الإمام ناصر محمد اليماني
ــــــــــــــــــــ
ويا علماء الإسلام وأمّتهم جميعاً، للأسف لقد نجح مكر الشياطين في صدّكم عن اتّباع المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّكم ..
{وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُن فِي ضَيْقٍ مِّمَّا يَمْكُرُونَ ﴿٧٠﴾} صدق الله العظيــم ..
بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ {إِنَّ اللَّـهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴿٥٦﴾} صدق الله العظيم [الأحزاب]. أحبّتي في الله جميع علماء الأمّة في دين الإسلام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى جميع الأنصار السابقين الأخيار في عصر الحوار من قبل الظهور، وسلامٌ على المرسَلين والحمد لله ربِّ العالمين..
يا قوم، إنّني المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّكم أريدُ لكم النجاة والهدى إلى صراط العزيز الحميد، فبماذا تريدون المهديّ المنتظَر الذي له تنتظرون أن يهديكم به من بعد القرآن المحفوظ من التحريف والتزييف؟ أفلا تعقلون؟
ويا علماء الإسلام وأمّتهم جميعاً، للأسف لقد نجح مكر الشياطين في صدّكم عن اتِّباع المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّكم، ولربّما يودّ أن يقاطعني أحد علماء الأمّة فيقول: "وكيف نجح مكر الشياطين في صدّ المسلمين عن اتّباع المهديّ المنتظَر الحقّ من ربهم؟". ومن ثم نجيب عليه بالحقِّ ونقول: لقد نجحوا بطريقة الوسوسة إلى الصدر لبعضٍ منكم أن يقول للبشر إنَّهُ المهديّ المنتظَر، فبين الحين والآخر يظهر لكم مهديٌّ منتظَرٌ جديدٌ وذلك حتى إذا ابتعث الله المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّكم فمن ثمّ تُعرضون عنه فتقولون: "وهل مثله إلا كمثل ميرزا غُلام ومن كان على شاكلته من شياطين البشر؟ فقد سمعنا بهذا الادِّعاء كثيراً، ففي كلِّ عصرٍ يظهر للبشر مهديٌّ منتظرٌ جديدٌ ثمّ يتبيّن لنا أنّه كذّاب أشِرٌ أو مجنونٌ، ومنهم من ينتحر فيتبيّن لنا أنّه ليس المهديّ المنتظَر". ومن ثمّ يردُّ عليكم المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّكم وأقول: بل ذلك مكرٌ من شياطين البشر بالوسوسة إلى صدور أشخاص من البشر أنّه هو المهديّ المنتظَر، والحكمة الخبيثة من ذلك حتى إذا ابتعث الله المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّكم فتعرضوا عنه بظنّكم أنّ مَثَلُه كمَثَلِ الذين سبقوه في ادِّعاء شخصية المهديّ المنتظَر، وبذلك نجح الشياطين في صدِّ المسلمين عن التصديق بالمهديّ المنتظَر الحقّ من ربّهم، ولذلك كان المسلمون من أوّل الكفار بدعوة اتِّباع الذِّكر المحفوظ من التحريف القرآن العظيم، إنّا لله وإنّا إليه لراجعون.
ويا قوم، وتالله إنَّ شياطين البشر كذلك مكروا بالأمم الأولى فصدّوهم عن التصديق بأنبياء الله ورسله بمكرٍ واحدٍ موحدٍ، ولسوف أُبيّن لكم البيان الحقّ لقول الله تعالى: {فَفِرُّوا إِلَى اللَّـهِ ۖ إِنِّي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ ﴿٥٠﴾ وَلَا تَجْعَلُوا مَعَ اللَّـهِ إِلَـٰهًا آخَرَ ۖ إِنِّي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ ﴿٥١﴾ كَذَٰلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ ﴿٥٢﴾ أَتَوَاصَوْا بِهِ ۚ بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ ﴿٥٣﴾ فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فَمَا أَنتَ بِمَلُومٍ ﴿٥٤﴾ وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَىٰ تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ ﴿٥٥﴾ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴿٥٦﴾ مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ ﴿٥٧﴾ إِنَّ اللَّـهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ ﴿٥٨﴾ فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذَنُوبًا مِّثْلَ ذَنُوبِ أَصْحَابِهِمْ فَلَا يَسْتَعْجِلُونِ ﴿٥٩﴾ فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ كَفَرُوا مِن يَوْمِهِمُ الَّذِي يُوعَدُونَ ﴿٦٠﴾} صدق الله العظيم [الذاريات].
