[ لمتابعة رابط المشاركـــة الأصلية للبيــــان ]
https://mahdialumma.online/showthread.php?p=99687
الإمام ناصر محمد اليماني
https://mahdialumma.online/showthread.php?p=99687
الإمام ناصر محمد اليماني
02 - 07 - 1434 هـ
11 - 05 - 2013 مـ
06:58 صــــباحاً
ـــــــــــــــــــــــــ
11 - 05 - 2013 مـ
06:58 صــــباحاً
ـــــــــــــــــــــــــ
ردّ الإمام المهديّ إلى فضيلة الشيخ زوم المحترم..
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على كافة الأنبياء والمرسلين وآلهم الطيبين من أوّلهم إلى خاتمهم محمد رسول الله لا نفرق بين أحدٍ من رسل الله حنيفاً مسلماً وما أنا من المشركين، أما بعد..
أيا فضيلة الشيخ (زوم) وَصِبْغٍ لِّلْآكِلِينَ حسب علمي يصنع من اللبن فيجعلونه صبغاً للعصيد اليمني فذلك الاسم (زوم)، بل إنّني أراك تدّعي الشجاعة وتصف ناصر محمد اليماني بالجبن ومن ثمّ نقيم عليك الحجّة بالحقّ، فهل الشّجاع الذي يأتي إلى طاولة الحوار متخفياً باسم (زوم) برغم أنّك لا تدّعي المهديّة؟ وممَ تخاف؟ أم أن الشّجاع بالحقّ هو ناصر محمد اليماني الذي تجرأ على قول الحقّ بأنه هو الإمام المهديّ المنتظَر ومن ثمّ قام بتنزيل صورته بالحقّ واسمه واسم أبيه وجدّه بالحقّ وحَسَبَه ونَسَبَه؟ ويا رجل، ألا والله لا أخاف منك وممن على شاكلتك حتى يخاف قسورة من الحمير المستنفرة؛ بل لا أخاف في الله لومة لائمٍ.
وبالنسبة للحوار الصوتي، فقد أُمرت في الرؤيا الحقّ -وأمرها يخصّني- أن أقومَ بمحاورتكم بالقلم الصامت كتابةً وفي ذلك حكمةٌ بالغةٌ، وهل تدري ما تلك الحكمة؟ وذلك لأنّ الله يعلم أنّكم لن تصبروا على ناصر محمد اليماني حتى يدلو بسلطان علمه ويفصّله تفصيلاً، بل سوف تقاطعونني وتشوشون على استنباط البرهان المبين من محكم القرآن العظيم، ولكن بالحوار بالقلم الصامت كتابةً فلن تستطيعوا أن تقاطعوا منطق سلطان العلم وتفصيل البيان كون الكلام كتابةً وليس لكم إلا أن تتدبروا سلطان علم الإمام ناصر محمد اليماني من أوّله إلى آخر البيان، ومن ثم تدرأوا الحجّة بالحجّة بسلطان العلم فتذودون عن حياض الدّين إن كنتم صادقين. وأما غرف البالتوك، فتالله لتذهبون بصوتي فيشحب دونما فائدة فلن تعطوا لي الفرصة لتفصيل البيان.
وكذلك أبشرك بحجّة سوف تزعم أنّها لك وهي حجّة عليك وهي أنّي لست حافظاً للقرآن إلا قليلاً، وما كنت أحدَ علماء المسلمين ولا خطيبَ منبرٍ، وما قطّ تعلمت علوم الدّين فتتلمذتُ عند أحد مشايخ العلم وهم على ذلك من الشاهدين، فمن ذا الذي يقول أنّه هو من علّمني ما أحاجّ النّاس به؟ بل كنت من عامة المسلمين ولست من علمائهم حتى أفتاني جدّي محمد رسول الله في الرؤيا الحقّ أنّي الإمام المهديّ المنتظَر وما جادلني عالِم من القرآن إلا غلبته، فكم أخذتني الدهشة بادئ الأمر وكيف سيكون ذلك! ومن الذي سوف يعلّمني القرآن! بل لا أحفظ منه إلا قليلٌ جداً فكيف أجادل النّاس منه وأنا لا أحفظ القرآن ولا تعلمته فكيف أعلمه للناس! ومن ثم قلت إن هذا لشيء عجاب! ومضت الأيام وأنا أفكِّر كيف يكون ذلك! ومن ثم أراني ربّي أن أدعوهم للحوار عن طريق الأنترنت العالمية، ورأيتُ نفسي أردّ عليهم بالكتابة في الإنترنت العالمية وفرحتُ بذلك كثيراً حين علمتُ أنّ الحوار سيكون عن طريق الأنترنت، فقلت لئن أصدقني الله الرؤيا بالحقّ على الواقع الحقيقي فوجدت أنّه لا يجادلني عالمٌ من القرآن إلا غلبته فهنا حصحص الحقّ واطمئنّ قلبي، وإن غلبني أحدُ علماءِ الأمّة ولو في مسألةٍ واحدةٍ فقط من القرآن العظيم فهنا علي التراجع عن ادِّعاء المهديّة، وكما يقول المثل اليمني ( وجه ما شافك ما لامك )..
