الموضوع: السبب الحقيقي للإشراك بالله وسرّ الشفاعة

1

السبب الحقيقي للإشراك بالله وسرّ الشفاعة ..


- 1 -
الإمام ناصر محمد اليماني
16- 06 - 1430 هـ
09 - 06 - 2009 مـ
08:41 مساءً
ـــــــــــــــــــــ



السبب الحقيقي للإشراك بالله وسرّ الشفاعة ..

ردّ الامام على العضو محمود المصري: إن كنت تعبد الله وحده فلا يفتنك حُبّ ما سواه عن حُبّه وقربه إن كنت من الصادقين..

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على خاتم الانبياء والمرسلين وآله الطيّبين والتّابعين للحقّ إلى يوم الدين. قال الله تعالى:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِنْ تَسْأَلُوا عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللَّهُ عَنْهَا وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ ﴿١٠١﴾ قَدْ سَأَلَهَا قَوْمٌ مِنْ قَبْلِكُمْ ثُمَّ أَصْبَحُوا بِهَا كَافِرِينَ ﴿١٠٢﴾} صدق الله العظيم [المائدة:١٠١].

أخي الكريم محمود المصري قد قبلنا بيعتك وعقيدتك في شأن الإمام المهديّ حتى ولو تجعلنا أقل درجة من نبيّ الله يونس فلا يهم لدينا ذلك في شيء، وما جئتكم لأحاجُّكم عن نفسي ولا أدعوكم لعبادتي ولا أدعوكم لعبادة محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم؛ بل إلى عبادة الله وحده لا شريك له.

وبالنسبة للأنبياء فقد رفع الله بعضهم على بعض درجاتٍ في العلم، وفوق كلّ ذي علمٍ عليمٍ، وأرفع درجات العلم على مستوى كافة الأنبياء والمرسلين هو جدّي محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم. تصديقاً لقول الله تعالى:
{تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ وَآتَيْنَا عِيسَى ابن مريم البيّنات وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ البيّنات وَلَٰكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ وَمِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ} صدق الله العظيم [البقرة:٢٥٣].

إذاً التفضيل ودرجات العلم ليس على مستوى عباد الله أجمعين بل؛
{تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ} أي بعضهم على بعض، فأنت لا تستطيع أن تقول إنّ محمداً رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم هو أعلمُ من جبريل عليه الصلاة والسلام؛ لأنّ جبريل هو معلم محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم. وما يشهد به المهديّ المنتظَر لجده محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم هو أنّه أرفع درجة في الكتاب على مستوى كافة الأنبياء والمرسلين، وهذه هي عقيدتي تجاه جدّي محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، وما أفتيه بالحقّ لكافة الأنصار وكافة المسلمين إنّ الذين يجعلون الله حصريّاً للأنبياء والمرسلين ويرون أنّهُ لا ينبغي لهم أن ينافسوهم في حبّ الله وقربه قد أشركوا بالله جميعاً.

ويا معشر المسلمين إنّي لم أجعل تفضيلي بين الأنبياء فلست نبياً ولا رسولاً، وسيُفتيكم في ذلك الأنبياء القادمون أصحاب الكهف والرقيم، ولكنّي أقول لكم الحقّ والحقّ أقول: إنّ المهديّ المنتظَر الذي لهُ تنتظرون لا تحيطون بشأنه ولا تعلمون بسرِّه وتجهلون قدره ويفوض إلى الله أمره، ويحذِّركم لئن لم تستجيبوا إلى دعوة التنافس في حبّ الله وقربه فتنافسوا المهديّ المنتظَر أيكم أحبّ وأقرب من المهديّ المنتظَر إلى الله وإن لم تفعلوا فتقولون: وكيف ننافس المهديّ المنتظَر في حبّ الله وقربه؟ ثم تجعلوا الله حصريّاً للمهديّ المنتظَر، فإنّكم قد أشركتُم بالله ولا ولن تجدوا لكم من دون الله وليّاً ولا نصيراً، وقد أفتيتُكم بالحقّ وبرأت ذمتي.

وهل المهديّ المنتظَر وكافة الأنبياء والمرسلين إلا عبادٌ أمثالكم يبتغون إلى ربّهم الوسيلة أيّهم أحبّ وأقرب؟ تصديقاً لقول الله تعالى:
{أُولَٰئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ ربّهم الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا} صدق الله العظيم [الإسراء:٥٧].

فلماذا يا قوم تبالغون في أنبياء الله ورسله فتجعلون التنافس في حبّ الله وقربه حصريّاً لهم برغم إنّ الله أفتاكم أنّهم عبادٌ أمثالكم ولكم في ربّكم الله الحقّ ما لهم، ولم يدعوكم أنبياء الله ورسله إلى عبادتهم من دون الله بل يدعون النّاس إلى عبادة الله وحده لا شريك له وأن يتنافسوا في حبّ الله وقربه فإذا أنتم تجعلون الله حصرياً لهم من دون الصالحين فتدعونهم من دون الله، فجعلتم الله حصريّاً لهم ثم اتخذتموهم شُفعاءكم عند الله فتنتظرون الشفاعة لكم منهم بين يدي الله ثم لا يغنوا عنكم من الله شيئاً. أفلا تتّقون؟ تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَأَنْذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْ يُحْشَرُوا إِلَىٰ ربّهم لَيْسَ لَهُمْ مِنْ دُونِهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:٥١].

ويا أخي الكريم، إنّ المهديّ المنتظَر هو أولى منك ومن كافة المسلمين بمحمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، وما جئتكم إلا لنُصرة دعوته عليه الصلاة والسلام، وأدعوكم إلى اتّباعه فتعبدون ما يعبده محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم إن كنتم تحبون الله فتعبدون الله وحده فتتنافسون على حبّ الله وقُربه، وكذلك المهديّ المنتظَر لا يدعوكم إلاّ إلى ما دعاكم إليه محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم أن تعبدوا الله وحده لا شريك له فتكونوا ربانيّين فتتنافسوا على حبّ الله وقربه وعظيم نعيم رضوان نفسه إن كنتم إيّاه تعبدون سبحانه وتعالى علوًا كبيراً.

ويا أخي الكريم، أرأيت لو قال المهديّ المنتظَر لمعشر النّصارى: يا معشر النّصارى إنّي المهديّ المنتظَر ونظراً لدرجتي العلميّة في الكتاب جعلني الله إماماً لرسول الله المسيح عيسى ابن مريم الذي علَّمه الله الكتاب والحكمة والتّوراة والإنجيل الذي سوف يكلمكم كهلاً ومن الصالحين التّابعين للإمام المهدي. فحتماً سيغضب مني النّصارى كما غضبت أيها المُبايع المصري الذي يجهل قدري ولا يحيط بسرّي، ولكنّي أبشرك أنه لا ولن يهمني هذا الأمر وما جئتكم لأحاجّكم عن نفسي ودرجتي في الكتاب، وبما أنّهُ لا يهمني هذا التكريم حتى ولو تعتقد أنّي أدنى الدرجات العلميّة في الكتاب لما حاججتُك عن نفسي أو أقول لكم لا يتّبعني إلا من صدّق أنّي الأعلم في خلفاء الله أجمعين، وأعوذُ بالله أن أكون من الجاهلين؛ بل قبلت بيعتك وبعقيدتك الراهنة شرط أن تُنافس المهديّ المنتظَر في حبّ الله وقربه فتعبد الله وحده لا شريك له فلا تعتقد إن الله حصريّاً للمهديّ المنتظَر من دون الصالحين فذلك شركٌ بالله.

ويا أمّة الإسلام، أجيبوا داعي التنافس في حبّ الله وقربه إن كنتم تحبّون الله فتنافسوا على الله أيكم أحبّ وأقرب ولا تجعلوا الله حصرياً للملائكة فهم ليسوا إلا عبادٌ أمثالكم، ولا تجعلوا التنافس في حب الله وقربه للجنّ فهم ليسوا إلا عبادٌ لله أمثالكم، ولا تجعلوا الله حصرياً للأنبياء والمرسلين من دون التّابعين فهم ليسوا إلاّ عبادٌ أمثالكم، ولا تجعلوا الله حصرياً لخليفته المهديّ المنتظَر فهو ليس إلا عبداً لله كمثل أي عبدٍ منكم. تصديقاً لقول الله تعالى:
{إِنْ كلّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَٰنِ عَبْدًا ﴿٩٣﴾ لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا ﴿٩٤﴾ وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا ﴿٩٥﴾ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَٰنُ وُدًّا ﴿٩٦﴾ فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنْذِرَ بِهِ قَوْمًا لُدًّا(97)} صدق الله العظيم [مريم].

ويا معشر النّصارى والمسلمين، إنّه لا يؤمن أكثركم بالله إلا وهم بربِّهم مشركون فيعظِّمون أنبياء الله ورسله فيجعلون الله حصريّاً لهم ويعتقدون أنّه لا يجوز لهم أن ينافسوا رسل ربّهم في حبّ الله وقربه! إذاً فمن تعبدون إن كنتم صادقين! فأتوني بالبرهان المُبين. وقال الله تعالى:
{وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابن مريم أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَٰهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بحقّ إِنْ كنت قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ ۚ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ ﴿١١٦﴾ مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ ربّي وَرَبَّكُمْ وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كنت أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَىٰ كلّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ﴿١١٧﴾} صدق الله العظيم [المائدة].

فانظروا لرد المسيح عيسى ابن مريم صلّى الله عليه وعلى أمه وسلم:
{مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنْ اعْبُدُوا اللَّهَ ربّي وَرَبَّكُمْ} صدق الله العظيم، وكذلك قال الله لنبيِّه محمد صلّى الله عليه وآله وسلّم: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} صدق الله العظيم [آل‌ عمران:٣١].

وما هو البيان الحقّ لهذه الآية التي بيَّن الله فيها شرط محبّته لعباده؟ هي الاستجابة لدعوة نبيِّه إلى عبادة الله وحده لا شريك له فيتنافسون على حبّ الله وقربه فيُحبهم الله ويُقربهم فيمدُّهم بنعيم رضوان نفسه إلى قلوبهم ويصلح بالهم فلا يغفر الله أن يشرك به، أفلا تتقون؟ وهذه هي الدعوة الحقّ لكافة الأنبياء والمرسلين ودعوة المهديّ المنتظَر خليفة الله على العالمين، دعوة واحدة موحّدة لكلمة سواء. تصديقاً لقول الله تعالى:
{إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَىٰ نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ ۚ وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَعِيسَىٰ وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ ۚ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا ‎﴿١٦٣﴾‏ وَرُسُلًا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِن قَبْلُ وَرُسُلًا لَّمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ ۚ وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَىٰ تَكْلِيمًا ‎﴿١٦٤﴾‏ رُّسُلًا مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ ۚ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا ‎﴿١٦٥﴾‏ لَّٰكِنِ اللَّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنزَلَ إِلَيْكَ ۖ أَنزَلَهُ بِعِلْمِهِ ۖ وَالْمَلَائِكَةُ يَشْهَدُونَ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ شَهِيدًا ‎﴿١٦٦﴾‏ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ قَدْ ضَلُّوا ضَلَالًا بَعِيدًا ‎﴿١٦٧﴾‏ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَظَلَمُوا لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلَا لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقًا ‎﴿١٦٨﴾‏ إِلَّا طَرِيقَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۚ وَكَانَ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا ‎﴿١٦٩﴾‏ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الرَّسُولُ بِالْحَقِّ مِن رَّبِّكُمْ فَآمِنُوا خَيْرًا لَّكُمْ ۚ وَإِن تَكْفُرُوا فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا ‎﴿١٧٠﴾‏} صدق الله العظيم [النساء].

ولو سألني أحد الباحثين عن الحقّ فيقول: "وما يقصد الله سبحانه بقوله:
{إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَىٰ نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ ۚ وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَعِيسَىٰ وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ ۚ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا ‎﴿١٦٣﴾‏ وَرُسُلًا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِن قَبْلُ وَرُسُلًا لَّمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ ۚ وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَىٰ تَكْلِيمًا ‎﴿١٦٤﴾‏ رُّسُلًا مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ ۚ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا ‎﴿١٦٥﴾} صدق الله العظيم؟". ثم يقول له المهديّ المنتظَر وضِّح سؤالك أخي الكريم أكثر حتى آتيك بالإجابةِ الحقّ، ثم يقول السائل: "أي ما هو الوحي الموحد المقصود الذي جاء به المرسلين لكي لا يكون للناس حُجّة على الله من بعد الرسل؟". ثمّ يردّ عليه المهديّ المنتظَر ويقول: إليك الجواب من محكم الكتاب عن الوحي الموحد الذي جاء به كافة الأنبياء والمرسلون إلى الناس، فنجد الجواب الحقّ في محكم الكتاب في قول الله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ} صدق الله العظيم [الأنبياء:٢٥].

{وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِنْ دُونِ الرَّحْمَٰنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ} صدق الله العظيم [الزخرف:٤٥].

فانظر للتّهديد والوعيد الموجَّه من الرحمن إلى محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وإلى كافة أنبياء الله ورسله:
{وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} صدق الله العظيم [الزمر:٦٥].

فأمرهم الله أن يعبدوه وحده لا شريك له فيتنافسون على حُبِّه وقربه أيُّهم أقرب. تصديقاً لقول الله تعالى:
{يَبْتَغُونَ إِلَىٰ ربّهم الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا} صدق الله العظيم [الإسراء:٥٧].

وكذلك دعوة المهديّ المنتظَر لكافة البشر بالبيان الحقّ للذكر أن يعبدوا الله وحده لا شريك له فيتنافسون على حُبِّه وقُربه وأن لا يتّخذوا بعضهم بعضاً أرباباً من دون الله، فإن استجابوا فقد اهتدوا. تصديقاً لقول الله تعالى:
{قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَىٰ كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مسلمون} صدق الله العظيم [آل‌ عمران:٦٤].

