الموضوع: بيان البرهان لبراءة محمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم من أنّه كان يهوى امرأة زيد بن الحارثة

1

بيان البرهان لبراءة محمدٍ رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- من أنّه كان يهوى امرأة زيد بن الحارثة..


- 1 -
[ لمتابعة رابط المشاركــــة الأصليّة للبيــان ]
https://mahdialumma.online/showthread.php?p=150771

الإمام ناصر محمد اليماني
14 - رمضان - 1435 هـ
11 - 07 - 2014 مـ
11:40 صباحاً
( بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى )
ــــــــــــــــــــ


بيان البرهان لبراءة محمدٍ رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- من أنّه كان يهوى امرأة زيد بن الحارثة ..


المشاركة الأصلية كتبت بواسطة alawab



قال الله تعالى :
{وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَراً زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَراً وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولاً﴿37﴾} صدق الله العظيم
فماهو الشىء الذي كان يخفيه النبي صلى الله عليه وآله في نفسه ؟ أهو رغبته في الزواج من زوجة زيد ؟
وهل قول الله تعالى {لاَ تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجاً مِّنْهُمْ وَلاَ تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ﴿88﴾} صدق الله العظيم له علاقة بهذا الموضوع أم لا؟
وسلامٌ على المرسلين ، والحمد لله رب العالمين.

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمُرسلين جدّي محمد رسول الله وآله الطّيّبين وجميع المؤمنين في كل زمانٍ ومكانٍ إلى يوم الدين، أمّا بعد..
فإنّ رؤيا الأنبياء هي أمرٌ لهم من ربّهم وجب عليهم تنفيذه ومثال ذلك نبيّ الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام وهو يخاطب ولده، فقال: {قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَىٰ فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَىٰ ۚ قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ ۖ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ (102)} صدق الله العظيم [الصافات].

ونستنبط من ذلك أنّ رؤيا الأنبياء أمرٌ إليهم من ربّهم حين يرون أنّهم يفعلون شيئاً فيجب عليهم فعله، ولذلك قال نبي الله إبراهيم: {قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَىٰ فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَىٰ ۚ قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ ۖ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ (102)} صدق الله العظيم. فانظروا، إنّه أمرٌ وجب عليهم فعله تصديقاً لقول الله تعالى: {قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ ۖ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ (102)} صدق الله العظيم.

وفي ذلك بلاءٌ من ربّه عظيمٌ ولذلك شهد الله لنبيِّه إبراهيم أنّ ذلك بلاء له من ربّه. وقال الله تعالى: {وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ (104) قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (105) إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاء الْمُبِينُ (106) وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ (107)} صدق الله العظيم [الصافات].

وكذلك ابتلى الله محمداً رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- فكان يرى في منامه أنّه تزوَّج امرأة زيدٍ عليه الصلاة والسلام، فعَلِم النَّبيّ أنّه إذا طلّقها زيدٌ فيجب عليه تنفيذ أمر ربّه في الرؤيا الحقِّ برغم أنّ النَّبيّ عليه الصلاة والسلام أخفى الرؤيا في نفسه ولم يُبدها لأحدٍ حتى إذا جاء زيد بن حارثة إلى النَّبيّ وقال إنّه سوف يطلِّق زينب فهنا ارتجف قلبُ النَّبيّ عليه الصلاة والسلام لكونه لو يطلقها زيدٌ فلا مفرَّ من تنفيذ أمر ربّه فيتزوج محمدٌ رسول الله زينبَ بنت جحشٍ، وتذكّر ماذا سوف يقول الناس: "كيف يتزوج امرأة رجلٍ تبنّاه!". وكان الناس ينادونه زيد ابن محمد، وحتى ولو لم يكن ولده فقد تبنّاه، فهل عُدِمْنَ النساء فلم يجد سواها؟ فمن ثمّ يقول الناس: "فلا بُدّ أنّ النَّبيّ كان يهواها، ولذلك تزوجها بعد أن طلقها زيدٌ".

