الموضوع: ردود الإمام على المكنّى طالب العلم: إلى طالب العلم هَلُمّ إلى الحوار..

1

ردود الإمام على المكنّى طالب العلم: إلى طالب العلم هَلُمّ إلى الحوار..


- 1 -

الإمام ناصر محمد اليماني
24 - مُحرّم - 1429 هـ
02 - 02 - 2008 مـ
ــــــــــــــــــــ


( ردود الإمام على المكنّى طالب العلم )
إلى طالب العلم هَلُمّ إلى الحوار
..


بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على النّبيّ الأميّ وخاتم النبيين وآله الطيّبين وعلى جميع المرسلين وآلهم الطيّبين والتابعين للحقّ بإحسانٍ إلى يوم الدين ولا أُفرِّق بين أحدٍ من رُسله وأنا من المُسلمين، ثمّ أمّا بعد..

يا طالب العلم تعلّم من أهله، تصديقاً لقول الله تعالى :
{فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} صدق الله العظيم [النحل:٤٣]، ولا تقفُ ما ليس لك به علمٌ وقد جعل الله لك سمعاً وبصراً وفؤاداً وعن كلّ ذلك سوف يسألك عنه ربُّك الذي خلقك، فإذا ذهب عقلك منك رفع الله عنك القلم حتى يعيده إليك. وقال الله تعالى: {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ‌ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَـٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا} صدق الله العظيم [الإسراء: 36].

وسوف نجعل حوارنا في موضوع فتن المسيح الدجال، وأنا المهديّ المنتظَر الحقّ أنكر أنّ المسيح الدجال يؤيّده الله بالمعجزات، فهات ما عندك في هذا المجال.

وسلامٌ على المُرسَلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
أخوك؛ الإمام ناصر محمد اليماني.
ــــــــــــــــــــ

آخر تحديث: 07-03-2020 01:26 AM
2

إليك البيان الفصل وما هو بالهزل يدركهُ أولو الألباب..




- 2 -

الإمام ناصر محمد اليماني
27 - 01 - 1429 هـ
05 - 02 - 2008 مـ
01:02 صباحاً
ــــــــــــــــــــ


إليك البيان الفصل وما هو بالهزل يدركهُ أولو الألباب ..

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جميع أنبياء الله ورُسله وآلهم الطيبين وجميع التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، ولا أفرّق بين أحدٍ من رسُله وأنا من المُسلمين، ثمّ أمّا بعد..

وإليك الجواب بالبيان من القرآن عن السؤال الأول وأهم الأسئلة وهو الفتوى بالحقّ في رؤية الله سُبحانه. ويا طالب العلم إني أراك تقول في الإمام الحقّ قولاً تحسبه هيِّناً وهو عند الله عظيمٌ، ولكن عفى الله عنك، وقال الله تعالى:
{الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا} [الفرقان:59]. وأنا أخْبَرُ منك بالرحمن وأُقدِّره حقّ قدْره موقنٌ بعظمته سُبحانه، ولا يتحمل رؤيته جميع خلقه، ولا يتحمل رؤيته إلا شيءٌ مثله؛ وليس كمثله شيء وهو السميع البصير. فتعال لنحتكم إلى الآيات المُحكمات الواضحات البيّنات في القرآن العظيم وليس الآيات المتشابهات في ظاهرهن مع الأحاديث المُفتراة من قبل المنافقين من اليهود ليتبعهنّ من كان في قلبه زيغٌ عن القرآن المحكم والواضح والبيّن ابتغاء البرهان لحديث الفتنة، وكذلك ابتغاء تأويل المُتشابه من القرآن ولكنه أعرض عن المحكم الواضح والبيّن والذي لا يحتاج إلى تأويل وذلك لأنهنّ أمّ الكتاب، ولذلك جعل الله القرآن المحكم واضحاً وبيّناً. وقال الله تعالى: {هُوَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ‌ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّـهُ وَالرَّ‌اسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَ‌بِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ‌ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ ﴿٧﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].

ولسوف أعطيك مثالاً على ذلك لعلك تعلم خبث مكر شياطين البشر من اليهود، وقد يسندون الحديث المُفترى لأحدٍ من الصحابة وهو بريء من روايته، وعلى سبيل المثال الحديث الذي يقول فيه الراوي أنكم سوف ترون ربّكم جليّاً يوم القيامة كما ترون البدر لا تُضامون في رؤيته، ومن ثم يقول فانظروا إلى قول الله تعالى:
{وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَ‌ةٌ ﴿٢٢﴾ إِلَىٰ رَ‌بِّهَا نَاظِرَ‌ةٌ ﴿٢٣﴾} صدق الله العظيم [القيامة].

ولكن أخي الكريم لا بُدّ لك أن تعلم ما هُنّ الآيات المُحكمات وما هُنّ الآيات المُتشابهات، وفيمَ وجه التشابه؟ فلو كانت تتشابه مع المحكم فالمحكم ظاهره كباطنه ولا يحتاج إلى تأويلٍ، ولكنك سوف تجد ظاهرها مُتناقضاً مع المحكم والواضح والبيّن، ولكنها تتشابه مع الفتنة وما هي الفتنة؟ ألا إنها أحاديث الفتنة الموضوعة بمكرٍ خطيرٍ ويأتي الذين في قلوبهم زيغٌ عن المحكم والواضح والبيّن فيتركه وكأنه ليس من عند الله ومن ثمّ يتّبع الآيات المُتشابهات مع أحاديث الفتنة، وذلك لأنه أصلاً يريد أن يثبت هذا الحديث أنه الحقّ وأنه جاء تأويلاً لهذه الآية المُتشابهة معه، فهو يريد تأويل القرآن بهذا الحديث الموضوع، وهو لا يعلم أنهُ موضوعٌ بل يظنّه عن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم.

ولكن لماذا قال الله عن هذا العالِم بأنّ في قلبه زيغٌ ويبتغي الفتنة؛ ولكن برأه الله من أنه يريد أن يؤوِّل القرآن بتعمدِ التأويل الخطأ بل كذلك يُريد تأويل هذه الآيات المتشابهة والتي لا تزال بحاجة إلى تأويل، ولكن لماذا وصفه الله بأنّ في قلبه زيغٌ عن الحق الواضح والبيّن؟ وذلك لأنه ترك الآيات المُحكمات والواضحات والبيّنات التي لم يجعلهنّ الله بحاجةٍ إلى التأويل نظراً لأنهنّ أمّ الكتاب ومن ثمّ عمد إلى الآيات المتشابهة فاتّبع التشابه في ظاهرها مع الحديث المُخالف للآيات المحكمات. فإذا تدبّرتم مرةً أخرى قول الله تعالى:
{هُوَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ‌ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّـهُ وَالرَّ‌اسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَ‌بِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ‌ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ ﴿٧﴾} صدق الله العظيم، فسوف تجدون بأنّ الذين في قلوبهم زيغٌ عن الحقّ قد اتّبعوا المتشابه من القرآن والذي لا يعلم بتأويله إلا الله ويُلهم تأويله للراسخين في العلم، ومن ثمّ تركوا التمسك بالآيات المُحكمات والبيّنات للجميع نظراً لأنهنّ أمّ الكتاب وأصل عقائد هذا الدين الإسلامي الحنيف.

وتعال لأعلمك الآيات المُحكمات في الفتوى في شأن رؤية الله سُبحانه وتعالى علواً كبيراً، وسوف تجد الآية واضحةً وبيّنةً وتقول بأنّ الله هو الخالق للخلائق، ومن ثم يسترسل في ذكر صفات الربّ الأزليّة أنه لم يتخذ ولداً ولم تكن له صاحبةً ولا تدركه الأبصار، فكيف تقولون إنما ذلك في الدنيا! فهل جعلتم له صاحبةً وولداً في الآخرة؟ سبحانه! وقررتم رؤيته برغم أن عدم رؤيته جاءت ضمن الصفات لذاته سُبحانه أنه لم ليتخذ ولداً ولم تكن له صاحبة. فتدبّروا قول الله تعالى:
{بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْ‌ضِ أَنَّىٰ يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُن لَّهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴿١٠١﴾ ذَٰلِكُمُ اللَّـهُ رَ‌بُّكُمْ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ ۚ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ ﴿١٠٢﴾ لَّا تُدْرِ‌كُهُ الْأَبْصَارُ‌ وَهُوَ يُدْرِ‌كُ الْأَبْصَارَ‌ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ‌ ﴿١٠٣﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].

ولا أرى هذه الآية بحاجة لناصر اليماني أن يُفسّرها نظراً لأنّها من الآيات المُحكمات الواضحات البيّنات نظراً لأنهنّ أمّ الكتاب وأصل هذا الدين الإسلامي الحنيف من كفر بهنّ أو بآيةٍ منهنّ فنفاها فقد كفر بالله ربّ العالمين.

وهل تدري يا طالب العلم لماذا لا ينبغي للخلائق رؤية ربّهم؟ وذلك لأنّه عظيم لا يتحمل رؤية عظمة ذاته إلا شيءٌ مثله في العظمة، وليس كمثله شيء سبحانه، ولذلك انظر إلى ردّ الله بالجواب اللفظي لموسى عليه الصلاة والسلام، ومن ثمّ أكّد له الجواب بالفعل على الواقع الحقيقي بأنّ الله عظيم لا يتحمل رؤيته سبحانه شيء من مخلوقاته حتى الجبل العظيم، فكيف بالإنسان الذي خلقه الله ضعيفاً؟ وقال الله تعالى:
{وَلَمَّا جَاءَ مُوسَىٰ لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَ‌بُّهُ قَالَ رَ‌بِّ أَرِ‌نِي أَنظُرْ‌ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَ‌انِي وَلَـٰكِنِ انظُرْ‌ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ‌ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَ‌انِي فَلَمَّا تَجَلَّىٰ رَ‌بُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ‌ مُوسَىٰ صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ ﴿١٤٣﴾} صدق الله العظيم [الأعراف].

وهذه من الآيات المحكمات ولا تحتاج لناصر اليماني ولا لغيره أن يفسّرها نظراً لوضوحها، ولكن للمزيد للذين لا يكادون أن يفقهوا قولاً ونقول: إنّ الله لم يتجلّى لموسى من باب أنه يجب أن يخشى ربّه بالغيب وأنه لن يراه في الدُنيا فقط، بل تدبّروا الآية جيداً تجدون بأنّ ذلك ليس السبب؛ بل لأنّ الله الخالق لكلّ شيء هو أعظم من كُلّ شيء ولا يتحمل رؤيته شيء، ومن ثمّ ضرب الله لموسى على ذلك مثلاً حين تجلَّى الربّ للجبل العظيم، وماذا حدث للجبل من رؤية عظمة ذات الربّ سبحانه؟ فرأيناه لم يتحمل رؤية عظمة ذات الله؛ بل جعله دكاً دكاً، فهذا حال الجبل العظيم من بعد أن تجلّى له الله سبحانه فماذا إذاً سوف يحدث للإنسان الضعيف والذي قال الله عنه:
{وَخُلِقَ الْإِنسَانُ ضَعِيفًا ﴿٢٨﴾} صدق الله العظيم [النساء]؟

وكذلك يقول الله أنه ما كان لبشرٍ أن يكلّمه جهرةً. وقال الله تعالى:
{وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِن وَرَاء حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاء إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ} صدق الله العظيم [الشورى:51].

ومن ثمّ ننظر هل يوم القيامة يوجد حجابٌ بين الخالق والخلائق؟ وقال الله تعالى:
{وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ وَنُزِّلَ الْمَلَائِكَةُ تَنزِيلًا ﴿٢٥﴾} صدق الله العظيم [الفرقان].

فهل تعلم يا طالب العلم ما هو الغمام؟ أنه حجاب الربّ والذي يُكلّم الناس من وراءه. وقال الله تعالى:
{هَلْ يَنظُرُ‌ونَ إِلَّا أَن يَأْتِيَهُمُ اللَّـهُ فِي ظُلَلٍ مِّنَ الْغَمَامِ وَالْمَلَائِكَةُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ‌ وَإِلَى اللَّـهِ تُرْ‌جَعُ الْأُمُورُ‌ ﴿٢١٠﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

ولا أجادلك بالمحكم يا طالب العلم ومن ثم أنكر المتشابه؛ بل كُلّ من عند ربّنا المُحكم والمتشابه، ولسوف آتيك بتأويل المتشابه من قوله تعالى:
{وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَ‌ةٌ ﴿٢٢﴾ إِلَىٰ رَ‌بِّهَا نَاظِرَ‌ةٌ ﴿٢٣﴾} صدق الله العظيم [القيامة].

وهذه الآية تشابه في ظاهرها مع الحديث المُفترى
[إنكم سترون ربكم جلياً كالبدر لا تضامون في رؤيته]، ولكن يا طالب العلم إنّ هذا الحديث والذي يتشابه مع ظاهر هذه الآية سوف تجد أنه قد خالف نصَّ المحكم جُملةً وتفصيلاً؛ بل بينهما اختلافٌ كثير، وهُنا تربط (هانبريك مع الفرامل) إن كنت تخاف أن تقول على الله غير الحقّ، ومن ثم تعلم أنّ هذه الآية حتماً إنها من المتشابه والذي لا يعلم بتأويله إلا الله ويُعَلِّمُه للراسخين في العلم وأنا منهم، ولسوف آتيك بتأويل هذه الآية المتشابهة في ظاهرها مع الحديث المُفترى.

ويا طالب العلم عليك أن تعلم بأنّ الآية تتكلم عن الوجه الباطن للإنسان وهو القلب، وذلك الوجه هو الوجه الحقيقي للإنسان والذي يتعامل معه الربّ يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم، وإذاً الإنسان يقول بلسانه ما ليس في قلبه يُسمى أبو وجهين، فتعال لننظر إلى آيةٍ أخرى في القرآن العظيم تتكلم عن القلوب فيسمّيها القرآن وجوه. وقال الله تعالى:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ آمِنُوا بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقًا لِّمَا مَعَكُم مِّن قَبْلِ أَن نَّطْمِسَ وُجُوهًا فَنَرُ‌دَّهَا عَلَىٰ أَدْبَارِ‌هَا أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ وَكَانَ أَمْرُ‌ اللَّـهِ مَفْعُولًا ﴿٤٧﴾} صدق الله العظيم [النساء].

فهذه الآية تخاطب طائفتين وهم اليهود والنصارى، فأمّا النصارى فيخصّهم الشطر الأول من الآية في قوله تعالى:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ آمِنُوا بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقًا لِّمَا مَعَكُم مِّن قَبْلِ أَن نَّطْمِسَ وُجُوهًا فَنَرُ‌دَّهَا عَلَىٰ أَدْبَارِ‌هَا} صدق الله العظيم، ومعنى ذلك تهديد للنصارى أن يؤمنوا بما جاء في هذا القرآن فلا يبالغوا في ابن مريم بغير الحقّ من قبل أن يطمس الله على قلوبهم فيردّها على أدبارها فيظهر لهم ابن مريم الحقّ فيكفروا به ومن ثمّ يتّبعون المسيح الكذاب والذي يقول أنه الله.

وأمّا اليهود فيخصّهم التهديد في الشطر الآخر من الآية وهو المسخ، وذلك لأنّ اليهود يعلمون أنّ المسيح عيسى ابن مريم الذي سيقول أنه الله، فهم يعلمون أنه ليس ابن مريم وأنه كذّاب، ومع علمهم بالحقّ فيتّبعون الباطل وهم يعلمون، لذلك سوف يلعنهم الله فيمسخهم إلى خنازير كما مسخ أصحاب السبت منهم إلى قردةٍ من قبل، ولكنه بقي المسخ إلى خنازير كما ذكر الله ذلك في الكتاب في قول الله تعالى:
{وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ} صدق الله العظيم [المائدة:60].

فأما المسخ إلى قِرَدَةٍ
{كُونُوا قِرَ‌دَةً خَاسِئِينَ ﴿٦٥﴾} [البقرة]، ولكن بقي في علم الكتاب المسخ إلى خنازير، ويخصّ هذا التهديد يهود اليوم في زمن ظهور المسيح الحقّ عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام.
ويا طالب العلم، هل تعلم ما هي الحكمة من بقاء ابن مريم؟ وذلك لأنّ الشيطان الرجيم سوف يظهر لكم كإنسانٍ فيقول لكم إنّه المسيح عيسى ابن مريم وإنّه الله ربّ العالمين. ولكنه كذّاب فهو ليس المسيح عيسى ابن مريم وما كان لابن مريم أن يقول ذلك؛ بل هو الشيطان الرجيم بذاته ولذلك يُسمى المسيح الكذاب بمعنى أنه ليس ابن مريم، ومن أجل هذا الافتراء سوف يعود ابن مريم الحقّ فيقول ويكلم الناس كهلاً بنفس الكلام الذي كلمهم به وهو في المهد صبياً: {إِنِّي عَبْدُ اللَّـهِ} [مريم:30].

ولم أخرج عن الموضوع يا طالب العلم المحترم إنما أردنا أن نبيّن لك بأنّ القرآن كذلك يتكلم عن الوجه الباطن للإنسان وما يحتويه من فزعٍ شديدٍ، ولذلك تُظنّ أنّ يُفعل بها فاقرةٌ. وأما الوجوه الناظرة فهي القلوب الناظرة لرحمة الله، والناظر يأتي في مواضعٍ ويقصد به الانتظار، كمثال قول الملكة:
{
فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ} [النمل:35]، وليس ذلك قياساً مني؛ بل لكي تعلم أنه يُقال للمنتظِر ناظرٌ في اللغة.

وأعلم أنّ ذلك في موضوع آخر وإنما استنبطنا المعنى اللغوي لقوله تعالى:
{وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَ‌ةٌ ﴿٢٢﴾ إِلَىٰ رَ‌بِّهَا نَاظِرَ‌ةٌ ﴿٢٣﴾} صدق الله العظيم [القيامة]، فبيّنا أنّه يتكلم في مواضع عن الوجه وهو يعني بذلك القلب، وكذلك الانتظار من مرادفاته ناظر، إذاً الوجوه الناظرة إلى ربها ناظرة هي القلوب المنتظرة إلى رحمة الله، وأما القلوب الباسرة فكذلك هي الوجوه الباسرة التي تظن أن يفعل بها فاقرة.

ولكن الإنسان يدرك عظمة الربّ بالبصيرة، ولكن من كان في هذه أعمى عن ربّه فلم يقدِّره حقّ قدره فهو كذلك في الآخرة أعمى وأضلّ سبيلاً، فكما كان قلبه محجوباً عن الربّ في الدنيا فكذلك هو محجوبٌ عنه في الآخرة، فلا يرتدّ إليهم طرفهم بالبصيرة لرؤية عظمة خالقهم أنه عظيمٌ رحيمٌ كريمٌ عفوٌّ حليمٌ؛ بل هم عن رحمة ربهم مُبلسون يائسون.

وذلك لأنك يا طالب العلم قد تودّ أن تقاطعني بقوله تعالى:
{كَلَّا إِنَّهُمْ عَن رَّ‌بِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ ﴿١٥﴾} صدق الله العظيم [المطففين]، فأقول لك إنّه نفس الحجاب الذي كان على قلوبهم في الدُنيا هو كذلك على قلوبهم في الآخرة. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَن كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلاً} [الإسراء:72].

وكذلك قول الله تعالى:
{مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ} [إبراهيم:43]، فهو يتكلم عن طرف البصيرة وليس أنهم عميان عن البصر بل يرون. وقال الله تعالى: {وَرَ‌أَى الْمُجْرِ‌مُونَ النَّارَ‌ فَظَنُّوا أَنَّهُم مُّوَاقِعُوهَا وَلَمْ يَجِدُوا عَنْهَا مَصْرِ‌فًا ﴿٥٣﴾} صدق الله العظيم [الكهف].

إذاً الله يتكلم عن القلب وبصره وسمعه وعقله وهو الوجه الباطن للإنسان فهل فهمت الخبر يا طالب العلم؟ وأقسم بالله العليّ العظيم مُقدماً: لن تستطيع أن تلجمني من القرآن العظيم ولسوف ألجمك به إلجاماً، أو تأخذك العزّة بالإثم فيقيّض لك الله شيطاناً مريداً، ولسوف نخوض في هذا الشأن حتى ننتهي منه حسب طلبك، ومن ثم ننتقل للإجابة عن المواضيع الأخرى.

وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله رب العالمين..
أخوك المهديّ المنتظَر الإمام الناصر لمحمد رسول الله والقرآن العظيم ناصر محمد اليماني، قد جعل الله في اسمي خبري وراية أمري، وتلك هي الحكمة من التواطؤ، فهل أنتم مؤمنون؟
ــــــــــــــــــــــ

آخر تحديث: 18-07-2018 08:08 PM
3

حسبي الله عليه توكلت وهو ربّ العرش العظيم..

- 3 -
الإمام ناصر محمد اليماني
28 - جمادى الآخرة - 1429 هـ
02 - 07 - 2008 مـ
02:52 صباحاً
ـــــــــــــــــــ


حسبي الله عليه توكلت وهو ربّ العرش العظيم ..

بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين، وبعد..
قال الله تعالى:
{بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْ‌ضِ أَنَّىٰ يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُن لَّهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴿ 101﴾ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ (102) لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ (103)} صدق الله العظيم [الأنعام:101].

وأنا المهديّ المنتظَر الحقّ أوجّه سؤالاً لطالب العلم: هل ترى هذه الآية من المحكمات أم من المتشابهات في ظاهرهنّ مع أحاديث الفتنة الموضوعة ليفتنكم المسيح الدجال والذي يُكلِّمكم جهرةً يا طالب العلم؟ وأقسم بالله العلي العظيم بأنّ هذه العقيدة الحقّ تَحُوْلُ بينكم وبين فتنة المسيح الدجال وذلك لأنّه سوف يُكلّم الناس جهرةً وهم يرونه، وإلى جميع المسلمين الردّ على المسيح الدجال وهو ما جاء في قول الله تعالى:
{وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِن وَرَاء حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاء إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ} صدق الله العظيم [الشورى:51].

ويا طالب العلم لا أريد أن أكرر البيان الذي فصَّلناه من القرآن تفصيلاً حول موضوع الرؤية، ولم أرَكَ قد أتيتني بدليلٍ على فتواك غير حديث (الخرابيط) والتي ما أنزل الله بها من سُلطانٍ، غير أني وجدتك قد آتيتني بآيةٍ هي جديدةٌ في الموضوع وتلك قول الله تعالى:
{وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ (31) هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ (32) مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَن بِالْغَيْبِ وَجَاء بِقَلْبٍ مُّنِيبٍ (33) ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ (34) لَهُم مَّا يَشَاؤُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ (35)} صدق الله العظيم [ق].

ومن ثم يا طالب العلم رأيتك تقول أن
{مَزِيدٌ} هو رؤية الله سبحانه وتعالى علوَّاً كبيراً، ولكن أخي الكريم إني أنصحك أن لا تتبع فتوى بغير علمٍ وسلطانٍ واضحٍ وبيّنٍ، فهل تعلم ما هو النعيم الزائد على جنّة النعيم؟ فإذا رجعت إلى كتاب الله سوف تجد بأنّ الله يفتيك في آيةٍ أخرى في نفس الموضوع بأنّ النعيم الزائد على جنّة النعيم هو نعيمٌ أعظم وأكبر من نعيم الجنة، ألا أنه نعيم رضوان الله على عباده وذلك هو المزيد، نعيم روحي أكبر من نعيم الجنة المادّي. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (72)} صدق الله العلي العظيم [التوبة:72].

ألا ترى بأني آتيك بالبيان للقرآن بآيةٍ أخرى من نفس القرآن وفي نفس الموضوع؟ فإذا تدبّرت قول الله تعالى:
{وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ (31) هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ (32) مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَن بِالْغَيْبِ وَجَاء بِقَلْبٍ مُّنِيبٍ (33) ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ (34) لَهُم مَّا يَشَاؤُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ (35)} صدق الله العظيم [ق]؛ فسوف تجدها واضحةً جميعاً ما عدا نقطة واحدة وهي {وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ}، ولكن إذا بحثت عن معرفة ما هو المزيد المضاف إلى نعيم الجنة فعليك أن تبحث عن آيةٍ أخرى في نفس الموضوع وسوف تجد الآية الجديدة وقد بيّن الله لك هذه النقطة التي لم تتبيّن لك من قبل، فتجد فتواك في قول الله تعالى: {وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (72)} صدق الله العلي العظيم [التوبة].

وهُنا تبيّن لك يا حبيبي في الله بأنّ المزيد على نعيم الجنة أنّه نعيم رضوان الله على عباده، وقد جعل الله ذلك واضحاً وجليّاً في الآية الأخرى:
{وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (72)} صدق الله العلي العظيم [التوبة].

