الإمام ناصر محمد اليماني
30 - رمضان - 1433 هـ
18 - 08 - 2012 مـ
06:23 صباحاً
( بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى )
ـــــــــــــــــــ
الإمام المهدي يُرحِّب بفضيلة الشيخ العتيبي للاحتكام إلى كتاب ربي القرآن العظيم..
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على كافة أنبياء الله ورسله وآلهم الطيبين وجميع المسلمين في كل زمانٍ ومكانٍ إلى يوم الدين، أما بعد..
سلامُ الله عليكم ورحمة الله وبركاته أحبتي في الله جميع المسلمين، السلام علينا وعلى جميع عباد الله الصالحين في الأوّلين وفي الآخرين وفي الملأ الأعلى إلى يوم الدين، ونرحب بفضيلة الشيخ العتيبي للحوار في طاولة الحوار العالمية من قبل الظهور.
ويا حبيبي في الله، فمن الذي قال لك إنّنا نحذف بيان من أقام الحجّة بسلطان العلم؟ ونعوذ بالله أن نكون من الجاهلين، فنحن لا نحذف بيان من يخالفنا بل نقيم عليه الحجّة بالحقّ بسلطان العلم الملجم بالحقّ، وإنما نحذف بيانات السفهاء الذين يشتموننا بغير الحقّ، والله المستعان.
وأما شروط الإمام المهديّ في الحوار من قبل الظهور، فليس لي غير شرطٍ واحدٍ وهو أن تقبلوا الله حكماً فيما كنتم فيه تختلفون في دينكم، وما على الإمام المهديّ إلا أن يستنبط لكم حُكْمَ الله بالحقّ من محكم كتابه، وبالنسبة للسُّنّة النبوية فنحن لا نُفرِّق بين الله ورسوله، وإنّما نكفر بما خالف لمحكم كتاب الله في السُّنة، كون ما خالف لمحكم كتاب الله في السُّنة فذلك حديث جاءكم من عند غير الله ورسوله، كون كتاب الله وسنة رسوله نورٌ على نورٍ لا يختلفان ولا يفترقان؛ بل مزيدٌ من البيان الحقّ للقرآن.
ألا وإن الإمام المهديّ يتّبع كتاب الله وسنّة رسوله الحقّ، والحقّ أحقّ أن يتبع وما بعد الحقّ إلا الضلال، وكل عامٍ وأنتم طيبون وعلى الحقّ ثابتون، ونشهد لله شهادة الحقّ اليقين أنّ يومنا هذا السبت هو غرّة شوال لعام 1433 وكفى بالله شهيداً ووكيلاً فكن شاهداً بالحقّ يا فضيلة الشيخ، كون الأهلّة هي منازل نور القمر وأنّ التربيع الأول يكتمل في نفس ليلة غرّة الشهر وأنّ القمر البدر يكتمل في نفس ليلة النصف، وعليه فإنّ قمر شوال سوف يكتمل نور تربيعه الأول ليلة السبت القادم بعد غروب شمس الجمعة، وأنّ القمر البدر لشهر شوال سوف يكتمل ليلة السبت بعد غروب شمس الجمعة برغم أنَّ الشمس أدركت القمر بقدر اثني عشر ساعة في هلال شوال لعام 1433، وكذلك لا ينبغي لهلال شوال أن يتجاوز ثلاثين يوماً، وبما أنّ غرّة شوال هي السبت لا شك ولا ريب ولذلك ستكون غرّة ذي القعدة ليلة الإثنين، وكذلك يحدث فيها إدراك نصف منزلة نفصّل ذلك في حينه، وقد اتّبعوا علماء الفلك الذين أنكروا رؤية هلال رمضان بعد غروب شمس الجمعة وثبتت رؤيته ولطالما أنكروا ثبوت رؤية أهلّة كثيرة من أهلّة المستحيل حسب زعمهم وثبتت رؤيتها، ولكن هذه المرة قد اتّفق قادة الدول الإسلاميّة في مؤتمر المملكة العربيّة السعوديّة أن يكون عيد الفطر موحداً وأسرّوا النجوى، وليس البرّ أن يأتوا البيوت من ظهورها ولكنَّ البِرَّ أنْ يتقوا الله فيأتوا البيوت من أبوابها. تصديقاً لقول الله تعالى: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوْاْ الْبُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا وَلَـكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُواْ الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ(189)} صدق الله العظيم [البقرة].