وقال الله تعالى:
{أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَٰهَكَ وَإِلَٰهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَٰهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مسلمون} صدق الله العظيم [البقرة:١٣٣].

وكذلك ابتعث الله المهديّ المنتظَر بتحقيق الهدف الحقّ في نفس الله من خلق الجنّ والإنس ليدعوهم إلى عبادة الله وحده فيتّبعون سبيل رضوانه فيتنافسون على حُبه وقربه. تصديقاً لقول الله تعالى:
{﴿٥٥﴾ وَمَا خَلَقْتُ الجنّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴿٥٦﴾ مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ ﴿٥٧﴾ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ ﴿٥٨﴾} صدق الله العظيم [الذاريات].

ويا محمود المصري، إنّ المهديّ المنتظَر يقول لك القول المُختصر بخُلاصة الخُلاصة للبيان الحقّ للقُرآن:
إنّ المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني وجدّه محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وكافّة الأنبياء والمرسلين ليسوا إلا عبادٌ أمثالكم:
{يَبْتَغُونَ إِلَىٰ ربّهم الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا} صدق الله العظيم [الإسراء:٥٧]

فإن كنت تحب الله فاتّبعنا ونافسنا في حبّ الله وقربه وعظيم نعيم رضوان نفسه إن كنت من العابدين لله وحده، وأن تبتغي إلى ربك الوسيلة لتنافس كافة الأنبياء والمرسلين في حبّ الله وقربه وتنافس المهديّ المنتظَر وكافة عباد الله الصالحين في حبّ الله وقربه فإن كنت تعبد الله وحده فلا يفتنك حُبّ ما سواه عن حُبّه وقربه إن كنت من الصادقين، ثم يجعلك الله من عباده المكرمين الذين يبتغون إلى ربّهم الوسيلة فيتنافسون على حبّ الله وقربه. ولكن للأسف أنه حتى إذا كرَّمك الله وأحبّك وقربك وأيَّدك بآيات كراماته ثم يعلم بها المسلمون فإذا الذين لا يؤمنون بالله إلا وهم مشركون حتماً سوف يدعونك من دون الله وكأنَّ الله حصرياً لمحمود المصري! فمن ذا الذي حرم عليهم أن يتنافسوا على حبّ الله وقربه حتى يكرمهم الله؟ ولكن للأسف إنّ اكثر النّاس لا يؤمنون بالله ربّ العالمين، وكذلك الذين آمنوا بالله كذلك للأسف لا يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون به عباده المكرمون وقليل من عباد الله الشكور من الذين تنافسوا على حبّ الله وقربه وأحبهم الله وقربهم وكرمهم، فبدل أن يحذو المسلمون حذوهم فإذا المسلمون يدعونهم من دون الله ولم يحذوا حذوهم وجعلوا الله حصرياً لهم وبالغوا فيهم بغير الحقّ وأشركوا بالله وهم ليسوا إلا عبادٌ أمثالكم، ولم ينهَكم المهديّ المنتظَر وقال لكم إنّه لا ينبغي أن يكون هناك أحبّ عبد وأقرب عبد منّي إلى ربّي في عباده أجمعين بل أدعوكم إلى أن تُنافسوا المهديّ المنتظَر في حبّ الله وقربه وكونوا يا معشر الأنصار السابقين الأخيار من الذين قال الله عنهم:
{يَبْتَغُونَ إِلَىٰ ربّهم الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا} صدق الله العظيم [الإسراء:٥٧].

فإن حرَّمتم على أنفسكم ذلك فجعلتم الله حصريّاً للمهديّ المنتظَر ولكافّة الأنبياء والمرسلين، فلا ولن يغني عنكم المهديّ المنتظَر ولا كافة الأنبياء والمرسلين من الله شيئاً، وأصبحتم من المُشركين ثم يحبط الله عملكم فلا يقبله منكم.

اللهم قد بلغت، اللهم فاشهد، وبرّأتُ ذمّتي وبيَّنتُ أمانتي بالبيان الحقّ للذكر لكافة البشر، فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر وما علينا إلا البلاغ بالحقّ لكي لا تكون للناس حُجّة على الله من بعد بيان الحقّ، والحقّ أحقّ أن يتبع.

وسلامٌ على المرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين.
أخوكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
___________________

آخر تحديث: 24-10-2022 11:52 PM
2

ويا معشر المسلمين، كيف يكون على ضلالٍ من يدعوكم إلى عبادة الله وحده والتّنافس على حُبِّ الله وقربه إن كنتم تعبدون الله وحده؟

- 2 -
الإمام ناصر محمد اليماني
14 - 09 - 1430 هـ
03 - 09 - 2009 مـ
04:56 صباحاً
ــــــــــــــــــــــ



ويا معشر المسلمين، كيف يكون على ضلالٍ من يدعوكم إلى عبادة الله وحده والتّنافس على حُبِّ الله وقربه إن كنتم تعبدون الله وحده؟

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، والتّابعين للحقّ إلى يوم الدين والحمدُ لله ربّ العالمين..
قال الله تعالى:
{قُلْ رَبِّي أعلم بِعِدَّتِهِمْ مَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاءً ظَاهِرًا وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِنْهُمْ أَحَدًا} صدق الله العظيم [الكهف:٢٢].

ويا محمود المصري، فهل تعلم من هم المقصودين الذي نهى الله رسوله أن يستفتيهم عن أصحاب الكهف؟ إنّه يقصد أهل الكتاب من النّصارى واليهود من الذين قالوا عن عددهم رجماً بالغيب من غير علمٍ ولا سلطانٍ، وبما أنّ محمداً رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- لم يُحِطهُ الله بعلمهم وكذلك لم يُحِط أهل الكتاب، وبما أنّ شأنهم لا يخصّ محمداً رسول الله صلّى الله عليه وأمره أن يردّ علمهم إلى الله. وقال تعالى:
{قُلْ رَبِّي أعلم بِعِدَّتِهِمْ مَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاءً ظَاهِرًا وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِنْهُمْ أَحَدًا} [الكهف:22]، ولم يأمر الله رسوله صلّى الله عليه وآله وسلّم ليثبت عددهم وقصتهم للناس، ولذلك لم يُحِط رسوله بهم علماً؛ بل يحيط المهديّ المنتظَر الذي يؤتيه الله علم الكتاب لأنّهم وزراء المهديّ المنتظَر ويخصّه شأنهم لإثبات الخلافة، والمهديّ المنتظَر من حزب محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم. ولذلك قال الله تعالى: {ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَىٰ لِمَا لَبِثُوا أَمَدًا} صدق الله العظيم [الكهف:١٢]؛ ويقصد بعثهم الثاني لخروجهم إلى النّاس ليعلم النّاس أي الحزبين أحصى لعددهم ولبثهم لما لبثوا أمداً.

ويا أخي الكريم، فبما أنّه ألقى الشيطان في أمنيتك شكّاً في الحقّ من بعد المبايعة فسوف أخبرك بالسبب وهو: إنّك أيقنت أنّ ناصر محمد اليماني هو المهديّ المنتظَر واعتقدت الاعتقاد المُطلق أنّ قلبك لا يفتنه شيءٌ أبداً في أنّ ناصر محمد اليماني هو المهديّ المنتظَر، وأخطأتَ في ذلك! وما يدريك أنّ قلبك لا يفتنه شيءٌ عن الحقّ والله يحول بينك وبين قلبك؟ وأراد الله أن يؤدَّبك لكي لا تثق في نفسك شيئاً؛ بل تقول ما علمكم الله في محكم كتابه أن تقولوا من بعد الهدى: {رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ} صدق الله العظيم [آل‌ عمران:٨].

وكذلك سوف أخبرك أنّ قلبك لا ولن يخشع من بعد اليوم لذكر ربّك ولن تدمع عينك حتى تنيب إلى ربّك أن يثبتك على الحقّ، ويا أخي الكريم لست أنت من يُقسِم رحمة الله ودرجات العلم بين عباده. تصديقاً لقول الله تعالى:
{أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبِّكَ} صدق الله العظيم [الزخرف:٣٢]. وإني أراك قد أشركت بالله بدعائك أن يكون محمداً رسول الله هو أحبّ وأقرب منك إلى الله، وذلك لأنّ محمداً رسول الله قد أصبح أحبّ إلى قلبك من الله، ولكن المهديّ المنتظَر يقول: اللهم إنّي أنفقت الدرجة العالية الرفيعة في الجنّة لجدّي محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم مُقابل أن تزيدني بحبِّك وقربّك، وذلك لأنّ المهديّ المنتظَر من الذين يتنافسون على حُبِّ الله وقربه. تصديقاً لقول الله تعالى: {يَبْتَغُونَ إِلَى ربّهم الْوَسِيلَةَ أيّهم أَقْرَبُ} صدق الله العظيم [الإسراء:٥٧].

ولو أدعو أن يكون جدّي هو أحبّ وأقرب فقد أشركت بالله وأصبح حبّي لجدّي أكثر من حبّي لربّي وأعوذُ بالله أن أكون من المشركين، غير أنّي أفضله على نفسي وأمي وأبي في ملكوت الدنيا والآخرة إلا في حبِّ الله وقربه لأنّي لا أعبد محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بل اتّبعتُه في عبادة الله وحده وأنافسه وكافة عباد الله المُقربين أيُّنا أقرب إلى الله. تصديقاً لقول الله تعالى:
{يَبْتَغُونَ إِلَى ربّهم الْوَسِيلَةَ أيّهم أَقْرَبُ} صدق الله العظيم [الإسراء:٥٧].

وبما أنّي أعلم أنّي فزت بالدرجة العالية الرفيعة في الجنّة ومن ثم أنفقتها لجدي محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وسيلةً لتحقيق النّعيم الأعظم درجة في حبِّ الله وقربه لأنّي أحبّ الله أكثر من جدي، ولو فضَّلت جدّي أن يكون هو الأحبّ إلى الله وأقرب مني لأصبحت أحبّ جدّي أكثر من الله، ثم لا أجد لي من دون الله ولياً ولا نصيراً، ألا وإنّ الحُبّ هو الغيرة وإنّي أغير على الله من جدّي محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ومن كافة المقربين ذلك لأن الله هو أحبّ شيء إلى نفسي يا محمود المصري، فإن كنت تحبّ الله أكثر من محمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وأكثر من المهديّ المنتظَر فعليك أن تَغار من محمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ومن المهديّ المنتظَر ومن كافة المقربين فتنافسنا في حبِّ الله وقربه إن كنت لا تعبد إلا الله فكن من عباد الله الذين قال الله عنهم في محكم كتابه:
{يَبْتَغُونَ إِلَىٰ ربّهم الْوَسِيلَةَ أيّهم أقرب وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ ربّك كَانَ مَحْذُورًا} صدق الله العظيم [الإسراء:٥٧].

ويا معشر المسلمين، كيف يكون على ضلالٍ من يدعوكم إلى عبادة الله وحده والتنافس على حُبِّ الله وقربه إن كنتم تعبدون الله وحده لا إله غيره ولا معبود سواه؟ ونعم أنا المهديّ المنتظَر أحبّ محمد رسول الله أكثر من نفسي ومن أمّي وأبي ومن النّاس جميعاً، ولذلك أرجو من الله أن يؤتيه الدرجة العالية الرفيعة في الجنّة وأفضِّله على نفسي تفضيلاً إلا إني لو أترك الله لمحمدٍ رسول الله فلا أنافسه على حبِّه وقربه إذا لأصبحت أحبّ جدّي محمد رسول الله أكثر من الله! وأعوذُ بالله أن أكون من المشركين. وهل حبّي لمحمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم إلا لأنّ الله يحبّه ولا ينبغي لي أن أحبّه أكثر من الله وأترك الله له وأعوذ بالله؛ بل أنافسه في حبِّ الله وقربه وكافة عباد الله المقربين يتنافسون على حُبِّ ربّهم وقربه:
{يَبْتَغُونَ إِلَى ربّهم الْوَسِيلَةَ أيّهم أَقْرَبُ} صدق الله العظيم [الإسراء:٥٧].

فلماذا لا تريد أن تكون منهم إن كنت تعبد الله يا محمود المصري؟ إنّي أراك زغت عن الصراط المستقيم وإنّما محمد رسول الله وكافة الأنبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام عبادٌ أمثالكم
{يَبْتَغُونَ إِلَى ربّهم الْوَسِيلَةَ أيّهم أَقْرَبُ} صدق الله العظيم [الإسراء:٥٧]، فلماذا لا تنافسهم في حبِّ الله وقُربه؟ أم ترى إنّه لا ينبغي لك أن تنافسهم في حبِّ الله وقربه؟ إذاً فهات برهانك إن كنت من الصادقين، ولقد حاولنا تثبيتك على الحقّ وقبلنا بيعتك بعقيدتك الراهنة، فأبيتَ إلا الفتنة لا قوة إلا بالله! فهل ابتعث الله محمداً رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- وكافة الأنبياء والمرسلين إلا ليدعوا النّاس إلى عبادة الله وحده والتنافس على حُبِّ الله وقربه؟ ولم يأمروا النّاس أن يحبّونهم أكثر من الله فيذروا التنافس على ربّهم لهم، فلا تكن من الجاهلين، وإنّما اتِّباع محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم أن تعبد الله وحده لا شريك له وليس أن تعبد محمداً رسول الله فتحبه أكثر من الله فهذه مبالغة منك بغير الحقّ، ولم آمرك أن تحبّ المهديّ المنتظَر أكثر من محمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم؛ بل أدعوك أن تنافس محمد رسول الله صلّى الله عليه وسلم وتنافس المهديّ المنتظَر فتكون من الربانيين المُتنافسين على حُبِّ الله وقُربه فلا تدعوهم من دون الله. وقال الله تعالى: {أُولَٰئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ ربّهم الْوَسِيلَةَ أيّهم أقرب وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ ربّك كَانَ مَحْذُورًا} صدق الله العظيم [الإسراء:٥٧].