ويا طالب العلم، أقسم بالله العلي العظيم إنك تُحاجِج المهديّ المنتظَر الحقّ الذي لا يقول على الله غير الحقّ، ولا تثريب عليك إن كنت طالب علمٍ وباحثاً عن الحقيقة، ولكني أراك تفتي الأمّة بغير علمٍ وسلطانٍ مُنيرٍ، فالأمر خطيرٌ وسوف تحمل وزرك ووزر الذين تضلّهم بغير علمٍ، فلماذا تعرّض نفسك لأمرٍ خطيرٍ؟ فإن كنت ترى نفسك تذود عن حياض الدين فأقسم لك بالله العلي العظيم بأنّ جدالك هذا يُسهل الفتنة للمسيح الدجال ويزيل الحجّة على المسيح الدجال من القرآن العظيم، وذلك لأنّكم لو تصدقوا لأَمِنْتُم من فتنة المسيح الدجال وذلك لأنه سوف يُكلّمكم جهرةً يا طالب العلم، ولكن عليك أن تحاجِجْه بقول الله عزّ وجل فتقول: "يا أيها المسيح الدجال إنك تُكلّم الناس جهرةً وهم يروك وتدعي أنك الله ربّ العالمين، ولكن الله قال في القرآن العظيم:
{وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِن وَرَاء حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاء إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ} صدق الله العظيم [الشورى:51]! وأنت كيف تكلّمنا مواجهة ونحن نراك؟". وتلك حجّتكم على الدجال يا طالب العلم إن كنت تريد الحقّ، فما بعد الحقّ إلا الضلال؟ إذاً ذودك هذا تبيّن لك أنه لصالح المسيح الدجال ولتسهيل فتنته بغير قصدٍ منك، فاتّقِ الله ولا تأخذك العزّة بالإثم يا أخي الكريم، وأقسم لك بالله العلي العظيم لو كنت أراك مُحقّاً في هذه المسألة لما أخذتْ ناصرَ محمدٍ اليماني العزّةُ بالإثم خشيةً من قول الله تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ العزّة بِالْإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ} صدق الله العظيم [البقرة:206]، وهداني الله وإياك وجميع المسلمين إلى الصراط المُستقيم..

أخوك؛ في الله الإمام ناصر محمد اليماني.
ـــــــــــــــــــ

آخر تحديث: 07-03-2020 01:11 AM
4

وإنما أحرّم الفتوى عن أي أمرٍ من أمور الدين على العالم وهو لا يزال مجتهداً..





- 4 -
الإمام ناصر محمد اليماني
27 - 06 - 1429 هـ
02 - 07 - 2008 مـ
08:19 مساءً
ـــــــــــــــــ


وإنما أحرّم الفتوى عن أيّ أمرٍ من أمور الدين على العالم وهو لا يزال مجتهداً ..

بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين، وبعد..
أخي الكريم طالب العلم، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، السلام علينا وعلى جميع عباد الله الصالحين في كلّ زمانٍ ومكانٍ إلى يوم الدين ولا أفرّق بين أحدٍ من رُسل الله أجمعين وأدعو الناس إلى نفس الدعوة الحقّ التي جاء بها جميع المرسلين أنِ اعْبُدوا الله وحده لا شريك له وأنّ من أشرك بالله فإن ذلك ظُلمٌ عظيمٌ على نفسه وكأنّما خرّ من السماء فتخطفه الطير أو تهوي به الريح إلى مكانٍ سحيقٍ.

وكتاب الله وسنّة رسوله صلّى الله عليه وآله وسلم بصيرتي، ولا أفرق بين كتاب الله ورسوله مُستمسكٌ بها فلا أتّبع ما خالفهم من الأحاديث الموضوعة فأنكرها جُملةً وتفصيلاً ولا أتّبع أقوال الآخرين بغير سلطانٍ مُنيرٍ وذلك لأنّهم ليسوا أنبياء ومُرسلين ولذلك لا ينطقون عن الهوى كابن تيمية أو ابن كثير أو غيرهم، غير أني لا أقول فيهم إلا خيراً وحسابهم على الله وما جعلني الله عليهم حسيباً وإنما كانوا مُجتهدين،
ولكني أحرّم الفتوى بالاجتهاد جُملةً وتفصيلاً وفي نفس الوقت أعلن الاجتهاد أمراً مفروضاً على طُلاب العلم، إذ كيف يعلمون الحقّ ويهديهم الله إلى الحقّ إذا لم يجتهدوا في البحث عن الحقّ؟ حتى إذا هداهم الله إلى الحقّ بعلمٍ وبصيرةٍ وسلطانٍ منيرٍ فعند ذلك يدعون الناس على بصيرةٍ من ربّهم، وذلك هو الاجتهاد المفروض على جميع الذين ينفرون لطلب العلم من علماء الأمّة، وإنما أحرّم الفتوى عن أي أمرٍ من أمور الدين على العالِم وهو لا يزال مجتهداً في هذه المسألة ومن ثم يقول إن أخطأت فمن نفسي! ومن ثم نقول له فكيف تُفتي الأمّة في هذه المسألة وأنت لم تتوصل إلى العلم والسلطان المُنير؟ إذاً أنت لا تعلم هل فتواك هي الحقّ بلا شكٍّ أو ريبٍ أو قد تكون باطلةً فاحذر فذلك من عمل الشيطان ومحرَّم في القرآن أن تقول على الله ما لم تعلم؛ بل تبحث عن السلطان أولاً في القرآن العظيم فإذا لم تجد فليس لك غير الذهاب إلى سنّة محمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم شرط أن لا تأتِ بحديثٍ إلاّ وقارنته مع القرآن العظيم هل يخالف شيئاً من آيات الله المحكمات واللاتي جعلهنَّ الله هنّ أمّ الكتاب وأصل هذا الدين الإسلامي الحنيف، فإذا لم يخالفهن في شيءٍ فخذ بهذا الحديث حتى ولو لم يكُن له برهانٌ في القرآن فلا أحرّم الأخذ به وهو مرويٌّ عن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم وأعوذ بالله أن أكون من الجاهلين.

ولكن للأسف لم يفهم كثيرٌ من الباحثين عن الحقيقة حقيقة دعوة الإمام ناصر محمد اليماني، فمنهم من يظنّ بأني أدعو إلى القرآن وحده تاركاً سنة جدّي محمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فكيف أتركها وهي لا تزيد هذا القرآن إلا بياناً وتوضيحاً؟ تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} صدق الله العظيم [النحل:44]، وأعوذ بالله أن أفرّق بين حديث الله وحديث رسوله والذي جعلهما الله يكمّلان لبعضٍ؛ كتاب الله وسنّة رسوله.

فاتقوا الله يا قوم، إنما أكفر بما خالف كتاب الله في آياته المُحكمات واللاتي لا يزيغ عنهنّ إلا هالكٌ، وأفتي أنّ ذلك حديثٌ موضوعٌ بلا شكٍّ أو ريبٍ ومكرٍ ضدّ الله ورسوله من أناس أخبركم الله عنهم بنصّ القرآن العظيم إنّهم من المُسلمين ظاهر الأمر وجاءوا إلى محمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم وقالوا نشهد أنّ لا إله إلا الله ونشهد إنك رسول الله ولكن الله يشهد إنّهم لكاذبون وإنّهم اتخذوا أيمانهم جُنّة ليصدّوا عن سبيل الله، ولم يقُل ذلك ناصرُ محمدٍ اليماني؛ بل ذلك قاله اللهُ لكم يا معشر المسلمين، فكم أكرر تلك الآيات لعلكم تتذكّرون؟ وقال الله تعالى:
{إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّـهِ وَاللَّـهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّـهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ (1) اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّـهِ ۚ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (2)} صدق الله العظيم [المنافقون].

ولكن للأسف لا تعلمون كيفية الخطة لديهم ليصدّوا عن سبيل الله برغم أنّ الله قد بيّن لكم في القرآن العظيم لماذا
{اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّهُمْ سَاء مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}، وسوف تجدون طريقة مكرهم في آيةٍ أخرى وفي نفس الموضوع لا قياساً ولا اجتهاداً مني؛ بل الحقّ من ربكم الذي بين أيديكم من قبل أكثر من 1429عاماً، فهل تعلمون يا معشر علماء الأمّة لماذا اتخذ شياطينُ البشر من اليهود أيْمانَهم جُنّة ليصدّوا عن سبيل الله؟ ولكن كيف الطريقة التي يصدّون بها عن الحقّ؟ فإذا كان يهمّكم أن تعلموا ذلك فارجعوا إلى القرآن وسوف تجدون ما هو نوع الخطة الخبيثة، ويفتيكم الله في ذلك ويقول أنّهم فعلوا ذلك لكي يكونوا من رواة الحديث فيُبيِّتون أحاديث غير التي يقولها محمدٌ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وقال الله تعالى: {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا (81) أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا (82)} صدق الله العظيم [النساء]. فذلك هو مكر صحابة رسول الله ظاهر الأمر من شياطين البشر من اليهود من الذين قالوا: "نشهد أن لا إله إلا الله ونشهد أنّك رسول الله يا محمداً" صلى الله عليه وآله وسلم. وعلمكم الله إنما اتخذوا ذلك جنة ليصدّوا عن سبيل الله بأحاديث لم تكن من عند الله ورسوله.

وأنا المهديّ المنتظَر أفتي بأنّ القرآن العظيم من عند الله وكذلك سنّة البيان عن محمدٍ رسول الله من عند الله ولا ينطق عن الهوى، وإذا تدبّرتم الآيات جيداً يا معشر علماء الأمّة فسوف تجدون بأنّ الله لم يعدكم بحفظ الأحاديث عن النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ولكنه وعدكم بحفظ القرآن من التحريف ليجعله المرجع فيما اختلف فيه عُلماء الحديث بأنّ عليهم أن يتدبّروا القرآن وإذا كان هذا الحديث المروي افتراءً على الله ورسوله فحتماً ومؤكداً ويقيناً سوف يجدون أنّ بينه وبين القرآن اختلافاً كثيراً، وقد جعل الله هذا هو الناموس الذي يلجأ إليه علماء الحديث لحلّ النزاع الذي ذاع بينهم في شأن بعض الأحاديث المرويّة فيصدّقها بعضٌ منهم ويطعن في صحتها آخرون وهنا أمرهم الله بالمقارنة بين هذا الحديث المروي عن النّبيّ وبين القرآن العظيم ومن ثم علّمهم بأنّ هذا الحديث إذا كان من عند غير الله فسوف يجدون بينه وبين القرآن اختلافاً كثيراً.

وسبق وأن كتبنا بياناً في هذا الشأن فأرفق رابطه يا ابن عمر ليتدبّر طالب العلم، وأرفق به يا (رجلاً من أقصى المدينة يسعى) واصبر عليه حتى يتبيّن له الحقّ من الباطل، ولئن هداه الله إلى الحقّ خيرٌ لك من الدنيا وما فيها فلا تجعل للشيطان عليه سبيلاً حتى تأخذه العزّة بالإثم حتى ولو تبيَّن له الحقّ إذا أغضبته فلن يتّبعك إلا أن يكون من عباد الرحمن من الكاظمين الغيظ والعافين عن الناس. واحرص على هُدى الناس وإن شتموك وإن آذوك فاصبر إن ذلك لمن عزم الأمور، وأكرّر لك الأمر أن لا تحذف من ردود الأعضاء شيئاً إلاّ ما كان فيه سبٌّ وشتمٌ لإمامك، فلا تشتمهم واحذف خطاب السبّ والشتم ومن ثم تصدّق عليهم بالعفو أعظم صدقة عند الله ربّ العالمين. تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ} صدق الله العظيم [البقرة:٢١٩]، والعفو من أعظم الصدقات في الكتاب فاعفوا واصفحوا يعفو الله عنكم ويصفح وهو خير الغافرين.

وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين..
أخوكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
ـــــــــــــــــــ

آخر تحديث: 09-09-2018 07:09 PM
5

إلى طالب العلم وإلى جميع علماء الأمّة الإسلاميّة..




- 5 -

الإمام ناصر محمد اليماني
29 - 07 - 1429 هـ
02 - 08 - 2008 مـ
09:23 مساءً
ـــــــــــــــــــ



إلى طالب العلم وإلى جميع علماء الأمّة الإسلاميّة ..

بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين، السلام علينا وعلى جميع عباد الله الصالحين، وبعد..
ويا طالب العلم، ويا معشر جميع علماء الأمّة الإسلاميّة على مختلف فرقهم ومذاهبهم، إنه لن يكون الحوار مُجديّاً معكم إذا لم تؤمنوا بأنّ القرآن هو المرجع فيما اختلفتم فيه في السُّنة المحمديّة، وأنا المهديّ المنتظَر أعلن بالفتوى الحقّ لجميع علماء الأمّة الإسلاميّة بأنّ الله قد جعل القرآن هو المرجع فيما اختلف فيه عُلماء الحديث في السُّنة المحمديّة، وسوف نجعل الحوار حصريّاً في هذه الفتوى فإن آمنتم بأنّ القرآن هو المرجع الحقّ فيما اختلفتم فيه من أحاديث السُّنة فما بعد ذلك علينا يسيرٌ وسوف أحكم بينكم في جميع ما كنتم فيه تختلفون فأجمع شملكم وأوَّحد صفكم وأجبر كسركم بإذن الله ربّ العالمين، وإن لم تؤمنوا بهذه الفتوى من بعد تقديم السلطان والبرهان فسوف أشكيكم إلى الله كما شكى إليه جدّي من قبل:
{وَقَالَ الرَّسُولُ يَا ربّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا هذا القرآن مهجوراً} صدق الله العظيم [الفرقان:30].

ومن ثم أحكم عليكم بالكفر بالقرآن العظيم وأنّكم قلتم سمعنا وعصينا، بمعنى أنّكم تؤمنون به ولكن لا تتّبعونه، فلبئس ما يأمُركم به إيمانكم لو كنتم تعقلون، وأنا لم أحكم عليكم يا معشر علماء الأمّة بالكفر بالقرآن العظيم إلا إذا ألجمتكم بالحقّ أنّ القرآن هو المرجع للسنّة المحمديّة ومن ثمّ تصمتون من بعد أن تبيّن لكم الحقّ والسلطان المبين من القرآن العظيم ثم لا تعترفون أو تصمتون لأنكم تعلمون لئِن اعترفتم بحقّ هذه الفتوى الحقّ بأنّ الإمامَ ناصرَ مُحمدٍ اليماني سوف يغلبكم بالقرآن العظيم تصديقاً للرؤيا الحقّ عن مُحمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم بعد أن عرّفني بشأني وآيةُ التصديق أنه ما جادلني أحدٌ من القرآن إلا غلبته بالحقّ، ولم يجعل الله الرؤيا برهاني عليكم ولا يُبنى عليها حكمٌ شرعيٌّ بل هي لصاحبها ولكن محمداً رسول الله قد جعل آيةً لتصديق الرؤيا وهي أنه ما جادلني أحدٌ من علماء الأمّة يريد الحقّ إلا غلبته بالقرآن العظيم، فإن صدق الله الرؤيا بالحقّ فتجدون بأنه ما جادلني أحدٌ من القرآن إلا غلبته.

فقد صدق الله الرؤيا بالحقّ وإن غلبتموني يا معشر علماء الأمّة فقد تبيّن للناس بأني مفترٍ على الله ورسوله لئن فعلتم ولن تفعلوا، وأقسم بالله العلي العظيم قسماً مُقدماً أنكم لن تستطيعوا أن تغلبوني إذا احتكمنا إلى القرآن العظيم، أما إذا أبيتُم الاحتكام إلى القرآن فيما اختلفتم فيه من السُّنة فلا داعي للحوار معكم وسوف يحكم الله بيني وبينكم بالحقّ وهو أسرع الحاسبين.

وسبق وأن كتبنا هذه الفتوى من قبل وهذا رابطها:

https://mahdialumma.online/showthread.php?t=335

أخوكم الإمام المهديّ المنتظر ناصر محمد اليماني
ـــــــــــــــــــ

آخر تحديث: 16-09-2018 03:46 PM
6

أنا المهديّ المنتظَر لا كَذِب يا طالب العلم ويا معشر علماء الأمَّة. ونعم الرجُل (فارس الصحراء) من أولي الألباب صَدَّق بآيات الكتاب من قبل التصديق بالعذاب..

- 6 -
الإمام ناصر محمد اليماني
02 - 02 - 1429 هـ
09 - 02 - 2008 مـ
11:52 مساءً
ـــــــــــــــــــ



أنا المهديّ المنتظَر لا كَذِب يا طالب العلم ويا معشر علماء الأمَّة.
ونعم الرجُل (فارس الصحراء) من أولي الألباب صَدَّق بآيات الكتاب من قبل التصديق بالعذاب..



بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المرسَلين والحمدُ للهِ ربِّ العالمين، وبعد..
إلى أخي الكريم طالب العلم وكذلك إلى جميع علماء المسلمين من الذين اطّلعوا على بيان القرآن الحقّ في الإنترنت العالميّة أو سُلِّمَت لهم نسخ منه، اتّقوا الله فجميع المسلمين في ذمّتكم لئِن صدّقتم صدّقوا ولئن كذّبتم كذّبوا، فإن كنتم ترَونَني على الحقّ فلا تصمتوا والساكت عن الحقّ شيطانٌ أخرسٌ، وإن كنتم ترَونَني على ضلالٍ مُبينٍ فكذلك لا ينبغي لكم الصّمْت حتى لا يُضِلّ المدعو ناصر اليماني المسلمين إن كنتم ترَونَني على ضلالٍ مُبينٍ، فذودوا عن حياض الدين إن كنتم صادقين، ولكن للأسف إنّي أرى بعض علماء المسلمين يحاورني فيجادلني في الدّين حتى إذا غلبته بالحقّ انسحبَ ولم يعترف بشأني بعد ما تبيّن له أنّ الله حقاً زادني على جميع علماء الأمَّة بسطةً في علم الكتاب القرآن العظيم.

وأنا المهديّ المنتظَر الحقّ أُكرِّر فأقول: إنّني لم أقل بأنّني المهديّ المنتظَر من ذات نفسي؛ بل أفتاني في ذلك جدي محمدٌ رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم، ولكنّ محمداً رسول الله يعلم بأنّ الرؤيا لا يُبنى عليها حكمٌ شرعيٌ ولذلك جعل بإذن الله برهان التصديق للرؤيا أنّه ما جادلني أحدٌ من علماء الأمَّة من القرآن العظيم إلاّ غلبتُه بالحقّ، فإن رأيتم يا معشر المسلمين بأنّه حقاً لا ترون عالماً يجادلني من القرآن إلاّ غلبتُه بالحقّ فقد تبيّن لجاهلكم وعالمكم التصديق للرؤيا بالحقّ على الواقع الحقيقي في الحوار، فلا ينبغي لكم أن تصمتوا عن الحقّ وتلك حجة لله عليكم أن يُصدق الله الرؤيا بالحقّ، وإلى متى الصمت عن الحقّ؟

ويا معشر المسلمين كونوا شهداء بالحقّ بيني وبين علمائكم فإن رأيتموهم غلبوني بعلمٍ وسلطانٍ منيرٍ فقد كفّوا عن المسلمين شرّي حتى لا أُضِلَّ الأمَّة، وإن رأيتم أنّ الله قد جعلني المُهيمن عليهم بسلطان العلم من القرآن العظيم فقد تبيّن لكم أنّي حقاً المهديّ المنتظَر.

وأنا المهديّ المنتظَر الحقّ الإمام ناصر محمد اليماني أفتي بما يلي:
أولاً: في شأن عقيدتكم في عذاب القبر أنّه في حفرة الجسد فأنكر ذلك جملةً وتفصيلاً، ولم ينزل الله في ذلك من سلطان في القرآن العظيم بل ينفيه القرآن ويؤكد العذاب من بعد الموت للمجرمين منكم على الروح في النار من دون الجسد في الحياة البرزخيّة إلى يوم يبعثون.

ثانياً: في شأن عقيدتكم في صحة الروايات لفتنة المسيح الدجال بأنّ الله يؤيّده بالمعجزات فيقول يا سماء أمطري فتمطر ويا أرض أنبتي فتنبت ويُحيي الموتى فيفلق رجلاً إلى نصفين فيمر بين الفلقتين ومن ثم يبعثه حيّاً بمعنى أنّه يُحيي الموتى كما تزعمون، ولكنّي أنكر ذلك جُملةً وتفصيلاً، فإنّ الله لا يؤيّد بآيات المعجزات للتصديق لأهل الباطل وكأنّه يريد لعباده الكفر؛ بل يؤيّد بآيات المعجزات للتصديق لدعوة الحقّ، ولكنّي أفتي في فتنة المسيح الدجال أنّها جنّة ونار ليس إلَّا، فأما النار فيستطيع أن يُوقدها أحدكم وأما الجنة فهي جنة الله في الأرض توجد في باطن أرضكم من تحت الثرى في أرض الريحان والأنام في الأرض المفروشة بالخضرة مستوية التضاريس مهّدها الله ونِعم الماهدون وقد بيّناها من القرآن العظيم وفصّلناها تفصيلاً وهي أرض المشرقين فتشرق عليها الشمس من جهتين متقابلتين وربّها الله وليس المسيح الدجال، تصديقاً لقول الله تعالى: {رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ} صدق الله العظيم [الرحمن:١٧].

وتصديقاً لقوله تعالى:
{الرَّحْمَٰنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَىٰ ﴿٥﴾ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَىٰ ﴿٦﴾} صدق الله العظيم [طه]. وقد أمرناكم بالتطبيق للتصديق فتجدون البيان الحقّ حقاً على الواقع الحقيقي.

ثالثاً: في شأن حدٍّ من الحدود الشرعيّة في رجم الزاني أو الزانية المتزوجين بأنّ الله لم يأمركم بذلك؛ بل حدّهم مائة جلدة للزاني والزانية الأحرار وخمسون جلدة للعبد والأمَة سواء كانوا مُتزوّجين أم عازبين وأثبتنا ذلك من القرآن العظيم وفصّلناه تفصيلاً لأولي الألباب منكم.

رابعاً: في شأن عقيدتكم في البعث فأكثركم يظنّ أنّه بعثٌ واحدٌ، فنقول: بل يوجد في الكتاب بعثٌ في هذه الدنيا فيرجع إليكم جميع الذين يفترون على الله الكذب وهم يعلمون، ولكنّ المسيح الدجال سوف يستغل هذا البعث المحدود لبعض الأموات فيقول هذا يوم الخلود وأنّه الله وأنّ لديه جنّة وناراً ويقول أنّه المسيح عيسى ابن مريم وأنّه الله ربّ العالمين، وما كان لابن مريم أن يقول ذلك؛ بل هو كذّابٌ ولذلك يُسمّى المسيح الكذاب، بمعنى أنّه ليس المسيح عيسى ابن مريم الحقّ والدليل على أنّه ليس المسيح عيسى ابن مريم هو أنّه يقول أنّه الله وما كان لابن مريم أن يقول ذلك؛ بل سوف يقول لكم كما قال لبني إسرائيل من قبل وهو في المهد صبيّاً: {قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ} صدق الله العظيم [مريم:٣٠].

خامساً: أكفر بعقيدتكم نتيجة الحديث الباطل أنّ سورة الإخلاص تعدل ثُلث القرآن وذلك مكرٌ يهوديٌّ لكي يكون الله ثالثَ ثلاثة وأنّ الله ثلث الكتاب والمسيح ثُلث ومريم الثلث الباقي من الكتاب! فكيف تعتقدون أنّ ذلك الحديث عن محمدٍ رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم؟ فكيف يجعل سورة الإخلاص الخاصة بوصف ذات الرّب سبحانه تعدل ثلث القرآن؟ فهل تعلمون ما يريد المفترون على الله ورسوله من ذلك الحديث المُفترى؟ وذلك لكي يكون تصديقاً لعقيدة الباطل بأن الله لا يعدل إلا ثلث الكتاب وثلث المسيح عيسى ابن مريم وأمه الثلث الآخر؛ بل إنّكم بربكم تعدلون وأنتم لا تعلمون يا معشر المسلمين، أم إنّكم لا تفقهون ما جاء في سورة الإخلاص التي يقول الله فيها أنّه الأحد لا إله إلا هو الصمد وأنّه لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد؟! إذاً الآية تتكلم عن ذات الله سبحانه، فكيف تجعلون الله ثُلث القرآن؟ أفلا تعقلون؟!

