( ردود الإمام المهديّ على أبي قتادة )
- 1 -
الإمام ناصر محمد اليماني
08 - 05 - 1431 هـ
22 - 04 - 2010 مـ
03:49 صباحاً
[ لمتابعة رابط المشاركة الأصليّة للبيان ]
https://mahdialumma.online/showthread.php?p=1566
ــــــــــــــــــ
مهلاً مهلاً يا أبا قتادة ..
بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
سلام ُالله عليكم أخي الكريم أبي قتاده، تالله لقد أغضبتني في كثيرٍ في هذا البيان بذكرك لآل سعود بالسوء كثيراً وتركيزك عليهم من دون الحُكّام العرب، ولكنهم بالنسبة للمهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني هم أقرب من علي عبد الله صالح ومن كافة حُكام العرب، أراهم أعدل منهم برغم أنّ بعض المواطنين في المملكة ليسوا راضين عليهم: ولكني أقول له يا ليتك تعيش في وطنٍ عربيٍ آخر ومن ثم تحمد الله على آل سعود.
وهذا بالنسبة للعدل في الشعوب فهم أقرب إلى العدل من غيرهم، ويا أخي الكريم، لماذا تحقد عليهم إلى هذا الحد وأسرفت بذكرهم بالسوء ولم تذكر لهم محاسن شيئاً؟ ولكنّي الإمام المهديّ أُصلّي عليهم وعلى كافة المُسلمين وأسلم تسليماً، وأرجو من ربي أن يهديهم وجميع المُسلمين إلى الصراط المُستقيم، ويا أخي الكريم إذا كان الإمام المهديّ حريصاً على هُدى كافة الكافرين إن استطاع فكيف لا أحرص على هُدى إخواني المُسلمين وهم أحبّ إلى قلبي وأقربُ؟ فاتّقِ الله يا أبا قتادة واسعَ مع الإمام المهديّ لدواء جراح أمّة الإسلام وإلى شفاء قلوبهم وتطهيرها من الحقد والحسد والبغضاء فليس ذلك من صفات المؤمنين وإنّما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم ولا تفرّطوا في إخوانكم المُسلمين مهما كانت العداوة والبغضاء، وعسى الله أن يجمع شملكم ببعث الإمام المهديّ الحقّ من ربّكم رحمة لكم وللعالمين كما كان بعث محمد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- رحمة إن اعتصمتم بحبل الله ونبذتم التفرق لوحدة الصف. وتذكروا قول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ ﴿١٠٢﴾ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّـهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّـهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ﴿١٠٣﴾ وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴿١٠٤﴾ وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ ۚ وَأُولَـٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴿١٠٥﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].
ويا أخي الكريم إنّي أدعوك إلى الانضمام إلى طائفة الرحمة للعالمين، وتالله إنّ بيانك هذا لا يحلّ خلافات المُسلمين ولن يزيد القلوب إلا حقداً وتباغضاً وعداوةً فمعذرةً وليس هذا منهجي وليست تلك غايتي وليس من هدفي شيئاً؛ بل أريد تطهير قلوب المسلمين وجمع صفّهم فأعلمهم بالبيان الحقّ للقرآن العظيم حتى يعتصموا بحبل الله ومن ثمّ يتحقق الهدف كما تحقق في عصر بعث محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. وقال الله تعالى: {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} صدق الله العظيم.
