الموضوع: ولسوف نزيد المعذَّبين المُعرضين علماً بالحقّ حرصاً على إنقاذهم من أن يهلكوا بعذاب يومٍ عقيمٍ

1

ولسوف نزيد المعذَّبين المُعرضين علماً بالحقّ حرصاً على إنقاذهم من أن يهلكوا بعذاب يومٍ عقيمٍ..


[ لمتابعة رابط المشاركــة الأصليّة للبيــان ]

https://mahdialumma.online/showthread.php?p=255372

الإمام ناصر محمد اليماني
24 – رجب - 1438 هـ
21 – 04 – 2017 مـ
06:19 صباحاً
( بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى )
___________________


ولسوف نزيد المعذَّبين المُعرضين علماً بالحقّ حرصاً على إنقاذهم من أن يهلكوا بعذاب يومٍ عقيمٍ ..


بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على من اصطفى واختار من الأنبياء والأئمة الأخيار وعلى جميع المؤمنين في كلّ عصرٍ إلى اليوم الآخر، أمّا بعد..

ويا معشر المُسلمين والكافرين المعرضين عن الدعوة إلى الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم واتّباعه، أولاً عليكم أن تعلموا أنّ من سُنّة الله في الكتاب على الذين خلوا من قبلكم أنّه لا قبولَ لإيمانهم بالحقّ من ربّهم حين لا يؤمنون بالحقّ من ربِّهم إلا حين يأتيهم العذاب فلا ينفعهم الإيمان حينها، فتلك سنّة الله في الذين خلوا من قبلكم في الأمم الذين كذبوا بالحقّ من ربِّهم. تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَأَيَّ آيَاتِ اللَّهِ تُنكِرُونَ (81) أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۚ كَانُوا أَكْثَرَ مِنْهُمْ وَأَشَدَّ قُوَّةً وَآثَارًا فِي الْأَرْضِ فَمَا أَغْنَىٰ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ (82) فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَرِحُوا بِمَا عِندَهُم مِّنَ الْعِلْمِ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (83) فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا قَالُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ (84) فَلَمْ يَكُ يَنفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا ۖ سُنَّتَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ ۖ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْكَافِرُونَ (85)} صدق الله العظيم [غافر].

فتدبّروا قول الله تعالى:
{ فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا قَالُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ (84) فَلَمْ يَكُ يَنفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا ۖ سُنَّتَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ ۖ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْكَافِرُونَ (85) } صدق الله العظيم.

وبرغم ما سوف يصيب المُجرمين منكم من العذاب فلا نزال حريصين على إنقاذهم فنعلّمهم كيف يستطيعون تغيير سُنة الله في العذاب في الكتاب التي قد خلت في عباده كونه لا ينفعهم إيمانهم حين وقوع العذاب باستثناء قوم رسول الله يونس عليه الصلاة والسلام. تصديقاً لقول الله تعالى:
{فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَىٰ حِينٍ (98)} صدق الله العظيم [يونس].

كونهم بالدُّعاء استطاعوا أن يغيّروا سُنّة الله في الكتاب بكشف العذاب حين وقوعه عليهم برغم أنّ سنّة العذاب لا مُبدِّل لها غير الله. تصديقاً لقول الله تعالى:
{فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَرِحُوا بِمَا عِندَهُم مِّنَ الْعِلْمِ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (83) فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا قَالُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ (84) فَلَمْ يَكُ يَنفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا ۖ سُنَّتَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ ۖ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْكَافِرُونَ (85)} صدق الله العظيم [غافر].

وليس بسبب الإيمان بدعوة الحقّ من ربهم فحسب حين وقوع العذاب بل بسبب الدُّعاء إلى الربّ من غير شركٍ تصديقاً بالإيمان حينها كما فعل قومُ نبيّ الله يونس عليه الصلاة والسلام فكُشِفَ العذابُ، فغيّروا بالدُعاء سنّة الله في الكتاب لعذاب المعرضين، ولذلك كشفَ اللهُ عنهم عذاب الخزي حين وقوعه بعد أن أصابهم ما أصابهم. ولذلك قال الله تعالى:
{ فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَىٰ حِينٍ (98) } صدق الله العظيم [يونس].

