الإمام ناصر محمد اليماني
27 - 06 - 1434 هـ
07 - 05 - 2013 مـ
07:09 صــــباحاً
[ لمتابعة رابط المشاركة الأصلية للبيان ٍ]
https://mahdialumma.online/showthread.php?p=99059
ـــــــــــــــــــــــــ
ردّ الإمام المهديّ إلى فضيلة الشيخ غريب مسلم وفضيلة الشيخ سلطان العنسي، ولدينا مزيدٌ بإذن العزيز الحميد ..
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلامُ على كافة أنبياء الله ورسله وأئِمّة الكتاب وآلهم الطيبين من أوّلهم إلى خاتمهم محمد رسول الله صلّى الله عليهم وأسلّم تسليماً وعلى من تبعهم وسلك سبيلهم في عبادة الله وحده لا شريك له؛ إن الشرك لظلمٌ عظيمٌ، أمّا بعد..
ويا غريب مسلم، تعال لنعلمكم بسلطان العلم كيف تستطيع أن تعلم هل الآية محكمةٌ من آيات أمّ الكتاب أمْ من المتشابهات لفظيّاً وتختلف في البيان عن ظاهرها، ولطالما ضربنا لكم على ذلك مثلاً لأهمية الآية التي أسّس على ظاهرها عقيدة الشيعة الاثني عشر في عصمة الأنبياء من فعل الخطيئة، وتأسست عقيدتهم بناءً على قول الله تعالى: {وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ} صدق الله العظيم [البقرة:124].
وبناءً على هذه الآية تجد الشيعة الاثني عشر وغيرهم كثيرون يعتقدون بعصمة الأنبياء من الخطيئة، ويا مسلم غريب أو غريب مسلم إنّ هذه الآية لن نستطيع أن نعلم علم اليقين هل هي من آيات الكتاب المحكمات أم من الآيات المتشابهات. ولربّما يودّ فضيلة الشيخ مسلم غريب أن يقول: "وهنا مربط الفرس، إذاً فما هو الحلّ يا (ناصر محمد)، فكيف لنا أن نعلم علم اليقين هل هذه الآية من آيات الكتاب المحكمات أم من الآيات المتشابهات؟". ومن ثم يردّ عليه الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: يا حبيبي في الله مسلم، إنّ الأمر بسيطٌ بسيط وبمنتهى البساطة، فتعالوا لنُعلِّمَكم كيف تستطيعون أن تعلموا أيّ آيات الكتاب هنّ محكمات وأيّهن المتشابهات.
والحلّ هو أن تأخذ الآية ومن ثم تقوم بعرضها على القرآن العظيم فتقوم بعرضها على الآيات في قلب وذات الموضوع.
وعلى سبيل المثال قول الله تعالى: {وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ} صدق الله العظيم، فهل يا ترى يقصد الله بقوله تعالى: {قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ} فهل يقصد ظلم الشرك بالله أم ظلم الخطيئة؟ ولن نستطيع أن نعلم أي الظلم يقصد حتى نقوم بعرض الآية في قلب وذات الموضوع في آيات أخر بيّناتٍ في هذا الشأن. والسؤال الموجّه لربّ العالمين مباشرةً سبحانه فنقول: يا ربّ هل المرسلون من الممكن أن يخطئوا فيرتكبوا سوءاً ثم يتوبوا فتقبل توبتهم وأنت الغفور الرحيم؟ ومن ثم نجد الجواب من الربّ مباشرة في محكم الكتاب. قال الله تعالى: {يَا مُوسَىٰ لَا تَخَفْ إِنِّي لَا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ﴿١٠﴾إِلَّا مَن ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسْنًا بَعْدَ سُوءٍ فَإِنِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴿١١﴾} صدق الله العظيم [النمل].
فانظروا لقول الله تعالى: {إِلَّا مَن ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسْنًا بَعْدَ سُوءٍ فَإِنِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ} صدق الله العظيم، ومن ثم انظروا لقول نبي الله موسى عليه الصلاة والسلام: {قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ﴿١٦﴾ قَالَ رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِّلْمُجْرِمِينَ﴿١٧﴾} صدق الله العظيم [القصص].