والحمد لله ربّ العالمين.. وها عمر دعوة الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني صار في منتصف عامه التاسع وما استطاع عالِمٌ واحدٌ فقط أن يقيمَ علينا الحُجّة من محكم القرآن العظيم، وما جادلني عالمٌ من القرآن العظيم إلا غلبتُه بسلطان العلم المبين.
ويا فضيلة الشيخ زوم، لا تأخذك العزّة بالإثم، تالله إنّ الإمام ناصر محمد اليماني ليتحدّى بالبيان الحقّ عقل فضيلة الشيخ زوم، فلو تُحَكِّم عقلك هل ينطق بالحقّ ناصر محمد اليماني أم إنّ مَثَلَه كمثل الذين يدّعون المهديّة من قبل ومن ثم تقارن بين سلطان العلم لدى ناصر محمد اليماني وسلطان علم المهديّين الذين تتخبّطهم مُسوس الشياطين، فبين الحين والآخر يظهر لكم من يدَّعي أنّه المهدي المنتظر، وهل تدري عن الحكمة الشيطانيّة من ذلك؟ وهي حتى إذا بعث الله الإمام المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّكم ومن ثم يقول المسلمون إنّما هو كمثل الذين يدّعون المهديّة من قبل، ومن ثم تعرضون عن دعوته وتحكمون عليه من قبل أن تتدبّروا سلطان علمه حتى يعذبكم الله بعذاب يومٍ عقيمٍ بالدخان المبين قبل قيام الساعة. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي مِرْيَةٍ مِّنْهُ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً أَوْ يَأْتِيَهُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ} صدق الله العظيم [الحج:55].
وربّما يودّ فضيلة الشيخ زوم أن يقاطعني فيقول: "وما هو عذاب يومٍ عقيمٍ الذي يحدث قبل قيام الساعة؟" ومن ثمّ يردّ عليه الإمام المهدي وأقول: إنّها آيةٌ تأتيهم من السماء فتظلّ أعناقهم من هولها خاضعين لخليفة ربّهم الذي يدعوهم إلى الإيمان بالله وأن يعبدوا الله وحده لا شريك له. تصديقاً لقول الله تعالى: {إِن نَّشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِم مِّن السَّمَاء آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ (4)} صدق الله العظيم [الشعراء].
وربّما فضيلة الشيخ زوم يودّ أن يقول: "يا ناصر محمد، وما هي هذه الآية التي تأتي من السماء فتجعل النّاس يؤمنون بالحقّ من ربّهم فيطيعون خليفة الله في الأرض الإمام المهديّ الذي يدعوهم إلى عبادة الله وحده لا شريك له؟" ومن ثمّ يردّ عليه الإمام المهدي ناصر محمد وأقول: إنّها شرطٌ حتميٌّ من أشراط الساعة الكبرى؛ تلكم آية الدّخان المبين من كوكب العذاب التي يرتقب لها الإمام المهديّ ناصر محمد فيُظهرني بتلك الآية في ليلةٍ على النّاس كافة وهم صاغرون لكونهم سوف يؤمنون بتلك الآية حين يرونها. تصديقاً لقول الله تعالى: {بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ يَلْعَبُونَ (9) فارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاء بِدُخَانٍ مُّبِينٍ (10) يَغْشَى النّاس هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ (11) رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ (12) أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرَى وَقَدْ جَاءهُمْ رَسُولٌ مُّبِينٌ (13) ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَّجْنُونٌ (14) إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلاً إِنَّكُمْ عَائِدُونَ (15) يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى إِنَّا مُنتَقِمُونَ (16)} صدق الله العظيم [الدخان].
