الموضوع: الردّ الملجم بسلطان العلم على الباحث عن البينة الذي هو ذاته الباحث عن الباطل

1

الردّ الملجم بسلطان العلم على (الباحث عن البينة) الذي هو ذاته (الباحث عن الباطل)..

https://mahdialumma.online/showthread.php?p=144542

الإمام ناصر محمد اليماني
26 - رجب - 1435 هـ
25 - 05 - 2014 مـ
04:45 صباحاً
( بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى )
ــــــــــــــــــــ


الردّ الملجم بسلطان العلم على (الباحث عن البيِّنة) الذي هو ذاته (الباحث عن الباطل) ..

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على كافة أنبياء الله ورسله من أوّلهم إلى خاتمهم محمد رسول الله لا نفرّق بين أحدٍ من رسله ونحن له مسلمون، أمّا بعد..
ويا أيّها الباحث عن البينة، إنّ ربّك بك عليمٌ، إنّما جئت َلتصدَّ عن اتِّباع الصراط المستقيم وتحرِّف الكلم عن مواضعه المقصودة يا من أمِنْتَ مكر الله والله خير الماكرين بالحقّ من غير ظلمٍ والحكم لله وهو خير الفاصلين.

ونأتي أولاً لبيان قول الله تعالى:
{وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمْ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ(222) نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ} صدق الله العظيم [البقرة:222-223].

وهذه من الآيات المحكمات البيِّنات يتكلم فيها ربّ العالمين عن رحم المرأة أنّه جعله حرثاً لذرية البشر لينبتوا فيه خلقاً من بعد خلقٍ، وأمركم الله أن لا تقربوا الرحم وفيه أذى الدم لكون جماع رحم الحائض يسبب الأذى للمرأة بداء الالتهاب، ثم تنتقل فيما بعد الالتهابات كذلك للرجل، ولذلك قال الله تعالى:
{وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمْ اللَّهُ} صدق الله العظيم، فانظر لقول الله تعالى: {وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمْ اللَّهُ} صدق الله العظيم؛ بمعنى أنّه لا يجوز للرجل أن يأتي زوجته إلا في مكان الحرث للأبناء! ولذلك قال الله تعالى: {فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمْ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ(222) نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ} صدق الله العظيم. والبيان الحقّ لقول الله تعالى: {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ} صدق الله العظيم؛ أي نساؤكم حرثٌ لذريّتكم كما الأرض حرْثٌ للثمار، وحرث ذرية البشر جعله الله رحم المرأة.

وأما قول الله تعالى:
{ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ } صدق الله العظيم؛ فأتوا حرثكم أنّى شئتم وفي ذلك توصية من الله بعدم مباشرة رحم المرأة إلا بعد المداعبة لاستحضار الشهوة والرغبة الجنسيّة، وذلك وحتى يتحقّق نمو البذور البشريّة في الرحم فلا بد أن يأتيها زوجُها من بعد أن يتطهر الرحم من الحيض، وكذلك عدم المباشرة إلا من بعد المداعبة لحدوث الشهوة الجنسيّة ليتحقق نمو البذر البشري في حرثه، والمهم أنّ الرحم هو الحرث لذرية البشر، ولذلك قال الله تعالى: {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ} أي حرثٌ لذريتكم. وأكرر وأقول قال الله تعالى: {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ} أي حرثٌ لذريتكم. ولذلك قال محمدٌ رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلّم- في الرؤيا الحقّ: [ كان مني حرثك وعليٌّ بذرك]، ويقصد ذرية آل البيت التي جاء منها الإمام المهديّ أنّ الحرث كان من محمدٍ رسول الله -صلَّى الله عليه وآله وسلّم- وهي ابنته فاطمة عليها الصلاة والسلام، ثم قال وعليّ بذرك ويقصد ذريّة الإمام علي بن أبي طالب عليه الصلاة والسلام. ولكن عدو الله اللدود من ذريّات اليهود جاء ليحرّف الكَلِم عن مواضعه ويبغيها عوجاً!

ومن ثم نأتي للنقطة الثانية والتي يقول فيها:
يقول الأخ ناصر اليماني أن النَّبيّ صلى الله عليه وسلم قال له في الرؤيا : (( يؤتيك اللهُ علم الكتاب )) ، وحسبما علمنا من بيانات الأخ ناصر اليماني أن الله قد آتاه علم الكتاب وأنه هو المقصود من قول الله تعالى ((قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ)) ، وأن الأمين جبريل عليه السلام عنده علم من الكتاب وهو الذي أتى بعرش ملكة سبأ قبل أن يرتد طرف النَّبيّ سليمان عليه الصلاة والسلام إليه ((قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ )).
ومن ثم يقول محرّف الكلم عن مواضعه:
"ما دام عندك علم الكتاب يا ناصر محمد فلماذا لا تصنع المعجزات؟"
ومن ثم نقول: إنّما آيات المعجزات عند الله؛ له الأمر من قبل ومن بعد. ومن ثمّ نرد ّعلى المعاند للحقِّ ونقول: ليس أنّ الذي عنده علمٌ من الكتاب أحضر العرش نظراً لأنه يحيط بعلم شيءٍ ما في الكتاب؛ بل ذهب وأحضره بذاته في أقرب من لمح البصر وهو روح الله المَلَك جبريل عليه الصلاة والسلام، وهو الذي أحضر جدّي محمد رسول الله -صلَّى الله عليه وآله وسلّم- من الثرى إلى سدرة المنتهى ليلة الإسراء والمعراج برغم مسافة ملايين السنين الضوئيّة ما بين الأرض وسدرة المنتهى عرش الربّ العظيم كما سبق بيانه من قبل، وكذلك جبريل عليه الصلاة والسلام هو من أحضر عرش ملكة سبأ وليس سببُ إحضاره أن عنده علم من الكتاب؛ بل يعود ذلك للقوة والسرعة الذاتية. فانظروا لقول عفريت من الجنّ؛ قال: {أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن تَقُومَ مِن مَّقَامِكَ ۖ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ (39)} صدق الله العظيم [النمل:39].

ولكن جبريل عليه الصلاة والسلام هو أشدّ سرعةً وأقوى من ذلك العفريت، وقد وصفه الله بالقوة في قول الله تعالى:
{وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى (1) مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى (2) وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (4) عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى (5) ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى (6) وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى (7) ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى (8) فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى (9) فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى (10) مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى (11) أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى (12) وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى (13) عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى (14) عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى (15) إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى (16) مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى (17) لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى (18)} صدق الله العظيم [النجم].

وبيان قول الله تعالى:
{عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى (5) ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى (6)} صدق الله العظيم، أي روح القدس جبريلَ عليه الصلاة والسلام ذا مرةٍ فاستوى إلى رجلٍ سويٍّ وهو بالأفق الأعلى، وجاء إلى النَّبيّ عليه الصلاة والسلام من بعد أن استوى إلى بشرٍ سويٍّ فأوحى الله لعبده ما أوحى إليه جبريل عليه الصلاة والسلام. وكذلك رأى النَّبيّ المَلَك جبريل نزلةً أخرى بصورته الملائكيّة عند سدرة المنتهى لكونه كان دوماً يراه بشراً سوياً ثم رآه نزلةً أخرى قد عاد إلى هيئته الأولى؛ مَلَكَاً عظيمَ الخلقة حين وصلا إلى سدرة المنتهى، وعاد الملك جبريل إلى هيئتِه الملائكيّة ليخرَّ لربِّه ساجداً بين يديه. وبما أنّ النَّبيّ كان يراه بصورة بشرٍ سويٍّ وبما أنّه عاد لهيئته الملائكيّة عند سدرة المنتهى، ولذلك قال الله تعالى: {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى (13) عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى (14) عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى (15)} صدق الله العظيم.

وعلى كل حالٍ ليس سبب إحضار العرش من وادي سبأ إلى بلاد الشام نظراً لأنّ عنده علم من الكتاب! فليس الكتاب على (شفرات) علميّة وبسبب علمه بتلك (الشِّفرة) أحضر العرش! كلا وربّي الله، وإنما أحضره بسرعته وقوته بإذن الله، وإنّما أشار الله لدرجته العلميّة أنّه ليس شخصاً عادياً بل مكرّم بالعلم، وأما إحضار العرش فهو يعود إلى سرعته الذاتيّة، وكذلك قدرته على حمل عرش الملكة فيحتاج لقوةٍ كي يحمله، ولذلك قال عفريتٌ من الجنِّ: {أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن تَقُومَ مِن مَّقَامِكَ ۖ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ (39)} صدق الله العظيم [النمل]. فانظر لقول العفريت: {وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ} أي إنّه ذو قوةٍ قادرٌ على حمله وكذلك أمينٌ عليه، ولكنّك وأمثالك من الذين يفرِّقون بين أسماء الله الحسنى يقولون: "إنّ الذي عنده علم من الكتاب؛ فبما أنّه يعلم اسم الله الأعظم فدعا الله به لإحضار العرش" ويا سبحان الله العظيم! فهل اسم (الله) ليس من أسمائه الحسنى حتى تزعمون أنه يوجد اسمٌ أعظم من الاسم (الله) فدعا الله به ليحضر عرش الملكة؟ فكم الذين يزعمون ذلك قومٌ جاهلون! بل لله الأسماء الحسنى فادعوا الله أو ادعوا الرحمن أيّاً ما تدعوا فله الأسماء الحسنى دونما تفريقٍ. تصديقاً لقول الله تعالى: {قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَٰنَ ۖ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ} صدق الله العظيم [الإسراء:110].

فانظروا لقول الله تعالى:
{أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ} صدق الله العظيم؛ بمعنى أنّه لا يوجد اسمٌ أعظم من اسمٍ، سبحانه! وإنّما يوصف الاسم الأعظم بالاسم الأعظم لكونه النَّعيم الأعظم أي النَّعيم الأعظم من نعيم الجنة كما علَّمناكم أنّه صفة لرضوان نفس الربِّ على عباده يجدونه نعيماً أعظم من نعيم الجنّة. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَعَدَ اللّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (72)} صدق الله العظيم [التوبة].

ولكن الضالين يقولون : "إنّ الذي عنده علم من الكتاب أحضر العرش من سبأ اليمن إلى بلاد الشام نظراً لأنه يحيط باسم الله الأعظم"! وإنّهم لكاذبون ويقولون على الله ما لا يعلمون.

ومن ثم نأتي لموضوعٍ آخر وهو بيان قول الله تعالى:
{فَلَمَّا جَاء أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ مَّنضُودٍ} صدق الله العظيم [هود:82]. ثمّ نجد الجاهلين يقولون: "إنّ المَلَكَ جبريل رفع بجناحه قرية قوم لوطٍ حتى سمع أهل السماء صياح ديكة قوم لوط ونباح كلابهم، فمن ثم ألقى بالقرية من علّيّين بالفضاء الكوني"! فمن ثم نقول: إذاً فلن يجد الأقوامُ من بعدهم أيّ أثر لقرية قوم لوطٍ على الأرض لكونها انتثرت في الفضاء الكوني حسب فتوى الذين لا يعلمون، ولكنّنا نجدها في القرآن قريةً موجودةً على سطح الأرض في زمن تنزيل القرآن وقد أصابها وابلُ مطرِ الحجارة من كوكب العذاب من قبل تنزيل القرآن فأهلكهم، ولذلك قال الله أنّه كان يمرُّ عليها المسافرون من مكة إلى بلاد الشام وهي في طريقهم، ولذلك قال الله تعالى: {وَلَقَدْ أَتَوْا عَلَى الْقَرْيَةِ الَّتِي أُمْطِرَتْ مَطَرَ السَّوْءِ ۚ أَفَلَمْ يَكُونُوا يَرَوْنَهَا ۚ بَلْ كَانُوا لَا يَرْجُونَ نُشُورًا (40)} صدق الله العظيم [الفرقان].

فانظروا لقول الله تعالى:
{الْقَرْيَةِ الَّتِي أُمْطِرَتْ مَطَرَ السَّوْءِ ۚ أَفَلَمْ يَكُونُوا يَرَوْنَهَا} صدق الله العظيم؛ بمعنى أنّها موجودةٌ على سطح الأرض ولم تتناثر القرية بالفضاء الكوني كما يقولون على الله ما لا يعلمون، ولكن ما هو مطر السَّوء الذي أصاب قرية قوم لوطٍ؟ وتجدون الجواب في الكتاب: {فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ} صدق الله العظيم [هود:82].

أي جعل عالي الأرضِ الأرضَ السفلى وهي كوكب العذاب، فأمطر على الأرض حجارةً من نارٍ فأهلكتهم. ونَعَمْ؛ كل الاتجاهات من الأرض إلى الأعلى للناظرين إلى السماء من أي كوكبٍ سواء يكون بالفضاء الكونيّ العلويّ أم السفليّ فجميع الاتجاهات إلى الأعلى، وسبقت فتوانا في هذا عند بيان كوكب النار أنّه ملأٌ أعلى بالنسبة لأهل الأرض البشر، وكذلك أرض البشر ملأٌ أعلى بالنسبة لأهل النّار، وكوكب النار كما قلنا ملأٌ أعلى بالنسبة لأهل الأرض. ورجوتُ من الله أن يُحييك ويطيل في عمرك حتى ترى كوكب العذاب (بنَياني أعينك) حين يمطر بحجارةٍ من نارٍ على أرض البشر فيصيب به من يشاء ويصرف عذابه عمّن يشاء، وإلى الله ترجع الأمور. وقال الله تعالى:
{ذَٰلِكَ جَزَيْنَاهُم بِمَا كَفَرُوا ۖ وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ (17)} صدق الله العظيم [سبأ].

وسبقت فتوانا أنّ الأراضين السبع حقيقةٌ كونيّةٌ تجدونها على الواقع الحقيقي سبعَ أراضين طباقاً، وليست أرض البشر من ضمن الأراضين السبع الطباق؛ بل الأرضون السبع انفتقْنَ جميعاً من أرض البشر، وكذلك انفتق منها السماوات السبع بكامل نجومها وأقمارها، وانفتقت من الأرض الأم السماواتُ السبع والأرضون السبع. تصديقاً لقول الله تعالى:
{اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً (12)} صدق الله العظيم [الطلاق].

وما هو الأمر الذي يتنزَّل؟ والجواب: إنه القرآن العظيم يتنزّل على البشر في الأرض الأمّ ولم يجعلها من ضمن الأراضين السبع؛ بل هي الأمُّ التي انفتقتْ منها الأرضين السبع والسماوات السبع، ألا وإنّ جميع الأراضين السبع يوجدن من بعد أرض البشر في الفضاء الكوني من الأدنى لا شك ولا ريب تجدوهنّ اليوم على الواقع الحقيقي. وبما أنّ هذا البيان يحتاج إلى حقيقةٍ كونيّةٍ على الواقع الحقيقي ولذلك فلا بد أن تجدوا من بعد أرض البشر سبعة كواكب أرضيةٍ لا شك ولا ريب ولا جدال في هذا أنّه حق؛ فتجدوا سبع أراضين من بعد أرض البشر وأحدهم كوكب جهنم ومن فيه ملأٌ أعلى بالنسبة لأرض البشر، وكذلك أرض البشر ملأٌ أعلى بالنسبة لأهل النار وبئس القرار.