وذلك قولهم إفكٌ على النَّبيّ من عند أنفسهم بالظنّ الذي لا يغني من الحقِّ شيئاً ظلماً وبهتاناً، ويعلم النَّبيّ أنّ النّاس حتماً سوف يقولون ذلك، ولذلك يتمنّى محمدٌ رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- أن لا يطلِّق زيدٌ زينبَ مدى الحياة، فكلّما جاء زيدٌ يقول للنّبي أنّه يريد أن يطلِّق زينبَ فكان النَّبيّ يعارض بشدةٍ ويرفض بشدةٍ أن يطلِّق زيدٌ زينبَ؛ بل يقول له النَّبيّ: "اتّقِ الله يا زيد، اتّقِ الله يا زيد ولا تفعل". وقال الله تعالى: {وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ}. ولكن ليست المشكلة ما قاله النَّبيّ ظاهر الأمر؛ بل المشكلة بالتزامه بتصديق الرؤيا بالحقّ، ولذلك يقول النَّبيّ لزيد اتّقِ الله ولا تطلقها لكون النَّبيّ يعلم أن زيداً لو يطلقها فهنا لا مفرّ ولا عذر له من تنفيذ أمر الله في الرؤيا التي يكتمها في نفسه، ولذلك قال الله للنبيّ: {وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَراً زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَراً وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولاً﴿37﴾} صدق الله العظيم [الأحزاب].

حتى إذا طلّقها زيدٌ تقدم النَّبيّ لخطبتها تنفيذاً لأمر ربّه في الرؤيا الحقِّ، وقد علم أنّها رؤيا فيها بلاءٌ له من ربّه كما ابتلى اللهُ إبراهيم عليه الصلاة والسلام بذبح ولده ونفَّذَ إبراهيم عليه الصلاة والسلام ما جاء في رؤيا الابتلاء ونفَّذَ محمدٌ رسول الله عليه الصلاة والسلام ما جاء في رؤيا الابتلاء، ومن بعد ما تزوّج من زينب من بعد تنفيذ رؤيا الابتلاء فمن ثمّ تَنَزَّلَ في زواجها ذكرٌ في محكم القرآن العظيم يصون عِرْضَ النَّبيّ إلى يوم القيامة ومُبَيِّناً فيه الحكمة من تزويج محمدٍ رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- بزينب طليقة زيد بن حارثة، وقال الله تعالى: {فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَراً زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَراً وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولاً﴿37﴾} صدق الله العظيم [الأحزاب].

وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين ..

وأما البيان الحقِّ لقول الله تعالى: {لاَ تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجاً مِّنْهُمْ وَلاَ تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ﴿88﴾} صدق الله العظيم [الحجر]. وإنما يقصد بقوله: {أَزْوَاجاً مِّنْهُمْ}؛ أي أصنافاً منهم ولا يقصد النّظر إلى زوجاتهم؛ بل يقصد أن لا يعجبه المال والبنون الذي أمدّ الله به أصنافاً من الكفار. تصديقاً لقول الله تعالى: {فَلَا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ ۚ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُم بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ} صدق الله العظيم [التوبة:55]، انتهى البيان الحقِّ، حقيق لا نقول على الله إلا الحقِّ.

وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
أخوكم؛ الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
_________________

آخر تحديث: 30-01-2021 03:12 PM
2

مزيدٌ من سلطان العلم من محكم القرآن العظيم على براءة الَّنبيّ أنّه كان يهوى زينب وهي لا تزال زوجة زيد بن حارثة..

- 2 -
[ لمتابعة رابط المشاركـة الأصليّة للبيـــان ]
https://mahdialumma.online/showthread.php?p=150848

الإمام ناصر محمد اليماني
15 - رمضان - 1435 هـ
12 - 07 - 2014 مـ
11:14 صباحاً
( بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى )
ــــــــــــــــــــ


مزيدٌ من سلطان العلم من محكم القرآن العظيم على براءة الَّنبيّ أنّه كان يهوى زينب وهي لا تزال زوجة زيد بن حارثة ..