وربّما يودّ فضيلة الشيخ زوم -ويا ليته أحسن اسمه بخيرٍ من زوم- أن يقول: "يا ناصر محمد، أليس الخطاب الموجّه من الله في هذه الآية إلى خاتم الأنبياء والمرسلين محمد صلّى الله عليه وآله وسلّم في قول الله تعالى: {فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاء بِدُخَانٍ مُّبِينٍ (10) يَغْشَى النّاس هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ (11) رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ (12)} صدق الله العظيم؟". ومن ثمّ يردّ عليه الإمام المهدي ناصر محمد وأقول: يا زوم، أليس الله علاَّم الغيوب؟ ويا زوم أليس الله يعلم أنّ موت خاتم الأنبياء والمرسلين محمد رسول الله سوف يكون من قبل حدث كسف الدّخان المبين؟ أليس ذلك ما يفتي به العقل والمنطق؟ فتعال لنعرض تحليل العقل والمنطق على محكم كتاب الله لننظر في الحكم في هذه المسألة هل الخطاب موجّهٌ لرسوله أم للإمام المهديّ الذي بعثه تصديقاً لأحد أشراط الساعة الكبرى؟ وتريد أن تكذّب ببعث الإمام المهديّ المنتظَر برغم أنّ بعث المهديّ المنتظَر تصديقٌ لأحد أشراط الساعة الكبرى، وكذلك يحدث في عصر بعثه حدثُ الدّخان المبين المليء بكسف الحجارة بعذابٍ أليمٍ من كوكب العذاب، وحدوث كسف الدّخان المبين كذلك شرطٌ من أشراط الساعة الكبرى، أم إنّك يا زوم لا تؤمن بأشراط الساعة الكبرى ومنها بعث المهديّ المنتظَر والدّخان المبين؟ أم إنّ أشراط الساعة الكبرى حدثت في عصر بعث خاتم الأنبياء والمرسلين محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم؟ فهل حدث كسف الدّخان المبين في عصر النبي؟ ومن ثم نترك الحكم لله ولا يشرك في حكمه أحداً، فهل عذاب كسف الدّخان المبين يعلم الله أنّ قدر حدوثه في عصر بعث محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم حتى يقول له فارتقبْ؟ ومن ثم نترك الجواب من الربِّ مباشرةً نستنبطه لكم من محكم الكتاب. قال الله تعالى: {وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} صدق الله العظيم [الأنفال:33]. وهنا يتبيّن لأولي الألباب من المقصود بالخطاب في قول الله تعالى: {فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاء بِدُخَانٍ مُّبِينٍ (10) يَغْشَى النّاس هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ (11) رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ (12)} صدق الله العظيم.
وربّما يودّ فضيلة الشيخ زوم -ويا ليته أحسن اسمه- أن يقول: "يا ناصر محمد، لماذا لم يقل الله تعالى يغشى الذين كفروا هذا عذابٌ أليمٌ؛ بل قال الله تعالى: {يَغْشَى النّاس هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ (11) رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ (12)} صدق الله العظيم؟". ومن ثمّ يردّ عليه الإمام المهديّ وأقول: ذلك لأنّ العذاب سوف يغشى قرى المسلمين والكافرين لكونهم جميعاً معرضون عن دعوة الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم واتّباعه إلا من رحم ربّي، ولذلك سوف يغشى كسف الدّخان المبين من كوكب العذاب كافة قرى البشر مسلمهم والكافر في عصر بعث المهديّ المنتظَر كون حدث كسف الدّخان المبين من كوكب العذاب هو أحد أشراط الساعة الكبر يحدث قبل يوم القيامة فيغشى قرى البشر مسلمهم والكافر المعرضين عن الذكر. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَإِن مَّن قَرْيَةٍ إِلاَّ نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَابًا شَدِيدًا كَانَ ذَلِك فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا} صدق الله العظيم [الإسراء:58].
وربّما يودّ فضيلة الشيخ زوم أن يقول: "يا ناصر محمد ألا تبيّن لنا البيان الحقّ لقول الله تعالى: {كَانَ ذَلِك فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا} صدق الله العظيم". ومن ثمّ يردّ عليه الإمام المهدي وأقول: أي كان ذلك مسطورٌ في كتاب الله القرآن العظيم أي مُوضَّحاً في محكمه في قول الله تعالى: {فارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاء بِدُخَانٍ مُّبِينٍ (10) يَغْشَى النّاس هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ (11) رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ (12) أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرَى وَقَدْ جَاءهُمْ رَسُولٌ مُّبِينٌ (13) ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَّجْنُونٌ (14) إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلاً إِنَّكُمْ عَائِدُونَ (15) يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى إِنَّا مُنتَقِمُونَ (16)} صدق الله العظيم [الدخان].