ولسوف نقيم عليهم الحجّة بإذن الله ومن محكم كتابه، ألا لله الحجّة البالغة، وبما أنّ الإمام المهديّ يحرص على وحدة المسلمين حتى ولو كان الحقّ معه وأنصاره، ولذلك أمرنا أنصارنا بصوم هذا اليوم السبت غرّة شوال ولكن ليس من صيام رمضان كونه مضى وانقضى بل ليكون قضاءً للذين لم يصوموا الجمعة من الأنصار، وأمّا آخرون فنافلة منهم إلى ربِّهم وكتب الله أجرهم.
وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله رب العالمين..
أخوكم؛ الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
ـــــــــــــــــــــ
الإمام ناصر محمد اليماني
02 - شوال - 1433 هـ
20 - 08 - 2012 مـ
07:18 صباحاً
( بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى )
ـــــــــــــــــــ
الردُّ الثاني من الإمام المهدي إلى فضيلة الشيخ العتيبي..
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على كافة أنبياء الله ورسله وآلهم الطيبين وجميع المسلمين إلى يوم الدين، أما بعد..
ويا أيها الضيف العتيبي، فهل أفتاك الإمام ناصر محمد اليماني وأنصاره أننا شفعاؤكم عند الله؟ بل عقيدتنا عكس ذلك، بل تجدنا نكفر بشفاعة العبيد بين يدي الربّ المعبود.
وأما بالنسبة لحقيقة اسم الله الأعظم، فلن نرضى حتى يرضى أحبُّ شيءٍ إلى أنفسنا الله ربّ العالمين، وليس لنا من الأمر شيء، ولسوف أفتيك بالحقّ والحقّ أقول: أقسم بالحقّ من هو الحقّ ووعده الحقّ وما بعد الحقّ إلا الضلال، أنْ لن أرضى بملكوت ربي أجمعين حتى يرضى ربي حبيبي لا متحسراً ولا حزيناً، ألا والله لا يعلم بحقيقة النعيم الأعظم من ملكوت الله أجمعين إلا قومٌ يحبهم الله ويحبونه في هذه الأمّة، فهم يعلمون بما في أنفسهم عرفوا ربَّهم حقّ معرفته أنّه حقاً أرحم الراحمين، وهذا هو ما يقصده رسول المسيح عيسى ابن مريم بقوله: {إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} صدق الله العظيم [المائدة:118]. كون الله هو أرحم بعبيده من عبيده..
وحبيبي في الله العتيبي، إنّ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأنصاره لا يتحسّرون على آباءهم وأمّهاتهم وأولادهم وإخوانهم فقد شغلتنا حسرةُ من هو أرحم بعباده منّا؛ الله أرحم الراحمين. ويا عتيبي، إنّما أعظك بواحدةٍ أن تتفكر فلا قدّر الله لو أنّ أباك أو ولدك أو أمّك اطّلعت عليها يوم القيامة فرأيتها تصطرخ في نار جهنم ولا قدر الله ذلك على أمّك يا حبيبي في الله، وإنّما لو يحدث ذلك ولا قدّر الله ذلك فهل سوف تخاطب ربك: "يا رب كيف تهنأ لعبدك جنّة النعيم وأمّي التي ولدتني وربّتني وأحقّ الناس بحسن صحابتي رأيتها تتعذب في نار الجحيم؟". وهنا يكمن الفرق بينكم وبين الإمام المهديّ وقوم يحبهم الله ويحبونه فهم لا يتحسرون على آبائهم ولا على أمهاتهم ولا أولادهم ولا إخوانهم بل يتفكرون بحال من هو أشدّ حسرةً من الأمِّ بولدها اللهُ أرحم الراحمين، ولا نقول إنَّ الله يتحسر على المُصِرّين على الكفر والذنوب بل يتحسر على النادمين بعد أن أخذتهم الصيحة فأصبحوا نادمين، حتى إذا كلٌ منهم يقول: {يَا حَسْرَتَى علَى مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ} صدق الله العظيم [الزمر:56].