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على كافة الأنبياء والمرسلين وآلهم الطيّبين وجميع المؤمنين، أمّا بعد..
أيا عبد الله الحسيني المحترم والمكرم، لقد أفتينا بالحقّ لكوننا علمنا بطرق الوحي إلى النّبيّ ومنها الرؤيا المناميّة أمراً من الله على الأنبياء مفروضاً جبريّاً وليس لهم الخيرة في الرؤيا. ألم ترَ حين رأى النَّبيّ عليه الصلاة والسلام أنّه يعتمر بالمسجد الحرام فعلم أنّه أمرٌ إليه من الله؟ ولذلك شدّ رحله ليعتمروا بالمسجد الحرام، وكذلك صحابته خرجوا مع نبيّهم قاصدين العمرة بالمسجد الحرام، وكذلك جعل الله تأخير تصديق هذه الرؤيا فتنةً للناس.

وكذلك رؤيا النّبيّ عليه الصلاة والسلام أن يتزوَّج زينب، ونفَّذَ النّبيّ الرؤيا بالحقّ فتزوَّج بزينب عليهما الصلاة والسلام، فمن ثمّ نزل في زواجهما ذكراً ليبرّئ النّبيّ عليه الصلاة والسلام مما يوسوس في صدور النّاس، وبيَّن الله أنَّ ذلك أمرٌ من عنده في الرؤيا الحقّ، ولذلك قال الله تعالى:
{
وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّـهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ} [الأحزاب:37]. أي في تنفيذ أمر ربّه في الرؤيا الحقّ.

ثمّ بيّن الله الحكمة من بعد تنفيذ الرؤيا بأنّ ذلك أمرٌ من الله بأنّه يحقُّ للأنبياء الزواج من طليقات أدعيائهم غير أنّه لا يحقّ للمؤمنين أن يتزوجوا من طليقات أنبيائهم لكونهنّ أمهاتهم. تصديقاً لقول الله تعالى:
{النَّبِيُّ أَوْلَىٰ بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ ۖ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ} صدق الله العظيم [الأحزاب:6].

وقال الله تعالى:
{وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ ۚ ذَٰلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ ۚ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَن تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَن تَنكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِن بَعْدِهِ أَبَدًا ۚ إِنَّ ذَٰلِكُمْ كَانَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمًا (53) إِن تُبْدُوا شَيْئًا أَوْ تُخْفُوهُ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا (54)} صدق الله العظيم [الأحزاب].

وكذلك نزيدكم علماً بالحقّ من حكمةٍ ربانيّةٍ أخرى من زواج محمدٍ رسول الله -صلَّى الله عليه وآله وسلَّم- بزينب بنت جحش، فأبوها من كبراء بني مخزوم ولقد رأى محمدٌ رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- رؤيا أنّه يخطب لزيدٍ زينبَ بنت جحش، فمن ثمّ بعث النّبيُّ عليه الصلاة والسلام رسولاً إلى جحش أحد مشايخ بني مخزوم ليسترضيهم بأنّه سوف يتقدم لخطبة ابنته زينب لزيد بن الحارثة، ولكن جحش المخزومي أراد هو وزوجته أن يرفضوا طلب رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، وعلى كل حالٍ قال المخزومي لرسول الرسول: " لو أنّ محمداً رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خطبها له لكان على الرحب والسعة وذلك ما نتمناه، وأما أن يخطبها لزيدٍ وهو من العبيد ومن الرقيق فالمعذرة فهي بنت شيخٍ وسوف يغضب مني قومي بنو مخزوم". ووافقته زوجته الرأي فلو أنّ النّبيّ خطبها لنفسه لكان ذلك ما يتمنونه، وأمّا أن يخطبها لزيدٍ فلا، حتى إذا أراد رسولُ النّبيِّ أن ينصرف فصرخت زينب في وجه أبيها وأمِّها من وراء الحجاب فقالت: "هيهات هيهات أتريدون أن تردوا رسولَ رسولِ الله؟ فوالله الذي لا إله غيره لا أتزوج إلا زيداً تكريماً لطلب نبيّه، والله المستعان. فقل يا هذا للنبيّ عليه الصلاة والسلام أنّ زينب بنت جحش موافقةٌ على طلبه عليه الصلاة والسلام". فنظر رسولُ رسولِ الله إلى وجه أبيها وأمِّها فإذا هما لا يزالان رافضان حتى من بعد سماع قسم ابنتهما، إذ كانت قويّة الشخصيّة ذات قرارٍ حاسمٍ وهم يعرفون قرارها وقوة شخصيّتها فلن تتزوج إلا زيداً، ورغم ذلك استمروا في الإصرار والرفض إلا أنْ يخطبها النّبيّ لنفسه، وهيهات هيهات. وما إنْ جاء الرسول إلى النّبيّ بجواب الأبوين وجواب زينب إلا وقد تنَزَّل رسول الله جبريل إلى رسوله عليهم الصلاة والسلام بقوله تعالى:
{وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا ْ} صدق الله العظيم [الأحزاب:36].

