنة الله كما لعن المُعرضين من أهل الكتاب الذين اختلفوا في الدين من قبلكم وتمت دعوتهم إلى الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم فأعرضَ فريقٌ من أهل الكتاب. وقال الله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَىٰ كِتَابِ اللَّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّىٰ فَرِيقٌ مِنْهُمْ وَهُمْ مُعْرِضُونَ} صدق الله العظيم [آل عمران:23].
وإنّما كان محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سوف يستنبط لهم حكم الله من محكم كتاب الله القُرآن العظيم. تصديقاً لقول الله تعالى: {أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا} صدق الله العظيم [الأنعام:114].
وذلك لأنّ القرآن العظيم يقصّ عليهم أحكاماً كثيرةً مما كانوا فيه يختلفون. تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنَّ هَٰذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ} صدق الله العظيم [النمل:76].
ويا محمود، غريبٌ أمركم معشر المُسلمين أليس المفروض أن تكونوا يا معشر المُسلمين أولى بالاستجابة للاحتكام إلى كتاب الله القُرآن العظيم؟ ومضى عليّ ست سنوات وأنا أُنادي عُلماء المُسلمين والنصارى واليهود إلى الاحتكام إلى كتاب الله القُرآن العظيم وكانت النتيجة واحدة فلا يزالون مُعرضين كلّاً من عُلماء المُسلمين والنصارى واليهود، فأما المُسلمون فمنهم من قال أنّ للقرآن أوجهٌ مُتعددة ويريدون الاحتكام إلى بحار الأنوار! ويكاد الله أن يطمس وجوههم فيردّها على أدبارها لأنهم يشكّون أنّ ناصر محمد اليماني هو ذاته الإمام المهديّ ولا يزالون في ريبهم يترددون. وأما طائفة أخرى فقالوا بل القُرآن لا يعلمُ تأويله إلا الله ويريدون الاحتكام إلى كتاب البخاري ومُسلم! أولئك قومٌ لا يعقلون أصحاب الاتّباع الأعمى وجميعهم يريدون مهديَّاً منتظراً يأتي مُتبعاً لأهوائهم ويؤيّدهم على ما هم عليه، وهيهات هيهات.. وأقسمُ برب السماوات لا ولن أتّبع أهواءهم ما دُمت حيَّاً بإذن الله؛ بل لو يتبع الإمام المهديّ أهواء المُسلمين والنصارى واليهود لحصر الوسيلة إلى الله لأنبيائه ورُسله وأشرك بالله ثم لا أجدُ لي من دون الله وليّاً ولا واقٍ كما حذَّر الله نبيّه كذلك حذَّر خليفته. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَكَذَٰلِكَ أَنْزَلْنَاهُ حُكْمًا عَرَبِيًّا وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَمَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا وَاقٍ} صدق الله العظيم [الرعد:37].
ويا محمود أبو حمزة، والله الذي لا إله غيره لو اجتمعتم كافة عُلماء المُسلمين والنصارى واليهود في طاولة الحوار العالميّة مُستجيبين دعوة الاحتكام إلى الله أنّكم سوف تجدون جميعاً أنّ ناصر محمد اليماني حقاً قد هيمن على كافة المُختلفين في الدين بالأحكام الحقّ من ربّ العالمين حتى أضعكم بين خيارين اثنين لا ثالث لهما؛ إمّا أن تتّبعوا محكم كتاب الله القرآن العظيم أو تعرضوا عنه، ومن ثم يفتح الله بيني وبينكم بالحقّ بآيةٍ من السماء فتظلّ أعناقكم من هولها خاضعين لخليفة الله على العالمين، وإنّي أعلمُ علم اليقين أنّ الناس أجمعين لن يؤمنوا بهذا القرآن العظيم حتى يأتيهم عذاب يومٍ عقيمٍ. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ حَتَّىٰ تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً أَوْ يَأْتِيَهُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ} صدق الله العظيم [الحج:55].
ومن ثم بيَّن الله لكم في موضعٍ آخر أنّ شكهم في كتاب الله سوف يستمر حتى يأتيهم عذاب يومٍ عقيمٍ قبل قيام الساعة، وللأسف إنّ عذاب اليوم العقيم سوف يطال جميع قُرى البشر مُسلمهم والكافر بسبب إعراضهم جميعاً عن اتّباع كتاب الله القرآن العظيم. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَإِن مِّن قَرْيَةٍ إِلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَابًا شَدِيدًا كَانَ ذَٰلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا ﴿٥٨﴾} صدق الله العظيم [الإسراء].