وربّما يودّ زوم أن يقول: وما يقصد الله بقوله تعالى: {أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرَى وَقَدْ جَاءهُمْ رَسُولٌ مُّبِينٌ (13) ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَّجْنُونٌ (14)} صدق الله العظيم؟". ومن ثمّ يردّ عليه الإمام المهدي وأقول: يقصد إنّه وقد جاءهم من قبل رسولٌ مبينٌ بهذا القرآن العظيم وهو محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وقالوا معلمٌ مجنون، بمعنى أنّ فريقاً اتّهموه أنه يعلّمه أحدُ الأعاجم، وقال الله تعالى: {وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ} صدق الله العظيم [النحل:103].
وأما آخرون فحكموا عليه أنّه مجنونٌ، وبعث الله عبده (ن) الإمام المهدي ناصر محمد المهديّ المنتظَر ليثبت للبشر كافةً أنّ محمداً -رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم- ما كان بمجنونٍ بل ينطق بالحقّ من ربّه بهذا القرآن العظيم رسالة الله إلى النّاس كافةً وهم عن ذكر ربّهم معرضون إلا من رحم ربّي.
وربّما يودّ زوم أن يقول: "يا ناصر محمد، كيف تقول إنّ الله سوف يعذِّب قرى المسلمين برغم أنّهم مؤمنون بالقرآن العظيم كما يعذب الكافرين بالقرآن العظيم؟ فهل يستويان مثلاً!". ومن ثمّ يردّ عليه الإمام المهديّ وأقول: يا زوم، إن كنت لا تعلم فتلك مصيبةٌ، وإن كنت تعلم الحقّ وتؤمن به ومن ثم لا تتّبعه فالمصيبة أعظم، وإنّي أرى المسلمين المعرضين عن دعوة الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم هم أولى بعذاب الله كون الكافرين بالقرآن لا يعلمون أنّه الحقّ من ربّهم ليتّبعوه، وأما أنتم يا زوم فقد نال الإمام ناصر محمد اليماني بغضبكم ومقتكم له وأنصاره بسبب أنّي أدعوكم إلى عبادة الله وحده لا شريك له وإلى التنافس في حبّ الله وقربه فتكونون ضمن العبيد المتنافسين في حبّ الله وقربه في السماوات والأرض كما علّمكم الله بأساس طريقتهم في عبادة ربّهم. تصديقاً لقول الله تعالى: {يَبْتَغُونَ إِلَى ربّهم الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ ربّك كَانَ مَحْذُورًا} صدق الله العظيم [الإسراء:57].
ولكن زوم سوف يغضبه ذلك فيقول: "نعم يحقّ لنا أن نتنافس نحن المؤمنون التّابعون للأنبياء في حبّ الله وقربه، ولكن لا يحقّ لنا أن نطمع لمنافسة الأنبياء في حبّ الله وقربه". ومن ثمّ يردّ عليه الإمام المهديّ وأقول: ذلكم هو شركٌ بالله يا زوم. وربّما زوم يودّ أن يقول: "يا ناصر محمد، لا تفترِ علينا ما لم نقله". ومن ثمّ يردّ عليك الإمام ناصر محمد اليماني وأقول: لئن قلت بل يحقّ لزومٍ أن ينافس محمداً -رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم- في حبّ الله وقربه، ويحقّ لزومٍ أن يطمع أن يكون هو أحبّ إلى الله من محمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، فإن قلت ذلك فقد أصبح الإمام ناصر محمد اليماني مخطئاً في حقِّك ووجب علينا الاعتذار، ولكنّي أعلم أني لم أظلمك شيئاً يا فضيلة الشيخ زوم لكونك من الذين يبالغون في أنبياء الله ورسله، ولسوف أقيم عليك الحجّة بإذن الله في كل نقطةٍ وألجمك بالحقّ إلجاماً حتى تتّبعَ الحقّ من ربّك أو تأخذك العزّة بالإثم من بعد ما تبيّن لك أنك على ضلالٍ وأنّ ناصر محمد اليماني يدعو إلى الحقّ بعلمٍ وسلطانٍ مبين من محكم القرآن العظيم.
