- 1 -
الإمام ناصر محمد اليماني
01 - 03 - 1431 هـ
15 - 02 - 2010 مـ
02:23 صباحاً
ـــــــــــــــــ
الإمام ناصر محمد اليماني
01 - 03 - 1431 هـ
15 - 02 - 2010 مـ
02:23 صباحاً
ـــــــــــــــــ
عجباً أمرك يا صاحب السعادة !
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدّي محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والتابعين للحقّ إلى يوم الدين..
سلامُ الله عليكم يا معشر الأنصار السابقين الأخيار وعلى (صاحب السعادة) وكافة ضيوف طاولة الحوار الباحثين عن الحقّ الذين لا يريدون إلا الحقّ، وعجباً أمرك يا صاحب السعادة فما خطبك تتردد عن مبايعة الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني برغم قناعة عقلك بمنطق علمه الذي يدعو إلى الحقّ ويهدي إلى صراطٍ مستقيم!
ويا أخي الكريم، إني أراك تطلب مني فتوى في أحد علماء الأمّة من بعد موته ولا أقول فيه إلا خيراً وأدعو الله له بالرحمة والغفران وأن يسكنه فسيح الجنان، ولو سألتني عن الخميني لقلت لك كذلك ودعوت له بالرحمة والغفران، وكذلك تعود بنا إلى اختلاف الصحابة في الزمن البعيد ثم يردّ عليك الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: يا حبيبي في الله كن من أحباب الله وكن بلسماً لجراح الأمّة فلا تدمي قلوب المؤمنين فيسيل الدم من جرحٍ ملتئِم كما يفعل الإخوان الشيعة في كلّ عامٍ. وأقول يا معشر الشيعة إليكم سؤال الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني: فهل ترون أن الله سوف يسألكم عن اختلاف الصحابة واقتتالهم من بعد موت محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بزمنٍ؟ والجواب: كلا، فلن يسألكم الله عنهم شيئاً تصديقاً لقول الله تعالى: {تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ ۖ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ ۖ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿١٣٤﴾} صدق الله العظيم [البقرة].
وتعالوا لكي نفتيكم بالحقّ عمّا سوف يسألكم الله عنه، فسوف يسألكم الله عن أمّتكم التي في عصركم وجيلكم لماذا لم تسعوا لوحدة صفّهم وجمع كلمتهم فتكونوا كبلسمٍ لدواء جروح قلوب المؤمنين فتؤلفوا بين قلوبهم فتسعوا إلى توحيد صفوف المسلمين فتجعلوهم صفاً واحداً كالبنيان المرصوص في سبيل الله ضدّ أعداء الدين والمسلمين، فلماذا يا قوم تحذون حذو آباءكم الذين من قبلكم دون أن تستخدموا عقولكم؟
ويا صاحب السعادة وجميع الباحثين عن الحقّ، لا أريد فتواكم في عالمٍ واحدٍ بل الله يفتيكم في شأن علمائكم وأئمتكم الذين خالفوا أمر الله في محكم كتابه لعالِمكم وجاهلكم، في قول الله تعالى: {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ ۚ وَأُولَـٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴿١٠٥﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].
فهل ترى يا صاحب السعادة أنَّ هذه الآية لا تزال بحاجة للتأويل أم إنّها محكمةٌ واضحةٌ بيّنةٌ تنهى علماء الأمّة وأئمتهم أن يفرّقوا دينهم شيعاً؟ وكلّ حزبٍ بما لديهم فرحون! ولذلك تجد الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني يُحرّم المذهبيّة في الدين الإسلامي الحنيف لأنها هي التي جلبت تفرق المسلمين إلى شيعٍ وأحزابٍ، وظلموا أنفسهم فتفرقوا وتفرّقت أمّتهم وفشلوا وذهبت ريحهم كما هو حالكم اليوم - يا صاحب السعادة - أذلةٍ والعزّة لعدوكم، ولو لم تكونوا أذلةً لما تفرّج المسلمون أجمعون كيف كان يصنع اليهود بإخوانهم فيلقون عليهم الفسفور المُحرق والقنابل العنقوديّة فيحرقون إخوانكم المسلمين من الرجال والأطفال والنساء في غزّة وأنتم تنظرون يا معشر المسلمين، فلماذا لم تدافعوا عن إخوانكم؟ والجواب أنه ليس خوفاً من اليهود، وما عساها تكون في قلب الوطن العربي إلا دويلة صغرى يفسدون في الأرض؛ بل يخشى زعماؤكم من أميركا وحلفائها، ولكنّ الله قال في محكم كتابه: {أَتَخْشَوْنَهُمْ ۚ فَاللَّـهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَوْهُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ} صدق الله العظيم [التوبة:13].