ولربّما يود أحدكم أن يقاطعني فيقول: "إنّما يقصد الأجر". فنقول: إنّما ذلك تمويه من المفترين بل الأجر في قراءة القرآن هو كما علّمكم محمدٌ رسول الله - صلَّى الله عليه وآله وسلَّم - بأنّ لقارئ القرآن بكل حرفٍ حسنةً ولا أقول
{أَلَمْ} حرف بل ألف حرف واللام حرف والميم حرف. وكذلك يريد المنافقون أن لا تتدبّروا القرآن فيقول أحدكم: "ما دامت سورة الإخلاص تعدل ثلث القرآن فسوف أقرأها ثلاث مرات في اليوم وكأنّي ختمت القرآن في يوم"، ومن ثم يتولّى عن التدبّر في آيات القرآن العظيم ويكتفي بقراءة سورة الإخلاص ثلاث مرات في اليوم وكأنّه قرأ القرآن كُلّه، فلا داعي أن يُتعب نفسه في قراءة القرآن!

ولكن ناصر اليماني يفتيكم في سورة الإخلاص أنّها حقيقةُ جميع ما يدعو إليه هذا القرآن العظيم وتهدي إلى صراط العزيز الحميد الذي عرَّف لكم صفات ذاته سبحانه في سورة الإخلاص أنّه الأحد الصمد وأنّه لم يلد ولم يولد وأنّه لم يكن له كفواً أحد.
وجميع ما جاء في القرآن العظيم وفي جميع الكتب السماويّة تدعو إلى التصديق بما جاء في سورة الإخلاص وباقي القرآن تجدونه يجادل عن حقيقة سورة الإخلاص ويدعوكم إلى توحيد ربكم بأنّه الأحد؛ لا إله إلا هو ولا ثاني له، لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد، وذلك هو كُلّ ما جاء به القرآن العظيم وكذلك جميع الكتب السماوية من قبله.


وقال الله تعالى:
{وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ} صدق الله العظيم [الأنبياء:٢٥].

فكيف تجعلون ذلك ثلث القرآن؟ أفلا تعقلون؟! بل جميع ما جاء في القرآن يدعو إلى حقيقة القول الثقيل لا إله إلا الله الأحد، ولا أعلم بشيء يزن هذا القول الثقيل حتى لو جُعلت السماوات والأرض وما بينهما في كفة وكلمة التوحيد في كفة لرجحت كلمة لا إله إلا الله الأحد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد، فكيف يفتنونكم عن عقيدتكم يا معشر علماء الأمَّة فتجعلون ذلك يعدل ثُلث القرآن؟! أفلا تتّقون؟

سادساً: أنفي عقيدتكم الباطل بأنّ الصراط المستقيم يؤدي إلى نار جهنم، ولربّما يود أحد علماء الأمَّة أو عامة المسلمين أن يقول: "ومن ذا الذي يقول أنّ الصراط المستقيم يؤدي إلى نار جهنم؟" فنقول: عقيدة الباطل المدسوسة والتي جعلت صراط الحقّ وصراط الباطل طريقاً واحداً تمرّ على نار جهنم فيسقط أهل النار في النار ويمضي أصحاب الجنّة على الصراط فوق جهنم ثم يدخلون إلى الجنّة.

ولربّما يودّ أحدكم يا معشر علماء الأمَّة أن يقاطعني فيقول: "بل الصراط المستقيم أحدُّ من السيف وأرهفُ من الشعرة هذا ما قاله الرسول عليه الصلاة والسلام، وأنّه يمر فوق النار فيسقط أصحاب النار". ومن ثم يأتيني بالآيات المتشابهات مع روايات الفتنة في ظاهرهن ولا يزَلن بحاجة إلى التأويل فيقول: "أم لم تقرأ يا ناصر اليماني قول الله تعالى:
{وَإِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ عَنِ الصِّرَاطِ لَنَاكِبُونَ} صدق الله العظيم [المؤمنون:٧٤]؟ وكذلك ألم تقرأ يا ناصر اليماني قوله تعالى: {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَىٰ رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا ﴿٧١﴾ ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا ﴿٧٢﴾} صدق الله العظيم [مريم]؟".

ومن ثم يُردّ المهديّ المنتظَر الحقّ الإمام ناصر محمد اليماني فأقول لكم: يا معشر علماء الأمَّة إنّّي
لا أدعوكم إلى الاحتكام إلى الآيات المتشابهات مع أحاديث الفتنة؛ بل أدعوكم إلى الاحتكام إلى الآيات المحكمات الواضحات البيّنات واللاتي لم يجعلهن الله في أسف ناصر اليماني ولا جميع الراسخين في العلم لكي يأتوكم بتأويلهن؛ بل جعلهن الله واضحاتٍ بيّناتٍ لأنهنَّ أمّ الكتاب لذلك جعلهن واضحات لعالمكم وجاهلكم لا يزيغ عنهن إلا هالكٌ، وحتماً الذين في قلوبهم زيغٌ عن الحقّ الواضح والبيّن فيهن فسوف يتّبع الآيات المُتشابهات مع أحاديث وروايات الفتنة وينبذ الآيات المُحكمات الواضحات البيّنات وراء ظهره ويستمسك بالآيات المتشابهات مع الأحاديث الموضوعة، وذلك لأنّه يبتغي إثبات حديث الفتنة لأنّه لا يريد إلا التمسّك بالسُّنة فقط وإنّما أعجبته آيات متشابهات في القرآن مع تلك الأحاديث برغم أنّه يعلم أنّ تلك الآيات لا تزال بحاجة إلى التأويل فيزعم أنّ هذه الأحاديث جاءت تأويلاً لتلك الآيات؛ فهو كذلك يريد تأويل المتشابه من القرآن، ولذلك قال الله تعالى: {هُوَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ ۖ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ ۗ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّـهُ ۗ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا ۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ ﴿٧} صدق الله العظيم [آل‌ عمران]

وإذا تدبّرتم هذه الآية التي تحذّركم من اتّباع الآيات المتشابهة مع أحاديث الفتنة برغم أنّ هذه الأحاديث تُخالف الآيات المحكمات في القرآن في نفس الموضوع فسوف تجدون بأنّ الله يقول إنّ الذين يتَّبعون المتشابه إنّما يبتغون الفتنة، فهل تظنّون بأنّ هذا العالم الذي اتّبع المتشابه أنّه يريد الفتنة للأمّة؟ كلا ثم كلا، فلو كان يريد الفتنة للأمّة لما قال الله عنه بأنّه يريد كذلك تأويل القرآن بالحقّ في قوله تعالى:
{ابْتِغاءَ الفِتْنَة وَابْتِغاءَ تَأْويلِهِ}، إذاً ما هو المقصود من هذه الآية التي تتكلّم عن بعض العلماء بأنّهم يبتغون الفتنة وكذلك يبتغون تأويل القرآن؟

وسوف نفتيكم بالحقّ أنّ هؤلاء من العلماء المجتهدين يريدون تأويل القرآن المتشابه مع هذه الأحاديث التي هم متمسّكون بها فيظنّون بأنّها جاءت لتأويل هذه الآيات المتشابهات مع أحاديث الفتنة غير أنّهم لا يعلمون أنّها فتنةٌ موضوعةٌ من قبل شياطين البشر من اليهود؛ بل يظنّونها عن رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم.

وما أريد قوله لكم يا إخواني علماء المسلمين هو: لماذا لا تتركون تأويل المُتشابه والذي لا يعلم بتأويله إلا الله وحده ويُعلِّمه للراسخين في العلم ومن ثم تتمسّكون بالآيات المحكمات الواضحات البيّنات والتي جعلهن الله أمّ الكتاب في تصحيح عقيدة المسلم ولا يزيغ عنهن إلا هالكٌ؟ فإذا رجعتم إلى المحكمات في شأن الصراط المستقيم فسوف تجدون في الكتاب أنّ الصراط المستقيم هو صراط العزيز الحميد يؤدي بمن سلكه إلى النّعيم وليس إلى الجحيم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون، ومن مات وهو سالك نجدَ الصراطِ المستقيم دخل الجنة لأنّ نجد الصراط المستقيم يؤدي إلى جنة النعيم وليس أن الناس يسلكون الصراط المستقيم في الآخرة؛ كلا ثم كلا، فلا يوجد هناك عمل بل حساب بلا عمل
؛ بل السلوك في الصراط المستقيم هو في الدنيا حتى يأتيه الموت وهو على صراط العزيز الحميد ومن ثم يدخله هذا الصراط إلى الجنة.

وإنّما الصراط المستقيم معنويٌ عقائديٌ؛ درب القلوب المُبصرة، فمن أراد صراط العزيز الحميد فليعمل عملاً صالحاً ولا يشرك في عبادة ربه أحداً وذلك نَجْدُ الصالحين. وأما النّجْدُ الآخر فهو سبيل الطاغوت ويؤدي إلى نار جهنم فإذا مات وهو في سبيل الغيِّ والضلال دخل النار.

ولم يجعل الله صراط الأخيار وصراط الكفار صراطاً واحداً يؤدي إلى نار جهنم، ما لكم كيف تحكمون؟! بل هما نَجْدان في اتجاهين متعاكسين، فنَجْدٌ تجدون من سلكه فازَ برضوان الله وأمّا النّجْدُ الآخر فمن سلكه فقد نال غضب الله وأرضى عدوَّه الشيطان الرجيم، وقال الله تعالى:
{أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ ﴿٨﴾ وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ ﴿٩﴾ وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ ﴿١٠﴾} صدق الله العظيم [البلد].

فَنَجْد الحقّ يؤدي إلى النعيم ونَجْدُ الطاغوت يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير، وقال الله تعالى:
{إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا ﴿٣} صدق الله العظيم [الانسان]، فإن سَلَك سبيل الحقّ فهو من الشاكرين لربّهم وإن انقلب على عقبيه وسلك الطريق المخالف للسبيل الحقّ فهو من الكافرين.

ويا معشر علماء الأمَّة لا أجد في الكتاب بأنّ السلوك في الصراط المستقيم يوجد في الآخرة على نار جهنم؛ بل هو في الدنيا، وعجبي من أمركم أفلا ترون أنّكم تقولون في اليوم عديد المرات في جميع الركعات:
{بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ ﴿١﴾ الْحَمْدُ لِلَّهِ ربّ العالمين ﴿٢﴾ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ ﴿٣﴾ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ﴿٤﴾ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴿٥﴾ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ﴿٦﴾ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ ﴿٧﴾} صدق الله العظيم [الفاتحة]؟! ولكنّكم جعلتم بعقيدتكم صراط الحقّ والمعوج واحدة برغم أنّكم تقولون غير صراط المغضوب عليهم بفاتحة الدعاء: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ﴿٦﴾ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} صدق الله العظيم، وفي جميع الآيات عن الصراط في الكتاب تجدونه في الدنيا صراطاً معنويّاً عقائديّاً يسلكه أصحاب القلوب المبصرة، وقال الله تعالى:{وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلَىٰ صِرَاطِ الْحَمِيدِ ﴿٢٤} صدق الله العظيم [الحج].

فكيف يؤدي الصراط المستقيم إلى نار جهنّم ثم إلى الجنة؟ أفلا تعقلون؟! وهو طريق الأمن والأمان ويأتي صاحبه آمناً يوم القيامة، أفلا تتّقون؟ وقال الله تعالى: {وَإِنَّكَ لَتَدْعُوهُمْ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿٧٣} صدق الله العظيم [المؤمنون]، وسلوكه في الدنيا وليس في الآخرة، وأما في الآخرة فصراط الجنة والنار ليس معنويّاً، بل طريقٌ يؤدي إلى الجنة وطريقٌ آخر يؤدي إلى نار جهنم، وقال الله تعالى: {احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ ﴿٢٢﴾ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَاهْدُوهُمْ إِلَىٰ صِرَاطِ الْجَحِيمِ ﴿٢٣﴾} صدق الله العظيم [الصافات].

ولا أظنّ هذه الآية تحتاج إلى التأويل نظراً لأنّها من المُحكمات الواضحات تُفيد بأنّ الطريق إلى النار غير الطريق إلى الجنّة، ولكنّكم بعقيدتكم جعلتموهما طريقاً واحداً يؤدي إلى نار جهنّم وهو نفس الطريق إلى الجنة، وإنّما أهل النار يتساقطون من على الصراط إلى النار! ولو كانت هذه العقيدة حقّاً لما وجدتم هذه الآية في القرآن للتحديد بأنّ الطريق إلى النار غير الطريق إلى الجنَّة، ولن أفسّر هذه الآية فهي واضحة وكذلك توجد في القرآن العظيم من ضمن الآيات المحكمات تقول أنّه عندما يُساق أصحاب النار صوب النار بأنّهم يفترقون إلى سبع جماعات زُمراً متوجّهين صوب أبواب جهنم السّبعة، فلكل بابٍ منهم جزءٌ مقسومٌ، وكذلك يتوجّه أصحاب الجنَّة إلى الجنة زُمراً فهذه تخالف لما تعتقدون جُملَةً وتفصيلاً؛ بل اختلافاً كثيراً وتنفي عقيدتكم بأنّ الناس يساقون أجمعين صوب نار جهنم ليسلكوا الصراط المستقيم الممدود على نار جهنم فمنهم من يسقط من على الصراط في نار جهنم والآخرون يستمرون في سلوك الصراط المستقيم الممدود على نار جهنم حتى يدخلوا إلى الجنة! ولكنّ الآيات المحكمات لعقيدتكم لبالمرصاد وسوف تجدون الآيات المحكمات في هذا الشأن تخالف لعقيدة الباطل، فانظروا إلى هذه الآية المحكمة والتي لم يجعلها الله بأسف ناصر محمد اليماني لكي يُأوِّلَها للأمَّة، ولم يجعلها الله بأسف جميع الراسخين في العلم لتأويلها نظراً لأنّها واضحةٌ وبيّنةٌ ومُفصَّلةٌ تفصيلاً من لدن عليم حكيم، وقال الله تعالى:
{وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَىٰ فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ ﴿٦٨﴾ وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بالحقّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ﴿٦٩﴾ وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَا يَفْعَلُونَ ﴿٧٠﴾ وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَىٰ جَهَنَّمَ زُمَرًا حَتَّىٰ إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَٰذَا قَالُوا بَلَىٰ وَلَٰكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ ﴿٧١﴾ قِيلَ ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ ﴿٧٢﴾ وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّىٰ إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ ﴿٧٣﴾} صدق الله العظيم [الزمر].

فقد علمتم يا قوم من خلال هذه الآية المُحكمة والتي لا تحتاج إلى تأويل بأنّ أهل النار يُساقون صوب النار زُمراً فيتمّ تقسيمهم إلى سبع جماعاتٍ بعدد أبواب نار جهنم السبعة فلكل باب منهم جزءٌ مقسومٌ:
{حَتَّىٰ إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَٰذَا قَالُوا بَلَىٰ وَلَٰكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ ﴿٧١﴾ قِيلَ ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ ﴿٧٢﴾} صدق الله العظيم.

وكذلك أصحاب الجنّة يساقون صوب الجنّة زمراً جماعات، ولكنّ عقيدة الباطل التي يعتقدها المسلمون بمكرٍ من اليهود تقول أنّ الناس يساقون أجمعين صوب نار جهنم فيسلكون الصراط المُستقيم جميعاً على نار جهنم فأصحاب النار يسقطون! أفلا ترون بأنّ بين هذه العقيدة المنكرة وبين الآيات المُحكمات البيّنات اختلافاً كثيراً؟ ولكنّكم ستجدون هذه العقيدة المنكرة تتشابه مع ظاهر آيات أُخر لا تزال بحاجة إلى تأويل كمثال قول الله تعالى:
{وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَىٰ رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا ﴿٧١﴾ ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا ﴿٧٢﴾} صدق الله العظيم [مريم].

ومن ثم تجدون الحديث المُفترى المدسوس بخبث قد تشابه مع ظاهر هذه الآية وذلك لكي تظنّوا بأنّ هذا الحديث جاء بياناً لها عن محمد رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم، وإليكم الحديث المفترى والذي يشابه هذه الآية في ظاهرها:
[ قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَرِد النَّاس النَّار ثُمَّ يَصْدُرُونَ مِنْهَا بِأَعْمَالِهِمْ فَمِنْهُمْ كَلَمْحِ الْبَصَر ثُمَّ كَالرِّيحِ ثُمَّ كَحُضْرِ الْفَرَس ثُمَّ كَالرَّاكِبِ الْمُجِدّ فِي رَحْله ثُمَّ كَشَدِّ الرَّجُل فِي مَشَيْته]، وكذب أعداء الله، وما كان لمحمدٍ رسول الله أن ينطق بحديثٍ يخالف القرآن المحكم البيّن في هذا الشأن، أفلا تعقلون؟

ولكنّي المهديّ المنتظَر الحقّ حقيق لا أقول على الله ورسوله غير الحقّ أفتيكم في تأويل هذه الآية المتشابهة مع حديث الفتنة المدسوس وأبيّن لكم حقيقة الورود في هذا الموضع وأفصِّله من القرآن تفصيلاً، فأمّا الورود في هذا الموضع فلا يقصد به الدخول وإن ظننتم أنّه الدخول فسوف تكون لَكُم الآيات المحكمات لعقيدة المنكر لبالمرصاد فتجدونها تنفي ذلك جملةً وتفصيلاً.

إذاً ما هو الورود المقصود في هذه الآية؟ وإليكم الفتوى بأنَّه الوصول إلى الساحة لرؤية جهنّم لِمَن يرى من الناس أجمعين، فبشكل عامٍ يرونها أجمعون لكي يحمد اللهَ أهلُ الجنّة إذ نجّاهم من هذه النار التي تلظّى لا يصلاها إلا الأشقى، وأما أصحابها فسوف ينزع الرُّعبُ منهم أفئدتَهم؛ نزّاعة للشوى تدعو من أدبر وتولّى. فالورود إلى ساحة جهنّم شاملٌ للناس أجمعين؛ فبُرِّزت الجحيم لِمَن يرى بشكلٍ عامٍّ
تصديقاً لقول الله تعالى:
{لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ ﴿٦﴾ ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ ﴿٧﴾} صدق الله العظيم [التكاثر]، ومن ثم يتفرّقون من بعد الحشر للناس أجمعين إلى ساحة جهنم ثم يتفرّقون تصديقاً لقول الله تعالى: {وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَتَفَرَّقُونَ ﴿١٤﴾ فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ ﴿١٥﴾ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَلِقَاءِ الْآخِرَةِ فَأُولَٰئِكَ فِي الْعَذَابِ مُحْضَرُونَ ﴿١٦﴾} صدق الله العظيم [الروم].

إذاً الورود المقصود في هذه الآية مَثَلُه كمثل ورود موسى عليه الصلاة والسلام إلى ماء مدين، ولكنّكم تعلمون بأنّه لم يدخل إلى ماء مدين؛ بل وَرَد إليه؛ أي: وصل إلى ساحة بئر مدين، وقال الله تعالى:
{وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِّنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِن دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ تَذُودَانِ ۖ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا ۖ قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّىٰ يُصْدِرَ الرِّعَاءُ ۖ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ ﴿٢٣} صدق الله العظيم [القصص]. وليس هذا قياساً؛ بل لفهم أنواع الورود في القرآن العظيم.

ويا معشر علماء الأمَّة الإسلاميّة أقسم لكم بالله العلي العظيم البرّ الرحيم لئن آمنتم بالقرآن العظيم (أن نحتكم إلى آياته المُحكَمات الواضحات البيِّنات) لأُلْجِمَنَّكُم بالحقّ إلجاماً وأخرس ألسنة الممترين بالباطل وأغربل جميع الأحاديث النَّبويّة في سنة محمدٍ رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم، فأدافع عن سُنّة جدّي بكل ما آتاني الله من العلم فأجعلها مع القرآن العظيم فوق رأسي وأجعل الأحاديث المُفتراة تحت قدمي فأفركها بنعلي، فإن كنتم ترَونَني على ضلالٍ فاغلبوني بعلمٍ وسلطانٍ هو أهدى من سلطاني إن كنتم صادقين، وإن كنتم ترونَني على الحقّ ومن ثمّ تصمتون فإنّ عليكم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين.

ولربما يودّ أحد الباحثين عن الحقيقة أن يقاطعني فيقول: "كيف تلعن علماء الأمَّة؟". فأقول له: إنّما ألعن من تبيّن له أنّي أدعو إلى الحقّ وأهدي إلى صراط مستقيم ومن ثمّ يصمت عن الاعتراف بالحقّ بعد ما تبيّن له الحقّ، فإذاً هو شيطانٌ أخرس يستحق لعنة الله وغضبه، وأمّا إذا كان من أولياء الله فسوف يكون مع الحقّ ولا يخشى في الله لومة لائم، ولكنّي أعلم أنّهم ليسوا مكذّبين بشأني؛ بل لا يوقنون، ومن ثمّ أقول لهم: صدق ربّي بأنّ الناس كانوا بآياته لا يوقنون:
{أَنَّ ٱلنَّاسَ كَانُوا۟ بِـَٔايَٰتِنَا لَا يُوقِنُونَ} [سورة النمل: 82]، حتى المسلمين في زمن ظهور المهديّ بآيات ربّهم لا يوقنون، إلا من رحم ربّي فصدّق بآيات ربّه في زمن الحوار من قبل الظهور بعذابٍ أليمٍ من جرّاء مرور الكوكب العاشر والسابع من بعد أرضكم ولكنّكم قومٌ تجهلون: {وَلِنُبَيِّنَهُ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ﴿١٠٥} صدق الله العظيم[الأنعام].

صاحب علم الكتاب المهديّ المنتظَر الناصر لمحمدٍ رسول الله والقرآن العظيم؛ الإمام ناصر محمد اليماني .
_____________________

آخر تحديث: يوم أمس 07:30 PM
7

{ فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ } ..


- 7 -

الإمام ناصر محمد اليماني
04 - 02 - 1429 هـ
12 - 02 - 2008 مـ
01:22 صباحاً
ـــــــــــــــــــ


{ فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ } ..


بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جميع الأنبياء والمرسلين من أوّلهم إلى خاتم مسكهم محمدٍ رسول الله صلّى عليهم وآلهم الطيبين أجمعين، ولا أفرّق بين أحدٍ من رُسله وأنا من المُسلمين، وبعد..

إلى أخي الكريم طالب العالم وإلى إخواني جميع عُلماء المُسلمين وإلى إخواني جميع الأمّة الإسلاميّة، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته. وأكرر لكم التعريف بشأني؛ إنّي أنا المهديّ المنتظَر ابتعثني الله لأهديكم إلى الصراط المُستقيم والناس أجمعين، وكذلك لتوحيد شمل المُسلمين وأحكم بين عُلماء المُسلمين في جميع ما كانوا فيه يختلفون بعد أن خالفوا أمر ربهم الصادر إليهم في محكم القرآن العظيم في قوله تعالى:
{أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّ‌قُوا فِيهِ} صدق الله العظيم [الشورى:13].

وكذلك نهاكم الله يا معشر علماء المُسلمين وأتباعهم أن تكونوا كمثل أهل الكتاب فتفرّقوا دينكم شيعاً، فتجدون أمر الله الصادر في محكم كتابه في قوله تعالى:
{فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (30) مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (31) مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ (32)} صدق الله العظيم [الروم].

وكذلك أمر الله الصادر في قوله تعالى:
{شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّىٰ بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَىٰ ۖ أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ ۚ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ ۚ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ ﴿١٣﴾} صدق الله العظيم [الشورى].

وكذلك في قوله تعالى:
{انَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (159)} صدق الله العظيم [الأنعام].

وكذلك أمر الله الصادر في محكم كتابه في قوله تعالى:
{وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّـهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّ‌قُوا وَاذْكُرُ‌وا نِعْمَتَ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَ‌ةٍ مِّنَ النَّارِ‌ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّـهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} صدق الله العظيم [آل عمران:103].

وكذلك أمر الله الصادر في محكم كتابه في قوله تعالى:
{وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِ‌يحُكُمْ} صدق الله العظيم [الأنفال:46].

ولكنكم يا معشر علماء الأمّة وأتباعهم خالفتم جميع أوامر ربكم المكررة في هذه الآيات المحكمات فتنازعتم وفشلتم وذهبت ريحكم كما هو حالكم الآن مستضعفين فذهب عزّكم إلى أعدائكم نظراً لمخالفتكم لأمر ربكم وقد وعدكم الله بأنه إذا خالفتم أمره بأنكم سوف تفشلون وتذهب ريحكم كما هو حالكم الآن، فلا تستطيعون أن تنكروا بأنكم تنازعتم فتفرقتم وفشلتم فذهبت ريحكم.