ونرحبُ بك ضيفاً لدينا في طاولة الحوار العالميّة، ويا ليتك تملك الشجاعة كما تدعي أنّك شجاعٌ ومن ثم تثبت ذلك بتنزيل اسمك الحقّ وصورتك كما فعل الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني برغم أنّي أقول إنّني المهديّ المنتظر ولا نخاف في الله لومة لائمٍ، وأما أنت فمِمَّ تخاف حتى لا تقوم بتنزيل صورتك واسمك الحقّ؟ ولا ينبغي لك إن كنتَ عالماً حقاً أن تفتري صورةً لغيرك أو اسمَ كذبٍ فقد سئمنا اسماءً مستعارةً في كل مرّةٍ في الحوار نحاور أشخاصاً مجهولي الهويّة، ولا يهمّني أكانوا مجهولين أم معروفين فأهمّ شيء إقامة الحجّة بسلطان العلم، فإذا لم يهتدوا جعل الله الحوار سبب الهدى لقومٍ آخرين، ولكن لا يليق بعالمٍ محترمٍ أن يحاور باسمٍ مستعارٍ وهو مشهورٌ أو من خطباء المنابر.
ويا زوم، إني أراك (رافع مناخيرك فوق) وجلفاً في الحوار بغير الحقّ وتتّهم ناصر محمد أنّ مثله كمثل أحمد الحسن اليماني! وهيهات هيهات كم الفرق عظيم بين وليّ الرحمن الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني ووليّ الشيطان أحمد الحسن اليماني، وقد جعلنا له قِسْماً خاصّاً في واجهة موقعنا لكي يحاورنا فيقيمُ عليه الحجّة بالحقّ ناصرُ محمد اليماني أو يقيم على ناصر محمد اليماني الحجّة في موقعي إن كان من الصادقين، وكذلك قلنا له: وإن شئت يا أحمد الحسن اليماني أن يكون الحوار في موقعك فنحن أهلٌ لذلك ولك الاختيار.. ولكن للأسف لم يجرؤ على ذلك برغم أنّي لم أعدْ أتجرّأ الحوار في مواقع النّاس لعدم الثقة في حفظ الحقوق كون الشيعة لقّنوني درساً لا أنساه، إذ سجّلتُ في أحد مواقعهم للحوار ومن ثم استخدم أعضاءُ مجلس إدارةِ موقع الدراسات التخصصيّة في الإمام المهديّ عضويتي وكتبوا عليّ ما لم أقله، وافترى عليّ أحدُ أعضاء مجلس الإدارة إفكاً وزوراً كبيراً (عفى الله عنه)، ولكن من بعد ذلك عزمتُ أن لا يكون الحوار إلا في طاولة الحوار العالميّة الحرّة موقع الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني منتديات البشرى الإسلاميّة ونحن أهلٌ للأمانة وحفظ الحقوق، وإن ثبت تغيير في بيان أحدٍ بغير الحقّ فتلك حجّة علينا.
ونحذر طاقم إدارة منتديات البشرى الإسلامية أن يغيّروا في بيان أحدٍ شيئاً، فحتى لو كان البيان كتبه إبليسُ الشيطان الرجيم بنفسه لَما غيّرنا في بيانه شيئاً، ولكننا نصرح لهم بالحذف إذا كان البيان مليئ بالسبّ والشتم بدلاً عن سلطان العلم فهذا مرفوضٌ في طاولة الحوار العالميّة، برغم أنّني لم أشكُّ قطّ في أحدٍ من طاقم مجلس الإدارة أنّه غيّر بيانَ أحدِ أعضاء طاولة الحوار وحاشا لله لا أعلم أنه حدث من ذلك شيء، وإنما أردت التنويه والتذكير خشية أن يغضب أحد أعضاء مجلس الإدارة من كلماتٍ في أحد بيانات أعضاء الحوار ومن ثم يقوم بحذف السبّ والشتم من البيان ويذر فيه سلطان العلم، ومن ثم نقول لهم كلا ثم كلا فلا نسمح بتغيير كلمةٍ واحدةٍ في بيان أحدِ الأعضاء! فإمّا أن تعتمدوا المشاركة إذا كانت خاليةً من السبّ والشتم وإمّا أن تحذفوه إذا كان صاحب المشاركة قليل أدبٍ ولم يربِّه أبواه تربيةً حسنةً فيسيء إلينا بالسبّ والشتم في موقعنا بغير الحقّ. ولا نقصد فضيلة الشيخ زوم حاشا لله برغم أنّه بالكاد يمسك لسانه بصعوبةٍ بالغةٍ من سبِّ وشتم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني، فكم تجهل الإمام ناصر محمد يا زوم! وما أعظم ندمك إن استمررت بهذا الحقد البغيض بغير الحقّ على الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