فانظروا إلى قول الله تعالى: {كَذَٰلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ ﴿٥٢﴾ أَتَوَاصَوْا بِهِ} صدق الله العظيم، فلقد أفتاكم الله في محكم كتابه عن ردّ الأمم جميعاً على رسل الله الحقّ من عنده فتجدون أنّ ردّهم على رسل ربّهم قولٌ واحدٌ: {إِلَّا قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ ﴿٥٢﴾ أَتَوَاصَوْا بِهِ} صدق الله العظيم، والجواب تجدونه في محكم الكتاب: أنّ الأمم لم يتواصوا بهذا الردّ الموحّد على رسل ربهم؛ بل الشياطين تواصَوا بمكرٍ واحدٍ موحّد، فمن كان به جِنّة من البشر يتخبّطه مسُّ شيطانٍ فيُوسوِس له بادئ الأمر أن يقول للناس أنّه نبيّ ومن ثم ينطق الإنسان ويقول أيّها الناس إنّي رسول الله إليكم، ومن ثم يتبيّن لهم أنّه مجنون فيُعرض عنه الناس وذلك مكرٌ من الشياطين، حتى إذا ابتعث الله نبيّاً جديداً فبادئ الأمر يقولون له مجنون كونهم تعوّدوا على هذا الادِّعاء من قبل؛ فبين الحين والآخر يظهر للناس شخصٌ منهم يدَّعي أنّه نبيٌّ ورسول الله إليهم، ونجح الشياطين بهذا المكر. ولذلك تجدون أنَّ الله كلّما بعث إليهم رسولاً جديداً فمن ثم يكون ردّ الأمم على رسل ربّهم واحداً موحّداً في كلّ زمانٍ ومكانٍ فيقولون له إنّك لمجنون.
ولكنّها بقيت لدى الشياطين مشكلة وهي: فلو أنّ الله يؤيّد رسلَه الحقّ بآيات التصديق فحتماً سوف يتبيّن للناس أنّه ليس بمجنونٍ بل رسولٌ من ربّ العالمين لكون الله أيَّده بآيات التصديق من عنده تصديقاً لدعوته، فأحزن ذلك الشياطين. ومن ثم اخترعوا سحر التخييل بالبصر إلى أعين البشر فيخيّلون إليهم بالبصر أشياء ما أنزل الله بها من سلطان على الواقع الحقيقي وذلك حتى إذا أيَّد الله رسله بآيات التصديق على الواقع الحقيقي فتقول كلّ أمّةٍ لرسول ربّهم لقد تبيَّن لنا أنّك لستَ بمجنونٍ؛ بل أنت ساحرٌ عليمٌ، ولذلك قال فرعون لقومه بالفتوى عن نبيّ الله موسى قال لهم بادئ الأمر: {قَالَ إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ ﴿٢٧﴾} [الشعراء].
ومن ثم ردَّ عليهم رسول الله موسى عليه الصلاة والسلام وآله الأطهار وقال لفرعون الذي وصف موسى بالجنون وأراد رسول الله موسى أن يثبت لفرعون أنّه ليس بمجنونٍ لكون الله أيَّده بمعجزات التصديق لدعوته: {قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكَ بِشَيْءٍ مُّبِينٍ ﴿٣٠﴾} صدق الله العظيم [الشعراء].