ويا أخي الكريم، إنّ الذي جعل المسلمين فاشلين وذهبت ريحُهم هو بسبب تفرقهم إلى شيعٍ وأحزابٍ وكل حزبٍ بما لديهم فرحون ومن ثم فشلوا ومن ثم ذهبت ريحهم، كما هو حالكم اليوم يا صاحب السعادة أذلة والعزّة لعدوكم. وابتعث الله الإمام المهديّ استجابةً لدعائك ودعاء كثيرٍ من المؤمنين لكي يوحّد صفّكم فيجمع شملكم فيجعلكم صفاً واحداً كالبنيان المرصوص في سبيل الله للدفاع عن دينكم وأرضكم وعرضكم، ولم نأمركم بالاعتداء على العالمين فلا إكراه في الدين وإنما نريد منكم الدفاع عن دينكم وأرضكم وعرضكم من المعتدين على إخوانكم، فنجعل المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضوٌ تداعى له سائر الجسد بالسهر والحُمّى إن كنتم مؤمنين.
ويا إخواني المسلمين، والله الذي لا إله غيره إنّي لا أفتري على الله بأنّي المهديّ المنتظَر الذي له تنتظرون لو لم يفتِني الله بذلك، فلم يجعلني الله من الجاهلين من الذين يقولون على الله ما لا يعلمون. وما أريده من كافة علماء الأمّة وأمّتهم هو أن ينسوا الماضي السحيق لآبائهم والذين من قبلهم وخلافاتهم، وأن ينظروا لأمّتهم اليوم في عصرهم التي سوف يسألهم الله عنهم ولن يسألهم الله عن الأمم الأولى تصديقاً لقول الله تعالى: {تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ ۖ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ ۖ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿١٣٤﴾} صدق الله العظيم [البقرة].
واستجيبوا لدعوة الإمام ناصر محمد اليماني إلى توحيد صفّ المسلمين وقوتهم وجيوشهم فنجعل جيوش الأمم الإسلاميّة جيشاً جراراً؛ بل الجيش الذي لا يُقهر بإذن الله، وذلك استعداداً لصدِّ فتنة المسيح الكذاب الذي يريد فتنة المسلمين أجمعين حتى يعبدوا الشيطان من دون الرحمن وهم لا يعلمون، ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان إلا قليلاً، فإني لكم ناصحٌ أمينٌ يا معشر علماء المسلمين وأمّتهم.
فاتقوا الله وأطيعوني فقد اصطفاني الله عليكم وزادني عليكم بسطةً في العلم، وجعلني قائداً لكم وإماماً كريماً لنهديكم إلى الصراط المستقيم فنعيدكم إلى منهاج النبوّة الأولى فنعيدكم إلى كتاب الله وسنة رسوله الحقّ.
ولا أقول لكم كونوا على مذهب الإمام المهديّ وأعوذُ بالله أن أكون من الجاهلين؛ بل أقول كونوا على كتاب الله وسنة رسوله الحق، وكونوا أنصار محمد رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - جميعاً. وذلك لأن المذهبيّة تسببت في تفرّق أمّتكم إلى شيعٍ وأحزاب، فليكن كل منكم ناصرَ محمدٍ صلى الله عليه وآله وسلم كمثل الإمام المهديّ ناصرُ محمد، ولا تُفرقوا بين الله ورسوله فتتبعوا ما خالف لمحكم كتاب الله في السُّنة، واعلموا أنّ ما خالف لمحكم كتاب الله في سنة رسوله فهو حديثٌ من عند غير الله ورسوله، واعلموا إنّما السُّنة هي البيان الحقّ للقرآن، وإنّما تزيد هذا القرآن بياناً وتوضيحاً وليس أنّها تأتي مخالفةً لقرآنه المحكم، أفلا تعقلون؟
ويا صاحب السعادة وجميع الباحثين عن الحقّ عجباً أمركم وترددكم عن مبايعة الإمام ناصر محمد اليماني برغم قناعة عقولكم بدعوته الحق! وإني أعلم أنّ ترددكم عن بيعته ونصرة دعوته هو خشية أن لا يكون هو الإمام المهديّ المنتظر. ومن ثمّ يردّ عليكم المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني: أفلا تفتوني عن المهديّ المنتظَر الذي له تنتظرون؟ فهل تنتظرونه يأتي متبعاً لأهوائكم؟ إذاً فكيف يهديكم إلى الصراط المستقيم؟ أفلا تتقون! أم تريدون مهدياً منتظراً مُفتري على الله ربّ العالمين بكتابٍ جديدٍ غير كتاب الله الذي بين أيديكم المحفوظ من التحريف القرآن العظيم؟ أم إن سبب فتنتكم هو الاسم (محمد) فتقولون: "إن اسم الإمام المهديّ (محمد) وأنت اسمك (ناصر محمد)". ومن ثمّ يردّ عليكم المهديّ المنتظَر الحقّ من ربكم وأقول لكم: الحمد لله يا معشر الشيعة والسنة فإنّكم لن تجدوا في جميع الأحاديث سواء المتواترة أو الآحاد أو الضعيفة لن تجدوا أنّ محمداً رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قط قال لكم إنّ اسم الإمام المهديّ (محمد)، وما يضيره يا قوم أن يقول لكم بالمعنى الصريح والفصيح اسم الإمام المهديّ محمد؟ بل تجدونه يعطيكم الإشارة فقط لا غير، فيقول: [يواطئ اسمه اسمي]، أفلا تسألون أنفسكم لمَ المواطأة؟ وما هي الحكمة من ذلك لو كنتم تعقلون؟ برغم أنكم تعلمون علم اليقين إنما التواطؤ هو التوافق أي يوافق الاسم (محمد) في اسم الإمام المهديّ ( ناصر محمد )، وجعل الله التوافق في اسمي للاسم محمد في اسم أبي ناصر محمد لكي يحمل الاسم الخبر وراية الأمر لأنّ في ذلك شأن المهديّ المنتظَر كونكم لا تنتظرون رسولاً جديداً؛ بل إماماً كريماً يبعثه الله ناصراً لما جاء به خاتم الأنبياء والمرسلين محمد صلى الله عليه وآله وسلم، ولكن يا قوم نظرتكم قصيرةٌ وعقولكم صغيرةٌ؛ بل جعلتم التواطؤ هو التطابق برغم أنكم لتعلمون أنّ التواطؤ هو التوافق، ما لكم كيف تحكمون؟
ويا إخواني المسلمين فهل ترددكم في مبايعة الإمام ناصر محمد اليماني برغم قناعتكم بدعوته خشية أن لا يكون هو الإمام المهديّ المنتظر؟ ثم أقول لكم: فهل لو اتبعتم ناصر محمد اليماني ومن ثمّ تبيّن لكم أنّه ليس المهديّ المنتظَر فهل ترون أنكم قد كفرتم فارتدَدْتم من بعد إيمانكم كافرين بسبب استجابة دعوة ناصر محمد اليماني إلى عبادة الله وحده لا شريك له وبسبب الرجوع إلى كتاب الله وسنة رسوله الحقّ وبسبب أنه توحد صفّكم من شيعٍ وأحزابٍ إلى حزب لله وحده ضدّ الطاغوت وأوليائِه فأعزّكم الله ونصركم فتقوّت شوكتكم وعاد عزّكم ومجدكم، فهل ترون أنّه لو يتحقق ذلك فإنّكم قد كفرتم بالله فأضّلكم ناصر محمد اليماني عن الصراط المستقيم الذي يدعو المسلمين إلى نبذ التفرّق في الدين ويدعو إلى وحدة المسلمين؟ فهل ترونه مخالفاً لأمر الله ربّ العالمين، أم إنّكم أنتم وعلماؤكم مَنْ خالف لأمر الله ربّ العالمين وفرّقتم دينكم شيعاً وكل حزبٍ بما لديهم فرحون؟ فتعالوا لنحتكِم إلى الله ليُفتيني مَنْ الذي يدعو إلى الحقّ منا. وقال الله تعالى: {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ ۚ وَأُولَـٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴿١٠٥﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].
ولذلك تجدون الإمام ناصر محمد اليماني يدعوكم إلى عدم التفرّق والاختلاف، ويحاجكم بآيات الله البيّنات المحكمات لعالِمكم وجاهلكم، أفلا ترون برغم قناعتي الشديدة إني أدعو إلى الحقّ وأهدي إلى صراطٍ مستقيم وبرغم ذلك لا آمر أنصاري بالأمر أن يتبعوا بيان الصلوات، وذلك لأني لا أريدهم أن يكونوا طائفةً جديدةً في الدين فنزيد المسلمين فرقةً إلى تفرقهم؛ بل أمرناهم أن يصلّوا مع إخوانهم وما زاد في صلواتهم فسيكتب لهم نافلةٌ عند ربّهم لأنهم اتَقَوا الله ونفَّذوا أمر إمامهم ولم يزيدوا المسلمين فرقةً إلى فرقتهم، وذلك لأني أعلم أنّ التفرق في الدين محرَّم في مُحكم كتاب الله حتى ولو تركتم سُنناً مؤكدةً في الدين في سبيل عدم اختلاف المسلمين، وذلك حتى لا تورثوا المؤمنين العداوة والبغضاء والحقد وكلّ حزبٍ بما لديهم فرحون فيتفرقون فيفشلون وتذهب ريحهم؛ بل أهم شيء أن يجتنبوا كبائر ما ينهون عنه تصديقاً لقول الله تعالى: {إِن تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُم مُّدْخَلًا كَرِيمًا ﴿٣١﴾} صدق الله العظيم [النساء].
ويا قوم أجيبوا داعي التوحيد ووحدة الصفّ خيرٌ لكم بغض النظر هل ناصر محمد اليماني هو المهديّ المنتظَر أم مجددٌ للدين ومُعيدٌ لوحدة المسلمين.