فمن ثم عاد الرسول وهو يحمل هذه الآية القرآنيّة رسالةً من الله:
{وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا} صدق الله العظيم. وهنا اقتنع الأب والأمّ من خالص قلوبهم وحمدوا الله على قرار ابنتهم حتى لا يكونوا ممن عصوا الله ورسوله، ومن بعد الزواج جاءت الرؤيا الأخرى وهو أن يتزوّجها النّبيّ من بعد أن يطلقها زيد بن حارثة والآيات متصلات، وقال الله تعالى:
{وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ۗ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا (36) وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ ۖ فَلَمَّا قَضَىٰ زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا ۚ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا (37) مَّا كَانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيمَا فَرَضَ اللَّهُ لَهُ ۖ سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ ۚ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَّقْدُورًا (38) الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ ۗ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ حَسِيبًا (39) مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَٰكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا (40) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا (41) وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (42) هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ۚ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا (43)}
صدق الله العظيم [الأحزاب].

ونزيدكم علماً أنّ الحكمة الربانيّة كذلك من أنَّ الله زوَّج زينب لنبيّه لكونها وافقت على الزواج من عبدٍ رقيقٍ قربةً إلى ربّها لكونه خطبها نبيُّه لزيدٍ، حتى ولو كان رقيقاً، ولذلك جاء الجزاء الحسن لها من الله ورفع مقامها وزوّجها لنبيّه عليه الصلاة والسلام.
ألا وإنّ زينب من أكرم زوجات النّبيِّ في الكتاب من بعد خديجة بنت خويلد صلوات الله على محمدٍ وأزواجه أجمعين وآل بيته الطيبين الطاهرين.

وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
أخوكم؛ الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
_______________

آخر تحديث: 30-01-2021 03:12 PM
3

لا يجوز نداء الأدعياء إلى الذين تبَنَّوْهم فذلك محرمٌ في كتاب الله لعلكم تنتهون..

https://mahdialumma.online/showthread.php?p=150974

الإمام ناصر محمد اليماني
16 - رمضان - 1435 هـ
13 - 07 - 2014 مـ
12:10 مساءً
( بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى )
ــــــــــــــــــــ


لا يجوز نداء الأدعياء إلى الذين تبَنَّوْهم فذلك محرمٌ في كتاب الله لعلكم تنتهون
..


المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحن إليگ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. بيان عظيم للإمام المنتظر الحبيب
سؤال لمن لديه الجواب
معنى كلمة (( أدعياءكم : هم من تتبنّونهم من أبناء غيركم ..
السؤال هل يجوز ان يتزوج الأب من طليقة أبنه والذي من صلبه ... وهل يعتبر الابن الذي من صلب الرجل من الادعياء كونه يُدعى لأبيه أرجوا الإفاده
قال الله العظيم
(( ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ ۚ فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ ۚ وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَٰكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ ۚ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا. )) صدق الله العظيم

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين محمد رسول الله رحمة للعالمين وجميع المؤمنين بربّهم لا يشركون به شيئاً في كل زمانٍ ومكانٍ إلى يوم الدين، أمّا بعد..