ومن ثم ردَّ فرعون عليه، وقال: {قَالَ فَأْتِ بِهِ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ ﴿٣١﴾ فَأَلْقَىٰ عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُّبِينٌ ﴿٣٢﴾ وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاءُ لِلنَّاظِرِينَ ﴿٣٣﴾ قَالَ لِلْمَلَإِ حَوْلَهُ إِنَّ هَـٰذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ ﴿٣٤﴾} صدق الله العظيم [الشعراء].
فانظروا يا قوم إلى قول فرعون لرسول الله موسى من قبل تقديم الآيات: {{قَالَ إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ ﴿٢٧﴾}}. ومن ثم انظروا لفرعون كيف أنّه غيّر فتواه عن جنون موسى من بعد تقديم آيات المعجزات: {{قَالَ لِلْمَلَإِ حَوْلَهُ إِنَّ هَـٰذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ ﴿٣٤﴾}}، فما هو سبب تغيير فتوى فرعون عن جنون موسى؟ فكذلك بسبب مكر الشياطين إلى اختراع سحر التخييل لكون فرعون سبق وأن شاهد السحرة يلقون بعصيِّهم وحبالهم أمام أعين الناس فيُخيّل إليهم أنّه تسعى وذلك مكر من الشياطين حتى إذا أيَّد الله رسله بآيات التصديق ثم يقول له الناس قد تبيَّن لنا أنّك لستَ بمجنون بل أنت ساحر عليم، ولذلك ردّ قوم فرعون إلى فرعون، وقالوا: {قَالَ لِلْمَلَإِ حَوْلَهُ إِنَّ هَـٰذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ ﴿٣٤﴾ يُرِيدُ أَن يُخْرِجَكُم مِّنْ أَرْضِكُم بِسِحْرِهِ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ ﴿٣٥﴾ قَالُوا أَرْجِهْ وَأَخَاهُ وَابْعَثْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ ﴿٣٦﴾ يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَحَّارٍ عَلِيمٍ ﴿٣٧﴾ فَجُمِعَ السَّحَرَةُ لِمِيقَاتِ يَوْمٍ مَّعْلُومٍ ﴿٣٨﴾ وَقِيلَ لِلنَّاسِ هَلْ أَنتُم مُّجْتَمِعُونَ ﴿٣٩﴾ لَعَلَّنَا نَتَّبِعُ السَّحَرَةَ إِن كَانُوا هُمُ الْغَالِبِينَ ﴿٤٠﴾ فَلَمَّا جَاءَ السَّحَرَةُ قَالُوا لِفِرْعَوْنَ أَئِنَّ لَنَا لَأَجْرًا إِن كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ ﴿٤١﴾ قَالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ إِذًا لَّمِنَ الْمُقَرَّبِينَ ﴿٤٢﴾ قَالَ لَهُم مُّوسَىٰ أَلْقُوا مَا أَنتُم مُّلْقُونَ ﴿٤٣﴾ فَأَلْقَوْا حِبَالَهُمْ وَعِصِيَّهُمْ وَقَالُوا بِعِزَّةِ فِرْعَوْنَ إِنَّا لَنَحْنُ الْغَالِبُونَ ﴿٤٤﴾ فَأَلْقَىٰ مُوسَىٰ عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ ﴿٤٥﴾ فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ ﴿٤٦﴾ قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ ﴿٤٧﴾ رَبِّ مُوسَىٰ وَهَارُونَ ﴿٤٨﴾ قَالَ آمَنتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ ۖ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَسَوْفَ تَعْلَمُونَ ۚ لَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ ﴿٤٩﴾ قَالُوا لَا ضَيْرَ ۖ إِنَّا إِلَىٰ رَبِّنَا مُنقَلِبُونَ ﴿٥٠﴾ إِنَّا نَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لَنَا رَبُّنَا خَطَايَانَا أَن كُنَّا أَوَّلَ الْمُؤْمِنِينَ ﴿٥١﴾} صدق الله العظيم [الشعراء].