ويا رجل، فما هي جريمتي في نظرك، فهل لأنّي أدعوكم إلى عبادة الله وحده لا شريك له؟ أم بسبب أنّي أدعوكم إلى اتّباع كتاب الله وسنّة رسوله الحقّ؟ أم لأنّي أسعى إلى وحدة صفّ المسلمين وإلى نبذ التعدديّة المذهبيّة في دين الله؟ فما هي حجّتكم على الإمام ناصر محمد اليماني في دعوته حتى تكونوا له كارهين؟ هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين؟ واسمح لي يا فضيلة الشيخ زوم أن أعلن ومن الآن الهيمنة بسلطان العلم المبين من محكم القرآن العظيم عليك وعلى كافة علماء المذاهب والفرق الإسلاميّة الذين فرقوا دينهم شيعاً وأحزاباً وكل حزبٍ بما لديهم فرحون، وأعلن الهيمنة بسلطان العلم من محكم القرآن العظيم على علماء النّصارى واليهود والمجوس، وإذا هيمن على ناصر محمد اليماني أحدُ علماء الأمّة من القرآن العظيم ولو في مسألةٍ واحدةٍ فقط من القرآن العظيم فلستُ الإمام المهديّ، فكونوا على ذلك من الشاهدين يا معشر الأنصار السابقين الأخيار ولا تطيعوا الذين يمنعونكم عن الردّ عليهم ببيانات الإمام المهديّ، ويا للعجب أليس الذي كتب البيان جواباً على أحد السائلين هو الإمامُ ناصر محمد اليماني! وإنما يردّ الأنصار على السائلين بالجواب باقتباسٍ من بيان الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وليس من عند أنفسهم شيئاً فما العيب في ذلك؟ أم يريد كلّ إنسانٍ أن يأتي ببيانٍ خاصٍ به من جديدٍ؟ وحتى ولو سبقه بالسؤال أحد السائلين فأجبنا عليه بالحقّ بالبيان المفصل تفصيلاً فهل وجب علينا أن نكتب الجواب من جديد على نفس السؤال من قبل؟ فما خطبك يا شيخ زوم تلوم على الأنصار حين كلفوا أنفسهم وخدموك بالبحث عن الجواب لسؤالك بين آلاف البيانات للإمام المهديّ ناصر محمد اليماني حتى إذا جاءوك بالجواب من بعد بحثٍ ومشقةٍ فهل جزاؤهم أن تنفر مما أتوك به؟ ويا رجل، أليس ذلك البيان المقتبس منه الجواب هو من بيانات الإمام ناصر محمد اليماني؟ فلماذا تريدون أن أجيب على نفس السؤال من جديد برغم أني أجبتُ عليه في كثير من البيانات؟ وليس لكم حقٌّ عليّ بكتابة الجواب إلا إذا كان السؤال لم نُجِبْ عليه من قبل فهنا يجب على الأنصار أن يرفعوا السؤال الجديد للإمام المهديّ ناصر محمد اليماني، فإن شئتُ أجبتُ وإن شئتُ أجّلتُ الجوابَ إلى حين لكون بيان بعض الآيات قد يسوء بعض الأنصار فما بالكم بالباحث الجديد. وذلك تصديقاً لقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَسْأَلُواْ عَنْ أَشْيَاء إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِن تَسْأَلُواْ عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللَّهُ عَنْهَا وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ (101) قَدْ سَأَلَهَا قَوْمٌ مِّن قَبْلِكُمْ ثُمَّ أَصْبَحُواْ بِهَا كَافِرِينَ (102)} صدق الله العظيم [المائدة].
فانتبهوا لما أقول يا معشر الذين يلومون على الإمام المهديّ ناصر محمد أنّه يهمل في بعض الردِّ بالجواب على بعض الأسئلة، ألا والله ما كان الإعراض عن بعض الأسئلة عن ردّ الجواب عجزاً مني فلا تكونوا من الجاهلين، ولكني أرى تأجيل الجواب إلى حينٍ خيرٌ للمسلمين فقد يسؤهم الجواب وهو الحقّ من ربّهم، ولكن إذا أصرّ علماء المسلمين على الجواب من صاحب علم الكتاب فسوف نُجيبُ على كافة الأسئلة، ومن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر.