وابتعثني الله فضلاً من لدنه ورحمةً لكم لأنقذكم من فتنة المسيح الدجال وأحكم بينكم في جميع ما كنتم فيه تختلفون لجمع شملكم ولتوحيد صفّكم، فيتمّ بعبده نوره على العالمين لتكون كلمةُ الله هي العليا، فيعزّكم الله بعبده، والعزّة لله جميعاً، فأيَّدني بتصريح الاصطفاء للخلافة والقيادة عليكم فأيّدني بالتصريح فزادني عليكم بسطةً في العلم لأحكم بينكم في جميع ما كنتم فيه تختلفون وأهديكم إلى صراطٍ ــــــــ مُستقيم، مُعتصماً بكتاب الله وسنة رسوله وكافراً بما خالف من السّنة لأمّ الكتاب في آياته المُحكمات والتي جعلهنَّ الله الأساس للعقيدة الإسلاميّة الحنيفيّة ملّة إبراهيم ومن قبله ومن بعده لجميع الأنبياء والمُرسلين.

وأما سبب كفري لما خالف من السُّنة للقرآن المحكم وذلك لأنّي أعلم أنها سنةٌ مدسوسةٌ من الشيطان الرجيم ليردوكم هو وأولياؤه من شيطان البشر فيفتنوكم فيردّوكم من بعد إيمانكم كافرين بآيات الله المُحكمات في القرآن العظيم والتي جعلهنَّ الله أمّ الكتاب فصدّكم صحابةُ رسول الله ظاهر الأمر عن القرآن العظيم كما نبأكم الله بذلك بأنها جاءت طائفةٌ من اليهود فأعلنوا إسلامهم ليكونوا من صحابة رسول الله ظاهر الأمر فيكونوا من رواة الحديث ليصدّوكم عن سبيل الله عن طريق السُّنة المحمديّة بأحاديثَ غير التي يقولها عليه الصلاة والسلام؛ بل مخالفة لكتاب الله وسنّة رسوله صلّى الله عليه وآله وسلم جملةً وتفصيلاً بل اختلافاً كثيراً، وقد بيَّن الله لكم هذا المكر اليهودي في القرآن العظيم في قوله تعالى:
{إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ (1) اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (2)} صدق الله العظيم [المنافقون:2].

ومن ثم بيَّن الله لكم كيفية صدّهم عن سبيل الله بأنه ليس بالسيف بل بأحاديث لم يقلها عليه الصلاة والسلام فبيَّن الله ذلك المكر لكم في القرآن العظيم في محكم كتابه في قول الله تعالى:
{وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِنْدِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ ۖ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ ۖ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا﴿٨٢﴾} صدق الله العظيم [النساء].

فتجدون قول الله الموجَّه إلى علماء الأمّة خاصة:
{أَفَلَا يَتَدَبَّرُ‌ونَ الْقُرْ‌آنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ‌ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كثيراً} صدق الله العظيم [النساء].

وهذه الآية جاءت تأكيدَ الأمر لقول الله تعالى:
{وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّـهِ ذَٰلِكُمُ اللَّـهُ رَ‌بِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ} صدق الله العظيم [الشورى:10]؛ بمعنى أنّه ما اختلفتم فيه من شيء في السُّنة بأن تردّوا حكمه إلى الله في القرآن العظيم يستنبطه أولي الأمر منكم من القرآن العظيم فتجدون بين قول الله في القرآن العظيم وبين هذا القول في سنة محمدٍ رسول الله اختلافاً كثيراً ومن ثم تعلمون بأنّ هذا الحديث السُني من عند غير الله ورسوله، وذلك لأنّ السنة هي كذلك جاءت من عند الله كما جاء القرآن من عنده سبحانه، وهذه الآية كذلك جعلها الله برهان للحديث الحقّ عن محمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: [ألا و اني أوتيت القرآن و مثله معه]. صدق محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم؛ بل سُنَّة محمد رسول الله جاءت للبيان فتزيد القرآن توضيحاً للمسلمين؛ ألا وإنّ البيان من عند الله سبحانه وتعالى. تصديقاً لقول الله الحق في محكم كتابه: {فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ (18) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ (19)} صدق الله العظيم [القيامة].

وأنا المهديّ المنتظَر خليفة الله على البشر الإمام الثاني عشر من آل البيت المُطهر؛ مُستمسكٌ بكتاب الله وسنّة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم، وكافرٌ بالسُّنّة اليهوديّة المدسوسة في سنّة محمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ولم آتِكم للدفاع عن القرآن فهو محفوظٌ من التحريف إلى يوم الدين؛ بل جئتكم للدفاع عن سنّة محمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأُبيّن لكم السُّنّة اليهوديّة المدسوسة فيها فأكذِّبها بقول الله مُباشرةً من القرآن العظيم وذلك لأنّ الله أيّدني بالبيان للقرآن وذلك لكي أسند الحديث الحقّ مباشرةً إلى القرآن العظيم غير إنّي لا أشتم الذين قيل عنهم إنّهم من صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وهل تدرون لماذا؟ وذلك لأنّ المفترين قد يسندوه إلى الصحابة الحقّ وهم بَراء من روايته كبراءة الذئب من دم يوسف، وذلك مكر من المنافقين. فإن بيّنتُ لكم حديثاً كان مفترًى على محمدٍ رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - فاستنبطتُ لكم برهان تكذيبه من قول الله برغم أنّ ذلك الحديث مرويٌّ عن بعض الصحابة الأبرار، فأحذِّركم أن تسبّوهم شيئاً فمن سبَّهم فهو آثمٌ قلبه، فهل سمعه منهم حتى يعلم علم اليقين فيشتمهم؟ فما يدريكم بأنّ المنافقين هم المفترون على الله ورسوله؟ وذلك لأنّ الحديث لو جاء مرويّاً عن الصحابي اليهوديّ فلان وعن الصحابي اليهوديّ فلان عن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - لما استطاعوا أن يُضِلّوا الأمّة عن الصراط المستقيم؛ بل كانوا يسندوه إليهم كذباً، غير إنّ في الصحابة سمَّاعون لهم ويظنّونهم لا يكذّبون! وكذلك يأخذ عنهم السمّاعون لهم من بعض المسلمين. فوردت إليكم يا معشر علماء الأمّة الإسلاميّة أحاديث تخالف حديث الله في القرآن العظيم جملةً وتفصيلاً، ولا أقول بأنّها تخالف الآيات المتشابهات في اللغة معهن بل تخالف الآيات المحكمات التي جعلهنَّ الله أمّ الكتاب لا يزيغ عنهنّ إلا هالكٌ في قلبه زيغٌ عن الحقّ الواضح والبيِّن ابتغاء تأويل الآيات المتشابهات من القرآن مع ذلك الحديث المُفترى بمكرٍ خبيثٍ فجعلوه يتشابه مع ظاهرهن ليزعم الذين في قلوبهم زيغٌ عن المحكم بأنّ هذا الحديث جاء بياناً لتلك الآية والتي لا تزال بحاجة إلى التأويل! وقد اتّبعتم المُتشابه يا معشر علماء الأمّة وتركتم المُحكم الواضح والبيّن وهُن أمّ الكتاب، أفلا تتقون؟

وقد وجدتُ طالب العلم يقول بأنّه سوف يدعونني للمُباهلة إنْ لم أتّبع الملّة اليهوديّة المُفتراة في سنّة محمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم، وردّي عليه هو: يا طالب العلم ويا معشر جميع علماء الأمّة على مختلف فرقهم ومذاهبهم، إن كنتم تؤمنون بالقرآن العظيم فلمَ المبُاهلة ما دمتم تؤمنون بالقرآن العظيم؟ فتعالوا إلى حكم الله في القرآن فيما خالفه من السُّنة المحمديّة. ولربّما يودّ أحدكم أن يقول: "إنه لا يعلم تأويل القرآن إلا الله وكفانا ما وجدنا عليه السلف الصالح من قبلنا"، ومن ثم يردّ عليه ناصراليماني فأقول: لقد قلتَ إن القرآن لا يعلم تأويله إلا الله وجعلتَ القرآن كُله غير مفهومٍ ولا يعلم تأويله إلا الله! فهل عندك سُلطان بهذا أم تقول على الله ما لا تعلم؟ ولكنّ الله يقول إن القرآن تنقسم آياته إلى قرآنٍ محكمٍ واضحٍ بيِّن للعالِم والجاهل لا يزوغ عنهنّ إلا هالكٌ فيتّبع آياتٍ أخرى في القرآن العظيم لا يعلم تأويلهنّ إلا الله، ولأنهنّ لا يزلن بحاجة إلى التأويل وتوضيح المقصود فيهن فاستغلّ اليهود تلك الآيات المتشابهات لغوياً فدسّوا أحاديث تتشابه مع تشابهن اللغوي في ظاهرهن، وكذلك استغلوا الحديث الحقّ عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
[ما تشابه مع القرآن فهو مني]. صدق محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم.

فهذا الحديث سنده من القرآن هو قوله تعالى:
{وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَ‌زُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ‌ الَّذِي تَقُولُ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِ‌ضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا} صدق الله العظيم [النساء:81]؛ بمعنى إنّه إذا كان هذا الحديث النّبويّ من عند غير الله فسوف نجد بينه وبين حديث الله في القرآن العظيم اختلافاً كثيراً، ولذلك قال محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم: [ما تشابه مع القرآن فهو مني]؛ بمعنى أنّه ما اختلف مع القرآن فهو ليس منهُ عليه الصلاة والسلام، ولكن للأسف حتى هذا الحديث الواضح والبيّن لم يفهمه علماء الأمّة ومنهم من يطعن فيه إنّه ليس عن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- الذي لا ينطق عن الهوى عليه الصلاة والسلام؛ بل يوحى إليه القرآن العظيم والسّنة المُهداة.

ولسوف أبيّن لكم يا معشر علماء الأمّة المقصود من حديث محمدٍ رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - بقوله عليه الصلاة والسلام وآله:
[ما تشابه مع القرآن فهو مني]؛ فهو لا يقصد أن تقوموا بتطبيقه مع ظاهر الآيات المتشابهة؛ بل يقصد أن تقوموا بتطبيق المقارنة بين هذا الحديث النّبويّ وبين الآيات المحكمات الواضحات البيّنات، فإذا لم يخالف العقائد التي جاءت فيهنّ فهو عن محمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. وعلى سبيل المثال الحديث المُفترى عنه عليه الصلاة والسلام وعن أبي هريرة؛ وأظنّهُ بريئاً من روايته إنّه قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم:
[إنكم سترون ربكم يوم القيامة كما ترون البدر جليا لا تضامون في رؤيته]
فإذا قمتم يا معشر علماء الأمّة بتطبيقه على المتشابه في القرآن فسوف تجدون وكأنّ هذا الحديث جاء تأكيداً بلا شكّ أو ريب إذ ترونه مطابقاً لقوله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ ﴿٢٢﴾إِلَىٰ رَبِّهَا نَاظِرَةٌ ﴿٢٣﴾} صدق الله العظيم [القيامة].

ولكنّ الله يقصد منتظرة إلى رحمته تعالى التي كتب على نفسه. تصديقاً لقول الله تعالى:
{قُل لِّمَن مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْ‌ضِ قُل لِّلَّـهِ كَتَبَ عَلَىٰ نَفْسِهِ الرَّ‌حْمَةَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَا رَ‌يْبَ فِيهِ الَّذِينَ خَسِرُ‌وا أَنفُسَهُمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:12].

ولكن يا معشر علماء الأمّة إذا رجعتم لتطبيق هذا الحديث مع المحكم من القرآن فسوف تجدون بأنّ بينه وبين هذا الحديث اختلافاً كثيراً؛ بل سوف تجدون النفي الذي لا يحتمل الشكّ، ومن ثم تعلمون بأنّ هذا الحديث موضوعٌ ليتشابه مع هذه الآية المتشابهة لغويّاً وأنّه ليس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنه قال:
[ما تشابه مع القرآن فهو مني]؛ فكيف إنّه يتشابه مع آيةٍ لا تزال بحاجة إلى تأويل ومن ثم يكون مخالفاً للمحكم والواضح والبيّن في هذا الشأن؛ في شأن عقيدة المسلم؟! ومن ثم تخرجون بنتيجةٍ أنّ هذا الحديث لم يكن عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم نظراً لأنّه خالف الآيات المُحكمات في هذا الشأن، ولا ينبغي لأحاديث البيان للمُتشابه من القرآن أن تأتي مخالفةً للقرآن المحكم الواضح والبيّن واللاتي جعلهنّ الله هنّ أم الكتاب.

ويا معشر علماء الأمّة الإسلاميّة، إنّما أدافع عن سنّة محمدٍ رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - الحقّ، فهي لم تختفِ بل موجودةٌ بين أيديكم كما القرآن بين أيديكم ولكن المفترين من اليهود دسّوا لكم أحاديثَ تخالف لأحاديث السُّنة الحقّ في هذا الشأن وكذلك تخالف للآيات المحكمات البيان أمّ الكتاب في القرآن العظيم وأصل العقيدة للمسلم.

وبعد أن بيّنا لكم حكم القرآن في هذا الشأن تعالوا لنطبق الأحاديث في السُّنة المحمديّة عليه الصلاة والسلام شرط أن يتمّ التطبيق لهذه الأحاديث مع الآيات المحكمات الواضحات البيّنات والتي جعلهنّ الله أمّ الكتاب في هذا الشأن، ولئن أبيتُم إلا تطبيقه مع المتشابهة واللاتي لا تزال بحاجة إلى تأويل فقد هلكتم لئن فعلتم وذلك لأنّكم تركتم الآيات المحكمات في هذا الشأن واتّبعتم المُتشابه، وإنّ في قلوبكم زيغٌ عن الحقّ لئن اتّبعتم الآيات المتشابهات في القرآن العظيم وتركتم الآيات المُحكمات الواضحات البينات.

فتعالوا لننظر سويا في سُنّة محمدٍ رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - لكي ننظر هل السُّنّة الحقّ تخالف لحكم الإمام ناصر اليماني من القرآن في شأن الرؤية لله سبحانه؟ وحتماً بلا شكٍّ أو ريبٍ سوف نجد أنّ بين الأحاديث الواردة في هذا الشأن اختلافاً كثيراً فيما بينها، وذلك لأنّ الحقّ منها سوف تجدونه ينطبق مع المحكم تماماً، ولكنّكم سوف تجدون هذا الحديث الحقّ متخالفٌ مع الآيات المتشابهة مع أحاديث أخرى وهي الموضوعة في هذا الشأن، بمعنى أنّنا سوف نجد الحديث الحقّ يتطابق مع المحكم ومُخالف للمتشابه في ظاهرها، وأمّا الحديث المفترى فسوف نجده مخالفاً للمُحكم (أمّ الكتاب) في هذا الشأن ولكنه يتّفق مع الآيات المتشابهات في ظاهرهنّ في هذا الشأن.

فلنذهب إلى السّنة للنظر في الأحاديث في هذا الشأن حتى يتبيّن لنا الحديث النّبويّ الحقّ الذي من عند الله ورسوله مِنَ الذي مِنْ عند غير الله ورسوله، فلنبدأ للتطبيق للتصديق للسُّنّة المحمّدية الحقّ، قال محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم مصدقاً للآيات المحكمات في شأن الرؤية قال:
[لن يرى الله أحد في الدنيا ولا في الآخرة]. صدق محمدٌ رسول الله عليه الصلاة والسلام.

وهذا الحديث الحقّ قد اتفق مع القرآن المحكم الواضح والبيّن في قول الله تعالى:
{وَلَمَّا جَاءَ مُوسَىٰ لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَ‌بُّهُ قَالَ رَ‌بِّ أَرِ‌نِي أَنظُرْ‌ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَ‌انِي وَلَـٰكِنِ انظُرْ‌ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ‌ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَ‌انِي فَلَمَّا تَجَلَّىٰ رَ‌بُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ‌ مُوسَىٰ صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ}صدق الله العلي العظيم [الأعراف:143]. {لن تراني}؛ وصدق رسوله الكريم في قوله: [لن يرى الله أحد في الدنيا ولا في الآخرة]، ولكننا نشاهد نوره سُبحانه يشعُّ من وراء حجاب الغمام فتشرق الأرض بنور ربها. تصديقاً لقول الله تعالى في محكم كتابه: {وَأَشْرَ‌قَتِ الْأَرْ‌ضُ بِنُورِ‌ رَ‌بِّهَا} صدق الله العظيم [الزمر:69].

وتصديقاً لقوله عزوجل:
{هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَالْمَلَائِكَةُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ (210)} صدق الله العظيم[البقرة]، فيأتي الحديث الحقّ عن محمدٍ رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - في شأن الرؤية، وقال عليه الصلاة والسلام: [يهبط وبينه وبين خلقه حجاب]، صدق محمدٌ رسول الله عليه الصلاة والسلام. وتصديقاً لقول الله تعالى: {وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ وَنُزِّلَ الْمَلَائِكَةُ تَنزِيلًا} صدق الله العظيم[الفرقان:25].

وتصديقاً لحديث محمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم في نفي رؤيته لربِّه ليلة الإسراء والمعراج. وقال عليه الصلاة والسلام:
[نورٌ أراه]. صدق محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم. ويتّفق هذا الحديث مع الآيات المحكمة في قوله تعالى: {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ (51)} صدق الله العظيم[الشورى].

ولكن بالله عليكم يا معشر أولي الألباب تعالوا لنتدبّر حديث الإفك والافتراء والبهتان عن الله ورسوله، غير إني لا أشتم راويهِ فتدبّروا هذا الحديث الذي يرفضه القرآن والسّنة والعقل والنقل جملةً وتفصيلاً، وقالوا إنّه قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
[قال أناس: يا رسول الله! هل نرى ربنا يوم القيامة؟ فقال: هل تضارون في الشمس ليس دونها سحاب؟ قالوا: لا يا رسول الله! قال: هل تضارون في القمر ليلة البدر ليس دونه سحاب؟ قالوا: لا يا رسول الله! قال: فإنكم ترونه يوم القيامة كذلك؛ يجمع الله الناس فيقول: من كان يعبد شيئاً فليتبعه، فيتبع من كان يعبد الشمس الشمس، ويتبع من كان يعبد القمر القمر، ويتبع من كان يعبد الطواغيت الطواغيت، وتبقى هذه الأمة فيها منافقوها.. إلى أن قال: فيأتيهم الله في الصورة التي يعرفون، فيقول: أنا ربكم، فيقولون: أنت ربنا، فيتبعونه، ويضرب جسر جهنم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فأكون أول من يجيز، ودعاء الرسل يومئذ: اللهم سلم سلم، وبه كلاليب مثل شوك السعدان، أما رأيتم شوك السعدان؟ قالوا: بلى يا رسول الله! قال: فإنها مثل شوك السعدان، غير أنه لا يعلم قدر عظمها إلا الله، فتخطف الناس لأعمالهم، فمنهم الموبق بعمله، ومنهم المخردل ثم ينجو، حتى إذا فرغ الله من القضاء بين عباده وأراد أن يخرج من النار من أراد -أن يخرج ممن كان يشهد أن لا إله إلا الله- أمر الملائكة أن يخرجوهم فيعرفونهم بعلامة آثار السجود، وحرم على النار أن تأكل من ابن آدم أثر السجود، فيخرجونهم قد امتحشوا، فيصب عليهم ماء يقال له: ماء الحياة، فينبتون نبات الحبة في حميل السيل..]
الحديث.

فانظروا إلى شر البلية وشر البلية ما يُضحك:
[فإنكم ترونه يوم القيامة كذلك؛ يجمع الله الناس فيقول: من كان يعبد شيئاً فليتبعه، فيتبع من كان يعبد الشمس الشمس،ويتبع من كان يعبد القمر القمر، ويتبع من كان يعبد الطواغيت الطواغيت، وتبقى هذه الأمة في منافقوها إلى أن قال: فيأتيهم الله في الصورة التي يعرفون، فيقول: أنا ربكم، فيقولون: أنت ربنا، فيتبعونه ]
فبالله عليكم كيف يتّبعون الله؟ لعبادة من وإلى أين يتبعونه؟ فهل جعلتم الله فاطر السماوات والأرض إنساناً يمشي وأتباعه يمشون وراءه؟ أفلا تعقلون! وتالله لا يتّبعون إلا المسيح الدجال في الدُنيا؛ يقول: "اتّبعوني لأدخلكم جنتي". بل كيف قولهم أنّهم يرون الله يوم القيامة، ثم يقول المفتري إنّ الله يجمع الناس ثم يقول:
[من كان يعبد شيئاً فليتبعه، فيتبع من كان يعبد الشمس الشمس، ويتبع من كان يعبد القمر القمر، ويتبع من كان يعبد الطواغيت الطواغيت، وتبقى هذه الأمة فيها منافقوها..إلى أن قال: فيأتيهم الله في الصورة التي يعرفون]
وهل يعرفون الله من قبل حتى إذا شاهدوا صورته فيعرفونه؟ أفلا تعقلون! فهل إلى هذا الحدّ لا تستخدمون عقولكم يا معشر المُصدِّقين لهذا الافتراء الذي يخالف كتاب الله وسنّة رسوله جملةً وتفصيلاً؟

فهل تريد أن تباهلني يا طالب العلم على هذا الحديث المفترى فتنال لعنة الله بحقّ وحقيقة؟ ولكني والله العلي العظيم لا أريد ربي الله أن يلعنك، فلا تفعل، ولاتجبر المهديّ المنتظَر أن يجيبك إلى المباهلة، وأقسم بالله العلي العظيم إنّك يا رجل تطلب المباهلة من المهديّ المنتظَر الحق، والعجيب في أمرك إنّك تقول أنّك تتّبع كتاب الله وسنّة رسوله، وها أنا ذا آتيك بالآيات المحكمات من كتاب الله، فلا تتّبعهن وتصفني بأنّي على ضلالٍ وإنّك على الحقّ، فهل أنت رجُلٌ رشيد؟ فإني أخوِّفك بالقرآن، فهل تخاف وعيد؟

وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين ..
أخوكم؛ الإمام ناصر محمد اليماني.
__________________

آخر تحديث: 09-04-2021 12:04 PM
8

ولا يأتونك بمثلٍ إلا جئناك بالحقّ وأحسن تفسيراً..


- 8 -

الإمام ناصر محمد اليماني
06 - 02 - 1429 هـ
14 - 02 - 2008 مـ
11:54 مساءً
ـــــــــــــــــــــ



ولا يأتونك بمثلٍ إلا جئناك بالحقّ وأحسن تفسيراً ..

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جميع الأنبياء والمُرسلين وآلهم الطيبين الطاهرين وعلى التابعين لهم بالحقّ من جميع المؤمنين في الأوّلين وفي الآخرين وفي الملأ الأعلى إلى يوم الدين، وبعد..

إلى طالب العلم وإلى جميع علماء الأمّة الإسلاميّة على جميع مذاهبهم وفرقهم، لقد طلبني أحدكم للمُباهلة..
(( وأنا المهديّ المنتظَر الحقّ الإمام الناصر لمُحمد رسول الله والقرآن العظيم ناصر مُحمد اليماني إلى الله أبتهل بحقّ أسمائه الحُسنى وصفاته العُلى وبحقّ لا إله إلا هو وحده لا شريك له إن لم أكن المهديّ المنتظَر الحقّ من ربكم فإنّ عليَّ لعنة الله ولعنة ملائكته والناس أجمعين كما لُعِنَ إبليس إلى يوم الدين، وإنْ كنتُ المهديّ المنتظَر الحقّ وطالب العلم يُكذب بالحقّ من ربّه فأقول :
اللهم أسألك بحقّ لا إله إلا أنت وبحقّ رحمتك التي كتبت على نفسك وبحقّ عظيم نعيم رضوان نفسك أن تغفر له ولجميع عُلماء المسلمين ولجميع المُسلمين فأنهم لا يعلمون أنّي المهديّ المنتظَر الحقّ من ربهم ولو علموا بأني الحقّ من ربهم لاتَّبعوا الحقّ أجمعين، وأناديك ربي بما ناداك به من قبل خليلك إبراهيم فمن تبعني فإنه مني ومن عصاني فإنك غفورٌ رحيمٌ فلا تمسسه بسوء من أجلي حتى تهديه إلى صراطك المُستقيم، إنك أرحم بعبادك من عبدك ووعدك الحقّ وأنت أرحم الراحمين)).

ويا أخي الكريم المُحترم طالب العلم إنك جُزء من تحقيق غايتي ولن أفرّط فيك أبداً وأريد أن تنال رضوان الله لا سخطه يا أخي في الله، وذلك لأني أعلم إنّما لعنة الله تغشى الذين لو يعلمون علم اليقين أني أنا المهديّ المنتظَر الحقّ من ربهم ومن ثم يكذبون الحقّ لأنهم يعلمون أنه الحقّ من ربهم وهم للحقّ كارهون، ولستَ منهم يا طالب العلم ولكنك من الذين لا يعلمون، ولو علمتَ أنّي الحقّ من ربّ العالمين لكنتَ من السابقين الأخيار بالتصديق.