ويا معشر الأنصار السابقين الأخيار إنّ المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني لا يدعوكم إلى عبادته من دون ربّه فتتركون الله للمهديّ المنتظَر ليكون أحبّ وأقرب منكم فإن فعلتم فقد أشركتم بالله؛ بل أدعوكم إلى عبادة الله وحده لا شريك له في حُبّكم الأكبر فتنافسون المهديّ المنتظَر في حبِّ الله وقربه أيُّكم أقرب من المهديّ المنتظَر إن كنتم تعبدون الله وحده لا شريك له ولن يتبع المهديّ المنتظَر المُبالغين في أنبياء الله ورسله من الذين أقفلوا الباب على التنافس على حُبِّ الله وقربه فتركوا الله لأنبيائه ورسله أولئك ما قدروا الله حقّ قدره، وحُبّهم لأنبياء الله ورسله هو أكبر من حبّهم لله! ولو كانوا يحبّون الله أكثر من حبّهم للأنبياء والرسل لأخذتهم الغيرة ونافسوا عباد الله أجمعين في حبِّ الله أيّهم أقرب ويرجون رحمته يخافون عذابه. تصديقاً لقول الله تعالى:
{أُولَٰئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ ربّهم الْوَسِيلَةَ أيّهم أقرب وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ ربّك كَانَ مَحْذُورًا} صدق الله العظيم [الإسراء:٥٧].

ولكن محمود المصري أراد أن يرتدَّ عن البيعة للمهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني بسبب أنّه يدعو إلى عبادة الله وحده وإلى التنافس على حُبِّ الله وقربه وذلك لأنّه يحبّ محمداً رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم أكثر من حبّه لله فلن يجد له من دون الله ولياً ولا نصيراً، وأقسم بالله العظيم لا يخشع قلبه بعد اليوم ولن تدمع عينه حتى يُنيب إلى الله فيكون حُبّ الله في قلبه هو الأكبر من حبّه لمحمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وأكبر من حُبّه للمهديّ المنتظَر فيُسلم للحقّ تسليماً.

ويا محمود المصري، فهل ترى أنّ ناصر محمد اليماني على ضلالٍ لأنّه يدعو المسلمين إلى عدم عبادة أنبياء الله ورسله وأن ينافسونهم على حُبِّ الله وقربه، ويفتي النّاس إنّ الله ليس حصريّاً للأنبياء والرسل ليتنافسوا عليه أيّهم أقرب ويفتي المسلمين إنَّ رسل الله ليس إلا عباداً أمثالكم:
{يَبْتَغُونَ إِلَىٰ ربّهم الْوَسِيلَةَ أيّهم أقرب وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ ربّك كَانَ مَحْذُورًا} صدق الله العظيم [الإسراء:٥٧]؟

فكيف يكون على ضلالٍ مَنْ كان يدعو إلى عبادة الله بالتنافس على مَنْ يعبدون أيّهم أحبّ وأقرب، فكيف تقول لي أن أتّقي الله أخي الكريم؟ فهل دعوتك إلى باطل؟ ولا يزال التنافس مفتوحاً:
{مَا لَكُمْ لاَ تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَاراً} [نوح:13]، وإنّما ذلك من تعظيم الله أن تتنافسوا على حُبِّ الله وقربه، أفلا تكن من الربّانيين الذين يتنافسون على حُبِّ الله وقربه كما يدعوكم الذي آتاه الله علم الكتاب ولم يقُل لكم كونوا عباداً لي من دون الله وأحبوني أكثر من الله بل يأمركم بالحقّ. تصديقاً لقول الله تعالى: {مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَٰكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ} صدق الله العظيم [آل‌ عمران:٧٩].

وأما بالنسبة هل يكون المهديّ المنتظَر أحبّ إلى الله وأقرب؟ فإنّ باب العبادة والتنافس لم يُغلق بعد، والله هو الذي يقسم رحمته وليس محمود المصري ولا المهديّ المنتظَر. تصديقاً لقول الله تعالى:
{أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبِّكَ} صدق الله العظيم [الزخرف:32]، فهذا شيء يختصّ به الله مُقسّم الدرجات بين عباده، ولم يجعل اللهُ محمودَ المصري حكماً في حبِّ الله وقربه ولا حكماً في درجات العلم، ولم يُفتِ المهديّ المنتظَر أنّهُ أحبّ وأقرب من محمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، ولا يزال الباب مفتوحاً للتنافس على حُبِّ الله وقربه فاعبدوا الله وحده لا شريك له ولا تُحبّوا أنبياء الله أكثر من ربّهم فتفضلونهم على حُبِّ الله وقربه بل نافسوهم وسلوا لمحمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم الدرجة العالية الرفيعة في الجنّة إن كنتم تحبونه أكثر من أنفسكم كما أحببته أكثر من نفسي وأنفقت درجتي في الجنّة لجدي محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وسيلة إلى الله ليزيدني بحُبه وقربه ونعيم رضوان نفسه. وقال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} صدق الله العظيم [المائدة:٣٥].

ولربّما يودّ أن يقاطعني أحدٌ فيقول: "فإذا أنفقت درجتك في الجنّة لجدك فأين جنتك؟". ثم أردّ عليه: إن حُبّ الله وقربه ونعيم رضوان نفسه هو النّعيم الأعظم بالنسبة لي، وأما الجنّة فليست قدرة الله محدودة بخلق الجنّة الحالية ولا يهمني أمر الجنّة أكثر من اهتمامي بحُب الله وقربه ونعيم رضوان نفسه ذلك الهدف الحقّ من خلقي وخلق الإنس والجانّ. تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَمَا خَلَقْتُ الجنّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} صدق الله العظيم [الذاريات:٥٦].

وأما بالنسبة لبرهانك في رؤية الله سبحانه فتقول:
{ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ ذَٰلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ ﴿٣٤﴾ لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ ﴿٣٥﴾} صدق الله العظيم [ق]، فسبق وأن علّمناكم ما هو النّعيم المزيد من النّعيم، وإنّه نعيم رضوان الله الأكبر من نعيم جنّته. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} صدق الله العظيم [التوبة:٧٢].

وفي هذه الآية المُحكمة بيّن الله لكم المزيد من النّعيم على جنات النّعيم وهو:
{وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ أَكْبَرُ} صدق الله العظيم، وبما أنّ تأويلك للقرآن بالظنّ من غير برهانٍ ظننت أنّ النّعيم الزائد هو رؤية الله جهرةً سبحانه وتعالى علواً كبيراً! ولكنّي آتيتك بالبرهان المُبين أنّ النّعيم الزائد هو نعيم رضوان الله على عباده. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} صدق الله العظيم [التوبة:٧٢].

فما خطبك يا رجل تريد أن تزيغ عن الحقّ بعد إذ هداك الله إليه وتريد أن تتّبع الذين يقولون على الله ما لا يعلمون؟ إنّا لله وإنا إليه لراجعون. وقال الله تعالى:
{وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُمْ مَا يَتَّقُونَ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (١١٥) إِنَّ اللَّهَ له مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ (١١٦) لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِنْ بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (١١٧) وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لَا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (١١٨) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ (١١٩)} صدق الله العظيم [التوبة].

وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
أخو الأنصار السابقين الأخيار المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني.
__________________

آخر تحديث: 29-11-2020 07:10 AM
3

وَفَوْقَ كلّ ذي علمٍ عليمٌ..




- 3 -
الإمام ناصر محمد اليماني
14 - 09 - 1430 هـ
03 - 09 - 2009 مـ
05:39 صباحاً
ـــــــــــــــــــــــ



وَفَوْقَ كلّ ذي علمٍ عليـــــمٌ ..

أسأل الإمام ناصر محمد اليماني وكل الأنصار: من أفضل؟ سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أم جبريل عليه السلام؟ ومن أعلى درجة وقدراً؟ وما دليلكم على ذلك؟ وبما يكون الفضل والدرجة والقدر؟
بسم الله الرحمن الرحيم، ويا محمود المصري، قال الله تعالى: {وَفَوْقَ كلّ ذي علمٍ عليمٌ} صدق الله العظيم [يوسف:٧٦].


وقال الله تعالى:
{يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ} صدق الله العظيم [المجادلة:١١].

ولم يقل محمد رسول الله أنّه أعلم من جبريل، وحين جاء يسأله جبريل عليه الصلاة السلام عن الساعة:
[قال ما المسؤول عنها بأعلم من السائل].

وإني أراك تتدخّل في شؤون الله ولا تزداد إلا فتنةً يوماً بعد يوم والله هو مُقسِّم الدرجات، فآمِن بالله وملائكته وكتبه ورسله والمهديّ المنتظَر وذرِ أمر تقسيم الدرجات لله وحده فلست أنت من يقسِم رحمة الله. تصديقاً لقول الله تعالى:
{أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ} صدق الله العظيم [الزخرف:٣٢]، حسبي الله ونعم الوكيل..

الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
_____________

آخر تحديث: 15-05-2017 01:22 PM
4

هدف محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم هو رضوان ربِّه..




- 4 -
الإمام ناصر محمد اليماني
15 - 09 - 1430 هـ
04 - 09 - 2009 مـ
03:20 صباحاً
ـــــــــــــــــــــ



هدف محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم هو رضوان ربِّه..


بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
{أَفَمَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَ اللّهِ كَمَن بَاء بِسَخْطٍ مِّنَ اللّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ} صدق الله العظيم [آل عمران:162].
أفلا تعلم يا محمود المصري كيف تعبد الله؟
وأفتيك بالحقّ إن عبادة الله هو أن تتّبع رضوانه وتُقلِع عمّا يسخطه، فانظر إلى أمر الله لنبيّه موسى عليه الصلاة والسلام. وقال الله تعالى: {إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي} صدق الله العظيم [طه:١٤].

ثم انظر إلى هدف عبادة موسى في نفس ربِّه. وقال الله تعالى:
{وَمَا أَعْجَلَكَ عَنْ قَوْمِكَ يَا مُوسَىٰ ﴿٨٣﴾ قَالَ هُمْ أُولَاءِ عَلَىٰ أَثَرِي وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَىٰ ﴿٨٤﴾} صدق الله العظيم [طه].

وقال الله تعالى:
{يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ لِيُرْضُوكُمْ وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أحقّ أَنْ يُرْضُوهُ إِنْ كَانُوا مُؤْمِنِينَ} صدق الله العظيم [التوبة:٦٢].

وذلك لأنّ رضوان محمد رسول الله مُتعلق برضوان ربّه لأنه يدعو إلى رضوان الله ولذلك لم يقل والله ورسوله أحقّ أن يرضوهما بل قال يرضوه. وقال الله تعالى:
{يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ لِيُرْضُوكُمْ وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أحقّ أَنْ يُرْضُوهُ إِنْ كَانُوا مُؤْمِنِينَ} صدق الله العظيم [التوبة:٦٢].

وذلك لأنّ هدف محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم هو رضوان ربّه، فانظر لدعاء رسول الله يوم رجمه بالحجارة الصبيان بالطائف. وقال عليه الصلاة والسلام:
[اللهم إنى أشكو إليك ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على النّاس أنت ربّ المستضعفين وأنت ربى إلى من تكلني؟ إلى بعيد يتجهمني؟ أم إلى عدو ملكته أمري؟ إن لم يكن بك علي غضب فلا أبالي أعوذ بنور وجهك الذي أضاءت له الظلمات وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة من أن تنزل بي غضبك أو يحلّ علي سخطك لك العتبى حتى ترضى ولا حول ولا قوة إلا بك] صدق محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم.

وناجى ربّه وقال:
[إن لم يكن بك علي غضب فلا أبالي]، وذلك لأنّ هدفه رضوان ربّه عليه ولذلك ناجى ربّه وقال: [أعوذ بنور وجهك الذي أضاءت له الظلمات وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة من أن تنزل بي غضبك أو يحل علي سخطك لك العتبى حتى ترضى]، فانظر لهدف محمد رسول الله من عبادته لربّه وقال: [لك العتبى حتى ترضى].

إذاً محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يدعو النّاس إلى اتّباع رضوان الله. وقال الله تعالى:
{قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} صدق الله العظيم [آل‌ عمران:٣١].

حتى إذا اتّبعوا محمداً رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فبايعوه على نصرة الله تحقّق الهدف. وقال الله تعالى:
{لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا} صدق الله العظيم [الفتح:١٨]

ولكن محمود المصري يقول إنّه لا يعبد رضوان الله بل يعبد الله، فيا عجبي الشديد من هذا الرجل الذي ينتقد المهديّ المنتظَر لأنه يدعو النّاس إلى رضوان الله ويصفه لهم أنهم سوف يجدون رضوان الله عليهم نعيماً أعظم وأكبر من جنّة النّعيم! تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} صدق الله العظيم [التوبة:٧٢].

ويا محمود المصري، هل تعلم عن سبب دخول أهل النَّارِ النّارَ؟ وذلك لأنهم اتّبعوا ما يسخط الله وكرهوا رضوانه. وقال الله تعالى:
{فَكَيْفَ إِذَا تَوَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ ﴿٢٧﴾ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ ﴿٢٨﴾} صدق الله العظيم [محمد].