وعلى سبيل المثال البيان المفصل تفصيلاً لقول الله تعالى: {وَلا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّناً لِتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَنْ يُكْرِهُّنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِنْ بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَحِيمٌ} صدق الله العظيم [النور:33].
ونقول شيئاً من بيانها بالحقّ:
حقيق لا أقول على الله إلا الحقّ، فلو أنّ غنيّاً خطب بنت أحدكم وهي تحب إنساناً فقيراً بشرط أنه تقدم لخطبتها من تحبّ فلم يُرِد أبوها أن يزوجه ليس إلا أنّه فقيرٌ من المال الوفير برغم أنّه يرضى خلقه ودينه وإنّما رفض أن يزوِّجه بسبب أنّه فقير، وبرغم أنّها تحبه وهو يحبها ولكن أبيها يريد أن يزوّجها للغني ذي المال كونه يبتغي عَرَضاً من الحياة الدنيا وهو المال الوفير مهرها لدى الغني، حتى إذا قرّر أبوها أن يزوّجها بالرجل الغني ومن ثم هربت البنت مع من تحب حتى لا يزوّجها أبوها بالغصب للغني لكون ذلك أهون عند الله من أن تقتل نفسها، ومن ثم وقع بها حبيبُها الفقير الذي هربت معه فما هو حكم الله في هذه المسألة؟
ومن ثم نحكم في هذه القضية بما أنزل الله من غير ظلمٍ ونقول لوالد البنت:
عليك أن تزوّج ابنتك بمن تحب ولن نُقيم حدّ الله في حكم الزنى عليهما كون أبوها هو من أكرهها على ذلك. ولذلك قال الله تعالى: {وَمَنْ يُكْرِهُّنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِنْ بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَحِيمٌ} صدق الله العظيم .
والسؤال الذي يطرح نفسه فما يقصد الله تعالى بقوله: {وَمَنْ يُكْرِهُّنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِنْ بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَحِيمٌ} صدق الله العظيم؟ ونقول: ومن يكرههن على البغي مع من تحب فإنّ الله من بعد إكراههن غفورٌ رحيمٌ، بمعنى أنّ الله رفع الحَدَّ عليهما وأمر بتزويجهم شرط التوبة عن فعلتهم ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون، ولكن في هذه الحالة يُرفع الحدُّ عند القبض عليهما للمرة الأولى بشرط أن تكون القصة كما ذكرناها.
فكم استفززنا علماء الأمّة في كثيرٍ من المسائل علّهم يأتون فيذودون عن حياض دينهم إنْ كانوا صادقين أنّ الحقّ معهم فإذا هم يأتون كمثل الأخ الزوم وكأنّه لا يعلم من الأحكام التي بيّناها بالحقّ وهي مخالفةٌ لما هم عليه سُنةً وشيعةً وكافة المذاهب الإسلاميّة إلا قليلاً، وبدأ الدّين غريباً على النّاس وها هو يعود غريباً على النّاس كما بدأ، وليس أننا جئناهم بدينٍ جديدٍ بل كونهم قد خرجوا عن الصراط المستقيم منذ مئات السنين وهم لا يعلمون.
ويا قوم، أجيبوا داعي الاحتكام إلى كتاب الله لنحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون من محكم القرآن العظيم إن كنتم به مؤمنين، فأجيبوا دعوة الاحتكام إلى كتاب الله إن كنتم صادقين. وسلامٌ على المرسلين والحمد لله ربّ العالمين.
وربّما يودّ أحد العاشقين عبيد الهوى أن يقول: "يا إمام ناصر محمد اليماني، إني أحبّ بنت فلان وخطبتها من أبيها ورفض فهل يحلّ لي أن آتيَ فاحشةَ البغيّ معها بسبب دافع حبِّها؟". ومن ثمّ يردّ عليه الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: بل حَكَمَ الله عليك بمائة جلدةٍ أمام طائفةٍ من المؤمنين إن ثبت عليك فعلُ ذلك وسوف تَصْلَى ناراً وسعيراً ولن تجد لك من دون الله ولياً ولا نصيراً إذا لم تتُبْ إلى ربّك متاباً.