ولكن يا أخي الكريم إليك خطابي أمانةً في عنقك وفي عنق جميع الذين اطَّلعوا عليه من عالم الإنترنت المُسلمين ذكرهم والأنثى أن يُبلّغوه إلى جميع مواقع المُفتين في جميع الأقطار الإسلاميّة ليتدبّروا هذا البيان المُفصّل من الإمام ناصر محمد اليماني فإن يروني على الحقّ وأهدي إلى صراطٍ ـــــــــ مُستقيمٍ فليعترفوا بشأني حتى أظهر لهم للمُبايعة عند الركن اليماني ولا ينبغي لي الظهور للمُبايعة من قبل التصديق، وكيف تُصدقوا من قبل الحوار؟ بل الحوار ثم التصديق ثم الظهور عند البيت العتيق إن كنتم تعقلون، فإني أخاطبكم بمنطق العقل وأحاجكم من الكتاب وليتذكّر أولي الألباب.

ويا معشر عُلماء المُسلمين، إنّ المسلمين لفي أعناقكم فإن صدّقتم صدّقوا وإن كذّبتم كذّبوا إلا قليلاً. ويا معشر علماء الأمّة الإسلاميّة؛ لقد سبقني وفي عهدي مهديّون اعترتهم مسوس الشياطين، وبين الحين والآخر يظهر لكم من يدّعي المهديّة بسبب وسوسة شيطانٍ رجيمٍ فيجعله يظنّ أنه هو المهديّ المُنتظَر وهو مريضٌ يوسوس له شيطانٌ رجيمٌ، وما كان وحياً من الرحمن بل وسوسة شيطانٍ فيوسوس لبعضهم أنه روح مُحمدٍ رسول الله أنزلها الله في جسد المُدّعي للمهديّة وأنّ ذلك من علم الانتقال للأرواح! وأنّ روح مُحمدٍ رسول الله أعادها الله إلى جسده، وأنّ ذلك تصديقاً لقول الله تعالى:
{إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَىٰ مَعَادٍ} صدق الله العظيم [القصص:85]، ويأمرهم الشيطان عن طريق الوسوسة أن يقولوا على الله ما لا يعلمون فيتّبعون الظنّ الذي لا يُغني من الحقّ شيئاً ليرى الآخرون أنهم يجادلون من القرآن، ولكن إذا تدبّروا ما يقولون فسوف يجدون جميع أقوالهم باطلة ما أنزل الله بها من سُلطان.

وقد ملَّ المُسلمون هذا المكر الخبيث من الشياطين عن طريق الممسوسين، وتعوَّد المُسلمون على هذه الدعوة بالمهديّة بغير الحقّ منذ أكثر من ألف سنة وذلك مكرٌ من الشياطين حتى إذا جاءكم المهديّ المنتظَر الحقّ من ربكم لا تعيرون له أيّ اهتمامٍ فتقولون: "قد سمعنا كثيرين يدّعون المهديّة وهذا المدّعي الجديد مثله مثلهم"، وأقسم بالله العلي العظيم أنّي المهديّ المنتظَر الحقّ وأن ليس مثلي مثلهم وبيني وبينهم كالفرق بين الحقّ والباطل وسُلطان العلم هو الحكم بيني وبينهم؛ ذلك لأنهم مرضى ولا يعلمون ويقولون على الله بالظنّ الذي لا يغني من الحقّ شيئاً.

ويا معشر علماء الأمّة الإسلاميّة، إنّي أنا المهديّ المنتظَر الحقّ من ربكم وأستحلفكم بالله العلي العظيم أن تذودوا عن حياض الدين إن كنتم تروني على ضلالٍ مبين، فإذا كان المدعو ناصر مُحمد اليماني على ضلالٍ مُبينٍ كما يرى طالب العلم فإن أمري خطير جداً جداً على الإسلام والمُسلمين، وهل تدرون لماذا؟ وذلك لأني أنكر بعض العقائد في الدين الإسلامي الحنيف فأكذبها وأكفر بها كفراً شديد، وأفتي المُسلمين بأنّ هذه العقائد التي أنكرتها أنه لم يُنزّل الله بها من سُلطان لا في كتاب الله ولا سنّة رسوله - صلى الله عليه وآله وسلم - وأنها دُسّت في سنّة مُحمدٍ رسول الله من قبل شياطين اليهود المُسلمين ظاهر الأمر.

ولكن يا معشر علماء الأمّة الإسلاميّة عليكم أن تعلموا علم اليقين بأني لا أنتمي إلى أيِّ مذهبٍ أو فرقةٍ منكم فأنكر على جميع المُسلمين تفرّقهم إلى فرقٍ وأحزابٍ؛ حتى تسبّبوا في فشل المُسلمين فذهبتْ ريحهم وذهب عزّهم إلى أعدائهم.
وأكرر لكم التعريف بشأني؛ إنّي أنا المهديّ المنتظَر ابتعثني الله لأهديكم إلى الصراط المُستقيم والناس أجمعين، وكذلك لتوحيد شمل المُسلمين وأحكم بين عُلماء المُسلمين في جميع ما كانوا فيه يختلفون بعد أن خالفوا أمر ربهم الصادر إليهم في محكم القرآن العظيم في قوله تعالى: {أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّ‌قُوا فِيهِ} صدق الله العظيم [الشورى:13].

وكذلك نهاكم الله يا معشر علماء المُسلمين وأتباعهم أن تكونوا كمثل أهل الكتاب فتفرّقوا دينكم شيعاً، فتجدون أمر الله الصادر في محكم كتابه في قوله تعالى:
{فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (30) مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (31) مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ (32)} صدق الله العظيم [الروم].

وكذلك أمر الله الصادر في قوله تعالى:
{شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّىٰ بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَىٰ ۖ أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ ۚ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ ۚ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ ﴿١٣﴾} صدق الله العظيم [الشورى].

وكذلك في قوله تعالى:
{انَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (159)} صدق الله العظيم [الأنعام].

وكذلك أمر الله الصادر في محكم كتابه في قوله تعالى:
{وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّـهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّ‌قُوا وَاذْكُرُ‌وا نِعْمَتَ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَ‌ةٍ مِّنَ النَّارِ‌ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّـهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} صدق الله العظيم [آل عمران:103].

وكذلك أمر الله الصادر في محكم كتابه في قوله تعالى:
{وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِ‌يحُكُمْ} صدق الله العظيم [الأنفال:46].

ولكنكم يا معشر علماء الأمّة وأتباعهم خالفتم جميع أوامر ربكم المكررة في هذه الآيات المحكمات فتنازعتم وفشلتم وذهبت ريحكم كما هو حالكم الآن مستضعفين فذهب عزّكم إلى أعدائكم نظراً لمخالفتكم لأمر ربكم وقد وعدكم الله بأنه إذا خالفتم أمره بأنكم سوف تفشلون وتذهب ريحكم كما هو حالكم الآن، فلا تستطيعون أن تنكروا بأنكم تنازعتم فتفرقتم وفشلتم فذهبت ريحكم.

وابتعثني الله فضلاً من لدنه ورحمةً لكم لأنقذكم من فتنة المسيح الدجال وأحكم بينكم في جميع ما كنتم فيه تختلفون لجمع شملكم ولتوحيد صفّكم، فيتمّ بعبده نوره على العالمين لتكون كلمةُ الله هي العليا، فيعزّكم الله بعبده، والعزّة لله جميعاً، فأيَّدني بتصريح الاصطفاء للخلافة والقيادة عليكم فأيّدني بالتصريح فزادني عليكم بسطةً في العلم لأحكم بينكم في جميع ما كنتم فيه تختلفون وأهديكم إلى صراطٍ ــــــــ مُستقيم، مُعتصماً بكتاب الله وسنة رسوله وكافراً بما خالف من السّنة لأمّ الكتاب في آياته المُحكمات والتي جعلهنَّ الله الأساس للعقيدة الإسلاميّة الحنيفيّة ملّة إبراهيم ومن قبله ومن بعده لجميع الأنبياء والمُرسلين.

وأما سبب كفري لما خالف من السُّنة للقرآن المحكم وذلك لأنّي أعلم أنها سنةٌ مدسوسةٌ من الشيطان الرجيم ليردوكم هو وأولياؤه من شيطان البشر فيفتنوكم فيردّوكم من بعد إيمانكم كافرين بآيات الله المُحكمات في القرآن العظيم والتي جعلهنَّ الله أمّ الكتاب فصدّكم صحابةُ رسول الله ظاهر الأمر عن القرآن العظيم كما نبأكم الله بذلك بأنها جاءت طائفةٌ من اليهود فأعلنوا إسلامهم ليكونوا من صحابة رسول الله ظاهر الأمر فيكونوا من رواة الحديث ليصدّوكم عن سبيل الله عن طريق السُّنة المحمديّة بأحاديثَ غير التي يقولها عليه الصلاة والسلام؛ بل مخالفة لكتاب الله وسنّة رسوله صلّى الله عليه وآله وسلم جملةً وتفصيلاً بل اختلافاً كثيراً، وقد بيَّن الله لكم هذا المكر اليهودي في القرآن العظيم في قوله تعالى:
{إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ (1) اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (2)} صدق الله العظيم [المنافقون:2].

ومن ثم بيَّن الله لكم كيفية صدّهم عن سبيل الله بأنه ليس بالسيف بل بأحاديث لم يقلها عليه الصلاة والسلام فبيَّن الله ذلك المكر لكم في القرآن العظيم في محكم كتابه في قول الله تعالى:
{وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِنْدِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ ۖ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ ۖ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا﴿٨٢﴾} صدق الله العظيم [النساء].

فتجدون قول الله الموجَّه إلى علماء الأمّة خاصة:
{أَفَلَا يَتَدَبَّرُ‌ونَ الْقُرْ‌آنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ‌ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كثيراً} صدق الله العظيم [النساء].

وهذه الآية جاءت تأكيدَ الأمر لقول الله تعالى:
{وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّـهِ ذَٰلِكُمُ اللَّـهُ رَ‌بِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ} صدق الله العظيم [الشورى:10]؛ بمعنى أنّه ما اختلفتم فيه من شيء في السُّنة بأن تردّوا حكمه إلى الله في القرآن العظيم يستنبطه أولي الأمر منكم من القرآن العظيم فتجدون بين قول الله في القرآن العظيم وبين هذا القول في سنة محمدٍ رسول الله اختلافاً كثيراً ومن ثم تعلمون بأنّ هذا الحديث السُني من عند غير الله ورسوله، وذلك لأنّ السنة هي كذلك جاءت من عند الله كما جاء القرآن من عنده سبحانه، وهذه الآية كذلك جعلها الله برهان للحديث الحقّ عن محمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: [ألا و اني أوتيت القرآن و مثله معه]. صدق محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم؛ بل سُنَّة محمد رسول الله جاءت للبيان فتزيد القرآن توضيحاً للمسلمين؛ ألا وإنّ البيان من عند الله سبحانه وتعالى. تصديقاً لقول الله الحق في محكم كتابه: {فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ (18) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ (19)} صدق الله العظيم [القيامة].

وأنا المهديّ المنتظَر خليفة الله على البشر الإمام الثاني عشر من آل البيت المُطهر؛ مُستمسكٌ بكتاب الله وسنّة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم، وكافرٌ بالسُّنّة اليهوديّة المدسوسة في سنّة محمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ولم آتِكم للدفاع عن القرآن فهو محفوظٌ من التحريف إلى يوم الدين؛ بل جئتكم للدفاع عن سنّة محمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأُبيّن لكم السُّنّة اليهوديّة المدسوسة فيها فأكذِّبها بقول الله مُباشرةً من القرآن العظيم وذلك لأنّ الله أيّدني بالبيان للقرآن وذلك لكي أسند الحديث الحقّ مباشرةً إلى القرآن العظيم غير إنّي لا أشتم الذين قيل عنهم إنّهم من صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وهل تدرون لماذا؟ وذلك لأنّ المفترين قد يسندوه إلى الصحابة الحقّ وهم بَراء من روايته كبراءة الذئب من دم يوسف، وذلك مكر من المنافقين. فإن بيّنتُ لكم حديثاً كان مفترًى على محمدٍ رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - فاستنبطتُ لكم برهان تكذيبه من قول الله برغم أنّ ذلك الحديث مرويٌّ عن بعض الصحابة الأبرار، فأحذِّركم أن تسبّوهم شيئاً فمن سبَّهم فهو آثمٌ قلبه، فهل سمعه منهم حتى يعلم علم اليقين فيشتمهم؟ فما يدريكم بأنّ المنافقين هم المفترون على الله ورسوله؟ وذلك لأنّ الحديث لو جاء مرويّاً عن الصحابي اليهوديّ فلان وعن الصحابي اليهوديّ فلان عن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - لما استطاعوا أن يُضِلّوا الأمّة عن الصراط المستقيم؛ بل كانوا يسندوه إليهم كذباً، غير إنّ في الصحابة سمَّاعون لهم ويظنّونهم لا يكذّبون! وكذلك يأخذ عنهم السمّاعون لهم من بعض المسلمين. فوردت إليكم يا معشر علماء الأمّة الإسلاميّة أحاديث تخالف حديث الله في القرآن العظيم جملةً وتفصيلاً، ولا أقول بأنّها تخالف الآيات المتشابهات في اللغة معهن بل تخالف الآيات المحكمات التي جعلهنَّ الله أمّ الكتاب لا يزيغ عنهنّ إلا هالكٌ في قلبه زيغٌ عن الحقّ الواضح والبيِّن ابتغاء تأويل الآيات المتشابهات من القرآن مع ذلك الحديث المُفترى بمكرٍ خبيثٍ فجعلوه يتشابه مع ظاهرهن ليزعم الذين في قلوبهم زيغٌ عن المحكم بأنّ هذا الحديث جاء بياناً لتلك الآية والتي لا تزال بحاجة إلى التأويل! وقد اتّبعتم المُتشابه يا معشر علماء الأمّة وتركتم المُحكم الواضح والبيّن وهُن أمّ الكتاب، أفلا تتقون؟

وقد وجدتُ طالب العلم يقول بأنّه سوف يدعونني للمُباهلة إنْ لم أتّبع الملّة اليهوديّة المُفتراة في سنّة محمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم، وردّي عليه هو: يا طالب العلم ويا معشر جميع علماء الأمّة على مختلف فرقهم ومذاهبهم، إن كنتم تؤمنون بالقرآن العظيم فلمَ المبُاهلة ما دمتم تؤمنون بالقرآن العظيم؟ فتعالوا إلى حكم الله في القرآن فيما خالفه من السُّنة المحمديّة. ولربّما يودّ أحدكم أن يقول: "إنه لا يعلم تأويل القرآن إلا الله وكفانا ما وجدنا عليه السلف الصالح من قبلنا"، ومن ثم يردّ عليه ناصراليماني فأقول: لقد قلتَ إن القرآن لا يعلم تأويله إلا الله وجعلتَ القرآن كُله غير مفهومٍ ولا يعلم تأويله إلا الله! فهل عندك سُلطان بهذا أم تقول على الله ما لا تعلم؟ ولكنّ الله يقول إن القرآن تنقسم آياته إلى قرآنٍ محكمٍ واضحٍ بيِّن للعالِم والجاهل لا يزوغ عنهنّ إلا هالكٌ فيتّبع آياتٍ أخرى في القرآن العظيم لا يعلم تأويلهنّ إلا الله، ولأنهنّ لا يزلن بحاجة إلى التأويل وتوضيح المقصود فيهن فاستغلّ اليهود تلك الآيات المتشابهات لغوياً فدسّوا أحاديث تتشابه مع تشابهن اللغوي في ظاهرهن، وكذلك استغلوا الحديث الحقّ عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
[ما تشابه مع القرآن فهو مني]. صدق محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم.

فهذا الحديث سنده من القرآن هو قوله تعالى:
{وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَ‌زُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ‌ الَّذِي تَقُولُ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِ‌ضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا} صدق الله العظيم [النساء:81]؛ بمعنى إنّه إذا كان هذا الحديث النّبويّ من عند غير الله فسوف نجد بينه وبين حديث الله في القرآن العظيم اختلافاً كثيراً، ولذلك قال محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم: [ما تشابه مع القرآن فهو مني]؛ بمعنى أنّه ما اختلف مع القرآن فهو ليس منهُ عليه الصلاة والسلام، ولكن للأسف حتى هذا الحديث الواضح والبيّن لم يفهمه علماء الأمّة ومنهم من يطعن فيه إنّه ليس عن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- الذي لا ينطق عن الهوى عليه الصلاة والسلام؛ بل يوحى إليه القرآن العظيم والسّنة المُهداة.

ولسوف أبيّن لكم يا معشر علماء الأمّة المقصود من حديث محمدٍ رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - بقوله عليه الصلاة والسلام وآله:
[ما تشابه مع القرآن فهو مني]؛ فهو لا يقصد أن تقوموا بتطبيقه مع ظاهر الآيات المتشابهة؛ بل يقصد أن تقوموا بتطبيق المقارنة بين هذا الحديث النّبويّ وبين الآيات المحكمات الواضحات البيّنات، فإذا لم يخالف العقائد التي جاءت فيهنّ فهو عن محمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. وعلى سبيل المثال الحديث المُفترى عنه عليه الصلاة والسلام وعن أبي هريرة؛ وأظنّهُ بريئاً من روايته إنّه قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم:
[إنكم سترون ربكم يوم القيامة كما ترون البدر جليا لا تضامون في رؤيته]
فإذا قمتم يا معشر علماء الأمّة بتطبيقه على المتشابه في القرآن فسوف تجدون وكأنّ هذا الحديث جاء تأكيداً بلا شكّ أو ريب إذ ترونه مطابقاً لقوله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ ﴿٢٢﴾إِلَىٰ رَبِّهَا نَاظِرَةٌ ﴿٢٣﴾} صدق الله العظيم [القيامة].

ولكنّ الله يقصد منتظرة إلى رحمته تعالى التي كتب على نفسه. تصديقاً لقول الله تعالى:
{قُل لِّمَن مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْ‌ضِ قُل لِّلَّـهِ كَتَبَ عَلَىٰ نَفْسِهِ الرَّ‌حْمَةَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَا رَ‌يْبَ فِيهِ الَّذِينَ خَسِرُ‌وا أَنفُسَهُمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:12].

ولكن يا معشر علماء الأمّة إذا رجعتم لتطبيق هذا الحديث مع المحكم من القرآن فسوف تجدون بأنّ بينه وبين هذا الحديث اختلافاً كثيراً؛ بل سوف تجدون النفي الذي لا يحتمل الشكّ، ومن ثم تعلمون بأنّ هذا الحديث موضوعٌ ليتشابه مع هذه الآية المتشابهة لغويّاً وأنّه ليس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنه قال:
[ما تشابه مع القرآن فهو مني]؛ فكيف إنّه يتشابه مع آيةٍ لا تزال بحاجة إلى تأويل ومن ثم يكون مخالفاً للمحكم والواضح والبيّن في هذا الشأن؛ في شأن عقيدة المسلم؟! ومن ثم تخرجون بنتيجةٍ أنّ هذا الحديث لم يكن عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم نظراً لأنّه خالف الآيات المُحكمات في هذا الشأن، ولا ينبغي لأحاديث البيان للمُتشابه من القرآن أن تأتي مخالفةً للقرآن المحكم الواضح والبيّن واللاتي جعلهنّ الله هنّ أم الكتاب.

ويا معشر علماء الأمّة الإسلاميّة، إنّما أدافع عن سنّة محمدٍ رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - الحقّ، فهي لم تختفِ بل موجودةٌ بين أيديكم كما القرآن بين أيديكم ولكن المفترين من اليهود دسّوا لكم أحاديثَ تخالف لأحاديث السُّنة الحقّ في هذا الشأن وكذلك تخالف للآيات المحكمات البيان أمّ الكتاب في القرآن العظيم وأصل العقيدة للمسلم.

وبعد أن بيّنا لكم حكم القرآن في هذا الشأن تعالوا لنطبق الأحاديث في السُّنة المحمديّة عليه الصلاة والسلام شرط أن يتمّ التطبيق لهذه الأحاديث مع الآيات المحكمات الواضحات البيّنات والتي جعلهنّ الله أمّ الكتاب في هذا الشأن، ولئن أبيتُم إلا تطبيقه مع المتشابهة واللاتي لا تزال بحاجة إلى تأويل فقد هلكتم لئن فعلتم وذلك لأنّكم تركتم الآيات المحكمات في هذا الشأن واتّبعتم المُتشابه، وإنّ في قلوبكم زيغٌ عن الحقّ لئن اتّبعتم الآيات المتشابهات في القرآن العظيم وتركتم الآيات المُحكمات الواضحات البينات.

فتعالوا لننظر سويا في سُنّة محمدٍ رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - لكي ننظر هل السُّنّة الحقّ تخالف لحكم الإمام ناصر اليماني من القرآن في شأن الرؤية لله سبحانه؟ وحتماً بلا شكٍّ أو ريبٍ سوف نجد أنّ بين الأحاديث الواردة في هذا الشأن اختلافاً كثيراً فيما بينها، وذلك لأنّ الحقّ منها سوف تجدونه ينطبق مع المحكم تماماً، ولكنّكم سوف تجدون هذا الحديث الحقّ متخالفٌ مع الآيات المتشابهة مع أحاديث أخرى وهي الموضوعة في هذا الشأن، بمعنى أنّنا سوف نجد الحديث الحقّ يتطابق مع المحكم ومُخالف للمتشابه في ظاهرها، وأمّا الحديث المفترى فسوف نجده مخالفاً للمُحكم (أمّ الكتاب) في هذا الشأن ولكنه يتّفق مع الآيات المتشابهات في ظاهرهنّ في هذا الشأن.

فلنذهب إلى السّنة للنظر في الأحاديث في هذا الشأن حتى يتبيّن لنا الحديث النّبويّ الحقّ الذي من عند الله ورسوله مِنَ الذي مِنْ عند غير الله ورسوله، فلنبدأ للتطبيق للتصديق للسُّنّة المحمّدية الحقّ، قال محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم مصدقاً للآيات المحكمات في شأن الرؤية قال:
[لن يرى الله أحد في الدنيا ولا في الآخرة]. صدق محمدٌ رسول الله عليه الصلاة والسلام.

وهذا الحديث الحقّ قد اتفق مع القرآن المحكم الواضح والبيّن في قول الله تعالى:
{وَلَمَّا جَاءَ مُوسَىٰ لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَ‌بُّهُ قَالَ رَ‌بِّ أَرِ‌نِي أَنظُرْ‌ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَ‌انِي وَلَـٰكِنِ انظُرْ‌ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ‌ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَ‌انِي فَلَمَّا تَجَلَّىٰ رَ‌بُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ‌ مُوسَىٰ صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ}صدق الله العلي العظيم [الأعراف:143]. {لن تراني}؛ وصدق رسوله الكريم في قوله: [لن يرى الله أحد في الدنيا ولا في الآخرة]، ولكننا نشاهد نوره سُبحانه يشعُّ من وراء حجاب الغمام فتشرق الأرض بنور ربها. تصديقاً لقول الله تعالى في محكم كتابه: {وَأَشْرَ‌قَتِ الْأَرْ‌ضُ بِنُورِ‌ رَ‌بِّهَا} صدق الله العظيم [الزمر:69].

وتصديقاً لقوله عزوجل:
{هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَالْمَلَائِكَةُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ (210)} صدق الله العظيم[البقرة]، فيأتي الحديث الحقّ عن محمدٍ رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - في شأن الرؤية، وقال عليه الصلاة والسلام: [يهبط وبينه وبين خلقه حجاب]، صدق محمدٌ رسول الله عليه الصلاة والسلام. وتصديقاً لقول الله تعالى: {وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ وَنُزِّلَ الْمَلَائِكَةُ تَنزِيلًا} صدق الله العظيم[الفرقان:25].

وتصديقاً لحديث محمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم في نفي رؤيته لربِّه ليلة الإسراء والمعراج. وقال عليه الصلاة والسلام:
[نورٌ أراه]. صدق محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم. ويتّفق هذا الحديث مع الآيات المحكمة في قوله تعالى: {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ (51)} صدق الله العظيم[الشورى].