ألم أقل لك يا محمود المصري أنّ قلبك يزيغ عن الحقّ يوماً بعد يوم؟ وها أنت تنكر نعيم رضوان الله على عباده الذي لن يتحقّق حتى يجتنبوا ما يسخط الله فيتّبعوا ما يرضي نفس الله عليهم، أفلا تتّقِ الله؟ فكيف تحاجّ المهديّ المنتظَر الذي يدعوك إلى سبيل رضوان الله عليك فتعبده وحده لا شريك له حتى يتحقق هدف رضوان الله عليك؟ فما هو هدفك في ذات الله بقولك إنك لا تعبد رضوان الله بل تعبد الله؟
وما هي عبادة ذات الله إلا في تحقيق الهدف الحقّ في ذاته وهو رضوان نفسه عليك، فهل بعد الحقّ إلا الضلال؟ فهل سبب دخول أهل الجنّةِ الجنّةَ إلا أنهم رضوا ربّهم؟ وهل سبب دخول أهل النَّارِ النّارَ إلا لأنّهم أسخطوا ربّهم؟ فتذكر قول الله تعالى: {أَفَمَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَ اللَّهِ كَمَنْ بَاءَ بِسَخَطٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ} صدق الله العظيم [آل‌ عمران:١٦٢].

ألا والله يا محمود المصري إنّك لم تعرف قط رضوان الله عليك طيلة حياتك، وما قط خشع قلبك لذكر ربك، وما قط دمعت عينك مما عرفت من الحقّ، ولذلك تحاجّني بنعيم رضوان الله الذي أدعوك إليه، وإنّما اسم الله الأعظم جعله الله صفةً لرضوان نفسه على عباده ويُسمى بالأعظم ليس لأنه أعظم من أسمائه الأخرى سبحانه! بل يوصف بالأعظم لأنه نعيمٌ أعظمَ من نعيم الجنّة كما أفتاكم الله في محكم كتابه:
{وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} صدق الله العظيم [التوبة:٧٢].

فقد كفرتَ بنعيم رضوان الله وحتماً ستبوء بسخطه فيجعل الله قلبك أشدّ قسوة من الحجارة حتى تتوب وتُنيب إلى الله ليرضى عنك يا من أنكرت دعوة المهديّ المنتظَر الذي يدعو البشر إلى عبادة الله وحده لا شريك له حتى يتحقّق رضوان الله عليهم فلا بدّ أن يتّبعوا سبل رضوانه ويجتنبوا ما يسخط الله فيتحقق رضوان الله، ولربّما تطوّر كفرك حتى تكفر بالله؛ بل ربّما تصل درجة الإلحاد، فهل بعد الحقّ إلا الضلال؟

وأما قولك إن الإمام المهديّ يقول:
(حدثني قلبي فصدقوني). فإنّك لمن الكاذبين؛ بل آتيك بالبرهان لوحي التّفهيم من ربي إلى قلبي بسلطان العلم من مُحكم القرآن العظيم، وإذا لم أخرس لسانك بسلطان العلم من محكم القرآن؛ كلام الله، فلا حُجّة لي عليك، فما خطبك يا رجل! فهل أنت من الذين يؤمنون بما أُنزل وجه النّهار ويكفرون آخره فتنة للأنصار؟ قال الله عنهم: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ (70) يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الحقّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (71) وَقَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آَمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آَمَنُوا وَجْهَ النّهار وَاكْفُرُوا آَخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (72) وَلَا تُؤْمِنُوا إِلَّا لِمَنْ تَبِعَ دِينَكُمْ قُلْ إِنَّ الْهُدَى هُدَى اللَّهِ أَنْ يُؤْتَى أَحَدٌ مِثْلَ مَا أُوتِيتُمْ أَوْ يُحَاجُّوكُمْ عِنْدَ رَبِّكُمْ قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (73) يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (74)} صدق الله العظيم [آل‌ عمران].

فقد توليت يا محمود المصري وانقلبت على عقبيك. وقال الله تعالى:
{وَمَا محمد إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ} صدق الله العظيم [آل‌ عمران:١٤٤].

فهل تعبد الله أم تعبد محمداً رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم؟ وإنّما بعث الله أنبياءه ليدعوا النّاس إلى سبيل رضوان ربّهم وإلى عبادة ما يعبد الأنبياء. وقال الله تعالى:
{قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ ﴿١﴾ لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ ﴿٢﴾ وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ ﴿٣﴾ وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ ﴿٤﴾ وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ ﴿٥﴾ لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ ﴿٦﴾} صدق الله العظيم [الكافرون].

فهل رأيت المهديّ المنتظَر يدعوك إلى عبادة غير الله حتى تنقلب على عقبيك، فما هي حجّتك على المهديّ المنتظَر؟
{قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} صدق الله العظيم [البقرة:111].

وأما التفضيل فقد قبلنا بيعتك محاولةً لتثبيتك على أن يكون المهديّ المنتظَر في عقيدتك أدنى درجة من نبيّ الله يونس وذلك لأنّ أرفع درجة في الأنبياء هو محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وأدنى درجة في الأنبياء هو الذي نهى الله محمد عبده ورسوله أن يكون مثله. وقال الله تعالى:
{فَاصْبِرْ لِحُكْمِ ربّك وَلَا تَكُنْ كَصَاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نَادَىٰ وَهُوَ مَكْظُومٌ} صدق الله العظيم [القلم:٤٨].

ومن ثم قبلنا بيعتك حتى لو تكون عقيدتك في المهديّ المنتظَر الذي جعله الله الإمام لرسول الله المسيح عيسى ابن مريم وقلنا لك فلتجعلني أقل درجة من صاحب الحوت (أسفل درجة في الأنبياء) يونس عليه الصلاة والسلام؛ فقلنا لك فاجعل درجة المهديّ المنتظَر أدنى من نبيّ الله يونس فلن أحاجُّك في ذلك أو أرفض بيعتك؛ بل قبلتُها حتى ولو جعلت درجة المهديّ المنتظَر أسفل درجات الصالحين لما رفضنا بيعتك أبداً ولقبلنا بيعتك لأني لا أدعوك إلى عبادة المهديّ المنتظَر بل إلى عبادة الله الواحد القهار، ولكنّك استكبرت يا محمود وازدَدْتَ جحوداً بدعوة المهديّ المنتظَر إلى نعيم رضوان الرحمن، وتريد أن تفرِّق بين الله ورضوانه لأنّك زِغت عن الحقّ بادئ الأمر وتريد أن ترى الأمور بمنظارك أنت لا ببصيرة علم المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّك ولذلك أزاغ الله قلبك حتى عن نعيم رضوان الله سُبحانه. وقال الله تعالى:
{فَلَمَّا أزاغوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ} صدق الله العظيم [الصف:٥].

لا قوة إلا بالله العلي العظيم، إنّا لله وإنا إليه لراجعون، فاتّق الله ولا تزال لديك فرصة للتوبة والإنابة يا أخي الكريم فإني أريد لك الهدى وأدعوك إلى سبيل رضوان الله وإن أبيتَ فحتماً سوف يزيغ الله قلبك فتتّبع ما يسخط الله وأذكرك للمرة الثالثة بقول الله تعالى:
{أَفَمَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَ اللَّهِ كَمَنْ بَاءَ بِسَخَطٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ} صدق الله العظيم [آل‌ عمران:١٦٢].

أخو المسلمين الذليل على المؤمنين الدَّاعي إلى رضوان الله عبده وخليفته؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
_______________

آخر تحديث: 15-05-2017 01:23 PM
5

صدقتك يا محمود ولست المقصود وفُزت بحُبّ الودود..

- 5 -
الإمام ناصر محمد اليماني
20 - 09 - 1430 هـ
09 - 09 - 2009 مـ
11:50 مساءً
ـــــــــــــــــــــ



صدقتك يا محمود ولست المقصود وفُزت بحُبّ الودود ..

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على خاتم الانبياء والمرسلين وآله الطيبين الطّاهرين والتّابعين للحقّ إلى يوم الدّين، وسلامٌ على المرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..

السلام عليك أخي محمود وكافة الأنصار الأخيار، ولست المقصود وإنّما الفتوى شاملة بأنّي قبلت بيعة جميع من صدّقني وبايعني بعقيدته الرّاهنة فيرى جدّي أحبّ إلى الله وأقرب مني، ولم يُغلق باب التنافس بعد في حبِّ الله وقربه، ولذلك أدعو المسلمين وكافة البشر أن يعبدوا الله وحده لا شريك له كما ينبغي أن يُعبد فيتنافسون على حبّ الله وقربه فإن لم يستجيبوا لدعوة المهديّ المنتظَر الحقّ فحتماً يُظهر الله خليفته عليهم ببأسٍ شديدٍ بسبب إعراضهم عن الدعوة إلى عبادة الله وحده والتنافس على حبِّه وقربه فإن أعرضوا فسوف يُرسل الله آية التصديق لدعوة المهديّ المنتظَر الذي يدعو البشر إلى عبادة الله والتنافس على حبِّه وقربه فإذا هم عن دعوة الحقّ معرضون، ولا يزالون يبالغون في عباده المقربين فيدعونهم من دون الله، ولذلك يأتيهم تأويل التهديد والوعيد إلى العبيد المعرضين عن التنافس على ربّهم الودود:
{قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَلَا تَحْوِيلًا ﴿٥٦﴾ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ ربّهم الْوَسِيلَةَ أيّهم أقرب وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ ربّك كَانَ مَحْذُورًا ﴿٥٧﴾ وَإِنْ مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَابًا شَدِيدًا كَانَ ذَٰلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا ﴿٥٨﴾ وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآيَاتِ إِلَّا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهَا وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا ﴿٥٩﴾ وَإِذْ قُلْنَا لَكَ إِنَّ ربّك أَحَاطَ بِالنّاس وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا طُغْيَانًا كبيراً ﴿٦٠﴾} صدق الله العظيم [الإسراء].

وفي هذه الآية يُبيّن الله للبشر حقيقة دعوة المهديّ المنتظَر بالبيان الحقّ للذكر فأتاهم بالبرهان عن كيفية العبادة الحقّ للرحمن على الإنس والجانّ بالتنافس على حبّ الله وقربه وترك التوسل بأوليائه ودعوتهم من دونه وانتظار شفاعتهم بين يديه فأصبحوا يدعونهم من دونه ليكونوا شفعاءهم بين يدي من هو أرحم بهم من شُفعائهم وما دعاء الكافرين إلا في ضلالٍ، ونظراً لإعراضهم عن دعوة المهديّ المنتظَر الحقّ يبعث الله آية العذاب التي تشمل قرى البشرية إلا أن يشاء ربّي شيئاً. تصديقاً لقول الله تعالى:
{قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَلَا تَحْوِيلًا ﴿٥٦﴾ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ ربّهم الْوَسِيلَةَ أيّهم أقرب وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ ربّك كَانَ مَحْذُورًا ﴿٥٧﴾ وَإِنْ مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَابًا شَدِيدًا كَانَ ذَٰلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا ﴿٥٨﴾ وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآيَاتِ إِلَّا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهَا وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا ﴿٥٩﴾ وَإِذْ قُلْنَا لَكَ إِنَّ ربّك أَحَاطَ بِالنّاس وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا طُغْيَانًا كبيراً ﴿٦٠﴾} صدق الله العظيم [الإسراء].

ويا محمود أصدِق الله يصدقك وأوفِ بعهده يوفي بعهدك، وعهدك لربّك هو ميثاقك في الأزل القديم أن لا تشرك به شيئاً وعهد الله لك على نفسه هو أنه كتب على نفسه الرحمة. تصديقاً لقول الله تعالى:
{قُلْ لِمَنْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلْ لِلَّهِ كَتَبَ عَلَىٰ نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَا رَيْبَ فِيهِ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:١٢].

فانظروا لقول الله تعالى:
{الَّذِينَ خَسِرُواْ أَنفُسَهُمْ فَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ} صدق الله العظيم، أي لا يؤمنون بعهد الله الذي كتب على نفسه ولا يوقنون به ولذلك يعتقدون بالشفاعة فينتظرونها بين يديه لهم من عباده المقربين إليه ولكنهم لا يملكون كشف الضرّ عنهم ولا تحويلاً؛ بل هم أنفسهم يرجون رحمته ويخافون عذابه. تصديقاً لقول الله تعالى: {قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَلَا تَحْوِيلًا ﴿٥٦﴾ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ ربّهم الْوَسِيلَةَ أيّهم أقرب وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ ربّك كَانَ مَحْذُورًا ﴿٥٧﴾ وَإِنْ مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَابًا شَدِيدًا كَانَ ذَٰلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا ﴿٥٨﴾ وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآيَاتِ إِلَّا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهَا وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا ﴿٥٩﴾ وَإِذْ قُلْنَا لَكَ إِنَّ ربّك أَحَاطَ بِالنّاس وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا طُغْيَانًا كبيراً ﴿٦٠﴾} صدق الله العظيم [الإسراء].

ويا محمود أصدِق الله يصدقك حتى ولو صدقك المهديّ المنتظَر وأنت كاذب فلن يُغنِ عنك تصديق المهديّ المنتظَر لك، ولم يجعلك الله بأسف المهديّ المنتظَر إذا كنت صادقاً وهو يُكذبك، ولكني أصدّقك يا رجل وأبشّرك بحبّ الله وقُربه ما دُمتَ تُبتَ إلى الله ولم تجعل نفسك وكيلاً له بتقسيم رحمته بين عباده فالدرجات بيد الله وحده. تصديقاً لقول الله تعالى:
{‏‏يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ‏} صدق الله العظيم [المجادلة:١١].

وإنما ابتعث الله المهديّ المنتظَر لكسر الحاجز المُفترى من المبالغين من المسلمين في عباد الله المقربين من الأنبياء والمرسلين فجعلوا التنافس على حبّ الله وقُربه حصرياً لهم من دون عباده الصالحين وذلك هو سبب شرك المؤمنين بربّهم فلا يؤمنوا إلا وهم مشركون به عباده المقربين، وقال الله تعالى:
{وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكونَ} صدق الله العظيم [يوسف:١٠٦].