وهنا تأتي الحسرة في نفس الله بسبب صفته أنّه أرحم الراحمين. وقال الله تعالى: {إِنْ كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ (29) يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (30) أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ (31) وَإِنْ كُلٌّ لَمَّا جَمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ (32)} صدق الله العظيم [يس].
إذًا يا حبيبي في الله العتيبي، فماذا نبغي من ملكوت الدنيا والآخرة وأحبُّ شيء إلى أنفسنا متحسرٌ وحزينٌ على عباده الذين ظلموا أنفسهم؟ فتعال معنا نناضل من أجل تحقيق رضوان الله الرحمن على عباده، واعلمْ أن اّلله لا يرضى لعباده الكفر بل يرضى لهم الشكر، وحتى يكون الله راضياً في نفسه فلا بدّ أن نناضل لهدى الناس أجمعين حتى نجعلهم بإذن الله أمّةً واحدةً على صراطٍ مستقيمٍ، ألا والله لا يأتي من الإمام المهديّ وأنصاره إلا الخير للعالمين كونهم رحمةً للأمّة، ولكن شياطين الجنّ والإنس شمّروا لحرب المهديّ المنتظَر وأنصاره وعدم تحقيق هدفهم العالمي كمثل الذي يسمّي نفسه في موقعنا (قاهر الجبابرة) وهو من شياطين البشر من الذين يُظهرون الإيمان ويُبطنون الكفر والمكر للصدِّ عن الذكر.
ويا عتيبي، كونوا مع المهديّ المنتظر والأنصار ولا تكونوا مع شياطين الجنّ والإنس! كون غاية شياطين الجنّ والإنس هي بعكس غاية المهديّ المنتظَر والأنصار السابقين الأخيار، فأنتم تعلمون عن هدف شياطين الجنّ والإنس هو أنهم كرهوا رضوان الله ويسعون الليل والنهار ليجعلوا النّاس أمّةً واحدةً على الكفر، كونهم علموا أنّ الله لا يرضى لعباده الكفر.
ولكنّ المهديّ المنتظَر والأنصار السابقين الأخيار قوم يحبّهم الله ويحبّونه قد اتخذنا رضوان الله غاية، وعلِمْنا أنّ الله لا يرضى لعباده الكفر بل يرضى لهم الشكر، ولذلك نسعى أن نجعل الناس أمّة واحدةً على صراطٍ مستقيمٍ، وبرغم أنّه هدف صعب ويتحقق ببطءٍ شديدٍ ولكننا لن نستيئس وسوف نناضل الليل والنهار لدعوة الناس إلى عبادة الله وحده لا شريك له حتى يتبعوا كتاب الله وسنة رسوله الحق. فهل تروننا ضللنا عن الهدى؟ ما لكم كيف تحكمون؟ فهل ترون الحق باطلاً والباطل حقاً؟ فاتقوا الله إن كنتم إيّاه تعبدون.
وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله رب العالمين..
أخوكم؛ الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
ـــــــــــــــــــــــ
الإمام ناصر محمد اليماني
03 - شوال - 1433 هـ
21 - 08 - 2012 مـ
10:41 صباحاً
( بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى )
ــــــــــــــــــ
الردّ الثالث من الإمام المهديّ على فضيلة الشيخ العتيبي..
بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربِّ العالمين..
فاسمع يا عتيبي، إنّك تقول أنّك سوف تحاجّني من القرآن وتقول وها أنت حاججتني من القرآن وتقول أني لم أردّ عليك! ألم نردّ عليك بالحقّ عن المقصود من قول المسيح عيسى ابن مريم بأنّه لم يتجرأ للشفاعة للنصارى؛ بل قال: {إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} صدق الله العظيم [المائدة:118].
كون النصارى بالغوا في المسيح عيسى صلى الله عليه وعلى آله وأمّه، وقال الله تعالى: {وَإِذْ قَالَ اللَّـهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَـٰهَيْنِ مِن دُونِ اللَّـهِ ۖ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ ۚ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ ۚ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ ۚ إِنَّكَ أَنتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ ﴿١١٦﴾ مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّـهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ ۚ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَّا دُمْتُ فِيهِمْ ۖ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ ۚ وَأَنتَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ﴿١١٧﴾ إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ ۖ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴿١١٨﴾} صدق الله العظيم [المائدة].