ولكن بالله عليكم يا معشر أولي الألباب تعالوا لنتدبّر حديث الإفك والافتراء والبهتان عن الله ورسوله، غير إني لا أشتم راويهِ فتدبّروا هذا الحديث الذي يرفضه القرآن والسّنة والعقل والنقل جملةً وتفصيلاً، وقالوا إنّه قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
[قال أناس: يا رسول الله! هل نرى ربنا يوم القيامة؟ فقال: هل تضارون في الشمس ليس دونها سحاب؟ قالوا: لا يا رسول الله! قال: هل تضارون في القمر ليلة البدر ليس دونه سحاب؟ قالوا: لا يا رسول الله! قال: فإنكم ترونه يوم القيامة كذلك؛ يجمع الله الناس فيقول: من كان يعبد شيئاً فليتبعه، فيتبع من كان يعبد الشمس الشمس، ويتبع من كان يعبد القمر القمر، ويتبع من كان يعبد الطواغيت الطواغيت، وتبقى هذه الأمة فيها منافقوها.. إلى أن قال: فيأتيهم الله في الصورة التي يعرفون، فيقول: أنا ربكم، فيقولون: أنت ربنا، فيتبعونه، ويضرب جسر جهنم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فأكون أول من يجيز، ودعاء الرسل يومئذ: اللهم سلم سلم، وبه كلاليب مثل شوك السعدان، أما رأيتم شوك السعدان؟ قالوا: بلى يا رسول الله! قال: فإنها مثل شوك السعدان، غير أنه لا يعلم قدر عظمها إلا الله، فتخطف الناس لأعمالهم، فمنهم الموبق بعمله، ومنهم المخردل ثم ينجو، حتى إذا فرغ الله من القضاء بين عباده وأراد أن يخرج من النار من أراد -أن يخرج ممن كان يشهد أن لا إله إلا الله- أمر الملائكة أن يخرجوهم فيعرفونهم بعلامة آثار السجود، وحرم على النار أن تأكل من ابن آدم أثر السجود، فيخرجونهم قد امتحشوا، فيصب عليهم ماء يقال له: ماء الحياة، فينبتون نبات الحبة في حميل السيل..]
الحديث.

فانظروا إلى شر البلية وشر البلية ما يُضحك:
[فإنكم ترونه يوم القيامة كذلك؛ يجمع الله الناس فيقول: من كان يعبد شيئاً فليتبعه، فيتبع من كان يعبد الشمس الشمس،ويتبع من كان يعبد القمر القمر، ويتبع من كان يعبد الطواغيت الطواغيت، وتبقى هذه الأمة في منافقوها إلى أن قال: فيأتيهم الله في الصورة التي يعرفون، فيقول: أنا ربكم، فيقولون: أنت ربنا، فيتبعونه ]
فبالله عليكم كيف يتّبعون الله؟ لعبادة من وإلى أين يتبعونه؟ فهل جعلتم الله فاطر السماوات والأرض إنساناً يمشي وأتباعه يمشون وراءه؟ أفلا تعقلون! وتالله لا يتّبعون إلا المسيح الدجال في الدُنيا؛ يقول: "اتّبعوني لأدخلكم جنتي". بل كيف قولهم أنّهم يرون الله يوم القيامة، ثم يقول المفتري إنّ الله يجمع الناس ثم يقول:
[من كان يعبد شيئاً فليتبعه، فيتبع من كان يعبد الشمس الشمس، ويتبع من كان يعبد القمر القمر، ويتبع من كان يعبد الطواغيت الطواغيت، وتبقى هذه الأمة فيها منافقوها..إلى أن قال: فيأتيهم الله في الصورة التي يعرفون]
وهل يعرفون الله من قبل حتى إذا شاهدوا صورته فيعرفونه؟ أفلا تعقلون! فهل إلى هذا الحدّ لا تستخدمون عقولكم يا معشر المُصدِّقين لهذا الافتراء الذي يخالف كتاب الله وسنّة رسوله جملةً وتفصيلاً؟

فهل تريد أن تباهلني يا طالب العلم على هذا الحديث المفترى فتنال لعنة الله بحقّ وحقيقة؟ ولكني والله العلي العظيم لا أريد ربي الله أن يلعنك، فلا تفعل، ولاتجبر المهديّ المنتظَر أن يجيبك إلى المباهلة، وأقسم بالله العلي العظيم إنّك يا رجل تطلب المباهلة من المهديّ المنتظَر الحق، والعجيب في أمرك إنّك تقول أنّك تتّبع كتاب الله وسنّة رسوله، وها أنا ذا آتيك بالآيات المحكمات من كتاب الله، فلا تتّبعهن وتصفني بأنّي على ضلالٍ وإنّك على الحقّ، فهل أنت رجُلٌ رشيد؟ فإني أخوِّفك بالقرآن، فهل تخاف وعيد؟
ولن تفلت مني يا طالب العلم..

ويا معشر جميع علماء الأمّة فسوف نحكتم في خلافاتكم نقطةً نقطةً، وأعدكم أني لن أستنبط حُكمي إلا من الآيات المُحكمات الواضحات البيِّنات لا يزيغ عنهنّ إلا الذين في قلوبهم زيغٌ فسوف ترونهم ينبذون هذه الآيات وراء ظهورهم وكأنّ ناصر اليماني لم يحاجِج بهنّ شيئاً؛ بل لا تجدوه حتى يُعلق عليهنّ شيئاً فيحاجِج ناصر اليماني لماذا أوردهن فما علاقتهن بالموضوع، أو يأتي بتأويل لهنّ فهو لا يستطيع لأنهنّ واضحاتٍ ولسنَ بحاجة إلى التأويل نظراً لوضوحهنّ من ربهنّ الذي أنزلهن في مُحكم كتابه. ومن هذه الآيات المُحكمات أستنبط لكم الحكم الحقّ ذلك وعد علينا غير مكذوب، فهل تروني حاجَجْتكم في عدم رؤية الله جهرةً بالآيات المُتشابهة؟ حاشا لله ربّ العالمين ما أتيتكم إلا بالآيات المحكمات التي تنفي الرؤية
{{لَن تَرَانِي}}.

وأثبتنا بأنّ الله لن يُرى جهرةً سبحانه ولكنه يُكلّم الناس من وراء حجابٍ ومن ثم بيّنا لكم حجاب الغمام بين العبيد والمعبود، وفصَّلنا الحكم في رؤية الله من الآيات المُحكمات ولم أقرب آيةً واحدةً من المُتشابهات، ولكن يا طالب العلم إنّك لا تميِّز بين المُحكم والمُتشابه.

وإليك سؤالي ولجميع علماء الأمّة:
قال الله تعالى:
{إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَٰئِكَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلَا يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} صدق الله العظيم [آل عمران:77].

وقال الله تعالى:
{وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُم مِّنَ الْإِنسِ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُم مِّنَ الْإِنسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا} صدق الله العظيم [الأنعام:128].

فأمّا في الآية الأولى فنجد نفي التكليم من الله للكافرين. وقال تعالى:
{إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَٰئِكَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلَا يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} صدق الله العظيم [آل عمران:77].

ولكن الآية الأخرى المُحكمة سوف تجد بأنّ الله يكلمهم. وقال الله تعالى:
{وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُم مِّنَ الْإِنسِ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُم مِّنَ الْإِنسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا} صدق الله العظيم [الأنعام:128].

والسؤال الموجّه هو في نقطةٍ واحدةٍ في الآيتين وهو في تكليم الله للكفار فالآية الأولى تنفي التكليم من الله للكفار يوم القيامة ومن ثم تجد الآية الأخرى تفيد بأنّ الله يُكلمهم، وقال لهم:
{يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُم مِّنَ الْإِنسِ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُم مِّنَ الْإِنسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا} صدق الله العظيم [الأنعام:128].

وإليك الجواب من الكتاب يا طالب العلم، فلا أريد إحراجك ولا بيان خبرك؛ بل أريد أن أعلّمك إن كنت طالب علمٍ بحقٍّ فأعلمك كيف يضع الشياطين الأحاديث بمكرٍ خطيرٍ، فأما الآية الأولى في قوله تعالى:
{إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَٰئِكَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلَا يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} صدق الله العظيم [آل عمران:77].

وفيها توجد آيةٌ من المُتشابهات، وهو قوله تعالى:
{{وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلَا يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ}} صدق الله العظيم [آل عمران:77]. ولكن الجاهل عن القرآن سوف يظنّ بأنّ الله لا يخاطبهم ولا ينظر إليهم ليراهم وكأنه معرض عنهم سبحانه! وعلى سبيل المثال إن أراد أحد الصحابة من اليهود أن يفتري حديث فيقول: "[إن الله لا يكلم الكفار يوم القيامة ولا ينظر ببصره إليهم] وانظروا لقوله تعالى: {وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلَا يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ}"، وعُلماء الحديث الذين لا يتّبعون غير الحديث وحسبهم ذلك حتماً سوف يظنون أنّ الله يوكل بحساب الكفار أحداً من خلقه، وأما هو فلا يكلمهم ولا ينظر إليهم تصديقاً لهذا الحديث الحقّ في نظرهم، وأعوذ بالله أن أكون من المفترين [أن الله لا يكلم الكفار يوم القيامة ولا ينظر ببصرة إليهم].

وإنما ضربت لكم على ذلك مثلاً كيف أنّ أعداء الله يضعون الحديث بمكرٍ خطيرٍ لدرجة أنّ الجاهل عن القرآن لن يشكّ فيه شيئاً وكيف يشكّ فيه ودليله واضحٌ وجليٌّ في القرآن كما يظنّ، وسوف يأتي بالدليل من القرآن وهو قوله تعالى:
{وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلَا يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} وهو يظنّ أنّ هذه الآية مُحكمةٌ واضحةٌ ولا تحتاج إلى تأويلٍ فهي واضحةٌ في نظره أنّ الله لا يكلّم الكفار يوم القيامة ولا ينظر إليهم أي ببصره لأنه غضبان.

وهذا على سبيل المثال لو انتبه لذلك المُفترون وقالوا: "إنّما المسيح عيسى ابن مريم ابن الله هو من سوف يحاسب الناس لأنه ابن الله وذلك لأنّ الله المتكبر سبحانه لا يكلّم الكفار يوم القيامة ولا ينظر إليهم ببصره ولن يحضر يوم الحساب، بل يوكّل عنه ابنه المسيح عيسى ابن مريم ليحاسب الكفار أم لم تقرأوا قول الله تعالى:
{وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلَا يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ}! إذاً الله لا يحضر يوم القيامة ليحاسب الكفار وكيف يحاسبهم وهو لم يكلّمهم ولا ينظر إليهم كما نبأكم في القرآن {وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلَا يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إذاً يوكل للحساب ابنه المسيح عيسى ابن مريم".

فأصبحت الآية موافقة لما يعتقده النصارى، سبحان الله وتعالى علواً كبيراً! وتالله لو أفتري على الله وآتي بهذا الحديث ثم الآية المتشابهة التي توافقه إذاً لاتّخذني النصارى واليهود خليلاً، فأمّا النصارى فعجبهم بذلك لأنّه وافق عقيدتهم وأما اليهود فهم سوف يعلمون علم اليقين أنهُ افتراءٌ على الله ورسوله، ولذلك سوف يتخذونني خليلاً لو كنت من المُفترين على الله ورسوله.

ويا طالب العلم ويا معشر جميع علماء الأمّة الإسلاميّة، لقد بيّنت لكم كيف هي الطريقة التي توضع بها الأحاديث المُفتراة وأنهم يجعلونها تتشابه مع آيات في القرآن تشابهاً لفظيّاً لتظنون أنّ هذا الحديث جاء بياناً لهذه الآية، وأقسم بالله العلي العظيم أنهم قد أخرجوكم من آيات الله المُحكمات في القرآن العظيم التي لا يزيغ عنهن إلا هالكٌ، وتعالوا لأعلِّمكم تأويل هذه الآية المُتشابهة ما دمتُ قد ذكرتها لكم لكي أريكم طريقة مكر أعدائكم، وأعوذ بالله أن أكون من المُفترين على الله ورسوله، فأمّا التأويل الحقّ لقول الله تعالى:
{{وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلَا يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ}} صدق الله العظيم [آل عمران:77]، فهو لا يقصد سبحانه أنه لا يكلّمهم تكليماً بل يقصد سبحانه أنه لا يكلّمهم بتكليم التفهيم إلى قلوبهم أن يسألوه برحمته التي كتب على نفسه فيقولون: {رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} صدق الله العظيم [الأعراف:23]، وكذلك لا ينظر إليهم برحمته فيدخلهم جنته ويقيهم من ناره وليس النظر نظر الأعين!

يا قوم اتّقوا المُتشابه من القرآن وذروا تأويله لأهلّه إني لكم من الله نذيرٌ مُبينٌ بالمُحكم من القرآن العظيم. فانظروا لهذا الحديث المُفترى:
وأخرج ابن النجار عن ابن عباس قال "سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الكلمات التي تلقاها آدم من ربه فتاب عليه قال: سأل بحق محمد، وعلي، وفاطمة، والحسن، والحسين، ألا تبت علي فتاب عليه". (كنز العمال - سورة البقرة).
وكذلك:
وأخرج الديلمي في مسند الفردوس بسند واه عن علي قال "سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن قول الله {فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه} فقال: إن الله أهبط آدم بالهند، وحواء بجدة، وإبليس ببيسان، والحية بأصبهان. وكان للحية قوائم كقوائم البعير، ومكث آدم بالهند مائة سنة باكيا على خطيئته حتى بعث الله إليه جبريل وقال: يا آدم ألم أخلقك بيدي؟ ألم أنفخ فيك من روحي؟ ألم أسجد لك ملائكتي؟ ألم أزوجك حواء أمتي؟ قال: بلى. قال: فما هذا البكاء؟ قال: وما يمنعني من البكاء وقد أخرجت من جوار الرحمن! قال: فعليك بهؤلاء الكلمات. فإن الله قابل توبتك، وغافر ذنبك. قل: اللهم إني أسألك بحق محمد وآل محمد، سبحانك لا إله إلا أنت عملت سوءا وظلمت نفسي فاغفر لي إنك أنت الغفور الرحيم. اللهم إني أسألك بحق محمد وآل محمد سبحانك لا إله إلا أنت عملت سوءا وظلمت نفسي فتب علي إنك أنت التواب الرحيم. فهؤلاء الكلمات التي تلقى آدم". (كنز العمال - سورة البقرة).
فتعالوا لننظر تفسيرها الحقّ في القرآن. قال الله تعالى: {فَتَلَقَّىٰ آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} صدق الله العظيم [البقرة:37].

وذلك هو التكليم بالتفهيم إلى القلب يا أولي الألباب، فأوحى الله إلى قلب آدم وزوجته حين أراد أن يرحمهم فكلَّمهم بوحي التفهيم إلى القلب وهذه الكلمات التي أوحاها الله إلى قلوبهم هي قولهم:
{قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} صدق الله العظيم [الأعراف:23]، وهذا النوع من التكليم إلى القلوب هو المقصود من قول الله تعالى: {وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلَا يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} صدق الله العظيم [آل عمران:77].

أي لا يوحي إلى قلوبهم كما أوحى إلى قلب أدم وحواء:
{قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} صدق الله العظيم [الأعراف:23].

وكذلك لا ينظر إليهم برحمته من ذات نفسه سبحانه فيرحمهم، وهو التأويل لقوله تعالى:
{وَلَا يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} صدق الله العظيم، أي لا ينظر إليهم برحمته وليس أعينه سبحانه.

ويا معشر علماء الأمّة، أقسم بالله العظيم أنّ اليهود الشياطين قد أضلّوكم عن سواء السبيل فهلمّوا إلى الحوار من قبل الظهور إلى (موقع الإمام ناصر مُحمد اليماني). فإن كان ناصر اليماني على ضلالٍ مُبينٍ فأنقذوا المُسلمين من علمه الباطل في نظر المُبطلين حتى لا يفتن المُسلمين وإن رأيتم أنّ ناصر مُحمد هو حقاً الناصر لمُحمدٍ رسول الله والقرآن العظيم فقد علمتم حقيقة اسم المهديّ المنتظَر بأنّ التواطؤ لكي ( يحمل الاسم الخبر)، فهلمّوا للحوار عاجلاً غير آجل قبل فوات الأوان وذلك لأنه ما جادلني عالِمٌ إلا وغلبته، وأما الجاهل فوالله لو أتيته بترليون ترليون دليل من القرآن العظيم فأستنبطه من الآيات المُحكمات البيِّنات بأنه لن يقتنع ولن يرى الحقّ ومن ثم يحاجني بكل ما خالف الكتاب والسُّنة ومن ثم يزعم أنه مؤمنٌ بالكتاب والسّنة وأنه مستمسكٌ بكتاب الله وسنّة رسوله وهو ليس على كتاب الله ولا سنّة رسوله؛ بل مستمسك بما خالف كتاب الله وسنّة رسوله فيظنّ أنه يدعو إلى الحقّ وإلى صرطٍ مُستقيمٍ وهو يدعو إلى صراط الشيطان الرجيم وليس بقصدٍ منه ولكنه من الذين ضلَّ سعيهم في الحياة الدُنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صُنعاً.

وإليكم أحكام المهديّ المنتظَر الحقّ بالحقّ حقيق لا أقول على الله غير الحقّ تجدونها على هذا الرابط، وكذلك أرجو إرسالها أجمعين مع هذا الخطاب:
https://mahdialumma.online/showthread.php?t=237

وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
ــــــــــــــــــ

آخر تحديث: 09-04-2021 12:05 PM
9

{ قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّه عَلَى بَصِيرَة أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي }..




- 9 -

الإمام ناصر محمد اليماني
07 - 02 - 1429 هـ
15 - 02 - 2008 مـ
11:28 مساءً
ـــــــــــــــــــ



{ قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّه عَلَى بَصِيرَة أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي }..

بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين، السلام علينا وعلى التابعين للحقّ، وبعد..
إلى جميع التابعين للمهديّ المنتظَر من العالمين، عليكم أن تعلموا إنّما حركة المهديّ المنتظَر بالحقّ (الإمام ناصر مُحمد اليماني) إنما هي رحمةٌ للعالمين على نهج جدّي المُصطفى خاتم الأنبياء والمُرسلين عليه وعلى آله الطيبين الصلاة والتسليم وعلى جميع المُسلمين التابعين للحقّ، وأحسن ما ينطق به اللسان هي الدعوة إلى الله ربّ العالمين. تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} صدق الله العظيم [فصلت:33].

فلا أعلم قولاً في الكتاب هو أحسن قولاً من الدعوة إلى الله ربّ العالمين على بصيرةٍ مُنيرةٍ إلى الصراط المُستقيم. تصديقاً لقول الله تعالى:
{قُلْ هَٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي} صدق الله العظيم [يوسف:108].

ولكن يا معشر الدُّعاة إلى الله لقد توصّاكم الله في القرآن العظيم، وقال تعالى:
{ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} صدق الله العظيم [النحل:125].

وإذا خاطبكم الجاهلون فلا تردّوا عليهم بالمثل صابروا من أجل ربكم. تصديقاً لقوله تعالى:
{وَعِبَادُ الرَّحْمَٰنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا} صدق الله العظيم [الفرقان:63].

وكونوا من الذين قال الله عنهم:
{وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ} صدق الله العظيم [القصص:55].

تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا} صدق الله العظيم [الفرقان:63].

ويا طالب العلم لقد أرفقنا لكم الرابط المُضاف إلى الخطاب أمانةً تبلّغوا بها إلى جميع مواقع المفتين في الديار الإسلاميّة وذلك حتى يساعدوك في الرد علينا. وأُرحبُّ بجميع عُلماء السّنة والشيعة للحوار وكذلك بجميع عُلماء الطوائف الأخرى أجمعين، وذودوا عن حياض الدين إن كنتم تروني على ضلالٍ مُبينٍ إن كنتم صادقين! ولكن ليس كردك يا طالب العلم، وإني أراك حقاً لا تزال طالب علمٍ وعويلم كما تقول، ولكن أطلب العلم من أهله الذين يؤتيهم الله العلم فيزيدهم بسطةً في علم الكتاب على جميع علماء الأمّة. تصديقاً لقول الله تعالى:
{فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} صدق الله العظيم [الأنبياء:7].

ويا أخي الكريم طالب العلم، إني لا أدعوك بغير حديث الله ورسوله صلّى الله عليه وآله وسلم ومن ثم تقسم بالله جهد أيمانك أنك تراني على ضلالٍ مبين! فهل رأيت ناصر اليماني يجادلك بغير آيات الله المُحكمات الواضحات البيّنات ومن ثم تراني على ضلالٍ مُبينٍ؟ وعفا الله عنك أخي الكريم، وسوف أعلّمك دُعاءً تدعو به إن كنت تبحث عن الحقّ فإنك لن تُبصر الحقّ أبداً ما لم تُرد الحقّ ولا غير الحقّ، وقل:
اللهم إنك أنت الحقّ وطالب العلم لا يُريد غير الحقّ، فإن كان ناصر مُحمد اليماني قد جاء بالحقّ ويهدي إلى صراطٍ مُستقيمٍ فأرني الحقّ حقاً وارزقني اتِّباعه، وإن كان ناصر اليماني على الباطل فأيِّدني عليه بالسلطان من القرآن حتى نلجمه بالحقّ إلجاماً إنك أنت السميع العليم، يا نور السموات والأرض من لم تجعل له نوراً فما له من نور وإليك تُرجع الأمور يا من تعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور ويا من تبعث من في القبور وإليك النشور، سبحانك وتعاليت علواً كبير إنك أنت العلي القدير وإليك المصير.

أخوكم الإمام ناصر مُحمد اليماني.
_______________

آخر تحديث: 26-10-2017 11:34 AM
10

{قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَى خُرُوجٍ مِّن سَبِيلٍ} ..

- 10 -
الإمام ناصر مُحمد اليماني
02 - 10 - 1429 هـ
03 - 10 - 2008 مـ
11:16 مســاءً
________


{قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَى خُرُوجٍ مِّن سَبِيلٍ} ..

ردّ الإمام المهديّ إلى السلطان متعب..
حقيقٌ لا أقول على الله بالبيان للقُرآن غير الحقّ من ذات القُرآن ..


بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمُرسلين وآله الطيبين والتّابعين للحقّ إلى يوم الدين، وبعد..
ويا أيُّها السائل، ألم تسأل نفسك لماذا سوف يأتي الدّجال فيدّعي الربوبيّة وإنّ لديه جنّة ونار؟ وذلك لأنّه استغل يوم البعث الأوّل للرجعة لمن يشاء الله من الكافرين، والذي لطالما أكّدناه حصريّاً من القُرآن العظيم بأنّه يوجد هُناك بعثان وهما:
البعث الأوّل لرجعة الذين أهلكهُم الله وكانوا كافرين، ويحدث في يوم الآزفة، وهو يومٌ قدريٌ في الكتاب ويبدأ فيه الرحيل إلى الأرض المفروشة، تصديقاً لوعد الله بالخلافة فيها إلى ما يشاء الله. ومن بعد ذلك بزمنٍ يأتي البعث الشامل وهو يوم التلاق لجميع الأوّلين والآخرين.

وقال الله تعالى:
{فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ﴿١٤﴾ رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَىٰ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ لِيُنذِرَ يَوْمَ التَّلَاقِ ﴿١٥﴾ يَوْمَ هُم بَارِزُونَ ۖ لَا يَخْفَىٰ عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ ۚ لِّمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ۖ لِلَّهِ الْوَاحِدِ القهّار ﴿١٦﴾ الْيَوْمَ تُجْزَىٰ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ ۚ لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ ۚ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ﴿١٧﴾ وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ ۚ مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ ﴿١٨﴾} صدق الله العظيم [غافر].

فأمّا البعث الشامل للنّاس أجمعين فهو البعث الشامل يوم يقوم النّاس لربّ العالمين بعد أن يُهلِك الله كُلّ شيء ويبقى وجه ربّك ذو الجلال والإكرام، وهذا هو البعث الشامل يحدث يوم التلاق للأوّلين والآخرين للنّاس أجمعين. تصديقاً لشطرٍ من الآيات أعلاه في قول الله تعالى:
{يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَىٰ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ لِيُنذِرَ يَوْمَ التَّلَاقِ ﴿١٥﴾ يَوْمَ هُم بَارِزُونَ ۖ لَا يَخْفَىٰ عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ ۚ لِّمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ۖ لِلَّهِ الْوَاحِدِ القهّار ﴿١٦﴾ الْيَوْمَ تُجْزَىٰ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ ۚ لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ ۚ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ﴿١٧﴾} صدق الله العظيم، ولكن يوجد هُناك بعث جُزئي لمن يشاء الله من الذين أهلكهُم الله وكانوا كافرين ويحدث في يوم الآزفة يوم البعث الأوّل، وهو المقصود من قول الله تعالى:{وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ ۚ مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ ﴿١٨﴾} صدق الله العظيم، وهذا البعث الأوّل يبعث الله فيه الكافرين لكي يهديهُم الله بالمهديّ المُنتظر إلى صِراط العزيز الحميد فيجعل الله النّاس أمّةً واحدةً بعد أن أخذوا نصيبهم الأوّل من العذاب في نار جهنّم ويُريد الله أن يرحمهم وإن عُدْتُم عُدنا فيُدخلهم الله مرةً أُخرى في نار جهنّم. تصديقاً لقول الله تعالى:{عَسَىٰ ربّكم أَن يَرْحَمَكُمْ ۚ وَإِنْ عُدتُّمْ عُدْنَا ۘ وَجَعَلْنَا جهنّم لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا ﴿٨﴾ إِنَّ هَٰذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا ﴿٩﴾} صدق الله العظيم [الإسراء].