فمنكم من يحرّف الكَلِم والأحكام عن مواضعه، وما أَحَلَّ لكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني أن ترتكبوا فاحشة الزنى مع بنات النّاس بحجّة الحبِّ فلا تفتروا علينا ما لم نقله، بل حكم الله واضحٌ لا غبار عليه أنّه رفع الحدّ عنهما في حالة أن أباها رفض أن يزوّجها بمن تحبّ لكونه يريد أن يزوّجها لغني ابتغى عَرَضاً من عروض الحياة الدنيا، حتى إذا رأت البنت أن أباها قرر أن يزوّجها غصباً للغني ويرفض أن يزوّجها بمن تحبّ نظراً لأنه فقيرٌ فهنا جعلها أبوها بين أمرين أحلاهما مرّ فأمّا أن تقتل نفسها وإمّا أن تهرب مع من تحبّ! ومن ثم قررت أن تهرب مع الفقير الذي أحبته وتريده زوجاً لها بالحلال ومن ثم هربت مع الفقير فقد يخلوان بأنفسهما لياليَ وأياماً وقد يقع بها، وخلق الإنسان ضعيفاً. ففي هذه الحالة فقط يُرفع حدّ البغي عنهما، وغفر الله لهما ما فعلوا، و يجب على أبيها أن يزوّجها بمن تحب ويرفع عنهما حدَّ البغي، وذلك جزاء من الله لأبيها الذي أكرهها على البغي برغم أنّها أرادت من أبيها أن يزوّجها بمن تحبّ بالحلال. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّناً لِتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} صدق الله العظيم.
وليس مجرد حبّ في القلب بدافع الهوى؛ بل إن أردنَ تحصناً، أي إن أرادت أن تتزوج بمن تحبّ فلا يحقّ لأبيها أن يرفض ذلك، وهذه حياتها ولها الحقّ في اختيار شريكها في الحياة الزوجيّة لتكوين الأسرة المسلمة، وتَقَدَّمَ حبيبُها لخطبتها فرفضه أبوها كونه يريد أن يزوّجها برجلٍ آخرَ غنيّ بالمال، حتى إذا تقدم لها الغني فإذا بأبيها يوافق فوراً دون أن يرجع إلى ابنته لأخذ رأيها، فإذا قرر أبوها أن يزوّجها للغني ومن ثم هربت مع من تحبّ ففي هذه الحالة يُرفع عنها وعن من تحبّ حدّ البغيّ ويتمّ تزويجهما فوراً بعقدِ شرعيّ من أبيها ولي أمرها. ولذلك قال الله تعالى: {وَلا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّناً لِتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَنْ يُكْرِهُّنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِنْ بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَحِيمٌ} صدق الله العظيم.
ويا معشر علماء المسلمين وأمّتهم، لقد حرّم الله الظلم على نفسه وجعله بينكم محرَّماً فلا يجوز لكم أن تظلموا بناتكم فتزوجوهنّ كُرها لرجلٍ وهي تحبّ رجلاً آخر غيره وتريد أن تتحصّن به بالحلال، فيأبى أبوها إلا أن يزوّجها لمن يشاء هو وليس من تشاء هي، ألا لعنة الله على الظالمين. فهذه روحٌ وليست سيارةٌ تبيعها لمن تشاء مقابل عَرَضاً من الحياة الدنيا، أفلا تتّقون؟ فمن ذا الذي يُجادلني في هذا الحكم إلا أخرستُ لسانه بالحقّ؟ وما نريد قوله:
إنه محرمٌ على المؤمنين أن يزوِّجوا بناتهم كرهاً بمن لا تريده لكونه سوف يجبرها فِعلُ أبيها على البغي، ولذلك حرّم الله على الآباء أن يزوّجوا بناتهم كرهاً ابتغاء عرض الحياة الدنيا فلا يبالون برأيها فسواء لديهم شاءت أم أبت، فمن يُجِركم من عذاب الله إن كنتم صادقين؟ فما أحلّ الله لكم ظلم أبنائكم، أفلا تتقون؟ فالله هو أولى بعبده من أمّه وأبيه ولا يقبل على عباده الظلم فقد حرم الظلم على نفسه وجعله بين عباده محرماً، فاتقوا الله وأطيعوني لعلكم تهتدون.
وسلامٌ على المرسلين والحمد لله ربّ العالمين..
أخوكم؛ الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
ـــــــــــــــــ