وإني أراك تقول يا عتيبي إنّك لا تدري أتصدقُ المهديَّ المنتظر أم المسيح عيسى ابن مريم صلى الله عليهم وسلم؟ ويا سبحان الله! وما اختلف قول الإمام المهديّ عن قول المسيح عيسى ابن مريم، كون المسيح عيسى والإمام المهديّ نحن جميعاً نكفر بشفاعة العبيد بين يدي الربّ المعبود، أم إنّك لم تفهم الآية بأنّها عن نفيِّ شفاعة المسيح عيسى للنصارى الذين بالغوا فيه وأمّه؟ فما خطبك يا عتيبي؟ فأرجو أن تبيّن الاختلاف بين عقيدة الإمام المهديّ والمسيح عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام وأمّه.
أخوكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
ــــــــــــــــــــــ
الإمام ناصر محمد اليماني
22 - صفر - 1434 هـ
04 - 01 - 2013 مـ
05:11 صـباحاً
( بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى )
ــــــــــــــــــــــ
ردّ الإمام المهدي إلى فضيلة الشيخ العتيبي ..
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على كافة الأنبياء والمرسلين وآلهم الطيبين الطاهرين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أمّا بعد..
أيا عتيبي سوف نكتفي بالجواب من الربّ عليك في محكم الكتاب، فإنّه بسبب صفة عظمة الرحمة يتحسر على عباده حين تأتي في أنفسهم الحسرة على ما فرّطوا في جنب ربّهم. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ ﴿٥٥﴾ أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَىٰ عَلَىٰ مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّـهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ ﴿٥٦﴾} صدق الله العظيم [الزمر].
ولكن الحسرة جاءت في أنفسهم من بعد فوات الأوان أي بعد أن أهلكهم الله بعذابٍ من عنده، ولكنه حين علم بحسرتهم على ما فرّطوا في جنب ربّهم فمن ثم تحسّر الله في نفسه عليهم برغم أنّهم كذّبوا رسله وكانوا كافرين من قبل، حتى إذا أخذتهم الصيحة فأصبحوا نادمين على ما فرّطوا في جنب الله ومن ثم جاءت الحسرة في نفس الله عليهم من بعد الصيحة. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا أَنزَلْنَا عَلَىٰ قَوْمِهِ مِن بَعْدِهِ مِن جُندٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَمَا كُنَّا مُنزِلِينَ ﴿٢٨﴾ إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ ﴿٢٩﴾ يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾ أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ ﴿٣١﴾ وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ ﴿٣٢﴾} صدق الله العظيم [يس].
كون الله يتأسف على عباده الظالمين لأنفسهم. تصديقاً لقول الله تعالى: {فَلَمَّا آسَفُونَا انْتَقَمْنَا مِنْهُمْ} صدق الله العظيم [الزخرف:55].
وما هو الأسف؟ والجواب إنّه يقصد به الحزن. ألم يقل الله تعالى: {{وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ}} صدق الله العظيم [يوسف:84].
ونستنبط من ذلك الفتوى عن المقصود بالأسف وأنه الحزن فإذاً الله يحزن على عباده إن لم يهتدوا فيدعي عليهم رسل الله وأتباعهم فيستجيب الله دعاء رسوله ومن اتّبعه فيحكم بينهم بعذاب من عنده فيهلك الله المعرضين، حتى إذا علم الله بعظيم الحسرة قد حلّت في أنفسهم على ما فرّطوا في جنب ربّهم فمن ثم يتحسّر الله عليهم وهو أرحم الراحمين، ولكنهم يائسون من رحمة ربّهم. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا أَنزَلْنَا عَلَىٰ قَوْمِهِ مِن بَعْدِهِ مِن جُندٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَمَا كُنَّا مُنزِلِينَ ﴿٢٨﴾ إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ ﴿٢٩﴾ يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾ أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ ﴿٣١﴾ وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ ﴿٣٢﴾} صدق الله العظيم [يس].