وذلك بسبب المبالغة في عباد الله المقربين من الأنبياء والمرسلين واعتقدوا أنّه لا يجوز للصالحين أن ينافسوهم في حبِّ الله وقربه فتركوا الوسيلة إلى ربّهم، فأضلّوا عن سبيله إلا من رحم ربي ولم يأمرهم رُسل الله بذلك ولم يفتوهم أنه لا ينبغي لهم أن ينافسوهم بالعبادة في حبِّ الله وقربه؛ بل جميع الأنبياء والمرسلين أمرهم الله بأمر واحدٍ موحدٍ كلمة سواء بينهم أجمعين. تصديقاً لقول الله تعالى:
{قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَىٰ كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مسلمون} صدق الله العظيم [آل‌ عمران:٦٤].

وتصديقاً لقول الله تعالى:
{وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كلّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمكذبينَ} صدق الله العظيم [النحل:٣٦].
وتصديقاً لقول الله تعالى:
{وَاذْكُرِ اسم ربّك وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا} صدق الله العظيم [المزمل:٨].
وتصديقاً لقول الله تعالى:
{قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} صدق الله العظيم [آل‌ عمران:٣١].

أي يتّبعونه فيعبدون ما يعبده محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فينافسونه على حبّ الله وقُربه، ولم يقُل لهم محمدٌ رسول الله ولا جميع الأنبياء فلم يقُل لهم أحدٌ منهم:
"بما أني الآن أحبّ عبد منكم الى الله وأقرب فلا ينبغي لكم أن تُنافسوني في درجتي عند ربّي"، كلا ولا ينبغي لهم أن يحصروا التنافس على الله لهم من دون الصالحين؛ بل يقول لهم نبيهم: "اتّبعوني في عبادة الله وحده كما أعبده وأنافس أولياء الله من قبلي في حبّه وقربه"، ولم يعلن لهم النتيجة محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بأنه هو الفائز بأعلى درجةٍ عند الله! فهذا شيء في علم الله وبيد الله وحده فلا يعلمُ هل هو من المُعذّبين أم من الذين يدخلهم الله في رحمته. وقال الله تعالى: {قُلْ مَا كنت بِدْعًا مِنَ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَىٰ إِلَيَّ وَمَا أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مبين} صدق الله العظيم [الأحقاف:٩].

ولكن المسلمين فعلوا كما فعل النّصارى وبالغوا في محمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وأنه أحقّ بأعلى درجةٍ في حبِّ الله وقربه وأنه لا ينبغي لأحدٍ من الصالحين أن ينافس محمداً رسول الله في أقرب درجةٍ في حبِّ الله وقربه ولذلك ينتظرون منه الشفاعة بين يدي الله يوم القيامة فأضلّوا عن سواء السبيل إلا من رحم ربي.

وحين يفتي المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني أنه يُنافس جدّه وكافة الأنبياء والمرسلين في درجة حبّ الله وقربه وذلك حتى يقولوا: ما دام يحقّ للمهديّ المنتظَر وهو من المسلمين الصالحين أن ينافس محمداً رسول الله وكافة الأنبياء والمرسلين في حبِّ الله وقربه؛ إذاً التنافس على الربّ لم يجعله الله حصرياً للأنبياء والمرسلين؛ بل اتّخاذ الوسيلة أيّهم أقرب لجميع عباد الله من الأنبياء والمرسلين والصالحين في كلّ زمانٍ ومكانٍ إلى يوم الدّين، وبرغم أنّي أعلنت درجة المهديّ المنتظَر خاتم خُلفاء الله أجمعين، ولكني لم أغلق الباب وأقول إنه لا ينبغي لكم أن تُنافسوني وإنما أريد كسر الحاجز وتحطيم المُعتقد الباطل في تفضيل الأنبياء على الصالحين وبسبب هذه العقيدة الباطلة اعتقد المسلمون أنهُ لا ينبغي لهم أن يُنافسوا الأنبياء والمرسلين في حبِّ الله وقربه لأنّ الله فضَّل الأنبياء على الصالحين وكان أمراً مقضياً في نظرهم، وانتهى التنافس على الربّ في حبّه وقربه من كافة المسلمين بسبب هذه العقيدة الباطل بالمبالغة في أنبياء الله ورسله وتعظيمهم على الصالحين، وأنهم هم المفضلون فلا يحقّ للصالحين أن يكون أحدهم هو أحبّ وأقرب عند الله من أحد الأنبياء ولذلك لم ينافسونهم في حبِّ الله وقربه لأنّ الأنبياء هم المُفضلين على الصالحين أجمعين عند ربّهم في عقيدتهم الباطل بحصر الوسيلة في التنافس إلى الله على الأنبياء والرُسل من دون الصالحين؛ ولذلك يعتقدون أنه لا ينبغي لهم التنافس في الدرجة العالية لا في الجنّة ولا في حبِّ الله وقربه، وبسبب تعظيم الأنبياء على كافة العبيد أضللتم يا معشر النّاس العبيدَ عن صراط العزيز الحميد.

ولم يأمركم محمدٌ رسول الله أن تُعظِّموه كما تُعظِّم النّصارى أنبياءهم، وأمركم الله ورسوله بالاعتقاد أنّ محمداً رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ليس إلا عبدٌ من عبيد الله مثلكم يدعوكم إلى عبادة الله وحده، وأن تتبعوه فتبتغوا إلى الله الوسيلة أيّكم أقرب فتجاهدوا في سبيله فتكون صلاتكم ونُسكُكم ومحياكم ومماتكم لله وحده لا شريك له وتعتقدوا أنّ محمداً رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم مثله كمثل عبيد الله من المسلمين ليس إلا نذيرٌ مبينٌ أمَركم بما أمَركم الله به أن تكون حياتكم وعبادتكم خالصةً لله فيتنافس العبيد إلى المعبود أيّهم أحبّ وأقرب. وقال الله تعالى:
{قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ ربّ العالمين ﴿١٦٢﴾ لَا شَرِيكَ له وَبِذَٰلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمسلمين ﴿١٦٣﴾ قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِي رَبًّا وَهُوَ ربّ كلّ شَيْءٍ وَلَا تَكْسِبُ كلّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ} صدق الله العظيم [الأنعام].

ولم يفتِكم محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم في شأن الدرجة العالية أنها لا تنبغي إلا لنبيٍّ أو رسول مُفضل؛ بل قال:
[إن عند الله درجة لا ينبغي إلا أن تكون لعبد من عباد الله وأرجو أن يكون أنا]، أفلا تتقون؟ فلماذا يغضب الجاهلون من دعوة المهديّ المنتظَر الحقّ لكافة عبيد الله فيهديهم إلى صراط العزيز الحميد ويفتيهم إنّ التنافس إلى الله في حبّه وقربه لم يكن حصرياً على الأنبياء والمرسلين من دون الصالحين؟ وأقسم بالله العظيم إنّ أصحاب هذه العقيدة قد أشركوا بالله وجعلوا له أنداداً يحبّونهم كحبِّ الله ولم ينافسوا على حبِّ الله وقُربه. وقال الله تعالى: {وَمِنَ النّاس مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحبّ الله وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ} صدق الله العظيم [البقرة:١٦٥].

ويا معشر المؤمنين فليكن حُبّكم الأعظم هو لله وتنافسوا على حبّ الله وقُربه إن كنتم إياه تعبدون، وإنّما حُبّ الأنبياء والمرسلين على الصالحين لأنهم هدوهم إلى عبادة حبيبهم الله الغفور الودود فما لكم لا ترجون لله وقاراً! وما خطبكم لا تقدِّروا الله ربكم حقّ قدره أفلا تتقون؟ فأين الباطل في دعوة المهديّ المنتظَر يا معشر البشر؟ فاتّقوا الله الواحد القهار وذروا عبادة الأنبياء والرسل والأولياء واعبدوا الله كما ينبغي أن يُعبد وحده لا شريك له فلا تشركوا في حبّه أحداً، فتحبّونه كحبِّ الله وكونوا أشدّ حُباً لله في قلوبكم، وتنافسوا على حبِّه وقربه، وأحبوا أنبياءه ورسله وصلّوا عليهم وسلموا تسليماً، فلا تُعظِّموهم بغير الحقّ فإنكم بعقيدتكم أن الأنبياء والمرسلين هم المُفضّلون على عبيد الله عند الله فهذه العقيدة هي سبب الشرك بالله وعدم التنافس من الصالحين في حبِّ الله وقربه، ولذلك تدعون المُفضّلين من دون الله إلا من رحم ربي، اللهم قد بلغت اللهم فاشهد، وبرّأتُ ذمتي وفَصَّلتُ دعوتي، وبلّغت أمانتي لمن أظهرهم الله عليها ليكونوا شهداء بالحقّ.

وسلامٌ على المرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
أخوكم عبدٌ من عباد الله الصالحين وخليفته الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
______________

آخر تحديث: 04-07-2023 01:41 PM
6

فتح آخر غير فتح مكة / صدقت يا محمود في بيانك للآية في القرآن المجيد..




- 6 -
الإمام ناصر محمد اليماني
02 - 10 - 1430 هـ
22 - 09 - 2009 مـ
01:48 صباحاً
ـــــــــــــــــــــ



( فتحٌ آخر غير فتح مكة )
صدقت يا محمود في بيانك للآية في القرآن المجيد ..

صدقت يا محمود في بيانك لآيةٍ في القرآن المجيد في قول الله تعالى: {وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَـٰذَا الْفَتْحُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٢٨قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ لَا يَنفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمَانُهُمْ وَلَا هُمْ يُنظَرُونَ ﴿٢٩فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَانتَظِرْ إِنَّهُم مُّنتَظِرُونَ ﴿٣٠} صدق الله العظيم [السجدة].

وسلامُ الله عليك وعلى كافة الأنصار السابقين الأخيار، فقد أبصرت الحقّ واطمأنَّ إليه عقلك وقلبك ولكن بعد أن بصّرك الله بالحقّ بعلمٍ وسلطانٍ مبينٍ، فلماذا لم تكن من الموقنين بما بصَّرك الله به؟ بل والله العظيم البَرّ الرحيم أنك فسّرت هذه الآية كما لو فسّرها الإمام ناصر محمد اليماني، وهل تدري لماذا أوحى الله إليك بتفسير هذه الآية؟ وذلك لأنك تألمت كثيراً في نفسك في شأن ناصر محمد اليمانيّ هل هو الحقّ المهديّ المنتظَر أم كذابٌ أشِرٌ؟ وجاهدت مُجاهدةً فكريّةً بالتفكّر والتدبّر فأعثرك الله على هذه الآية لتكون من الموقنين، من قبل أن يأتي فتح الله المُبين فيُظهر الله خليفتَه المهديّ المنتظَر بآية العذاب الأليم على كافة البشر ونحن لفتح الله مُنتظرون، ولكنك لم تفهم المقصود من قول الله تعالى: {فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَانْتَظِرْ إِنَّهُمْ مُنْتَظِرُونَ} صدق الله العظيم، فقلت وكيف ينتظر محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وهو قد مات! فمن الذي ينتظر حتى يأتي الفتح المُبين الشامل على العالمين فيُظهر الله دينَه على الدّين كُله في ليلةٍ وهم صاغرون؟ وذلك المنتظِر لفتح الله عليه بالنصر المبين فيُظهره على العالمين؛ ذلك هو المهديّ المنتظَر الحقّ الذي يحاجّ النّاس بالقرآن العظيم وهم عنه معرضون ممن أظهرهم الله على أمره إلا قليلاً من المسلمين من أولي الألباب.

والسؤال الذي يودّ الإجابة عليه محمود المصري هو قول الله تعالى: {فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَانْتَظِرْ إِنَّهُمْ مُنْتَظِرُونَ} صدق الله العظيم. فمن هو المنتظِر هل هو المهديّ المنتظَر، أم محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم؟ ويقول محمود المصري: "فإذا كان يقصد بالانتظار المهديّ المنتظَر فلماذا يخاطب به محمداً رسول الله صلّى عليه وآله وسلم؟". ثمّ يردّ عليه المهديّ المنتظَر الحقّ المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني وأقول: يخاطب الله به محمداً رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ليعلّم المسلمين والنّاس أجمعين أن من أعرض عن دعوة المهديّ المنتظَر إلى اتِّباع القرآن العظيم فكأنّما أعرض عن محمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، وأن إثم الإعراض عن دعوة المهديّ المنتظَر كإثم الإعراض عن نبيّ البشر جميعاً محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم برغم أنّ يوم الفتح على العالَم بأسره يوم يظهر المهديّ المنتظَر على كافة البشر مسلمهم والكافر في ليلةٍ وهم صاغرون وليس في عصر محمدٍ صلّى الله عليه وآله وسلّم، ولن يعذِّب الله المسلمين في عصر محمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأنت فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} صدق الله العظيم [الأنفال:٣٣].

وذلك لأنّ عذاب آيةِ الفتح المُبين لظهور المهديّ المنتظَر سوف يشمل كافة قرى البشر مسلمهم والكافر. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَإِنْ مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَابًا شَدِيدًا كَانَ ذَٰلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا ﴿٥٨﴾ وَمَا مَنَعَنَا أن نُرْسِلَ بِالْآيَاتِ إِلَّا أن كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهَا وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا ﴿٥٩﴾} صدق الله العظيم [الإسراء].

ويوم الفتح هو يوم مرور كوكب سقر والفتح هو الوعد. وقال الله تعالى: {خُلِقَ الْإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ سَأُرِيكُمْ آيَاتِي فَلَا تَسْتَعْجِلُونِ ﴿٣٧﴾ وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَٰذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴿٣٨﴾ لَوْ يَعْلَمُ الَّذِينَ كَفَرُوا حِينَ لَا يَكُفُّونَ عَنْ وُجُوهِهِمُ النَّار وَلَا عَنْ ظُهُورِهِمْ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ ﴿٣٩﴾ بَلْ تَأْتِيهِمْ بَغْتَةً فَتَبْهَتُهُمْ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ رَدَّهَا وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ ﴿٤٠﴾} صدق الله العظيم [الأنبياء].