ألا والله الذي لا إله غيرة لا يسألكم الله إلا عن مضمون دعوة الإمام ناصر محمد اليماني، ولن يسألكم الله لو لم يكن الإمام المهديّ هو ناصر محمد اليماني؛ بل سوف يسأل الله ناصر محمد اليماني وحده لو لم يكن هو الإمام المهديّ المنتظر، ويا ليت الله يؤتيكم حكمة مؤمن آل فرعون الذي وعظ وقومه وقال لهم قولاً بليغاً. وقال الله تعالى: {وَقَالَ رَجُلٌ مُّؤْمِنٌ مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَن يَقُولَ رَبِّيَ اللَّـهُ وَقَدْ جَاءَكُم بِالْبَيِّنَاتِ مِن رَّبِّكُمْ ۖ وَإِن يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ ۖ وَإِن يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُم بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ ۖ إِنَّ اللَّـهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ ﴿٢٨﴾} صدق الله العظيم [غافر].
فلا تكن نظرتكم قصيرةً وعقولكم صغيرة يا قوم؛ بل قولوا: "يا ناصر محمد اليماني كُن المهديّ المنتظَر أو كُن مجدداً للدين ومصلحاً للبشر فلا يهمنا إلا مضمون دعوتك وليس ذاتك، وبالنسبة لادّعائك أنّك الإمام المهديّ فنقول هذا شيء يحاسبك الله به وحدك إن لم تكن المهديّ المنتظَر ولكن الله سوف يحاسبنا على مضمون دعوتك إذا كانت دعوة إلى الحقّ على بصيرةٍ من الله فلا ينبغي لنا الإعراض عن الدعوة إلى الحقّ والحقّ أحقّ أن يٌتبع". وهذا لو كنتم تعقلون أنكم تنتظرون المهديّ المنتظَر يأتيكم فيقول لكم اعبدوني من دون الله ولذلك تخشون إذا لم يكن الإمام المهديّ هو ناصر محمد اليماني أنكم عبدتم غير الله! فما خطبكم كيف تحكمون؟
ويا صاحب السعادة أراك تسأل عن أسماء النار وما الفرق بين أن أقول لكم سقر أو الحُطمة؟ ولكني سوف أفتيك عن سؤالك لا تبقي ولا تذر، وسوف تجد جواب سؤالك في قول الله تعالى: {إِنَّهُ مَن يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِمًا فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَىٰ ﴿٧٤﴾} صدق الله العظيم [طه].
وأما بالنسبة لمرورها بجانب أرضكم فما ظنّك بقول الله تعالى: {وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَـٰذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٣٨﴾ لَوْ يَعْلَمُ الَّذِينَ كَفَرُوا حِينَ لَا يَكُفُّونَ عَن وُجُوهِهِمُ النَّارَ وَلَا عَن ظُهُورِهِمْ وَلَا هُمْ يُنصَرُونَ ﴿٣٩﴾ بَلْ تَأْتِيهِم بَغْتَةً فَتَبْهَتُهُمْ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ رَدَّهَا وَلَا هُمْ يُنظَرُونَ ﴿٤٠﴾} صدق الله العظيم [الأنبياء].
فما ظنّكم بقول الله تعالى: {فَلَا يَسْتَطِيعُونَ رَدَّهَا وَلَا هُمْ يُنظَرُونَ} صدق الله العظيم؟ وذلك لأنّ مرورها القريب من أرضكم هو شرط من أشراط الساعة الكبرى تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً ۙ وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا ۙ وَلَا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ ۙ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّـهُ بِهَـٰذَا مَثَلًا ۚ كَذَٰلِكَ يُضِلُّ اللَّـهُ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ ۚ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ ۚ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَىٰ لِلْبَشَرِ ﴿٣١﴾ كَلَّا وَالْقَمَرِ ﴿٣٢﴾ وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ ﴿٣٣﴾ وَالصُّبْحِ إِذَا أَسْفَرَ ﴿٣٤﴾ إِنَّهَا لَإِحْدَى الْكُبَرِ ﴿٣٥﴾ نَذِيرًا لِّلْبَشَرِ ﴿٣٦﴾ لِمَن شَاءَ مِنكُمْ أَن يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ ﴿٣٧﴾} صدق الله العظيم [المدّثر].
ولكني أشكرك يا صاحب السعادة لنصيحة أنصاريّ أن لا يحاجّوا إلا بكتاب الله وبسنة رسوله الحقّ وليس بعلوم الغرب ونظرياتهم العلميّة لأنّها تُخطئ وتُصيب حتى لا يجعلوا للناس علينا سلطاناً، ألا والله لو يحاجون الناس ببيانات الإمام المهديّ فإنهم لن يُحاجُّهم أحدٌ إلا غلبوه بالحق. وسلامُ الله على كافة الأنصار السابقين الأخيار، وسلامُ الله على صاحب السعادة وكافة الباحثين عن الحقّ، وسلامٌ على المرسلين والحمد لله ربّ العالمين..