ومن ثم نأتي للنقطة الرابعة والتي يجادلنا فيها هذا الممتري بالباطل، فيقول:

4- يقول ناصر اليماني أن أصحاب الكهف هم الأنبياء إلياس وإدريس واليسع عليهم السلام ، وأن الكهف يوجد في أعلى مكان في شبه الجزيرة العربية ولذلك قال الله عن النَّبيّ إدريس { وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا (56) وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا } أي إشارةً إلى مكان الكهف !! فلماذا إدريس بالذات ؟ أليس أخواه إلياس واليسع معه في ذات الكهف ( المكان العليّ ) ؟
ومن ثمّ نردّ عليه بالحق ِّونقول: إنّ ذلك من أسرار الكتاب، وإنّما جعل الله ذكر إدريس إشارة لمن معه، أم تريد أن يقول رفعناهم مكاناً علياً؟ ولكنّه كان يتكلم عن إدريس؛ بل اكتفى بذكره فإذا عرفنا مكانه فقد عرفنا مكان إخوته الذين معه، ولم يَرِدْ في القرآن أنّه رفع أجساد الأنبياء مع الأرواح من بعد موتهم؛ بل يتمّ رفع أرواحهم وتبقى أجسادهم في الأرض، وتلك سُنّة الله في خلقه وجميع أجساد الأنبياء في الأرض. أم عندك سلطانٌ مبينٌ أنّ الله رفع نبيّه إدريس من الأرض بشحمه ولحمه إلى السماوات العلى؟ قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين؟

ومن ثم نأتي إلى النقطة الخامسة والتي يقول فيها هذا الرجل الذي يظهر الإيمان ويبطن الكفر والمكر ليصدّ عن اتِّباع الذِّكر فيقول:
5- يقول الأخ ناصر اليماني ما نصه : (((وهم أهل قرية من القرون الأولى من قبل إبراهيم ولوط وشُعيب ومن بعد نوح وثمود بعث الله رسوله إدريس عليه الصلاة والسلام لينذر أصحاب الرسّ، ويقصد بالرس أي الجبل والرواسي أي الجبال ومفردّ الرواسي (الرسّ) أي الجبل... )) ، ومعذرةً يا أخي اليماني فالرس ليس مفرد الرواسي ، فكلمة الرواسي مفردها : الراسية وتُجمع على الراسيات والرواسي ، فالرواسي على وزن الضَّوارِي ومفردها : الضارية وتُجمع على الضاريات والضواري وهي الحيوانات المفترسة ، وكذلك كل جمعٍ على وزن ( فواعل ) للمؤنث فمفرده على وزن ( فاعلة ) كالصوارخ والبواكي فالمفرد منهما هو الصارخة والباكية ، فمن أين أتيْت بهذا المفرد للرواسي بأنه الرس يا أخانا اليماني الكريم ؟!
ومن ثم نردّ عليك بالحقّ ونقول: إن الرسَّ من مفردات أسماء الجبل شئت أم أبيت، والرواسي أي الجبال، والرسّ أي الجبل. ولا أتبع كلَّ معجمَكم اللغوي وليس لي دراية به، ولكنّي علمت ذلك من خلال البيان الحقّ لقصة أصحاب الكهف، والأيام بيننا، ولستُ مكلفاً بالبحث عنهم وإنّما كانت المحاولات تطوّعاً منيّ ومن بعض أنصاري، وأبى الله إلا أن يبقوا مكانهم إلى يوم بعثهم بعد مرور كوكب العذاب مباشرةً، وهم لا يزالون رقوداً حتى الساعة.

وبالنسبة للرقيم فهو معطوفٌ عليهم أنّه من آيات الله عجباً للناس كما سيعجبون من أصحاب الكهف، فكذلك الرقيم سينالهم العجب منه. تصديقاً لقول الله تعالى:
{أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا (9)} صدق الله العظيم [الكهف].

فانظر أنّه جمع الرقيم بأصحاب الكهف، ولذلك قال الله تعالى:
{كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا (9)} صدق الله العظيم. ومن هم الذين كانوا من آياتنا عجباً؟ وتجدون الجواب في محكم الكتاب أنّهم {أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ}. فما هو الرقيم؟ وهو رقمٌ مضافٌ إليهم. وحتى ولو فرضنا أنّه كان هذا الشيء العجب جماداً فهو كذلك رقمٌ أُضيف إلى آيات العجب للناس، كما نقول (فلانٌ وفلانٌ) وهنا ذكرنا شيئين، وكذلك أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجباً.

وإنك لتحرّف الكَلِم عن مواضعه من بعد ما عقلته والحكم لله من قبل ومن بعد، فلو كنت صادق النوايا وأنّك باحثٌ عن البينة فهيا أظهر لنا صورتك واسمك الحقّ حتى يتم البحث عن حقيقتك؛ هل أنت من علماء المسلمين أم من علماء الشياطين من اليهود الذين يُظهرون الإيمان ويُبطنون الكفر والمكر للصدّ عن اتِّباع الذِّكر؟ فها هو الإمام ناصر محمد اليماني يظهر بصورته إلى جانب بياناته، وكذلك ظهرنا بفيديوهات حيّةٍ وقنواتٍ في مواضيع أُخر.

وأما الحوار فهو كما أُمرتُ عن طريق القلم الصامت حتى لا تستطيع أنت وأمثالك المقاطعة والتشويش، وذلك حتى نكتب سلطان العلم من محكم القرآن العظيم ونلجم به الممترين إلجاماً.

وكذلك يقول هذا الشيطان المريد أنّه لا يمكن أن يُقال:
{سَيَقُولُونَ} إلا إذا كان للمستقبل القريب وليس البعيد، ويا للعجب! فهل جعلتَ لكلمات اللغة العربية مادةً حافظةً تنتهي في ميقاتٍ معلومٍ؟ ولكن الله سبحانه قال تعالى: {سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ مَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاءً ظَاهِرًا وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِنْهُمْ أَحَدًا} صدق الله العظيم [الكهف:22].

فهو يتكلم عن القول الحقّ الذي سيقال في المستقبل وليس شرطاً يكون قريباً أو بعيداً، والمهم أنّ ذلك القول هو القول الحقّ الذي سيقال في المستقبل:
{سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ}، ولم يقل الله أنّ ذلك القول رجمٌ بالغيب؛ بل ثلاثة رابعهم كلبهم، وهذا الذكر يخصّ أصحاب الكهف الذي تجادل فيهم أهلُ الكتاب والذين يقولون عددهم كذا وكذا رجماً بالغيب من عند أنفسهم. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ مَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاءً ظَاهِرًا وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِنْهُمْ أَحَدًا} صدق الله العظيم [الكهف:22].

فانظر لتوصية الله تعالى إلى نبيه:
{فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاءً ظَاهِرًا وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِنْهُمْ أَحَدًا} صدق الله العظيم؛ بمعنى أن لا يستفتِ في أصحاب الكهف من أهل الكتاب أحداً لكونهم يقولون عنهم رجماً بالغيب من عند أنفسهم، وكذلك لم يحِط اللهُ نبيَّه عن عددهم لكون بيانهم سيكون معجزةً لهذا القرآن العظيم -أنّه حقاً قد تلقّاه من عند ربِّه محمدٌ رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلّم- في زمن بعث الإمام المهديّ لكون أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آيات الله عجباً، والأيام بيننا فلا تمارِ فيهم يا هذا إلا مراءً ظاهراً حتى يأتي قدرُ بعثهم؛ آياتٍ لكم من أنفسكم عجباً من بعد رؤية مرور كوكب العذاب بالآفاق. تصديقاً لقول الله تعالى: {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الحقّ} صدق الله العظيم [فصلت:53].

وكذلك يريد هذا الذي يزعم أنه باحثٌ عن البيّنة أن يثبت حقيقة صحة أحاديث عذاب القبر وأنّه روضةٌ من رياضِ الجنة أو حفرةٌ من حفر النار! فمن ثم نقيم عليه الحجّة بالحقّ ونقول: هيا صوّر لنا قبر مؤمنٍ أنّه صار روضةً من رياض الجنة، أو قبر كافرٍ أنّه صار حفرةً من حفر النيران! بل تلك أحاديث القبر من افترائكم يا أعداء الله، وذلك حتى لا يصدّق البشر بنعيم الجنة وعذاب النار بسبب افتراءكم بعذاب القبر في حفرة السوءة،
وسبقت فتوانا بالحقّ أنّ العذاب البرزخي هو على النفس وحدها من بعد موتها. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلَوْ تَرَىٰ إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنفُسَكُمُ ۖ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الحقّ وَكُنتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ (93)} صدق الله العظيم [الأنعام].

وكما قلنا أنّ أصحاب النار ملأٌ أعلى بالنسبة لأهل الأرض. تصديقاً لقول الله تعالى:
{قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ ( 67 ) أَنْتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ ( 68 ) مَا كَانَ لِيَ مِنْ عِلْمٍ بِالْمَلإِ الأَعْلَى إِذْ يَخْتَصِمُونَ ( 69 ) إِنْ يُوحَى إِلَيَّ إِلا أَنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ ( 70 )} صدق الله العظيم [ص].

وربّما يودُّ أحدُ السائلين أن يقول: "ومن هم المختصمون؟ كون خصامهم واضحٌ وأنّهم ملأ أعلى بالنسبة لأهل الأرض؟". ومن ثم نكتفي برد الجواب من الربِّ مباشرةً. قال الله تعالى:
{هَذَا فَوْجٌ مُقْتَحِمٌ مَعَكُمْ لَا مَرْحَبًا بِهِمْ إِنَّهُمْ صَالُوا النَّارِ (٥٩) قَالُوا بَلْ أَنْتُمْ لَا مَرْحَبًا بِكُمْ أَنْتُمْ قَدَّمْتُمُوهُ لَنَا فَبِئْسَ الْقَرَارُ (٦٠) قَالُوا رَبَّنَا مَنْ قَدَّمَ لَنَا هَذَا فَزِدْهُ عَذَابًا ضِعْفًا فِي النَّارِ (٦١) وَقَالُوا مَا لَنَا لَا نَرَى رِجَالًا كُنَّا نَعُدُّهُمْ مِنَ الْأَشْرَارِ (٦٢) أَتَّخَذْنَاهُمْ سِخْرِيًّا أَمْ زَاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصَارُ (٦٣) إِنَّ ذَلِكَ لَحَقٌّ تَخَاصُمُ أَهْلِ النَّارِ (٦٤)}. إلى قول الله تعالى: {قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ ( 67 ) أَنْتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ ( 68 ) مَا كَانَ لِيَ مِنْ عِلْمٍ بِالْمَلإِ الأَعْلَى إِذْ يَخْتَصِمُونَ ( 69 ) إِنْ يُوحَى إِلَيَّ إِلا أَنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ ( 70 )} صدق الله العظيم [ص].

وقد اقترب النبأ العظيم وأنتم عن الحقّ معرضون، ولسوف تعلمون يا معشر المعرضين.

وكذلك نجد هذا الرجل من الذين ينكرون بعث المهديّ المنتظَر جملةً وتفصيلاً، ولكنه يفتي في مسألة نفي بعث المهديّ المنتظَر بحذرٍ شديدٍ حتى لا يدخل في عراكٍ جدليّ مع السُّنة والشيعة، واكتفى بالفتوى بالإشارة أنه لم يَرِد في الصحيحين ذكرُ أحاديث بعث المهديّ المنتظَر.

ومن ثم نقول لك: لكنّ أحاديث بعث المهديّ المنتظَر لا تتعارض مع محكم القرآن العظيم؛ بل تزيده بياناً وتوضيحاً لقول الله تعالى:
{هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الحقّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ} صدق الله العظيم [التوبة:33].

وإنّما يبعث الله الإمام المهديّ المنتظَر ناصرَ محمدٍ أي ناصراً لمحمدٍ رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلّم، فاسمع يا هذا! لسوف نسهّل عليك الأمر كثيراً ما دمت جئت متحدياً لغويّاً ونحويّاً، فمن ثم نقول: عليك أن تثبت لغوياً أن التواطؤ يقصد به التطابق فإن أثبت لغوياً أن التواطؤ يقصد به التطابق فقد انتصرت على الإمام المهديّ ناصر محمد، ولن تستطيع يا صاحب اللسان العربي المعوّج الذي يبغيها عوجاً وهو يعلم أنّ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني هو الإمام المهديّ الحقّ من ربّه لا شك ولا ريب! فكم تجهد نفسك في البحث في بيانات الإمام ناصر محمد اليماني فلم تجد إلا أن تختلق اختلاقاً فتغير الكلم عن مواضعه عمداً وعدواناً، وسوف تموت بغيظك بإذن الله.

وكذلك يقول هذا الذي يزعم أنّه باحثٌ عن البيّنة ما يلي:
فالأهم منها أن ناصر اليماني يقول أن نبي الله هارون هو الذي أبلغ بني اسرائيل أن الله قد اصطفي طالوت ملكاً عليهم ، ولكن الله يقول : { وَقَالَ لَهُمْ نِبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَن يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِّمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلآئِكَةُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ }، فكيف بالله يكون المتكلم هو النَّبيّ هارون ويقول لقومه { وَبَقِيَّةٌ مِّمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ } ؟!! كيف بالله يقول عن نفسه وهو مازال حيّاً و موجوداً بينهم : { مِّمَّا تَرَكَ } ؟!! هل يُعقل أن يكون المتكلِّم في الآية هو نبي الله هارون – على حد قوْل اليماني – ثم يتكلم هارون على ما تركه آلُ هارون (وليس ما تركه هو نفسه) ويكون هو المتكلِّم المُخبِر لبني اسرائيل ؟ هل هذا أمر منطقي يقبله العقل السليم ويقبل تسمية هذا التناقض في التفسير بالبيان الحقّ للقرآن ؟!!
انتهى..

ومن ثم نردّ عليه بالحقّ ونقول: فهل تريده أن يقول فيه بقية مما ترك آل موسى وأنا؟ ونكرر السؤال مرةً أخرى ونقول: فهل تريد من هارون عليه الصلاة والسلام أن يقول فيه بقيةٌ مما ترك آل موسى وأنا! أم إنّ الصحيح هو أن يقول: {وَقَالَ لَهُمْ نِبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَن يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِّمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلآئِكَةُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ}؟ صدق الله العظيم [البقرة:248].

ويا رجل، إن بعث الإمام طالوت الذي جعله الله إماماً لبني إسرائيل هو بعد التيه لبني إسرائيل أربعين سنةً. تصديقاً لقول الله تعالى:
{قَالُوا يَا مُوسَىٰ إِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا أَبَدًا مَّا دَامُوا فِيهَا ۖ فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ (24) قَالَ رَبِّ إِنِّي لَا أَمْلِكُ إِلَّا نَفْسِي وَأَخِي ۖ فَافْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ (25) قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ ۛ أَرْبَعِينَ سَنَةً ۛ يَتِيهُونَ فِي الْأَرْضِ ۚ فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ (26)} صدق الله العظيم [المائدة].