وهو ذاته الفتح المبين. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَٰذَا الْفَتْحُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴿٢٨﴾ قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ لَا يَنْفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمَانُهُمْ وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ ﴿٢٩﴾ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَانْتَظِرْ إِنَّهُمْ مُنْتَظِرُونَ} صدق الله العظيم [السجدة].

وسلامٌ على المرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
أخوكم ؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليمانيّ.
_____________

آخر تحديث: 16-04-2018 04:37 PM
7

إلى أخي محمود المصري المحترم..




- 7 -
الإمام ناصر محمد اليماني
16 - 10 - 1430 هـ
05 - 10 - 2009 مـ
09:54 مساءً
ــــــــــــــــــــــ



إلى أخي محمود المصري المحترم ..

بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
أخي الكريم محمود المصري، مهلاً مهلاً بارك الله فيك ولا تصدّ الشيعة من اتِّباع الحقّ ولا تزر وازرةٌ وزر أخرى، فهذا شيطانٌ من شياطين البشر يفتري على المهديّ المنتظَر فيكتب باسمه رسائل خاصة بطاولة الحوار، وسرعان ما نكتشفه فنجتثه من طاولة الحوار كشجرةٍ خبيثةٍ اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار فلا تُحمِّل وزره الشيعة الاثني عشر، أفلا تعلم أنّ من الأنصار السابقين الأخيار من الذين صدقوا واتبعوا الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني أنهم من أهل السُّنة والجماعة ومنهم من الشيعة الاثني عشر ومن مختلف المذاهب الإسلاميّة؟

ويا معشر الأنصار السابقين الأخيار، إنّ الإمام المهديّ ينهاكم عن شتم فئةٍ من المسلمين كمثل أن يأتي من أحد الأنصار السُّنة فيشتم الشيعة أو يأتي من الشيعة فيشتم أهل السُّنة والجماعة، فهذا مرفوضٌ في دعوة المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني جملةً وتفصيلاً، فإن كنتم من أتباع ناصر محمد اليماني فانبذوا التعصبيّة الحزبيّة في الدّين واكفروا بالتّعدديّة المذهبيّة في الدّين، وأدعو الشيعة والسُّنة وكافة المذاهب الإسلاميّة إلى توحيد صفّهم وجمع شملهم وإلى اتباع كتاب الله وسنّة رسوله الحقّ نعبد الله إلهاً واحداً لا إله إلا هو ونحنُ له مسلمون، ولا تكونوا من الذين فرّقوا دينهم شيعاً وكلّ حزبٍ بما لديهم فرحون.

ولم يجعل الله الإمام المهديّ من الشيعة الاثني عشر، ولم يجعل الله الإمام المهديّ من أهل السُّنة والجماعة ولا من أيٍّ الأحزاب الدّينية من الذين فرقوا دينهم شيعاً وكلّ حزبٍ بما لديهم فرحون فلستُ منهم في شيء لا أنا ولا جدّي محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم. تصديقاً لقول الله تعالى:
{إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ} صدق الله العظيم [الأنعام:١٥٩].

وذلك لأنّ الله قد نهى المسلمين أن يفرّقوا دينهم شيعاً. وقال الله تعالى:
{مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمشركينَ ﴿٣١﴾ مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كلّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ ﴿٣٢﴾} صدق الله العظيم [الروم].

فمهما كان اختلافكم فليس لكم عذر أن تفرّقوا دينكم شيعاً ما دمتم متفقين على كلمةٍ سواءٍ بينكم أن لا تعبدوا إلا الله، فذروا خلافاتكم المذهبيّة، واستمسكوا بآيات أمّ الكتاب المفهومة لعالمكم وجاهلكم، واتّبعوا مُحكم كتاب الله وسنّة رسوله الحقّ التي لا تخالف لمحكم آيات الكتاب وما لم يخالفها ولم يتفق معها فردّوه إلى عقولكم إن كنتم تعقلون، ألا والله إنكم لو تركتم سُنناً مؤكدة في سبيل عدم فرقتكم وشتات شملكم لغفر الله لكم ولن يسألكم عنها لأنكم ضحيّتم بها في سبيل عدم تفرّقكم حتى لا تذهب ريحكم، وذلك لأنّ تفرقكم خطرٌ على الدّين الإسلامي الحنيف بكلّ رمَّته فيذهب بذهاب ريحكم بسبب تفرقكم إلى شيعٍ وأحزابٍ.

ويا أمّة الإسلام عالِمهم وجاهلهم، لقد جعلني الله إماماً لكم وقائداً لحزبه في الأرض ضدّ الطاغوت وأوليائه أدعوكم إلى عبادة الله وحده لا شريك له، وأن تكونوا عباد الله إخوانًا فنُطهّر قلوبكم بإذن الله من الشرك والأحقاد تطهيراً فنجعلكم أمّةً واحدةً كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمّى، فإذا أعلنت أمريكا الحرب على إيران فلا يجوز لأي ملكٍ أو رئيسٍ مسلم يؤمن بالله أن يصمت أو يشمت؛ بل يأمره الله أن يستنكر ويعلن الوقوف إلى جانب إخوانه المسلمين بدولة إيران، ولا يجوز لكم أن تُساعدوا أعداء الله على ضرب إخوانكم المسلمين مهما كان اختلافكم فلا تنسوا أنهم يشهدون أن لا إله إلا الله ويشهدون أن محمداً رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، وكذلك لا يجوز للإيرانيين السكوت على الاعتداء الآتي من الكافرين على أي دولةٍ إسلاميّةٍ عربيّةٍ أو أعجميّةٍ، ومن أعان كافراً على حرب مسلمٍ فإنهُ منهم ولعنه الله وأعدّ له عذاباً مهيناً، وذلك لأنّ المؤمنين بالله ورسوله بعضهم أولياء بعضٍ ولا ينبغي لمسلمٍ أن يتولّى الذين كفروا ضدّ إخوانه المسلمين مهما كان اختلافكم في الدّين فأنتم مسلمون لله ربّ العالمين. وقال الله تعالى:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} صدق الله العظيم [المائدة:٥١].

ومهما كان اختلافكم في الدّين فإنّ الله قد جمعكم في يوم الحجّ الأكبر سُنّة وشيعة ومن كافة المذاهب الإسلاميّة في كلّ عام، وحرّم الله أن يقرب مقرّ اجتماعكم أحدٌ من الكافرين لا في المسجد الحرام ولا في عرفة ولا في منى ولا في مكة المكرمة بأسرها، وإني أرى بعض المسلمين يريد من أمريكا وحلفائها ضرب إيران وهم إخواننا من المسلمين، أفلا تتقون؟

ولكني الإمام المهديّ أعلن وقوفي مع جميع الدول الإسلاميّة سواء العربيّة او الأعجميّة ضدّ من عاداهم ومن أعلن الحرب عليهم فسوف أعلن الحرب عليه بكلّ ما أوتيت من قوة لئن مكّنني الله في الأرض مهما كان بيني وبينهم اختلافٌ في مسائل الدّين، فأهم شيء أن نتفق على كلمةٍ سواءٍ بيننا أن لا نعبد إلا الله وحده لا شريك له، وهل تظنون يا معشر المسلمين أنّ حلف الطاغوت لو يضرب دولة إيران أنه سوف يترككم في حالكم؟ كلا وربي إنّما يسعون ليضربوا بعضكم ببعضٍ ليضعفوكم ثم يقضوا عليكم وعلى دينكم الإسلاميّ الحنيف.. أفلا تعلمون أنّ أمريكا كانت تدعم السفياني صدام حسين لحرب إيران على مدار ثمانِ سنين؟ وها هم ضربوا السُّفياني صدام حسين المجيد وغزوا البصرة وأخرجوه منها بعد أن ساعدهم على إضعاف جمهورية إيران الإسلاميّة! وها هم يخططون على ضرب إيران والدول العربيّة من بعدها جميعاً، وليس المهديّ المنتظَر راضياً على جمهورية إيران الإسلاميّة لأنّ موقفهم كان رديئاً كمثل موقف كافة الدول العربيّة تجاه العدوان على العراق؛ بل لم يتجرأوا أن يسمّوه العدوان على العراق؛ بل يقولوا في قنواتهم الفضائية الحرب على العراق، ويا سبحان الله! أليس العراق بلداً عربياً مسلماً وفيه إخوانكم المسلمين؟ فهل لا توجد لديكم حميّة القوميّة العربيّة يا معشر العرب ولا حمية الدّين على المسلمين!

وكذلك أنتم يا معشر الشعب الإيراني حكومةً وشعباً تخليّتم عن حمية الدّين ولم تقفوا مع إخوانكم المسلمين في العراق! وها هي أمريكا وحلفاؤها تتوجه نحوكم ليضربوكم من بعد ضرب العراق، أما آن الأوان يا معشر المسلمين أن تتوحدوا ضدّ أي عدوانٍ على أي دولةٍ إسلاميّةٍ عربيّةٍ أو أعجميّةٍ؟ أم إنكم سوف تنتظرون حتى يضربونكم دولةً تلو الأخرى؟ ويا حيف عليكم، ولا نأمركم بالعدوان على الناس؛ بل نأمركم بالدفاع عن أرضكم وعرضكم ودينكم إن كنتم مؤمنين، أم إنكم تخشون أعداء الله؟ وقال الله تعالى:
{أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللَّهُ أحقّ أنْ تَخْشَوْهُ إنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} صدق الله العظيم [التوبة:١٣].

ويا معشر المسلمين كافة إنّ الله يأمركم أن تُقاتلوا المُعتدين على إخوانكم فتقاتلوهم كافةً كما يقاتلونكم كافة وأنتم تعلمون، ولم تغزُ العراق أمريكا لوحدها بل معهم كافة حلفهم من المشركين واليهود بمعنى أنّهم قاتلوكم كافةً، فلماذا عصيّتم أمر الله في مُحكم كتابه يا معشر الحكومات العربيّة والإسلاميّة بما فيهم جمهوريّة إيران الإسلامية؟ لماذا عصيتم أمر الله في مُحكم كتابه إلى كافة الدول الإسلاميّة عربيّهم وعجميّهم؟ وقال الله تعالى:
{وَقَاتِلُوا الْمشركينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ} صدق الله العظيم [التوبة:٣٦].

أم إنكم ترون أنّ هذه الآية ليست بمحكمة القتال واضحةٍ؟ أم ترونها لا تزال بانتظار إمامٍ ليفسرها للمسلمين؟ بل هي من الآيات المحكمات من أمّ الكتاب القرآن العظيم أفلا تتقون؟ أم إنكم لا تعلمون ماهي آيات أمّ الكتاب؟ فإنكم إذا تولّيتم عن تنفيذ أي أمر في أي آيةٍ محكمةٍ فسوف يعذبكم الله لأنها من أساسيات الدّين. وقال الله تعالى:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأرض أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنيا مِنَ الْآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنيا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ ﴿٣٨﴾ إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللَّهُ عَلَىٰ كلّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴿٣٩﴾} صدق الله العظيم [التوبة:٣٨].

ويا معشر كافة الدول العربيّة لا يكون موقفكم من إيران كمثل موقف إيران المُخزي تجاه العراق وأفغانستان وكمثل موقفكم المُخزي تجاه العراق وأفغانستان، فاعقدوا مؤتمراً عاجلاً لكافة الدول الإسلاميّة عربيّهم وعجميّهم، وأعلنوا أنكم مهما كانت اختلافاتكم فيما بينكم المذهبيّة والحدوديّة فإنكم ضدّ من يعلن الحرب على أي دولةٍ إسلاميّة عربيّة أو أعجميّة موقفاً واحداً موحداً حتى يهابكم أعداؤكم ويتراجعوا عن غزوكم، ويكفّوا الحرب على دينكم بحجّة الإرهاب.

ويا معشر المسلمين، ما ظنّكم بمن خرج مع المسلمين لقتال الكفار المُعتدين وأثناء القتال وجد من الكفار بأساً شديداً ثم انكسر بعض المسلمين من شدّة بأس أعدائهم، فتعالوا لننظر النتيجة لهم عند الله. تصديقاً لقول الله تعالى:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلَا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبَارَ ﴿١٥﴾ وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَىٰ فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جهنّم وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ﴿١٦﴾} صدق الله العظيم [الأنفال].

فانظروا للنتيجة:
{فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جهنّم وَبِئْسَ الْمَصِيرُ} صدق الله العظيم، سبحان الله العظيم! برغم أنّ هذا المسلم قد خرج مع إخوانه المسلمين لقتال الكفار المُعتدين إلا أنه وجد بأساً من الذين كفروا فتراجع مدْبِراً بالفرار: {فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جهنّم وَبِئْسَ الْمَصِيرُ} صدق الله العظيم. والسؤال الذي يطرح نفسه هو: إذا كان هذا العقاب لمن خرج وقاتل مع إخوانه المسلمين إلا أنه وجد بأساً شديداً من الذين كفروا وانكسر فولَّى مُدبراً وليس خيانةً منه ولكن جُبناً منه، فكيف بالذي يعين الكافرين على المسلمين؟ وكيف بالذي لم يخرج مع إخوانه المسلمين للدفاع عن الأرض والعرض بالمرة وتخلّف في بيته ولم يشاركهم في القتال بالمرة؟ فما هي نتيجته عند ربّه يا معشر رؤساء المسلمين وعُلمائهم الذين ينظرون إلى الكفرة الفجرة كيف يصنعون بإخوانهم في فلسطين وفي العراق وفي أفغانستان وغير ذلك فمكثوا في ديارهم وأشْجَعُهُم لن يقول إلا: "إني مُستنكر بما يفعل الكفار بإخواني المسلمين في البلد الفلاني"! واكتفى بذلك ولم يأمر بالمعروف ولم ينه عن المُنكر وليس الاستنكار بالكلام فحسب، فإذا لم يكن موقفكم إلا الاستنكار وحسبكم ذلك فلن تنالوا رضوان الله بل سوف تنالون مقتَ الله وغضبه. وقال الله تعالى: {سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأرض وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴿١﴾ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ ﴿٢﴾ كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ ﴿٣﴾ إنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ ﴿٤﴾} صدق الله العظيم [الصف].