أخو المسلمين في الدين؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني .
_____________
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدّي محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والتابعين للحقّ إلى يوم الدين..
سلامُ الله عليكم يا معشر الأنصار السابقين الأخيار وعلى (صاحب السعادة) وكافة ضيوف طاولة الحوار الباحثين عن الحقّ الذين لا يريدون إلا الحقّ، وعجباً أمرك يا صاحب السعادة فما خطبك تتردد عن مبايعة الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني برغم قناعة عقلك بمنطق علمه الذي يدعو إلى الحقّ ويهدي إلى صراطٍ مستقيم!
ويا أخي الكريم، إني أراك تطلب مني فتوى في أحد علماء الأمّة من بعد موته ولا أقول فيه إلا خيراً وأدعو الله له بالرحمة والغفران وأن يسكنه فسيح الجنان، ولو سألتني عن الخميني لقلت لك كذلك ودعوت له بالرحمة والغفران، وكذلك تعود بنا إلى اختلاف الصحابة في الزمن البعيد ثم يردّ عليك الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: يا حبيبي في الله كن من أحباب الله وكن بلسماً لجراح الأمّة فلا تدمي قلوب المؤمنين فيسيل الدم من جرحٍ ملتئِم كما يفعل الإخوان الشيعة في كلّ عامٍ. وأقول يا معشر الشيعة إليكم سؤال الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني: فهل ترون أن الله سوف يسألكم عن اختلاف الصحابة واقتتالهم من بعد موت محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بزمنٍ؟ والجواب: كلا، فلن يسألكم الله عنهم شيئاً تصديقاً لقول الله تعالى: {تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ ۖ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ ۖ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿١٣٤﴾} صدق الله العظيم [البقرة].
وتعالوا لكي نفتيكم بالحقّ عمّا سوف يسألكم الله عنه، فسوف يسألكم الله عن أمّتكم التي في عصركم وجيلكم لماذا لم تسعوا لوحدة صفّهم وجمع كلمتهم فتكونوا كبلسمٍ لدواء جروح قلوب المؤمنين فتؤلفوا بين قلوبهم فتسعوا إلى توحيد صفوف المسلمين فتجعلوهم صفاً واحداً كالبنيان المرصوص في سبيل الله ضدّ أعداء الدين والمسلمين، فلماذا يا قوم تحذون حذو آباءكم الذين من قبلكم دون أن تستخدموا عقولكم؟
ويا صاحب السعادة وجميع الباحثين عن الحقّ، لا أريد فتواكم في عالمٍ واحدٍ بل الله يفتيكم في شأن علمائكم وأئمتكم الذين خالفوا أمر الله في محكم كتابه لعالِمكم وجاهلكم، في قول الله تعالى: {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ ۚ وَأُولَـٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴿١٠٥﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].
فهل ترى يا صاحب السعادة أنَّ هذه الآية لا تزال بحاجة للتأويل أم إنّها محكمةٌ واضحةٌ بيّنةٌ تنهى علماء الأمّة وأئمتهم أن يفرّقوا دينهم شيعاً؟ وكلّ حزبٍ بما لديهم فرحون! ولذلك تجد الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني يُحرّم المذهبيّة في الدين الإسلامي الحنيف لأنها هي التي جلبت تفرق المسلمين إلى شيعٍ وأحزابٍ، وظلموا أنفسهم فتفرقوا وتفرّقت أمّتهم وفشلوا وذهبت ريحهم كما هو حالكم اليوم - يا صاحب السعادة - أذلةٍ والعزّة لعدوكم، ولو لم تكونوا أذلةً لما تفرّج المسلمون أجمعون كيف كان يصنع اليهود بإخوانهم فيلقون عليهم الفسفور المُحرق والقنابل العنقوديّة فيحرقون إخوانكم المسلمين من الرجال والأطفال والنساء في غزّة وأنتم تنظرون يا معشر المسلمين، فلماذا لم تدافعوا عن إخوانكم؟ والجواب أنه ليس خوفاً من اليهود، وما عساها تكون في قلب الوطن العربي إلا دويلة صغرى يفسدون في الأرض؛ بل يخشى زعماؤكم من أميركا وحلفائها، ولكنّ الله قال في محكم كتابه: {أَتَخْشَوْنَهُمْ ۚ فَاللَّـهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَوْهُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ} صدق الله العظيم [التوبة:13].