والهالكون من اليهود من الذين يفترون على الله الكذب وهم يعلمون لهم بعثان وحياتان وموتان. تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَلَوْلَا أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شيئاً قَلِيلًا ﴿٧٤﴾ إِذًا لَّأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثمّ لَا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيرًا ﴿٧٥﴾} صدق الله العظيم [الإسراء].

ويقصد الله بأنّ نبيّه لو اتّبع اليهود وافترى على الله كما يفترون لأذاقه الله كما سوف يُذيقهم ضِعف الحياة وضِعف الممات، وذلك لأنّ المجرمين لهم حياتان وموتان. وللأسف بأنّ منهم من سوف يعود إلى الكُفر بالحقّ كما كانوا يفعلون من قبل في حياتهم الأولى. تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَلَوْ تَرَىٰ إِذْ وُقِفُوا عَلَى النّار فَقَالُوا يَا لَيْتَنَا نردّ وَلَا نُكَذِّبَ بِآيَاتِ ربّنا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴿٢٧﴾ بل بَدَا لَهُم مَّا كَانُوا يُخْفُونَ مِن قَبْلُ ۖ وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ ﴿٢٨﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].

وفعلاً سوف يعودون من بعد الرجعة لِما نُهوا عنه وإنّهم لكاذبون، وإن الهُدى هُدى الله وما يُدريهم أنّهم إذا رجعوا بأنّهم لن يعودوا لما نُهوا عنه والهُدى هُدى الله يصرف قلوبهم كيف يشاء، ولكنّهم يجهلون! ونظراً لجهلهم عن معرفة ربّهم بأنّه يحول بين المرء وقلبه ولذلك سوف يعودون لما نُهوا عنه وإنّهم لكاذبون، ولا يقصد الله بأنّهم نَوَوا الكذب بعد أن وقفوا على نار جهنّم، وإنّما يقصد الله بقوله:
{وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ} أيّ: كاذبون بقولهم: {يَا لَيْتَنَا نردّ وَلَا نُكَذِّبَ بِآيَاتِ ربّنا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ}. فما يُدريهم بأنّهم سوف يكونون من المُؤمنين والله يحول بين المرء وقلبه والهُدى هُدى الله؟ ولكنّهم لم يعلموا بأنّ الله يحول بين المرء وقلبه فيصرف القلوب كيف يشاء، ونظراً لجهلهم بهذه القُدرة حتماً لا بدّ أن يُبيّن الله لهم ذلك فيُرجِعهم في يوم الرجعة ومن بعد ذلك يعودون لما نُهوا عنه ولم يُصدقوا الله ما وعدوه في قولهم: {يَا لَيْتَنَا نردّ وَلَا نُكَذِّبَ بِآيَاتِ ربّنا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ}.

وفي يوم التلاق يوم البعث الشامل بعد أن قضوا حياتين وموتين وبعثين فيقول الله لهُم: {كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ۖ ثمّ يُمِيتُكُمْ ثمّ يُحْيِيكُمْ ثمّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴿٢٨﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

وتجدون جوابهم في موضعٍ آخر، قال الله تعالى:
{قَالُوا ربّنا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَىٰ خُرُوجٍ مِّن سَبِيلٍ ﴿١١﴾}
صدق الله العظيم [غافر].

إذاً يا قوم إنّ الكُّفار المُفترين على الله الكذب لهم حياتان وموتان وبعثان. تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَلَوْلَا أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شيئاً قَلِيلًا ﴿٧٤﴾ إِذًا لَّأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثمّ لَا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيرًا ﴿٧٥﴾} صدق الله العظيم [الإسراء].

ولكن جدّي مُحمد رسول الله ثبّته الله ولم يفترِ على الله بغير الحقّ، وإنّما لو اتّبعهم وافترى على الله مِثلهُم لجعل الله له كما لهم بعثين وحياتين وموتين، وذلك لأنهم يُعذّبون بعد الموت الأوّل في النّار ومن ثمّ يُخرجهم لقضاء حياتهم الثانية ومن ثمّ يعودون لما نُهوا عنه ومن ثمّ يُدخلهم النّار مرةً أُخرى، ولكن أكثركم يجهلون البعث الأوّل في هذه الحياة والذي سوف يستغله المسيح الدّجال والذي هو ذاته الشيطان الرجيم الذي طلب من الله أن يُنظره إلى يوم البعث وهو البعث الأوّل قال إنّك لمن المُنظرين، ويُريد الشيطان أن يستغل البعث الأوّل فيقول: "إنّه المسيح عيسى ابن مريم، وإنّه الله ربّ العالمين". وإنه كذّاب وليس المسيح عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام ما كان له أن يقول ذلك؛ بل ذلك المسيح الكذّاب وليس المسيح عيسى ابن مريم ولذلك يُسمّى المسيح الكذّاب، فأين التناقض يا من وصفت بأنّ في بيان المهديّ المُنتظر تناقض؟ بل لم تفهم الخبر جيداً هداك الله للحقّ وشرح صدرك ونوّر قلبك إن ربّي غفورٌ رحيمٌ.

وأنا أُصدّق عقيدة الشيعة الاثني عشر في الرجعة وأخالفهم في بعث أبي بكر وعُمر كما يزعمون بغير الحقّ! ولربّما يزعم الجاهلون بأنّي من الشيعة الاثني عشر ما دمت صدّقت بالرجعة والبعث الأوّل،
ولستُ من الشيعة في شيء غير إنّي أُصدّق العقائد الحقّ لديهم وأُخالفهم فيما كان باطلاً مُفترًى على مُحمدٍ رسول الله والأئمة الإحد عشر من قبلي، وأتحدّى الشيعة بالحقّ حصريّاً من القُرآن العظيم.

وكذلك لم يجعلني الله من أهل السنّة في شيء من الذين يُصدّقون بأحاديث تُخالف لِمُحكم القُرآن العظيم وهي موضوعةٌ وهم لا يعلمون أنها أحاديث مُفتراة! غير إنّي أُصدّق العقائد الحقّ لدى أهل السنّة وأُخالف ما كان باطلاً مُفترًى مدسوساً في السُنّة المُحمديّة، وأتحدى أهل السنّة حصريّاّ من القُرآن العظيم. وبرغم أن أهل السنّة لديهم أحاديث مُفتراة أكثر مما لدى الشيعة الاثني عشر ولكنّي أعتبر أهل السنّة أقرب إلى الحقّ من الشيعة وهل تدرون لماذا؟ وذلك لأنّ كثيراً من الشيعة يدعون آل بيت مُحمدٍ رسول الله من دون الله وذلك هو الشرك بالله، وبرغم أنّ الشيعة من أكثر المذاهب الإسلاميّة إحاطةً بشأن المهديّ المُنتظر ولكنّه أضلّ كثيراً منهم سرداب سامراء! فكم أُكرر وأقول: يا معشر الشيعة الاثني عشر لقد ظهر البدر، وأُقسم بالله العظيم إنّكم لن تشاهدوا البدر ما لم تخرجوا من سرداب سامراء المُظلم، فلا أظنّ من كان في سردابٍ مُظلمٍ أن يُشاهد البدر ولو صار وسط السماء!

وكذلك لا أنتمي إلى أيٍّ من المذاهب الإسلاميّة، وأكفر بتفرّق المُسلمين في دينهم إلى فرقٍ وشيعٍ وكُلّ حزبٍ بما لديهم فرحون، ولستُ منهم في شيء، وكذلك مُحمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - ليس منهم في شيء، فكيف يستمسكون بحديثٍ مُفترى:
[اختلاف أُمتي رحمة] وهو يُخالف جميع آيات القُرآن العظيم المُحكمة في هذا الشأن؟ وقال الله تعالى:{إِنَّ الَّذِينَ فرّقوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ} صدق الله العظيم [الأنعام:159].

أم لم ينهَكم الله عن التفرّق يا معشر عُلماء المُسلمين؟
وكذلك نهاكم الله يا معشر علماء المُسلمين وأتباعهم أن تكونوا كمثل أهل الكتاب فتفرّقوا دينكم شيعاً، فتجدون أمر الله الصادر في محكم كتابه في قوله تعالى: {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (30) مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (31) مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ (32)} صدق الله العظيم [الروم].

وكذلك أمر الله الصادر في قوله تعالى:
{شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّىٰ بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَىٰ ۖ أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ ۚ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ ۚ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ ﴿١٣﴾} صدق الله العظيم [الشورى].

وكذلك في قوله تعالى:
{انَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (159)} صدق الله العظيم [الأنعام].

وكذلك أمر الله الصادر في محكم كتابه في قوله تعالى:
{وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّـهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّ‌قُوا وَاذْكُرُ‌وا نِعْمَتَ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَ‌ةٍ مِّنَ النَّارِ‌ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّـهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} صدق الله العظيم [آل عمران:103].

وكذلك أمر الله الصادر في محكم كتابه في قوله تعالى:
{وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِ‌يحُكُمْ} صدق الله العظيم [الأنفال:46].

ولكنكم يا معشر علماء الأمّة وأتباعهم خالفتم جميع أوامر ربكم المكررة في هذه الآيات المحكمات فتنازعتم وفشلتم وذهبت ريحكم كما هو حالكم الآن مُستضعَفين فذهب عزّكم إلى أعدائكم نظراً لمخالفتكم لأمر ربكم، وقد وعدكم الله بأنه إذا خالفتم أمره في الكتاب بأنكم سوف تفشلون وتذهب ريحكم كما هو حالكم الآن؛ فلا تستطيعون أن تنكروا بأنكم تنازعتم فتفرقتم وفشلتم فذهبت ريحكم كما هو حالكم الآن.

وابتعثني الله بقدرٍ مقدور في الكتاب المسطور رحمةً بِكم لأجمع شملكم وأجبر كسركم وأوحّد صفّكم، وابتعثني الله فضلاً من لدنه ورحمةً لكم لأنقذكم من فتنة المسيح الدجال وأحكم بينكم في جميع ما كنتم فيه تختلفون لجمع شملكم ولتوحيد صفّكم فَيُتِمّ بعبده نوره على العالمين ولو كره المجرمون ظُهوره لتكون كلمةُ الله هي العليا، فيعزّكم الله بعبده، والعزّة لله جميعاً، فأيَّدني بتصريح الاصطفاء للخلافة والقيادة عليكم فأيّدني بالتصريح فزادني عليكم بسطةً في العلم بالبيان الحقّ للقرآن العظيم المرجع المحفوظ من التحريف لأحكم بينكم في جميع ما كنتم فيه تختلفون وأهديكم بالقرآن إلى صراطٍ ــــــــ مُستقيم، مُعتصماً بكتاب الله وسنة رسوله وكافراً بما خالف من السّنة لأمّ الكتاب في آياته المُحكمات والتي جعلهنَّ الله الأساس للعقيدة الإسلاميّة الحنيفيّة ملّة إبراهيم ومن قبله ومن بعده لجميع الأنبياء والمُرسلين.


وأما سبب كفري لما خالف من السُّنة للقرآن المحكم وذلك لأنّي أعلم أنها سنةٌ مدسوسةٌ من الشيطان الرجيم ليردّكم هو وأولياؤه من شيطان البشر فيفتنوكم فيردّوكم من بعد إيمانكم كافرين بآيات الله المُحكمات في القرآن العظيم والتي جعلهنَّ الله أمّ الكتاب فصدّكم صحابةُ رسول الله ظاهر الأمر عن القرآن العظيم كما نبأكم الله بذلك بأنها قد جاءت طائفةٌ من اليهود فأعلنوا إسلامهم ليكونوا من صحابة رسول الله ظاهر الأمر فيكونوا من رواة الحديث ليصدّوكم عن سبيل الله عن طريق السُّنة المحمديّة عليه الصلاة والسلام؛ بل مخالفة لكتاب الله وسنّة رسوله صلّى الله عليه وآله وسلم جملةً وتفصيلاً بل اختلافاً كثيراً، وقد بيَّن الله لكم هذا المكر اليهودي في القرآن العظيم في قوله تعالى:
{إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ (1) اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (2)} صدق الله العظيم [المنافقون:2].

ومن ثم بيَّن الله لكم كيفية صدّهم عن سبيل الله بأنه ليس بالسيف بل بأحاديث لم يقلها عليه الصلاة والسلام فبيَّن الله ذلك المكر لكم في القرآن العظيم في محكم كتابه في قول الله تعالى:
{وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِنْدِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ ۖ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ ۖ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴿٨٢﴾} صدق الله العظيم [النساء].

فتجدون قول الله الموجَّه إلى علماء الأمّة خاصة:
{أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا} صدق الله العظيم [النساء].

وهذه الآية جاءت تأكيدًا للأمر لقول الله تعالى:
{وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّـهِ ذَٰلِكُمُ اللَّـهُ رَ‌بِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ} صدق الله العظيم [الشورى:10]؛ بمعنى أنّه ما اختلفتم فيه من شيء في السُّنة بأن تردّوا حكمه إلى الله في القرآن العظيم يستنبطه أولو الأمر منكم من القرآن العظيم فتجدوا بين قول الله في القرآن العظيم وبين هذا القول في سنة محمدٍ رسول الله اختلافاً كثيراً ومن ثم تعلمون بأنّ هذا الحديث السُني من عند غير الله ورسوله، وذلك لأنّ السنة هي كذلك جاءت من عند الله كما جاء القرآن من عنده سبحانه، وهذه الآية كذلك جعلها الله برهانًا للحديث الحقّ عن محمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: [ألا و اني أوتيت القرآن و مثله معه]. صدق محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم؛ بل سُنَّة محمد رسول الله جاءت للبيان فتزيد القرآن توضيحاً للمسلمين؛ ألا وإنّ البيان من عند الله سبحانه وتعالى. تصديقاً لقول الله الحق في محكم كتابه: {فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ (18) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ (19)} صدق الله العظيم [القيامة].

وأنا المهديّ المنتظَر خليفة الله على البشر الإمام الثاني عشر من آل البيت المُطهر
ولم أكن من الشيعة الاثني عشر ولا من السُنّة ولا أنتمي لأي فرقةٍ منكم أبداً؛ بل جعلني الله حَكَمَاً عدلاً وذا قولٍ فصلٍ بينكم، ولربّما تجدون حُكماً في مسألةٍ ما تتفق مع ما يقوله أحد المذاهب الأُخَر فيظنّ الجاهلون لأمري منكم بأنّي أنتمي إلى هذه الطائفة! ولكن لو تدبَّر بياناتي الأُخرى لوجد أنّي أُخالفها في أحكامٍ أُخرى كثيرة، فيخرج بنتيجةٍ: إذاً ناصر محمد اليمانيّ ليس من هذه الطائفة التي ظنّ بأني أنتمي إليها.

ويا معشر علماء الأمّة إنّما أنا حَكَمٌ بينكم بالعدل وأقول قولاً فصلاً مُستنبِطاً الحكم الحقّ من القول الفصل وما هو بالهزل، ولم أرُدّ الحُكم إلى عقلي؛ بل أستنبط لكم حُكم ربّي في هذه المسألة من القرآن العظيم ومن أحسن من الله حكماً لقومٍ يتّقون؟ مُستمسكٌ بكتاب الله وسنّة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم، وكافرٌ بالسُّنّة اليهوديّة المدسوسة في سنّة محمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ولم آتِكم للدفاع عن القرآن فهو محفوظٌ من التحريف إلى يوم الدين؛ بل جئتكم للدفاع عن سنّة محمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأُبيّن لكم السُّنّة اليهوديّة المدسوسة فيها فأكذِّبها بقول الله مُباشرةً من القرآن العظيم وذلك لأنّ الله أيّدني بالبيان للقرآن لكي أسند الحديث الحقّ مباشرةً إلى القرآن العظيم غير إنّي لا أشتم الذين قيل عنهم إنّهم من صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وهل تدرون لماذا؟ وذلك لأنّ المفترين قد يسندونه إلى الصحابة الحقّ وهم بَرآء من روايته كبراءة الذئب من دم يوسف، وذلك مكر من المنافقين. فإن بيّنتُ لكم حديثاً كان مفترًى على محمدٍ رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - فاستنبطتُ لكم برهان تكذيبه من قول الله برغم أنّ ذلك الحديث مرويٌّ عن بعض الصحابة الأبرار، فأحذِّركم أن تسبّوهم شيئاً فمن سبَّهم فهو آثمٌ قلبه، فهل سمعه منهم حتى يعلم علم اليقين فيشتمهم؟ فما يدريكم؟ بل المنافقون هم المفترون على الله ورسوله وعن صحابته الأخيار وذلك لأنّ الحديث لو جاء مرويّاً عن الصحابي اليهوديّ فلان وعن الصحابي اليهوديّ فلان عن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - لما استطاعوا أن يُضِلّوا الأمّة عن الصراط المستقيم؛ بل كانوا يسندونه إليهم كذباً، غير أنّ في الصحابة سمَّاعون لهم ويظنّونهم لا يكذّبون فلا يقولون لهم غير الحقّ! وكذلك يأخذ عنهم السمّاعون لهم من بعض المسلمين. فوردت إليكم يا معشر علماء الأمّة الإسلاميّة أحاديث تخالف حديث الله في القرآن العظيم جملةً وتفصيلاً، ولا أقول بأنّها تخالف الآيات المتشابهات في اللغة معهن في ظاهرهنّ بل تخالف الآيات المحكمات التي جعلهنَّ الله أمّ الكتاب لا يزيغ عنهنّ إلا هالكٌ في قلبه زيغٌ عن الحقّ الواضح والبيِّن ابتغاء تأويل الآيات المتشابهات من القرآن مع ذلك الحديث المُفترى بمكرٍ خبيثٍ فجعلوه يتشابه مع ظاهرهن ليزعم الذين في قلوبهم زيغٌ عن المحكم بأنّ هذا الحديث جاء بياناً لتلك الآية والتي لا تزال بحاجة إلى التأويل! وقد اتّبعتم المُتشابه يا معشر علماء الأمّة وتركتم المُحكم الواضح والبيّن وهُن أمّ الكتاب، أفلا تتقون؟

وقد وجدتُ طالب العلم يقول بأنّه سوف يدعوني للمُباهلة إنْ لم أتّبع الملّة اليهوديّة المُفتراة في سنّة محمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم، وردّي عليه هو: يا طالب العلم ويا معشر جميع علماء الأمّة على مختلف فرقهم ومذاهبهم، إن كنتم تؤمنون بالقرآن العظيم فلمَ المبُاهلة ما دمتم تؤمنون بالقرآن العظيم؟ فتعالوا إلى حكم الله في القرآن فيما خالفه من السُّنة المحمديّة. ولربّما يودّ أحدكم أن يقول: "إنه لا يعلم تأويل القرآن إلا الله وكفانا ما وجدنا عليه السلف الصالح من قبلنا"، ومن ثم يردّ عليه ناصر اليماني فأقول: لقد قلتَ إن القرآن لا يعلم تأويله إلا الله وجعلتَ القرآن كُله غير مفهومٍ ولا يعلم تأويله إلا الله! فهل عندك سُلطان بهذا أم تقول على الله ما لا تعلم؟ ولكنّ الله يقول إن القرآن
تنقسم آياته إلى آياتٍ مُحكماتٍ واضحاتٍ بيّناتٍ للعالِم والجاهل لا يزيغ عنهنّ إلّا هالكٌ فيتّبع آياتٍ أُخرى في القرآن العظيم لا يعلم تأويلهُنّ إلّا الله، ولأنهنّ لا يزلن بحاجة إلى التأويل وتوضيح المقصود فيهن فاستغلّ اليهود تلك الآيات المتشابهات لغوياً فدسّوا أحاديث تتشابه مع تشابهن اللغوي في ظاهرهن، وكذلك استغلوا الحديث الحقّ عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: [ما تشابه مع القرآن فهو مني]. صدق محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم.

فهذا الحديث سنده من القرآن هو قوله تعالى:
{وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَ‌زُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ‌ الَّذِي تَقُولُ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِ‌ضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا} صدق الله العظيم [النساء:81]؛ بمعنى أنّه إذا كان هذا الحديث النّبويّ من عند غير الله فسوف نجد بينه وبين حديث الله في القرآن العظيم اختلافاً كثيراً، ولذلك قال محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم: [ما تشابه مع القرآن فهو مني]؛ بمعنى أنّه ما اختلف مع القرآن فهو ليس منهُ عليه الصلاة والسلام، ولكن للأسف حتى هذا الحديث الواضح والبيّن لم يفهمه علماء الأمّة ومنهم من يطعن فيه أنّه ليس عن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - الذي لا ينطق عن الهوى عليه الصلاة والسلام؛ بل يوحى إليه القرآن العظيم والسّنة المُهداة.

ولسوف أبيّن لكم يا معشر علماء الأمّة المقصود من حديث محمدٍ رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - بقوله عليه الصلاة والسلام وآله:
[ما تشابه مع القرآن فهو مني]؛ فهو لا يقصد أن تقوموا بتطبيقه مع ظاهر الآيات المتشابهة؛ بل يقصد أن تقوموا بتطبيق المقارنة بين هذا الحديث النّبويّ وبين الآيات المحكمات الواضحات البيّنات، فإذا لم يخالف العقائد التي جاءت فيهنّ فهو عن محمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. وعلى سبيل المثال: الحديث المُفترى عنه عليه الصلاة والسلام وعن أبي هريرة - وأظنّهُ بريئاً من روايته - أنّه قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم:
[إنكم سترون ربكم يوم القيامة كما ترون البدر جليا لا تضامون في رؤيته]
فإذا قمتم يا معشر علماء الأمّة بتطبيقه على المتشابه في القرآن فسوف تجدون وكأنّ هذا الحديث جاء تأكيداً بلا شكّ أو ريب إذ ترونه مطابقاً لقوله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ ﴿٢٢﴾إِلَىٰ رَبِّهَا نَاظِرَةٌ ﴿٢٣﴾} صدق الله العظيم [القيامة].

ولكنّ الله يقصد: منتظرة إلى رحمته تعالى التي كتب على نفسه. تصديقاً لقول الله تعالى:
{قُل لِّمَن مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْ‌ضِ قُل لِّلَّـهِ كَتَبَ عَلَىٰ نَفْسِهِ الرَّ‌حْمَةَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَا رَ‌يْبَ فِيهِ الَّذِينَ خَسِرُ‌وا أَنفُسَهُمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:12].

ولكن يا معشر علماء الأمّة إذا رجعتم لتطبيق هذا الحديث مع المحكم من القرآن فسوف تجدون بأنّ بينه وبين هذا الحديث اختلافاً كثيراً؛ بل سوف تجدون النفي الذي لا يحتمل الشكّ، ومن ثم تعلمون بأنّ هذا الحديث موضوعٌ ليتشابه مع هذه الآية المتشابهة معه لغويّاً وأنّه ليس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنه قال:
[ما تشابه مع القرآن فهو مني]؛ فكيف إنّه يتشابه مع آيةٍ لا تزال بحاجة إلى تأويل ومن ثم يكون مخالفاً للمحكم والواضح والبيّن في هذا الشأن؛ في شأن عقيدة المسلم لرؤية ربه؟! ومن ثم تخرجون بنتيجةٍ أنّ هذا الحديث لم يكن عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم نظراً لأنّه خالف الآيات المُحكمات في هذا الشأن، ولا ينبغي لأحاديث البيان للمُتشابه من القرآن أن تأتي مخالفةً للقرآن المحكم الواضح والبيّن واللاتي جعلهنّ الله هنّ أم الكتاب.

ويا معشر علماء الأمّة الإسلاميّة، إنّما أدافع عن سنّة محمدٍ رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - الحقّ، فهي لم تختفِ بل موجودةٌ بين أيديكم كما القرآن بين أيديكم ولكن المفترين من اليهود دسّوا لكم أحاديثَ تخالف أحاديث السُّنة الحقّ في هذا الشأن وكذلك تخالف الآيات المحكمات (أمّ الكتاب) في القرآن العظيم وأصل العقيدة للمسلم.