وفي خلال الأربعين سنة مات نبي الله موسى صاحب التابوت، فهل تعلم أنّ التابوت هو نفسه التابوت الذي ألقت فيه موسى أمُّ موسى وهو طفلٌ؟ تصديقاً لقول الله تعالى
: {أنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِي وَعَدُوٌّ لَهُ} صدق الله العظيم [طه:39].

وهل تعلم من هو الإمام طالوت؟ فإنّه ذريّة الأبوين الصالحين الذي قتلَ الرجلُ الصالح ابنهما الذي تبنّوه، وأوفى الله بوعده فعوَّضهم بالإمام طالوت من ذريتهم. تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَن يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا (80) فَأَرَدْنَا أَن يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِّنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا (81)} صدق الله العظيم [الكهف].

فذلك البدل من الله لهما والأقرب رحماً لكونه من ذرية الأبوين الصالحين؛ هو الإمام طالوت عليه الصلاة والسلام ولكنّ أكثر الناس لا يعلمون.

وأخيراً يختم الباحث عن الباطل سؤاله هذا الذي يوجِّهه إلى أنصار الإمام ناصر محمد اليماني، وما يلي سؤال الباحث عن الباطل فقد علمتم من أقصد، وما يلي سؤاله:
( تذكروا سؤالاً واحداً وجِّهوه لأنفسكم : ماذا نقول لله وحتماً سنلقاه وليس ماذا نقول للناس ؟ أعانكم الله على أنفسكم وهداني وهداكم الله )
انتهى قوله..

فمن ثم نرد عليك بالحقّ ونقول: إنّهم يعلمون جوابهم على ربِّهم فسوف يقولون:
سمعنا منادياً ينادي للإيمان أن آمنوا بربكم فآمنا ونحن مؤمنون من قبل، ودعانا إلى عبادة الله وحده لا شريك له ونذر التوسل بالشفعاء فلا نرجو شفاعتهم بين يدي الله والله أرحم بنا من عبيده فصدَّقنا وآمنا أن الله هو حقاً أرحم الراحمين، ودعانا إلى أن نتخذ رضوان الله غايةً في الحياة الدنيا وفي الآخرة فسمعنا وأطعنا، فهل نحن على ضلالٍ يا أرحم الراحمين! فالحكم لله من قبل ومن بعد.

وذلك ما أتذكّر من أسئِلتك، وما سهوتُ عنه فلك الحقّ بتنزيله ومطالبة الردّ عليه برغم أنّي أعلم علم اليقين أنك من الذين لا يهتدون مهما أقمنا عليك الحجّة بالحقّ فلن نجد لك ولياً مرشداً كونك لم تأتِ لتبحث عن البيّنة الحقّ فأنت تعلم بما في نفسك وتعلم أنّي لم أظلمك شيئاً، وإن ظلمتُك فحسيبك الله الحكم بيني وبينك بالحقّ، اللهم قد بلغت.. اللهم فاشهد..

المهديّ المنتظَر الساعي إلى تحقيق السلام العالميّ بين شعوب البشر؛ الإمام ناصر محمد اليماني.
_________________

آخر تحديث: 30-01-2021 02:43 AM

الله هو الشيء الخالق لكل شيءٍ الذي ليس كمثله شيءٌ من خلقِه، وهو الشيءُ الأكبر من كلِّ شيءٍ وليس كمثله شيءٌ في ذاته، وهو السميع البصير وإليه المصير..

- 2 -
[ لمتابعة رابط المشاركـة الأصلية للبيـان ]
https://mahdialumma.online/showthread.php?p=145319

الإمام ناصر محمد اليماني
02 - شعبان - 1435 هـ
31 - 05 - 2014 مـ
07:43 صباحاً
( بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى )
ـــــــــــــــ



الله هو الشيء الخالق لكلّ شيءٍ الذي ليس كمثله شيءٌ من خلقِه
وهو الشيءُ الأكبر من كلِّ شيءٍ وليس كمثله شيءٌ في ذاته، وهو السميع البصير وإليه المصير
..


بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على كافة أنبياء الله ورسله وآلهم الأطهار وجميع أنصارهم الأخيار في كل زمانٍ ومكانٍ إلى اليوم الآخر، أما بعد..

ويا أيّها الملحدون الذين يريدون أن يجعلوا اللهَ لا شيئاً ولا وجود لذاته، سبحانه وتعالى علواً كبيراً! فهو الشيء الأول قبل الوجود وليس قبله شيءٌ، وذلكم الشيء الأول هو خالق الوجود، ولذلك قال الله تعالى:
{أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ} صدق الله العظيم [الطور:35].

فما هو ذلك الشيء الذي خلقهم؟ والجواب: إنّه الشيءُ الأول ليس قبله شيءٌ سواه، وهو أوجد كلَّ شيءٍ وليس كمثله شيءٌ في خلقه أجمعين.
وأتحدّاكم يا معشر الملحدين أن تنكروا أنّ الله لا يقصد نفسه بقوله تعالى:
{أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ} صدق الله العظيم؛ بمعنى أنّ لكلِّ فعلٍ فاعلٌ، فهل من المعقول أنّهم خُلقوا من غير شيءٍ خلقَهم؟ أم إنّهم هم الذين خَلَقوا أنفسَهم؟ فلا بدَّ من شيءٍ خلقهم، وهو الخلَّاق العليم ربّ السماوات والأرض وما بينهما وربّ العرش العظيم، هو الشيء الأول ليس قبله شيءٌ وليس كمثل شيءٍ في خلقه، فلا يفتنكم الملحدون في نفي وجودِ الله فيجعلونه لا شيئاً، سبحانه! فهم يقصدون أنّه لا وجود له وتلك عقيدة الملحدين ولذلك أنزل الله إليكم آياتٍ تجادلونهم بها، ومنها قول الله تعالى:
{فَذَكِّرْ‌ فَمَا أَنتَ بِنِعْمَتِ رَ‌بِّكَ بِكَاهِنٍ وَلَا مَجْنُونٍ ﴿
٢٩﴾ أَمْ يَقُولُونَ شَاعِرٌ‌ نَّتَرَ‌بَّصُ بِهِ رَ‌يْبَ الْمَنُونِ ﴿٣٠﴾ قُلْ تَرَ‌بَّصُوا فَإِنِّي مَعَكُم مِّنَ الْمُتَرَ‌بِّصِينَ ﴿٣١﴾ أَمْ تَأْمُرُ‌هُمْ أَحْلَامُهُم بِهَـٰذَا أَمْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ ﴿٣٢﴾ أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ بَل لَّا يُؤْمِنُونَ ﴿٣٣﴾ فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِّثْلِهِ إِن كَانُوا صَادِقِينَ ﴿٣٤﴾ أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ‌ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ ﴿٣٥﴾ أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْ‌ضَ بَل لَّا يُوقِنُونَ ﴿٣٦﴾ أَمْ عِندَهُمْ خَزَائِنُ رَ‌بِّكَ أَمْ هُمُ الْمُصَيْطِرُ‌ونَ ﴿٣٧﴾ أَمْ لَهُمْ سُلَّمٌ يَسْتَمِعُونَ فِيهِ فَلْيَأْتِ مُسْتَمِعُهُم بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ ﴿٣٨﴾ أَمْ لَهُ الْبَنَاتُ وَلَكُمُ الْبَنُونَ ﴿٣٩﴾ أَمْ تَسْأَلُهُمْ أَجْرً‌ا فَهُم مِّن مَّغْرَ‌مٍ مُّثْقَلُونَ ﴿٤٠﴾ أَمْ عِندَهُمُ الْغَيْبُ فَهُمْ يَكْتُبُونَ ﴿٤١﴾ أَمْ يُرِ‌يدُونَ كَيْدًا فَالَّذِينَ كَفَرُ‌وا هُمُ الْمَكِيدُونَ ﴿٤٢﴾ أَمْ لَهُمْ إِلَـٰهٌ غَيْرُ‌ اللَّـهِ سُبْحَانَ اللَّـهِ عَمَّا يُشْرِ‌كُونَ ﴿٤٣﴾ وَإِن يَرَ‌وْا كِسْفًا مِّنَ السَّمَاءِ سَاقِطًا يَقُولُوا سَحَابٌ مَّرْ‌كُومٌ ﴿٤٤﴾ فَذَرْ‌هُمْ حَتَّىٰ يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي فِيهِ يُصْعَقُونَ ﴿٤٥﴾ يَوْمَ لَا يُغْنِي عَنْهُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا وَلَا هُمْ يُنصَرُ‌ونَ ﴿٤٦﴾ وَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا عَذَابًا دُونَ ذَٰلِكَ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ‌هُمْ لَا يَعْلَمُونَ ﴿٤٧﴾ وَاصْبِرْ‌ لِحُكْمِ رَ‌بِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَ‌بِّكَ حِينَ تَقُومُ ﴿٤٨﴾ وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَإِدْبَارَ‌ النُّجُومِ ﴿٤٩﴾}
صدق الله العظيم [الطور].

فإن استطعتم يا معشر الملحدين وهم ليسوا بملحدين؛ بل من شياطين البشر من الدعاة إلى الكفر والإلحاد بوجود الله نهائياً ويريدون أن يقولوا إنّ الله لا شيءَ؛ بمعنى لا وجودَ له! وذلك هو الإلحاد وهو نفي وجود الله، ونكرر ونقول: فهل تستطيعون الإثبات بالبرهان المبين أنّ الله لا يقصد أنّه الشيءُ خالقُ كلِّ شيءٍ في قوله تعالى:
{أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ‌ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ ﴿٣٥﴾ أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْ‌ضَ بَل لَّا يُوقِنُونَ ﴿٣٦﴾} صدق الله العظيم [الطور]؟

ويقصد الله سبحانه بأنّه الشيءُ الذي خلقهم، وأنّه الشيءُ الذي خلق السماوات والأرض، وأنه الشيءُ المسيطر على السماوات والأرض، وأنّ كلَّ شيءٍ هالكٌ إلا الشيءَ الذي خلق كلَّ شيءٍ، وليس كمثله شيءٌ مِنْ خلقِه سبحانه وهو العليُّ العظيم! فكم تسعَون الليل والنهار لتلبسوا الحقّ بالباطل وأنتم تعلمون، فامكروا كيفما تشاءون فنحن لكم بالمرصاد بإذن الله الشيء الأكبر من كلِّ شيءٍ، لكونه أكبرَ كبيرٍ ليس كمثله شيءٌ سبحانه! وتَفكَّروا في صفاته ولا تُفَكِّروا في ذاته فتكفروا لكون الله سبحانه شيءٌ ليس كمثله شيءٌ يشبهه في خلقه، إذاً كيف تستطيعون التَّفكر في ذاته وهو شيءٌ ليس كمثلِ شيءٍ في الوجود كله! فكونوا من الشاكرين.

ولا يستخفّن بعقولكم شياطينُ البشر الذين يظهرون الإيمان ويبطنون الكفر فإنهم لا يَخْفَون علينا ونعرفهم في لحن القول، وحسبنا الله على كافة شياطين الجنّ والإنس وإنّا فوقهم قاهرون وعليهم منتصرون بإذن الله الشيء الذي خلقهم وهم بنعمته يكفرون ولذاته منكرون سبحانه عمّا يشركون وتعالى علوَّاً كبيراً.

وربّما يودّ أحدهم أن يقاطعني فيقول: "يا ناصر محمد، ما خطبك فلا يخالف أحدٌ معتقدَك إلا وصفته بأنّه شيطانٌ من شياطين البشر من الذين يظهرون الإيمان ويبطنون الكفر والمكر للصدِّ عن الذِّكر؟". ومن ثمّ يردُّ عليكم المهديّ المنتظَر الإمام ناصر محمد وأقول: من أوقع نفسه في شبهةٍ فلا يلومنَّ إلا نفسَه، لكوني رأيتُكم تسعون إلى نفي وجود الله وتقولون إنّ الله ليس شيئاً موجوداً! إذاً فأنتم تَدْعون إلى الإلحاد بوجود الله وتُفْتون إنّ الله ليس شيئاً موجوداً؛ بمعنى أنّه لا وجود لربِّ العالمين سبحانه!

وها نحن أقمنا عليكم بالبرهان المبين أنّ الله هو الشيء الذي خلقكم وخلق السماوات والأرض. تصديقاً لقول الله تعالى:
{أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ‌ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ ﴿٣٥﴾ أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْ‌ضَ بَل لَّا يُوقِنُونَ ﴿٣٦﴾} صدق الله العظيم [الطور].

وأقام الله عليكم الحجّة لكونكم قد علمتم أنّكم شيءٌ موجودٌ فلا بدّ أنَّ هناك شيئاً خلقكم، ولذلك قال الله تعالى:
{أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ (35)} صدق الله العظيم. وهذا سؤال من الله إلى الملحدين، فهل من المعقول أنّهم خُلِقوا من غيرِ شيءٍ خلَقَهُم؟ والجواب هو لا بدّ أنَّ هناك شيئاً خلقهم وهو الله الخلّاق العليم، سبحانه وتعالى علوَّاً كبيراً! فهل لا توقنون بوجود الله سبحانه؟ فالحكمُ لله يحكم بيننا وبينكم بالحقّ وهو أسرع الحاسبين.

وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربِّ العالمين..
الداعي إلى صراطٍ مستقيمٍ؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
__________________

آخر تحديث: 30-01-2021 02:43 AM
3

إنّ ذات الله شيءٌ عظيمٌ وهو الأعظم من كلّ شيءٍ عظيمٍ، ولذلك لم يتحمل رؤيةَ ذات الله الجبلُ العظيم ..

- 3 -
[ لمتابعة رابط المشاركــة الأصلية للبيـــان ]
https://mahdialumma.online/showthread.php?p=145556

الإمام ناصر محمد اليماني
04 - شعبان - 1435 هـ
02 - 06 - 2014 مـ
07:43 صباحاً
( بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى )
ـــــــــــــــ


إنّ ذات الله شيءٌ عظيمٌ وهو الأعظم من كلّ شيءٍ عظيمٍ، ولذلك لم يتحمل رؤيةَ ذات الله الجبلُ العظيم ..