وما أريد قوله هو إذا استمر تكذيبكم حتى يعلن حزب الطاغوت الحرب على أي دولةٍ إسلاميّةٍ عربيّةٍ أو أعجميّةٍ فليجتمع كافة رؤساء وملوك الدول العربيّة والإسلاميّة ومُفتو ديارهم الأفاضل ويكون اجتماعهم في العاصمة المُقدسة مكة المكرمة بضيافة الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود ولا نطلب منكم إلا أن تعلنوا قراراً واحداً للبشر جميعاً بأنكم مهما كانت خلافاتكم المذهبيّة ولكنكم مُلتزمون بما أنتم متفقين عليه سُنّةً وشيعةً وكافة المذاهب الإسلاميّة على أن أمر الله في كتابه المُحكم إلى كافة المسلمين بقتال من قاتل إخوانهم المسلمين من الكافرين والمشركين. تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَقَاتِلُوا الْمشركينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ} صدق الله العظيم [التوبة:٣٦].

وعليه فإنّ جميع الدول العربيّة والإسلاميّة وجميع المذاهب الإسلاميّة في كلّ دولةٍ في البوادي والحضر قد اتّخذوا القرار بصدِّ أيّ عدوانٍ على أيّ دولةٍ إسلاميّةٍ عربيّةٍ أو أعجميّةٍ، وبهذا القرار ينصركم الله ويؤلف بين قلوبكم ويرضى عنكم ويهديكم صراطاً مستقيماً ويغفر الله لكم وهو الغفور الرحيم، فيجعلكم بنعمته إخواناً في الدّين ويذهب من قلوبكم الحقد والحسد ورجس الشيطان من قلوبكم ويطهِّركم تطهيراً، وإذا لم تفعلوا فقد ارتدَدْتم عن دينكم وأبشركم بعذاب من الله الواحد القهار.
تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ} صدق الله العظيم [محمد:٣٨].

ولكنّهم قوم يحبّهم الله ويحبّونه من أنصار المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني. تصديقاً لقول الله تعالى:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنّصارى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (51) فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ (52) وَيَقُولُ الَّذِينَ آَمَنُوا أَهَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَأَصْبَحُوا خَاسِرِينَ (53) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (54)} صدق الله العظيم [المائدة].

وسلامٌ على المرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
أخو المسلمين عربيهم وأعجميهم؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
______________

آخر تحديث: 02-08-2024 04:47 PM
8

ولذلك حرَّم المهديّ المنتظَر جنّة النّعيم على نفسه وأنفق درجته فيها لجدّه محمد رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- قُربة إلى ربّي لكي يحقِّق لي هدفي الأعظم من جنته..

- 8 -
الإمام ناصر محمد اليماني
17 - 10 - 1430 هـ
06 - 10 - 2009 مـ
10:14 مساءً
ـــــــــــــــــــ


ولذلك حرَّم المهديّ المنتظَر جنّة النّعيم على نفسه وأنفق درجته فيها لجدّه محمد رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- قُربة إلى ربّي لكي يحقِّق لي هدفي الأعظم من جنته ..

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين النّبيّ الأمّي الأمين وآله التوّابين المتطهِّرين والتّابعين للحقّ إلى يوم الدّين، وبعد..

ويا محمود المصري، يا من يحاجّني في أمري فتارةً يؤمن بالبيان الحقّ للذكر للمهديّ المنتظَر وتارةً يكفر بدعوة المهديّ المنتظَر للبشر إلى عبادة نعيم رضوان ربّهم الأكبر من نعيم جنته ولذلك خلقكم، يا محمود المصري فأنا أولى منك بجدّي وأشدُّ غيرةً عليه بالحقّ، ولم أقل إلا أنه أخطأ الوسيلة، ومثله كمثل غيره من الأنبياء والرسل والمقربين المكرمين جميعاً يعبدون رضوان الله وسيلةً ليرجوا رحمة الله التي هي جنته ويخافون عذاب ناره، فاتخذوا نعيم رضوان الله وسيلةً لتحقيق جنته ويقيهم من ناره. وقال الله تعالى:
{أُولَٰئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ ربّهم الْوَسِيلَةَ أيّهم أقرب وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إنَّ عَذَابَ ربّك كَانَ مَحْذُورًا} صدق الله العظيم [الإسراء:٥٧].

ولم يقل المهديّ المنتظَر أنّهم على ضلالٍ، وأعوذُ بالله؛ بل أنا من التّابعين لمحمدٍ رسول الله وكافة المرسلين في الدعوة إلى عبادة الله وحده لا شريك غير أني لم أتّخذ رضوان الله كوسيلةٍ لأنافسهم للفوز بالدرجة العالية في الكتاب والتي لا تكون إلا لعبدٍ من عباد الله وهو الذي أدرك الوسيلة فعبد الله كما ينبغي أن يُعبد.

ولا تفترِ على الله ورسوله يا محمود المصري! فلم يُفتِكم محمدٌ رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- أنّ هذه الدرجة لا ينبغي أن تكون إلا لنبيٍّ! بل قال لعبدٍ ولم يقل أنّه هو؛ بل قال لكم:
[وأرجو أن يكون أنا هو]، فإذا كان لا يعلم محمدٌ رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- أنّه هو صاحب تلك الدرجة، فهل جعلك الله حكماً فيها فتحكم بها أنّها لمحمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم! وافتريت على محمدٍ رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- ولم يقل أنهُ صاحب تلك الدرجة؛ بل قال: [وأرجو أن يكون أنا هو]. وهذا حديث حقٌّ مُتفقٌ عليه من كافة علماء الأمّة بأنّ محمداً رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- لم يقل أنه صاحب تلك الدرجة؛ بل قال وأرجو أن يكون هو بمعنى أنه يتمنى أن يكون هو صاحب هذه الدرجة، وإنما هي الدرجة الرفيعة في جنّة النّعيم. وأقسم بالله العلي العظيم لا تساوي لدى المهديّ المنتظَر شيئاً إلى تحقيق نعيم رضوان الله في نفسه، وأقسم بالله العظيم أنهُ فاز بها (ن) في القرآن العظيم وأنفقتُها لجدّي محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وتسلّمها. تصديقاً لقول الله تعالى: {ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ ﴿١﴾ مَا أنت بِنِعْمَةِ ربّك بِمَجْنُونٍ ﴿٢﴾ وَإِنَّ لَكَ لَأَجْرًا غَيْرَ مَمْنُونٍ ﴿٣﴾ وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴿٤﴾} صدق الله العظيم [القلم].

والمهديّ المنتظَر هو السبب الوحيد الذي حقق لمحمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ما كان يرجوه، وإنما أنفقتها كوسيلة لكي يحقق لي الله النّعيم الأعظم منها فيكون راضياً في نفسه وذلك لأني لم أتخذ نعيم رضوان الله وسيلةً لتحقيق النّعيم الأصغر الدرجة العاليّة الرفيعة في الجنّة، فكيف أتّخذُ النّعيم الأكبر وسيلةً لتحقيق النّعيم الأصغر! ولذلك أنفقتها لكي يحقِّق لي الله النّعيم الأعظم منها، ولا أقصد أن يكون الله راضياً عني وحسبي ذلك كلا وربي؛ بل جميع الأنبياء والمرسلين والصالحين يرجون من الله رضوانه لكي يدخلهم في جنة رحمته ويقيهم نار عذابه. تصديقاً لقول الله تعالى:
{أُولَٰئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ ربّهم الْوَسِيلَةَ أيّهم أقرب وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إنَّ عَذَابَ ربّك كَانَ مَحْذُورًا} صدق الله العظيم [الإسراء:٥٧]. ولكنّ المهديّ المنتظَر لم يكتفِ برضوان الله عليه! إذاً أصبح رضوانه ليس إلا كوسيلة لتحقيق جنته ويقيني من ناره؛ بل أريد أن يكون الله راضياً في نفسه وأنفقُ كلّ شيء في سبيل تحقيق رضوان الله في نفسه، ولكنه حال بيني وبين تحقيق هذا الهدف هم عباده الذين أهلكهم فيقول: {وَمَا أَنزَلْنَا عَلَىٰ قَوْمِهِ مِن بَعْدِهِ مِن جُندٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَمَا كُنَّا مُنزِلِينَ ‎﴿٢٨﴾‏ إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ ‎﴿٢٩﴾‏ يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ‎﴿٣٠﴾‏ أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ ‎﴿٣١﴾‏ وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ ‎﴿٣٢﴾‏} صدق الله العظيم [يس].

ولذلك حرَّم المهديّ المنتظَر جنّة النّعيم على نفسه وأنفق درجته فيها لجدّه محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم قُربةً إلى ربّي لكي يحقق لي هدفي الأعظم من جنته الذي أعيش من أجله فيكون هو راضياً في نفسه وليس عليَّ فحسب بل على عباده الضالين الذين يتحسر عليهم بعد أن أهلكهم، ولذلك سوف يبعثهم ليجعل النّاس أمّةً واحدةً على صراطٍ مستقيمٍ لكي يتحقّق هدف المهديّ المنتظَر،
وفي ذلك سرّ البعث الأول لجميع أموات الكافرين لكي يجعل الله النّاس أمّةً واحدةً على صراطٍ مستقيمٍ في زمن المهديّ المنتظَر فيتحقق هدف المهديّ المنتظَر يا من تجادل في أمره ولا تحيط بسره. تصديقاً لقول الله تعالى: {عَسَىٰ رَبُّكُمْ أن يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جهنّم لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا} صدق الله العظيم [الإسراء:٨].

وتصديقاً لوعد الله بالحقّ:
{وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ ﴿١١٨﴾ إِلَّا مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَٰلِكَ خَلَقَهُمْ} صدق الله العظيم [هود:118-119]، بمعنى أنه لم يتحقّق هدف الهُدى فيجعل الله النّاس أمّةً واحدةً منذ أول رسول إلى خاتم الأنبياء والمرسلين محمد -صلّى الله عليه وآله وسلّم- ولن يتحقق الهدى للناس جميعاً فيجعلهم الله أمّةً واحدةً على صراطٍ مستقيمٍ فيتحقق الهدف من خلقهم إلا في زمن المهديّ المنتظَر الذي يعبد نعيم رضوان نفس ربّه وليس كوسيلة بل كغاية.

ويا محمود المصري، سوف يحكمُ الله بيني وبينك بالحقّ وهو خير الحاكمين، لا سامحك الله لا من بعد موتك ولا يوم يقوم النّاس لربّ العالمين إن كنت من الذين يظهرون الإيمان ويبطنون الكفر؛ من الذين يؤمنون أول النّهار ويكفرون آخره ويخادعون الذين آمنوا، خدعك الله في نفسك وفي مالك وفي ولدك.
ألا والله ما دعوت على أحدٍ قط كما دعوت على محمود المصري، غير إنّي أرجو من الله أن لا يجيب دعوتي إلا في حالةٍ واحدةٍ وهي إذا كان محمود المصري من شياطين البشر من الذين يظهرون الإيمان ويبطنون الكفر فيؤمنون، من الذين يؤمنون أول النّهار ويكفرون آخره فتنةً للأنصار.

ويا معشر الأنصار السابقين الأخيار، ويا معشر المسلمين وكافة علماء الأمّة، إن كنتم تعلمون أنّ الدرجة فاز بها محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم:
{قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} صدق الله العظيم [البقرة:111]. ولم يفتِكم محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم أن هذه الدرجة التي لا ينبغي أن تكون إلا لعبدٍ واحدٍ هي لنبيٍّ أو رسولٍ؛ بل قال محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: [لا تكون إلا لعبد واحد من عباد الله وأرجو أن يكون أنا هو].

إذاً كلّ نبيّ يرجو أن يكون هو، ولكنه لن ينالها إلا أقرب عبد من ربّ العالمين، ولذلك تنافسوا على الله أيّهم أقرب. تصديقاً لقول الله تعالى:
{يَبْتَغُونَ إِلَى ربّهم الْوَسِيلَةَ أيّهم أَقْرَبُ} صدق الله العظيم [الإسراء:٥٧].

ولكن لماذا؟ فهل من أجل تحقيق الهدف من خلقهم؟ والجواب:
{وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ ربّك كَانَ مَحْذُورًا} صدق الله العظيم [الإسراء:٥٧].

إذاً أخطأوا الوسيلة فاتخذوا النّعيم الأعظم وسيلة لتحقيق الأصغر ورضي الله عنهم ورضوا عنه فلم يضلوا عن الصراط المستقيم بل عبدوا الله وحده لا شريك له وإنما أخطأوا الوسيلة. فهل فهمتم الخبر أم نزيدكم ونزيدكم علماً حتى نُلجم المُمترين إلجاماً؟


وكم يُحزنني الجدل في هذا الأمر، ألا والله لا اريد أن أحاجِج النّاس في درجتي في الكتاب، ولكن محمود المصري قد أجبرني فلا سامحه الله ثانيةً واحدةً في الحياة الدُّنيا واليوم الآخر إن كان من شياطين البشر من الذين يُظهرون الإيمان ويُبطنون الكفر، ولا أجاب الله دعوتي على محمود المصري إن لم يكن من شياطين البشر فإنّ ربّي غفورٌ رحيمٌ، ولا تثريب عليه إن كان من الذين لو علموا الحقّ لاتّبعوه، وأفوّض الحكم لله الذي هو بعباده خبيرٌ بصيرٌ.

وسلامٌ على المرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
______________
آخر تحديث: 09-10-2022 10:17 PM
9

ويا محمود المصري لا تُحرِّف كلام الله المحفوظ من التحريف..