ويا من تحنُّ إلى لقاء الإمام المهديّ حبيبي في الله (أحن إليك)، وسؤال عجيبٌ منك قولك ما يلي:
السؤال هل يجوز أن يتزوج الأب من طليقة ابنه والذي من صلبه ... وهل يعتبر الابن الذي من صلب الرجل من الأدعياء كونه يُدعى لأبيه أرجو الإفادة.
فمن ثمّ يردّ الإمام المهديّ عليك وأقول: ولكنك تعلم حبيبي في الله قولَ الله تعالى: {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالَاتُكُمْ وَبَنَاتُ الْأَخِ وَبَنَاتُ الْأُخْتِ وَأُمَّهَاتُكُمُ اللَّاتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ مِنَ الرَّضَاعَةِ وَأُمَّهَاتُ نِسَائِكُمْ وَرَبَائِبُكُمُ اللَّاتِي فِي حُجُورِكُمْ مِنْ نِسَائِكُمُ اللَّاتِي دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَإِنْ لَمْ تَكُونُوا دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ وَحَلَائِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلَابِكُمْ وَأَنْ تَجْمَعُوا بَيْنَ الْأُخْتَيْنِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُوراً رَحِيماً} صدق الله العظيم [النساء:23].

وهل تدري يا قرة عيني لماذا قال الله تعالى:
{وَحَلَائِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلَابِكُمْ}؟ صدق الله العظيم، وحدَّد: {الَّذِينَ مِنْ أَصْلَابِكُمْ}؟ وذلك لكونهم أبناءٌ وليسوا أدْعياء، وذلك لكونه أحلّ للمتبنِّي أنْ يتزوّج المرأةَ طليقةَ من يُدْعى إليه لكونه ليس ابنه من صلبه، ولذلك أحلّ الله الزواج من طليقات الأدْعياء كما فعل محمدٌ رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلم- كون زيد من الأدعياء وليس ابنه من صلبه، ولذلك لا حرج على النّبيّ إنْ تزوّج بطليقة من كان يُدْعى إليه لكونه ليس ابنه.

وأمّا إنْ كان الابن من صُلبِهِ فذلك محرَّمٌ على الآباء أن يتزوجوا المرأة طليقة
{الَّذِينَ مِنْ أَصْلَابِكُمْ}. وأمّا الأدعياء فهم ليسوا أبناءهم. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءَكُمْ أَبْنَاءَكُمْ ۚ ذَٰلِكُمْ قَوْلُكُم بِأَفْوَاهِكُمْ ۖ وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ (4) ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِندَ اللَّهِ ۚ فَإِن لَّمْ تَعْلَمُوا آبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ} صدق الله العظيم [الأحزاب:4-5].

وإنّما الأدْعياء غير الأبناء وهم الذين يُدْعَون إلى من تَبَنَّوْهم وهم ليسوا بآبائهم، وبرغم أنّ الله ينهاهم أنْ يدعونهم إلى من تبَنَّوْهم ولكنّ المنافقين دائماً كانوا ينادون ابنَ حارثة (زيد بن محمد)، وحتى بعد أنْ تزوّج الرسول بزينب طليقةَ زيدٍ فلم يزجرهم النّبيّ عن ذلك وسكت عنهم، ولكنّ نداؤهم (زيد بن محمد) حتى من بعد أن تزوّج الرسول بزينب فلا يزال المنافقون يقولون (زيد بن محمدٍ) فلقد أغضب الله نداءَهم هذا. تصديقاً لقول الله تعالى:
{يَا أَيُّهَا النّبيّ اتَّقِ اللَّهَ وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا (1) وَاتَّبِعْ مَا يُوحَىٰ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا (2) وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ وَكِيلًا (3) مَّا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِّن قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ ۚ وَمَا جَعَلَ أَزْوَاجَكُمُ اللَّائِي تُظَاهِرُونَ مِنْهُنَّ أُمَّهَاتِكُمْ ۚ وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءَكُمْ أَبْنَاءَكُمْ ۚ ذَٰلِكُمْ قَوْلُكُم بِأَفْوَاهِكُمْ ۖ وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ (4) ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِندَ اللَّهِ ۚ فَإِن لَّمْ تَعْلَمُوا آبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ ۚ وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُم بِهِ وَلَٰكِن مَّا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ ۚ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا (5)} صدق الله العظيم [الأحزاب].