وسبق أن فصّلنا لكم السبب تفصيلاً كونه علّمهم ذلك الرجل الصالح الذي كان يكتم إيمانه فعلّمهم أن يدعوا ربّهم ويعلموا أنّ الله على كلّ شيءٍ قدير وأنّ الله وعد عباده وعداً مطلقاً أنّ من دعاه مخلصاً له الدين في الدعاء من غير أن يُلبِس إيمانه بشركِ المبالغة في عباده المقربين فإنّ الله سوف يُجيب دعوة الداعِ حتى ولو كان كافراً مشركاً بالله، فما دام دعا الله مخلصاً مستيئِساً أنْ ليس له إلا رحمة ربّه فمن ثمّ يجد الله غفوراً رحيماً، وحتى لو يعلم الله أنّه سوف يعود إلى الشرك بالله من بعد إذ نجّاه فإنّ الله يُجيب دعوة عباده الذين يدعونه مخلصين له الدين في الدعاء، فما داموا قد أخلصوا لله في الدُّعاء جاءت الإجابة من الربّ بسبب تحقّق الشرط الرئيسي في الدعاء وهو أنه لم يدعُ مع الله أحداً.

وعلى سبيل المثال: المُشركون من عبدة الأصنام حين يأتيهم الموج في البحر بسبب الريح العاصف فمن ثم ينسون ما يشركون ويدعون الله وحده مخلصين لهُ الدّين يعِدونه بالشكر من بعد الإجابة. وقال الله تعالى:
{وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً مِّن بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُمْ إِذَا لَهُم مَّكْرٌ فِي آيَاتِنَا ۚ قُلِ اللَّهُ أَسْرَعُ مَكْرًا ۚ إِنَّ رُسُلَنَا يَكْتُبُونَ مَا تَمْكُرُونَ (21) هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ ۖ حَتَّىٰ إِذَا كُنتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِم بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ مِن كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ ۙ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنجَيْتَنَا مِنْ هَٰذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ (22) فَلَمَّا أَنجَاهُمْ إِذَا هُمْ يَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ ۗ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَىٰ أَنفُسِكُم ۖ مَّتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُكُمْ فَنُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (23)} صدق الله العظيم [يونس].

اللهم قد علّمتُهم بما لم يُعلّمه الرسلُ لأقوامِهم كيف يكشفون العذاب وكيف تغيير سنّة الله في عذاب المُعرضين، والحمد لله أنّي أجد الإجابة لدعائهم في علم الغيب في الكتاب من بعد وقوع العذاب. تصديقاً لقول الله تعالى:
{فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُّبِينٍ (10) يَغْشَى النَّاسَ ۖ هَٰذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ (11) رَّبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ (12) أَنَّىٰ لَهُمُ الذِّكْرَىٰ وَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مُّبِينٌ (13) ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَّجْنُونٌ (14) إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلًا ۚ إِنَّكُمْ عَائِدُونَ (15) يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَىٰ إِنَّا مُنتَقِمُونَ (16)} صدق الله العظيم [الدخان].

وليس الرسول هو الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني، فاحذروا الاعتقاد بالباطل، فلا رسولَ من بعد خاتم الأنبياء والمُرسَلين محمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم، كونه لا وحيٌ جديدٌ؛ بل المهديّ المنتظَر يبعثه ناصرَ محمدٍ أي ناصراً لما جاء به خاتم الأنبياء والمرسلين محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وجميع المرسلين وكافة المؤمنين وأسلّمُ تسليماً. فلا يزال الإمام المهديّ ناصرُ محمدٍ حريصاً عليكم بالمؤمنين رؤوفاً رحيماً.

واقتربَ عذاب الله وأنتم في غفلةٍ مُعرضون، إنّا لله وإنّا إليه راجعون، اللهم إنّك أرحمُ بعبادك من عبدك ووعدك الحقّ وأنت أرحم الراحمين.

خليفة الله وعبده الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني..
________________

آخر تحديث: 30-01-2021 06:21 PM