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على كافة النّبيين وآلهم الطيبين والتّابعين الحَقّ إلى يوم الدين، أمّا بعد..
ويا كاظم أيّها الظالم لنفسه، لقد أجبناك من قبل يوم كنت تمهّد لما تريد حين كنت تريد أن تعلم ماذا سوف يكون جواب الإمام ناصر محمد إلى الدعاة إلى الإلحاد بالله وذلك مكرٌ منك لتستعد بالردّ لتلبس الحقّ بالباطل، وعلى كلِّ حالٍ سواءً أكنتَ كاظماً أو الباحث عن البينة فأهم شيءٍ أنّك تعلم أننا نعلمُ من تكون فلا يخفون علينا أمثالك، وأهمّ شيءٍ إقامة الحجّة عليك بالحقِّ والحقّ أقول بإذن الله الأعظم في ذاته على كلّ شيءٍ عظيمٍ:

فلن يتحمل رؤية عظمة ذات الله سبحانه إلا شيءٌ مثله وليس كمثله شيء في خلقه أجمعين مهما كان عظيماً، وحين أفتى اللهُ عبدَه ورسولَه موسى عليه الصلاة والسلام الذي طلب من ربِّه رؤية ذات ربِّه جهرةً فمن ثم أفتاه الله إنك لن تراني
. والسؤال الذي يطرح نفسه: فهل يقصد الله أنه لن يرى ذات ربِّه لكونه ليس شيئاً في الوجود سبحانه؟ والجواب تجدونه في محكم الكتاب أنّ السبب هو أنّ موسى لن يرى ربَّه لكون نبيّ الله موسى عليه الصلاة والسلام لن يتحمل رؤية عظمة ذات ربِّه سبحانه! وأخبر نبيَّه أنّه سوف يتجلى بذاته للجبل العظيم فإذا استقر الجبلُ العظيم مكانه أمام رؤية عظمة ذات الله فسوف تراني. أكرر القول؛ فإن استقر الجبل العظيم مكانه أمام رؤية عظمة ذات ربّه فهنا سوف يرى نبيُّ الله موسى ربَّه لكون الله قادر على أن يجعل عظمة العبيد كعظمة الأوتاد حتى يكونوا قادرين على تحمل رؤية عظمة ذات الله، ولذلك قال الله لنبيه موسى: {قَالَ لَن تَرَانِي وَلَٰكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي} [الأعراف:143].

ولكن إذا لم يتحمل الجبل العظيم رؤية عظمة ذات الله فكيف يتحمل رؤية عظمة ذات الله الإنسان الضعيف؟ فهنا لن يتحمل رؤيةَ عظمةِ ذات الربِّ إلا شيءٌ مثله، وليس كمثله شيء من خلقه أجمعين وهو السميع البصير. ومعلومٌ لغةً واصطلاحاً أن التجلّي يُقصد به الظهور. تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَالنَّهَارِ‌ إِذَا تَجَلَّىٰ ﴿٢﴾} [الليل]، أي ظهر وبانَ. ونستنبط من ذلك: أن التجلّي يقصد به ظهور الشيء، ولذلك فلننظر إلى النتيجة من بعد تجلي ذات الربِّ للجبل العظيم فماذا حدث وهل استقر مكانه؟ والجواب قال الله تعالى: {فَلَمَّا تَجَلَّىٰ رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَىٰ صَعِقًا ۚ فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ (143)} صدق الله العظيم [الأعراف].

فتدبَّر وتفكَّر في قول الله تعالى:
{وَوَاعَدْنَا مُوسَىٰ ثَلَاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ۚ وَقَالَ مُوسَىٰ لِأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلَا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ (142) وَلَمَّا جَاءَ مُوسَىٰ لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ ۚ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَٰكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي ۚ فَلَمَّا تَجَلَّىٰ رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَىٰ صَعِقًا ۚ فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ (143)} صدق الله العظيم.

وكما أثبتنا من محكم الكتاب أنّ المقصود لكلمة تجلّى أي ظهر وبانَ؛ مثال قول الله تعالى:
{وَالنَّهَارِ‌ إِذَا تَجَلَّىٰ ﴿٢﴾} صدق الله العظيم. ومن ثمّ نعلم علم اليقين أنّ التجلّي هو ظهور الشيء، فماذا حدث للجبل برغم أنّ الجبل شيءٌ عظيمٌ؟ ولكنّ عظمة ذات الله شيءٌ أعظم بفارقٍ لا حدود له! ولذلك لم يتحمل الجبل العظيم رؤية عظمة ذات الله. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلَمَّا جَاءَ مُوسَىٰ لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ ۚ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَٰكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي ۚ فَلَمَّا تَجَلَّىٰ رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَىٰ صَعِقًا ۚ فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ (143)} صدق الله العظيم. وتبيّن لكم أنّ عظمة ذات الله شيءٌ أعظم من كلِّ شيءٍ، ولن يتحمل رؤية عظمة ذات الله إلا شيءٌ مساوٍ لعظمته سبحانه! وليس كمثله شيء في خلقه وليس قبله شيء في الوجود؛ لا إله غيره ولا معبود سواه.

ونخرج بنتيجةٍ أنّ الله شيءٌ ليس كمثل عظمته شيءٌ في خلقه، ولذلك لم يتحمل الجبل العظيم رؤية ذات الله العظيم سبحانه! ولذلك قال الله تعالى:
{وَلَمَّا جَاءَ مُوسَىٰ لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ ۚ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَٰكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي ۚ فَلَمَّا تَجَلَّىٰ رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَىٰ صَعِقًا ۚ فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ (143)} صدق الله العظيم.

فانظر لقول الله تعالى:
{فَلَمَّا تَجَلَّىٰ رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا} صدق الله العظيم. فهل الجبل صار دكّاً دكّاً من لا شيء في الوجود! أم إنّه تجلّى له اللهُ بذاته العظيمة فجعله دكّاً؟ ونكرر ونقول: إنّ التجلّي لغةً واصطلاحاً هو ظهور الحَقّ أو رؤية الشيء، والمهم أنّ التجلّي يُقصد به ظهور الشيء لشيءٍ آخر لا شك ولا ريب. وها نحن نقيم عليك الحجّة مرةً أخرى ولدينا مزيداً من سلطان العلم المحكم نستنبطه لكم بإذن الله من محكم القرآن العظيم، ومن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر، والحكم لله وهو أسرع الحاسبين.

وبالنسبة لزيارة القبور، فإذا كانت الزيارة بغرض الدعاء لصاحب القبر بالرحمة والاستغفار فلا حرجَ في ذلك. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلَا تُصَلِّ عَلَىٰ أَحَدٍ مِّنْهُم مَّاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَىٰ قَبْرِهِ ۖ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُوا وَهُمْ فَاسِقُونَ (84)} صدق الله العظيم [التوبة:84].
ونستنبط من ذلك جواز الدعاء لأصحاب القبور إلا أن يكون من شياطين البشر، وأما زيارة التوسل بالصالحين لدعائهم من دون الله فذلك هو الشرك وإنّهم لا يسمعونكم لكونهم أمواتٌ غيرُ أحياءٍ أجسادَهم بسبب مغادرة أرواحهم، ولو سمعوكم لما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم بدعائهم من دون الله. تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِن قِطْمِيرٍ‌ ﴿١٣﴾ إِن تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ‌ونَ بِشِرْ‌كِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ‌ ﴿١٤﴾} صدق الله العظيم [فاطر].

وتصديقاً لقول الله تعالى:
{وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ (20) أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ ۖ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ (21)} صدق الله العظيم [النحل].

وإني أراك من دعاة الكفار إلى الإلحاد بوجود الله ومن الدعاة إلى المؤمنين إلى الشرك بالله، وحسبي الله على كلِّ من يصدُّ عن صراط العزيز الحميد ويبغيها عوجاً وهو يعلم الحَقَّ من ربِّه، وأولئك لهم عذابٌ عظيمٌ؛ الذين يصدّون عن الصراط المستقيم، ولسوف تعلمون، والحكم لله ربّ العالمين.

وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربِّ العالمين..
الداعي إلى صراط العزيز الحميد؛ خليفة الله وعبده الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
__________________


آخر تحديث: 30-01-2021 02:44 AM
4

ردّ الإمام إلى الذين يُلبسون الحقّ بالباطل وهم يعلمون ..

- 4 -
[ لمتابعة رابط المشاركـة الأصلية للبيـان ]

https://mahdialumma.online/showthread.php?p=145835

الإمام ناصر محمد اليماني
06 - شعبان - 1435 هـ
04 - 06 - 2014 مـ
06:05 صباحاً
( بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى )
ــــــــــــــــــــ


ردّ الإمام إلى الذين يُلبسون الحقّ بالباطل وهم يعلمون ..

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على كافة أنبياء الله ورسله وآلهم الطيبين والتّابعين الحقَّ إلى يوم الدين، أمّا بعد..
ويا معشر الذين يلبسون الحقّ بالباطل وهم يعلمون، يا من تعتقدون أنّ الله لم يكن شيئاً مذكوراً سبحانه وتعالى علواً كبيراً! شيءٌ ليس كمثله شيء وهو السميع البصير.

وما دام الله ليس شيئاً مذكوراً في عقيدتكم فهنا لا يحتاج إلى حجابٍ بينه وبين عباده، ولكنّنا نجد أنّ الله جعل بينه وبين عباده حجاباً ليحجب الرؤية عن أبصارهم حتى لا يهلك عباده. وقال الله تعالى:
{وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ ٱللَّهُ إِلاَّ وَحْياً أَوْ مِن وَرَآءِ حِجَابٍ} صدق الله العظيم [الشورى:51].

ونستنبط كذلك من هذه الآية المحكمة الوجود الذاتي لربّ العالمين ولذلك جعل بين المعبود والعبيد حجاباً فيكلمهم من ورائه، ألا ترى أنّ الحجاب أوجده الله ليحجب العبيد عن رؤية الربّ المعبود؟ ولكنّك من الممترين من الذين يلبسون الحقَّ بالباطل وهم يعلمون.

وأما الحرث، فسبقت فتوانا من قبل بالحقّ أنّ المرأة تسمى بالحرث كون الله جعلها حرثاً لذرية البشر، والبذور في صلب الرجل، ولذلك قال: [كان مني حرثك وعليٌّ بذرك]، ويا رجل ألم يقل الله تعالى: {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ} صدق الله العظيم [البقرة:223]؟ أي حرث لذريتكم. فلماذا أنت مصرٌّ أن تلبس الحقَّ بالباطل؟ فوالله الذي لا إله غيره إنّك يا هذا إنّما تريد أن تصدَّ عن اتّباع الحقِّ بكل حيلةٍ ووسيلةٍ.

وكذلك أراكم تقولون: "إنّ علم ناصر اليماني قد قيل". ومن ثم نقيم عليكم الحجّة بالحقّ وأقول: إنّما ابتعث الله الإمام المهدي ناصر محمد ليجعله حكماً بين المختلفين فيقول: يا فلان أنت على حقٍّ في المسألة الفلانيّة ولكنّك على باطلٍ في المسألة الفلانيّة، والحقُّ فيها مع علماء مذهبٍ آخرَ ولكنّهم على الباطل في العقيدة الفلانيّة، والعقيدة الحقّ مع علماء مذهب في طائفة أخرى، وهكذا.. وليس شرطاً أنّ الإمام المهديّ لا بدَّ أن ينطق بعلمٍ جديدٍ لم يقله أحدُ علماء الأمَّة. وسبقت فتوانا في بيانٍ أنّي لا أنتمي إلى القرآنيّين، فحتى ولو وافقتُهم في مسألةٍ أو مسألتين فمن ثم تجدونني أخالفهم إلى الحقِّ في عشرة مسائل وأقول: إنّ الحقَّ فيها مع علماء مذهبٍ آخر. والمهم أن أستنبط الحكم من محكم كتاب الله القرآن العظيم ولا علم لي بكثيرٍ مما يقوله علماء مذاهبكم، وما أقمتُ عليكم الحجّة من كتيباتهم؛ بل أقمت عليكم الحجّة من محكم القرآن العظيم.

ويا رجل، بل تَفرَّق الحقُّ هنا وهناك وتشتتَ إرباً إرباً بين المذاهب ونحن نجمعه ونفصِّله تفصيلاً من محكم القرآن العظيم، وأنسب فتواي إلى ربّي الذي أنزل القرآن العظيم، وأقول قال الله تعالى ولم أقل قال الغزالي ولا قال الشافعي؛ بل قال الله تعالى، فآتيكم بسلطان العلم من محكم القرآن العظيم. فماذا تريدون من بعد الحقِّ إلا الضلال البعيد؟

ورجوت من ربّي أن يحكم بيني وبينكم بالحقِّ كما يحب ويرضى، يا من يُسَخِّرون وقتَهم ليصدّوا عن الحقِّ صدوداً، ألا تخشون ممّن يعلم بما في أنفسكم فتحذروه؟ بل أراكم مُصرِّين على الصدِّ عن اتّباع الدعوة المهديّة، فمن ثم نردّ عليكم بالحقّ وأقول: يا معشر شياطين البشر ممّن يُظهرون الإيمان ويُبطنون الكفر والمكر للصدِّ عن اتّباع الذِّكر، فلا تأمنوا مكر الله الواحد القهار، وإن شئتم دعوناكم للمباهلة فنجعل لعنة الله على الكاذبين، فقد أقمنا الحجّة عليكم وحواركم بلغ أكثر من سبعة وثلاثين صفحة ولا تزالون تُلبسون الحقّ بالباطل وتحرفون الكلم عن مواضعه المقصودة وأنتم تعلمون، ولا زال الحوار مستمراً حتى نختمه بالمباهلة بيني وبينكم فنبتهل فنجعل لعنة الله على الظالمين.

وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربِّ العالمين.
_______________


آخر تحديث: 30-01-2021 02:44 AM
5

التَّفكر في ذات الله مخالفةٌ لأمر الله ورسوله؛ بل التَّفكر يكون في نِعَمِ الربّ وآياته الدّالة على وجوده والتعرف على عظيم قدرته ..

- 5 -
[ لمتابعة رابط المشاركــة الأصلية للبيـان ]

https://mahdialumma.online/showthread.php?p=145984

الإمام ناصر محمد اليماني
07 - شعبان - 1435 هـ
05 - 06 - 2014 مـ
05:01 صباحاً
( بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى )
ـــــــــــــــــــــ


التَّفكر في ذات الله مخالفةٌ لأمر الله ورسوله؛ بل التَّفكر يكون في نِعَمِ الربّ وآياته الدّالة على وجوده والتعرف على عظيم قدرته ..



بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على كافة أنبياء الله ورسله وآلهم الطيبين والتابعين لدعوة الحقِّ من ربِّهم في كل زمانٍ ومكانٍ إلى يوم الدين، أما بعد..

ويا أيّها الباحث عن البيّنة، إنك لتنكر وجود ذات الله بأنه لم يكن شيئاً مذكوراً في الوجود، وأراك حقّاً من اليهود لكونك تريد بمكرك أن تجبر المسلمين على التَّفكر في ذات الله لكونك علمت أنّهم إذا تفكَّروا في ذات الله فقد يؤدّي ذلك إلى الكفر بوجود ذات الله، لأنّ التَّفكر في ذات الله مخالفةٌ لأمر الله ورسوله في الحديث الحقِّ لكون الله ورسوله أمرا بالتَّفكر في نعمه وآياته الدّالة على وجود الربّ والتعرف على عظيم قدرته؛ فيخشون عذابه لعلهم يوقنون بحقيقة وجود الله، ونهاكم محمدٌ رسول الله عن التَّفكر في كيفية ذات الله، ودعاكم الله ورسولُه إلى التَّفكر في نعمه عليكم وآياته في السماوات والأرض. قال محمدٌ رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم:
[تفكّروا في آلاء الله، ولا تفكروا في ذات الله فتهلكوا]. صدق عليه الصلاة والسلام. لكون الله أمر عباده بالتَّفكر في كلّ شيءٍ من آياته في السماوات وفي الأرض حتى يؤمنوا فيوقنوا بوجود ذات الله الشيء الأول، وهو الخالق لكلّ شيءٍ في نطاق الملكوت وما وراء الملكوت، الشيء الأول ليس قبله شيء، وأمركم بالتَّفكر في آياته حتى توقنوا بوجود ذاته وراء الملكوت سبحانه وتعالى علوَّاً كبيراً! تصديقاً لقول الله تعالى: {قُلْ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الْآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ} صدق الله العظيم [يونس:101]. كون الآيات من فوقكم ومن تحتكم هي الدالة على وجود الربّ سبحانه. تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ(190)} صدق الله العظيم [آل عمران].