ولكن بعض المؤمنين تعوّد لسانه على نداء (زيد بن محمد) غير أنّه يتراجع ويستغفر الله ويقول: "بل يا زيد بن حارثة". ولذلك قال الله تعالى:
{وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُم بِهِ وَلَٰكِن مَّا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ ۚ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا (5)} صدق الله العظيم [الأحزاب]، ومن بعد نزول هذه الآية انتهى النّاس عن نداء (زيد بن محمد) ونادوه لأبيه الحقّ (زيد بن حارثة) تنفيذاً لأمر الله تعالى: {ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِندَ اللَّهِ} صدق الله العظيم.

ولكن للأسف فإنّ بعض المؤمنين اليوم يجد طفلاً في ( صندوق كرتون ) فيربّيه؛ وفي ذلك أجرٌ عظيمٌ، ولكن الخطأ هو أنّه ينسبه إليه، فيدخل ضمن ذريته وتختلط الأنساب، وذلك محرَّمٌ في كتاب الله. ولكنّ كثيراً من المؤمنين لا يعلمون، وآخرون لا يبالون بالأمر من أصحاب النظرة القصيرة لكون قصة الذي يُدعى إليه سوف تؤدي إلى اضمحلال الحقيقة مع القرون شيئاً فشيئاً فتختفي حقيقة التّبني تماماً وتصبح نسباً من ضمن الذريّة، ولا يرضي الله اختلاط الأنساب لحكمةٍ بالغةٍ، ولكنّ أكثر الناس لا يعلمون.

وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
أخوكم؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
________________

آخر تحديث: 30-01-2021 03:13 PM
4

إلى من يدعى اللقيط؟ والجواب يدعى اللقيط إلى أبيه عبد الله..

https://mahdialumma.online/showthread.php?p=150986

الإمام ناصر محمد اليماني
16 - رمضان - 1435 هـ
13 - 07 - 2014 مـ
02:47 مساءً
( بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى )
ــــــــــــــــــــ


إلى من يُدعى اللقيط؟ والجواب يدعى اللقيط إلى أبيه عبد الله
..


بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على محمدٍ رسول الله وجميع النّبيّين من قبله وجميع المؤمنين في كل زمانٍ ومكانٍ إلى يوم الدين، أما بعد..

والجواب بالحقّ، فإنّ من وجدَ طفلاً في صندوقٍ أو في مِرفقٍ عامٍ أو في أي مكانٍ ثم ربَّاه لوجه الله تعالى فعليكم أن تجعلوا اسم أبيه (عبد الله) إذا كنتم لا تعلمون آباءهم وكذلك هم لا يعلمون آباءهم. كمثل لقيطٍ وُجد في كرتونٍ وقمتم بتربيته، وعلى سبيل المثال أسميتم المولود (صالح) فمن ثمّ تجعلون اسم أبيه المجهول (عبد الله) وهكذا... فتقولون (صالح عبد الله) أو (عامر عبد الله) أو (ناصر عبد الله)، فهذا اسمه صحيحٌ. ولكن أنْ تخترعوا اسم أبيه اسماً من عند أنفسكم فهذا غلط، فلا يصحُّ أن نسمّيه (صالح محمد) ولا (عامر علي) ولا (ناصر حسن)؛ بل لا بدَّ أن يكون اسم الأب من أسماء العبوديّة لكون أبوه عبدُ الله، فلو وجد أحدكم ولداً في صندوقٍ وربّاه وسمّاه (سيف عبد الله) أو بنتاً فسماها (مها عبد الله) فهو قد سمّاه بالحقّ لكون أبوه حتماً عبد الله أي أنّ أباه حتماً عبدٌ من عباد الله، فهل فقهتم الخبر معشر المؤمنين؟

وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
أخوكم؛ الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
________________




آخر تحديث: 30-01-2021 03:13 PM
5

البيان من محكم القرآن لحقيقة ابن السبيل، وحقوقه في بيت مال المسلمين، وإثبات هويته المدنيّة..

https://mahdialumma.online/showthread.php?p=151092

الإمام ناصر محمد اليماني
17 - رمضان - 1435 هـ
14 - 07 - 2014 مـ
01:04 مساءً
( بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى )
ــــــــــــــــــــ


البيان من محكم القرآن لحقيقة ابن السبيل، وحقوقه في بيت مال المسلمين، وإثبات هويّته المدنيّة
..



بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على كافة الأنبياء والمُرسلين وآلهم الطيّبين والصلاة والسلام على ابن السبيل وكافة المؤمنين إلى يوم الدين..

ألا وإنّ ابن السبيل هو الطفل الذي تجدونه في صندوقٍ بجانب الطريق ولا يُعرف مَنْ أبوه؛ ذلك ابن السبيل وهو الطفل الرضيع الذي وجدتموه، وله معاشٌ اعتمدَه الله من الزّكاة وجعله من أحد الأصناف الثمانية، واعتمد هويته لكونه أمرَ حاكمَ الدولة بالاعتراف بحقوق أبناء السبيل، وأمر اللهُ الحاكمَ أن يؤدّي حقَّ ابن السبيل من بيت مال المسلمين وصرف معيشتهم من بيت مال المسلمين، ولذلك جعلهم أحدَ مصارف الزكاة الثمانية ومنهم ابن السبيل. تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللّهِ وَابن السبيل فَرِيضَةً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} صدق الله العظيم [التوبة:60].

وكذلك جعل الله لابن السبيل نصيباً من خُمْسِ الغنائم. تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ لِلّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابن السبيل إِن كُنتُمْ آمَنتُمْ بِاللّهِ وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} صدق الله العظيم [الأنفال:41].

وكذلك جعل الله لابن السبيل نصيباً من النّفقات الطوعيّة. تصديقاً لقول الله تعالى:
{يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلْ مَا أَنفَقْتُم مِّنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابن السبيل وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللّهَ بِهِ عَلِيمٌ} صدق الله العظيم [البقرة:215].

وكذلك أوصاكم الله بالمعاملة الحسنة لابن السبيل. تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابن السبيل وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً} صدق الله العظيم [النساء:36].

وجعل الله لابن السبيل حقّاً في أموالكم فتعطوه لوجه الله قربةً إلى ربِّكم. تصديقاً لقول الله تعالى:
{فَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابن السبيل ذَلِكَ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} صدق الله العظيم [الروم:38].

وجعل الله أبناء السبيل إخوانكم في دين الله. تصديقاً لقول الله تعالى:
{فَإِن لَّمْ تَعْلَمُوا آبَاءهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ} صدق الله العظيم [الأحزاب:5].

ولا يحقّ نفي هويته الحكوميّة فقد أمر الله الحاكم أن يُخرج نصيب ابن السبيل من الزّكاة المفروضة، وكذلك هويته (أحمد عبد الله) أو (ناصر عبد الله) أو (عامر عبد الله) أو أي اسمٍ تختارون له إلا اسم أبيه فليس لكم الخيرة، ولا تستطيعون أن تُنكروا أنَّ أباه حقاَ هو عبدُ الله فيُوثّق في هويته المدنيّة ولا يجوز حرمانه حقّه فشأنه كأيّ مؤمنٍ.

وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
أخوكم؛ الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
________________

آخر تحديث: 30-01-2021 03:13 PM