فهل تعلمون البيان الحقّ لقول الله تعالى: {كَانَ ذَٰلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا}؟ ويقصد أنّه سبق بيانه في مُحكم كتاب الله لعالِمكم وجاهلكم حتى إذا جاءكم ومن ثم يؤمن الناس جميعاً بكتاب الله القرآن العظيم ثم لا يكون في مرية منه الناس أجمعون لأنّهم سوف يؤمنون بالقرآن جميعاً يوم يأتيهم العذاب الأليم. تصديقاً لقول الله تعالى: {حم (1) وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ (3) فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ (4) أَمْراً مِّنْ عِندِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ (5) رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (6) رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِن كُنتُم مُّوقِنِينَ (7) لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ (8) بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ يَلْعَبُونَ (9) فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاء بِدُخَانٍ مُّبِينٍ (10) يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ (11) رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ (12) أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرَى وَقَدْ جَاءهُمْ رَسُولٌ مُّبِينٌ (13) ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَّجْنُونٌ (14) إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلاً إِنَّكُمْ عَائِدُونَ (15) يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى إِنَّا مُنتَقِمُونَ (16)} صدق الله العظيم [الدخان].
ويا محمود إنّه لنبأٌ عظيم أنتم عنه مُعرضون فمن يُنجيكم من عذاب يومٍ عقيمٍ إن أعرضتُم عن الدعوة إلى الاحتكام إلى الله؟ وذلك لأنّكم لم تعرضوا عن الاحتكام إلى ناصر محمد اليماني، وما عساي أن أكون إلا عبد لله مثلكم؟ بل أعرضتُم عن ربّ العالمين ورفضتُم الاحتكام إليه ثم لا تجدون لكم من دون الله وليَّاً ولا نصيراً.
ولربّما يودّ أخي أبو حمزة أن يقاطعني فيقول: "ولكنّنا مُسلمون يا ناصر محمد ومؤمنون بكتاب الله القرآن العظيم"، ثمّ يردّ عليه الإمام ناصر محمد اليماني وأقول: إذاً فاستجيبوا إلى الله ليحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون إن كنتم صادقين، وما على خليفته الإمام المهديّ إلا أن يستنبط لكم حُكم الله من مُحكم كتابه القُرآن العظيم، فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا} صدق الله العظيم [الكهف:29].
ويا محمود، إنّي الإمام المهديّ المنتظر أدعو إلى الحقّ وأهدي إلى صراطٍ مُستقيمٍ، أعلن الكُفر المُطلق بعقيدة حصر الوسيلة إلى الله للأنبياء والمُرسلين؛ بل الوسيلة إلى الله هي لكافة عبيد الله في السماوات وفي الأرض من الذين هداهم الله من عباده أجمعين كما بيّن الله لكم طريقة عبادتهم الحقّ لمن أراد أن يقتدي بهداهم كما أمر الله خاتم الأنبياء والمُرسلين مُحمداً رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يقتدي بهدى من هداه الله من قبله من عباده. وقال الله تعالى: {أُوْلَئِكَ الَذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ} صدق الله العظيم [الأنعام:90].
وبيَّن الله لنبيّه ولكم كيفية عبادتهم لربهم. وقال الله تعالى: {يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا} صدق الله العظيم [الإسراء:57].
وصدر أمر الله إلى جميع المؤمنين بربهم أن يقتدوا بهدي الله فيبتغوا إليه الوسيلة أيهم أقرب إن كانوا إياه يعبدون. وقال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ} صدق الله العظيم [المائدة:35].
ولكن الذين قال الله عنهم في محكم كتابه: {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ} صدق الله العظيم [يوسف:106]، سوف تجدونهم يفرِّقون بين الوسيلة الحقّ في قول الله تعالى: {يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ}، وفي قول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ} صدق الله العظيم. وأما سبب تفريقهم بين الوسيلة إلى الله هي لأنّهم يريدون أن يتّبعوا الباطل المُفترى على محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنّه حصر الوسيلة له من دون الصالحين وأمرهم أن يسألوها له وحده من دون المؤمنين حتى يشفع لهم يوم الدين؛ ألا لعنة الله على الكاذبين! وما ينبغي لمحمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يأمر المُسلمين بتعظيمه فيحصر له الوسيلة إلى ربه من دون المؤمنين؛ بل قال عليه الصلاة والسلام: [سلوا الله الوسيلة فإنها درجة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله وأرجو أن أكون أنا هو] صدق عليه الصلاة والسلام. ولكنه ليس وحده الذي يرجو أن يكون هو ذلك العبد بل جميع الذين هدى الله من عباده. تصديقاً لقول الله تعالى: {يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا} صدق الله العظيم [الإسراء:57].
ويا محمود، والله الذي لا إله غيره ربي وربكم أنّكم لن تهتدوا إلى الحقّ حتى تكفروا بتعظيم العباد إلى الربّ المعبود الذي لم يتخذ صاحبةً ولا ولداً، ولا ينبغي أن يتميّز عبدٌ بالحقّ في ذات الله أكثر من عبيده الآخرين لأنه ليس لله ولدٌ حتى يكون له الحقّ أكثر من عبيده، سُبحانه وتعالى علّواً كبيراً! بل كُلّ من في السماوات والأرض إلا آتي الرحمن عبداً فجميعنا عبيدٌ لله نبتغي إليه الوسيلة مُتنافسون في حُبه وقربه من غير تعظيم عبد إلى ذات الله سُبحانه وتعالى علوَّاً كبيراً، وجميع الأنبياء والمُرسلين إنما ابتعثهم الله بدعوةٍ واحدةٍ موحدةٍ أن اعبدوا الله ربي وربكم وما أمرهم أن يعظِّموه إلى الله فيحصروا الله له من دونهم إن كان حقاً يدعو إلى الله على بصيرةٍ من ربه فلن يأمر أتباعه أن يعظِّموه إلى الربّ المعبود؛ بل أن يكونوا عبيداً لله مثله فيعبدون ربّهم وربّ نبيّهم فينافسوا نبيّهم في عبادة ربهم أيُّهم أحبّ وأقرب. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا} صدق الله العظيم [الكهف:28]، فاتّقوا الله يا معشر الذين لا يؤمنون بالله إلا وهم مُشركون.
