- 1 -
اقتباس: اضغط للقراءة
منقول من بيانات الإمام ناصر محمد ..
فتعالوا لنسأل الله سويَّاً وهو يُجيبنا بالحقّ علّام الغيوب :
ســـ 1 - اللهم أنت ربّنا وسعت كُل شيء رحمةً وعلماً، أفتنا هل كان يوجد بين صحابة رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - مُنافقون يظهرون الإيمان ويبطنون الكُفر؟
الجواب من كلام الله:
{إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ ﴿١﴾ اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ ۚ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿٢﴾}
صدق الله العظيم [المنافقون]
ســـ 2 - اللهم يا من تُحيط بكل شيء علماً، أفتنا عن هدف المنافقين من انضمامهم إلى صحابة رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم.
الجواب من كلام الله:
{وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِنْدِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ وَاللَّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ}
صدق الله العظيم [النساء:81]
ســـ 3 - اللهم ربّنا، وهل أمرت محمداً رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - بكشف أمرهم وطردهم حتى لا يضلّون المُسلمين؟
والجواب من كلام الله سُبحانه:
{فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾}
صدق الله العظيم [النساء]
ســـ 4 - اللهم ربّنا، ولماذا أمرت مُحمداً رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - أن لا يكشف أمرهم فيطردهم؟
والجواب من كلام الله:
{أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴿٨٢﴾}
صدق الله العظيم [النساء]
ويا عُلماء أمّة الإسلام وأئمّتهم، فهذه فتوى من ربّ العالمين تجدونها محكمة في القرآن العظيم أنّ السنّة ليست محفوظةً من التحريف برغم أنها جاءت بياناً للقرآن. تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ﴿٤٤﴾}
صدق الله العظيم [النحل]
إذاً، سنّة البيان لا ينبغي لها أن تُخالف محكم القرآن، فإذا كانت سنّةً مدسوسةً من الشيطان على لسان أوليائه الذين يبطنون الكُفر ويظهرون الإيمان فحتماً سوف نجد بين الحديث المُفترى وبين محكم القرآن اختلافاً كثيراً، ولذلك تجدون المهديّ المُنتظر يدعوكم إلى الاحتكام إلى كتاب الله، وما فعلت ذلك عن أمري؛ بل هذا أمر الله إليكم في محكم كتابه وأفتاكم في كثير من آياته أنّه قد حفظ لكم القرآن العظيم من التحريف وأمركم أن تجعلوه هو المرجع والحكم بينكم فيما كُنتم فيه تختلفون ولم يأمركم الله بالتّطبيق مع مُتشابهه؛ بل التّطبيق مع آيات الكتاب المُحكمات هُنّ أمّ الكتاب، وأمركم الله بالإيمان بهنّ واتّباعهنّ، وأما المُتشابه فلم يأمركم الله إلا بالإيمان به حتى يأتي تأويله بالحقّ. فهل أنتم مؤمنون؟
ويا عُلماء الأمّة وأئمّتهم، إنّكم لم تكذّبونني بأنّ القرآن هو المرجع فيما كنتم فيه تختلفون؛ بل كذّبتم بأمر الله في محكم كتابه وأعرضتم عنه، فكيف تحسبون إنّكم مهتدون إذا أعرضتم عن أمر الله في محكم كتابه وقد أمركم وأمر النّصارى واليهود أنّ القرآن هو المرجع والحكم لكم جميعاً والمهيمن على التّوراة والإنجيل والسنّة النّبويّة؟ أفلا تتقون؟ وقال الله تعالى:
{وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ۚ ذَٰلِكُمُ اللَّهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ ﴿١٠﴾}
صدق الله العظيم [الشورى]
بمعنى أن الله هو الحكم وما على المهديّ المنتظر إلا أن يستنبط لكم حكم الله فيما كُنتم فيه تختلفون ولم يجعلني مُبتدعاً؛ بل مُتبعاً لمحمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - فآتيكم بحكم الله من محكم كتابه كما كان يأتي به محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم. وقال الله تعالى:
{أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا}
صدق الله العظيم [الأنعام:114]
وقال الله تعالى:
{وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ ۖ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ ۚ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا ۚ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَٰكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ ۖ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ ۚ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ ﴿٤٨﴾}
صدق الله العظيم [المائدة]
ولا تكونوا يا معشر المُسلمين كمثل الذين أوتوا الكتاب من قبلكم إذا دُعوا إلى كتاب الله ليحكم فلا يعجبهم من القرآن ما خالف أهوائهم، وإن يوافقهم في شيء فيأتون إليه مُذعنين، فأولئك يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض، فلا تكونوا أمثالهم. وقال الله تعالى:
{لَّقَدْ أَنزَلْنَا آيَاتٍ مُّبَيِّنَاتٍ ۚ وَاللَّهُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿٤٦﴾ وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنَا ثُمَّ يَتَوَلَّىٰ فَرِيقٌ مِّنْهُم مِّن بَعْدِ ذَٰلِكَ ۚ وَمَا أُولَٰئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ ﴿٤٧﴾ وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُم مُّعْرِضُونَ ﴿٤٨﴾ وَإِن يَكُن لَّهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ ﴿٤٩﴾ أَفِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَن يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ ۚ بَلْ أُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴿٥٠﴾ إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴿٥١﴾}