ويا إخواني في الدم من حواء وآدم كافة إخواني البشر، إنّي أنا المهديّ المنتظَر أريدُ أن أجعلكم بإذن الله أمّةً واحدةً على صراطٍ مُستقيمٍ، وأريد للبشر الإسلام وأكره لهم الكفر فساعدوني ساعدكم الله وتراحموا يرحمكم الله واكظموا غيظكم واعفوا عن بعضكم لوجه الله، أفلا يستحق الله أن تعفوا من أجل وجهه الكريم؟ أفلا تعلمون إنّ من أعظم النفقات عند الله نفقة العفو عن الناس. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ} صدق الله العظيم [البقرة:219]. أفلا تعلمون أنّكم حين تكظمون غيظكم فتعفوا عن عباده أنّكم تنالون محبة الله، تصديقاً لقول الله تعالى: {وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} صدق الله العظيم [آل عمران:134]
ألا والله الذي لا إله غيره لو تعلمون بحُزن ربّي على الكافرين وتحسره عليهم بسبب ظُلمهم لأنفسهم وتكذيبهم لرسل لربّهم فيهلكهم استجابةً لدعوة رسله وأوليائه على عدو الله وعدوهم، وبرغم ذلك يقول: {إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ ﴿٢٩﴾ يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾} صدق الله العظيم [يس]
ويا إخواني المؤمنين إذا كانت هذه حسرة ربّي على الكافرين فكيف إذاً حسرته على المُسلمين الذين يظلمون أنفسهم؟ فلستُ أرحم بكم من الله ولكني أعبد رضوان نفس ربي حتى يكون ربّي راضياً في نفسه وليس مُتحسراً على عباده، فمن ذا الذي هو أرحم بكم من الله أرحم الراحمين؟ فانظروا برغم أنه غاضب من عباده الذين أسرفوا على أنفسهم بسبب كفرهم واعراضهم عن أمر الله وبرغم ذلك يناديهم ربهم ويقول للمُسرفين: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّـهِ إِنَّ اللَّـهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴿٥٣﴾ وَأَنِيبُوا إِلَىٰ رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ ﴿٥٤﴾ وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ ﴿٥٥﴾} صدق الله العظيم [الزمر]
فتراحموا يرحمكم الله وتعافوا يعفو الله عنكم، وأفشوا السلام بينكم، فلتسلم ألسنتكم وأيديكم من إيذاء المسلمين، والمُسلم من كفى الناس شرّه وأذاه، وحبّوا لإخوانكم ما تحبوه لأنفسكم ما لم فلستم مؤمنين، وتالله لا يؤمن أحدكم حتى يحبّ لأخيه المُسلم ما يحبه لنفسه ويكره لأخيه المسلم ما يكرهه لنفسه، فاتبعوني أهدِكم صراطاً سوياً، وأنقذكم من فتنة المسيح الكذاب الشيطان الرجيم الذي يعدّ العدّة لفتنتكم جميعاً يا معشر المُسلمين، فقد منَّ الله عليكم ببعث الإمام المهديّ في جيلكم وأمّتكم فكونوا من الشاكرين.
ويا إخواني والله الذي لا إله غيره إنّي الإمام المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّكم، وإنّي لم أقل إنّني المهديّ المنتظَر بغير فتوى من ربّ العالمين ومن أظلمُ ممن افترى على الله كذباً فلستُ من الجاهلين، فما خطبكم عن الدعوة إلى سبيل الرحمة مُعرضين؟ وما هو الشيء الذي التبس عليكم في شأن الإمام المهديّ الحقّ من ربّكم الذي يدعوكم إلى عبادة الله وحده لا شريك له والتنافس في حبه وقربه فيجعلكم من عبيد الله المُخلصين لربّ العالمين؟ فهل تريدون مهديّاً منتظراً يدعوكم إلى غير ذلك؟ وقال الله تعالى: {فَذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ} صدق الله العظيم [يونس:32].
فاتقوا الله الذي خلقكم من نفسٍ واحدةٍ وخلق منها زوجها وبثَّ منهم رجالاً كثيراً ونساءً، يا بني آدم إنما أنتم إخوة على أمٍّ وأبٍّ أفلا تعقلون؟ وأنا الإمام المهديّ المنتظَر أخوكم في الدم من حواء وآدم أريدُ لكم النجاة جميعاً فهل ترونني أستحقُّ الأذى أنا وأنصاري ونحنُ رحمة لكم ونريد لكم الخير؟ فهل جزاءُ الإحسان إلا الإحسان؟ ونحن والله لسنا ضُعفاء ولكننا أذلةً على المؤمنين من الرحمة ونرجو من الله أن يرحمهم جميعاً، فنحنُ لا نحقد على أحدٍ من المؤمنين ونعفوا عنهم عسى الله أن يعفو عنهم ويهديهم لأجلنا إنّ ربّي هو أرحم الراحمين.
وهذا هو منطق دعوتي قلباً وقالباً والله على ما أقول شهيد ووكيل، فمن أنصاري إلى الله وليس للحرب بين المؤمنين وسفك دمائهم؟ وأعوذُ بالله أن أكون من المُفسدين في الأرض! بل انصروني لجمع شمل المُسلمين وتوحيد صفّهم وتطهير قلوبهم لنُذهِب فرقتهم فتقوى شوكتهم فيعود عزهم ومجدهم فيكونوا خير أمّة أخرجت للناس.
وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
أخوكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
ـــــــــــــــــــ