فما هو سبب إيمان السّحرة؟ ألا وإنّه تصديق الآيات الحقّ من ربّهم التي أيَّد الله بها موسى، كونهم يعلمون أنّ ثعبان موسى ليس مجرد تخييل في الأبصار بل ثعبان حقيقي على الواقع الحقيقي معجزة من ربّ العالمين أكلت عصيِّهم وحبالهم: {فَأَلْقَىٰ مُوسَىٰ عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ ﴿٤٥﴾ فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ ﴿٤٦﴾ قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ ﴿٤٧﴾ رَبِّ مُوسَىٰ وَهَارُونَ ﴿٤٨﴾} صدق الله العظيم [الشعراء].
إذا يا فضيلة الشيخ (علي توني) لقد تبيَّن سرُّ مكر الشياطين في صدِّ الأمم عن الإيمان برسل ربهم بأنّهم استخدموا نوعين من المكر؛ مكر الجنون ومكر سحر التخييل في الأبصار، وذلك مكر واحد موحّد تستخدمه الشياطين عبر العصور لصدِّ الأمم عن اتّباع رسل الله إليهم فنجح الشياطين بهذين النوعين من المكر الخبيث، ولذلك تجد ردُّ الأمم واحداً موحداً على رسل الله إليهم، ولذلك قال الله تعالى: {كَذَٰلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ ﴿٥٢﴾ أَتَوَاصَوْا بِهِ} صدق الله العظيم [الذاريات].
ولكنّكم تعلمون أنَّ الأمم لم يتواصَوا بهذا الجواب على رسل ربّهم جيلاً بعد جيلٍ بل تواصى الشياطين بمكرٍ واحدٍ موحد لصدَّ البشر عن اتّباع رُسل ربّهم فيقولون له بادئ الأمر مجنون، حتى إذا أيَّده الله بآيات التصديق لدعوة الحقّ من ربّه ومن ثم يقولوا له بل لستَ مجنوناً بل أنت ساحر عليم. وكذلك مكر الشياطين عن تصديق المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّهم تجدونهم يوسوِسون إلى صدور أشخاص من البشر في كلّ أمّة أن يقول لهم أنّه هو المهديّ المنتظَر ومن ثم يتبيّن لهم أنّه مجنونٌ أو يجعله الشيطان ينتحر فيتبيّن لهم أنّه مريضٌ نفسيّاً.
ولذلك تجدون كثيراً من الذين لا يعقلون يقولون لناصر محمد اليماني بل أنت مريضٌ نفسياً وننصحك بمراجعة الدكتور النفساني؛ بل أنا المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني الحقّ من ربّكم، وأقسمُ بالله العظيم ربّ السموات والأرض وما بينهما وربّ العرش العظيم أنَّه لن يتَّبع المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني ممن أظهرهم الله على أمرنا إلا الذين يعقلون، كما لم تجدوا أنَّهُ اتَّبع الأنبياء إلا الذين يعقلون وهم الذين لا يتَّبعون الأحكام الظنيّة كون الظنّ لا يُغني من الحقّ شيئاً، فلم يحكموا بالظنّ على ناصر محمد اليماني أنّهُ مريض نفسيّاً بل قرّروا أن يسمعوا قوله فيتدبّرونه ويتفكّرون في منطق سلطان علمه، فوجدوا أنّ ناصر محمد اليماني ليس بمريضٍ نفسياً كما يزعم الذين أظهرهم على أمره في الإنترنت العالمية؛ بل علموا أنّ ناصر محمد اليماني ينطق بالحقِّ ويهدي إلى صراطٍ مستقيم، ومن ثم اتّبعوا الحقّ من ربّهم وخشعت له قلوبهم وفاضت أعينهم من الدمع مما عرفوا من الحقّ وأولئك هم أولو الألباب. وليس شرطاً أن يكونوا علماء، ولم يبعث الله الأنبياء إلى علماءٍ بل إلى قومٍ يعبدون الأصنام فاتَّبع دعوة الحقّ إلى عبادة الله وحده الذين يعقلون وهم الذين لا يحكمون من قبل أن يسمعوا ويتفكروا في منطق الداعية؛ هل يقبله العقل والمنطق؟ ولذلك قال الله تعالى: {فَبَشِّرْ عِبَادِ ﴿١٧﴾ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ ۚ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّـهُ ۖ وَأُولَـٰئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴿١٨﴾} صدق الله العظيم [الزمر].