وكذلك خلْقُكُم حجَّةٌ لله عليكم، فهل خُلِقْتم من غير شيءٍ خَلَقَكُم أم هم الخالقون لأنفسهم! أم خَلَقْتُم السماوات والأرض أم إنّكم المسيطرون على ملكوت السماوات والأرض والربّ مستوياً بذاته على الملكوت! وما كان لبشرٍ أو أيٍّ من عبيد الله في السماوات والأرض أن يكلّمه الله جهرةً؛ بل من وراء حجابٍ يحجب الخلق عن الخالق الأكبر من كلّ شيءٍ في الخلق، ذلكم الله أكبرُ من كلِّ شيءٍ في الوجود، ولو لم يكن لله ذاتاً سبحانه! ونكرر ونقول: لو لم يكن لله ذاتاً يحيط بالوجود وأينما توليتم فثمّ وجّه الله لَمَا جعل بينه وبين عباده حجاباً مستوراً يسترهم عن رؤية ربّهم، وليس أنّ الحجاب يحجب الله سبحانه؛ بل الله أكبرُ من كلِّ شيءٍ في الوجود! وإنما الحجاب يحجب الملكوت عن رؤية ربّ الملكوت، ولم يتجلَّ الله لحجابه سبحانه؛ بل محجوبٌ عن رؤية الربّ بقدرة الله كما حجب بصر نبيّ الله موسى -عليه الصلاة والسلام- بقدرته حين تجلّى الربُّ للجبل فجعله دكاً وخرَّ موسى صعقاً من هول ما حدث للجبل برغم وجود نبيّ الله موسى -عليه الصلاة والسلام- حين تجلّى الله للجبل وحجب الله الرؤية لذاته عن بصر نبيّ الله موسى وما حوله، ولم يرَ نبيّ الله موسى -عليه الصلاة والسلام- ذات ربّه لكون رؤية ذات الله سبحانه كانت مشترطة على استقرار الجبل مكانه من بعد تجلّي ذات الله حصرياً للجبل، ولم يتحمل عظمة ذات الجبل رؤية عظمة ذات الله سبحانه فجعله دكاً.

ويا معشر الأنصار السابقين الأخيار، اسمعوا وعوا لفتوانا بالحقِّ عن (الباحث عن البينة)، وأشهد الله وكفى بالله شهيداً شهادةً أحاسب عليها بين يديْ الله إن كنت من الظالمين بالفتوى في شأن هذا الباحث عن البيّنة؛ أنه يبحث عن فتنة المؤمنين حتى يُعرضوا عن التَّفكر في آيات الله ويريد أن يصرف أفكارهم ليتفكّروا في ذات الله فيهلكوا بالكفر بالله لكونهم خالفوا أمر محمدٍ رسول الله -صلَّى الله عليه وآله وسلَّم- قال:
[تفكّروا في آلاء الله، ولا تفكروا في ذات الله فتهلكوا]. صدق عليه الصلاة والسلام.

وكذلك أراك تتحدَّى لغوياً فمن ثم تخطئ خطأً متعمداً لتحريف المقصود في بيان قول الله تعالى:
{أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ (35) أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بَل لاَّ يُوقِنُونَ (36)} صدق الله العظيم [الطور]. وتكفي هذه الآية المحكمة البيّنة من آيات أمّ الكتاب يُفتيكم الله فيها أنّه لا بدّ أن يكون لكل فعلٍ فاعلٌ، فلا بدَّ من شيءٍ خلقهم لكونهم ليسوا من خلقوا أنفسَهم وليسوا هم من خَلَقَ السماوات والأرض، فلا بدَّ من شيءٍ خلقهم وخلق السماوات والأرض وما بينهما وهو الأول ليس قبله شيء وليس كمثله شيء في خلقه فمن يكون يا ترى؟ ونترك الجواب من الربّ مباشرة: {ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ لَّا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ (62) كَذَلِكَ يُؤْفَكُ الَّذِينَ كَانُوا بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ (63) اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَاراً وَالسَّمَاء بِنَاء وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (64)} صدق الله العظيم [غافر].

وذلك جواب على سؤالك في بيانك الأخير، وسوف نثبت أنّك حقاً من شياطين البشر من الذين يُظهرون الإيمان ويُبطنون الكفر والمكر، وتدعون البشر بطريقةٍ غير مباشرةٍ إلى الالحاد بالله، وإذا لم تستطيعوا فتنة المؤمنين فتدعوهم إلى الشرك بالله ليدعوا عبادَه المقربين من دونه، ولكن مكركم لا يدركه إلا من جعل الله له في قلبه فرقاناً. تصديقاً لقول الله تعالى:
{يِا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إَن تَتَّقُواْ اللّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَاناً وَيُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (29) وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ (30)} صدق الله العظيم [الأنفال].

ويعترف الإمام المهديّ بذكاء شياطين الجنّ والإنس ليميز الخبيث من الطيب من الجنّ والإنس، وكذلك ليجعلهم الله يحصدوا ثمار ذكائهم بالمزيد من العذاب الشديد في نار جهنم، وما أغنى عنهم ذكاؤهم فأضلّهم الله وأعمى أبصارهم عن اتّباع الحقِّ من غير ظلمٍ؛ بل بسبب كبرهم وغرورهم بأنفسهم، ولكن الله يتحدّى ذكاء شياطين الجنّ والإنس بذكاء الإمام المهديّ ناصر محمد الذي ابتعثه الله ليكشف كافة مكر شياطين الجنّ والإنس من البداية إلى النهاية وأضربُ لكم على ذلك مثلاً بيان قول الله تعالى:
{كَذَلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ ( 52 ) أَتَوَاصَوْا بِهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ ( 53 )} صدق الله العظيم [الذاريات].

والسؤال الذي يطرح نفسه هو: ما سبب هذا الجواب المُوحّد من كافة الأمم إلى رُسل ربّهم؟ وسبقت فتوى الإمام المهدي في بيانٍ من قبل هذا ونقوم بنسخه مع العنوان كما يلي:
_______________



الإمام ناصر محمد اليماني
23 - ربيع الثاني - 1428 هـ
11- 05 - 2007 مـ
11:07 مساءً
( بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى )
ـــــــــــــــــــــ



بيان المهديّ المنتظَر عن سرّ مكر الشياطين حتى لا يُفرّق النّاس بين الحقِّ والباطل ..

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلامُ على خاتم الأنبياء والمرسلين محمد الصادق الأمين، وعلى آله وصحابته الطيّبين الطاهرين وجميع عباد الله الصالحين في الأوّلين وفي الآخرين وفي الملأ الأعلى إلى يوم الدين، ثم أمّا بعد..

مالي أرى العلماء الذين قد اطّلعوا على خطاباتي ملتزمين الصمت رغم غرابة بعض الأمور عليهم فليحاورونني فيما رأوه غريباً، وذلك حتى أزيدهم في شأنه علماً فيتّضح لهم الأمر ولجميع عامة المسلمين الذين أصبح إيمانهم بأمري متوقفاً على إيمان علماء مذاهبهم الدينيّة واختلافاتهم في شأن المهديّ المنتظَر، ولسوف أفتيكم في شأن المهديّ المنتظَر وكيف تعلمون فيمن ادّعى المهديّة هل هو حقاً المهديّ المنتظَر أم إنّه يتخبّطه الشيطانُ من المسّ، وذلك من مكر الشيطان يوسوس في قلوب بعض الممسوسين بوهمٍ غير حقٍّ فيتكلم به، وبعد فترةٍ قصيرةٍ يتبيّن للآخرين بأنّه مريضٌ قد اعتراه مسٌّ من الشيطان، فبعضهم يقول بأنّه نبيٌّ ثم يتبيّن للناس فيما بعد بأن هذا الرجل مريضٌ، وبسبب هذا المكر الشيطاني أصبح كلما بعث الله نبيّاً إلا قالوا مجنون قد اعتراه أحدُ آلهتنا بسوء، ولكن الشياطين قد علموا بأنّه قد يؤيّد الله هذا النبيّ الحقِّ بآيةٍ مُعجزةٍ من الله خارقةٍ عن قدرات البشر ومن ثمّ يصدق النّاس بأنّ هذا حقاً هو نبيّ مرسلٌ من الله لذلك أيّده الله بهذه المُعجزة، فمن ثم عمدت الشياطين إلى اختراع سحر التخييل فعلّموه لبعضٍ من النّاس الغافلين وقالوا: قولوا إنكم سحرةٌ واسحروا أعين النّاس المُجتمعين حولكم فأروهم هذه الآيات السحرية!

وتمّ اختراع هذه الأكذوبة منذ زمنٍ بعيدٍ فحقّقت الشياطين أعظمَ نجاحٍ في صدِّ البشر عن الإيمان برسل ربّهم وآياته، فكلما بعث الله إلى أمّةٍ نبياً فأوّل ما يقولون: مجنونٌ قد اعتراه أحد آلهتنا بسوءٍ، ثم يقول لهم رسولُهم: يا قوم ليس بي جنون ولكنّي رسولٌ من ربّ العالمين، ومن ثم يقولون: ادعُ الله أن يأتيك بمُعجزةٍ إن كنت من الصادقين، ثم يؤيّده الله بآيةٍ من لدنه مُعجزةً ليس في خيال الأعين؛ بل حقٌّ على الواقع الحقيقي، ومن ثم يقولون: إذاً قد تبيّن لنا أمرك أنت لست مجنوناً بل أنت ساحر! وقال تعالى:
{كَذَٰلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ ﴿٥٢﴾ أَتَوَاصَوْا بِهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ ﴿٥٣﴾} صدق الله العظيم [الذاريات].

يا معشر علماء الأمّة، إنّي لأجد في القرآن بأنّ الأمم قد أوصت بعضها بعضاً بهذا الجواب الموحد رداً على رُسل الله إليهم، ولكن لعدم منع السّحرة في كلّ زمانٍ ومكانٍ فكان سحر التخييل هو سبب كُفر الأمم برسل الله وآياته الخارقة، ذلك لأنّ الأمم لم يستطيعوا أن يفرِّقوا بين السّحر والمُعجزة، فأقول بأنّ سحر التخييل مثلهُ كمثل سرابٍ بقيعة يحسبهُ الظمآن ماءً حقاً على الواقع الحقيقي كما تراهُ عيناه ماءً لا شك ولا ريب حتى إذا جاءه لم يجدهُ شيئاً وليس لهُ أي أساس من الصحة ولا جُزء الجزء من مثقال ذرةٍ من الحقيقة، ولكن خشية النّاس من السّحرة كانت هي الحائل، فلم تستطع الأمم التفريق بين المُعجزة والسّحر ذلك بأنّ السّحرة يسترهبون النّاس بسحرهم ويأتون بسحرٍ عظيمٍ في نظر النّاس ولكن ليس له أيّ أساسٍ من الصحة والحقّ على الواقع الحقيقي، كمثل سحرة فرعون استرهبوا النّاس يوم الزينة يوم تمَّ اجتماع النّاس ضحى ليتبيّن للناس إنّما موسى ساحرٌ، فألقى السّحرة عصيّهم وحبالهم فخُيّل في أعين النّاس من سحرهم بأنّها ثعابين تسعى، فاسترهبوهم وجاءوا بسحرٍ عظيمٍ في نظر النّاس المُشاهدين؛ بل حتى نبيّ الله موسى رآها ثعابينَ تسعى فأوجس في نفسه خيفةً موسى أن تكون عصاه كمثل عصيّهم، ثم أنزل الله السكينة على قلبه فألقى عصاه فإذا هي ثعبانٌ مبينٌ ليس في خيال العين؛ بل بعين اليقين على الواقع الحقيقي ثعبانٌ مُبينٌ، فانطلقت الحيّة هاجمةً على عصيّ وحبال السّحرة فالتهمتها وأكلتها فخرَّ السّحرة ساجدين، فنظراً لخلفيتهم عن السّحر فإنهم يعلمون بأنّ آية موسى ليست سحراً بل مُعجزةً حقيقيةً على الواقع الحقيقي فأكلت عصيّهم وحبالهم؛ بل لم يروا ثعباناً قط مثله في الضخامة والبأس، ولكن فرعون قال: "إنّه لكبيركم الذي علّمكم السّحر"؛ نظراً لأنّ فرعون لم يُميّز بين السّحر والمُعجزة.

ولو كنتُ بينهم لحكمتُ فقلتُ: يا فرعون اُؤْمُرْ السّحرة أن يمسكوا برؤوس ثعابينهم وكذلك موسى يمسك برأس ثعبانه، ثم تقدمْ يا فرعون ثم المس بيدك أذيال ثعابينهم وسوف تجد الثعبان الحقيقي حين تلمسه يدك فتشعر بأنّه ثعبانٌ حقيقيٌّ، وإن ضغطت ذيله بيدك فسوف تجده يهزّ يدك بحركة ذيله ذلك لأنه ثعبانٌ حيٌّ حقٌّ على الواقع الحقيقي رغم أنّه كان مجرد عصا، والفرق كبيرٌ بين ملمس العصا وملمس الثعبان، وسوف يجد هذا الوصف في عصا موسى التي تحولت بكن فيكون بقدرة الله إلى ثعبانٍ مبينٍ حقّ على الواقع الحقيقي.

وأما عصيّ وحبال السّحرة فسوف يجدها لم تتغيّر إلا في خيال العين، أما على الواقع فملمسها عصا، فيشعر بذلك في يده بلا شكّ أو ريب بأنّها عصا صلبةٌ ولم يتغير من واقعها شيء على الواقع الحقيقي كمثل عصا موسى عليه الصلاة والسلام، وكذلك كفار قريش لعدم خلفيتهم عن السّحر كذلك سوف يكفرون حتى لو لمسوا المُعجزة بأيديهم على الواقع الحقيقي. وقال الله تعالى:
{وَلَوْ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ كِتَابًا فِي قِرْطَاسٍ فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ لَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَـٰذَا إِلَّا سِحْرٌ مُّبِينٌ ﴿٧﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].

يا معشر قادة البشر، إن السّحرة هم السبب في هلاك الأمم السابقة عندما كفروا بآيات ربّهم وقالوا سحرٌ مبين، وأَدعو السّحرة في جميع أرجاء المعمورة في قُرى ومُدن البشرية بالتوبة إلى الله قبل أن يهلكهم الله أجمعين فلا يُغادر منهم أحداً ممن أبوا واستكبروا.