وتجد الله يتكلم عن نفسه: {يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾ أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ ﴿٣١﴾ وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ ﴿٣٢﴾} صدق الله العظيم، أليست هذه آية مُحكمة تُفتي بأنّ الله حقاً أرحمَ الراحمين، وإنّه ليحزن على عباده الظالمين لأنفسهم ويفرح بتوبة عباده؟ كما أفتاكم الله عن طريق رسوله في بيان السنّة النبويّة بالحديث الحقّ بأنّ الله ليفرح بتوبة عباده فرحاً عظيماً. تصديقاً لحديث محمد رسول الله الحقّ - صلّى الله عليه وآله وسلّم - قال: [لله أشد فرحاً بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة، فانفلتت منه، وعليها طعامه وشرابه فأيس منها فأتى شجرة فاضطجع في ظلها – قد أيس من راحلته – فبينا هو كذلك إذا هو بها قائمة عنده فأخذ بخطامها ثم قال من شدة الفرح اللهم أنت عبدي وأنا ربك – أخطأ من شدة الفرح –].
ويفتيكم محمد رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلم- عن عظيم فرحة نفس الله بتوبة عباده إليه وأنّ فرحة الله أعظم من فرحة صاحب الراحلة التي أفلتت منه، فاضطجع تحت ظلّ شجرة لينام حتى يموت أو ينظر الله في أمره ومن ثم أفاق فإذا هي قائمة عنده فقال من شدة الفرح اللهم أنت عبدي وأنا ربك! أخطأ من شدة الفرح لكونه كان يريد أن يقول اللهم أنت ربّي وأنا عبدك.
وعلى كل حال أفتاكم محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - عن مدى فرحة الله بتوبة عباده إليه إذ أنّ فرحه أعظم من فرح صاحب الراحلة الذي أخطأ من شدّة الفرح، وكذلك أفتاكم الإمام المهدي عن مدى حزن الله وتحسره وأسفه على المعرضين عن دعوة رسل ربّهم. وأشهد الله أنّ الحسرة لم تحلّ في نفس الله عليهم إلا حين حلّت الحسرة في أنفسهم على ما فرّطوا في جنب ربّهم، وسبقت فتوانا بالحقّ أنّ الحسرة في أنفسهم لم تأتِ إلا بعد عذاب الصيحة. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ ﴿٥٥﴾ أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَىٰ عَلَىٰ مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّـهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ ﴿٥٦﴾} صدق الله العظيم [الزمر].
ومن ثم تأتي مباشرةً الحسرة في نفس الله عليهم بعد أن علم أنهم نادمون متحسرون على مافرّطوا في جنب ربّهم ومن ثم تحسر الله عليهم. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا أَنزَلْنَا عَلَىٰ قَوْمِهِ مِن بَعْدِهِ مِن جُندٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَمَا كُنَّا مُنزِلِينَ ﴿٢٨﴾ إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ ﴿٢٩﴾ يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾ أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ ﴿٣١﴾ وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ ﴿٣٢﴾} صدق الله العظيم [يس].
وهذه حجتنا عليك ياعتيبي، فلا تكن من أصحاب أحمد الحسن اليماني بل كن من الشاكرين، فإنّهُ يدعو وحزبُه الناسَ ليكونوا مشركين مبالغين في الرسل وآل بيوتهم حتى يدعوهم النّاس من دون الله، وهذا ردّنا عليك بالسلطان الملجم يا فضيلة الشيخ العتيبي أم إنك تنكر أنّ الله أرحم الراحمين؟ بمعنى أنّه أرحم بعباده من أمهاتهم؛ ولكن عباده الظالمين لأنفسهم يائسون مبلسون من أن يرحمهم الله لكونهم لم يعرفوا ربّهم حقّ معرفته ولم يقدروه حقّ قدره ولذلك فهم من رحمته يائسون. إنا لله وإنا إليه راجعون.
وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله رب العالمين..
ألدّ أعداء الشياطين من الجنّ والإنس ومن كل جنس؛ الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
ــــــــــــــــــــ