ويا محمود، إن كنت باحثاً عن الحقّ ولا تريد غير الحقّ فحاورني حتى إذا وجدت أنّ ناصر محمد اليماني يهدي إلى الحقّ فقد أقيمت عليك الحجّة وأمرك الله أن تتّبع الحقّ وأن لا تأخذك العزّة بالإثم فتعرض عن ذكر ربك فيقيّض لك شيطاناً رجيماً، فلا تكن كمثل بعض علماء الأمّة الذين يأتون إلى طاولة الحوار لحوار ناصر محمد اليماني وكانوا يظنون أنّهم لن يلبثوا في حوار ناصر محمد اليماني إلا قليلاً فيقيموا عليه الحجّة حتى إذا تفاجأوا من العلم ما لم يكونوا يحتسبون فأقام الحجّة عليهم الإمامُ المهديّ ناصرُ محمد اليماني ومن ثم ينسحبون بصمتٍ فلا هم كذّبوا ودحضوا حجّة ناصر محمد اليماني بعلمٍ أهدى من علمه وأقوم سبيلاً وأصدق قيلاً ولا هم اتَّبعوا الحقّ من ربّهم بعدما تبيّن لهم أنّ ناصر محمد اليماني لذو علمٍ لِما علَّمه الله، وهم يعلمون أنّ ناصر محمد اليماني لم يتتلمذ على يد أحد عُلمائهم ومفتيي ديارهم بل مُعلمه الله، فكيف يُهزم عبدٌ تتلمذ بين يدي ربه ومُعلمه الله البيان الحقّ للقرآن بوحي التفهيم وليس وسوسة شيطان رجيم! ولم يعلّمني وحياً جديداً، وإنّما يلهمني سلطان البيان من ذات القرآن حتى أجاهدكم به جهاداً كبيراً إلا إذا لم تجدوني مهيّمناً بالحقّ عليكم جميعاً فلستُ الإمام المهديّ وذلك بيني وبينكم هو سُلطان العلم من الرحمن، وأخذت الكتاب بقوة بالحجّة والبُرهان والله المُستعان.
ويا معشر الأنصار السابقين الأخيار، فلو أتغيّب عنكم بضع شهور لربما تنقلبون على أعقابكم إلا من رحم ربي منكم واستخلصه الله لنفسه؛ الذي علم بحقيقة النعيم الأعظم فهو لا يشبع ولا يقنع من حُبّ الله وقربه وينافس المهديّ المنتظر في حُب الله وقربه، فاتّقوا الله يا معشر الأنصار! فما المهديّ المنتظر إلا عبدٌ من عبيد الله، أفإن اختفى عنكم لو يشاء الله فيتغيّب من طاولة الحوار ما شاء الله فهل سوف تنقلبون على أعقابكم ويضعف نوركم شيئاً فشيئاً حتى ينطفئ من قلوبكم إلا من رحم ربي فيشحن قلبه بين الحين والآخر بنور البيان الحقّ للقرآن؟ ولا أخصّ بتحذيري هذا لأحد من أنصاري بل نصيحة موجهة إليهم جميعاً أنّ ربهم هو الله وليس ناصر محمد اليماني فإن ذهب عنهم ناصر محمد اليماني إلى حيث يشاء الله أو ابتلاه الله بشيء ما فإنّ الله باقٍ معهم ولم يفارقهم يستمع لقولهم ويسمع دعاءهم وشاهدٌ عليهم وكفى بالله شهيداً وما علينا إلا البلاغ، فمن عرف الحقّ فليلزم ويستقم ولا ينقلب على عقبيه بسبب أنّ ناصر محمد اليماني لم يعد يزور موقعة فيتوقّع أنّه تمّ القبض على ناصر محمد اليماني ومن ثم ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئاً وسيجزي الله الشاكرين. فاتّقوا الله أحبتي الأنصار وأستوصيكم أن تتذكّروا كثيراً حقيقة اسم الله الأعظم من أعظم آيات التصديق لناصر محمد اليماني في أنفسكم قد علمتم أنّ حُبّ الله وقربه ونعيم رضوان نفسه هو حقاً النعيم الأعظم من جنته ولذلك خلقكم فابتغوا إلى ربكم الوسيلة وتنافسوا مع الذين هدى الله من عباده في حُبّ الله وقربه ونعيم رضوان نفسه إن كنتم إياه تعبدون.
وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
خليفة الله وعبده؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
__________________