ولكنّ الذين لا يعقلون من أمّة المهديّ المنتظَر سيقولون للمهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني: "يا أخ ناصر، نحن لسنا بعلماء حتى نتَّبعك بل سوف ننظر ما يقول في شأنك علماؤنا فإن اتَّبعوك اتّبعناك وإن كذَّبوك كذَّبناك". ومن ثمّ يردُّ عليهم المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني وأقول: أيُّها الإمّعات، فهل الذين اتَّبعوا الأنبياء والرّسل كانوا علماء أم كانوا يعبدون الأصنام؟ وإنّما اهتدى منهم الذين استخدموا عقلوهم وتفكَّروا في منطق صاحبهم فلم يجدوا في منطقِه جُنَّة، ولذلك قال الله تعالى: {قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُم بِوَاحِدَةٍ ۖ أَن تَقُومُوا لِلَّـهِ مَثْنَىٰ وَفُرَادَىٰ ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا ۚ مَا بِصَاحِبِكُم مِّن جِنَّةٍ} صدق الله العظيم [سبأ:46].
وذلك لأنّهم إذا تفكروا في منطق علم الداعية فسوف يتبيّن لهم أنّ منطقه ليس بمنطق مجنونٍ، فلا بد أنّه رسولٌ من ربّ العالمين، فاتَّبعوه وهداهم ربّهم إلى الصراط لمستقيم لكونهم استخدموا عقولهم. وأما الذين لا يعقلون فلم يتّبِعوا الحقّ من ربّهم، ولذلك قالوا: {لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ} صدق الله العظيم [الملك:10].
وأهلاً وسهلاً بفضيلة (الشيخ علي) في طاولة الحوار العالميّة للمهديّ المنتظَر في عصر الحوار من قبل الظهور. وأهلاً وسهلاً بكافة الضيوف الزوار الباحثين عن الحقّ بالعقل والمنطق الفكري. ونأمر الأنصار باحترامكم مهما كنتم مخالفون لعقيدتنا، فنحن ندعوكم إلى مبدأ الحوار شرط أن نحتَكِمَ إلى العقل والمنطق، ومن ثم نطبِّق ما حكمت به عقولنا على محكم كتاب الله؛ هل سوف يوافق ما حكم به العقل والمنطق الفكري؟ وسوف تجدون أنَّ الأبصار فعلاً لا تعمى عن الحقّ إذا تدبّرت وتفكّرت.
فاتّقوا الله يا أولي الألباب، فأنا الإمام المهديّ أدعوكم إلى الاحتكام إلى محكم كتاب الله واتِّباعه واتِّباع سُنَّة نبيّه الحقّ التي لا تخالف لمحكم كتاب الله، فلا تتّبعوا يا معشر المسلمين والنصارى أهواء قوم ضلّوا وأضلّوا كثيراً وأضلّوا عن سواء السبيل، تصديقاً لقول الله تعالى: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِن قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلُّوا عَن سَوَاءِ السَّبِيلِ ﴿٧٧﴾} صدق الله العظيم [المائدة]، اللهم قد بلغتُ اللهم فاشهد..
وسلامٌ على المرسَلين، والحمد لله ربّ العالمين .
خليفة الله وعبده؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني .
____________________