ويا أخي الكريم، إنّ الذي جعل المسلمين فاشلين وذهبت ريحُهم هو بسبب تفرقهم إلى شيعٍ وأحزابٍ وكل حزبٍ بما لديهم فرحون ومن ثم فشلوا ومن ثم ذهبت ريحهم، كما هو حالكم اليوم يا صاحب السعادة أذلة والعزّة لعدوكم. وابتعث الله الإمام المهديّ استجابةً لدعائك ودعاء كثيرٍ من المؤمنين لكي يوحّد صفّكم فيجمع شملكم فيجعلكم صفاً واحداً كالبنيان المرصوص في سبيل الله للدفاع عن دينكم وأرضكم وعرضكم، ولم نأمركم بالاعتداء على العالمين فلا إكراه في الدين وإنما نريد منكم الدفاع عن دينكم وأرضكم وعرضكم من المعتدين على إخوانكم، فنجعل المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضوٌ تداعى له سائر الجسد بالسهر والحُمّى إن كنتم مؤمنين.
ويا إخواني المسلمين، والله الذي لا إله غيره إنّي لا أفتري على الله بأنّي المهديّ المنتظَر الذي له تنتظرون لو لم يفتِني الله بذلك، فلم يجعلني الله من الجاهلين من الذين يقولون على الله ما لا يعلمون. وما أريده من كافة علماء الأمّة وأمّتهم هو أن ينسوا الماضي السحيق لآبائهم والذين من قبلهم وخلافاتهم، وأن ينظروا لأمّتهم اليوم في عصرهم التي سوف يسألهم الله عنهم ولن يسألهم الله عن الأمم الأولى تصديقاً لقول الله تعالى: {تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ ۖ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ ۖ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿١٣٤﴾} صدق الله العظيم [البقرة].
واستجيبوا لدعوة الإمام ناصر محمد اليماني إلى توحيد صفّ المسلمين وقوتهم وجيوشهم فنجعل جيوش الأمم الإسلاميّة جيشاً جراراً؛ بل الجيش الذي لا يُقهر بإذن الله، وذلك استعداداً لصدِّ فتنة المسيح الكذاب الذي يريد فتنة المسلمين أجمعين حتى يعبدوا الشيطان من دون الرحمن وهم لا يعلمون، ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان إلا قليلاً، فإني لكم ناصحٌ أمينٌ يا معشر علماء المسلمين وأمّتهم.
فاتقوا الله وأطيعوني فقد اصطفاني الله عليكم وزادني عليكم بسطةً في العلم، وجعلني قائداً لكم وإماماً كريماً لنهديكم إلى الصراط المستقيم فنعيدكم إلى منهاج النبوّة الأولى فنعيدكم إلى كتاب الله وسنة رسوله الحقّ.
ولا أقول لكم كونوا على مذهب الإمام المهديّ وأعوذُ بالله أن أكون من الجاهلين؛ بل أقول كونوا على كتاب الله وسنة رسوله الحق، وكونوا أنصار محمد رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - جميعاً. وذلك لأن المذهبيّة تسببت في تفرّق أمّتكم إلى شيعٍ وأحزاب، فليكن كل منكم ناصرَ محمدٍ صلى الله عليه وآله وسلم كمثل الإمام المهديّ ناصرُ محمد، ولا تُفرقوا بين الله ورسوله فتتبعوا ما خالف لمحكم كتاب الله في السُّنة، واعلموا أنّ ما خالف لمحكم كتاب الله في سنة رسوله فهو حديثٌ من عند غير الله ورسوله، واعلموا إنّما السُّنة هي البيان الحقّ للقرآن، وإنّما تزيد هذا القرآن بياناً وتوضيحاً وليس أنّها تأتي مخالفةً لقرآنه المحكم، أفلا تعقلون؟
ويا صاحب السعادة وجميع الباحثين عن الحقّ عجباً أمركم وترددكم عن مبايعة الإمام ناصر محمد اليماني برغم قناعة عقولكم بدعوته الحق! وإني أعلم أنّ ترددكم عن بيعته ونصرة دعوته هو خشية أن لا يكون هو الإمام المهديّ المنتظر. ومن ثمّ يردّ عليكم المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني: أفلا تفتوني عن المهديّ المنتظَر الذي له تنتظرون؟ فهل تنتظرونه يأتي متبعاً لأهوائكم؟ إذاً فكيف يهديكم إلى الصراط المستقيم؟ أفلا تتقون! أم تريدون مهدياً منتظراً مُفتري على الله ربّ العالمين بكتابٍ جديدٍ غير كتاب الله الذي بين أيديكم المحفوظ من التحريف القرآن العظيم؟ أم إن سبب فتنتكم هو الاسم (محمد) فتقولون: "إن اسم الإمام المهديّ (محمد) وأنت اسمك (ناصر محمد)". ومن ثمّ يردّ عليكم المهديّ المنتظَر الحقّ من ربكم وأقول لكم: الحمد لله يا معشر الشيعة والسنة فإنّكم لن تجدوا في جميع الأحاديث سواء المتواترة أو الآحاد أو الضعيفة لن تجدوا أنّ محمداً رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قط قال لكم إنّ اسم الإمام المهديّ (محمد)، وما يضيره يا قوم أن يقول لكم بالمعنى الصريح والفصيح اسم الإمام المهديّ محمد؟ بل تجدونه يعطيكم الإشارة فقط لا غير، فيقول: [يواطئ اسمه اسمي]، أفلا تسألون أنفسكم لمَ المواطأة؟ وما هي الحكمة من ذلك لو كنتم تعقلون؟ برغم أنكم تعلمون علم اليقين إنما التواطؤ هو التوافق أي يوافق الاسم (محمد) في اسم الإمام المهديّ ( ناصر محمد )، وجعل الله التوافق في اسمي للاسم محمد في اسم أبي ناصر محمد لكي يحمل الاسم الخبر وراية الأمر لأنّ في ذلك شأن المهديّ المنتظَر كونكم لا تنتظرون رسولاً جديداً؛ بل إماماً كريماً يبعثه الله ناصراً لما جاء به خاتم الأنبياء والمرسلين محمد صلى الله عليه وآله وسلم، ولكن يا قوم نظرتكم قصيرةٌ وعقولكم صغيرةٌ؛ بل جعلتم التواطؤ هو التطابق برغم أنكم لتعلمون أنّ التواطؤ هو التوافق، ما لكم كيف تحكمون؟
ويا إخواني المسلمين فهل ترددكم في مبايعة الإمام ناصر محمد اليماني برغم قناعتكم بدعوته خشية أن لا يكون هو الإمام المهديّ المنتظر؟ ثم أقول لكم: فهل لو اتبعتم ناصر محمد اليماني ومن ثمّ تبيّن لكم أنّه ليس المهديّ المنتظَر فهل ترون أنكم قد كفرتم فارتدَدْتم من بعد إيمانكم كافرين بسبب استجابة دعوة ناصر محمد اليماني إلى عبادة الله وحده لا شريك له وبسبب الرجوع إلى كتاب الله وسنة رسوله الحقّ وبسبب أنه توحد صفّكم من شيعٍ وأحزابٍ إلى حزب لله وحده ضدّ الطاغوت وأوليائِه فأعزّكم الله ونصركم فتقوّت شوكتكم وعاد عزّكم ومجدكم، فهل ترون أنّه لو يتحقق ذلك فإنّكم قد كفرتم بالله فأضّلكم ناصر محمد اليماني عن الصراط المستقيم الذي يدعو المسلمين إلى نبذ التفرّق في الدين ويدعو إلى وحدة المسلمين؟ فهل ترونه مخالفاً لأمر الله ربّ العالمين، أم إنّكم أنتم وعلماؤكم مَنْ خالف لأمر الله ربّ العالمين وفرّقتم دينكم شيعاً وكل حزبٍ بما لديهم فرحون؟ فتعالوا لنحتكِم إلى الله ليُفتيني مَنْ الذي يدعو إلى الحقّ منا. وقال الله تعالى: {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ ۚ وَأُولَـٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴿١٠٥﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].
ولذلك تجدون الإمام ناصر محمد اليماني يدعوكم إلى عدم التفرّق والاختلاف، ويحاجكم بآيات الله البيّنات المحكمات لعالِمكم وجاهلكم، أفلا ترون برغم قناعتي الشديدة إني أدعو إلى الحقّ وأهدي إلى صراطٍ مستقيم وبرغم ذلك لا آمر أنصاري بالأمر أن يتبعوا بيان الصلوات، وذلك لأني لا أريدهم أن يكونوا طائفةً جديدةً في الدين فنزيد المسلمين فرقةً إلى تفرقهم؛ بل أمرناهم أن يصلّوا مع إخوانهم وما زاد في صلواتهم فسيكتب لهم نافلةٌ عند ربّهم لأنهم اتَقَوا الله ونفَّذوا أمر إمامهم ولم يزيدوا المسلمين فرقةً إلى فرقتهم، وذلك لأني أعلم أنّ التفرق في الدين محرَّم في مُحكم كتاب الله حتى ولو تركتم سُنناً مؤكدةً في الدين في سبيل عدم اختلاف المسلمين، وذلك حتى لا تورثوا المؤمنين العداوة والبغضاء والحقد وكلّ حزبٍ بما لديهم فرحون فيتفرقون فيفشلون وتذهب ريحهم؛ بل أهم شيء أن يجتنبوا كبائر ما ينهون عنه تصديقاً لقول الله تعالى: {إِن تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُم مُّدْخَلًا كَرِيمًا ﴿٣١﴾} صدق الله العظيم [النساء].
ويا قوم أجيبوا داعي التوحيد ووحدة الصفّ خيرٌ لكم بغض النظر هل ناصر محمد اليماني هو المهديّ المنتظَر أم مجددٌ للدين ومُعيدٌ لوحدة المسلمين.