ويا معشر علماء الأمّة، ما خطبكم هاربين من الحوار وملتزمين بالصمت خصوصاً الذين اطّلعوا على خطاباتي منكم؟ فإن كنتم ترون بأنّي حقاً المهديّ المنتظَر فعليكم أن تشهدوا بالحقِّ ولا تكتموا الحقِّ وأنتم تعلمون، وإن لم يتبيّن لكم أمري بعد فحاوروني تجدونني أعلمكم بكتاب الله بإذن الله، ومن ذا الذي يقول منكم بأنّه علّمني حرفاً؟ وإلى الله عاقبة الأمور.

يا معشر علماء المسلمين، اعلموا بأنّ المهديّ المنتظَر الحقِّ سوف تجدونه أعلمكم بكتاب الله وما جادله أحدٌ من كتاب الله إلا غلبه بالحقِّ البيِّن والواضح من آيات القرآن الحكيم آياتٍ مُحكماتٍ لا يزيغ عنهنّ إلا هالك، ومن كذّب جرب يا معشر علماء الأمّة الإسلاميّة المؤمنين بهذا القرآن العظيم، فلم آتِكم بكتابٍ جديدٍ؛ بل أبيّن لكم كتاب الله الذي بين أيديكم وما كنت مُبتدعاً بل مُتّبعاً لما جاء به خاتم الأنبياء والمرسلين محمد رسول الله إلى النّاس كافة عليه وآله أفضل الصلاة والتسليم.

وكذلك مَكَرَ الشياطينُ عن طريق الذين ادّعوا المهديّة بغير علمٍ ولا هدًى ولا كتابٍ منيرٍ، ولكنّي المهديّ أدعو إلى الله على بصيرةٍ من ربّي أنا ومن اتّبعني فلماذا تكذبون بأمري؟ فإن كنتم ترونني على ضلالٍ فأعلموني وأرشدوني إلى الحقِّ إن كنتم صادقين؟ وآتوني بكتاب أهدى من كتاب القرآن إن كنتم صادقين؟ وإن لم تفعلوا وتستمروا في إنكار أمري فلسوف أدعوكم إلى المُباهلة يا علماء الأمّة من النّصارى واليهود والمُسلمين. تصديقاً لقول الله تعالى:
{فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةَ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ} صدق الله العظيم [آل عمران:61].

المهديّ المنتظَر؛ الإمام ناصر محمد اليماني.
_________________

آخر تحديث: 30-01-2021 02:44 AM
6

وحَصحصَ الحقّ لمن كان له قلبٌ أو ألقى السمع وهو شهيدٌ على البيان الحقِّ للقرآن المجيد ..

- 6 -
[ لمتابعة رابط المشاركـــة الأصلية للبيــان ]

https://mahdialumma.online/showthread.php?p=146108

الإمام ناصر محمد اليماني
08 - شعبان - 1435 هـ
06 - 06 - 2014 مـ
04:35 صباحاً
( بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى )
ـــــــــــــــــــــ


وحَصحصَ الحقّ لمن كان له قلبٌ أو ألقى السمع وهو شهيدٌ على البيان الحقِّ للقرآن المجيد ..

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على كافة أنبياء الله ورسله وآلهم الطيبين والتَّابعين لدعوة الحقّ من ربّهم إلى يوم الدين لا نفرّق بين أحدٍ من رسله، وأصلّي عليهم جميعاً وأسلِّم تسليماً، أمّا بعد..
ويا أيَّها الباحث عن البينة، إنّما قررتَ أن تهرب خشية أن يُبيِّن الإمام المهديّ ناصر محمد كافة طرقِ مكركم للصدّ عن الصراط المستقيم. وبالنسبة للحكم عليك أنّك من الذين يحرِّفون كلام الله عن مواضعه المقصودة، فالبرهان المبين على ذلك هو تحريفك لقول الله تعالى:
{أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ (35)} صدق الله العظيم [الطور:35]. وهذه من آيات أمِّ الكتاب المحكمات البيِّنات لعلماء الأمّة وعامة المسلمين ولكل ذي لسانٍ عربيٍّ مبينٍ فكلّهم يعلمون أنّ المقصود من قول الله تعالى: {أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ} صدق الله العظيم، أي أمْ خُلقوا من غير شيءٍ خَلَقَهُم أم هم الخالقون لأنفسهم، ولكنّك حرَّفت كلام الله عن مواضعه لتلبس الحقّ بالباطل وليس عن جهلٍ منك؛ بل بتعمدٍ حرَّفت هذه الآية عن موضعها المقصود لِتُذهب حجّة الله ورسوله والإمام المهديّ على الملحدين: {أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ} صدق الله العظيم. وإن هذا لهو ردّ الله على فلسفة الملحدين لكون الله يُلقي بهذا السؤال إلى الملحدين فيقول لهم: أم خُلقوا من غير شيءٍ خلقهم أم هم الخالقون لأنفسهم؟ كون سبب وجودهم لا بدَّ أنّه يوجد شيءٌ خلقهم أو أنّهم خَلقوا أنفسهم. فلا يوجد احتمالٌ ثالثٌ فإمّا أنّه يوجد هناك شيءُ خلقهم أو أنّهم خلقوا أنفسهم، وهم يعلمون ما كانوا لأنفسهم يخلقون وما يستطيعون أن يخلقوا ذباباً ولو اجتمعوا لخلقه، ولكنّك حرّفت هذه الآية عن موضعها المقصود لكي تنفي وجود ذات الله سبحانه، ولكننا كشفنا مكرك المقصود ورأيت أنَّ ناصر محمد حقاً سوف يفضح مكرك الذي أعددته أياماً إن لم يكن شهوراً، ونعلم إنك سوف تفكر بطريقةٍ أخرى في المكر للصدِّ عن اتّباع المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني وحتماً سوف تأتينا باسم مستعارٍ جديدٍ ومكرٍ جديدٍ، وهيهات هيهات فنحن لك لبالمرصاد.

ألا والله إنّي أعرف لحن قولكم منذ كتابة أول بيانٍ منكم ولكنّي أتمهل في الفتوى حتى لا يلومني الذين لا يعلمون فيظنون أنّ من يخالفنا أعلنّا عليه الحرب وأنّه من شياطين البشر من الذين يُظهرون الإيمان ويُبطنون الكفر والمكر للصدِّ عن الذِّكر، وحتى لا يلومنا أحدٌ لذلك نتمهل حتى نقيم عليكم الحجّة بسلطان العلم البيِّن للجميع فإذا أنتم تعرضون عن الحقِّ وتبغونها عوجاً وتحرِّفون الكلام عن مواضعه المقصودة، والحمد لله الذي يعلم أنّني لم أظلمك شيئاً، وإن ظلمتك فحسيبك الله على الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني سيحكم بيني وبينك وهو خير الفاصلين.

وأما بالنسبة لقلَّة المُصدقين وأنّك ترى ذلك حجّة علينا فنكتفي بالردّ عليك من الله مباشر:
{وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِي الشَّكُورُ} صدق الله العظيم [سبأ:13]. والحمد لله فإنّ هؤلاء الأنصار القليلون لفي ازديادٍ يوماً من بعد يومٍ لكون الأمر بدأ غريباً على المسلمين بادئ الأمر؛ فكيف مهديٌّ منتظرٌ اسمه ناصر محمد برغم أنّه لا وجود لهذا الاسم لدى كافة المذاهب الإسلاميّة! حتى إذا أقمنا عليهم الحجّة أنّ التواطؤ لا يقصد به التطابق؛ بل يقصد به لغةً واصطلاحاً هو التوافق فمن ثمّ تفكَّروا وتبيَّن لهم أنّهم كانوا هم الظالمين وأنّهم فسَّروا الحديث النَّبويّ الحقّ: [يواطئ اسمه اسمي] فسّروه خطأً برغم فصاحة ألسنتهم وبراعتهم في اللغة العربية والنحو والصرف، وقد كشف خطأهم اللغويّ أقلُّهم علماً في اللغة العربية ناصر محمدٍ، وعلَّمكم ما لم تكونوا تعلمون في كثيرٍ من المسائل، وحصحص الحقُّ لمن كان له قلبٌ أو ألقى السمع وهو شهيدٌ، ونعلمكم بالبيان الحقّ للقرآن المجيد لنهديكم به إلى صراط العزيز الحميد، وعلّمني ربّي بالتّفهيم من الربّ مباشرةً إلى القلب فيُلهمني بالآية التي يوجد بها سلطان العلم على الممترين، وعلّمني البيان الحقّ للقرآن العظيم ولم يُوحَ من الربّ إلى القلب بوحي جديدٍ ولا بكلمةٍ واحدةٍ في دين الله الإسلام؛ بل ما نطقت لكم بسلطان العلم لتعلموا أنّها آيةٌ مستنبطةٌ من القرآن العظيم أو من أحاديث البيان الحقِّ لنبيّه، ولكنك تفتري علينا بهتاناً وزوراً كبيراً أنّنا نكذب الله ورسوله والله المستعان على هذا الإفك المفترى علينا ظلماً وزوراً كبيراً.

وعلى كل حالٍ لقد اطّلع على صفحة الحوار بيني وبينك وبين الأنصار آلافُ المتابعين فسوف نذرهم ليُحَكِّموا عقولهم أيّنا ينطق بالحقِّ ويهدي إلى صراطٍ مستقيمٍ بإذن الله العزيز الحكيم.

وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
عدو شياطين الجنّ والإنس الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
__________________

آخر تحديث: 30-01-2021 02:45 AM
7

الردُّ الملجم بسلطان العلم، والحكمُ لله وله الأمر من قبل ومن بعد وهو خير الفاصلين ..

- 7 -
[ لمتابعة رابط المشاركــة الأصلية للبيــان ]
https://mahdialumma.online/showthread.php?p=146513

الإمام ناصر محمد اليماني
11 - شعبان - 1435 هـ
09 - 06 - 2014 مـ
09:39 صباحاً
( بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى )
ـــــــــــــــــــ



الردُّ الملجم بسلطان العلم، والحكمُ لله وله الأمر من قبل ومن بعد وهو خير الفاصلين
..

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على محمدٍ رسول الله وآله وكافة المؤمنين في كلِّ زمانٍ ومكانٍ إلى يوم الدين، أمّا بعد..
السلامُ عليكم ورحمة الله وبركاته معشر الأنصار السابقين، السلامُ عليكم معشر الباحثين عن الحقّ بعلمٍ وسلطان ٍمنيرٍ من الله العليِّ القدير، السلامُ علينا وعلى عباد الله الصالحين..

ويا أيها (الباحث عن البينة)، لقد سبقت الإجابة عن سؤالِك، وفي سؤالِ الباحث عن البيّنة يطلب البيان لقول الله تعالى:
{اللهُ خالِقُ كلِّ شيءٍ} صدق الله العظيم [الزمر:62]. والجواب نقول: اللهم نعم إنّ الله خالقُ كل شيءٍ في الملكوت لكونه لا يوجد هناك خالقٌ لشيءٍ غير الله. تصديقاً لقول الله تعالى: {هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ} صدق الله العظيم [لقمان:11]؛ لكون الله تعالى هو الخالق لكلّ شيءٍ في الملكوت. تصديقاً لقول الله تعالى: {قُلِ اللهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الوَاحِدُ القَهَّارُ} صدق الله العظيم [الرعد:16].

ويقصد الأشياء التي في ملكوت الربّ فلا يوجد ملكوتٌ آخر غير خلق الله. تصديقاً لقول الله تعالى:
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالأرْضِ لا إِلَهَ إِلا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ} صدق الله العظيم [فاطر:3]. والله يتكلم عن الأشياء من خلقِه ولا يقصد الله أنّه من ضمن تلك الأشياء المخلوقة، سبحانه! ولذلك قال الله تعالى: {اللهُ خالِقُ كلِّ شيءٍ} صدق الله العظيم، فهل يقصد أنّه من ضمن خلقه؟ سبحانه! بل ليس كمثله شيءٌ في خلقه.

والله شاهدٌ على ما في قلبي وقلبك يا أيّها الباحث أيّنا يريد الحقّ وأيّنا يلبس الحقّ بالباطل، وكفى بالله شهيداً لكون الله هو أكبر شاهدٍ في الوجود على الإطلاق. تصديقاً لقول الله تعالى:
{قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللَّهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لِأُنذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ أَئِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ اللَّهِ آلِهَةً أُخْرَى قُلْ لا أَشْهَدُ قُلْ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنَّنِي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:19].

وقد جادلك بتلك الآية المحكمة أحد الأنصار فأعرضت عن البرهان المبين، ومن ثم نلقي إليك بهذا السؤال: فهل تنفي أنّ الله هو أكبر شاهدٍ بين الحقّ والباطل؟ وكفى بالله شهيداً. ألم يقل الله تعالى:
{قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللَّهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لِأُنذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ أَئِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ اللَّهِ آلِهَةً أُخْرَى قُلْ لا أَشْهَدُ قُلْ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنَّنِي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ} صدق الله العظيم؟ فهل تستطيع أن تنكر أن الله لا يقصد نفسه بقوله تعالى: {قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللَّهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ} صدق الله العظيم؟ بمعنى أن أكبر شهادةٍ في الوجود هي شهادة الله، وكفى بالله شهيداً ليس كمثله شيءٌ وهو السميع البصير! ولم ينفِ الله أنّه شيءٌ، سبحانه! بل شيء حقيق ولكن ليس كمثله شيءٌ من خلقه. ولذلك قال الله تعالى: {وَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ ۘ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۚ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ ۚ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} صدق الله العظيم [القصص:88].

وبما أنّ الله يحسب نفسه الشيء الأول وكلُّ شيءٍ من دونه همْ منْ خلقِه فيهلكون جميعاً إلا الشيءَ الأول الواحد الأحد؛ ذلكم الله خالق كلِّ شيءٍ. ولذلك قال الله تعالى:
{كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ} صدق الله العظيم، فلماذا استثنى شيئاً واحداً من الهلاك وقال: {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ} صدق الله العظيم؟ وذلك لكونه الشيء الأول ليس قبله شيء وهو الذي خلق كل شيءٍ في الملكوت. تصديقاً لقول الله تعالى: {اللهُ خالِقُ كلِّ شيءٍ} صدق الله العظيم، ولكنّه استثنى الشيء الخالق لكل شيءٍ، ولذلك قال الله تعالى: {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ ۚ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} صدق الله العظيم. ولماذا قال {إِلَّا}؟ ونكرر السؤال ونقول: لماذا استثنى شيئاً من الهلاك؟ ونقول: لكونه شيء ليس كمثله شيء وهو الحيّ الذي لا يموت سبحانه! وكلُّ شيء هالك إلا الحيّ الذي لا يموت ذلكم الله ربّ العالمين، ولم أجد في كتاب الله أنّ الله ينكر أنّه شيءٌ، سبحانه! بل يُقر الله أنّه شيءٌ ليس كمثله شيء، وأكبر شهادةٍ في الكتاب هو اللهُ أكبرَ شاهدٍ بين الحقّ والباطل وكفى بالله شهيداً. تصديقاً لقول الله تعالى: {قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللَّهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ} صدق الله العظيم [الأنعام:19].