صدق الله العظيم [النور]
فلا تكونوا يا إخواني المُسلمين كمثل أهل الكتاب دعاهم محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - إلى كتاب الله القرآن العظيم ليحكم بينهم فيما كانوا فيه يختلفون فأعرض فريقٌ منهم عن الدعوة إلى كتاب الله ليحكم بينهم. وقال الله تعالى:
{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَىٰ كِتَابِ اللَّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّىٰ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ وَهُم مُّعْرِضُونَ ﴿٢٣﴾}
صدق الله العظيم [آل عمران]
إذاً من أعرض عن دعوة الاحتكام إلى كتاب الله فقد أعرض عن طريق الهدى. وقال الله تعالى:
{يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ ۚ قَدْ جَاءَكُم مِّنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ ﴿١٥﴾ يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿١٦﴾}
صدق الله العظيم [المائدة]
وجعل الله في كتابه القرآن العظيم الحَكَم فيما كنتم فيه تختلفون. وقال الله تعالى:
{إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ ۚ وَلَا تَكُن لِّلْخَائِنِينَ خَصِيمًا ﴿١٠٥﴾}
صدق الله العظيم [النساء]
ويا معشر المؤمنين بهذا القرآن العظيم لا تعرضوا عن الهُدى فقد أمركم الله باتّباعه وبالكفر لما خالف محكمه حتى لا تجعلوا لله حجّة عليكم فيعذّبكم ولا تكون لكم حجّة على الله أنّه لم ينزّل إليكم كتاباً لتتبعوه. وقال الله تعالى:
{وَهَٰذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴿١٥٥﴾ أَن تَقُولُوا إِنَّمَا أُنزِلَ الْكِتَابُ عَلَىٰ طَائِفَتَيْنِ مِن قَبْلِنَا وَإِن كُنَّا عَن دِرَاسَتِهِمْ لَغَافِلِينَ ﴿١٥٦﴾ أَوْ تَقُولُوا لَوْ أَنَّا أُنزِلَ عَلَيْنَا الْكِتَابُ لَكُنَّا أَهْدَىٰ مِنْهُمْ ۚ فَقَدْ جَاءَكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ ۚ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَذَّبَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَصَدَفَ عَنْهَا ۗ سَنَجْزِي الَّذِينَ يَصْدِفُونَ عَنْ آيَاتِنَا سُوءَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُوا يَصْدِفُونَ ﴿١٥٧﴾}
صدق الله العظيم [الأنعام]
فقد أمركم الله باتّباعه إن كنتم به مؤمنين. وقال الله تعالى:
{كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ فَلَا يَكُن فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِّنْهُ لِتُنذِرَ بِهِ وَذِكْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ ﴿٢﴾ اتَّبِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم}
صدق الله العظيم [الأعراف:2-3]
ألا والله لو تدبّرتم كتاب ربّكم لوجدتم أنّه مُجملٌ ثمّ مُفصّلٌ في ذات القرآن. تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَلَقَدْ جِئْنَاهُم بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَىٰ عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴿٥٢﴾}
صدق الله العظيم [الأعراف]
ألا والله أنه لن يتّبع المهديّ المنتظر إلا من اتّبع محمداً رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم. تصديقاً لقول الله تعالى:
{إِنَّمَا تُنذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَٰنَ بِالْغَيْبِ ۖ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ ﴿١١﴾}
صدق الله العظيم [يس]
ويا أمّة الإسلام والنّاس أجمعين، اسمعوا وأطيعوا خليفة الله عليكم واعترفوا بالإمام المهديّ الذي ابتعثه الله رحمة للعالمين، فإن شكرتم وصدّقتم بالحقّ كان خيراً لكم، وإن أعرضتم عن الدعوة إلى الاحتكام إلى كتاب الله فإنّكم لم تعرضوا عن ناصر محمد اليماني ولكنّكم أعرضتم عن الله وكتابه ورسوله محمد - صلّى الله عليه وآله وسلّم - وما أنا إلا من المؤمنين بما تَنَزَّلَ على محمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - ومن التّابعين لهُ حتى ألقى الله بقلبٍ سليمٍ فكونوا من الشاهدين.
فكونوا يا آل البيت من المسلمين، فلستم خيراً عند الله من النّاس أجمعين؛ بل أنتم بشرٌ ممن خلق فلا تفتنكم الشياطين أنّ لكم وضع خاصٌ عند ربّ العالمين كلا وربي، إنّما أنتم بشر ممن خلق مثلكم كمثل النّاس وأكرم النّاس عند ربّهم أتقاهم، فكونوا من الشاكرين أنتم وجميع المسلمين فقد منّ الله عليكم أن ابتعث في أمّتكم المهديّ المنتظَر ليُعلّمكم الكتاب والحكمة ويُعلّمكم بما لم تكونوا به تعلمون ويُفصّل لكم كتاب الله تفصيلاً، فاتّبعوني أهدكم صراطاً سوياً، فوعدٌ علينا غير مكذوب لنهدي بالقرآن المجيد من يشاء من العبيد إلى صراط العزيز الحميد، وإنّما أنا عبدٌ من عبيد الله بشرٌ مثلكم لا أقول لكم اعبدوني من دون الله وما ينبغي لي، ولكن اعبدوا الله ربّي وربّكم فاتّبعوا المهديّ المنتظر الحقّ من ربّكم ليُعيدكم إلى منهاج النّبوّة الأولى كما كان عليه مُحمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - وصحابته الذين معه قلباً وقالباً رُحماء بينهم، فأين أنتم منهم؛ بل بأسكم بينكم شديد، وأذكّر بالقرآن من يخاف وعيدِ وأهدي به النّاس إلى صراط العزيز الحميد.
وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
أخوكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
_______________