إذاً يا مسلم غريب هنا تبيّن لكم البيان الحقّ لقول الله تعالى: {وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ} صدق الله العظيم [البقرة:124].
وتبيَّن لكم أنّها من الآيات المتشابهات وموقع التشابه بالضبط هو في كلمة {الظَّالِمِينَ}، فظنّ الشيعة ومن كان على شاكلتهم من أهل السُّنة في عقيدة عصمة الأنبياء أنه يقصد ظلم الخطيئة، وبناءً على ذلك يعتقدون بعصمة الأنبياء والأئمة من الخطيئة، ولكننا أقمنا عليهم الحجّة بالحقّ من محكم الكتاب أنّ هذه الآية من الآيات المتشابهات، وما دمنا أثبتنا من محكم الكتاب أنّ الأنبياء ليسوا معصومين من ارتكاب خطيئة النّفس ومن ثمّ علِمْتُم علم اليقين إلا من أخذته العزّة بالإثم أنّ الله يقصد بقوله تعالى: {قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ} إنما يقصد الظالمين لأنفسهم بظلم الشرك. فبالله عليكم فهل سيخرجهم من الظلمات إلى النّور لو كان من أصحاب ظلم الشرك بالله! إلا وأن الشرك بالله لهو من أكبر أنواع الظلم على الإطلاق. تصديقاً لقول الله تعالى: {{ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ }} صدق الله العظيم [لقمان:13].
إذاً البيان الحقّ لقول الله تعالى: {قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ} صدق الله العظيم.
إنما يقصد الظالمين لأنفسهم بالشرك؛ إن الشرك بالله لظلمٌ عظيمٌ، فلن يخرج النّاس من النّور إلى الظلمات ولن يزيدهم إلا رجساً إلى رجسهم. وأما ظلم الخطيئة فقد يحدث من أحد الأنبياء وأئمة الكتاب فيرتكب خطأ فيتوب إلى ربّه فيجد له رباً غفوراً رحيماً. تصديقاً لقول الله تعالى: {يَا مُوسَىٰ لَا تَخَفْ إِنِّي لَا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ ﴿١٠﴾إِلَّا مَن ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسْنًا بَعْدَ سُوءٍ فَإِنِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴿١١﴾} صدق الله العظيم [النمل].
فانظروا لقول الله تعالى: {إِلَّا مَن ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسْنًا بَعْدَ سُوءٍ فَإِنِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ } صدق الله العظيم، ومن ثم انظروا لنبيّ الله موسى حين قتل نفساً فارتكب خطيئةً بذلك الفعل فأقرّ واعترف: {قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ﴿١٦﴾ قَالَ رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِّلْمُجْرِمِينَ﴿١٧﴾} صدق الله العظيم [القصص].
وهكذا يهيّمن الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني بسلطان العلم لآيات الكتاب المحكمات والمتشابهات وآتيكم بالبيان الحقّ لهنّ جميعاً من محكم القرآن العظيم حتى يتبيّن لكم أنّه الحقّ، ومن ثمّ لا تأخذ العزةُ بالإثم منكم إلا من كان من شياطين البشر وحسبه جهنّم وبئس المهاد.
وشكراً لفضيلة الشيخ المحترم مسلم غريب ونِعم السؤال ذو الأهمية وأجبنا عليه بالحقّ فهل لديك اعتراضٌ على ردّنا عليك بالحقّ؟ فتفضل للحوار مشكوراً حبيبي في الله.
ويا معشر الأنصار السابقين الأخيار، إنّ الإمام المهديّ لفي شوقٍ إليكم عظيم عظيم من شدّة مما ألقى الله لكم في قلب الإمام المهديّ من الودّ وألّف بين قلبي وقلوبكم! فكم أحبكم في الله صلّى الله عليكم وملائكته وأنبياؤه والمهديّ المنتظر وأسلّم تسليماً على قومٍ يحبهم الله ويحبونه؛ عظم في السماء أمرهم ويجهل أهل الأرض قدرهم ومنهم يستهزئون إلا من رحم ربّي فاتّبع دعوتهم إلى ربّهم حبيب قلوبهم، فلن يرضوا حتى يرضى؛ أولئك (( قومٌ يحبهم الله ويحبونه )).