وبالنسبة للتواطؤ، فكيف تقرّ وتعترف بالحقّ أنّ التواطؤ يقصد به التوافق ومن ثم تريد أن تجعل اسم الإمام المهديّ محمداً؟ فيا عجبي! فكيف يواطِئ الشيء نفسه؟ بل الاسم محمد يأتي موافقاً في اسم الإمام المهديّ ناصر محمد، وأتحداك أن تنكر أنّ الاسم محمد لم يأتِ موافقاً في اسمي (ناصر محمد)، ولا بدَّ أن يوافق الاسم محمد في اسم الأب ناصر محمد، وذلك كون الإمام المهديّ لن يبعثه الله نبياً ولا رسولاً؛ بل يبعثه الله ناصراً لمحمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم.

ويا عجبي ممن يحرِّفون الكلم عن مواضعه! ونقول: يا أيّها الباحث عن البيّنة، نحن نؤمن أنّ الله شيءٌ ليس كمثله شيء لكونه لا شيءَ قبله وهو الخالق لكلّ شيءٍ وهو على كلّ شيءٍ قديرٍ وإليه المصير، ويا رجل، بحسب علم البشر جميعاً فوجود الشيء نقيضه عدمُ وجود الشيء، فكيف تُقرّ بوجود الله فمن ثمّ تنفي وجود ذات الله سبحانه وهو العليّ الكبير؟ ولم نفترِ عليك كما تزعم؛ بل تُنكر وجود ذات الله؛ بمعنى أنك تنكر أنّ الله شيءٌ موجودٌ ثم تزعم أنّك مؤمنٌ بالله وأنت تدعو إلى الإلحاد بوجود ذات الله سبحانه، فتنفي أنّه شيء في الوجود.

وأما الذين يجادلون في قول الله تعالى:
{قَالَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ رَبَّنَا هَٰؤُلَاءِ الَّذِينَ أَغْوَيْنَا أَغْوَيْنَاهُمْ كَمَا غَوَيْنَا ۖ تَبَرَّأْنَا إِلَيْكَ ۖ مَا كَانُوا إِيَّانَا يَعْبُدُونَ}صدق الله العظيم [القصص:63]، وأراك تقول أنّ ناصر محمد اليماني بيّن هذه الآية بالباطل، وأتحداك وكافة أساتذة اللغة العربية أن تقيموا علينا الحجّة أنّها ليست كما بيّنها ناصر محمد اليماني لكون كلّ أمّةٍ غوت في عبادة غير الله أغوتها الأمّة التي من قبلها حتى وصل البحث للأمّة الأولى التي كانت سبب إغواء الأمم جميعاً بسبب مبالغتهم في عباد الله المقربين، ولذلك أقرّوا واعترفوا بأنّهم سبب إغواء الأمم من بعدهم بسبب مبالغتهم في عباد الله المقربين، ولذلك قالوا: {أَغْوَيْنَاهُمْ كَمَا غَوَيْنَا ۖ تَبَرَّأْنَا إِلَيْكَ ۖ مَا كَانُوا إِيَّانَا يَعْبُدُونَ} صدق الله العظيم. وتلك الأمّة الأولى يعرفون الذين بالغوا فيهم من عباد الله المقربين. وقال الله تعالى: {وَإِذَا رَأَى الَّذِينَ أَشْرَكُوا شُرَكَاءَهُمْ قَالُوا رَبَّنَا هَٰؤُلَاءِ شُرَكَاؤُنَا الَّذِينَ كُنَّا نَدْعُو مِنْ دُونِكَ ۖ فَأَلْقَوْا إِلَيْهِمُ الْقَوْلَ إِنَّكُمْ لَكَاذِبُونَ} صدق الله العظيم [النحل:86].

لكونهم عبدوهم من بعد موتهم وبالغوا فيهم بغير الحقّ حتى دعوهم من دون الله. وقال الله تعالى:
{وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُواْ مَكَانَكُمْ أَنتُمْ وَشُرَكَآؤُكُمْ فَزَيَّلْنَا بَيْنَهُمْ وَقَالَ شُرَكَآؤُهُم مَّا كُنتُمْ إِيَّانَا تَعْبُدُونَ ﴿28﴾ فَكَفَى بِاللّهِ شَهِيدًا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ إِن كُنَّا عَنْ عِبَادَتِكُمْ لَغَافِلِينَ ﴿29﴾} صدق الله العظيم [يونس].

بمعنى أنّهم كفروا بعبادتهم ومبالغتهم فيهم بغير الحقّ وكانوا عليهم ضداً. تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَاتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّـهِ آلِهَةً لِّيَكُونُوا لَهُمْ عِزًّا ﴿٨١﴾ كَلَّا سَيَكْفُرُونَ بِعِبَادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا ﴿٨٢﴾} صدق الله العظيم [مريم].

وذلك هو التأويل الحقّ لقول الله تعالى:
{قَالَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ رَبَّنَا هَٰؤُلَاءِ الَّذِينَ أَغْوَيْنَا أَغْوَيْنَاهُمْ كَمَا غَوَيْنَا ۖ تَبَرَّأْنَا إِلَيْكَ ۖ مَا كَانُوا إِيَّانَا يَعْبُدُونَ} صدق الله العظيم، فإن كان لديك بياناً هو أهدى من هذا فأتِ به إن كنت من الصادقين. والحمد لله الذي يعصمني من الخطأ في البيان الحقّ للقرآن حتى ولو عندي أخطاء نحويّة ولكني لا أخطئ في البيان لكوني آتيكم بسلطان العلم من القرآن، ولا نقصد أنّ الشرح في نثر البيان جاء من عند الله؛ بل سلطان العلم الذي أجادلكم به هو من عند الله، ولم يتنزَّل عليّ؛ بل على جدّي محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، وإنّما يلهمني ربّي بسلطان العلم المبين فيذكِّرني به لأستنبطه لكم من القرآن العظيم، فما خطبك لا تفقه قولاً ولا تهتدي سبيلاً؟

وعلى كل حالٍ فما أعظم كفرك ومكرك، وأعلم علم اليقين أنّك من شياطين البشر من الذين يُظهرون الإيمان ويبطنون الكفر والمكر للصدّ عن الذِّكر، وحتى نثبت هذا فها نحن ندعوك للمرة الثانية أن تكتب مباهلتك وتتلوها مباهلةٌ الإمام ناصر محمد اليماني فنجعلَ لعنةَ الله على الظالمين لعناً كبيراً، وكذلك ندعو الله أن يمسخ الذي يصدُّ عن الحقّ ويبغيها عوجاً إلى خنزيرٍ أو إلى حمارٍ متى ما يشاء الله ووقت ما يشاء، فليس لنا من الأمر شيءٌ والأمر كله لله، فتفضل للمباهلة مشكوراً وسوف نستفزك بالحقّ من غير ظلمٍ ونفتي أنّك لن تجرؤ على المباهلة لكونك تعلم أنك شيطانٌ مريدٌ وتخشى من أن يفتيَ الله بحكمه الحقّ في شأن الذي يصدّ عن الحقّ ويبغيها عوجاً فلا يمهله الله سواء يكون ناصر محمد اليماني أم المجهول الذي لم يجرؤ ويبيّن نفسه؛ بل يسمّي نفسه الباحث عن البيّنة، والحكم لله وهو أسرع الحاسبين، وخير الفاصلين، الله ربّ العالمين فتقدّم للمُباهلة. وقال الله تعالى:
{قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذَلِكَ مَثُوبَةً عِندَ اللّهِ مَن لَّعَنَهُ اللّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُوْلَـئِكَ شَرٌّ مَّكَاناً وَأَضَلُّ عَن سَوَاء السَّبِيلِ} صدق الله العظيم [المائدة:60].

عدو شياطين البشر؛ المهديّ المنتظر ناصر محمد اليماني.
_____________


آخر تحديث: 30-01-2021 02:45 AM
8

بيانُ العجب العجاب عمّا في قلوب أحباب الربّ؛ قوماً يحبّهم الله ويحبّونه من بقاع شتّى اجْتمعوا على حبّ الله..

- 8 -
[ لمتابعة رابط المشاركــة الأصلية للبيان ]
https://mahdialumma.online/showthread.php?p=146769

الإمام ناصر محمد اليماني
13 - شعبان - 1435 هـ
11 - 06 - 2014 مـ
06:43 صباحاً
( بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى )
ــــــــــــــــــــ



بيانُ العجب العُجاب عمّا في قلوب أحباب الربّ؛ قوماً يحبّهم الله ويحبّونه من بقاع شتّى اجْتمعوا على حبّ الله
..

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على كافة الأنبياء والمرسلين وآلهم الطيبين من أوّلهم إلى خاتمهم جدّي محمد رسول الله، يا أيّها الذين آمنوا صلّوا عليهم وسلّموا تسليماً لا نفرِّق بين أحدٍ من رسله ونحن له مسلمون، أمّا بعد..

قال الله تعالى:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّـهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ۚ ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّـهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّـهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴿٥٤﴾} صدق الله العظيم [المائدة].

فاسمعوا لأعجب فتوى في تاريخ خلق الله أجمعين، وأزكّي فتواي بالحقّ بالقسم بالله العظيم ربّ الملكوت ربّ كلّ شيء ومليكه الله وحده لا شريك له بأنّه لو يخرج إلى قومٍ يحبّهم الله ويحبّونه كافةُ الأنبياء والمرسلين ويتقدّمهم المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني ومن ثمّ يخاطبهم كافةُ الأنبياء والمرسلين والمهديّ المنتظَر ناصر محمد ونقول لهم: اتّخِذوا رضوانَ الله وسيلةً ليُدخلكم جنّته ويقيكم من ناره. لقالوا: "اسمع يا أيّها المهديّ المنتظَر ناصر محمد وكافة الأنبياء والمرسلين، فاسمعوا لردِّنا بالحقّ، ونُقسم لكم بالله العظيم من يحيي العظام وهي رميم ربّ السماوات والأرض وما بينهما وربّ العرش العظيم أنّنا لن نتّخذ رضوان الله النَّعيم الأعظم وسيلةً لتحقيق النَّعيم الأصغر جنات النَّعيم؛ بل لن نرضى حتى يرضى الله"! فحتى ولو ردَّ عليهم كافةُ الأنبياء والمرسلين القول فيقولون: ولكن ها هو المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني الذي علّمكم حقيقة النَّعيم الأعظم؛ ها هو معنا يقول لكم: فلتتخذوا رضوان الله وسيلةً ليقيكم ناره ويدخلكم جنّته برغم أنّ الذي علّمكم حقيقة النَّعيم الأعظم هو ناصر محمد. فمن ثم يردّ على الإمام ناصر محمد اليماني وعلى كافة الأنبياء والمرسلين معشرُ قومٍ يحبّهم الله ويحبّونه فيقولون: "نحن الأنصار في عصر الحوار من قبل الظهور لا نكذِّبُ بكافة الأنبياء والمرسلين ولا نفرِّقُ بين رسل ربّ العالمين ونؤمن بالرسل من أوّلهم إلى خاتمهم محمد رسول الله، ونؤمن بالمهديّ المنتظَر ناصر محمد صلوات الله عليهم جميعاً ونسلّم تسليماً، ونطيع أمر الأنبياء والمهديّ المنتظَر ناصر محمد، فاسمعوا لردِّنا عليكم بالحقّ، ونقول:

[[[نقسم بالله العظيم ربّ السماوات والأرض وما بينهما وربّ العرش العظيم أنّنا لن نترك الله لكم أنتم والمهديّ المنتظَر تتنافسون على حبِّه وقربه؛ بل سوف نُنافسكم في حبّ الله وقربه، وكذلك يتمنى كلٌّ منّا من قومٍ يحبّهم الله ويحبّونه أن يكون هو العبدُ الأحبّ والأقرب منكم إلى الربّ وحتى ولو كنتم الأنبياء والمرسلين ومعكم المهديّ المنتظَر، فما أنتم إلا بشرٌ مثلُنا؛ عبيدٌ لله مثلنا ولستم أولاد الله حتى تكونوا أولى بحبِّ الله وقربه سبحانه وتعالى علواً كبيراً! فلم يتخذ صاحبةً ولا ولداً، وما أنتم إلا عبيدٌ لله مثلُنا ولنا الحقّ في ذات الله كما لكم، فلسنا مشركين بالله عبادَه المقربين ولن نتخذ من دون الله ولياً ولا شفيعاً.

ونقسم لكم يا معشر الأنبياء والمرسلين بأنّه لو يتّخذ الإمامُ المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني رضوان الله وسيلةً ليفوزَ بجنّات النَّعيم فإنّنا لن نتّبعه باتِّخاذ رضوان الله وسيلةً، وحتى ولو قال: "لقد أفتيتكم بالباطل"؛ لقلنا: بل أفتيتنا بالحقّ فقد علمنا الحقّ علم اليقين في قلوبنا، فعلمنا أنّ رضوان نفس الله هو النَّعيم الأعظم من نعيم الجنّة.

ويا معشر كافة الأنبياء والمهديّ المنتظَر ناصر محمد فاسمعوا وعُوا قولَنا، ونقسم بالله الواحد القهّار من يولج الليل في النّهار ويرسل السماء مدراراً وجعل الجنّات والأنهار؛ من يبعث من في القبور ويعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور أنّنا معشرَ قومٍ يحبّهم الله ويحبّونه لن نرضى بملكوت الجنّة أجمعين حتى يكون حبيبنا الله راضياً في نفسه لا متحسراً ولا حزيناً، فقد علمنا أنّ رضوان الله على عباده لهو النَّعيم الأعظم من نعيم جنَّته، فحتى لو ارتدَّ الإمامُ المهديّ ناصر محمد عن اتّخاذ رضوان الله على عباده غايةً، وحتى ولو أنكر أنَّ رضوان الله على عباده هو النَّعيم الأعظم من نعيم جنَّته فحتماً سوف نعلن الإصرار المطلق نحن معشر قومٍ يحبّهم الله ويحبّونه أننا لن نرضى حتى يرضى الرحمن الرحيم، ونعتصم بالله بأنّ رضوان نفس الله على عباده هو النَّعيم الأعظم من جنّته.
وحتى لو أمرنا الإمام المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني من بعد الظهور والتمكين على العالمين فأمرنا أنْ نتَّخذ رضوان نفس الله وسيلةً لتحقيق نعيم جنّات النَّعيم فحتماً سوف نعصي أمره، وإنْ أصرّ علينا وأراد أنْ يُلقي بنا في ظلمات السجون فحتماً سوف ندعوا الإمام المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليمانيّ إلى المباهلة ونعصي أمره بأنْ نتخذ رضوان الله وسيلةً لتحقيق نعيم الجنّة، فليشهد الله وكفى بالله شهيداً ونُشهدُ كافة خلقه أجمعين من الجنّ والإنس ومن كل جنسٍ أنّنا لن نرضى بملكوت الجنَّة التي عرضها السماوات والأرض حتى يرضى حبيبنا الله ربّ العالمين وكفى بالله شهيداً، وما اتَّبعنا الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وشدَدْنا أزره إلا من بعد أن علّمنا حقيقة اسم الله الأعظم، ووجدناه صفةً لرضوان نفس الله على عباده، وعلمناه علم اليقين.