وبعد أن بيّنا لكم حكم القرآن في هذا الشأن تعالوا لنطبق الأحاديث في السُّنة المحمديّة - عليه الصلاة والسلام - شرط أن يتمّ التطبيق لهذه الأحاديث مع الآيات المحكمات الواضحات البيّنات والتي جعلهنّ الله أمّ الكتاب في هذا الشأن، ولئن أبيتُم إلا تطبيقه مع المتشابه والذي لا يزال بحاجة إلى تأويلٍ فقد هلكتم لئن فعلتم؛ وذلك لأنّكم تركتم الآيات المحكمات في هذا الشأن واتّبعتم المُتشابه، وإنّ في قلوبكم زيغٌ عن الحقّ لئن اتّبعتم الآيات المتشابهات في القرآن العظيم وتركتم الآيات المُحكمات الواضحات البينات.

فتعالوا لننظر سوياً في سُنّة محمدٍ رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - لكي ننظر هل السُّنّة الحقّ تخالف لحكم الإمام ناصر اليماني من القرآن في شأن الرؤية لله سبحانه؟ وحتماً بلا شكٍّ أو ريبٍ سوف نجد أنّ بين الأحاديث الواردة في هذا الشأن اختلافاً كثيراً فيما بينها، وذلك لأنّ الحقّ منها سوف تجدونه ينطبق مع المحكم تماماً، ولكنّكم سوف تجدون هذا الحديث الحقّ متخالفٌ مع الآيات المتشابهات مع أحاديث أخرى وهي الموضوعة في هذا الشأن، بمعنى أنّنا سوف نجد الحديث الحقّ يتطابق مع المحكم ومُخالف للمتشابه في ظاهره، وأمّا الحديث المفترى فسوف نجده مخالفاً للمُحكم (أمّ الكتاب) في هذا الشأن ولكنه يتّفق مع الآيات المتشابهات في ظاهرهنّ في هذا الشأن.

فلنذهب إلى السّنة لننظر في الأحاديث في هذا الشأن حتى يتبيّن لنا الحديث النّبويّ الحقّ الذي من عند الله ورسوله مِنَ الذي مِنْ عند غير الله ورسوله، فلنبدأ للتطبيق للتصديق للسُّنّة المحمّدية الحقّ، قال محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم مصدقاً للآيات المحكمات في شأن الرؤية؛ قال:
[لن يرى الله أحد في الدنيا ولا في الآخرة]. صدق محمدٌ رسول الله عليه الصلاة والسلام.

وهذا الحديث الحقّ قد اتفق مع القرآن المحكم الواضح والبيّن في قول الله تعالى:
{وَلَمَّا جَاءَ مُوسَىٰ لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَ‌بُّهُ قَالَ رَ‌بِّ أَرِ‌نِي أَنظُرْ‌ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَ‌انِي وَلَـٰكِنِ انظُرْ‌ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ‌ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَ‌انِي فَلَمَّا تَجَلَّىٰ رَ‌بُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ‌ مُوسَىٰ صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ} صدق الله العلي العظيم [الأعراف:143]. {لن تراني}؛ وصدق رسوله الكريم في قوله: [لن يرى الله أحد في الدنيا ولا في الآخرة]، ولكننا نشاهد نوره سُبحانه يشعُّ من وراء حجاب الغمام فتشرق الأرض بنور ربها. تصديقاً لقول الله تعالى في محكم كتابه: {وَأَشْرَ‌قَتِ الْأَرْ‌ضُ بِنُورِ‌ رَ‌بِّهَا} صدق الله العظيم [الزمر:69].

وتصديقاً لقوله عزوجل:
{هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَالْمَلَائِكَةُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ (210)} صدق الله العظيم[البقرة]، فيأتي الحديث الحقّ عن محمدٍ رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - في شأن الرؤية، وقال عليه الصلاة والسلام: [يهبط وبينه وبين خلقه حجاب]، صدق محمدٌ رسول الله عليه الصلاة والسلام. وتصديقاً لقول الله تعالى: {وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ وَنُزِّلَ الْمَلَائِكَةُ تَنزِيلًا} صدق الله العظيم [الفرقان:25].

وتصديقاً لحديث محمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم في نفي رؤيته لربِّه ليلة الإسراء والمعراج. وقال عليه الصلاة والسلام:
[نورٌ أراه]. صدق محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم. ويتّفق هذا الحديث مع الآية المحكمة في قوله تعالى: {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ (51)} صدق الله العظيم[الشورى].

ولكن بالله عليكم يا معشر أولي الألباب تعالوا لنتدبّر حديث الإفك والافتراء والبهتان عن الله ورسوله، غير أني لا أشتم راويهِ، فتدبّروا هذا الحديث الذي يرفضه القرآن والسّنة والعقل والنقل جملةً وتفصيلاً، وقالوا أنّه قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
[قال أناس: يا رسول الله! هل نرى ربنا يوم القيامة؟ فقال: هل تضارون في الشمس ليس دونها سحاب؟ قالوا: لا يا رسول الله! قال: هل تضارون في القمر ليلة البدر ليس دونه سحاب؟ قالوا: لا يا رسول الله! قال: فإنكم ترونه يوم القيامة كذلك؛ يجمع الله الناس فيقول: من كان يعبد شيئاً فليتبعه، فيتبع من كان يعبد الشمس الشمس، ويتبع من كان يعبد القمر القمر، ويتبع من كان يعبد الطواغيت الطواغيت، وتبقى هذه الأمة فيها منافقوها.. إلى أن قال: فيأتيهم الله في الصورة التي يعرفون، فيقول: أنا ربكم، فيقولون: أنت ربنا، فيتبعونه، ويضرب جسر جهنم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فأكون أول من يجيز، ودعاء الرسل يومئذ: اللهم سلم سلم، وبه كلاليب مثل شوك السعدان، أما رأيتم شوك السعدان؟ قالوا: بلى يا رسول الله! قال: فإنها مثل شوك السعدان، غير أنه لا يعلم قدر عظمها إلا الله، فتخطف الناس لأعمالهم، فمنهم الموبق بعمله، ومنهم المخردل ثم ينجو، حتى إذا فرغ الله من القضاء بين عباده وأراد أن يخرج من النار من أراد -أن يخرج ممن كان يشهد أن لا إله إلا الله- أمر الملائكة أن يخرجوهم فيعرفونهم بعلامة آثار السجود، وحرم على النار أن تأكل من ابن آدم أثر السجود، فيخرجونهم قد امتحشوا، فيصب عليهم ماء يقال له: ماء الحياة، فينبتون نبات الحبة في حميل السيل..]
الحديث.

فانظروا إلى شر البَليّة، وشَرّ البَليّة ما يُضحِك:
[فإنكم ترونه يوم القيامة كذلك؛ يجمع الله الناس فيقول: من كان يعبد شيئاً فليتبعه، فيتبع من كان يعبد الشمس الشمس، ويتبع من كان يعبد القمر القمر، ويتبع من كان يعبد الطواغيت الطواغيت، وتبقى هذه الأمة فيها منافقوها.. إلى أن قال: فيأتيهم الله في الصورة التي يعرفون، فيقول: أنا ربكم، فيقولون: أنت ربنا، فيتبعونه ]
فبالله عليكم كيف يتّبعون الله؟ لعبادة من وإلى أين يتبعونه؟ فهل جعلتم الله فاطر السماوات والأرض إنساناً يمشي وأتباعه يمشون وراءه؟ أفلا تعقلون! وتالله لا يتّبعون إلا المسيح الدجال في الدُنيا؛ يقول: "اتّبعوني لأدخلكم جنتي". بل كيف قولهم أنّهم يرون الله يوم القيامة، ثم يقول المفتري إنّ الله يجمع الناس ثم يقول:
[من كان يعبد شيئاً فليتبعه، فيتبع من كان يعبد الشمس الشمس، ويتبع من كان يعبد القمر القمر، ويتبع من كان يعبد الطواغيت الطواغيت، وتبقى هذه الأمة فيها منافقوها..إلى أن قال: فيأتيهم الله في الصورة التي يعرفون]
وهل يعرفون الله من قبل حتى إذا شاهدوا صورته فيعرفونه؟ أفلا تعقلون! فهل إلى هذا الحدّ لا تستخدمون عقولكم يا معشر المُصدِّقين لهذا الافتراء الذي يخالف كتاب الله وسنّة رسوله جملةً وتفصيلاً؟

فهل تريد أن تباهلني يا طالب العلم على هذا الحديث المفترى فتنال لعنة الله بحقّ وحقيقة؟! ولكني والله العلي العظيم لا أريد ربي الله أن يلعنك، فلا تفعل، ولاتجبر المهديّ المنتظَر أن يجيبك إلى المباهلة، وأقسم بالله العلي العظيم إنّك يا رجل تطلب المباهلة من المهديّ المنتظَر الحق، والعجيب في أمرك أنّك تقول أنّك تتّبع كتاب الله وسنّة رسوله، وها أنا ذا آتيك بالآيات المحكمات من كتاب الله فلا تتّبعهن وتصفني بأنّي على ضلالٍ وإنّك على الحقّ، فهل أنت رجُلٌ رشيد؟ فإني أخوِّفك بالقرآن، فهل تخاف وعيد؟
ولن تفلت مني يا طالب العلم..

ويا معشر جميع علماء الأمّة فسوف نحكم في خلافاتكم نقطةً نقطةً، وأعدكم أني لن أستنبط حُكمي إلا من الآيات المُحكمات الواضحات البيِّنات لا يزيغ عنهنّ إلا الذين في قلوبهم زيغٌ فسوف ترونهم ينبذون هذه الآيات وراء ظهورهم وكأنّ ناصر محمد اليماني لم يحاجِّ بهنّ شيئاً؛ بل لا تجدونهم حتى يُعلقوا عليهنّ شيئاً فيحاجّوا ناصر محمد اليماني لماذا أوردهن فما علاقتهن بالموضوع، أو يأتوا بتأويل لهنّ فهم لا يستطيعون لأنهنّ واضحاتٍ ولسنَ بحاجة إلى التأويل نظراً لوضوحهنّ من ربهنّ الذي أنزلهن في مُحكم كتابه. ومن هذه الآيات المُحكمات أستنبط لكم الحكم الحقّ ذلك وعد علينا غير مكذوب، فهل ترونني حاجَجْتكم في عدم رؤية الله جهرةً بالآيات المُتشابهات؟ حاشا لله ربّ العالمين ما أتيتكم إلا بالآيات المحكمات التي تنفي الرؤية
{{لَن تَرَانِي}}.

وأثبتنا بأنّ الله لن يُرى جهرةً سبحانه ولكنه يُكلّم الناس من وراء حجابٍ ومن ثم بيّنا لكم حجاب الغمام بين العبيد والمعبود، وفصَّلنا الحكم في رؤية الله من الآيات المُحكمات ولم أقرب آيةً واحدةً من المُتشابهات، ولكن يا طالب العلم إنّك لا تميِّز بين المُحكم والمُتشابه.

وإليك سؤالي ولجميع علماء الأمّة:
قال الله تعالى:
{إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَٰئِكَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلَا يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} صدق الله العظيم [آل عمران:77].

وقال الله تعالى:
{وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُم مِّنَ الْإِنسِ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُم مِّنَ الْإِنسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا} صدق الله العظيم [الأنعام:128].

فأمّا في الآية الأولى فنجد نفي التكليم من الله للكافرين. وقال تعالى:
{إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَٰئِكَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلَا يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} صدق الله العظيم [آل عمران:77].

ولكن الآية الأخرى المُحكمة سوف تجد بأنّ الله يكلمهم. وقال الله تعالى:
{وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُم مِّنَ الْإِنسِ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُم مِّنَ الْإِنسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا} صدق الله العظيم [الأنعام:128].

والسؤال الموجّه هو في نقطةٍ واحدةٍ في الآيتين وهو في تكليم الله للكفار فالآية الأولى تنفي التكليم من الله للكفار يوم القيامة ومن ثم تجد الآية الأخرى تفيد بأنّ الله يُكلمهم، وقال لهم:
{يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُم مِّنَ الْإِنسِ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُم مِّنَ الْإِنسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا} صدق الله العظيم [الأنعام:128].

وإليك الجواب من الكتاب يا طالب العلم، فلا أريد إحراجك ولا بيان خبرك؛ بل أريد أن أعلّمك إن كنت طالب علمٍ بحقٍّ فأعلمك كيف يضع الشياطين الأحاديث بمكرٍ خطيرٍ، فأما الآية الأولى في قوله تعالى:
{إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَٰئِكَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلَا يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} صدق الله العظيم [آل عمران:77].

وفيها توجد آيةٌ من المُتشابهات، وهو قوله تعالى:
{{وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلَا يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ}} صدق الله العظيم [آل عمران:77]. ولكن الجاهل عن القرآن سوف يظنّ بأنّ الله لا يخاطبهم ولا ينظر إليهم ليراهم وكأنه مُعرِضٌ عنهم سبحانه! وعلى سبيل المثال إن أراد أحد الصحابة من اليهود أن يفتري حديثاً فيقول:"[إن الله لا يكلم الكفار يوم القيامة ولا ينظر ببصره إليهم] وانظروا لقوله تعالى: {وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلَا يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ}"
،ومن ثمّ يستغلّ هذه الآية المُتشابهة المُفترون فيقولون: "بل المسيح عيسى ولد الله يوكله الله بمحاسبة النّاس". وعُلماء الحديث الذين لا يتّبعون غير الحديث وحسبهم ذلك حتماً سوف يظنون أنّ الله يوكل بحساب الكفار أحداً من خلقه، وأما هو فلا يكلمهم ولا ينظر إليهم تصديقاً لهذا الحديث الحقّ في نظرهم، وأعوذ بالله أن أكون من المفترين فيجعلوا حديثاً مُفترى[أن الله لا يكلم الكفار يوم القيامة ولا ينظر ببصرة إليهم].

وإنما ضربت لكم على ذلك مثلاً كيف أنّ أعداء الله يضعون الحديث بمكرٍ خطيرٍ لدرجة أنّ الجاهل عن القرآن لن يشكّ فيه شيئاً وكيف يشكّ فيه ودليله واضحٌ وجليٌّ في القرآن كما يظنّ، وسوف يأتي بالدليل من القرآن وهو قوله تعالى:
{وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلَا يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} وهو يظنّ أنّ هذه الآية مُحكمةٌ واضحةٌ ولا تحتاج إلى تأويلٍ فهي واضحةٌ في نظره أنّ الله لا يكلّم الكفار يوم القيامة ولا ينظر إليهم أي ببصره لأنه غضبان.

وهذا على سبيل المثال لو انتبه لذلك المُفترون وقالوا: "إنّما المسيح عيسى ابن مريم ابن الله هو من سوف يحاسب الناس لأنه ابن الله وذلك لأنّ الله المتكبر سبحانه لا يكلّم الكفار يوم القيامة ولا ينظر إليهم ببصره ولن يحضر يوم الحساب، بل يوكّل عنه ابنه المسيح عيسى ابن مريم ليحاسب الكفار أم لم تقرأوا قول الله تعالى:
{وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلَا يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ}! إذاً الله لا يحضر يوم القيامة ليحاسب الكفار وكيف يحاسبهم وهو لم يكلّمهم ولا ينظر إليهم كما نبأكم في القرآن {وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلَا يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إذاً يوكل للحساب ابنه المسيح عيسى ابن مريم".

فأصبحت الآية موافقة لما يعتقده النصارى، سبحان الله وتعالى علواً كبيراً! وتالله لو أفتري على الله وآتي بهذا الحديث ثم الآية المتشابهة التي توافقه إذاً لاتّخذني النصارى واليهود خليلاً، فأمّا النصارى فيعجبهم ذلك لأنّه وافق عقيدتهم وأما اليهود فهم سوف يعلمون علم اليقين أنهُ افتراءٌ على الله ورسوله، ولذلك سوف يتخذونني خليلاً لو كنت من المُفترين على الله ورسوله.

ويا طالب العلم ويا معشر جميع علماء الأمّة الإسلاميّة، لقد بيّنت لكم كيفية الطريقة التي توضع بها الأحاديث المُفتراة وأنهم يجعلونها تتشابه مع آيات في القرآن تشابهاً لفظيّاً لتظنوا أنّ هذا الحديث جاء بياناً لهذه الآية، وأقسم بالله العلي العظيم أنهم قد أخرجوكم من آيات الله المُحكمات في القرآن العظيم التي لا يزيغ عنهن إلا هالكٌ، وتعالوا لأعلِّمكم تأويل هذه الآية المُتشابهة ما دمتُ قد ذكرتها لكم لكي أريكم طريقة مكر أعدائكم، وأعوذ بالله أن أكون من المُفترين على الله ورسوله، فأمّا التأويل الحقّ لقول الله تعالى:
{{وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلَا يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ}} صدق الله العظيم [آل عمران:77]، فهو لا يقصد سبحانه أنه لا يكلّمهم تكليماً بل يقصد سبحانه أنه لا يكلّمهم بتكليم التفهيم إلى قلوبهم أن يسألوه برحمته التي كتب على نفسه
فيُكلِّمهم كما كلَّم آدم بوحي التفهيم
فيقولون: {رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} صدق الله العظيم [الأعراف:23]، وكذلك لا ينظر إليهم برحمته فيدخلهم جنته ويقيهم من ناره وليس النظر نظر الأعين!

يا قوم اتّقوا المُتشابه من القرآن وذروا تأويله لأهلّه إني لكم من الله نذيرٌ مُبينٌ بالمُحكم من القرآن العظيم. فانظروا لهذا الحديث المُفترى:
وأخرج ابن النجار عن ابن عباس قال "سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الكلمات التي تلقاها آدم من ربه فتاب عليه قال: سأل بحق محمد، وعلي، وفاطمة، والحسن، والحسين، ألا تبت علي فتاب عليه". (كنز العمال - سورة البقرة).
وكذلك:
وأخرج الديلمي في مسند الفردوس بسند رواه عن علي قال "سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن قول الله {فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه} فقال: إن الله أهبط آدم بالهند، وحواء بجدة، وإبليس ببيسان، والحية بأصبهان. وكان للحية قوائم كقوائم البعير، ومكث آدم بالهند مائة سنة باكيا على خطيئته حتى بعث الله إليه جبريل وقال: يا آدم ألم أخلقك بيدي؟ ألم أنفخ فيك من روحي؟ ألم أسجد لك ملائكتي؟ ألم أزوجك حواء أمتي؟ قال: بلى. قال: فما هذا البكاء؟ قال: وما يمنعني من البكاء وقد أخرجت من جوار الرحمن! قال: فعليك بهؤلاء الكلمات. فإن الله قابل توبتك، وغافر ذنبك. قل: اللهم إني أسألك بحق محمد وآل محمد، سبحانك لا إله إلا أنت عملت سوءا وظلمت نفسي فاغفر لي إنك أنت الغفور الرحيم. اللهم إني أسألك بحق محمد وآل محمد سبحانك لا إله إلا أنت عملت سوءا وظلمت نفسي فتب علي إنك أنت التواب الرحيم. فهؤلاء الكلمات التي تلقى آدم". (كنز العمال - سورة البقرة).
فتعالوا لننظر تفسيرها الحقّ في القرآن؛ قال الله تعالى: {فَتَلَقَّىٰ آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} صدق الله العظيم [البقرة:37].

وذلك هو التكليم بالتفهيم إلى القلب يا أولي الألباب، فأوحى الله إلى قلب آدم وزوجته حين أراد أن يرحمهم فكلَّمهم بوحي التفهيم إلى القلب وهذه الكلمات التي أوحاها الله إلى قلوبهم هي قولهم:
{قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} صدق الله العظيم [الأعراف:23]، وهذا النوع من التكليم إلى القلوب هو المقصود من قول الله تعالى: {وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلَا يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} صدق الله العظيم [آل عمران:77].

أي لا يوحي إلى قلوبهم كما أوحى إلى قلب أدم وحواء:
{قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} صدق الله العظيم [الأعراف:23].

وكذلك لا ينظر إليهم برحمته من ذات نفسه سبحانه فيرحمهم، وهو التأويل لقوله تعالى:
{وَلَا يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} صدق الله العظيم، أي لا ينظر إليهم برحمته وليس أعينه سبحانه.

ويا معشر علماء الأمّة، أقسم بالله العظيم أنّ اليهود الشياطين قد أضلّوكم عن سواء السبيل فهلمّوا إلى الحوار من قبل الظهور إلى (موقع الإمام ناصر مُحمد اليماني). فإن كان ناصر محمد اليماني على ضلالٍ مُبينٍ فأنقذوا المُسلمين من علمه الباطل في نظر المُبطلين حتى لا يفتن المُسلمين وإن رأيتم أنّ ناصر مُحمد هو حقاً الناصر لمُحمدٍ رسول الله والقرآن العظيم فقد علمتم حقيقة اسم المهديّ المنتظَر (بأنّ التواطؤ لكي يحمل الاسم الخبر)، فهلمّوا للحوار عاجلاً غير آجل قبل فوات الأوان وذلك لأنه ما جادلني عالِمٌ إلا وغلبته، وأما الجاهل فوالله لو أتيته بترليون ترليون دليل من القرآن العظيم فأستنبطه من الآيات المُحكمات البيِّنات فإنه لن يقتنع ولن يرى الحقّ ومن ثم يحاجني بكل ما خالف الكتاب والسُّنة ومن ثم يزعم أنه مؤمنٌ بالكتاب والسّنة وأنه مستمسكٌ بكتاب الله وسنّة رسوله وهو ليس على كتاب الله ولا سنّة رسوله؛ بل مستمسك بما خالف كتاب الله وسنّة رسوله فيظنّ أنه يدعو إلى الحقّ وإلى صراطٍ مُستقيمٍ وهو يدعو إلى صراط الشيطان الرجيم وليس بقصدٍ منه ولكنه من الذين ضلَّ سعيهم في الحياة الدُنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صُنعاً.

ويا قوم إن عدم رؤية الله جهرةً حجّة لكم على المسيح الدّجال الذي سوف يدّعي الربوبيّة فيكلمكم جهرةً وأنتم تشاهدونه رأي العين جهرةً بين أيديكم إنساناً كمثلكم ترونه، والله ليس إنساناً وليس كمثله شيء سُبحانه وتعالى علوّاً كبيراً.


ويا معشر عُلماء الأمّة وجميع الباحثين عن الحقّ، سبق وأن أنذرناكم بأنّكم دخلتم في عصر أشراط الساعة الكُبرى وأنها سوف تدرك الشمس القمر كما أكّدنا لكم تصديق هذا الشرط المُتكرر في عدد من الشهور، وكذلك أعلنت لكم بأنّها سوف تدرك الشمس القمر بلا شك أو أدنى ريب ونظراً لذلك سوف تُعلن رؤية الهلال المملكةُ العربية السعودية بأنّها ثبتت رؤية هلال شوال لعام 1429 بعد غروب شمس الاثنين رمضان 1429؛ بل تفاجَأ برؤيته جميع عُلماء المملكة الفلكيين وجميع عُلماء الفلك في العالمين؛ بل حتى عُلماء وكالة ناسا الأمريكية، وتلك الآية التي أكّدت لكم وقوعها من قبل الحدث أخبرتكم بأنّها سوف تحدث تصديقاً لأحد أشراط الساعة الكُبر وتصديقاً للمهدي المُنتظر ناصر مُحمد اليماني لتعلموا أنّه الحقّ من ربّكم لعلكم تهتدون، ولكن للأسف فمن بعد التّصديق للحقّ وحصحص أمام الذين يُريدون الحقّ فإذا عُلماء الدين والفلكيين يدخلون في جدل شديد برغم أن المهديّ المُنتظر قد حكم بينهم فيما سوف يختلفون فيه من قبل أن يختلفوا؛ بل وأخبرتهم بأن التي سوف تعلن به هي المملكة العربية السعودية، وكذلك أخبرتهم لماذا سوف تتم رؤية الهلال في ليلة يستحيل فيها رؤية هلال شوال لعام 1429 وللأسف مرةً أُخرى وكأنّ المهديّ المُنتظر ناصر مُحمد اليماني لم يكن بينهم شيئاً مذكوراً! فهل إعراضكم عن المهديّ المُنتظر بقصد التكبّر عليه؟ فسوف يحكم الله بيني وبينكم بالحقّ وهو أسرع الحاسبين.

فكم أُناديكم يا معشر عُلماء الأمّة للحوار وأنتم في منازلكم وليس المطلوب سوى فتح الجهاز للإنترنت العالميّة وكُلّ يدلو بدلوه بموقع الإمام ناصر مُحمد اليماني حتى يتبيّن للمُسلمين وعُلماءهم هل جئتكم بالحقّ أم كُنت من اللاعبين؟ وأعوذ بالله أن أكون من الجاهلين.

وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
أخوكم؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
ــــــــــــــــــ

آخر تحديث: 14-05-2023 07:28 PM