آهٍ لو تعلموا بعظيم شأنهم في الكتاب برغم أنّهم ليسوا معصومين من الخطيئة؛ بل ما أكثر سيئاتهم من قبل البيعة ولكنّهم علموا أنّ لهم ربّاً غفورٌ رحيمٌ، فتابوا إلى ربّهم فتقبل توبتهم وغفر ذنوبهم ورضي الله عنهم وسيرضيهم بتحقيق رضوانه نفسه النعيم الأعظم بالنسبة لهم.
وهم على ذلك من الشاهدين ويقولون:" (إشلون)؟ بل (كيف) نستمتع بجنّات النّعيم وأحبّ شيء إلى أنفسنا يقول: {يَا حَسْرَةً عَـــلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلاَّ كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُون} [يس:30]؟ فقد وجدنا في نفس ربّنا الحسرة على الذين أصبحوا نادمين متحسرين على ما فرّطوا في جنب ربّهم فكيف لا تكن في نفس الله حسرةٌ عليهم وهو أرحم الراحمين!".
وأرى أحد علماء المسلمين يقول: "يا ناصر محمد اليماني، إنّ الله ليس كمثله شيء، ونعم إنّ الأمّ تتحسر على ولدها لو رأته من أصحاب الجحيم حتى لو عصاها ألف عامٍ فسوف تتحسر عليه بعد أن علمت أنّه أصبح من النادمين على عصيانها، ولكن الرحمن الرحيم لا ينبغي له أن يتحسر". ومن ثم يردّ على السائلين المهديّ المنتظر وأقول: ومن أرحم من الأم؟ ومعلومٌ الجواب لدى كافة علماء المسلمين فسوف ينطقون بلسانٍ واحدٍ فيقولون: "أرحم من الأم الله أرحم الراحمين". ومن ثم يردّ عليكم الإمام المهدي وأقول: أفلا تتفكرون! وكذلك نقول: اللهم نعم ليس كمثل الله شيءٌ في صفاته الذاتيّة سبحانه وتعالى علوَّاً كبيراً، ولكن يتشابه مع الصالحين من عباده في الصفات النفسيّة كمثل صفة الكرم وهو أكرم الأكرمين وصفة الرحمة وهو أرحم الراحمين، فقدّروا ربّكم حقّ قدره خيرٌ لكم وأهدى سبيلاً.
وصلّى الله على فضيلة الشيخ سلطان العنسي وسلّم تسليماً وجميع علماء الأمّة الباحثين عن الحقّ جميعاً وجميع المسلمين، ويا سلطان تدبَّر البيان الحقّ للقرآن وكن من الشاكرين ونعدك بالردّ على بيانك الذي أرسلته إلينا في الخاص والعام ونفصّل الإجابة تفصيلاً بإذن الله نعم المولى ونعم الوكيل، وإنّك حقاً شيخٌ مؤدبٌ ومحترمٌ في الحوار للغاية، ونأمر كافة الأنصار السابقين الأخيار أن يحترموا فضيلة الشيخ سلطان العنسي اليماني حتى يتبيّن له الحقّ من الباطل.
وكذلك نكرِّر ونقول: وحشتوني يا معشر الأنصار السابقين الأخيار، فلو يلقاكم الإمام المهديّ وبيده عصا لربّما يضربكم بها ضرباً خفيفاً وذلك من شدة الشوق إليكم فكم أحبّكم في الله، فإن وجدتُم الإمام المهديّ أحياناً يتغيّب عنكم لظروفٍ فلا تحزنوا يا قرّات أعين الإمام المهديّ ولا تهِنوا ولا تستكينوا ولا تملّوا من الدعوة إلى الله على بصيرةٍ من ربّكم البيان الحقّ للقرآن العظيم، ونِعْمَ رجالٌ من الأنصار.. فوالله إنّ الإمام المهدي يتغيّب أحياناً لأسبابٍ وأعود فأجدُهم لم يزدادوا إلا إيماناً وتثبيتاً على الحقّ ونجدهم يجاهدون النّاس بالبيان الحقّ للقرآن العظيم جهادا كبيراً، صلّى الله عليهم وملائكته والمهديّ المنتظر وأسلّم تسليماً.
أخوكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
ــــــــــــــــــ