ولن يزداد يقينُنا في حقيقة اسم الله الأعظم من بعد الظهور والنّصر والتمكين، ولن يزداد يوم يقوم الناس لربّ العالمين لكوننا قد علِمْناه علم اليقين في قلوبنا فوجدناه حقّاً النَّعيم الأعظم من نعيم جنّته، وعلمنا علم اليقين حقيقة قول الله تعالى:
{وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (72)} صدق الله العظيم [التوبة]، فوجدنا رضوان نفس الله على عباده هو حقاً النَّعيم الأكبر من نعيم جنّته لا شك ولا ريب، فإن انقلب ناصر محمد اليمانيّ على وجهه ولم يعُدْ يتَّخذ رضوان نفس الله غايةً أو مات أو قُتل فلن نتراجع عن تحقيق هدفنا في تحقيق النَّعيم الأعظم، لكوننا لا نعبد ناصر محمد اليماني؛ بل نعبد الله الواحد القهّار. أفإِن مات ناصر محمد اليماني أو قتل ننقلبُ على أعقابنا؟ ونعوذ بالله من ذلك، ومن ينقلب على عقبيه فلن يضرَّ الله شيئاً وسيجزي الله الشاكرين، وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين.

وهذا ردُّنا نحن معشر قومٍ يحبّهم الله ويحبّونه على كافة الأنبياء والمهديّ المنتظَر فلا نخاف في الله لومة لائم.
]]]
ـــــــــــــــ
انتــــــهى...



وهذا للعلم حوارٌ افتراضيٌّ، ومن ثمّ يقول المهديّ المنتظَر ناصر محمد لكافة البشر وللباحث عن البيّنة: إذاً فإذا كان هذا ردّهم حقيقٌ بالحقّ، فإذاً عليكم أن تستيئِسوا من فتنة قومٍ يحبّهم الله ويحبّونه؛ فإذا كان هذا ما سوف يكون من ردّهم على كافة الأنبياء والمهديّ المنتظَر إذاً فلن تستطيعوا فتنتهم فلقد علمتْ قلوبُهم ما لا تعلمون.

وربّما يودّ أن يقول الباحثُ عن البيّنة: "يا ناصر محمد، فما يدريك أنّ هذا سوف يكون ردّهم على الأنبياء والمهديّ المنتظَر، أليس الحقّ هو أنْ يُطيعوا أوامر الأنبياء والمهديّ المنتظَر؟" فمن ثمّ نقول: يا أيّها الباحث عن البينة، والله الذي لا إله غيره لو يأمرهم محمدٌ رسول الله أو المهديّ المنتظَر أنْ يُلقوا بأنفسهم في نار جهنّم لألقوا بأنفسهم وهم لا يبالون بالحريق طاعةً لله وحباً في ذات الله لكونه قد اصطفانا، إلا أنْ نأمرهم أن لا ينافسوا المهديّ المنتظَر وكافة الأنبياء والمرسلين في حبّ الله وقربه فهنا سوف يعصون أمر المهديّ المنتظَر وكافة الأنبياء والمرسلين لكونهم قد علموا علم اليقين أنّهم إنْ عصوا هذا الأمر فإنّ هذا العصيان لا يُغضب الله؛ بل يُسعد نفسه من غير ظلمٍ لأنبيائه والمهديّ المنتظَر، وعلموا أنّ الحقّ هو معهم.

وكذلك لو نأمرهم أن يتخذوا رضوان الله وسيلةً لتحقيق نعيم الجنّة فلن يطيعوا المهديّ المنتظَر في ذلك أبداً وحتى ولو تعمّرتُ معهم مليون سنةٍ في عصر الحوار من قبل الظهور وأنا أدعوهم ليلاً ونهاراً إلى التراجع عن اتّخاذ رضوان الله غايةً ونأمرهم أن يتخذوه وسيلةً لتحقيق نعيم الجنّة لما تزلزلوا شيئاً! فماذا نقول إذاً؟ فاسْتَيْئِسُوا من فتنة قومٍ يحبّهم الله ويحبّونه.

وربّما يودّ الباحث عن البينة أن يقول: "يا ناصر محمد، إن بيانك الافتراضي بين الأنبياء والمهديّ المنتظَر ومن تسمِّيهم قوماً يحبّهم الله ويحبّونه -وكلنا نحبّ الله- إنّما هو بيانٌ افتراضيٌّ، وما يدريك ماذا سيكون ردّهم؟ إلا أن تكونَ قد كتبتَ لهم هذا البيان الافتراضي من قبلُ على العام أو الخاص وعلمتَ ردّهم". فمن ثمّ يردّ الإمام المهديّ على الباحث عن البينة وأقول: أقسم بالله العظيم ما قطُّ كتبت لهم هذا البيان الافتراضي الذي يخصّهم والأنبياءَ والمهديَّ المنتظَر، وما قطُّ خطَّته يميني وشمالي، وما قطُّ كلّمتُ به أحداً منهم، ولكنّي أقسم بالله العظيم أنّني لم أنطقْ إلا بما سوف ينطقون به ويجدونه حاضراً في قلوبهم فيعلمون علم اليقين أنّ هذا هو حقّاً سوف يكون ردّهم وهم على ذلك من الشاهدين، فهم يعلمون أنَّ هذا هو فعلاً ما سوف يكون من ردّهم لا شك ولا ريب، ويجدونه حاضراً في قلوبهم برغم أنّي لا أعرف 99% منهم، وهم على ذلك من الشاهدين.

ذلك ممّا علمني ربّي بحقيقة قومٍ يحبّهم الله ويحبّونه من بقاع شتى اجتمعوا على حبّ الله، ولذلك لن يرضوا حتى يرضى أحبُّ شيءٍ إلى أنفسهم الله ربّ العالمين، يغبطهم الأنبياء والشهداء لقربهم ومكانتهم من ربّهم برغم كثرة ذنوبهم، فما أكرمهم عند الله، فكأنّهم أنفقوا ملكوت الله جميعاً عند ربّهم برفضهم ملكوت ربّهم حتى يرضى.

وربّما يودّ أحدُ أحبتي الأنصار أن يقول: "يا إمامي، إنّني قد علمت بحقيقة النَّعيم الأعظم علمَ اليقين في قلبي، ولكنّي أحياناً أرتكب إثماً فمن ثمّ أتوبُ إلى الله متاباً، فهل أنا لا أزال منهم؟". ومن ثمّ يردّ عليه الإمامُ المهديّ ناصر محمد وأقول: اللهم نعمْ إنّك منهم، فلا يُوَسْوِس لك الشيطان باليأس والقنوط من رحمة الله وكن من الشاكرين.

وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
أخوكم؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
_______________


آخر تحديث: 03-03-2021 02:31 AM
9

ردٌّ ملجِمٌ بسلطان العلم من محكم القرآن العظيم إلى الباحث عن البينة..

- 9 -
[ لمتابعة رابط المشاركـــة الأصليّة للبيــان ]
https://mahdialumma.online/showthread.php?p=148925

الإمام ناصر محمد اليماني
28 - شعبان - 1435 هـ
26 - 06 - 2014 مـ
08:40 صباحاً
( بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى )
ــــــــــــــــــــ



ردٌّ ملجِمٌ بسلطان العلم من محكم القرآن العظيم إلى الباحث عن البيّنة..

بسم الله الرحمن الرحيم، قال الله تعالى: {وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ۚ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (72)} صدق الله العظيم [التوبة].

والســــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــؤال الذي يطرح نفسه هو: ألم تجد فتوى الله في محكم كتابه بأنّ رضوان نفس الرحمن على عباده هو النّعيم الأكبر من نعيم جنّته، وذلك في قول الله تعالى: {وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ۚ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (72)} صدق الله العظيم؟

ونكرر السؤال للمرة الثانية في هذا البيان ونقول: ألم يفتِ الله في محكم القرآن أنّ رضوان الرحمن على عباده هو النّعيم الأكبر من جنّته؟
ونكرر الســـــــــــــــــــؤال للمرة الثالثة: أليست فتوى الله محكمةٌ بأنّ رضوان الرحمن على عباده هو النّعيم الأكبر من نعيم جنَّته في قول الله تعالى: {وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ۚ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (72)} صدق الله العظيم؟

وإن أبيتَ إلا الاستمرار والإصرار على الإنكار بأنّ رضوان الله الواحد القهّار هو النّعيم الأكبر من نعيم جنّته فمن ثم نقول لك: ألم يقل الله في محكم كتابه: {وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (72)} صدق الله العظيم؟ أي نعيم أكبر من نعيم الجنّة، ولم يُفتِ بذلك ناصر محمد من عند نفسه؛ بل تلك فتوى الله لعباده في محكم القرآن العظيم. وبسبب أنّ الأنصار وجدوا فتوى ربّهم حقيقةً في قلوبهم بأنّ رضوان الله على عباده هو حقاً النّعيم الأكبر من نعيم جنّته ولذلك تجدهم أقسموا بالله جهد أيمانهم أنّهم لن يرضوا حتى يرضى ربّهم حبيب قلوبهم، ولكنك تفتقد حقيقة النّعيم الأعظم في قلبك لكونك من الذين كرهوا رضوان الله فأحبط أعمالهم. وقال الله تعالى: {قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّي وَآتَانِي رَحْمَةً مِّنْ عِندِهِ فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنتُمْ لَهَا كَارِهُونَ (28)} صدق الله العظيم [هود].

ولا نزال نعدك ببيانٍ لقول الله تعالى: {وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ (62) قَالَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ رَبَّنَا هَٰؤُلَاءِ الَّذِينَ أَغْوَيْنَا أَغْوَيْنَاهُمْ كَمَا غَوَيْنَا ۖ تَبَرَّأْنَا إِلَيْكَ ۖ مَا كَانُوا إِيَّانَا يَعْبُدُونَ (63) وَقِيلَ ادْعُوا شُرَكَاءَكُمْ فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ وَرَأَوُا الْعَذَابَ ۚ لَوْ أَنَّهُمْ كَانُوا يَهْتَدُونَ (64) وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ مَاذَا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ (65) فَعَمِيَتْ عَلَيْهِمُ الْأَنبَاءُ يَوْمَئِذٍ فَهُمْ لَا يَتَسَاءَلُونَ (66) فَأَمَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَعَسَىٰ أَن يَكُونَ مِنَ الْمُفْلِحِينَ (67) وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ ۗ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ ۚ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ (68) وَرَبُّكَ يَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ (69) وَهُوَ اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولَىٰ وَالْآخِرَةِ ۖ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (70)} صدق الله العظيم [القصص]. وإذا لم أُقِمْ عليك الحجّة بنسبة 100% فلستُ الإمام المهديّ، ولسوف تعلمون أيّنا ينطق بالحقّ ويهدي إلى صراطٍ مستقيمٍ.

وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
عدو شياطين البشر؛ المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني.
________________

آخر تحديث: 30-01-2021 02:46 AM
10

البرهان على حقيقة الغضب والرضوان في نفس الرحمن لقومٍ يتفكرون..

- 10 -
[ لمتابعة رابط المشاركة الأصليّة للبيـان ]
https://mahdialumma.online/showthread.php?p=149033

الإمام ناصر محمد اليماني
29 - شعبان - 1435 هـ
27 - 06 - 2014 مـ
07:12 صباحاً
( بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى )
ــــــــــــــــــــ


البرهان على حقيقة الغضب والرضوان في نفس الرحمن لقومٍ يتفكرون
..


بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على كافة أنبياء الله ورسله وأنصارهم السابقين من قبل التَّمكين والذين آمنوا واتَّبعوا الحقَّ في كلّ زمانٍ ومكانٍ إلى يوم الدين، أمّا بعد..

ويا أيّها الباحث عن البيّنة، وها أنا أراك اعترفت بعد أن أقمنا عليك الحجّة بأنّ رضوان الله هو النّعيم الأعظم من نعيم جنّات النّعيم، ونقتبس من بيانك ما يلي:
فقد قلْتَ أن رضوانَ اللهِ على عباده أكبرُ من كلِّ نعيمٍ سِواهُ فقُلنا لك : نعم وعلى العيْنِ والرأسِ ، أما أن تقول : فنحنُ نعبُدُ رِضوانَ اللهِ في ذاتِه، نقولُ لك : قِفْ .
وأراك تقول: قِفْ؛ بمعنى أنك تُنكر أنّ رضوان الله هو رضا نفسه، ويا سبحان الله! ألم يحذِّر الله عبادَه غضبَ نفسه؟ تصديقاً لقول الله تعالى: {يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا ۗ وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ ۗ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ (30) قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (31)} صدق الله العظيم [آل عمران].

ويا أيّها الباحث عن البيّنة، فهل تدري ما سبب وجود الحسرة في نفس الربّ على عباده النادمين على ما فرّطوا في جنب ربّهم؟ وذلك لأنّ الله رؤوفٌ بعباده ولكنّ كثيراً من عباده يائسون من رحمة ربّهم، فلا يزالون ظالمي أنفسهم باليأس والقنوط من رحمة الله الرؤوف بعباده. تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ} صدق الله العظيم.

لكون الرأفة هي في نفس الله، والرحمة هي في النفس، والغضب في النفس، والفرح هو في النفس أيضاً، والأسرار في النفس، ولذلك قال نبيّ الله المسيح عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام مخاطباً ربّه حين ردّ الجواب على الربِّ سبحانه، وقال الله تعالى:
{وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ} صدق الله العظيم [المائدة:116].

وأراك تنكر علينا أن نقول "رضوان نفس الرحمن"! فمن ثم نقيم عليك الحجّة بالحقِّ ونقول: اللهم نعم نطمع في تحقيق رضوان نفسه تعالى ونحذر غضب نفس الله سبحانه. تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ} صدق الله العظيم.

وليس الإمام المهديّ ناصر محمد والباحث عن البيّنة على حدِّ سواءٍ، لكون ناصر محمد اليماني يدعو إلى اتّباع رضوان الله واتّخاذه غايةً في الحياة الأولى والآخرة، وأما الباحث عن البينة فيصدّ عن ابتغاء رضوان نفس الله غايةً، إذاً والله لا نستوي مثلاً؛ الإمام المهدي ناصر محمد والباحث عن البينة لكون أحدنا يدعو إلى اتّباع رضوان الرحمن والآخر ينكر على المؤمنين أن يتَّخذوا رضوان نفس ربّهم غايتهم ومنية أنفسهم ويصدُّ عن محكم الذِّكر ويبغيها عوجاً!

وختاماً نقول: قال الله تعالى:
{أَفَمَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَ اللَّهِ كَمَنْ بَاءَ بِسَخَطٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (162)} صدق الله العظيم [آل عمران].

فما هو اتِّباع رضوان الله؟ وهو أن تفعل ما يحبّه الله وترضى به نفسُه، وأمّا ما يسخط الله فهو كل فعلٍ حرَّمه الله ويُسخط نفسه. فما خطبك تفرِّق بين الله ونفسِه؟ سبحانه! فهو إلهٌ واحدٌ لا إله إلا هو إليه المصير.
وعلى كل حالٍ لن ينفعك الهرب بعدما ألجمناك بالحقِّ إلجاماً، فإن هربت [ فحا تروح من ربنا فين؟ ].

وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين ..
أخوكم؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
_______________

آخر تحديث: 30-01-2021 02:46 AM