- 9 -
الإمام ناصر محمد اليماني
17 - 10 - 1430 هـ
06 - 10 - 2009 مـ
10:31 مساءً
ـــــــــــــــــــــ


ويا محمود المصري لا تُحرِّف كلام الله المحفوظ من التحريف..

اقتباس
وقال أبو بشر: قلت لسعيد بن جبير ( ومن عنده علم الكتاب ) أهو عبد الله بن سلام ؟ فقال : وكيف يكون عبد الله بن سلام وهذه السورة مكية؟ وقال الحسن ومجاهد: (ومن عنده علم الكتاب) هو الله عز وجل يدل عليه: قراءة عبد الله بن عباس (ومن عنده) بكسر الميم والدال، أي: من عند الله عز وجل، وقرأ الحسن، [ص:329] وسعيد بن جبير: (ومن عنده) بكسر الميم والدال (علم الكتاب) على الفعل المجهول دليل هذه القراءة قوله تعالى : ( وعلمناه من لدنا علما ) (الكهف - 65) وقوله: ( الرحمن علم القرآن ). هذا فى تفسير العلماء وهل بعد شهاده الله شهاده. ربك هو الذى عنده علم الكتاب وما أوتيتم من العلم الا قليلا. وعلمناه من لدنا علما. الرحمن علم القرآن.
أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاء وَالْأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ [الحج : 70]
يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الأمُورُ [الحج : 76]
قَالَ عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لَّا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنسَى [طه : 52]
وان تكلم احد بأكثر من ذلك فآخر ما يذهب اليه انه هو سيدنا عيسى
وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ [آل عمران : 48]
وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِّلسَّاعَةِ فَلَا تَمْتَرُنَّ بِهَا وَاتَّبِعُونِ هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ [الزخرف : 61]
فهو علم من اعلام الساعه ويشهد شهاده حق صدق ويدعوا الناس الى الدخول فى دين محمد الاسلام
وبذلك ينزل حكما عدل ويكشف زيغ اهل الكتاب والكافرين الذين افتروا الكذب على الله ورسوله
وقالوا ان لا رسول بعد عيسى
بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..

ويا محمود المصري، لا تُحرّف كلام الله المحفوظ من التحريف منك وأمثالك. وقال الله تعالى: {وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مرسلا قُلْ كَفَىٰ بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ} صدق الله العظيم [الرعد:٤٣].

فهل جعلت الله اثنين يا محمود؟ وهو الله إله واحد لا ثاني له، فكيف تقول إنه يقصد بقوله تعالى:
{قُلْ كَفَىٰ بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ} صدق الله العظيم، أنه الله وكذلك الله؟ ثمّ يردّ عليك الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني بالحقّ ونقول: فأمّا قول الله تعالى: {قُلْ كَفَى بِاللّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ} صدق الله العظيم، فهي مُحكمةٌ لا تحتاج لبيانٍ، ثم نأتي لقول الله تعالى: {وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ} صدق الله العظيم، فهل تعلم من هو المقصود بقوله: {وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ} صدق الله العظيم؟ إنّه العبد الذي أقسم الله به لنبيّه: {ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ ﴿١﴾ مَا أنت بِنِعْمَةِ ربّك بِمَجْنُونٍ ﴿٢﴾ وَإِنَّ لَكَ لَأَجْرًا غَيْرَ مَمْنُونٍ ﴿٣﴾ وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴿٤﴾} صدق الله العظيم [القلم].

وقد شجعناك على البيان ببيانك للفتح برغم أنّها آيةٌ محكمةٌ واضحةٌ جليّةٌ أنّه الفتح بآية العذاب الأليم للمنكرين للحقّ أمثالك وقلنا لنُشجعك بالحقّ، ولكنك أخلدت ولم يرفعك الله بذلك ولم يتقبل ثناء عبده عليك، وهو أعلم بسرك ومكرك، وما دعوت على أحدٍ كدعائي على محمود المصري غير أني لا أريد من ربّي أن يجيب دعوتي إلا في حالةٍ واحدةٍ؛ إذا كنتَ من الذين يسعون لفتنة المؤمنين بالبيان الحقّ للقرآن العظيم بعدما تبيّن لهم أنه الحقّ من ربّهم والحكم لله وهو أسرع الحاسبين.

وسلامٌ على المرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
____________

آخر تحديث: 15-05-2017 01:26 PM
10

إلى محمود الذي يشبه اليهود في المكر والصدّ عن البيان الحقّ للذكر ..

- 10 -
الإمام ناصر محمد اليماني
17 - 10 - 1430 هـ
06 - 10 - 2009 مـ
11:59 مساءً
ـــــــــــــــــــــ



إلى محمود الذي يشبه اليهود في المكر والصدّ عن البيان الحقّ للذكر ..

بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
إلى محمود الذي يشبه اليهود في المكر والصدّ عن البيان الحقّ للذِّكر، إليك سؤال المهديّ المنتظَر، والسؤال هو: هل أفتاكم محمدٌ رسول الله في شأن الدرجة العالية الرفيعة أنها لا تنبغي إلا أن تكون لنبيٍّ من أنبياء الله؟ والسؤال الثاني: هل محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم أفتاكم أنه هو صاحب هذه الدرجة؟ فتعال لنحتكم إلى حديث محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم في شأن الدرجة العالية، وسوف نجد أنه لم يحصرها على الأنبياء من دون الصالحين، ولذلك قال:
[لا تكون إلا لعبد من عباد الله]، ثم لا تجدونه قال عليه الصلاة والسلام أنه هو ذلك العبد؛ بل قال عليه الصلاة والسلام: [وأرجو أن أكون أنا هو]، إذاً لم يجرؤ أن يحكم في شأنها؛ بل يتمناها كغيره من الأنبياء والصديقين، فهل جعلك الله حكماً فيها يا محمود الذي يسعى للفتنة بين الحين والآخر؟ وكلما اهتدى أركس في الفتنة مرةً أخرى. وقال الله تعالى: {كلّ مَا رُدُّوا إِلَى الْفِتْنَةِ أُرْكِسُوا فِيهَا} صدق الله العظيم [النساء:٩١].

أم إنّك من الذين يؤمنون أول النّهار ويكفرون آخره؟ أم إنّك من الذين يرجعون عن توبتهم؟ أم ما خطبك وماذا دهاك؟ فانظروا لتوبة محمود المصري الذي تاب من قبل إنّه يجادلنا في هذا الموضوع وأشهدُ الله على ذلك، وقال:
09-07-2009
08:55 AM
محمود المصرى
من الأنصار السابقين الأخيار تاريخ التسجيل: Jun 2009
المشاركات: 132
___
برقيه اعتذار وحب للامام ناصر محمد اليمانى والأنصار الأخيار

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
اللهم اشهد اني تبت اليك توبة نصوحه اللهم اقبل توبتي اللهم ثبتني ربّي لاتزغ قلبي بعد اذ هديتني اللهم اني بريئه من كل ذنب اتيت به وانا غافله وبعيده عنك واستغفرك اللهم من كل ذنب خطوت اليه برجلي او مددت اليه يدي او تاملته ببصري او اصغيت اليه باذني او نطق به لساني اللهم اغفرلي ذنبي وطهر قلبي وحصن فرجي اللهم اني استغفرك من كل سيئه فعلتها في النّهار او الليل في سر او علن فلم استحِ منك وأنت ناظر الي اللهم قنا عذابك يوم تبعث عبادك اللهم من استقوى علي واذاني اللهم اشتقوي عليهم بقوتك وجبروتك أنت حسبي ونعم الوكيل اللهم من اراد بي سوء فرد كيده الى نحره واجعل تدبيره في تدميره واشغله بنفسه اللهم عليك بهم انهم لايعجزونك شي انك ولي ذلك وعلى كل شي قدير اللهم اني استودعك نفسي وزوجي وذريتي يامن لاتضيع ودائعه واسالك اللهم أن تحفظنا من كل سوء اللهم كما هديتني لطريقك اللهم فاهدي جميع من احببت اللهم اسعدنا بتقواك ولا تشقنا بمعصيتك
___
يا قوم لن اجادل بعد اليوم واستغفر الله لما كان وما يكون فهو الغفور الرحيم فلينصر الله امامنا المهدى نصراً عزيزا فان شاء الامام أن يرفع لقب أني من الأنصار الاخيار كما أحبّ بعضكم فذلك له وان رضيتم بذلك أن ترفعوا اللقب فأنتم خيرا منى بفضل الله واحق به لكن حقيقة الأمر أن ذلك لا يؤثر على ولقد علمت أن رضا الله علينا اكبر نعمة فلا نزداد باللقب شيئا فى نفوسنا ولا يرفعنى عن غيرى فكلنا لله عبد ومن هم خير منى كثير ولا اقدم احد على الأنصار الاخيار والحمد لله على كل حال ولا ازكى على الله احد. وحقا أن الله هو الذى يقسم رحمته ولم يجعل الله محمود المصرى حكم فى ذلك تعالى الله علواً كبيراً ولقد كاد أن يدخل محمود المصرى فيما ليس له فيه شأن لولا أن تداركتنا رحمة الله

و كيف يقر العبد لنعيم ليس فيه رضوان الله وان الى ربنا المنتهى وكان فضل الله علينا كبيراً واعترف بأنى خضت فى كثير من الامور بالظنّ وان الظنّ لا يغنى من الحقّ شيئا
وبرهاننا ضعيف اعنى ما جئت به مجادل واعترف بأنى جاهل اسئل الله أن يزيدنا علما من علم الامام واستغفر الله واسلم له راضى بما قضى تائب عما كان وعما يكون وذلك درس تعلمت منه الكثير ولن ابايع مرة اخرى فانا مازلت على البيعة والله يشهد وكفى به شهيدا عليم بذات الصدور ولتعلموا انى أحبّ رسول الله من كل قلبى واكثر من نفسى ولعل الشيطان نزغ بينى وبين نفسى فسولت لى امرا ولتعلموا بأنى ورب محمد اهوى محمدا وحبى لله اكبر من حبى لأى خلق خلقه والمحبة لله وحده وأحبّ خلقه لان ذلك من محبته وأحبّ الامام ناصر لانه المهدى الذى جاء بالبيان الحقّ من عند ربّه احبه اكثر من نفسى وأحبّ النبى اكثر من المهدى أعلم أن منكم لا يصدقنى حين اقول بأنى تالله وانا اجادل الامام تالله ما نقص يقينى بأنه هو حقا المهدى المنتظر لكن لا أعلم لما حدث ذلك رغم انى اشهد انه المهدى المنتظر لكن حقا لا أعلم لما فعلت فعلتى التى فعلت وهى الجدال العقيم فليرحمنى ربى التى وسعت رحمته كل شىءواعلم انى عند الامام قد اكون من الصاغرين وذلك بينه وبين نفسه، فاعتذر اليه على جدالى له ربى اغفر لى وللامام والأنصار وتقبل منى والحمد لله الذى هدانا لهذا وما كنا لنهتدى لولا أن هدانا الله واسلم لما قضى فيه تسليماً المهدى تسليماً بحول الله وعون اعتذر للأنصار انا بجد اسف جدا وانتم احسن منى وتالله انى حينما بايعت الامام كان حقا ومازلت على بيعتى حين جادلته ولا اجروء على نقضها فذلك ميثاقا غليظ بينى وبين الله ومازلت على بيعتى للامام المهدى يرحمنى الله.

انتهت برقية التوبة والاعتذار من محمود المصري وما يلي رابطها:
https://mahdialumma.online/vb/showth...

فلماذا يا محمود ارتددْتَ عن توبتك وخُنت الله ورسوله والمهديّ المنتظَر وخُنت نفسك؟ وأقسم بالله الذي لا إله إلا هو إنّ الله غاضبٌ عليك يا محمود، وأقسم بالله الذي لا إله إلا هو إنها لن تدمع عينك من بعد اليوم من ذكر الله حتى تتوب إلى الله متاباً، فلماذا تتدخل في شؤون الله الذي لا يشرك في حكمه أحداً؟ ولم أحاجك لا أنت ولا غيرك في الدرجة العالية أنها للإمام المهديّ ناصر محمد اليماني، فلا حاجة لي بها والله على ما أقول شهيدٌ ووكيل، فلا سامحك الله يا محمود من اليوم إلى اليوم الموعود ما دُمت مُصِّراً على فتنة الأنصار وتخادعنا بالتوبة وأنت تنوي المكر والصدّ عن البيان الحقّ للذِّكر، وعليه فقد قررنا اجتثاث محمود المصري من طاولة الحوار كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض مالها من قرار لأنه تبيّن لنا أنه من الذين يظهرون الإيمان ويبطنون الكفر من الكفرة الفجرة كمثل الذين يؤمنون أول النّهار ويكفرون آخره من الذين قال الله عنهم: {وَقَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَجْهَ النّهار وَاكْفُرُوا آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} صدق الله العظيم [آل‌ عمران:٧٢].

والحمدُ لله على تصفية الأنصار بين الحين والآخر، ألا والله لا يثبتوا على الصراط المستقيم إلاّ الذين يعبدون الله وحده فينافسوا محمداً رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم والمهديّ المنتظَر في حبِّ الله وقربه؛ أولئك هم الربّانيون الذين يتنافسون على حبّ الله وقربه، أما الذين جعلوا الله حصرياً لأنبيائه ورسله، فأولئك لا يعبدون الله بل اتخذوا الأنبياء أرباباً من دون الله ويرجون شفاعتهم بين يدي الله ولم يخلصوا لله في عبادتهم ودُعائهم ولن يغنوا عنهم أنبياء الله شيئاً فيكونون عليهم ضداً، فمن كان يعبد الله وحده لا شريك له وينافس المهديّ المنتظَر وينافس كافة الأنبياء والمرسلين في حبِّ الله وقربه فليتّبعني على بصيرة جدّي محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم القرآن العظيم، وما أنا من المشركين.

وسلامٌ على المرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
أخو الأنصار السابقين الأخيار؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
_______________

آخر تحديث: 27-07-2024 10:05 PM