ألا والله الذي لا إله غيرة لا يسألكم الله إلا عن مضمون دعوة الإمام ناصر محمد اليماني، ولن يسألكم الله لو لم يكن الإمام المهديّ هو ناصر محمد اليماني؛ بل سوف يسأل الله ناصر محمد اليماني وحده لو لم يكن هو الإمام المهديّ المنتظر، ويا ليت الله يؤتيكم حكمة مؤمن آل فرعون الذي وعظ وقومه وقال لهم قولاً بليغاً. وقال الله تعالى: {وَقَالَ رَجُلٌ مُّؤْمِنٌ مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَن يَقُولَ رَبِّيَ اللَّـهُ وَقَدْ جَاءَكُم بِالْبَيِّنَاتِ مِن رَّبِّكُمْ ۖ وَإِن يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ ۖ وَإِن يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُم بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ ۖ إِنَّ اللَّـهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ ﴿٢٨﴾} صدق الله العظيم [غافر].
فلا تكن نظرتكم قصيرةً وعقولكم صغيرة يا قوم؛ بل قولوا: "يا ناصر محمد اليماني كُن المهديّ المنتظَر أو كُن مجدداً للدين ومصلحاً للبشر فلا يهمنا إلا مضمون دعوتك وليس ذاتك، وبالنسبة لادّعائك أنّك الإمام المهديّ فنقول هذا شيء يحاسبك الله به وحدك إن لم تكن المهديّ المنتظَر ولكن الله سوف يحاسبنا على مضمون دعوتك إذا كانت دعوة إلى الحقّ على بصيرةٍ من الله فلا ينبغي لنا الإعراض عن الدعوة إلى الحقّ والحقّ أحقّ أن يٌتبع". وهذا لو كنتم تعقلون أنكم تنتظرون المهديّ المنتظَر يأتيكم فيقول لكم اعبدوني من دون الله ولذلك تخشون إذا لم يكن الإمام المهديّ هو ناصر محمد اليماني أنكم عبدتم غير الله! فما خطبكم كيف تحكمون؟
ويا صاحب السعادة أراك تسأل عن أسماء النار وما الفرق بين أن أقول لكم سقر أو الحُطمة؟ ولكني سوف أفتيك عن سؤالك لا تبقي ولا تذر، وسوف تجد جواب سؤالك في قول الله تعالى: {إِنَّهُ مَن يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِمًا فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَىٰ ﴿٧٤﴾} صدق الله العظيم [طه].
وأما بالنسبة لمرورها بجانب أرضكم فما ظنّك بقول الله تعالى: {وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَـٰذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٣٨﴾ لَوْ يَعْلَمُ الَّذِينَ كَفَرُوا حِينَ لَا يَكُفُّونَ عَن وُجُوهِهِمُ النَّارَ وَلَا عَن ظُهُورِهِمْ وَلَا هُمْ يُنصَرُونَ ﴿٣٩﴾ بَلْ تَأْتِيهِم بَغْتَةً فَتَبْهَتُهُمْ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ رَدَّهَا وَلَا هُمْ يُنظَرُونَ ﴿٤٠﴾} صدق الله العظيم [الأنبياء].
فما ظنّكم بقول الله تعالى: {فَلَا يَسْتَطِيعُونَ رَدَّهَا وَلَا هُمْ يُنظَرُونَ} صدق الله العظيم؟ وذلك لأنّ مرورها القريب من أرضكم هو شرط من أشراط الساعة الكبرى تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً ۙ وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا ۙ وَلَا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ ۙ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّـهُ بِهَـٰذَا مَثَلًا ۚ كَذَٰلِكَ يُضِلُّ اللَّـهُ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ ۚ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ ۚ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَىٰ لِلْبَشَرِ ﴿٣١﴾ كَلَّا وَالْقَمَرِ ﴿٣٢﴾ وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ ﴿٣٣﴾ وَالصُّبْحِ إِذَا أَسْفَرَ ﴿٣٤﴾ إِنَّهَا لَإِحْدَى الْكُبَرِ ﴿٣٥﴾ نَذِيرًا لِّلْبَشَرِ ﴿٣٦﴾ لِمَن شَاءَ مِنكُمْ أَن يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ ﴿٣٧﴾} صدق الله العظيم [المدّثر].
ولكني أشكرك يا صاحب السعادة لنصيحة أنصاريّ أن لا يحاجّوا إلا بكتاب الله وبسنة رسوله الحقّ وليس بعلوم الغرب ونظرياتهم العلميّة لأنّها تُخطئ وتُصيب حتى لا يجعلوا للناس علينا سلطاناً، ألا والله لو يحاجون الناس ببيانات الإمام المهديّ فإنهم لن يُحاجُّهم أحدٌ إلا غلبوه بالحق. وسلامُ الله على كافة الأنصار السابقين الأخيار، وسلامُ الله على صاحب السعادة وكافة الباحثين عن الحقّ، وسلامٌ على المرسلين والحمد لله ربّ العالمين..
أخو المسلمين في الدين؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني .
_____________